تابعونا

الفتنة الكبرى .. إن للشيطان طيفاً و إن للسلطان سيفاً .. الجزء الثالث.

(الحجاج بن يوسف الثقفي) مش شخصية معقدة ولا حاجة و يمكن اللي شافه علي حقيقته كان (عمر بن عبدالعزيز) .. ناس كتير متعرفش إن (عمر) كان يبقي ابن عم (عبدالملك بن مروان) و إتجوز أخت ابنه (الوليد) .. (عمر) كان بيكره (الحجاج) جداً و كان أكتر حد واقفله في البلاط الملكي.

27 أبريل، 2020 6 ألف

طبعاً حضرتك عارف إن وقت ما سيدنا (علي) رضي الله عنه أستشهد البلد كانت مولعة .. المفروض إن بما إن الخليفة مات تتعمل مبايعة جديدة أو زي ما إنت تقدر تسميها مجازاً يعني إنتخابات جديدة .. لكن سيدنا (معاوية بن أبي سفيان) رضي الله عنه مُصر علي إنه هو الأحق بالحكم .. فعلياً البلد مقسومة نصين:

  • سيدنا (معاوية) في الشام و معاه بنو أمية كلهم .. الرجل مسنود علي CV بتاعه إن أنا إتعينت والي للشام في عهد سيدنا (عمر بن الخطاب) رضي الله عنه و كملت في منصبي في عهد سيدنا (عثمان بن عفان) رضي الله عنه كمان و حتي لما سيدنا (علي) جه الحكم سابني في منصبي فده معناه أكيد يعني إنهم كلهم رأيهم إني شايف شغلي و بناء عليه أنا الأحق بالخلافة.
  • علي الناحية الثانية فيه شبه إجماع في المدينة المنورة و في مكة المكرمة إن اللي لازم يحكم هو سيدنا (الحسن بن علي بن أبي طالب) رضي الله عنه .. علي فكرة لما سيدنا (علي) كان علي فراش الموت سألوه هل نبايع إبنك (الحسن) فكان رده إنه لا أمركم ولا أنهاكم .. ده قراركوا و دي حياتكوا و أنتوا أحرار فيها.

وسط الخناقة دي كلها سيدنا (الحسن) إقترح حاجة لطيفة أوي .. قبل ما أقولك إقتراحه اللطيف فعايزك تعرف إن من أقوال سيدنا (النبي) عليه الصلاة و السلام عن سيدنا (الحسن) إنه كان دايماً يقول إبني هذا يصلح بين أمتين .. نيجي بقي للإقتراح .. هو مش إنت يا (معاوية) محسسنا إن حيجيلك جلطة لو محكمتش .. خلاص يا سيدي أحكم إنت و أنا مش عايز الحكم بس لما ربنا يفتكرك و تموت بعد عمر طويل يعني إن شاء الله حتتعمل مبايعة جديدة و يجي فيها اللي يجي .. الجماعة وافقت علي مقترح سيدنا (الحسن) مع إن أخوه سيدنا (الحسين) كان بيغلي من جواه بس هو ميقدرش يعترض علي كلمة أخوه الكبير .. سيدنا (معاوية) طبعاً وافق و بقي هو خليفة المسلمين و نقل العاصمة بتاعته لدمشق بعد ما هو و سيدنا (الحسن) قعدوا مع بعض و إتفقوا علي إنهاء الحرب الأهلية بين المسلمين .. لأول مرة من سنين الناس نامت و هي متطمنة و حاسه إن فيه أمل في بكره بس للأسف الأمل ده مكملش كتير.

بعد الإتفاق اللي إتعمل بين سيدنا (الحسن) و سيدنا (معاوية) بشوية توفي سيدنا (الحسن) و هنا بقي إتفتح باب الهبد .. حنفية نظريات مؤمرات إتكسرت و غرقت الدنيا و السبب فيها هو الطريقة اللي سيدنا (الحسن) مات بيها .. الناس قالت إنه مات بشربة عسل .. يعني سيدنا (الحسن) شرب شوية عسل نحل و مات .. نظرياً اه فيه حاجة إسمها التسمم السجقي Grayanotoxane Poisoning بس دي حالة في منتهي الندرة و عشان كده ناس كتير إتهمت سيدنا (معاوية) أو علي الأقل ناس قريبة منه إنها إتصرفت من دماغها عشان تخلص من سيدنا (الحسن) .. تاني .. مفيش أي دليل يقول إن سيدنا (معاوية) هو اللي أمر بإغتيال سيدنا (الحسن) و مفيش أي دليل ضد أي حد من حاشية سيدنا (معاوية) إنه يكون إتصرف من دماغه بدون علم سيدنا (معاوية) و دبر إغتيال سيدنا (الحسن) .. بس ده ميمنعش إن سيدنا (الحسين) مكنش بيغلي .. نار قايدة جواه .. هو شبه متؤكد إن أخوه إتقتل بس فين الدليل .. حتي لو حب يتصرف فهو متكتف بالإتفاقية اللي أخوه الله يرحمه مضاها مع سيدنا (معاوية) .. لحد ما سيدنا (معاوية) عطي لسيدنا (الحسين) الفرصة اللي هو كان عايزها لما قرر إنه يبايع إبنه (يزيد) عشان يحكم هو وراه و الكلام ده كان سنة 56 هجري.

