لينك التسجيل الصوتي للمقالة علي Sound Cloud:
https://soundcloud.com/user-112011687-312727988/zja3lhpffqdq?si=5a3414c5b755407689959275422212bc&utm_source=clipboard&utm_medium=text&utm_campaign=social_sharing
ماتش العودة بين (صقر قريش) و (أبوجعفر المنصور):
لو الحكم سهل لكان التاريخ إفتكر كل الحكام اللي مروا علي البشر طول تاريخنا .. الحكم مش سهل .. هو يبان سهل لينا إحنا الغلابة الكحيانين بس الحقيقة مش كده .. علي الورق (عبدالرحمن بن معاوية بن هشام بن عبدالملك) المفروض الدنيا معاه تمشي زي السكينة في الجاتوه .. المفروض إنك المنقذ اللي ربنا بعته لبني (أمية) .. إنت المقاومة ضد العباسيين .. حتي إبنك (سليمان) اللي إضطريت تسيبه عشان تهرب إنت جالك الأندلس .. يوم عن يوم و بقي واضح إن ماتش العودة بين (عبدالرحمن) و بين العباسيين لازم يتلعب .. في الوقت ده الخليفة العباسي كان (أبوجعفر عبدالله بن محمد المنصور) واحد من أجحد أسامي البني أدمين اللي ممكن تفكر فيها جاب أخره من (عبدالرحمن) .. مش بس عشان (عبدالرحمن) هرب من تحت إيده .. إنما كمان عشان (أبوجعفر) كان طمعان في الأندلس .. بالنسبة له الأندلس دي بتاعته .. حقه الشرعي .. عشان كده (أبوجعفر) عين والي جديد للمغرب اللي هو (العلاء بن مغيث) .. طبعاً (العلاء) مكنش متعين عشان يفرح بالمغرب كده و خلاص .. هو كان متعين عشان يجيب رأس (عبدالرحمن) يقدمها علي طبق من فضة للخليفة العباسي و ده كان التارجيت اللي هو حيتحاسب عليه.
سنة 763 (العلاء بن المغيث) و تحت إيده 7,000 مقاتل عملوا عملية إنزال بري علي ساحل مدينة بيها Beja جنوب البرتغال .. لسبب ما محدش فاهمه أهل البلد لما لقوا (العلاء) جاي رحبوا بيه و قالوله إحنا في ظهرك يا ريس .. (عبدالرحمن) معرفش يصد قوات (العلاء) و إضطر ينسحب لحد ما وصل مدينة كارمونا Carmona و دي مدينة صغيرة قبل مدينة قرطبة .. شهرين و (العلاء) محاصر (عبدالرحمن) .. شهرين لحد ما الأكل و الشرب في المدينة قربوا يخلصوا .. شهرين و الروح المعنوية لرجالة (عبدالرحمن) كانت في النازل لحد ما (عبدالرحمن) قرر إنه يستبيع و دي أخطر مرحلة ممكن أي رجل يوصلها إنه يبقي مستبيع .. مش فارق معاه يموت أو يعيش .. (عبدالرحمن) إختار 700 مقاتل من صفوة رجالته و حرق بوابة المدينة .. حط نفسك للحظة مكان العساكر بتوع (العلاء) .. إنت شايف (عبدالرحمن) اللي إنت أساساً و إنت جاي الأندلس بتسمع عنه أساطير .. شايفه قدامك شايل سيفه و بيحرق البوابة بتاعة المدينة و كأنه بيقولك وريني نفسك .. مش إنت عايز الأندلس؟ تعالي خدها .. هجوم (عبدالرحمن) كان إنتحاري .. الرجل هو و رجالته كانوا فعلاً مقتنعين إن يا حنعيش و نحكم الأندلس .. يا نموت و نخلص .. أرجع تاني لنقطة إن (عبدالرحمن) وقتها كان رجل مستبيع.
