تابعونا

صلاح الدين .. بطل الإسلام اللي منعرفش عنه حاجة.

هو إتولد سنة 1138 بإسم (يوسف) أبوه كان (نجم الدين أيوب) .. عيلته كانوا من الأكراد اللي من أصول أرمنية بس لما هو إتولد كانوا عايشين في مدينة تكريت العراقية.

31 أكتوبر، 2018 21.8 ألف

سبب إننا حنتكلم عن (صلاح الدين الأيوبي) النهاردة إن كان فيه حوار بيني و بين واحد صاحبي و جت سيرته و إكتشفت إني معرفش حاجات كتير عنه .. سألت نفسي هو انا أعرف إيه عن (صلاح الدين) غير اللي إتعلمته في كتب المدارس إنه كردي و هو اللي حرر القدس من الصليبيين و هو اللي حارب (ريتشارد قلب الأسد) .. طب هو وصل لحكم مصر إزاي؟ الله أعلم .. طب إزاي هزم الصليبيين؟ برده الله أعلم .. طب لما مات ‘يه اللي حصل؟ .. الله أعلم تاني .. عشان كده انا قررت إني أصنفر دماغي و دماغكوا معايا و نحاول نفهم شوية مين هو الرجل ده و عمل إيه بالضبط عن طريق إننا نجاوب علي شوية أسئلة عن حياته .. المقالة طويلة فشخ فخليني أخش في موضوع علي طول.

إزاي (صلاح الدين) إتربي؟

هو إتولد سنة 1138 بإسم (يوسف) أبوه كان (نجم الدين أيوب) .. عيلته كانوا من الأكراد اللي من أصول أرمنية بس لما هو إتولد كانوا عايشين في مدينة تكريت العراقية .. ياريت عينك تبقي كل فترة علي الخريطة عشان تعرف أماكن المدن اللي حنجيب سيرتها .. أبوه كان شغال قائد حرس قلعة تكريت اللي كانت تحت حكم أمير من السلاجقة إسمه (بيهروز) و محدش عارف أمه تبقي مين عشان بس تكون عارف من دلوقتي .. تحس إن (صلاح الدين) لما إتولد كان وشه فقر علي عيلته .. يدوبك هو إتولد من هنا و عمه اللي إسمه (شيركوه) اللي كان واحد من أكتر الناس العصبية و اللي دمها حامي و بتتعصب بسرعة اللي ممكن تصادفها في التاريخ قتل كبير الحرس بتوع القلعة بسبب إنهم إتعاركوا علي واحدة ست .. (بيهروز) قرر إنه يطرد العيلة كلها من تكريت و العيلة كلها سافرت لمدينة الموصل في العراق برده و اللي كانت تعتبر مدينة تجارية مهمة أوي.

في الموصل (نجم الدين) و (شيركوه) إشتغلوا عند واحد إسمه (عماد الدين زنكي) و ده رجل كان هم حياته و مش حاطط في دماغه هدف غير إنه يطرد الصليبيين من القدس .. من بعدها (يوسف) أو (صلاح الدين) قضي حياته ما بين الموصل و دمشق و خلال الفترة دي سمعته كانت إنه شاب هادي أوي و بيذاكر كتير و مهتم بجسمه و خد تدريب عسكري محترم .. اللي هو بإختصار لو رميته في عركة متقلقش عليه و لو قعدته في مجلس علم حيحط علي أي حد يحب يتمنظر عليه بكلمتين هو حافظهم .. اللي هو Nerd بس بيروح الجيم و بيلعب بوكس.

أول مرة (صلاح الدين) يشوف حرب بعنيه؟

سنة 1163 لما (صلاح الدين) كان عنده 26 سنة (نور الدين محمود) اللي كان وقتها أقوي رجل في الشام و تحت إيده دمشق و أجزاء واسعة من العراق خلاه يروح مع عمه (شيركوه) مصر عشان يرجعوا الإستقرار ليها .. مصر وقتها كانت تحت الحكم الفاطمي اللي هم شيعة يعني و كان ماسكها واحد إسمه (شوار) .. منطق (نور الدين) إنه صحيح مبيطقش الفاطميين لإنهم شيعة بس ده مش معناه إنه يسيب مصر تقع في الفوضي و اللي ممكن تقلب لحرب أهلية .. فعلاً (شيركوه) و (صلاح الدين) ظبطوا الدنيا و رجعوا الهدوء للشارع و للحكومة قام (شوار) طلب منهم إنهم ياخدوا بعضهم و يمشوا .. (شوار) خاف لا يكون الهدف الحقيقي اللي (نورالدين) يكون باعت (شيركوه) عشانه هو إنه يستولي علي حكم مصر و إتأكد الخوف ده عنده لما طلب من (شيركوه) إنه يمشي هو و جيشه و (شيركوه) رفض .. (شوار) ملقاش حل غير إنه يطلب مساعدة الصليبيين اللي مكنش عندهم أي مشكلة يساعدوه و بعتوله جيش بقيادة (عموري الأول Amalrec) ملك مملكة بيت المقدس.