مشكلة سيدنا (الحسين) مكنتش إن (يزيد) وحش .. هي دي مكنتش مشكلته أصلاً .. مشكلته كانت إن كان فيه إتفاق .. إنت يا (معاوية) عطيت كلمتك لسيدنا (الحسن) و ده لوحده يخليك مُلزم إنك تنفذ شروط الإتفاق .. فوق ده كله إن في تاريخ الأمة الإسلامية اللي صحيح هو قصير و مش طويل يعني بس محصلش ولا مرة إن الحكم إنتقل بشكل وراثي .. الحكم يا بيكون بالمبايعة زي ما حصل مع سيدنا (أبوبكر) و سيدنا (عثمان) و سيدنا (علي) أو بالتكليف زي ما حصل مع سيدنا (عمر) .. لكن إنك تجيب إبنك و إبنك يجيب إبنه فدي الحاجة اللي مينفعش تحصل .. مهم برده تفهم المنطق .. التاريخ مليان بإزاي حضارات كبيرة مشي الحكم فيها وراثي و طبيعي في كل عيلة يطلعلك شوية عيال تلفانة يبوظوا الدنيا .. شوية و يجي ملك يصلح كل حاجة بس شوية و يجي عيل تافه برده يبوظ كل حاجة .. الدولة الإسلامية لازم تحمي نفسها من كل ده .. الدولة الإسلامية لازم الحكم فيها يبقي بالمبايعة أو الإنتخاب .. اللي الناس تشوفه ينفع هو اللي يحكم مش مجرد إنك حظك حلو و إتولدت في بقك معلقة دهب.

بعد وفاة سيدنا (معاوية) جه (يزيد) و الحقيقة إن كتير من الولايات الإسلامية بايعته لإن أهل الشام مثلاً كانوا معترفين به كخليفة للمسلمين بس فضلت مكة المكرمة و المدينة المنورة مش راضيين .. (يزيد) كان مخنوق أوي من اللي هو سماهم العبادلة .. كان فيه تريند كده إنتشر بين الصحابة رضوان الله عليهم إن أول ولد يخلفوه يسموه (عبدالله) يعني عندك (عبدالله بن عمر) و (عبدالله بن الزبير) و (عبدالله بن عباس) رضي الله عنهم جميعا .. كل محاولات (يزيد) إنه يقنع الصحابة بإنهم يعترفوا بيه كخليفة فشلت .. تاني .. المشكلة مش في (يزيد) شخصياً .. المشكلة في الطريقة اللي هو تولي الحكم بيها .. الحكم الوراثي ده يعتبر في رأيهم بدعة و دي حاجة لم يقرها الله و رسوله.

الوضع فعلياً إتأزم لما الصحابة في مكة المكرمة و المدينة المنورة بايعوا سيدنا (الحسين) عشان يبقي هو خليفة المسلمين .. بمجرد ما بقت الدولة مقسومة بين إتنين و كل واحد الناس اللي حوليه شايفينه الخليفة الشرعي فده غيّر قوانين الخناقة .. ده في الوقت اللي أهل العراق بقوا يبعتوا رسايل كتير لسيدنا (الحسين) اللي هي تعالي و معاك قواتك و إحنا حنقف وراك و نتحد ضد (يزيد) في الشام .. سيدنا (الحسين) بعت إبن عمه (مسلم بن عقيل) رضي الله عنه للعراق عشان يمهد للزيارة .. حاكم العراق اللي طبعا ًولاءه ل(يزيد) بمجرد وصول (مسلم) قتله بس المعلومة دي موصلتش لسيدنا (الحسين) و علي فكرة مفيش دليل برده علي إن قتل (مسلم بن عقيل) تم بموافقة (يزيد) .. الناس اللي حول سيدنا (الحسين) كانوا بيترجوه ميروحش العراق بس هو أصر .. يقال إن (عبدالله بن عباس) إبن سيدنا (العباس) عم النبي رضي الله عنه قاله إن أنا أراك مقتولا بس كان خلاص سيدنا (الحسين) حسم قراره .. (عبدالله بن عباس) كان متؤكد إن سيدنا (الحسين) حيتقتل لدرجة إنه قاله طب لو خلاص ركبت دماغك إنك تروح العراق متاخدتش أهلك معاك عشان ميشوفوكش و إنت بتتقتل.

مهم تكون فاهم برده هنا دماغ سيدنا (الحسين) .. الرجل ده أولاً مش محتاج فلوس لإنه كان من أغني أغنياء المدينة المنورة .. ناس كتير متعرفش إن سيدنا (عمر بن الخطاب) لما الفلوس جريت في إيد المسلمين و أنشأ بيت المال فهو عامل سيدنا (الحسن) و سيدنا (الحسين) معاملة أهل بدر فكان ليهم معاش يعيشهم ملوك فهو مكنش بيسعي ورا فلوس .. سيدنا (الحسين) كان عنده مبدأ و المبدأ ده إن الحكم شوري بين المسلمين .. مينفعش دولة الإسلام يبقي الحكم فيها وراثي .. في اللحظات الأخيرة مفضلش مع سيدنا (الحسين) غير 70 من أهل بيته قصاد 4000 .. في الأول كانت المفاوضات .. تعالي ناخدك ل(يزيد) بس هو رفض .. أنا متاخدتش أسير .. طب إنت عايز إيه؟ .. يا تسيبوني أروح أقابل (يزيد) لوحدي أتفاهم معاه زي ما أخويا (الحسن) الله يرحمه إتفق مع (معاوية) الله يرحمه علي الحل اللي يحقن دماء المسلمين أو تسيبوني أرجع المدينة المنورة أو تسيبوني في حالي أقضيلي كام يوم في العراق .. يقال إن (عمرو بن سعد) رضي الله عنه واحد من اللي كانوا مع سيدنا (الحسين) إقترح علي والي العراق اللي بفكرك إنه هو اللي قتل (مسلم بن عقيل) إنه يسيب سيدنا (الحسين) يروح يقابل (يزيد) و يحلوها هم سوا بس الوالي رفض .. لازم نقبض علي سيدنا (الحسين) .. معركة كربلاء اللي هي كلمتي كرب و بلاء مجموعين علي بعض .. أستشهد فيها السبعين اللي مع سيدنا (الحسين) و هو فضل أخر واحد .. ولا مقاتل من 4000 عرف يرفع عليه سيفه .. كله خايف يبقي هو اللي قتل حفيد النبي .. الوحيد اللي مكنش عنده مشكلة كان إسمه (شمر بن ذي الجوشن) و هو اللي قتله و بمجرد ما دمه سال زي ما تقول الباقي إتشجع .. يقال إنهم طعنوا سيدنا الحسين فوق الثمانين طعنة و بعد كده فصلوا رأسه عن جسده و خدوا الرأس معاهم ل(يزيد).