(العلاء بن المغيث) كان من أوائل الناس اللي إتقتلت في اليوم ده بس هل تفتكر (عبدالرحمن) يسكت علي كده؟ .. هو كان محتاج يبعت رسالة ل(أبوجعفر) و الرسالة دي هي حذاري أشوفك بتهوب ناحية الأندلس تاني .. الرسالة كانت عبارة عن إن (عبدالرحمن) قطع رؤوس كل القتلي من رجالة (العلاء) و حطهم في قلل فخار و حط عليهم خل عشان يحفظهم .. مش كده و بس .. هو كتب إسم كل قتيل في ورقة و ثبتها في حلمة ودن رأسه المقطوعة قال يعني بيساعد العباسيين في الجرد بتاع القتلي و بعت القلل دي كلها علي مركب شحن لبغداد .. مش بقولك مستبيع.
يحكي أن (ابوجعفر المنصور) في مرة و هو قاعد في جلسة أُنس مع صحابه سألهم سؤال غريب أوي .. أنتوا تعرفوا مين هو صقر قريش؟ .. طبعاً طلع المطبلاتية اللي ما بيصدقوا أي فرصة عشان يطبلوا للحاكم و اللي واحد منهم قال أكيد إنت يا أمير المؤمنين .. (أبوجعفر) مكنش بيطيق المطبلاتية فتقدر تقول إنه هزق اللي قال كده .. واحد قاله طب يبقي سيدنا (معاوية بن أبي سفيان) رضي الله عنه بس (أبوجعفر) قاله لا مش هو .. واحد تاني قال يبقي (عبدالملك بن مروان) بس (أبوجعفر) برده قاله لا مش هو .. لما غلب حمارهم سألوه طب مين يا أمير المؤمنين؟ فقال (عبدالرحمن بن معاوية) .. الرجل ده بدماغه عرف يهرب من كل الناس اللي حاولت تخلص منه و من ضمنهم إحنا .. عدي الصحاري و البحار و حتي لما راح الأندلس راح بلد لا يعرف عنها حاجة ولا بيعرف يتكلم لغتها بس عرف يوحدهم و يبني جيش و عمل دولة من لا شيء و لوحده و بدماغه و بإرادته .. (معاوية بن ابي سفيان) اللي أنتو فرحانين بيه ده كمل علي شغل سيدنا (عمر بن الخطاب) و (عثمان بن عفان) رضي الله عنهم و هم اللي سهلوله كل حاجة ولولا اللي هم عملوه مكنش (معاوية) بقي (معاوية) .. (عبدالملك بن مروان) اللي قلتوا عليه ده صحي الصبح إتقاله مبروك إنت بقيت خليفة .. حتي أنا .. أنا بقيت أمير المؤمنين عشان أهلي و عشيرتي إختاروني .. إنما (عبدالرحمن) عمل كل حاجة لوحده مكنش حد معاه.
كون إن (أبوجعفر) يقول كده علي (عبدالرحمن) فده في رأيي يوريك قد إيه العلاقة بين الإتنين كانت صحيح عداوة بس مبنية علي إحترام .. (أبوجعفر) كلامة ده بيخليني أوصفه بإنه فعلاً رجل عرف قدر نفسه و دي ميزة مش حتلاقيها في رجاله كتير .. فيه رجاله كتير لما بتقعد علي الكراسي بيجيلها جنون العظمة بس (أبوجعفر) لا .. بس في نفس الوقت علي الناحية الثانية الحياة مكنتش زبادي خلاط بالنسبة ل(عبدالرحمن) لإنه كان كل يوم بيصحي الصبح يدعي يا فتاح يا عليم يا رزاق يا كريم إجعله يا رب يوم مفيهوش ثورات ولا تمردات .. تقدر تقول إن الصداع النصفي اللي كان قارف (عبدالرحمن) في عيشته هو مدينتي سرقسطة و برشلونة.
