الطريق الي الأندلس .. مجد الإمبراطوريات إتبني علي التعيينات الصح (الجزء الثامن).

لينك التسجيل الصوتي للمقالة علي Sound Cloud:
https://soundcloud.com/user-112011687-312727988/wj6mxkbvjaq9?utm_source=clipboard&utm_medium=text&utm_campaign=social_sharing

سنة 1031 كانت صعبة أوي .. يمكن أصعب من 2020 اللي عدت دي .. في السنة دي الخلافة الأموية في الأندلس إنتهت .. الدولة إتفككت لشوية مدن كل مدينة بقت بتعتبر نفسها دولة مستقلة .. علي فكرة الشكل ده من الدول مكنش جديد علينا كبشر .. يعني مثلاً الإغريق حضارتهم كانت معروفة بإنها حضارة المدينة الدولة أو City-State إن كل مدينة تعتبر دولة مستقلة زي مثلاً إسبارطة و أثينا .. إيطاليا في عصر النهضة كانت كده برده إن ميلان و البندقية اللي هي فينسيا و فلورنسيا مثلاً كانوا صحيح هم مدن بس كانوا بيتعاملوا مع بعض معاملة الدول المستقلة .. بس أنا عايز أخد بريك شوية من الأندلس لإن الجزء اللي جاي من القصة أحداثه حتدور في حتة تانية و هي المغرب .. في الوقت اللي الأندلس بقت عاملة زي مدينة جوثام بعد ما الجوكر قلبها مدعكة و الفوضي بقت في كل حتة كان فيه رجل إسمه (يحيي إبن إبراهيم) بيحاول يجاوب علي سؤال قليل أوي لما تلاقي رجل بيسأله لنفسه .. هو إحنا بنهبب إيه هنا؟

المرابطون .. شعاع أمل وسط ظلمة الفوضي:

(يحيي) كان زعيم قبيلة إسمها الجُدالة عايشة في الحتة اللي إنت دلوقتي عارفها بالحدود بين المغرب و موريتانيا .. الجُدالة دي كانت قبيلة صغيرة تحت مظلة قبيلة أكبر إسمها الصنهاجة .. حاول تستوعب إن الناس اللي المفروض إن (يحيي) مسئول عنهم هم ناس لسنين الدنيا فضلت ترجع بظهرها لحد ما حطت عليهم .. الناس دي لسنين إتعودت تعيش في الصحراء من غير لا أكل ولا مياه  .. حياة الصحراء أثرت علي لبسهم لإنهم كانوا دايماً بيلبسوا عمة بتخفي ملامح وشهم ما عدا عنيهم و عشان كده هم إتعرفوا بإسم الملثمين .. دي مش حاجة وحشة خلي بالك هي بس الموضة عندهم كانت كده .. ناس عاملة زي الصبار .. ناشفين أوي .. هم صحيح ليهم علاقات تجارية مع الحضارة الإسلامية سواء في الأندلس أو في شمال أفريقيا يعني عارفين إن فيه مدن و إن فيه قانون و إن فيه قصور بس هم عمرهم ما جربوا يعيشوا كده .. حتي لما دخلوا الإسلام هم دخلوه عشان إتقالهم ده حاجة حلوة و اللي بيخش الإسلام مش بيدفع الجزية اللي بتتفرض علي غير المسلمين بس هم مكانوش فاهمين أوي هو الإسلام ده في تفاصيله إيه .. هم عارفين إن فيه صلاة و صوم بس فيه حاجات كتير في النص زي علاقة المسلم بالمسلم و الميراث و أحكام الجواز و الطلاق و ليلة كبيرة أوي سعادتك .. بإختصار شديد الناس كانت محتاجة كورس مكثف في تعاليم الإسلام عشان يقدروا يندمجوا وسط المجتمعات الإسلامية اللي حوليهم و ده اللي (يحيي) كان عارفه كويس.

(يحيي بن إبراهيم) سنة 1035 قرر يروح يحج و زمان قرار إنك تروح تحج ده مكنش حاجة سهلة خصوصاً لو إنت عايش بعد أخر بلاد المسلمين بمحطتين .. (يحيي) لما زار القيروان عاصمة ولاية المغرب العربي في تونس و لما زار مصر و دمشق و مكة المكرمة إكتشف الحقيقة الصعبة أوي علي أي رجل في مكانه بيبقي مطلوب منه إنه يستوعبها .. عليا الطلاق ما إحنا عايشين .. (يحيي) كان عارف إن أهل قبيلته لازم دماغهم تتفرمط و كل أفكارهم اللي هم يعرفوها عن الإسلام تتمسح و يتحط مكانها معلومات صح و عشان كده و هو راجع لقبيلته من أداء مناسك الحج خد معاه إمام إسمه (عبدالله بن ياسين).