نساء أهل بيت رسول الله (عليه الصلاة و السلام) راحوا ل(يزيد) يطلبوا منه يرجعلهم رأس سيدنا (الحسين) و كان معاهم إبن سيدنا (الحسين) اللي هو (زين العابدين) و اللي محضرش معركة كربلاء لإنه كان عيان .. فيه كذا رواية في اللقاء ده .. فيه ناس قالت إن (يزيد) شتم (زين العابدين) فردت عليه السيدة (زينب) رضي الله عنها و تقدر تقول كده هزقت (يزيد) و سوري في الكلمة مسحت بكرامته الأرض .. و فيه ناس تانية قالت إن (يزيد) بعد ما السيدة (زينب) هزقته كان حيمد إيده عليها فالناس اللي حوليه من حاشيته حاشوه عنها و قالوله السيدة (زينب) مينفعش يتعمل معاها كده .. و فيه ناس تالتة قالت كلام غير كده خالص إن نساء أهل بيت رسول الله لما دخلوا علي (يزيد) و سألوه هل نساء بيت رسول الله سبايا؟ فرد عليهم لا و الله بل حرائر و قالهم خشوا لبنات عمكم اللي هم أخوات (يزيد) و بنات سيدنا (معاوية) حتلاقوهم عمالين يعيطوا و ينعوا سيدنا (الحسين) .. روايات عكس بعضها و أنا فعلياً مش حعرف أختار مين فيهم الصح فشوف مين اللي قلبك يستكين ليها .. بعد مقتل سيدنا (الحسين) تقدر تقول إن الحرب الأهلية سكتت .. لسنين فضلت الدنيا هادية مع إن البلد برده فضلت مقسومة نصين.

سبحان الله يشاء ربك إن (محمد بن يوسف الثقفي) اللي إنت عارفه بإسم (الحجاج بن يوسف) يتولد سنة 41 هجرياً في نفس عام الجماعة اللي هي السنة اللي جماعة المسلمين وافقت علي مقترح سيدنا (الحسن) إن يتم تسليم السلطة لسيدنا (معاوية) لحد ما يتوفاه الله و بعد كده تتعمل مبايعة جديدة .. (الحجاج) أبوه كان رجل دين و فقيه و حاول يطلع إبنه زيه .. فعلاً (الحجاج) كان حافظ للقرأن و فاهم كويس في الفقه لكن هو مكنش عايز يبقي زي أبوه .. هو كان نفسه يعمل Career Shift .. طموحه كان أكبر من إن يتقال مولانا الشيخ راح و مولانا الشيخ جه .. مصير (الحجاج) إرتبط بشكل غريب بمصير رجل تاني إسمه (عبدالملك بن مروان بن الحكم) حفيد (الحكم بن العاص) اللي بفكرك إنه نفس الرجل اللي سيدنا (عثمان) سمحله يخش المدينة المنورة و خلاه وزيره .. إنت متقدرش تجيب سيرة (الحجاج) من غير ما تجيب سيرة (عبدالملك) و العكس صحيح.

الشبه بين الإتنين كان غريب خصوصاً و هم لسه صغيرين .. الإتنين إتربوا عشان يبقوا فقهاء في الدين .. يقال إن (عبدالملك) و هو صغير كان بيفضل قاعد بالساعات في مسجد النبي (عليه الصلاة و السلام) لدرجة إن الناس بقت بتقول عليه حمامة مسجد رسول الله … (عبدالملك) كان بيختم المصحف الشريف في 3 أيام .. سواء (عبدالملك) أو (الحجاج) كانوا مرجع في الفقه .. زي ما كده تبقي إنت مهندس حريق و حافظ كود NFPA و إنت مغمض أهو الإتنين دول كانوا فظاع في علمهم بخفايا الفقه .. بس ده في رأيي كان القناع اللي قدام الناس .. ده كان الوش اللي هم بيلبسوه .. جواهم الإتنين كان نفسهم في حاجة تانية خالص و فيه لمحات من حياتهم لما بتقف قدامها كويس و تفكر فيها بتكتشف إن أه فعلاً مش معني إن حد رايح جاي علي الجامع و حافظ القرأن إنه يبقي هو عايز يبقي فقيه أو شيخ أو يكمل في Career ده .. الموقفين اللي أنا عايز أقف قدامهم في حياة الإتنين دول حصلوا تقريباً في وقت واحد .. موقفين يوروك الوش الحقيقي لإتنين من أهم الشخصيات في تاريخ الحضارة الإسلامية.