التدخل الصليبي في مصر إنتهي بكارثة لما قدر (شيركوه) هو (صلاح الدين) يهزموهم في معركة إتسمت معركة بلبيس .. بعد المعركة إتعمل إتفاق هدنة قال إن لازم (عموري الأول) و (شيركوه) ياخدوا الجيشين بتوعهم و يطلعوا بره مصر و الإتنين وافقوا و الإتنين نفذوا الشرط ده بس يمكن (عموري الأول) كانت رغبته إنه يطلع بره مصر أكتر لإن (نور الدين محمود) إستغل غيابه عن القدس و شن هجوم قوي أوي علي مملكة بيت المقدس من عاصمته في دمشق.

بعدها بأربع سنين يعني في سنة 1167 تاني (شوار) إتخانق مع (نور الدين محمود) و المرة دي بعتله (شيركوه) و (صلاح الدين) عشان يشيلوه من حكم مصر خالص مش يساعدوه يمسك البلد .. و تاني مرة برده (شوار) طلب مساعدة (عموري الأول) و اللي برده جاله علي رأس جيشه و كلاكيت تاني مرة .. بس يمكن الفرق هنا الخناقة كانت في الإسكندرية مش القاهرة .. فجأة متفهمش ليه (شيركوه) ساب الإسكندرية و خلي (صلاح الدين) لوحده علي رأس قوة عددها صغير تبقي مسئولة عن حماية المدينة من الغزو الصليبي/الفاطمي المشترك .. الحقيقة إن محدش كان متوقع إن (صلاح الدين) يمسك نفسه و يتماسك بالشكل ده بس فعلاً أداءه كان مذهل و قدر يحمي شعب الإسكندرية من الحصار رغم إنه لما طلب من عمه إنه يجي يساعده و يهاجم جيش الصليبيين و الفاطميين رفض .. بعد فترة من الحصار (صلاح الدين) إتفاوض مع الصليبيين و الفاطميين إنه حيدفع الفدية بتاعته و حيسيب الإسكندرية خالص و طبعاً العلاقة بين (صلاح الدين) و عمه بقت زي الزفت.

إزاي (صلاح الدين) مسك حكم مصر؟

السنة اللي وراها علي طول (عموري الأول) خان (شوار) و جه مصر يغزوها عشان يضمها للممالك الصليبية و فعلاً دخل بلبيس و قتل أغلب شعبها في مجزرة كانت شنيعة و بعد كده بدأ يزحف علي القاهرة .. هنا (شيركوه) قدر يقنع (صلاح الدين) إنهم ينسوا خلافاتهم و يسامحه علي اللي هو عمله فيه في الإسكندرية و أقنعه إنه ينضم له و يتحركوا بالجيش اللي تحت إيدهم للدفاع عن القاهرة .. (عموري الأول) كان عامل حسابه إن محدش حيقف في صف (شوار) و كان عامل حسابه إنه حياخد مصر تقريباً من غير مقاومة بس لما لقي نفسه قدام جيش كامل فضل إنه ينسحب و إن ملهاش لازمه يخاطر .. بعدها (شيركوه) دخل القاهرة سنة 1169 و إعتقل (شوار) و أعدمه و بقي (شيركوه) هو حاكم مصر بأمر من (نور الدين محمود).