(عبدالله) هو كمان كان رجل ميعرفش في الحق يا أما إرحميني .. إنت أكيد في حياتك قابلت ناس في شغلك زيه كده اللي هم بيطبقوا الكود و القانون زي ما الكتاب بيقول .. (عبدالله بن ياسين) ياعيني إتصدم من حياة أهل قبيلة الجُدالة .. الناس دي صحيح بتصلي و بتصوم بس علاقتهم بالإسلام وقفت لحد كده .. لا زكاة بتتدفع .. لا حُرمة للستات بتتحمي .. مال اليتامي بيتاكل .. الغريبة إنه لما بدأ يصلح ده بإنه يحط عقوبات مشددة للحاجات اللي هم كانوا شايفينها عادية بس في الإسلام كانت مصايب بدأوا يتخنقوا منه .. مجرد ما زعيم القبيلة (يحيي بن إبراهيم) إتوفي أهل القبيلة إتفقوا علي إن (عبدالله) لازم يغور في ستين داهية .. تفتكر (عبدالله) يمشي من سكات و يرجع تاني لبلده؟ .. يبقي إنت متعرفوش كويس .. (عبدالله) لقي قبيلة تانية إسمها لمتونة برده علي الحدود بين موريتانيا و المغرب بس الناس دي رحبوا جداً باللي هو عايز يقوله و بدأوا يبقوا هم بداية شعاع أمل النظام في عصر الفوضي اللي بقي منتشر في المغرب العربي.

مش معني كده إن الحياة كانت زبادي خلاط بالنسبة ل(عبدالله بن ياسين) .. الحقيقة إن هو و رجالته سفوا التراب .. زي ما (شمس الزناتي) هو و رجالته كانوا بيتقابلوا في الخرابة فبرده (عبدالله) هو و رجالته كان ليهم مكان بيتقابلوا فيه كان قلعة مهجورة إسمها الرباط و اللي هي دلوقتي تبقي عاصمة المملكة المغربية .. ناس مقتنعين بفكرة معينة إن لازم تعاليم الإسلام الصحيح ترجع تتطبق تاني زي ما النبي (عليه الصلاة و السلام) و صحابته رضوان الله عليهم كانوا عايشين و لأجل الصدف الناس دي كانوا بيستخبوا في قلعة إسمها الرباط .. هوبا الإسم لزق فيهم و سموا نفسهم المرابطون يعني اللي ماسكين في فكرة و مقتنعين بيها و حالفين إن دولة الإسلام ترجع تاني زي الأول .. زي ما النبي (عليه الصلاة و السلام) بناها و مشي عليها الخلفاء الراشدين .. فكرة رومانسية إنت ممكن تقول عليها .. ناس تانية ممكن تقول عليها فكرة مجنونة .. أيا كان رأيك خلينا نبقي مقتنعين إن (عبدالله بن ياسين) كان ناجح بشكل إنت لا تتخيله .. فيه ناس دايماً لما بتيجي تبص للمرابطين بتقول لنفسها إن يا سلام دي ناس مؤمنة .. ناس مسلمة زي السلف الصالح .. هو ده طبعاً علي عيني و علي راسي و العقيدة القتالية جزء مهم بس (عبدالله بن ياسين) كان رجل متعلم و زي أي رجل متعلم لما بيتحط في منصب سلطة بيسأل نفسه سؤال مهم ..  حنجيب فلوس منين؟

سنة 1053 أغلب قبائل الأمازيغ في المغرب بقت تحت إيده .. صحيح إن كتير من القبائل دي خدت فوق دماغها عشان تنضم للمرابطين بس حتي ده بفلوس .. السؤال كان أجيب منين؟ .. الإجابة كانت قدام عين (عبدالله بن ياسين) .. الذهب بتاع غانا .. فاكر لما قلتلك إن (عبدالرحمن الناصر لدين الله) كان سابق أوروبا بأكتر من 300 سنة لما حط عملة بلده علي Gold Standard يعني ربط قيمة العملة بالذهب؟ .. ده كان معناه إن حكومته في قرطبة مطلوب منها إنها تخزن كمية ذهب قد كمية الفلوس الكاش اللي بيتتداول في السوق و الذهب ده كله كان بيجي من مملكة غانا في أفريقيا .. طريق التجارة بين الأندلس و غانا فعلياً قاسم المغرب بالنص و كل اللي (عبدالله بن ياسين) محتاج يعمله إنه يسيطر علي المدن اللي بتقع علي طريق التجارة ده و يفرض ضريبة بسيطة علي التجار و حيلاقي نفسه بياكل الشهد و ده اللي حصل فعلاً .. سنة 1054 المرابطين خدوا مدينة الريصاني المغربية و اللي بالإنجليزي بتتكتب سيجيل- ماسا Sijilmasa .. سنة 1055 خدوا مدينة أوداغست Awdaghost اللي دلوقتي في موريتانيا.

