تابعونا

الإنشقاق العظيم .. الصراع الأبدي بين الدين والسياسة .. الجزء الأول.

سنة 268 كنت بتتكلم عن إمبراطورية مقسومة 3 حتت: الإمبراطورية الرومانية اللي إنت عارفها .. مملكة الغال اللي هي دلوقتي فرنسا وبريطانيا .. مملكة بالميرا أو تدمر في سوريا ومصر واللي بتحكمها (زنوبيا) .. سنة 270 بيجي لحكم روما (لوشيوس دوميتيوس أورليانوس) اللي الناس تعرفه أكتر باسم (أوريليان) وده اللي هزم مملكة الغال وأسر (زنوبيا) عشان في 4 سنين بس يعدل الحال المايل.

5 نوفمبر، 2023 867

خلينا نبقي متفقين إن واحد من أهم العلوم الإنسانية اللي إنت في حياتك اليومية شبه معتمد عليها وحرفياً متقدرش تعيش من غيرها هو الفقه .. الفكرة بمنتهي البساطة إنك تبقي عارف أساسيات دينك لإن الأساسيات دي هي اللي بترسم ملامح هويتك .. كلام مجعلص أنا عارف .. لنفترض إن حضرتك مسلم .. جميل .. لو أنا جيت سألتك هو يعني إيه إنت مسلم حتكون إجابتك إيه؟ .. بمعني أخر سؤالي هو ما هو تعريف الإسلام؟ .. فإنت كواحد مش لازم تبقي أزهري ومش لازم تبقي حافظ أجزاء من المصحف عشان تبقي عارف إن الإسلام ده هو خاتمة الأديان السماوية وإن حضرتك كمسلم فإنت لازم تبقي مؤمن بكل الأنبياء اللي جم قبل سيدنا النبي (عليه الصلاة و السلام) وتبقي عارف إن بني الإسلام علي خمس .. شهادة إنه لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله .. إقامة الصلاة .. إتاء الزكاة .. حج البيت .. صوم رمضان .. فاللي إنت واخده في حياتك اليومية كمسلمات وحاجات مفيهاش نقاش أو مفيهاش فتي أو هبد هي خلاصة سنين وسنين من تعب علماء شغالين في مجال إسمه الفقه .. في الهندسة إحنا بنتعلم إن الحاجة شغالة زي الفل لما وهي شغالة إنت متحسش بيها فلحد دلوقتي علي الأقل الحمد لله يعني مكنة الفقه شغالة الله ينور .. ليه المقدمة الطويلة العريضة دي؟ .. عشان اللي إنت معتبره في حياتك من الثوابت زمان لما ظهرت المسيحية لأول مرة مكنش حد عارف هي الثوابت دي إيه؟ .. بمعني أخر .. مكنش فيه الفقه في المسيحية وعشان كده إحنا النهاردة حنتكلم عن الإنشقاق العظيم في المسيحية اللي المؤرخين بيحبوا يسموه The Great Christian Schism واللي يمكن الجزء ده من تاريخ العالم محدش عندنا بيتكلم عنه مع إنه مرحلة مهمة فشخ من تاريخ البني أدمين عموماً لإن الإنشقاق ده هد إمبراطوريات وبني إمبراطوريات تانية وده اللي إحنا عايزين نحكي قصته النهاردة.

تاني .. الفقه في أبسط صوره هو محاولة العالم إنه يلاقي إجابة عن سؤال هو يعني إيه هوية الدين .. زمان لما المسيحية ظهرت مكنش فيه إجماع علي هوية الديانة دي .. بمعني .. ناس كتير مكنتش عارفه هي المسيحية دي جزء من الديانة اليهودية ولا إحنا كمسيحيين بقينا أصحاب ديانة تانية مستقلة عن اليهودية؟ .. هل معني كده إن عشان أبقي مسيحي لازم أبقي يهودي الأول بعد كده أحود يمين وأبقي مسيحي؟ .. هل بعثة سيدنا المسيح (عليه السلام) معناها إن خلاص كده كل اللي قاله سيدنا موسي (عليه السلام) نرميه من الشباك؟ .. ده أسئلة عميقة .. دي أسئلة محتاجة ناس مش حقول فلاسفة بس علي الأقل محتاجة ناس بتفكر ومخها شغال ومتعلمة كويس لإن كل سؤال من دول يتكتب فيه كتب بس عشان عامة الناس لا هي مثقفة ولا هي قارية ولا هي فاهمة ولا متعلمة فالأسئلة العميقة دي اللي تحس مكانها هو حلقة من برنامج دكتور (مصطفي محمود) الله يرحمه تم إختذالها وإختصارها في قضية واحدة .. الختان.

