تابعونا

أوبينهايمر .. مابين الحقيقة وخيال المؤلف تفاصيل يطول شرحها.

الحقيقة اللي يمكن تصدمك إن البرنامج النووي مش بس بتاع أميركا إنما بتاع الدول كلها إتبني علي كتاف شغل واحدة ست مش رجل .. أيوه زي ما قريت .. كان يا مكان كان فيه فيزيائية نمساوية يهودية إسمها (لايس مايتنر Lise Meitner) .. الست دي في يوم جالها جواب من إتنين علماء فيزياء تقال أوي والإتنين واخدين جايزة نوبل اللي هم (إنريكو فيرمي Enrico Fermi) و (أوتو هان Otto Hahn) إنهم عملوا كذا تجربة علمية علي مادة اليورانيوم بس هم غلب حمارهم في ترجمة النتايج بتاعة التجارب بتاعتهم.

10 مارس، 2024 399

خليني أبدأ معاك بإني من الناس اللي راحت شافت فيلم Oppenheimer في السينما والفيلم فعلاً عجبني .. صحيح لعب المخرج (كريستوفر نولان Christopher Nolan) بفكرة الوقت كعادته نرفزتني بس أداء الممثلين كلهم الحقيقة بهرني وده يوريك إن (نولان) مخرج كويس .. كون إن الفيلم جاب أرباح فوق المليار دولار وكسر الرقم القياسي لعدد الترشيحات لجوايز السينما لوحده دليل علي إن الرجل ده بيفهم بس مش ده اللي أنا عايز أتكلم عنه النهاردة .. اللي عايزين نتكلم عنه هو الحاجة اللي بتعصب المخرجين وكتاب السيناريو جداً وهي إن حد يقولهم علي فكرة بقي الفيلم بتاعكوا مش دقيق من الناحية التاريخية .. أي مخرج أو سيناريست جرب يخرج أو يكتب فيلم تاريخي حيلاقي الإتهام ده جاهز في وشه .. إنت بتحرف التاريخ أو علي الأقل بيتقاله إن مش بتقول الحقيقة كاملة .. يمكن المثال اللي بيحضرني مؤخراً هو الخناقة حولين فيلم Napoleon اللي أخرجه (ريدلي سكوت Ridley Scott) ويمكن لما تيجي فرصة نبقي نتكلم شوية عن مدي مصداقية الفيلم في وصفة لفترة الحروب النابليونية .. النهاردة أنا حابب أتكلم عن فيلم Oppenheimer مش كفيلم أو عمل فني إنما حابب أوريك إزاي إن المخرج لما بيتزنق في إنه يلاقي إنه حيسحل نفسه في قصة تاريخية طويلة فيقرر إنه يريح دماغه ويقولك معلومة إنت بتتخيل إنها صح .. بص هي بتكون صح بس مش أوي .. وصدقني لما أقولك إن إضطرار المخرج إنه يرميلك الحقيقة اللي مش كاملة أوي دي بيكون سببه إن فعلاً والله الحقيقة بتكون طويلة حبتين تلاتة واللي حنتكلم عنه النهاردة هو 5 معلومات إترمولك في الفيلم بس هي معلومات ناقصة.

معلومة رقم واحد .. (روبيرت أوبينهايمر Robert J. Oppenheimer) يبقي اللي الراس الكبيرة لمشروع القنبلة النووية:

الحقيقة اللي يمكن تصدمك إن البرنامج النووي مش بس بتاع أميركا إنما بتاع الدول كلها إتبني علي كتاف شغل واحدة ست مش رجل .. أيوه زي ما قريت .. كان يا مكان كان فيه فيزيائية نمساوية يهودية إسمها (لايس مايتنر Lise Meitner) .. الست دي في يوم جالها جواب من إتنين علماء فيزياء تقال أوي والإتنين واخدين جايزة نوبل اللي هم (إنريكو فيرمي Enrico Fermi) و (أوتو هان Otto Hahn) إنهم عملوا كذا تجربة علمية علي مادة اليورانيوم بس هم غلب حمارهم في ترجمة النتايج بتاعة التجارب بتاعتهم .. الست (لايس مايتنر) خدت الورق بتاع التجارب والنتايج بتاعتها اشتغلت عليهم أسبوع وكانت طلعت أول نظرية في العالم لفهم الحاجة اللي إحنا كلنا بقينا عارفينها بإسم الإنشطار النووي Nuclear Fission ونشرت نتايج شغلها في مقالة علمية في مجلة نايتشر Nature العلمية البريطانية ودي كانت أول مرة حد يقدر يفسر هو يطلع إيه الإنشطار النووي ده. عايز أقولك إن ناس كتير خدت شغل (لايس مايتنر) وبدأت تكمل عليه ومن ضمنهم عالم فيزياء أمريكاني دماغه ألماظ إسمه (جون وييلر John Wheeler) .. عايزك تعرف إن الرجل ده هو اللي إخترع مصطلح الثقب الأسود Black Hole عشان يوصف إنهيار النجوم وتحولها لحاجة كتلتها رهيبة وليها قوة جذب بتخلي مفيش حاجة تقدر تفلت منها حتي الضوء .. (جون وييلر) إشتغل مع عالم فيزياء دانمركي إسمه (نيلز بور Niels Bohr) وده أولاً بيتقال عليه أبو الذرة Father of the Atom .. ثانياً في فيلم Oppenheimer اللي جسد شخصيته كان الممثل (كينيث برانا Kenneth Branagh) .. ثالثاً وده المهم (نيلز بور) هو اللي حط نموذج الذرة اللي إنت درسته في إعدادي وثانوي إن الذرة بتتكون من نواة فيها بروتونات و نيترونات وبيدور حوليهم أليكترونات .. طبيعي إن الرجل اللي حط نموذج الذرة لما يشتغل مع الرجل اللي قال إن فيه حاجة إسمها Black Hole يعملوا عظمة .. الناس دي هي اللي قالت إنك مش محتاج يورانيوم وخلاص إنما إنت محتاج واحد من نظائر اليورانيوم اللي هو يورانيوم-235 وعشان تعمل منه قنبلة تعمل بوم كبيرة محتاج يبقي عندك كمية من اليورانيوم-235 كافية إنها توصل للنقطة اللي هم سموها الكتلة الحرجة Critical Mass .. خلال سنتين بس كان الألمان والإنجليز والأمريكان واليابانيين والفرنساويين بدأوا مشاريع قنبلة نووية معتمدين علي شغل (لايس مايتنر) اللي إنت تقدر وإنت متطمن تسميها أم القنبلة النووية.

الممثل (كيليان ميرفي Cillian Murphy) في دور (روبيرت جيه أوبينهايمر Robert J. Oppenheimer).
معلومة رقم إتنين .. (ألبيرت إينشتاين Albert Einstein) هو اللي إقترح علي الرئيس الأميريكي مشروع القنبلة النووية:

زي ما قلتلك خلال سنتين بس من نشر (لايس مايتنر) للمقالة العلمية بتاعتها عن الإنشطار النووي بدأ السباق بين 5 دول علي مين يفرقع أول بوم كبيرة في العالم .. اللي حصل إن الإنجليز بعتوا تقرير عن اللي وصلوا ليه للأمريكان بس التقرير ده محدش قراه لإن المسئول عن المشروع النووي الأميريكي وقتها حط التقرير في درج مكتبه .. تعدي أيام وشهور والإنجليز مسمعوش لا حس ولا خبر من الأمريكان فده خلي واحد من العلماء الإنجليز اللي شغالين في المشروع النووي الإنجليزي يشد في شعره وكان إسمه (مارك أوليفانت Mark Oliphant) اللي قرر من زهقه إنه يسافر لولاية كاليفورنيا الأميريكية عشان يزور جامعة بيركلي اللي المفروض إن بيتعمل فيها المشروع النووي الأميريكي .. (مارك أوليفانت) كان يعرف دكتور في جامعة بيركلي إسمه (إيرنست لورينس Earnest O. Lawrence) ولما راحله الجامعة وراه نسخة من التقرير الإنجليزي.