الميكس بتاع العقيدة القتالية بإنك عايز ترجع تاني للأسس و القيم بتاعة السلف الصالح مع حنفية فلوس مش بتقف خلي دولة المرابطين فضلت تتوسع و فلوسها تكتر .. دولة المرابطين إتحطت علي أول الطريق إنها تبقي دولة خلافة محترمة بس سنة 1059 أستشهد (عبدالله بن ياسين) في واحدة من حروبه مع قبائل الأمازيغ الكتير أوفر و اللي جه وراه كان دراعه اليمين (أبوبكر بن عمر) و إنت الحقيقة محتاج تقف شوية مع الرجل ده .. (أبوبكر) كان من قبيلة لمتونة يعني كان من الأوائل خالص اللي رحبوا بأفكار (عبدالله بن ياسين) بس ده كان معناه إن (أبوبكر) شاطر في حاجة واحدة بس و هي الحرب .. إديله سيف و حصان و شوية فرسان و هو حيبقي سعيد سعادة الفيل .. قعده في إجتماع مع مهندسين و محاسبين عشان يقرروا أنهي مشروع بنية تحتية البلد محتاجاه و حتلاقيه بيسب و يلعن في سلسفين اليوم اللي قالوله فيه تعالي أحكم .. فعلياً دولة المرابطين في الوقت ده كانت محتاجة مخ أكتر ما هي محتاجة العضلات .. محتاجة سياسي أكتر ما هي محتاجة جنرال .. عشان كده (أبوبكر) خلي شغلانة الحكم دي من الباطن كده لإبن عمه (يوسف بن تاشفين) و ده واحد من أهم الشخصيات في تاريخ الحضارة الإسلامية و اللي للأسف مش كتير عارفين إسمه حتي.

(يوسف بن تاشفين) .. لما أمك تبقي دعيالك و تعين حد بيفهم:

(يوسف بن تاشفين) كان المرة اللي أختك حبت تعمل كيكة و ظبطت معاها .. (يوسف بن تاشفين) كان المرة اللي خليت (محمد صلاح) كابتن في الفانتازي و لأجل حظك يجيب هاتريك في الجولة دي .. بإختصار (يوسف بن تاشفين) كان المرة اللي الحظ لعب معاك .. كان التعيين الصح في الوقت الصح .. سنة 1062 (يوسف) شاف إن دولة المرابطين محتاجة عاصمة جديدة و ده خلاه يؤسس مدينة مراكش المغربية عشان تبقي هي العاصمة الجديدة و من بعدها عينك ما تشوف إلا النور .. دولة المرابطين إتوسعت بسرعة الصاروخ في وقت قياسي .. حدودهم وصلت لحد مدينة الجزائر عاصمة دولة الجزائر دلوقتي .. سنة 1076 دولة المرابطين دخلت في خناقة مع إمبراطورية غانا كانت هي السبب في إن نفوذ غانا يبدأ ينهار و تحل محلها إمبراطورية مالي و اللي كان واحد من اللي حكموها واحد إسمه (مانسا موسي) اللي يعتبر أثري أثرياء التاريخ و مفيش حد في تاريخ البشر كان أغني منه و ممكن نبقي نتكلم عنه في وقت تاني .. سنة 1079 حدود دولة المرابطين وصلت لمضيق جبل طارق .. سنة 1086 تقدر تقول و من دون مبالغة إن (يوسف بن تاشفين) كان أهم شخصية في العالم الإسلامي كله .. قول علي دولة المرابطين اللي إنت عايز تقوله .. قول عليهم متشددين .. قول عليهم توسعوا بقوة السلاح .. قول عليهم الأمل اللي كان فاضل للحضارة الإسلامية .. أنا مستعد أقبل إن أي حد يكون وجهة نظره الخاصة بدولة المرابطين بس اللي إنت متقدرش تنكره إن (يوسف بن تاشفين) كان بيحكم دولة قوية جداً عسكرياً و إقتصادياً .. صحيح ثقافياً و علمياً مكانوش قد كده أوي و ده طبيعي بالنظر للطبيعة الصحراوية اللي هم عايشين فيها بس قوتهم العسكرية دي هي اللي خلت (يوسف) سنة 1086 يجيله جواب عبارة عن نداء إستغاثة .. ملوك الطوائف في الأندلس بعتوله جواب ممضي منهم كلهم بإن تعالي إلحقنا .. هنا إنت محتاج تبقي مستوعب حجم الكارثة اللي كان ملوك الطوائف واقعين فيها في الأندلس.