(عبدالملك) كان يبقي إبن واحد إسمه (مروان بن الحكم) و الرجل ده إستلم الحكم و هو كبير في السن و مات بعد سنة واحدة من توليه الحكم .. يقال إن الناس لما جت تبلغ (عبدالملك) بإن والدك تعيش إنت و إنك خلاص بقيت خليفة المسلمين كان قاعد بيقرأ في المصحف .. بمجرد ما إتقاله إن إنت بقيت خليفة المسلمين الناس لقته قفل المصحف و قاله جملته الشهيرة .. هذا فراق بيني و بينك .. (عبدالملك) ممسكش المصحف تاني بعد ما بقي خليفة .. كل سنين حفظه للقرأن و تعلمه للفقه إترمت من الشباك .. من النهاردة أنا بقيت الخليفة .. من النهاردة أنا بقيت الحاكم .. (عبدالملك) من الناس اللي كانت مقتنعة جداً بفكرة فصل الدين عن الدولة بس هو مكنش يقدر يقول الأفكار دي في العصر اللي هو كان عايش فيه .. هو كان مؤمن بأفكار الناس وقتها لو سمعتها كانت حتعتبرها كفر و إلحاد و عشان كده هو إختار إنه أولاً يحتفظ بأفكاره لنفسه و في نفس الوقت يحكم بالمباديء اللي هو شايفها صح .. أيا كان رأيك في تصرفات و قرارات (عبدالملك) اللي ححكيها دلوقتي أرجوك متحاولش تبصلها من منظور الحلال و الحرام لإن صدقني لو قلتلك هو مكنش شايفها كده .. هو كان شايفها هل التصرف ده ضروري للحكم أو لا .. الحرام و الحلال ده للناس العادية إنما الحكام و الملوك مش بيلتزموا بالكلام ده.

(الحجاج) كان مقتنع بنفس أفكار (عبدالملك) .. الإتنين دول تقدر تقول عليهم زي ما الأمريكان بيوصفوا أي إتنين دماغهم شبه بعض بإنهم A Match Made in Heaven يعني الإتنين إتخلقوا عشان يشتغلوا مع بعض .. أو خليني أبقي واضح أكتر الإتنين إتخلقوا عشان (الحجاج) ينفذ كل أفكار (عبدالملك) .. لما (عبدالملك) إستلم الحكم كان فعلياً بيستلم دولة كلمة الحاكم فيها مش بتتسمع .. بسم الله الرحمن الرحيم كده هو استلم بلد مقسومه نصين .. استلم بلد أساساً فيه ناس مش شايفاه هو خليفة المسلمين أصلاً .. الدولة الإسلامية وقتها كان مقسومة بينه و بين (عبدالله بن الزبير) رضي الله عنه .. (عبد الله بن الزبير) في حالة إنك متعرفش ده يبقي مين فالرجل ده CV بتاعه الصراحة يخض .. هو يبقي ابن عم النبي (عليه الصلاة و السلام) .. أمه تبقي السيدة (أسماء بنت أبي بكر) رضي الله عنها .. (عبدالله) كان هو الذراع اليمين و الضابط التنفيذي لقوات الفتح الإسلامي لمصر تحت قيادة سيدنا (عمرو بن العاص) .. مشكلة (عبدالله بن الزبير) مع (عبدالملك بن مروان) و خليني أقول إنها مش مشكلته مع (عبدالملك) بس إنما مشكلته مع الأمويين كلهم علي بعض حاجتين:

  • أول حاجة إن سيدنا (عبدالله بن الزبير) كان شايف إن استيلاء الأمويين علي السلطة بداية ب(يزيد بن معاوية بن أبي سفيان) كان غير شرعي أو خلينا نقول بمصطلحات دلوقتي غير دستوري.
  • ثاني حاجة هو إن فكرة الحكم الوراثي أساساً ضد الشرع .. لا يجوز إن سيدنا (معاوية) يجيب ابنه (يزيد) يحكم غصب كده .. صحيح إن إتقال في النقطة دي بالذات طب إشمعني أنتوا قلتوا إن سيدنا (الحسن) يمسك بعد أبوه سيدنا (علي بن أبي طالب)؟ بس رد سيدنا (عبدالله بن الزبير) إن إنت في السؤال بتاعك قلت أشمعني أنتوا .. سيدنا (الحسن) مكنش إختيار أبوه .. سيدنا (الحسن) كان إختيار جماعة الأمة اللي صادف إنه يبقي ابن الخليفة.

سيدنا (عبدالله بن الزبير) قاعد في مكة المكرمة و أهل المدينة المنورة و مكة شايفينه هو الخليفة الشرعي للمسلمين .. أهل الشام ولاءهم لسنين و سنين لبنو أمية و بالتالي هم واقفين في ظهر (عبدالملك) .. حتي قوات (عبدالملك) مش متظبطة .. كمية الفوضى و عدم الطاعة للأوامر العسكرية كان مينفعش يتسكت عليه .. (عبدالملك) مكنش قدامه حد يلومه غير اللي تقدر تقول عليه وزير داخليته (ابن زمباع) .. الرجل ده رغم إن اسمه يخوف و يحسسك إنه بني أدم فيه حاجة غلط إلا انه كان بني أدم نظيف و يجي هنا دور (الحجاج) .. (ابن زمباع) هو اللي عرف (عبدالملك) علي (الحجاج) .. (الحجاج) كان هو الحل اللي (عبدالملك) عايزه .. هو كان عايز وزير داخلية مش بيسأل نفسه هو يا تري اللي حعمله ده حرام ولا حلال إنما بيسأل نفسه هو ده ضروري ولا لا .. (الحجاج) لما بقي وزير داخلية (عبدالملك) كان ماشي بمبدأ لطيف جداً و هو العقاب الجماعي .