(إيرنست لورينس) كان شوية وحيلطم لما قرأ التقرير وخد (مارك أوليفانت) ووداه يقابل واحد إسمه (فانيفار بوش Vannevar Bush) اللي كان وقتها المستشار العلمي للرئيس الأميريكي وقتها (ثيودور روزفيلت Theodor Roosevelt) واللي علي فكره برده شخصيته جسدها في فيلم Oppenheimer الممثل (ماثيو مودين Mathew Modine) .. التقرير بتاع الفريق المسئول عن المشروع النووي الإنجليزي كان وصل إن عشان بالصلاة علي النبي تعمل بوم بوم نووي محتاج يبقي تحت إيدك 22.68 كيلوجرام .. كل المعلومات دي إتحطت قدام الرئيس (روزفيلت) واللي مضي علي قرار إن مشروع القنبلة النووية تحول من فكرة تنفع مشروع تخرج أو حاجة بتوع الماجستير والدكتوراة في جامعة بيركلي يدرسوها لمشروع قومي .. إيه الفكرة ورا إن فجأة الرئيس الأميريكي قرر إن القنبلة النووية بقت مشروع قومي؟ .. لإن قبلها بفترة مش قليلة (إنريكو فيرمي) اللي جبنا سيرته من شوية راح إدي محاضرة في مقر قيادة القوات البحرية عن شغله في جامعة كولومبيا لإنشاء أول مفاعل نووي .. اللي إتقالك في الفيلم إن كانت مرة الرئيس (روزفيلت) يسمع عن فكرة إن ممكن حد يعمل قنبلة نووية لما (ألبيرت اينشتاين) بعتله جواب بس اللي الفيلم مقالوش ليك إن كان فعلاً قرار تفعيل مشروع القنبلة النووية الأميريكية كان بدأ يشتغل قبل حتي ما (أينشتاين) يفكر يكتب الجواب.

معسكر ترينيتي Trinity Camp اللي كان عايش فيه فريق العلماء المشرفين علي مشروع مانهاتن.
معلومة رقم ثلاثة .. المشروع كان رايح في الشلاحات لحد ما (أوبينهايمر) استلم إدارته:

لما (روزفيلت) قرر إن القنبلة النووية بقي مشروع قومي فاللي مسك إدارته في الأول كان مستشاره العلمي (فانيفار بوش) واللي كان في الأول شايف إن المشروع بدايته كانت تحت إيد (إيرنست لورينس) والفريق بتاعه في جامعة بيركلي خصوصاً إن الفريق ده حقق معجزتين ورا بعض في وقت قياسي .. الأولانية كانت إنهم عملوا المكنة اللي تقدر تفصل يورانيوم-235 والمعجزة الثانية كانت إكتشافهم للبلوتونيوم بس فضلت مشكلة .. دلوقتي (إيرنست لورينس) دكتور مهندس فهو أولاً وأخيراً مهندس مش فيزيائي .. الفكرة إن المهندسين في مشروع معقد زي عمل قنبلة نووية هم الصنايعية اللي بيشتغلوا بإيدهم بس هم محتاجين اللي يحطلهم المعادلة اللي هم يطبقوها .. ده معناه إن اللي حيمسك مشروع إنتاج القنبلة النووية لازم يبقي فيزيائي مش مهندس .. (فانيفار بوش) إختار فيزيائي إسمه (أرثر كومبتون Arthur Compton) من جامعة شيكاغو عشان يمسك هو المشروع اللي كانت أول حاجة عملها إنه عمل إجتماع هدفه Brain Storming إن اللي عنده فكره يقولها .. ده الإجتماع اللي حضره (إيرنست لورينس) وخد معاه صاحبه (روبيرت أوبينهايمر).