(شيركوه) مكملش كتير و توفي فجأة و (صلاح الدين) مسك مكانه يوم 26 مارس 1169 .. مهم تكون عارف إن سمعة (صلاح الدين) كانت سابقاه .. دفاعه عن الإسكندرية لوحده كان نقطة حلوة أوي في الCV بتاعه فلما هو مسك حكم مصر (نور الدين محمود) كان متخيل إن هما الإتنين مع بعض يقدروا يحققوا حلمه بإنهم يطردوا الصليبيين من القدس .. بس يمكن اللي (عماد الدين) مكنش قادر يستوعبه يمكن لإنه مكنش عايش في مصر و ميعرفش اللي فيها فمكنش قادر يفهم إن حياة (صلاح الدين) مكنتش كلها زبادي خلاط .. الرجل فعلياً طلع عين اللي خلفوه في أول سنتين من الحكم:

  • مبدأياً كده هو إكتشف إن كانت فيه مؤامرة لإغتياله عاملها أمراء الفاطميين ضده و كانوا مخططين إنهم لو فشلوا في إغتياله فهم حيعتمدوا علي قوات الفاطميين من العبيد السمر اللي جايبينهم من أفريقيا و كان عددهم وقتها تقريباً 50,000 مقاتل عشان يعملوا إنقلاب عسكري ضده .. طبعاً (صلاح الدين) ملقاش حل غير إنه يحل قوات الفاطميين السمر دول كلهم و بالتالي مصر كلها علي بعضها مبقاش فيها جيش .. هو لقي نفسه مضطر يعمل نفس الغلطة بتاعة الأمريكان لما دخلوا العراق في 2003 لما حلوا الجيش العراقي بس إذا كان الأمريكان عملوا كده غلطة ف(صلاح الدين) عمل كده مضطر .. و بالتالي (صلاح الدين) بقي مطالب إنه مش بس يحل مشاكل مصر الإقتصادية إنما كمان بقي مطالب يبني جيش كامل من أول و جديد.
  • زي أي شركة دلوقتي لما بتلاقي نفسها متحملة شغل كتير و مش عارفه تخلصه فبتلجأ لحل الOutsourcing ف(صلاح الدين) عمل كده برده .. هو محتاج جيش جديد فقام بعت يجيب قوات من سوريا عشان تبقي نواه جيشه الجديد .. محتاج موظفين حكومة و مستشارين حوله قام بعت جاب أبوه (نجم الدين أيوب) اللي بس بفكرك إنه وقتها كان شغال مع (نور الدين محمود) عشان يمسكله حكومته .. فجأة (نور الدين) بدأ يبص للي بيعمله (صلاح الدين) و الفار بيلعب في عبه زي ما بنقول .. هو انت ناوي تركز علي طرد الصليبيين من أرضنا ولا ناوي تستقل بمصر وتبقي انت الحاكم بتاعها و تخرج عن طوعي؟ .. ده السؤال اللي (نور الدين) بقي عمال يسأله لنفسه.

إزاي (صلاح الدين) بقي حاكم سوريا؟

بعد أول سنتين ما خلصوا (صلاح الدين) بقي محتاج يوري الصليبيين العين الحمرا و كمان يثبت ل(نور الدين) إنه فعلاً عايز يطرد الصليبيين من القدس و مش بيتدلع ولا ناوي يستقل بحكم مصر و يقوله إخبط دماغك في الحيط .. لما جت سنة 1170 كان (صلاح الدين) خد مدينة غزة و اللي كانت تحت حكم مملكة بيت المقدس .. لا هو الحقيقة مخدهاش كده .. هو مسح بكرامتهم الأرض وده أقل تعبير يتقال علي اللي حصل .. و بعد كده خد مدينة إيلات اللي هي في أول خليج العقبة و خد كمان مدينة العقبة .. هنا (نور الدين) بقي بيبص ل(صلاح الدين) نفس البصة بتاعة الحاج (عبدالغفور البرعي) لإبنه في مسلسل لن أعيش في جلباب ابي .. السنة اللي وراها اللي هي 1171 (صلاح الدين) زحف هو و (نور الدين) علي قلعة الكرك في أول خطوة في رأي (نور الدين) علي طريق فتح القدس .. فجأة (صلاح الدين) خد جيشه و رجع علي القاهرة بسبب وفاة والده لإن بكده مصر مبقاش فيه حد بيحكمها.