لو إنت ضابط في جيش (عبدالملك) و الخليفة مثلاً طلع قرار بإن بكره الجيش يتحرك و حضرتك كسلت تروح .. (الحجاج) بيقولك بسيطة أنا حاجي أحرقلك بيتك وبيت أهلك في الشارع و استولي علي ثروتك و أحطها في خزينة الدولة .. هو كان بيعمل كده في رجاله الخليفة أومال تفتكر كان بيعمل إيه في أعداءه .. اللي كان (الحجاج) بيعمله في أعداءه مش جديد .. دي مش أول مرة في التاريخ حد يفتري علي حد .. اللي شاف فيكوا مثلاً فيلم Braveheart و عارف قصة كفاح (وليام والاس William Wallace) ضد الإنجليز و من بعده (روبيرت بروس Robert Bruce) عارف كويس مدي وحشية الإنجليز ضد الأسكتلنديين .. اللي فيكوا قاري شوية في تاريخ الحرب العالمية الثانية عارف إن اليابانيين تقريباً شالوا أدميتهم في الدولاب و هم بيغزوا الصين .. الفظائع اللي اليابانيين إرتكبوها في نانكينج مثلاً في الصين تخلي الشيطان يبص للبني أدمين و يبص لربنا يقوله و المصحف ما ليا دعوة .. بس شوف يا أخي أنا أقدر أفهم ليه الإنجليز كانوا مفتريين علي الأسكتلنديين .. أقدر أفهم ليه اليابانيين كانوا ولاد ستين كلب مع الصينيين .. طرف شايف طرف تاني لا يستحق الحياة .. اه هي حاجة تقرف بس تتفهم .. لكن وحشية (الحجاج) ضد سيدنا (عبدالله بن الزبير) فعلياً متتفهمش .. (الحجاج) حاصر مكة المكرمة و كان معاه Offer لسيدنا (عبدالله) .. إطلع بره المدينة و أنا حسيبك تعيش .. سيدنا (عبدالله) من ناحيته كان عارف إن (الحجاج) ملوش كلمة .. و في نفس الوقت الناس اللي مع سيدنا (عبدالله) تقدر تقول جاتلهم حالة يأس .. دي مش أول مرة يقفوا قصاد الأمويين و مش أول مرة الأمويين يبقوا أكتر عدد .. دي مش أول مرة دم الصحابة يُسال عشان خاطر الكرسي .. ما يولع الكرسي و كفاية كده دم .. حالة يأس سيدنا (عبدالله) معرفش يتعامل معاها خصوصاً مع وحشية (الحجاج).

هجوم الأمويين علي مكة المكرمة كان كاسح .. خوف العساكر الأمويين من بطش (الحجاج) اللي هو القائد بتاعهم كان أقوي من إيمانهم بربنا .. (الحجاج) أمر بضرب الكعبة بالمنجنيق و هدها و حرقها .. حط نفسك للحظة مكان ضابط من الأمويين إتقالك إضرب الكعبة .. يا تري إيه اللي كان بيدور في دماغك؟ .. يا تري كنت زعلان و إنت بتنفذ الأمر؟ .. ولا هو عشان القائد بتاعك قالك كده؟ .. خوف الأمويين من بطش (الحجاج) كان أكبر من خوفهم من ربنا .. كل ده و اللي حولين سيدنا (عبدالله) باعوه .. سيدنا (عبدالله) في لحظة يأس راح لأمه السيدة (أسماء بنت أبي بكر) رضي الله عنها و كانت وقتها سنها وصل 100 سنة و كانت ضريرة .. سيدنا (عبدالله) إشتكالها إن اللي حوليه سابوه .. إقترح عليها إنه يستسلم .. سألته سؤال واحد .. هو إنت مش مؤمن إنك علي الحق؟ .. قالها اه .. قالتله طب خايف من إيه؟ .. قالها إنه خايف يمثلوا بجثته .. ردت عليه بجملة من جملها التاريخية و قالتله لا يضير الشاه سلخها بعد ذبحها .. مواقف مينفعش تعدي عليك من غير ما تفكر فيها .. إنت متخيل يعني إيه أم تقول لإبنها كده؟ .. إنت عندك فكرة قد إيه الست دي كانت مؤمنة بالفكرة اللي إبنها بيحارب عشانها؟

(الحجاج) كمل كورس الوحشية بتاعه و بعد ما رجالته قتلوا سيدنا (عبدالله بن الزبير) صلبه علي جدران الكعبة .. الصحابة يروحوا يتكلموا معاه يهديك يرضيك و هو مُصر علي موقفه إن السيدة (أسماء) أمه تيجي بنفسها تترجاني أنزله .. الصحابة راحوا للسيدة (أسماء) و هي قالت إنها مش حتنزل لمستوي (الحجاج) .. هو عايزني أتذلله قدام الناس و ده مش حيحصل .. السيدة (أسماء) كانت فاهمة دماغ الحجاج كويس و فعلاً (الحجاج) هو اللي راحلها و الإتنين مسكوا في خناق بعض و هي أحرجته جامد لدرجة إنه معرفش يرد عليها و أمر فعلاً بإن جثة سيدنا (عبدالله بن الزبير) تنزل و يتدفن .. اللي يضحك فعلاً إن بعد ما ثورة سيدنا (عبدالله بن الزبير) إنتهت تلاقي (الحجاج) أمر بإعادة ترميم الكعبة و حصلت خناقة كبيرة بينه و بين الصحابة علي ده بإنه كان عايز يعيد بناء الكعبة زي ما النبي (عليه الصلاة و السلام) كان بيقول إنه كان شكلها الأولاني خالص إنها مكنتش علي شكل مكعب زي دلوقتي إنما صحن سيدنا (اسماعيل) عليه السلام كان مضموم ليها فكان ليها شكل غريب شوية و هي إنك لما تبصلها من فوق تلاقيها مربع بس ضلع من أضلاعه متشال و محطوط مكانه نص دايرة .. طبعاً الصحابة وقفوله و هو رضخ لإن خلينا نكون صرحاء مع بعض .. هو مكنش في دماغه زي ما حثبتلك كمان شوية.