في نفس الوقت اللي (أرثر كومبتون) بيجمع فيه الناس اللي حتشتغل في مشروع القنبلة النووية كان (فانيفار بوش) بيقعد مع رئيس أركان حرب القوات المسلحة الجنرال (جورج مارشال George C. Marshall) عشان يعرض عليه فكرة المشروع واللي الحقيقة الرجل معترضش وقالك حلو ده أنا بحب أسعي في أي حاجة بتعمل بوم بوم وإتسمي مشروع إنتاج القنبلة النووية بإسم مشروع مانهاتن Manhattan Project .. الجنرال (جورج مارشال) إختار الكولونيل ودي رتبة تعادل عميد عندنا في القوات المسلحة المصرية إسمه (ديك جروفز Dick Groves) من سلاح المهندسين عشان يبقي المدير العسكري للمشروع وده اللي جسد شخصيته الممثل (مات دايمون Matt Damon) في فيلم Oppenheimer .. لحد هنا إنت عندك مشروع مانهاتن ماسكه إتنين .. واحد فيزيائي هو (أرثر كومبتون) وواحد عسكري اللي هو (ديك جروفز) .. جميل .. فضلت مشكلة نشتغل فين؟

(ديك جروفز) هو صاحب فكرة إننا عشان نعمل القنبلة محتاج نروح في حتة مفيهاش صريخ ابن يومين وهو إختار حتة جنب نهر كلينش Clinch River في ولاية تينسي ودي تبقي في صعيد أميركا بحيث المكان ده حيتعمل فيه مفاعل سماه Y12 لتخصيب اليورانيوم واللي حيمسك المفاعل ده يبقي (إيرنست لورينس) .. في نفس الوقت (ديك جروفز) مضي عقد مع شركة بتروكيماويات اسمها دوبونت DuPont عشان تعمله مفاعل نووي تاني خالص في حتة اسمها هانفورد في ولاية واشنطن ودي تقدر تقول عليها الضبعة بتاعة أميركا عشان المفاعل ده يبدأ يعمل بلوتونيوم مخصب .. علي فكرة (ديك جروفز) مكنش بيشتغل لوحده .. دراعه اليمين كان ليوتينت كولونيل ودي رتبة تعادل عقيد إسمه (كين نيكولز Ken Nikols) إنت شفته في الفيلم مش طايق (روبيرت أوبينهايمر) وأنا شخصياً لما شفت الفيلم كان نفسي أسأل هو ليه مكنش بيبلع (أوبينهايمر) كده بس عرفت إن ده مجرد لعب في السيناريو عشان (كريستوفر نولان) يخلقلك حد مش طايق (أوبينهايمر) كنوع من الدراما يعني بس الحقيقة مش كده خالص .. (كين نيكولز) كان خامس دفعته في ويست بوينت West Point اللي هي تعادل الكلية الحربية عندنا في مصر وبعد ما إتخرج خد بكاليريوس في الهندسة من كذا جامعة في أوروبا وخد الدكتوراه في هندسة السدود من جامعة أيوا الأميريكية .. (كين نيكولز) ودي برده حاجة مكنتش متقاله في الفيلم كان دوره إنه يساعد (إيرنست لورينس) والإتنين عملوا شغل زي الفل سوا.

طبيعي إنك تسأل طب هو بالصلاة علي النبي (أوبينهايمر) دخل علي الخط إمتي؟ .. اللي حصل إن (ديك جروفز) كان عايز مقر علمي مركزي يتجمع فيه نتايج الشغل بتاعة مفاعل Y12 ومفاعل البلوتونيوم ويكون هو المقر العلمي للمشروع وطبيعي إن المقر ده يكون محتاج حد يمسكه .. (ديك جروفز) كان عايز (إيرنست لورينس) يمسك المشروع بس هو قاله نفس الفكرة اللي (فانيفار بوش) فكر فيها إن المشروع عايز يمسكه فيزيائي مش مهندس ده غير إن أساساً يعني (إيرنست لورينس) مش فاضي وطالع ميتينه في مفاعل Y12 .. في القعدة بينهم (إيرنست لورينس) هو اللي إقترح علي (ديك جروفز) إنه يجيب (روبيرت أوبينهايمر) عشان يمسكله المشروع من المقر اللي تم إختياره في منطقة لوس ألاموس في ولاية نيوميكسيكو.

