تابعونا

سايكس – بيكو .. حرب وجهات النظر (الجزء الأول).

فكر فيها كده .. السعودية و الكويت و العراق كانوا تحت إيد الدولة العثمانية .. 3 دول فيهم أكبر إحتياطيات النفط في العالم في الوقت اللي السفن بدأت تنتقل من مرحلة إنها تمشي بالفحم إلي إنها تمشي بالبنزين .. ده لوحده يخليك تقول يا سلاااام بشوية تفتيح مخ و الدولة العثمانية تقدر تستغل ده في إنها تبقي أكبر تاجر بترول في العالم.

20 يوليو، 2020 1 2.8 ألف

لينك التسجيل الصوتي للمقالة علي Sound Cloud:
https://soundcloud.com/user-112011687-312727988/f-f-1

سر تعاسة البني أدمين و في نفس الوقت سر تكريم ربنا ليهم عن باقي المخلوقات بما فيهم الملايكة و الجن هي إن كل واحد فينا له وجهة نظر .. بص علي أي مصيبة سودا من المصايب المتلتلة اللي عملها البشر .. كل الحروب و كل الكوارث .. من أول فيروس كورونا لحد الإحتباس الحراري .. حتلاقي وراها إن فيه طرفين و أحيانا أكتر كل واحد فيهم له وجهة نظر مقتنع إنها صح و شايف الباقي يا شوية بهايم مبيفكروش يا شوية خونة أو كفرة ميستحقوش الحياة .. الفكرة دي حتلاقيها هي الأساس اللي حنحكي بيها قصة النهاردة و هي قصة إتفاقية سايكس – بيكو.

للناس اللي متخيلة إن سايكس – بيكو دي أسامي لاعيبه كورة أو أسامي شركات فالحقيقة إن دي أسامي بني أدمين .. سير (مارك سايكس Marc Sykes) وده يبقي دبلوماسي بريطاني و (فرانسوا جورج بيكو Francois Georges Picot) يبقي وزير خارجية فرنسا و الإتنين دول في قعدة صفا بعد غدوة حلوة مسكوا ورقة و قلم و قسموا تركة الدولة العثمانية بين إنجلترا و فرنسا  .. قبل القعدة دي مكنش فيه حاجة إسمها المملكة العربية السعودية و لا المملكة الأردنية الهاشمية و دلوقتي بقوا موجودين بسبب الإتفاقية دي .. كل الحروب و المصايب اللي حصلت و بتحصل في عالمنا العربي سببها الإتفاقية دي  .. القعدة دي قبلها أحداث كتير و بعدها أحداث أكتر و عشان كده خليني أتكلم عن ال3 شخصيات اللي بيتحكموا في مصير الحكاية و ال3 شخصيات دول مش من ضمنهم لا (مارك سايكس) ولا (فرانسوا بيكو) علي فكرة .. من غير كلام كتير يلا نبدأ بأول شخصية في الحكاية بتاعة النهاردة.

الشخصية الأولي: السلطان العثماني (عبدالحميد الثاني) .. مفيش أسهل إنك تلوم غيرك علي مشاكلك:

خليني أبقي واضح إن اه صحيح فيه ناس كتير بتحمل السلطان (عبدالحميد الثاني) الله يرحمه مسئولية كل حاجة غلط حصلت بس انت لازم تفهم إن الدنيا مش بسيطة أوي زي ما انت متخيل كده .. صحيح إن (عبدالحميد الثاني) إتشال من منصبه و إنتهت الدولة العثمانية بشكلها اللي الناس عارفاه سنة 1922 إلا إن مشاكل الدولة العثمانية بدأت تقريباً من القرن ال18 من أول عهد السلطان (أحمد الثالث) سنة 1703 .. من أول الرجل الطيب ده لحد الرجل الغلبان (عبدالحميد الثاني) و حدود الدولة العثمانية عماله تقل .. كل يوم الناس تصحي علي خبر إن فيه حتة من الدولة راحت .. لكن .. خلي بالك إن صحيح الدولة العثمانية بتضعف عسكرياً و سياسياً إلا إن إقتصادياً البلد كانت واقفة علي رجلها بسبب شوية سياسات إصلاحية عملها سلاطين الدولة العثمانية اللي من ضمنهم مثلاً السلطان (عبدالمجيد الأول) اللي عمل فرمان التنظيمات عشان يعمل عمرة كاملة لمرافق الدولة و هو اللي أقر فرمان المساواة بين جميع العثمانيين بغض النظر عن ديانتهم .. دي إصلاحات الي حد كبير تقدر تصنفها علي إنها قرارات تطلع من حكومة علمانية أو ليبرالية مش إسلامية .. طب إيه رأيك بقي إن سنة 1858 في عهد السلطان (عبدالمجيد الأول) برده طلع فرمان بإلغاء تجريم الشذوذ الجنسي .. ده يوريك إن التاريخ أعقد شوية التبسيط الأوفر اللي إحنا متخيلينه بس ما علينا مش دي قضيتنا دلوقتي .. قضيتنا هي الإقتصاد.