إنت لو جيت تقرأ و تدور و تحاول تفهم (الحجاج) فإنت حتلاقي ناس كتير ماشية في سكة إنها تمسك العصاية من النص .. هم بيرصولك الحقائق و يسيبوك تقرر إنت هل إنت شايف إن (الحجاج) ده حاجة حلوة ولا حاجة وحشة .. الحقيقة أنا متفهم وجهة النظر دي جداً بس أنا مش حعمل كده .. علي عكس المعتاد مني فأنا حقول رأيي في شخصية تاريخية .. صحيح أنا إحتمال كبير أبقي غلطان بس سبب إني حكسر القاعدة الأساسية بتاعتي في المقالات التاريخية هي إني للأسف شايف إن الناس بتبص ل(الحجاج) غلط .. (الحجاج) كان أخر حاجة بيفكر فيها هي إحنا رأينا فيه إيه .. الرجل فعلياً كان ولا يفرق معاه .. الحاجة اللي كانت بتحرك (الحجاج) و بتخليه كل يوم يصحي الصبح يقوم من سريره يشوف شغله هو رغبته الداخلية إنه ينال رضا اللي فوقيه مش اللي تحتيه .. تقريباً دي عقدة إتزرعت فيه من و هو صغير .. هو كان نفسه أبوه يحسسه إنه فخور بيه و فرحان بيه .. يمكن عشان كده (الحجاج) درس فقه مع إنه مش بيحبه .. يمكن عشان كده هو حفظ القرأن الكريم .. لمجرد إن أبوه يقوله برافو يا حبيبي بس ده محصلش و عشان كده هو فضل طول حياته يدور علي Father Figure أو حد كبير مش شرط سناً إنما كبير مكانة يقوله برافو يا (حجاج) .. الشخص ده كان (عبدالملك بن مروان) .. (الحجاج) قتل و سفك دماء مش لسبب غير إنه ينول رضا (عبدالملك) .. (الحجاج) هو اللي إقترح إن المصحف الشريف يتقسم أجزاء و هو اللي إقترح إن النقاط تتحط علي الحروف في اللغة العربية مش عشان حد غير إن (عبدالملك) يبص للناس و يقولهم ليه متبقوش كلكوا زي (الحجاج) .. حتي بعد ما (عبدالملك) مات و جه ابنه (الوليد) برده فضلت نفس العقدة عند (الحجاج).

فيه ناس ممكن متبقاش مقتنعة بنظريتي بس عشان في الهندسة إتعلمنا إن مفيش نظرية من غير إثبات ففيه كذا موقف لما إتحطوا قدامي خلوني أحط نظريتي دي .. المواقف دي محصلتش مع بعضها بس حصلت علي فترات و في كل موقف لما تفكر فيه تكتشف إن فعلياً الرجل ده كان عنده عقدة نفسية إنه دايماً عايز ينول رضا الحاكم .. فيه ناس بتقول علي ده إن (الحجاج) كان مطيع للحاكم سواء (عبدالملك) و من بعده (الوليد) بس ده مش حقيقي .. دي كانت رغبة مرضية:

  • لما ثورة سيدنا (عبدالله بن الزبير) إنتهت (عبدالملك) عين (الحجاج) والي علي مكة المكرمة و المدينة المنورة و كانت معاملته للناس زي الزفت .. كان بيتعامل مع كل صحابي علي إنه ثائر أو متمرد إلي أن يثبت العكس .. أهل المدينة بعتوا ل(عبدالملك) اشتكوله .. (عبدالملك) نقل (الحجاج) لولاية العراق و عين بداله (عمر بن عبدالعزيز) و حنقف في الحتة دي بس كمان شوية مش دلوقتي .. المهم .. (الحجاج) كان عنصري ضد أهل العراق لدرجة إنت لا تتخيلها .. يصحي يهزق و يشتم فيهم و ينام منكد عليهم .. كان قليل الأدب لدرجة أحياناً تسأل نفسك هو إنت بتتكلم جد ولا بتقلش علي الناس .. يُحكي إنه في مرة في صلاة الجمعة وقف يخطب و كان معاه خطاب من (عبدالملك) و هو بيقرأ الخطاب و هو واقف علي المنبر فجت حتة إن الخليفة بيقول لأهل العراق السلام عليكم يا أهل العراق ف(الحجاج) لما وصل للحتة دي وقف الخطبة و بص للناس و زعقلهم .. خليفة المسلمين بيلقي عليكم السلام ساكتين ليه .. فكل اللي في الجامع بصوت واحد قالوا و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته يا أمير المؤمنين.
  • يُحكي أن (الحجاج) مكنش بيحب ياكل لوحده .. كان دايماً بيحب حد يقعد ياكل معاه .. في يوم و هو والي العراق قعد ياكل في السوق فالحرس بتوعه نقوا رجل ماشي في حاله و قعدوه غصب يتغدي معاه .. (الحجاج) وسط الأكل سأل الرجل إنت منين .. قاله أنا من قبيلة عجل .. سأله طب إيه رأيك في (الحجاج)؟ .. رد عليه بإنه رجل سفاح و قاتل و حيتحرق في نار جهنم .. (الحجاج) قاله طب إيه رأيك بقي إن أنا (الحجاج بن يوسف) .. رد عليه الرجل و أنا (مجنون بنو عجل) .. يعني متاخدش علي كلامي أنا مجنون و فعلاً (الحجاج) ضحك و سابه.
  • و يمكن أكبر دليل علي نظريتي إن في فراش الموت (الحجاج) نطق الشهادة إنه لا إله إلا الله و أن سيدنا (محمد) رسول الله و ختم الشهادة بإنه قال و أني مُطيع ل(الوليد بن عبدالملك) إلي يوم القيامة.