اللي علي اليمين يبقي الكولونيل (ديك جروفز) واللي علي الشمال يبقي (أوبينهايمر) في موقع تفجير أوي قنبلة نووية والصورة دي متاخدة في سبتمبر 1945.
معلومة رقم أربعة .. (إيدوارد تيلر Edward Teller) كان عصبي وبيتعارك مع دبان وشه:

تاني .. مش قصدي بأي حال من الأحوال إني أقول علي (نولان) إنه سيناريست وحش أو إنه بيتعمد تزوير التاريخ بس هي الدراما ليها أحكام .. إنت كنت محتاج في الفيلم إن (أوبينهايمر) يبقي حوليه صراع من أربع أطراف .. صراعي عاطفي مع مراته وده ملناش دعوة بيه لإن الحقيقة (أوبينهايمر) كان نسوانجي وخان مراته مع ستات كتير من ضمنهم مراة واحد إسمه (ريتشارد تولمان Richard Tolman) اللي كان رئيس قسم الفيزياء في معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا اللي معروف باسم كالتيك Cal-Tech واللي كان ضمن فريق مشروع مانهاتن بالمناسبة .. صراع مع العساكر وده إتكلمنا عنه في خناقته مع (كين نيكولز) واللي صحيح مكنتش حقيقية بس كانت مهمة في الدراما إنك تشوفها .. صراع مع زمايله في الفريق و(نولان) إختار إن الخناقة دي تكون بين (أوبينهايمر) و(إيدوارد تيلر) .. صراع مع طبقة صنع القرار ودي اللي حنتكلم عنها كمان شوية بينه وبين الأدميرال (لويس شتراوس Louis Strauss) .. المهم خلينا مع (تيلر) دلوقتي .. في الفيلم إنت شوفت (إيدوارد تيلر) رجل مش بيلاقي مناسبة يخالف (أوبينهايمر) إلا ويستغلها .. تحسهم ناقر ونقير .. تحسه شخص بيتنرفز بسهولة والحقيقة إن ده كان صح بس مش أوي .. لما (تيلر) كبر في السن حصل وقتها القمع السوفيتي للثورة في المجر وفي وسط الأحداث دي الأمن المجري إعتقل أخته وإغتصبها وده خلي (تيلر) كل ما يشوف حد شيوعي قدامه يبقي عايز يطبق في زمارة رقبته .. بس خلال فترة مشروع مانهاتن كان (تيلر) شخصية تتحط علي الجرح يطيب وكانت الكيميا بينه وبين (أوبينهايمر) زي الفل.

مش بس (تيلر) اللي شخصيته إتجسدت في الفيلم بشكل مش دقيق أوي يعني .. واحد تاني زي (ريتشارد فاينمان Richard Feynman) اللي جسد شخصيته الممثل (جاك كوايد Jack Quaid) إنت شفته في الفيلم كل ما يبقي فاضي موارهوش حاجة يمسك طبلة يطبل عليها .. الحقيقة إن (ريتشارد فاينمان) كان فعلاً مطبلاتي بس هو بدأ يعزف علي الطبلة بعد سنين من أحداث مش مشروع مانهاتن لما سافر البرازيل في أجازة.

معلومة رقم خمسة .. هسهس إن السوفييت سرقوا سر القنبلة النووية مخدش حقه في الشرح:

من الحاجات اللي إنت شفتها في الفيلم لما (تيلر) عمل شوية حسابات كده قالت إن فيه إحتمال إن لما القنبلة النووية تنفجر حيحصل تفاعل تسلسلي Chain Reaction لذرات الهيدروجين اللي في الجو اللي ممكن تخلي الإنفجار يفضل مكمل وميوقفش ويحرق الكرة الأرضية كلها .. في الفيلم إنت شفت (أوبينهايمر) راح زار (أينشتاين) عشان ياخد رأيه في الحسابات بتاعة (تيلر) بس اللي الفيلم مقالوش إن الحسابات دي خلت (تيلر) يحط فكرة القنبلة الهيدروجينية اللي هو سماها القنبلة السوبر Super .. لحد ما الحرب العالمية الثانية خلصت سنة 1945 الفريق بتاع (تيلر) مقدرش يوصل لحاجة في مشروع السوبر وده خلي (أوبينهايمر) في أخر قرار ليه كمدير لمشروع مانهاتن إنه يلغي تمويل مشروع القنبلة الهيدروجينية .. سنة 1946 (أوبينهايمر) بيرجع تاني لمنصبه كدكتور محاضر في جامعة بيركلي .. اللي جه مكانه كمدير لمعمل لوس ألاموس واللي المفروض إنه يشرف علي المشروع النووي العسكري الأميريكي كان واحد إسمه (نوريس برادبيري Norris Bradburry) اللي كان شايف إن المستقبل هو لتطوير القنبلة الهيدورجينية فهو كلم (تيلر) إنه يرجع تاني لوس ألاموس عشان يكمل شغله .. لحد هنا حصل كذا حاجة في وقت واحد:

  • (نوريس برادبيري) عمل مؤتمر علمي لعرض نتايج شغل (إيدوارد تيلر) وفي المؤتمر ده فيه عالم ألماني إسمه (كلاوس فوكس Klaus Fuchs) جسد شخصيته في الفيلم الممثل (كريستوفر دينهام Chritopher Denham) ومعاه عالم رياضيات مجري إسمه (جون فون نيومان John von Neumann) خدوا براءة إختراع تصميم القنبلة الهيدورجينية.
  • الكونجرس الأميريكي بيوافق علي مشروع قانون الطاقة النووية اللي معاه إتأسست لجنة الطاقة النووية Atomic Energy Commission أو A.E.C. إختصارا عشان اللجنة دي تبقي هي المسئولة عن إدارة المشروع النووي الأميريكي .. علي جنب كده إتعملت لجنة تانية للإشراف علي المشروع النووي إتسمت لجنة الاستشارة العامة General Advisory Committee إختصاراً إتسمت G.A.C. واللي مسك اللجنة دي كان (أوبينهايمر) بحيث دور اللجنة لما لجنة الطاقة النووية تعطل في حاجة يروحوا ياخدوا رأي (أوبينهايمر).

سنة 1949 كانت السنة اللي الدنيا فيها باظت خالص لما السوفييت عملوا أول تجربة نووية ليهم بقنبلة تعتبر نسخة طبق الأصل للقنبلة اللي الأمريكان رموها فوق هيروشيما .. وسط حالة الهلع اللي جت للمؤسسة الأمنية الأميريكية (كلاوس فوكس) إتقبض عليه بتهمة التجسس لحساب السوفييت .. هنا بدأت الخناقة .. الناس اللي كانت شغاله في مشروع مانهاتن إتقسمت نصين:

  • نص بقيادة (إيرنست لورينس) شايفين إن لو السوفييت إتعلموا يعملوا سكينة فإحنا لازم نمسكلهم سيف .. إذا كان السوفييت إتعلموا إزاي يعملوا قنبلة نووية فإحنا لازم نتعلم نعمل القنبلة الهيدروجينية والحقيقة إن النص ده كان فيه أسامي تقيلة أوي زي (تيلر) ومعاه (جون وييلر) اللي قلتلك في الأول إنه أول واحد يشرح مبدأ الإنشطار النووي    
  • النص التاني بقيادة (أوبينهايمر) ومعاه واحد إسمه (ديفيد ليتلنثال Davis E. Lilienthal) كان يبقي مدير لجنة الطاقة النووية A.E.C. اللي كان شايف إننا لو إتكلمنا مع الروس وقلنالهم إننا مش حنكمل في سكة تطوير القنبلة الهيدروجينية فهم كمان حيقولولنا خلاص ماشي وإحنا حنكتفي بإننا إتعلمنا نعمل القنبلة النووية.