بس إنت محتاج تفهم إيه هم ممالك الطوائف دي؟ .. يعني إيه الكلمة دي؟ .. عشان تفهم يعني إيه الطوائف تخيل معايا إنك صحيت الصبح لقيت جمهورية مصر العربية إتفككت ل24 محافظة و كل محافظة بقت ماشية بدماغها .. حتلاقي إن الإسكندرية بقت كيان لوحدها و بشكل تلقائي محافظات البحيرة و مطروح إنضموا ليها علي أساس إن أي حد غيرهم يبقي فلاح .. القاهرة و الجيزة بقوا كيان لوحدهم علي أساس مش حنخلي كوبري أكتوبر يقسمنا .. مدن القناة بقت مع نفسها عشان مفيش حد غيرهم بيشوي السمك البوري مقفول من غير ما ينظفه .. الصعيد طبعاً محدش يقدر يقوله إنت بتعمل إيه  .. ده الصعيد يابا .. مدن جنوب سيناء بقت عاملة زي شخصية (عاطف) في فيلم الناظر اللي هو الحياة تطيب لمن لا يبالي .. التقسيمة دي هي صحيح إتبنت علي سيناريو خيالي إن الدولة المصرية الموحدة مبقتش موجودة خلاص بس دي تقسيمة منطقية جداً لأسباب إجتماعية و ثقافية و جغرافية كمان .. أهو ده بالضبط اللي حصل في الأندلس.

 سنة 1031 الخلافة الأموية في الأندلس اللي أسسها (عبدالرحمن الناصر لدين الله) و وصلت لأقصي مجدها العسكري تحت إيد (محمد بن أبي عامر) إنتهت خلاص .. يكفي إن أقولك إن سنة 997 (محمد بن أبي عامر) قاد بنفسه حملة عسكرية لمدينة سانتياجو دي كومبوستيلا Santiago De Compostela و اللي المسيحيين في الأندلس كانوا بيحجوا ليها و ده يوريك قد إيه المدينة دي كانت مقدسة بالنسبة ليهم و (محمد) حرق المدينة كلها  .. الدولة الكبيرة إتقسمت 30 حتة .. زي ما فيه في مصر محافظات كبيرة زي الوادي الجديد و فيه محافظات نونو محندقة فبرده الطوائف كانت فيه منها ممالك مساحتها محترمة و فيه منها ممالك كانت يدوبك كلها علي بعضها قلعة أوضة و صالة .. زمان كانت كلمة العاصمة قرطبة تمشي علي أطخن طخين .. دلوقتي الوضع إختلف خالص يا (لينا) .. كل مدينة بقت ماشية بدماغها بس مهم تفهم نقطة في منتهي الأهمية .. الخناقة بين ممالك الطوائف مكانتش مبنية علي أسباب عقائدية ولا عرقية .. لا خالص .. زيها زي الحرب العالمية الثانية زي ما قلنا قبل كده هي خناقة سببها الصراع علي الموارد.

كل مدينة كبيرة في الأندلس كانت ليها شخصيتها المستقلة بس الصراع بينهم كان علي الهيمنة و عشان تسيطر علي جيرانك لازم يبقي تحت إيدك موارد كتير .. غابات تجيب منها خشب ..حديد تصنع منه سيوف .. ذهب و فضة عشان العملة في الأندلس كانت علي Gold Standard فكل ما المدينة كان تحت إيدها إحتياطي محترم من الذهب كل ما نفوذها بقي أكبر .. أنهار و بحيرات عشان الري و الشرب .. ده يفسرلك ليه الأندلس في عهد ممالك الطوائف إستمرت في غناها الثقافي و العلمي .. المعمار الأندلسي وصل قمة نضجه و تفوقه في عهد ممالك الطوائف .. أبسط مثال علي كده القصر الملكي في مدينة إشبيلية الإسبانية و اللي إتصور فيه مشاهد من مسلسل Game of Thrones بس ده مش معناه إن الوضع العسكري لممالك الطوائف كان زي الفل .. بالعكس .. الوضع العسكري للأندلس في عهد ممالك الطوائف لازم يتشرحلك كويس لإن بناء عليه حتفهم ليه ملوك الطوائف سنة 1086 بعتوا نداء إستغاثة لدولة المرابطين.