سنة 777 كان فيه خازوق محترم حيلبسه (عبدالرحمن) لما في السر حاكم مدينة برشلونة و كان إسمه (سليمان بن يقظان الكلبي) بدأ يتفاوض مع (شارلمان) .. أيوة (شارلمان) إبن (تشارلز مارتل) اللي هزم المسلمين بقيادة (عبدالرحمن الغافقي) في معركة بلاط الشهداء .. الإتفاق كان كالأتي .. عدي إنت يا (شارلمان) برجالتك جبال البرانس و خش الأندلس خدها بس سيبني أحكم برشلونة أنا و عيالي .. (شارلمان) عبر بجيشه كله لحد ما وصل مدينة سرقسطة .. المفروض إن حاكم سرقسطة و كان إسمه (حسين بن يحيي) موافق علي الإتفاق بين (سليمان) و (شارلمان) بس لسبب ما لما لقي جيش (شارلمان) واقف بره أسوار المدينة رجع في كلامه .. (سليمان) و (حسين) و (شارلمان) قعدوا مع بعض يتفقوا من أول و جديد علي توزيع التورتة لما فجأة و من غير أي مقدمات قامت ثورة في فرنسا خلت (شارلمان) يسيب اللي في إيده و يرجع تاني علي بلده .. كان ممكن (عبدالرحمن) يقولهم يا ولاد الكلب و يجي بجيشه يطربق الدنيا فوق دماغ (سليمان) و (حسين) بس هو معملش كده .. (عبدالرحمن) أثبت في اللي عمله إن زي ما قلت الحكم مش سهل .. هو يبان سهل بس هو مش كده .. (عبدالرحمن) أقنع (حسين) إنه حيديله حكم سرقسطة و برشلونة مع بعض لو عرف يخلص من (سليمان) .. (حسين) قتل (سليمان) .. سنة 780 (عبدالرحمن) جه بحيشه و خلص علي (حسين) .. كش ملك بتاع معلمين ده.
أوعي تنسي إن وظيفتك الأولانية كرجل إنك تربي عيالك:
وفاة (عبدالرحمن) يوم 7 أكتوبر 788 عملت صدمة في الأندلس .. صحيح (عبدالرحمن) كان حاكم كويس و صحيح هو عمل طفرة في البنية التحتية في الأندلس و صحيح برده إن في عهده إتبني جامع قرطبة الكبير واحد من أشهر المعجزات الهندسية في تاريخ البني أدمين بس هو نسي يسأل نفسه السؤال اللي كان لازم يتسأل .. طب و بعدين؟ .. يا تري بعد ما أموت مين حيكمل من بعدي؟ .. و لإنه مسألش نفسه السؤال ده و هو عايش البلد كلها دفعت الثمن بعد ما مات .. (عبدالرحمن) كان له 3 ولاد اللي هم (هشام) و (عبدالله) و (سليمان) و اللي إتخانقوا مع بعض علي مين يحكم .. اللي كسب كان (هشام) اللي هزم إخواته الاتنين في معركة حايين Jaen و دي مدينة في جنوب إسبانيا و نفاهم هم الإتنين بره البلد و عايزك تقف هنا شوية بس .. (هشام) كان رجل هادي .. هادي من النوع اللي الستات مش بتحبه ده اللي هو تلاقيه مش بيتكلم إلا إذا كان فيه حاجة تستحق إنها تتقال يمكن عشان كده محدش كان عامله حساب .. في نفس الوقت (هشام) كان رجل محترم جداً .. يكفي إني أقولك إنه مرضاش يقتل إخواته ولا يحرمهم من الميراث .. إدي لكل واحد فيهم مبلغ محترم جداً و قالهم لو سمحتوا مش عايز أشوف وشكوا في الأندلس تاني .. 8 سنين من الهدوء عاشتهم الأندلس تحت حكم (هشام) لحد ما مات فجأة و هو عنده 40 سنة.