أقف بقي هنا .. الخناقة مكانتش بس بين طرفين بينهم إختلاف في وجهات النظر قد ما كانت خناقة في أساس الهوية الأميريكية .. يعني إيه الكلام ده؟ .. هو إيه اللي خلي الأمريكان يجروا في سكة تطوير القنبلة النووية؟ .. عشان كانوا خايفين إن النازيين يوصلوا لسر الخلطة الأول وساعتها حيحسموا الحرب العالمية الثانية لصالحهم .. جميل .. بنفس المنطق المفروض الأمريكان يبقوا شايفين إن الإتحاد السوفيتي ما هو إلا الجزء الثاني من سلسلة لا تراجع ولا استسلام القبضة الدامية .. المفروض إن من مصلحة أميركا إنها تفضل سابقة روسيا بخطوة لإن اللي حيخسر السباق النووي حيخسر الحرب الباردة .. الأهم من كده .. إزاي علماء يهود زي (أوبينهايمر) ورجالته ضحوا عشان خاطر أميركا يبقي معاها القنبلة النووية دلوقتي بيقولوا مش صح إننا نسعي في تطوير ترسانتنا النووية .. هو أنتوا مش شايفين (هتلر) زيه زي (ستالين) ولا إيه و(ستالين) ده في حالة إنك متعرفش يبقي (جوزيف ستالين) زعيم الإتحاد السوفيتي في وقت القصة دي ما بتتحكي .. الخناقة بقت بين ناس الحس الوطني سايقها بزيادة قصاد ناس بقت بيتم إتهامها إنكوا مش وطنيين ومعندكوش مشكلة بلدكوا تخسر السباق ضد عدوها روسيا .. الخناقة دي ولعت فشخ لما (أوبينهايمر) بصفته رئيس G.A.C. رفض طلب رسمي متقدم من (تيلر) إن يتعمل مشروع تطوير القنبلة الهيدروجينية .. (إيرنست لورينس) حرفياً كسر كلام (أوبينهايمر) وأسس معمل ليفرمور Livermore Laboratory يوم 2 سبتمبر 1952 عشان يبقي بديل لمعمل لوس ألاموس ويبدأ يسعي في تطوير القنبلة الهيدروجينية.

صورة لأول تجربة نووية تعملها روسيا سنة 1949.

وسط ما الدنيا والعة بيوصل جواب لمكتب واحد إسمه (جيه إيدجار هووفر J. Edgar Hoover) وده وقتها كان مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي F.B.I. اللي يعتبر مباحث أمن الدولة عندنا والجواب ده كتبه واحد إسمه (وليام بوردين William Borden) والجواب ده بيقول الأتي: مراة وعشيقة وأخو (أوبينهايمر) هم أعضاء في الحزب الشيوعي المحظور في أميركا .. ده كده زي إن حد يقدم فيك شكوي للأمن الوطني إن مراتك عضوة في جماعة الأخوان المسلمين .. مش كده وبس .. (أوبينهايمر) شخصياً بيقدم تبرعات مالية للحزب .. ومش بس كده .. في الوقت ده كان طلع قرار جمهوري من الرئيس الأميريكي (دوايت أينزهاور Dwight Eisenhower) بإن أي حد شغال في منصب حساس له علاقة بالأمن القومي لازم يتحقق معاه من عناصر F.B.I. عشان يتأكدوا من ولاءه لأميركا لإن أرجع وأقولك الفترة دي الخناقة بين أميركا والإتحاد السوفيتي كانت بتخلي إن أي حد في أميركا يتعرف بس إن فيه حد في عيلته شيوعي كان بيترمي ورا الشمس .. المهم إن الجواب بتاع (وليام بوردين) قال ومعرفش هو جاب الكلام ده منين إن (أوبينهايمر) لما إتحقق معاه من عناصر F.B.I. هو كذب عليهم .. في حالة إنك بتسأل هو يطلع مين يعني (وليام بوردين) ده؟ فهو كان طيار سابق في القوات الجوية وكان مدير مكتب لجنة الكونجرس اللي هو مجلس الشعب اللي كانت مسئولة عن مراقبة المشروع النووي .. (جيه إدجار هووفر) خد الجواب زي ما هو وداه للرئيس (أيزنهاور) .. الرئيس (أيزنهاور) خد الجواب زي ما هو وداه للأدميرال (لويس شتراوس) اللي كان وقتها رئيس A.E.C. واللي جسده في الفيلم الممثل (روبيرت داوني جونيور Robert Downey Jr.) وطلب منه إنه يلغي كل الصلاحيات الأمنية اللي كانت ل(أوبينهايمر).