طبعاً (نور الدين) كان حيتجنن انت إزاي تسيبني و تجري عشان عندك حالة وفاة و ساعتها إتأكد إن (صلاح الدين) لا تحت طوعه ولا حاجة و إنه عايز يستقل بمصر .. زي ما يكون (صلاح الدين) كان عارف إيه اللي بيدور في دماغ (نور الدين) و كان عارف إنه مهما حاول يشرحله موقفه فهو مش حيفهم قام أعلن إنهاء الدولة الفاطمية و تأسيس الدولة الأيوبية و ده كان معناه إن مصر خلاص مبقتش بتتبع المذهب الشيعي و إنها رجعت تاني للمذهب السني.

إيه حكاية الخناقة اللي حصلت بين (صلاح الدين) و الحشاشين؟

خلال الفترة من 1173 لحد 1174 (صلاح الدين) بدأ يوسع من حدود حكمه بحيث بقي تحت إيده مصر و اليمن .. مش بس كده .. هو قرر يقلل الجزية اللي كان بيدفعها ل(نور الدين) و دي كانت أخر مسمار في نعش العلاقة بين الإتنين .. سنة 1174 (عماد الدين) صمم إنه لازم يجي مصر يشيل العيل اللي شايف نفسه ده من علي الكرسي و يقعد مكانه حد أهل ثقة بيسمع الكلام بس في السنة دي الحظ خدم (صلاح الدين) تاني و (نور الدين محمود) إتوفي .. (صلاح الدين) مضيعش وقت و خد جيشه و راح جري علي دمشق أعلن نفسه حاكمها و الحقيقة إن أهل الشام كلهم إستقبلوه بالأحضان لإنهم معتبرينه واحد منهم متنساش دي .. سنة 1175 (صلاح الدين) أعلن نفسه ملك و الخليفة العباسي في بغداد اللي فعلياً معادش له أي ستين لازمة في الوقت ده وافق علي منحه لقب سلطان مصر و الشام.

من وسط كل مدن الشام اللي رحبت ب(صلاح الدين) مفيش غير حلب اللي رفضت نهائي إنها تقبل بده .. مش كده وبس .. والي حلب راح دفع فلوس ل(رشيد الدين) قائد حاجة اسمهم الحشاشين عشان يغتالوا (صلاح الدين) و فعلاً الحشاشين بعتوا 13 واحد لمعسكره بس تم إكتشافهم و إتقتلوا كلهم .. بعد محاولة الإغتيال الأولانية الفاشلة الحشاشين حاولوا يغتالوا (صلاح الدين) تاني بس المرة دي المحاولة إتكشفت بإن (صلاح الدين) صحي من نومه فجأة لقي فيه واحد قاعد فوقه علي السرير و ماسك خنجر و لسه حينزل علي رقبته بس هو قدر يمسك إيده وقدر يرميه بره السرير و نده علي الحرس بتوعه و الحشاش اللي إتبعت عشان يغتاله إتمسك.

في أغسطس 1176 قرر (صلاح الدين) إنه مش حيعيش طول حياته خايف إن حد من الحشاشين يغتاله فخد جيشه و زحف علي قلعة الموت معقل الحشاشين .. في المرحلة دي من حياته (صلاح الدين) كان خايف أوي منهم لدرجة إنه بقي بيرش طباشير أبيض حول خيمته بليل عشان يعرف هل فيه حد إتسحب لحد خيمته أو لا .. في الليلة الأولي لحصاره لقلعة الموت (صلاح الدين) صحي من النوم لقي جنب راسه خنجر مغروز في المخدة و مربوط في الخنجر رسالة بتقول يا تنسحب بجيشك يا إما حنقتلك .. (صلاح الدين) مشي بمبدأ الجبن سيد الأخلاق و إنسحب فعلاً بس قبل ما ينسحب عمل واحدة من أهم إنجازاته السياسية إنه عمل إتفاق تحالف مع الحشاشين ضمن به إنهم عمرهم ما حيتحالفوا مع أي حد ضده خصوصاً الصليبيين.