هو تريند حتبدأ تلاحظه معايا إن من أول (عبدالرحمن) و إنت طالع حكام الأندلس حتلاقيهم مبيعرفوش يربوا عيالهم .. خد عندك (هشام) مثلاً .. لما مات سنة 796 جه وراه إبنه (الحكم) .. (الحكم) كان مختلف عن أبوه في كل حاجة .. إذا كان (هشام) كان رجل بتاع ربنا و صلاة و صوم ف(الحكم) كان خمورجي و بتاع نسوان .. إذا كان (هشام) طيب و رحيم فإبنه (الحكم) مفتري إفتراء (رامزي بولتون) في مسلسل Game of Thrones .. سنة 797 يعني يدوبك بعد سنة من توليه الحكم عمه (سليمان) اللي بفكرك إن أبوه نفاه بره إسبانيا رجع تاني عشان يعمل إنقلاب عسكري علي (الحكم) .. (الحكم) هزم عمه بس بدل ما يبقي محترم زي أبوه و ينفيه بس قرر يعدمه سنة 800 .. سنة 805 (الحكم) عرف إن فيه مؤامرة بتتعمل ضده عشان حد من ولاد عمه يحكم بداله .. تفتكر (الحكم) يعمل إيه؟ .. عمل عزومة جامدة زحليقة جاب فيها كل المشاركين في المؤامرة و اللي كان عددهم وصل 72 بني أدم من ضمنهم ناس من عيلته .. زود عليهم الحاشية بتاعة الناس دي فإنت بتتكلم عن عزومة وصل عدد الناس اللي فيها حوالي 5000 بني أدم .. الناس كلت و شربت و إتبسطت و في أخر الليلة (الحكم) قام و قالهم إنه عارف إنهم بيتأمروا عليه و قبض عليهم كلهم .. بعد كده صلبهم كلهم علي ضفاف نهر الوادي الكبير اللي إتبنت عليه مدينة قرطبة .. تخيل إنك مواطن مثلاً ماشي علي كوبري كورنيش قصر النيل تلاقي 5,000 بني أدم مصلوبين عشان أي حد بس يفكر يعمل إنقلاب علي (الحكم) يعرف اللي حيحصله.
(الحكم) مكنش حاكم كويس .. هو كان مفتري بس مش كويس .. في عهده الناس كانت بتصحي يا إما علي خبر إن الضرايب زادت أو إن فيه ثورة ولعت في حتة ما .. سنة 818 قامت ثورة الربض و الربض ده كان حي في العاصمة قرطبة عايش فيه ميكس من المسلمين و المسيحيين و اليهود .. تخيل معايا مثلاً إن منطقة إمبابة في القاهرة حصل فيها ثورة .. إمبابة مش حي غني .. إنت مش بتتكلم عن الزمالك أو التجمع .. إنت بتتكلم عن حي ناس غلابة من الطبقة المتوسطة و لما الناس دي تجيب أخرها يبقي إنت كده فعلياً خربتها كحاكم .. صحيح الثورة دي العساكر خلصوا عليها .. و صحيح إن إتعدم 300 بني أدم و اللي متعدموش هربوا بره العاصمة و الناس دي كلها أغلبهم فنانين و صنايعية شاطرين بس غلابة .. (الحكم) بسم الله ما شاء الله يا قتل الناس اللي بتفهم في البلد يا نفاهم.