هنا بقي الفيلم بيبدأ يحود كتير عن الحقيقة .. لما (أوبينهايمر) جاله خبر قرار الرئيس (أيزنهاور) هو رفع سماعة التليفون يكلم (كين نيكولز) اللي الفيلم طلع علاقتهم بإنها كانت زي الزفت بس هم الحقيقة كانوا صحاب عشان يسأله يعمل إيه .. (نيكولز) قاله إنه عشان هو شغال في A.E.C. فهو ميقدرش ينصحه .. (أوبينهايمر) طلب عمل جلسة استماع وفي الجلسة هو إعترف إن أيوه أنا كدبت علي عناصر F.B.I. اللي حققوا معايا عشان أنا كنت أهبل .. لحد هنا كان الموضوع حيخلص .. الصلاحيات الأمنية بتاعة (أوبينهايمر) حتتشال منه ويمكن يقدم استقالته من G.A.C. والموضوع خلص علي كده .. لكن (شتراوس) مش بس كان عايز يشيل الصلاحيات الأمنية اللي كانت تحت إيد (أوبينهايمر) إنما هو كان عايز يلزق فيه تهمة التجسس لحساب الإتحاد السوفيتي وعشان يعمل ده لازم يثبت عليه إن السبب ورا رفض (أوبينهايمر) تطوير القنبلة الهيدورجينية مكنش سبب أخلاقي ولا نيلة إنما كان عشان يخلي السوفييت يبقي ليهم فرصة إنهم يسبقوا الأمريكان في لعبة مين يفرقع الكرة الأرضية الأول .. عشان يثبت التهمة دي فالمفروض إن كل الناس اللي كانت شغالة في معمل ليفرمور اللي هم (إيرنست لورينس) و(إيدوارد تيلر) تيجي تشهد ضد (أوبينهايمر) بس ده محصلش ولا واحد فيهم رضي يعترف إن (أوبينهايمر) جاسوس سوفيتي.

كنت اتكلمت قبل كده إن الأفلام مش مصدر كويس إنك تعرف أي معلومات تاريخية .. لو عايز تعرف تاريخك يا تتفرج علي فيلم وثائقي يا تقرأ كتاب لكن الأفلام هي أعمال فنية درامية بالدرجة الأولي ومش كل حاجة تشوفها في الأفلام تبقي حقيقة مجردة .. فيلم Oppenheimer من الأفلام الكويسة جداً ويمكن لو كان (نولان) حب يشرح اللي أنا قلته في المقالة دي في فيلم كان يمكن وقتها الفيلم بقي 6 ساعات مش 3 وعشان كده أنا مش شايف إن صح إن حد يحاسب صانع الفيلم علي مدي مصداقية فيلمه للأحداث التاريخية.

المصدر:

مهندس ميكانيكا بحب الصحافه و الكتابه .. مؤمن بان من حق كل بني ادم انه يعرف الحقيقه ورا الخبر .. رسالتي انك تفهم حقيقه اللي بيحصل عشان لما تقرر رايك تكون فاهم انت بتقرر علي اي اساس

اترك تعليق

بريدك الالكتروني لن ينشر. يجب ملئ الخانات بعلامة *

من فضلك ادخل التعليق!

من فضلك ادخل الأسم!

من فضلك ادخل البريد الالكتروني!من فضلك ادخل بريد الكتروني صحيح!