إيه تفاصيل المواجهة اللي الناس كلها كانت مستنياها بين (صلاح الدين) و مملكة القدس؟

سنة 1177 الصليبيين خرقوا الهدنة اللي كانت بينهم و بين (صلاح الدين) بعد وفاة (نور الدين محمود) و قرروا إنهم يهاجموا دمشق مستغلين فرصة إن (صلاح الدين) وقتها كان في القاهرة .. لما جاله الخبر (صلاح الدين) خد جيشه اللي كان حوالي 26,000 مقاتل و إتجه من القاهرة لعسقلان شمال قطاع غزة و هي جزء من إسرائيل دلوقتي لدرجة إنه إتقدم بجيشه لحد بوابات القدس و الكلام ده كان في نوفمبر 1177 .. يوم 25 نوفمبر الصليبيين اللي كانوا تحت قيادة الملك (بولدوين الرابع Baldwin IV) اللي يبقي إبن الملك (عموري الأول) بالمناسبة عملوا هجوم إنتحاري بس مفاجيء علي جيش (صلاح الدين) مستغلين فرصة إنه في الوقت ده كان بعت أغلب جيشه في حتت مختلفة عشان يأمن ظهر الجيش لإن ببساطة مين يتوقع إن الصليبين ممكن يشنوا هجوم مباشر إنتحاري زي ده .. الهجوم فعلاً كان مفاجيء و قدر رجاله الملك (بولودين الرابع) اللي كان عددهم وقتها ميزيدش عن 375 فارس إنهم يجبروا (صلاح الدين) علي الإنسحاب لحد القاهرة تاني.

(صلاح الدين) يسكت؟ يبقي انت متعرفوش كويس ده ماغه أنشف من الصخر .. السنة اللي وراها في مارس 1178 شن هجوم علي مدينة حما السورية و الحقيقة إن (صلاح الدين) كان شايل أوي في نفسه من القلم اللي خده من الصليبيين قبلها بسنة لدرجة إنه عمل حاجة عمره ما عملها قبل كده إنه أعدم كل الفرسان الصليبيين اللي إتأسروا في قلعة حما .. .. السنة اللي وراها في إبريل 1179 الصليبيين حبوا يردوا القلم تاني ل(صلاح الدين) و شنوا هجوم علي سوريا بس الفرق إن (صلاح الدين) كان عارف إن الهجوم ده جاي و إستعدله كويس و إتعرض الصليبيين لهزيمة رجعتهم تاني القدس .. بعدها بكام شهر إستثمر (صلاح الدين) النصر اللي هو حققه و إستولي علي قلعة شاستيليه Chastellet اللي كانت تحت سيطرة فرسان المعبد Knights Templar و ده خلاه في مارس 1180 في وضع يخليه يشن هجوم مستريح أوي علي القدس و يمكن عشان كده الملك (بولدوين الرابع) بادر و عرض علي (صلاح الدين) الصلح.

هو ليه (صلاح الدين) فكر إنه يفتح العراق أصلاً؟

محدش عارف أوي ليه (صلاح الدين) قبل بالهدنة في التوقيت ده مع إنه كان توقيت مثالي إنه يهاجم القدس بس يمكن اللي حنقوله دلوقتي هو السبب .. في مايو 1182 (صلاح الدين) خد نص الجيش المصري كله و راح علي العراق .. الفكرة إن (نورالدين محمود) الله يرحمه كان بيحكم سوريا و العراق و بفكرك إن سنة 1174 (نور الدين) إتوفي و إتعمل إتفاق بين (صلاح الدين) و بين باقي رجاله (نورالدين) إن (صلاح الدين) حياخد سوريا و حيسيبلهم العراق بحيث مش حيحصل أي حرب أو خناق بينهم لمدة 8 سنين و ده معناه إن بمجرد ما الإتفاق ده تاريخه يخلص في سبتمبر 1182 ممكن أي أمير من أمراء أي مدينة في العراق يلم رجالته و يشن هجوم علي سوريا اللي هي بتاعة (صلاح الدين) .. يمكن عشان كده (صلاح الدين) قبل بإتفاق الهدنة مع الصليبيين .. مؤكد إن فتح القدس كان حياخد أكتر من سنتين و لو كان (صلاح الدين) بدأ الهجوم سنة 1180 و الموضوع طول معاه ما بعد 1182 كان ممكن أمراء العراق اللي كانوا زمان رجاله (نورالدين محمود) يضربوه في ظهره عشان يرجعوا ياخدوا سوريا منه.