إتفقنا إن الممالك المسيحية في الأندلس كانوا مملكتين كبار أوي .. مملكة إسمها نافار Navarre و مملكة إسمها قشتالة ليون Castille Leon .. سنة 1050 مسك مملكة قشتالة ليون واحد إسمه (فيرديناند الأول Ferdinand I) و الرجل ده كان قوي جداً لدرجة إنه وحد الممالك المسيحية كلها و حتلاقي دلوقتي إن الأية إتعكست .. بعد ما كانت الأندلس دولة واحدة بتخلي الممالك المسيحية تنام من المغرب دلوقتي ملوك الطوائف بقوا مرعوبين من تهديد (فيرديناند الأول) لدرجة إنهم بقوا بيدفعولة جزية سنوية عبارة عن مبلغ محترم جداً بيتدفع كاش في مقابل إن (فيردناند الأول) ميهاجمش المدن الأندلسية .. أقف بقي هنا .. لنفترض إن أنا مثلاً حاكم مدينة غرناطة .. أنا بيتقالي إن لازم مثلاً 25% من ميزانية المدينة تتدفع كجزية ل(فيردناند الأول) .. جميل .. عشان أعوض الفلوس دي لازم أفرض ضرايب أعلي علي الناس علي أساس إن إحنا مش بنلاقي الفلوس علي الشجر .. أنا أدفع جزية ل(فيردناند) .. أنا أزود ضرايب علي الناس .. ناس تسب و تلعن في سلسفيني .. فضل الوضع كده إن الممالك المسيحية بتمص دم ممالك الطوائف لحد سنة 1065 و دي السنة اللي (فيرديناند الأول) مات فيها.

(فيردناند) رغم إنه كان قوي و تحت إيده الممالك المسيحية شمت نفسها بس هو كان بعيد عنك بهيمة لإنه لما مات كتب في وصيته إن عياله الثلاثة المملكة تتقسم ما بينهم .. هو كان متخيل إنه كده هو أب كيوت و Fair و وزع التركة بما يرضي الله بس ده ينفع لو إنت سايب لعيالك ورث عمارة مش مملكة .. بمجرد ما المملكة إتقسمت عياله الثلاثة مسكوا في خناق بعض .. إبنه الصغير و يمكن أغبي عياله كان إسمه (جارسيا Garcia) خد الحتة من المملكة اللي إسمها جالاثيا Galicia .. إبنه البكري (سانشو Sancho) خد الحتة اللي إسمها قشتالة Castille .. إبنه الوسطاني (ألفونسو Alfonso) خد الحتة اللي إسمها ليون Leon .. اللي حصل إن الأخين الكبار (سانشو) و (ألفونسو) إتفقوا علي أخوهم الصغير (جارسيا) و خدوا أرضه و طردوه بره البلد .. بعد 3 سنين من الهدنة الأخ الكبير (سانشو) باع أخوه (ألفونسو) و طرده بره أرضه و لك ان تتخيل إن اللي إستقبل (ألفونسو) و حماه من أخوه كانت مملكة طليلطلة Toledo .. يعني مملكة من ممالك الطوائف إستقبلت واحد من ملوك الممالك المسيحية .. ولا تخرج قبل أن تقول سبحان الله.