عارف إن ده زي ما تقول كده سيبنا المصيبة الكبيرة وبقينا نتكلم هي مامي ولا أمك .. أو إنك تقول يابا علمني أبقي مهم فقاله تعالي في الهايفة وإتصدر بس صدقني قضية الختان خلال أول 200 سنة من عمر المسيحية كانت قضية طارت فيها رقاب .. ليه؟ .. عشان مفيش فقه .. بس الأهم إنك تفهم أطراف الخناقة؟

  • علي إيدك اليمين هم الناس اللي بيتقال عليهم متهودون أو Judaizing Christians ودول الناس اللي كانوا يهود وبعد كده إعتنقوا المسيحية ودي ناس شايفة إن المسيحية هي إمتداد لليهودية أو تصحيح لمسارها وبناء عليه بما إن في اليهودية لازم كل الرجالة تتختن فمينفعش تبقي مواطن ملحد أو وثني وتقرر تخش المسيحية ومتتختنش .. حنقطعه يعني حنقطعه.
  • علي إيدك الشمال باقي المسيحيين كلهم اللي كانوا شايفين أصل معلش يعني لو كل مواطن روماني عاش حياته كلها وثني وجينا ندعوه للمسيحية وإشترطنا عليه إن عشان تبقي مسيحي لازم تتختن في عصر مكنش فيه لا تخدير ولا مضادات حيوية فطبيعي إن ناس كتير حتقولك بلا مسيحية بلا بتاع محدش يقرب من أعز ما أملك .. ده مثلاً كان رأي القديس (بولس) اللي كان واحد من حواريي سيدنا (عيسي) واللي كتب كتاب مشهور جداً إسمه الرسالة إلي أهل غلاطية أو Book of Galatians وغلاطية دي حتة من تركيا دلوقتي واللي جزء منه خصصه (بولس) عشان يشرح فيه وجهة نظره في حتة الختان دي بالذات وهي إن عشان المسيحية تنتشر بين أهل الدولة الرومانية فإنت مينفعش تقولهم شرط الدخول هو الختان .. كده محدش حيخش.

مع الوقت بقي واضح إن المتهودون دول ناس مينفعش يتساب في إيدهم الميكرفون .. مع الوقت المسيحية في بحثها عن هوية ليها ملقتش بداية غير إنها لازم تنفصل عن اليهودية تحت شعار لن أعيش في جلباب أبي .. شوية ويوم السبت مبقاش هو اليوم المقدس في الأسبوع وبقي الأحد بداله .. كل الخطوات دي كان هدفها حاجتين .. كل ما نقدر نبعد عن اليهودية وننفصل عنها عشان نبان قدام الناس إننا ديانة مستقلة .. بس الأهم هو إن أي خطوة أو أي قرار أو خلينا نقول مجازاً أي فتوة تطلع يكون المنطق وراها هو يا تري يا هل تري المواطن الروماني العادي حيبقي سهل عليه يقبلها ولا لا .. ليه المنطق كان كده؟ .. نرجع تاني للفكر بتاع القديس (بولس) .. عشان المسيحية تكبر فإنت محتاج تقنع المواطن الروماني البسيط إنه ينضم ليها وبناء عليه أي حاجة تصعب الدنيا عليه بلاش منها وده حيحطنا قدام القضية اللي قسمت المسيحية نصين لحد دلوقتي .. مين هو سيدنا عيسي (عليه السلام)؟