(الحجاج بن يوسف) مش شخصية معقدة ولا حاجة و يمكن اللي شافه علي حقيقته كان (عمر بن عبدالعزيز) .. ناس كتير متعرفش إن (عمر) كان يبقي ابن عم (عبدالملك بن مروان) و إتجوز أخت ابنه (الوليد) .. (عمر) كان بيكره (الحجاج) جداً و كان أكتر حد واقفله في البلاط الملكي .. كتير (عمر) يترجي (عبدالملك) إنه يعزله بس (عبدالملك) كان عارف إن (الحجاج) هو رأس الحربه بتاعه .. هو بيعمل الحاجات اللي مفيش غيره يقدر يعملها و لو حد كلم (عبدالملك) و قاله إنت إزاي سايب (الحجاج) يعمل كده كان بيرد عليا الطلاق ما ليا دعوة أنا مقولتش ليه يعمل كده .. (عمر بن عبدالعزيز) كان عارف إن (الحجاج) ده مجرد واحد عايز الخليفة يقوله برافو في مقابل إنه ممكن يعمل أي حاجة تتطلب منه و دي كانت أكتر حاجة مخليه (عمر) يحتقر (الحجاج) .. يُقال أن (الحجاج) لما جاله تقريباً سرطان المعدة و الناس مكنتش عارفه هو تعبان بإيه لإن السرطان مكنش لسه حد فاهمه كويس دعي ربنا و قاله يا رب أغفرلي عشان الناس بتقول إنك مش حتغفرلي .. (الحجاج) طلب إن قبره يبقي غويط و إن محدش يعرف بالضبط هو إتدفن فين .. لما إتسأل ليه قال إنه عارف إن مفيش حد بيحبه و إن الناس بمجرد موته حتنبش قبره .. (الحجاج) شخص متصالح مع نفسه بشكل غريب و يمكن دي الحاجة الوحيدة اللي أنا بحترمها فيه.

فيه ناس لسه مش مستوعبة أوي مين هم الشخصيات اللي أنا عمال أتكلم عنها دي فخلينا نختم و نحكيلك بسرعة أوي حكاية من حكاوي الناس دي عشان بس تقدر إحنا بنتكلم عن مين:

  • لما سيدنا (عمر بن الخطاب) رضي الله عنه إتضرب بالخنجر و كان بيحتضر في ساعاته الأخيرة ودوه علي بيت السيدة (عائشة) رضي الله عنها اللي هي تبقي أرملة سيدنا النبي و بنت سيدنا (أبوبكر) رضي الله عنه .. و هو هناك سيدنا (عمر) طلب من ابنه سيدنا (عبدالله) رضي الله عنه إنه يستأذن من ستنا (عائشة) إنه عايز يتدفن جنب صاحبيه اللي هم سيدنا النبي و سيدنا (أبوبكر) .. ستنا (عائشة) قالت لسيدنا (عبدالله) إنها كانت حاجزة المكان ده ليها تتدفن فيه بس هي مش حتقدر ترفض طلب لسيدنا (عمر) .. الغريب إن سيدنا (عمر) طلب من ابنه سيدنا (عبدالله) إنه بعد ما يموت يروح يستأذن من ستنا (عائشة) تاني يمكن تكون مكسوفة مني و خليها علي راحتها لو هي رفضت مش مشكلة خلوهم يدفنوني في مدافن المسلمين في البقيع بس هي رضت إن سيدنا (عمر) يتدفن جنب صاحبيه في بيتها .. علي فكرة ستنا (عائشة) كانت بتستحي تقعد في بيتها علي طبيعتها من بعد ما سيدنا (عمر) إتفدن فيه .. كان قبل كده اللي مدفون كان أبوها و جوزها بس سيدنا (عمر) رجل غريب.
  • سيدنا (عثمان) كان متسامح لدرجة إنت لا تتخيلها .. يمكن عشان كده سيدنا النبي جوزه بنتينه و قاله لو كان عندي بنت تالتة كنت جوزتهالك .. علي فكرة سيدنا (عثمان) مخرجش مع سيدنا النبي في بدر لإن زوجته اللي كانت بنت سيدنا النبي كانت تعبانة فهو قعد معاها يداويها و دي كانت حاجة كبيرة أوي عند العرب.
  • ناس كتير متخيلة إن سيدنا (معاوية بن أبي سفيان) ده كان بيكره سيدنا (علي) و عياله بس يمكن إنت متعرفش كم الإحترام اللي كان في قلبه ليهم .. يُحكي يعني إن لما حد من أهل سيدنا (معاوية) يروح يزور المدينة المنورة فكان سيدنا (معاوية) بيقوله حتروح مسجد النبي حتلاقي ناس متجمعة حول رجل .. الناس دي لما تشوفها حتلاقيهم كأن علي رؤوسهم الطير يعني قاعدين يسمعوا بإنتباه كأنهم أصنام .. لو شفتهم خليك عارف إنهم قاعدين يتعلموا من سيدنا (الحسين بن علي بن أبي طالب).
  • مين هو سيدنا (علي بن أبي طالب) رضي الله عنه .. سيدنا النبي (عليه الصلاة و السلام) لما كان لسه شاب صغير و لسه متجوز ستنا (خديجة) رضي الله عنها كان له عمين .. العم الأولاني يبقي (أبو طالب) و العم الثاني كان (العباس) .. في الوقت ده (أبو طالب) كان بيمر بأزمة مالية جامدة شوية فسيدنا النبي إقترح عليه إن لحد ما الأزمة دي تعدي فهو ممكن ياخد عيل من عيال عمه يربيهم و (العباس) ياخد عيل من عيال أخوه يتكفلوا بمصاريف تربيتهم .. أهو يوفروا شوية علي (أبو طالب) .. (أبو طالب) قالهم و ماله أعملوا اللي تعملوه بس سيبولي ابني الكبير (عٌقيل) .. سيدنا (محمد) خد سيدنا (علي) و سيدنا (العباس) خد (جعفر) .. سيدنا (علي) إتربي في بيت سيدنا النبي .. هو إتجوز بنته السيدة (فاطمة) رضي الله عنها .. هو أول مراهق يدخل الإسلام .. سيدنا (علي) أنجب من ستنا (فاطمة) ناس إنت عارف بعضهم كويس .. أنجب منها (الحسن) و (الحسين) و (محسن) رضي الله عنهم جميعاً .. (محسن) توفي و هو صغير .. يُحكي أن سيدنا النبي في مرة حضن سيدنا (علي) و ستنا (فاطمة) و (الحسن) و (الحسين) و قال جملته المشهورة أوي هؤلاء هم أهل بيتي .. ده كان سيدنا (علي بن أبي طالب).
  • حياة سيدنا (الحسين) غريبة أوي بس يمكن أغرب حاجة هي إننا لحد دلوقتي منعرفش أين دفنت رأسه .. إحنا عارفين إن جثته دفنت في العراق و فيه ضريح جميل جداً هناك بس لحد دلوقتي مفيش حد عارف هي رأسه إتدفنت فين و متصدقش أي حد يقولك هي عندي لإن كل اللي بيقولوا كده معندهمش أي دليل علي كلامهم.
  • إنت تعرف إن (عمر بن عبدالعزيز) جده الكبير يبقي سيدنا (عمر بن الخطاب) … فاكر القصة اللي بتتحكي إن سيدنا (عمر) هو و سيدنا (الزبير بن العوام) كانوا ماشيين بليل بيتفقدوا أحوال الناس فسيدنا (عمر) سمع الخناقة بين أم و بنتها .. الأم كانت عايزة تغش في اللبن و البنت إعترضت و قالت لأمها لو (عمر) مش شايفنا فربنا شايفنا .. تاني يوم سيدنا (عمر) جاب عياله و سألهم مين فيكوا عايز يتجوز فابنه (عاصم) قاله أنا فسيدنا (عمر) قاله ليك عندي عروسة أشهدلك في أدبها و أخلاقها و فعلاً سيدنا (عمر) جوز ابنه للبنت دي و نسلهم كان (عمر بن عبدالعزيز).

قصة الفتنة الكبري أبقي بكذب عليك أنا لو قلتلك إني غطتها بكل أحداثها .. إحنا بس جبنا قشورها و أنا عارف إن حتي القشور دي خلت ناس معترضة علي اللي قلته بس إنت محتاج تفهم نقطة .. أنا حكيت وجهة نظر .. ممكن كمان شوية أحكي نفس القصة هي هي بس بوجهة نظر تانية خالص و ده أهم درس في القصة .. دي كانت حرب وجهات نظر .. إنت ممكن تقف مع أي واحدة فيهم بس يمكن أهم حاجة تتعلمها هي إنك تفترض دايماً حسن النية .. اللي أنا فعلاً وقفت قدامه في قصة الفتنة الكبري هي إزاي ممكن قرار واحد يغير من حياة مش بس بني أدم إنما شعب كامل .. و السؤال هل قرار واحد كافي إنك تحكم علي حياة شخص هل هو كويس ولا وحش .. أسئلة كتير أوي و دروس كتير برده بس أهم حاجة زي ما قلت إفتراض حسن النية و دايماً إنك تقول رحم الله أموات المسلمين و يمكن في يوم من الأيام ربنا يجمعنا بيهم في الجنة.

المصادر:

مهندس ميكانيكا بحب الصحافه و الكتابه .. مؤمن بان من حق كل بني ادم انه يعرف الحقيقه ورا الخبر .. رسالتي انك تفهم حقيقه اللي بيحصل عشان لما تقرر رايك تكون فاهم انت بتقرر علي اي اساس

اترك تعليق

بريدك الالكتروني لن ينشر. يجب ملئ الخانات بعلامة *

من فضلك ادخل التعليق!

من فضلك ادخل الأسم!

من فضلك ادخل البريد الالكتروني!من فضلك ادخل بريد الكتروني صحيح!