لو فاكر إحنا كده وصلنا قعر الكنيف .. إستني لما تشوف الفايكينج:
مهم تبقي عارف إن الأندلس أو شبه جزيرة إيبيريا أو إسبانيا و البرتغال مكانوش كلهم تحت سيطرة المسلمين أوي يعني .. فيه حتت في أقصي شمال إسبانيا فضلت تحت سيطرة المسيحيين و الطبيعة الجبلية للمنطقة خلت المسلمين مش عارفين يحكموها .. مش بس كده .. الوضع السياسي في الأندلس مكنش فلة شمعة منورة زي ما هو واضح من اللي بنحكية .. فاكر ثورة البربر سنة 740؟ .. الممالك المسيحية في الشمال إستغلت الفوضي دي و وصلت لحد نهر دويرو Duero بحيث النهر ده بقي هو الحدود بين دولة الأندلس الإسلامية و الممالك المسيحية في الشمال .. وقت ما (الحكم بن هشام) ما كان عمال يقتل في شعبه أو يصلب معارضيه كانت البلد كلها بتقع .. الفوضي دي إستغلها ملك المسيحيين في الشمال و كان إسمه (ألفونسو الثاني Alfonso II) .. الرجل ده عاصمته كانت مدينة أوفييدو Oviedo فوق خالص في أقصي شمال إسبانيا بس كان سبحان الله يعني شبه الثلاجات بتاعة كريازي اللي هو بيعيش كتير في وقت كان الحكام عمرهم الإفتراضي زي حجر البطارية الايفيرريدي .. الرجل ده فضل يحكم من 791 لحد 842 .. فاكر لما قلتلك إن سنة 797 (الحكم) كان بيحارب عمه (سليمان) اللي جه إسبانيا عشان ياخدها منه؟ .. أهو في نفس السنة (ألفونسو الثاني) خد رجالته و عمل غارة علي مدينة لشبونة اللي هي عاصمة البرتغال دلوقتي و كانت واحدة من أهم المدن اللي تحت إيد المسلمين في الأندلس .. مش بس الممالك المسيحية في شمال إسبانيا اللي كانت طمعانة في الأندلس .. سنة 801 مدينة برشلونة وقعت في إيد الفرنساويين.
سنة 822 ربنا بيفتحها علي الأندلس و بدأت تندع لما (الحكم) مات وجه وراه إبنه (عبدالرحمن) و اللي فيه ناس بتسميه (عبدالرحمن الثاني) أو (عبدالرحمن الأوسط) .. (عبدالرحمن) كان فيه من جده (هشام) كتير .. رجل شاطر جداً في شغله .. مؤدب .. متدين .. معندوش مشكلة يقل أدبه علي قليل الأدب و يبقي محترم مع المحترم .. لسه (عبدالرحمن) حيقول هيييييه بقيت حاكم عمه الكبير (عبدالله) اللي يبقي أخو جده (هشام) لو لسه فاكره قرر إنه ينقلب عليه اللي هو إنت عايز تقوله ما كفاية بقي يا رجل إنت روح إقرالك جزء من المصحف عشان ربنا يرحمك .. (عبدالله) مخدش في إيد (عبدالرحمن) غلوة بس هي دي المشكلة .. (عبدالرحمن) بقي عامل زي بتاع المطافي اللي كل ما تقوم حريقة يجري يطفيها .. سنة 828 راح يعلم مدينة ميريدا الأدب بعد ما حاكمها ثار عليه .. سنة 830 راح يطفي الحريقة بتاعة مدينة ميريدا تاني .. سنة 837 الدور جه علي طليطلة عشان تجرب حظها في الثورة هي كمان.
سنة 844 كانت السنة اللي الممالك المسيحية في شمال الأندلس قالت إحنا أسفين يا صلاح لما شافوا بعنيهم اللي بيعمله الفايكينج فيهم .. الفايكينج مش ناس بتاعة ربنا .. دي ناس الإفتراء بيجري في دمهم مع كرات الدم البيضا و الحمراء .. اه فيه عداوة لرب السما بين المسلمين و الكاثوليك بس علي الأقل المسلمين ناس متربية .. لا بيهدموا كنايس ولا بيغتصبوا ستات ولا بيخطفوا أطفال .. الفايكينج مكنش فارق عندهم الكنيسة من المقابر .. أي حاجة ينفع تتسرق بيسرقوها .. أي ست قدامهم بيغتصبوها .. أي طفل بيتخطف و أي رجل بيتقتل .. أول السنة الفايكينج نزلوا علي ساحل البرتغال علي المحيط الأطلنطي و مسابوش قرية ولا مدينة مسيحية إلا و سرقوها .. في أغسطس 844 وصلوا مدينة لشبونة و لمدة 3 أيام عاثوا في الأرض فسادا.