هو يبان للوهلة الأولي سؤال ملوش ملامح بس هو ده واقع الأسئلة اللي كانت بتتطرح وقتها في السنين الأولي من عمر المسيحية .. المواطن العادي اللي مش لازم يكون مسيحي علي فكرة إنما مواطن روماني وثني عاش طول حياته يتعبد لصنم عايز يعرف .. هل سيدنا (عيسي) بني أدم زينا زيه؟ .. هو روح إلهية؟ .. إيه علاقته بربنا أصلاً؟ وخلينا نمسك طرف الخيط بتاع رأي الناس في إجابة السؤال ده بإننا نحكي القصة بداية من سنة 68 ميلادي لما العساكر الرومانيين قبضوا علي واحد إسمه (إغناطيوس Ignatius) وده كان واحد من الأساقفة اللي هو عشان تفهمها هو ما يعادل شيخ وقت ما كانت الدولة الرومانية شايفة إن المسيحية دي تهديد واضح وصريح للأمن القومي اللي أي مواطن يثبت عليه تهمة إنه معتنق المسيحية فهو إرهابي عقوبته الموت إنه يترمي في الكولوسيوم للأسود تاكله حي .. (إغناطيوس) كان عايش في مدينة أنطاكية في الشام اللي بعد كده بقت من الإمارات الصليبية عشان بس تبقي مستوعب الأهمية التاريخية للمدينة بالنسبة للمسيحية وبمجرد ما إتقبض عليه إترحل علي العاصمة روما عشان يتعدم .. المهم إنه طول رحلته وهو عمال يكتب في رسايل لأتباعه والغريبة إننا لما قرينا الرسايل دي لقينا إن (إغناطيوس) رغم إن الرومان كانوا شايفينه إرهابي وتهديد واضح للدولة لدرجة إنهم قرروا يعدموه بس هو مكنش شايف إن الدولة الرومانية هي التهديد الأهم اللي بيواجه الديانة المسيحية اللي لسه مولودة مكملتش 100 سنة وده رقم صغير في عمر الديانات .. (إغناطيوس) كان شايف إن أهم تهديد للمسيحية هم المسيحيين الهبيدة اللي ماشيين بدماغهم وأهم ناس فيهم هم أتباع الدوسيتية Docetists .. مين الناس دي؟

أتباع الدوسيتية دول شايفين إن سيدنا (عيسي) مكنش بني أدم من لحم ودم .. هو يبان قدامنا إنه بني أدم من لحم ودم بس هو حقيقته مش كده .. هو روح مش أدمية .. طبعاً الكلام ده ميأكلش عيش مع كتير من المسيحيين لإن لو سيدنا (عيسي) مش بني أدم فهو متصلبش .. لو هو روح فهو متعذبش .. لو هو روح فهو مش شهيد والشهادة أو Martyrdom كانت جزء أساسي من العقيدة المسيحية وقتها لإن زي ما قلتلك كون إن يتقال عليك مسيحي في الوقت ده فده ملوش غير معني واحد ..الإعدام .. الشهادة كانت الأمل اللي المسيحيين الأوائل إتشعلقوا بيه .. أنا قررت أبقي مسيحي فالحكومة قبضت عليا وأعدمتني بس ده في مقابل إني حروح الجنة .. فلو الناس بتوع أتباع الدوسيتية دول صح فكده الشهادة ملهاش معني أصلاً .. فكده عشان ألخصلك الدنيا المسيحية في سنين عمرها الأولي كانت عايزة تمشي في 3 سكك:

  • سهل الدنيا قدر الإمكان عشان أي حد عايز ينضم لينا ميخافش.
  • لازم نستقل عن اليهودية ويبقي لينا الكيان المستقل بتاعنا.
  • أي هبيد أو فتاي يلعب في فكرة الشهادة أو إن سيدنا (عيسي) متصلبش حيتم استبعاده وتهميش دوره.

أزمة القرن الثالث .. فرصة إثبات إن المسيحية هي الدين الحق:

هنا إنت تقدر تقول إن المسيحية بقي ليها هوية .. صحيح هي هوية مبنية علي إننا مش عايزين نبقي إيه أكتر ما هي إحنا مين بس مش مهم .. بقي فيه كيان واضح له معالم إسمه المسيحية .. هوية بقت تتشاف في مراسم أداء الديانة نفسها وده اللي إنت بتشوفه في الكاثوليكية مثلاً لما في الأفلام الأجنبي تلاقي حد داخل كنيسة فتلاقي القسيس بيأكله حتة عيش مدورة وإزاي النبيذ بقي يتشاف علي إنه صورة من صور دم سيدنا (عيسي) عليه السلام وده اللي بيتسمي في المذهب الكاثوليكي كلمة الاستحالة أو Transubstantiation .. هوبا جت أزمة القرن الثالث واللي الحقيقة إسمها ممكن يكون دحلاب كده متعرفش تمسكه لإنها في الواقع مكنتش أزمة واحدة دول كانوا أزمات كتير كان ليهم دور كبير جداً في رسم ملامح العالم في وقت كانت المسيحية لسه بتتولد واللي صادف إن ده الوقت اللي وصلت فيه الدولة الرومانية لأقصي إتساع ليها ودي نقطة ممكن تكون غايبه عنك .. لنفترض إن أنا إمبراطور روما وحبيت أغزو مصر .. حلو .. دلوقتي الجيش بتاعي اللي حيخش مصر ده محتاج فلوس ومحتاج مصاريف أكل وشرب وتسليح وعلاج وليلة كبيرة ده غير مرتبات العساكر نفسهم .. الفكرة إن لما عساكري تخش مصر فعملية النهب والسرقة لثروات البلد في أول كام شهر المفروض إنها حتغطي مصاريف الغزو مستريح بس بعد الكام شهر دول ما يخلصوا ححتاج أوفر أكل وشرب وعلاج للمصريين اللي بقوا مسئولين مني .. محتاج أوفر أكل وشرب وسلاح ومرتبات للحامية العسكرية بتاعتي اللي مسئولة عن الدفاع عن مصر .. مشاريع البنية التحتية اللي بتتعمل في مصر حتكلف فلوس .. كل ده كوم ولو بلد تانية زي الإمبراطورية الفارسية طمعت في مصر وبقي مطلوب مني إني أسيب اللي ورايا واللي قدامي وأروح أدافع عن مصر ده بفلوس تانية خالص .. فلوس فلوس فلوس .. ده كان السبب إن إنت وصلت لمرحلة إن المؤسسة العسكرية بتبلع كل سنة تقريباً نص ميزانية البلد وبرده الفلوس دي كلها مش مكفية.