بس الحقيقة إن الموضوع مشي زي السكينة في الجاتوه مع (صلاح الدين) .. واحد ورا التاني أمراء مدن العراق بقوا يخضعوا لسطانه .. في كل مدينة عراقية تقع في إيده كان بيقرر إنه مش حياخد منها لا ضرايب ولا جزية و ده خلي شعبيته في المنطقة تزيد أوي و لحد ما وصل لمدينة الموصل .. سنة 1183 كانت رجاله (صلاح الدين) وصلت لأسوار الموصل و هو هناك جاله خبر إن أمير حلب غير رأيه .. بفكرك إن أمير حلب هو اللي رفض يقبل حكم (صلاح الدين) و هو اللي راح أجر الحشاشين عشان يقتلوه بس إتعمل إتفاق هدنة بين الإتنين و بعد ما الإتفاق إتوقع (صلاح الدين) خد بعضه و رجع تاني للموصل .. الموصل كانت واقفة في زوره و مش راضيه تتبلع .. (صلاح الدين) فضل محاصرها من يوم 10 نوفمبر 1182 لحد مارس 1186 .. الموضوع كان معقد و متفهمش ليه لدرجة إن (صلاح الدين) في سبتمبر 1182 لما لقي موضوع الموصل ده حيطول ساب حبه من جيشه محاصرها و راح هو تاني علي القدس لإن اللي كان بيحصل مكنش ينفع يتسكت عليه.

إمتي جه الوقت بتاع إستعادة القدس؟

في الوقت ده كان فيه بني أدم أهبل إسمه (رينالد Raynald) كان جاي من حتة في فرنسا إسمها تشاتيلون Chatillon و عشان كده إسمه في التاريخ (Raynald of Chatillon) .. المهم إن البني أدم كان أمير حتة إسمها الكرك و دي كانت واحدة من أهم قلاع مملكة القدس و كان عامل مشاكل كتير أجبرت (صلاح الدين) إنه ياخد أغلب جيشه و يتحرك من الموصل و يعبر نهر الأردن لحد ما وصل لمنطقة عين جالوت و الكلام ده كان في سبتمبر 1182 .. (رينالد) بقي فعلاً سبب في إن تحصل حرب مفتوحة بين المسلمين و الصليبيين لما هدد بإنه حيهاجم مكه المكرمة و المدينة المنورة .. رداً علي تهديده ده (صلاح الدين) خد جيشه و حاصر قلعة الكرك دي مرتين مرة سنة 1183 و مرة سنة 1184 .. السنة اللي وراها اللي هي 1185 (رينالد) رد بإنه هاجم قافلة حجاج رايحة مكة المكرمة و قتلهم كلهم وسرق الحاجات اللي معاهم .. (صلاح الدين) رد عليه المرة دي إنه بني أسطول و راح هاجم مدينة بيروت .. الحقيقه إن محدش من الصليبيين كان فاهم هو (صلاح الدين) كان بيختار أهدافه علي أي أساس بس هم مكانوش فاهمين إنه كان عايز يعزل القدس خالص عن العالم الخارجي .. فعلياً لما جه يوليو 1187 كانت كل الأراضي المحيطة بالقدس تحت سيطرته و يمكن الصليبيين فهموا ده متأخر أوي لإن لما إكتشفوا الحقيقة ملقوش قدامهم غير حل واحد بس .. هجوم إنتحاري مباشر علي جيش (صلاح الدين).

إيه اللي حصل في موقعة حطين؟

يوم 4 يوليو 1187 حصلت موقعة حطين و كان (صلاح الدين) ضد تحالف من ملك مملكة القدس وقتها (جي لوزنيان Guy of Lusignan) و ملك إمارة طرابلس (رايموند الثالث Raymond III) .. نصر المسلمين كان حاسم لدرجة إن جيش الصليبيين معدش فيه حد ينسحب تاني للقدس و كان من ضمن الأسري اللي وقعوا في إيد (صلاح الدين) الملك (جي لوزنيان) و معاه (رينالد) و اللي (صلاح الدين) أعدمه شخصياً .. (جي) كان خايف يكون مصيره قطع الرقاب زي (رينالد) بس (صلاح الدين) قاله جملته المشهورة و اللي حترجمهالك برده بالعامية عشان تستوعب اللي ورا الكلام .. هو قاله إن الملك مبيقتلش ملك بس الرجل ده عدي كل الحدود و عشان كده انا كان لازم أقتله بنفسي .. سمعة (صلاح الدين) بدأت تجري علي كل لسان بعد ما رحم الملك (جي) هو و رجالته و سمعته دي سبقته للقدس اللي حاصرها لحد ما المدينة إستسلمت يوم 2 أكتوبر 1187 .. (صلاح الدين) أول ما دخل المدينة سمح للسكان المسيحيين إنهم يلموا حاجتهم و يمشوا و يرجعوا أوروبا تاني بعد ما كل واحد يدفع فدية كانت وقتها صغيرة أوي بالمناسبة و حتي الفقراء اللي مدفعوش محدش خدهم كعبيد إنما برده خلاهم يمشوا لكن الفرسان الصليبيين كان مصيرهم إنهم إتباعوا كعبيد .. بعد ما (صلاح الدين) دخل القدس بقي مسموح لليهود إنهم يدخلوا المدينة لأول مرة من 88 سنة.