الفايكينج كانت السفن بتاعتهم ينفع تمشي في البحار و الأنهار عادي خالص فبمجرد ما دخلوا مدينة لشبونة فهم خدوا نهر تاجوس لحد ما وصلوا لمدينة إشبيلية في أكتوبر 844 .. في الوقت ده مدينة إشبيلية مكنش فيها سور يحميها و الناس أول ما عرفت إن الفايكينج جايين و اللي العرب كانوا بيسموهم المجوس اللي عرف يهرب هرب و اللي معرفش فضل في المدينة .. وسط ما الفايكينج كانوا ملهيين في السرقة و النهب و القتل و الإغتصاب لقوا جيش (عبدالرحمن) داخل عليهم و بتحصل واحدة من أشهر المعارك في التاريخ و هي معركة تاي لاتا Battle of Taylata يوم 11 نوفمبر 844 .. المعركة فضلت متكافئة لحد ما المسلمين وروا الفايكينج أهمية العلم و الهندسة في الحروب لما ضربوهم بالنابالم .. هي إسمها وقتها كان النيران الإغريقية او Greek Fire بس هي في الأخر مادة النابالم .. هزيمة الفايكينج كانت ساحقة بس يمكن معركة تاي لاتا غريبة لسبب .. دي معركة قامت بين مسلمين و عرب ضد ناس من الدانمرك و السويد و النرويج علي أرض إسبانيا و السلاح اللي حسم المعركة كان مستورد من اليونان .. العولمة في أروع صورها.
(عبدالرحمن) زي ما قلتلك كان رجل شاطر أوي .. عرف يخلي الأندلس كلها تسمع الكلام .. هو كان قليل الأدب مع قليل الأدب و بيراضي المحترم .. هزيمته للفايكينج خلته الكبير أوي بتاع الأندلس و ده خلاه يبقي فاضي يتسلي شوية علي (ألفونسو الثاني) .. كل سنة لازم (عبدالرحمن) يروح يصيف هناك .. كل صيف (عبدالرحمن) ياخد جيشه و يروح يتسلي شوية علي الممالك المسيحية في شمال إسبانيا .. حتي الفرنساويين نالهم من الحب جانب لدرجة إن سنة 847 إتمضت معاهدة سلام بين (عبدالرحمن) و بين (تشارلز الأصلع) إمبراطور الإمبراطورية الرومانية المقدسة و إبن (شارلمان) .. و أرجوك حاول تستوعب اللي بقوله .. إمبراطور أقوي دولة في أوروبا مضي إتفاقية سلام مع دولة المسلمين في الأندلس عشان بقي عارف إنه مش حيقدر يقف قدامهم.
أنا بس حابب أختم الجزء ده بمعلومة بهرتني الحقيقة .. فاكر الفايكينج اللي إتهزموا في معركة تاي لاتا؟ .. فيه منهم قرروا ينسحبوا و ميجوش إسبانيا تاني .. و فيه منهم اللي فضلوا في إسبانيا و إعتنقوا الإسلام و بدأوا بيزنس صناعة الجبنة .. الفايكينج دول هم السبب اللي بعد كده الجبنة بتاعة قرطبة بقت من أكتر البضايع اللي بتتصدر من الأندلس ولا تخرج قبل أن تقول سبحان الله.
المصادر:
- فيديو بعنوان The life and legacy of Abd Al Rahman I – WOTW EP4 P2 وده لينك الفيديو علي YouTube:
https://youtube.com/watch?v=1c4sOAE6SfM&feature=share&fbclid=IwAR0PFfB-n6uQb6DqzsCRu3Lt65L9qb2eS-T6Jl-mNbFSkbtMTV5gW-jF00o - فيديو بعنوان The Muslims fight against the Vikings – WOTW Ep4 P3 وده لينك الفيديو علي YouTube:
https://youtube.com/watch?v=NBOMsGyMvLA&feature=share&fbclid=IwAR0S22VY6Xbxt-5Vuq31X5uwIEMT9tadzCr95yM5mpQ8MYfUuLZn1OHVUV4