ده في الوقت اللي إختيار الحكام في البلد مكنش له أي مبدأ أو قواعد أو أي حاجة خالص .. يعني أه إنت لو إمبراطور ممكن تجيب إبنك يجي وراك يحكم بس لو إنت مخلفتش أو كل عيالك ماتوا قبل ما إنت تموت فإنت تقدر تشوف عيل عجبك شايف فيه مستقبل حاكم كويس فبتقرر تتبناه وتعينه مساعد ليك تعلمه الشغلانة عشان لما تموت يكمل هو وراك .. إفرض ده محصلش .. ساعتها أي جنرال في الجيش لو قدر يخلي البرلمان يختاره ممكن يعلن نفسه إمبراطور .. بمعني أخر .. المؤسسة العسكرية بقت هي اللي بتختار مين يحكم ومين ميحكمش وأخص بالذكر هنا الحرس الإمبراطوري Praetorian Guard اللي هم النسخة الروماني من الحرس الجمهوري اللي كلوا الشهد من إغتيالهم للإمبراطور اللي ميعجبهمش ويجيبوا حد مكانه يروق عليهم لإن أي إمبراطور بيجي بيديهم منحة حلوة ولما بيزهقوا منه أو يحتاجوا فلوس يقوموا متفقين مع جنرال تاني في الجيش عشان يخلصوا علي الإمبراطور ويجيبوا الجنرال مكانه اللي في المقابل بيروق عليهم .. خط إنتاج مبيقفش من أباطرة بتروح وتيجي بقرار من سيوف الحرس الإمبراطوري وخط الإنتاج ده بدأ سنة 235 ميلادي ودي تبقي السنة ال13 من حكم الإمبراطور (سيفيروس أليكساندر Severos Alexander) اللي إتقتل هو ومامته والحرس بتوعه في إنقلاب عسكري دموي بقيادة جنرال في الجيش إسمه (ماكسمينوس ثراكس Maximinus Thrax) اللي حكم 3 سنين لحد ما مجلس الشعب عزله من منصبه سنة 238 ميلادي عشان تبدأ واحدة من أغرب السنين في تاريخ الدولة الرومانية اللي إتقال عليها سنة الست أباطرة .. اللي حصل إن مجلس الشعب زي ما قلنا عزل (ماكسمينوس ثراكس) وعينوا مكانه رجل وإبنه كإمبراطور ونائب إمبراطور بس لما الإبن مات فالأب إنتحر .. جم وراهم إتنين كمان بأمر من مجلس الشعب قعدوا يحكموا 3 شهور والحرس الإمبراطوري خلص عليهم .. جه وراهم واحد كمان بالإنتخاب وبرده الحرس الإمبراطوري خلص عليه .. فإحنا بقينا في سنة 241 والدولة الرومانية عدي عليها 6 حكام في 6 سنين.

الحرس الإمبراطوري للدولة الرومانية بزيهم المميز باللون البنفسجي واللي وصلوا لمرحلة من تاريخ الإمبراطورية إنهم هم اللي بيتحكموا مين يقعد علي الكرسي ومين يتسيح دمه علي بلاط القصر.