إزاي قامت الحملة الصليبية الثالثة؟

أوروبا جاتلها حالة رعب بعد ما وصلها خبر إن المسلمين خدوا القدس تاني و معداش وقت كتير إلا و كانوا بعتوا الحملة الصليبية الثالثة بقيادة ملك إنجلترا (ريتشارد الأول) اللي معروف أكتر بإسم (قلب الأسد Lionheart) .. المفروض إن زي ما قلتلك (صلاح الدين) دخل القدس سنة 1187 .. سنة 1189 يعني يدوبك بعدها بسنتين كانت قوات (ريتشارد) بتهاجم مدينة عكا و لما دخلها رجالته إرتكبوا مذبحة راح فيها 3000 رجل و إمرأة و طفل .. كان رد (صلاح الدين) إن لمدة إسبوعين بعد سقوط عكا كان أي عسكري أو فارس صليبي بيقع تحت إيده كأسير كان بيتم إعدامه .. يوم 7 سبتمبر 1191 حصلت معركة أرصوف اللي إنتهت بنصر صليبي بس بخساير فادحة في الأرواح.

حاول (ريتشارد) بعد كده يتقدم لمدينة عسقلان بس (صلاح الدين) سبقه و أخلي المدينة من كل سكانها و دمرها مخلاش فيها بيت سليم .. (ريتشارد) كان أمله إن جيشه يريح شوية في عسقلان و يستغل الغنايم اللي حيلاقيها إنه يمول حملته بعد الخساير الرهيبة اللي إتعرضلها بس لما لقي المدينة إتدمرت فعلياً مبقاش قدامه أي حل غير إنه يحاول محاولة يائسة إنه يوصل للقدس .. طول السكة من أول عسقلان لحد القدس و جيش (صلاح الدين) ماسك جيش (ريتشارد) تلطيش .. هجمات ليلية و كر و فر لحد لما (ريتشارد) قام الصبح ملقاش حيلته غير 50 فارس و 2000 عسكري مشاة اللي هو ميكفوش حتي إنه يستولي علي مدينة صغيرة زي دهب .. سنة 1192 إتعمل صلح الرملة بحيث شروط هي إنسحاب (ريتشارد) وجيشه و حتفضل القدس في إيد المسلمين و حيبقي من حق المسيحيين إنهم يجوا من أوروبا يحجوا براحتهم.

أخر عسكري صليبي في الحملة الصليبية الثالثة إنسحب في أوائل سنة 1193 و مفيش بعدها بشوية يوم 4 مارس 1193 توفي (صلاح الدين) بحمي مفاجئة جاتله و مات في دمشق .. وصيته إتقال فيها إنه إتبرع بكل فلوسه للأعمال الخيرية لدرجة إن مبقاش عنده فلوس تكفي إنه يتعمله جنازة و إتدفن في مقبرة صغيرة جنب المسجد الأموي في دمشق.

المصدر:

مقالة بعنوان Saladin: Hero of Islam أو صلاح الدين: بطل الإسلام إتنشرت علي موقع إسمه Thought Co. و ده لينك المقالة الأصلية:

https://www.thoughtco.com/saladin-hero-of-islam-195674

مهندس ميكانيكا بحب الصحافه و الكتابه .. مؤمن بان من حق كل بني ادم انه يعرف الحقيقه ورا الخبر .. رسالتي انك تفهم حقيقه اللي بيحصل عشان لما تقرر رايك تكون فاهم انت بتقرر علي اي اساس

اترك تعليق

بريدك الالكتروني لن ينشر. يجب ملئ الخانات بعلامة *

من فضلك ادخل التعليق!

من فضلك ادخل الأسم!

من فضلك ادخل البريد الالكتروني!من فضلك ادخل بريد الكتروني صحيح!