سنة 1072 أُغتيل (سانشو) في مؤامرة يقال إن اللي دبرها أخوه (ألفونسو) .. ده خلي (ألفونسو) اللي بقي إسمه (ألفونسو السادس) يبقي ملك مملكة قشتالة ليون و كمل علي نفس سياسة أبوه (فيردناند) إنه ياخد الجزية من ملوك الطوائف .. لكن .. و خلي بالك من اللي جاي بعد لكن دي .. (ألفونسو) يمكن عشان اللي شافه في حياته أصل معلش يعني هو خزوق أخوه الصغير مع أخوه الكبير و بعد كده أخوه الكبير زحلقه .. ده خلاه ياخد الفلوس اللي كان بتجيله من ممالك الطوائف و بدأ يصرفها علي جيشه .. سنة 1085 الدنيا بتضحك في وشه لما حاكم مدينة طليطلة و اللي بفكرك إنه هو اللي إستقبل (ألفونسو) لما كان هربان من أخوه (سانشو) لقي نفسه متحاصر من جيش مدينة إشبيلية .. إتنين من ملوك الطوائف مسكوا في خناق بعض .. حاكم مدينة طليطلة عمل أغرب صفقة تباديلة في تاريخ البني أدمين .. يمكن أغرب من صفقة لما برشلونة سابوا (صامويل إيتو) يروح إنترميلان في مقابل إنهم ياخدوا (زلاتان إبراهيموفيتش) .. اللي حصل إن حاكم طليطلة عرض علي (ألفونسو) تعالي ساعدني أهرب من المدينة و أروح مدينة فالنسيا عند قرايبي في مقابل إن لو إنت قدرت تهزم جيش مدينة إشبيلية فمدينة طليطلة حلال عليك و ده اللي حصل فعلاً .. سنة 1085 سقطت طليطلة في إيد (ألفونسو) و ده اللي خلي ملوك الطوائف في صوت واحد يقولوا زي ما قالت الممثلة (إنعام سالوسة) .. يالهوتييييييي.

سقوط طليطلة خلي ملوك الطوائف يبصوا لنفسهم و يفتحوا عنيهم علي الوضع اللي زي الزفت اللي هم فيه .. اه إحنا ناس عندنا قصور ميحلمش بيها بشر .. عندنا كتب مش موجودة في مكتبة بغداد .. عندنا ناس بتفهم في الطب و الفلك و الهندسة .. بس معلش يعني معندناش حد يشيل سلاح .. من سنة 1050 لحد سنة 1085 يعني بتتكلم عن 35 سنة و ممالك الطوائف بتدفع الجزية للممالك المسيحيىة .. 35 سنة و الفلوس دي كان ممكن تتدفع في الإنفاق العسكري لممالك الطوائف .. حتي لما ملوك الطوائف حسبوها سوا لقوا إن لو بقدرة قادر إتجمعوا مع بعض في تحالف عسكري هم أساساً مش طايقين بعض .. طول السنين اللي فاتت دي كلها و هم بيتنافسوا مع بعض علي مين يسيطر علي موارد الثاني فطبيعي إن ميبقاش فيه أي نوع من الثقة أو التفاهم بينهم .. من الأخر خالص ملوك الطوائف كانوا محتاجين حد يلحقهم .. و هنا يجي دور (يوسف بن تاشفين).

في نفس الوقت حاول برده تفهم نقطة .. العلاقة بين الأندلسيين و بين المرابطين كانت شبه العلاقة بين الليبراليين و السلفيين كده بعد ثورة يناير لو تفتكر الأيام دي .. الأندلسيين في التشبيه ده هم الليبراليين .. ناس متخيله إنها متعلمة و مثقفة و منفتحة علي الدنيا و Cool كده في نفسهم و بناء عليه هم شايفين إن المرابطين دول ناس دقة قديمة و متزمتين دينياً و مكانهم الطبيعي الصحراء مش المدن المتحضرة اللي كلها ثقافة و علم و مزيكا .. علي الناحية الثانية المرابطين شايفين الأندلسيين زي ما السلفيين كانوا شايفين الليبراليين اللي هم ناس منحلة الدنيا عندهم سداح مداح اللي هو يلا يا بتوع Love Wins .. بس حتي يا أخي شوف رغم كل الإختلافات دي فملوك الطوائف عصروا علي نفسهم إنتاج الأندلس كله من اللمون و في يوليو 1086 وافقوا إن مدينة الجزيرة الخضراء Algeciras و الميناء بتاعها يبقي تحت تصرف المرابطين .. البداية كانت 500 مقاتل من القوات الخاصة وصلوا الجزيرة الخضراء كطيلعة قوات المرابطين و في سبتمبر 1086 (يوسف بن تاشفين) شخصياً و معاه 12,000 مقاتل وصل الأندلس.

المصادر:

فيديو بعنوان A House Divided – Taifas and the Moravids – WOTW EP7 P1 و ده لينك الفيديو علي YouTube:
https://www.youtube.com/watch?v=nJOj_qmiv6U&list=PLpA6sZxl1jJsTcycljzLBqCZw6Ps2hg2-&index=17