جري الشريط لحد سنة 270  وكان عدي علي الدولة الرومانية 26 إمبراطور في ظرف 50 سنة .. دي مش بيئة عمل تسمح لأي حد إنه يشتغل فمابالك بديانة لسه بتتولد .. بتتكلم عن بلد لاعارفه تدافع عن نفسها ولا توفر أكل وشرب لإن الأزمات السياسية جرت في رجلها أسواً معدل تضخم في تاريخ الدولة الرومانية فالأسعار كانت ضاربه في السما وكمان عشان خاطري حطلك شوية أوبئة في السموذي ده وإضربه في الخلاط .. سنة 268 كنت بتتكلم عن إمبراطورية مقسومة 3 حتت: الإمبراطورية الرومانية اللي إنت عارفها .. مملكة الغال اللي هي دلوقتي فرنسا وبريطانيا .. مملكة بالميرا أو تدمر في سوريا ومصر واللي بتحكمها (زنوبيا) .. سنة 270 بيجي لحكم روما (لوشيوس دوميتيوس أورليانوس) اللي الناس تعرفه أكتر باسم (أوريليان) وده اللي هزم مملكة الغال وأسر (زنوبيا) عشان في 4 سنين بس يعدل الحال المايل .. بس شوف رغم كل الإنجازات الفشيخة اللي (أوريليان) عملها دي بس برده ده مخلاهوش يأمن شر الحرس الإمبراطوري بتاعه اللي برده إغتاله عشان ينضم للستة الأباطرة اللي قبله اللي دمهم سال عشان لعبة الكراسي الموسيقية اللي بتتلعب دي علي مين يقعد علي كرسي الحكم بس مشكلة (أوريليان) إنه صحيح أنقذ الإمبراطورية الرومانية بس في نفس الوقت كان فترة حكمه سودا علي المسيحيين اللي عايشين في البلد .. دلوقتي خلال فترة الخمسين سنة ضياع قبل ما (أوريليان) يوصل للكرسي كان الإنطباع المتاخد عن المسيحيين إنهم ناس طيبين بيحاولوا يساعدوا المحتاج باللي يقدروا عليه .. الوضع الإقتصادي اللي زي الزفت والوضع الأمني اللي رايح في داهية وكمان الأوبئة اللي طايحة في البلد خلت كتير من الرومان يبصوا لنفسهم ويقولوا يمكن ده إنتقام الرب بتاع المسيحيين من اللي إحنا عملناه في سيدنا (عيسي) عليه السلام وأتباعه والمؤمنين بيه .. يمكن اللي بيحصل فينا ده علامة إن إحنا كنا غلط والمسيحيين كانوا صح .. فجأة جه (أوريليان) .. فجأة الحال المايل بدأ يتعدل .. ومش بس كده .. (أوريليان) مكنش بيسيب مناسبة غير ويقول إن الإنجازات اللي هو عملها دي كلها سببها إيمانه الراسخ بالإله الوثني سول إنفيكتوس Sol Invictus أو الشمس التي لا تقهر .. مش كده وبس .. (أوريليان) هو اللي خلي يوم 25 ديسمبر من كل سنة عيد ديني للإمبراطورية كلها للإحتفال بميلاد الإله سول إنفيكتوس واللي بسبب زي ما قلنا إن (أوريليان) بقي بيتبصله علي إنه المنقذ للإمبراطورية فالإله سول أنفيكتوس بقي برده يتبصله في الشارع علي إنه الإله الحق الواجب إتباعه مش شوية المسيحيين دول اللي مش عارفين يتفقوا علي حاجة من القضايا الخلافية اللي بينهم.

شكل الإمبراطورية الرومانية لما جه (أوريليان) الحكم .. الحتة اللي باللون الأحمر دي تبقي الحتة اللي تحت سيطرة (أوريليان) بشكل مباشر .. الحتة اللي باللون الأخضر دول يبقوا اللي دلوقتي بقي إسمهم ألمانيا وفرنسا بس كانوا تحت سيطرة الغال وتقريباً الرومان ملهمش كلمة عليهم .. الحتة اللي بالأصفر تبقي مملكة بالميرا أو تدمر اللي بتحكمها (زنوبيا) وبرده ليها حق الحكم الذاتي.

موجة جديدة من الإضطهاد ضد المسيحيين بدأت رافعة شعار سول إنفيكتيس هو صح الصح .. حتي بعد إغتيال (أوريليان) أي إمبراطور يجي يعلن إن سول إنفيكتوس هو الإله الرسمي للإمبراطورية ويحط صورته علي العملة بتاعة البلد مع صورة الإمبراطور .. بعد (أوريليان) جه واحد من إختيار مجلس الشعب قعد علي الكرسي 9 شهور وكان أُغتيل .. بعدها جه أخوه مسك مكانه وبرده الحرس الإمبراطوري خلص عليه .. جه وراه جنرال في الجيش حكم 6 سنين وكلاكيت للمرة اللي ناسي كام الحرس الإمبراطوري سيح دمه علي بورسلين القصر الإمبراطوري بمؤامرة دبرها الرجل اللي إسمه حيتحط وجنبه علامات استفهام كأكثر سفاح ولا سفاح الجيزة .. (دياكليشين Diocletian) .. (دياكليشين) كان ضابط في سلاح الفرسان .. إتولد في كرواتيا ودخل الجيش وفضل يترقي لحد ما بقي قائد فرقة خيالة .. سنة 282 بيجي للحكم رجل كوبارة اسمه (كاروس Carus) واللي جابه كان (دياكليشين) اللي كان واحد من القادة العسكريين بتوعه وفيه ناس بتقول إن (دياكليشين) هو اللي دبر مؤامرة اللإغتيال للإمبراطور اللي قبل (كاروس) علي طول .. المهم .. (كاروس) ومعاه (دياكليشين) سافروا سوريا عشان يواجهوا خطر الفرس وبعد ما إنتصروا عليهم وفي ليلة إحتفال (كاروس) بأول سنة حكم (دياكليشين) خلص عليه بمؤامرة لبسها للفرس .. ضحية رقم إتنين.

عملة ذهبية من عصر الإمبراطور (أوريليان) عليها صورة الإلهة سول إنفيكتس أو الشمس التي لا تقهر واللي بقت الديانة الرسمية للدولة واللي إتعملت ليها حملة إعلامية ضخمة جدأً لإقناع الناس إن كل النجاحات العسكرية للإمبراطور (أوريليان) كان السبب فيها إيمانه الراسخ بالإلهة دي.

بعد وفاة (كاروس) جه وراه ولديه اللي واحد فيهم فضل قاعد في روما والتاني فضل في سوريا عشان يتابع بنفسه تطورات الجبهة الفارسية مع (دياكليشين) .. يدوبك كام أسبوع والناس صحيت علي خبر وفاة ابن (كاروس) اللي كان قاعد في سوريا بسبب إلتهاب في عنيه تقريباً إتلوث وإتسرب للمخ بس فيه ناس تانية قالت إنه إتقتل بالسم بس اللي لبس التهمة هو البكتريا .. ضحية رقم ثلاثة .. بعد دفن ابن (كاروس) الجيش في سوريا بدأ عملية إنتخاب إمبراطور جديد وإختاروا ضابط تاني غير (دياكليشين) واللي يدوبك بعد إنتخابه بيوم العساكر صحيوا الصبح لقوا (دياكليشين) بيتكلم مع الضابط التاني اللي إمبارح بس كانوا إنتخبوه إمبراطور وأول ما (دياكليشين) شاف العساكر صحيت وبدأت تتجمع قام ساحب سيفه وأقسم قدامهم بشرفه قدام الإله سول إنفيكتوس إن الضابط التاني ده هو اللي دبر مؤامرة إغتيال ابن (كاروس) .. وقبل ما حد يلحق يفتح بقه كان (دياكليشين) غرس سيفه في قلب الضابط .. ضحية رقم أربعة .. بعد كده مجلس الشعب إختار (دياكليشين) عشان يبقي إمبراطور مع ابن (كاروس) الثاني واللي يدوبك بعدها ب6 شهور كانوا الإتنين مسكوا في خناق بعض .. (دياكليشين) دفع رشوة لواحد من جنرالات ابن (كاروس) الثاني عشان يغتاله .. ضحية رقم خمسة .. وهوبا دبل كيك (دياكليشين) بقي هو إمبراطور الإمبراطورية الرومانية سنة 285.

المصادر:

مهندس ميكانيكا بحب الصحافه و الكتابه .. مؤمن بان من حق كل بني ادم انه يعرف الحقيقه ورا الخبر .. رسالتي انك تفهم حقيقه اللي بيحصل عشان لما تقرر رايك تكون فاهم انت بتقرر علي اي اساس

اترك تعليق

بريدك الالكتروني لن ينشر. يجب ملئ الخانات بعلامة *

من فضلك ادخل التعليق!

من فضلك ادخل الأسم!

من فضلك ادخل البريد الالكتروني!من فضلك ادخل بريد الكتروني صحيح!