السلطان العثماني (عبدالحميد الثاني) واحد من أكتر الشخصيات التاريخية اللي عليها خناقة .. هل هو عمل اللي يقدر عليه ولا كان فعلاً مظلوم؟

الإقتصاد العثماني بدأ فعلاً يروح في ستين داهية بداية من سنة 1828 .. في السنة دي حصلت واحدة من الحروب الكتير بين العثمانيين و الروس .. العثمانيين و الروس كانوا بيحاربوا بعض أكتر ما (مرتضي منصور) بيتخانق مع (محمود الخطيب) .. من سنة 1568 لحد سنة 1914 الإتنين حاربوا بعض 13 مرة و روسيا كسبت 7 منهم .. انا عارف إن دي زي ما تكون إحصائية كام مرة الأهلي و الزمالك لاعبوا بعض في دوري أبطال أفريقيا بس دي أرقام توريك إزاي الحروب دي كلها في وقت قليل كانت فعلياً فاشخة الميزانية للدولتين .. المهم إن سنة 1828 قامت حرب بين البلدين و روسيا كسبتها و بعدها حصلت موجة هجرة جماعية للمواطنين اللي أولاً مسلمين و ثانياً مش عثمانيين من بره الدولة لجوه .. ده خلق ضغط رهيب علي الإقتصاد العثماني لإن الناس دي بقت محتاجة أكل و شرب و محتاجة تشتغل كمان .. شوية و الميزانية بدأت تبوظ و هي دي اللحظة اللي الدولة العثمانية كتبت شهادة وفاتها بإيديها لما قبلت تاخد ديون من دول أوروبا عشان تسد العجز في ميزانيتها.

الشروط اللي دول أوروبا عطت بيها قروض للدولة العثمانية كانت أقل ما يقال يعني إنها قليلة الأدب .. بسم الله الرحمن الرحيم كده المواطن الفرنساوي مثلاً لو عمل مصيبة في شوارع إسطنبول مينفعش يتطبق عليه القانون العثماني .. زود علي كده إن الفرنساويين نفسهم كانوا بيتعمدوا يهيجوا الشارع التركي بإنهم بيدوا للمسيحيين الكاثوليكيين اللي عايشين في الدولة العثمانية الجنسية الفرنسية متفهمش ليه .. كل ده و العثمانيين صابرين و بيقولوا لنفسهم معلش إن كان لك عند الكلب حاجة قوله يا سيدي .. كلها كام سنة و الحال يتصلح و الميزانية تضبط .. هوبا جت سنة 1873 في السنة دي حصلت أزمة مالية عالمية شبه الأزمة بتاعة سنة 2008 كده و الأزمة دي هي اللي جابت الإقتصاد العثماني الأرض لدرجة إن الدولة العثمانية بجلالة قدرها أعلنت إفلاسها سنة 1875.

هنا يجي دور (عبدالحميد الثاني) .. الرجل ده إستلم الحكم سنة 1876 و تحت إيده دولة مهزومة عسكرياً .. مفلسة إقتصادياً .. سياسياً ملهاش كلمة علي حد .. و زي أي حاكم بيتحط في موقف إنه أولاً مش مسئول عن المصايب اللي هو ورثها و ثانياً هو مش عارف يحلها إزاي فقال لشعبه عارفين مين اللي ورا كل المشاكل اللي أنتوا فيها؟ .. قالوله مين يا جلالة السلطان؟ .. قالهم الأجانب و المسيحيين اللي الغرب مقوييهم علينا .. عشان كده حصلت مذابح الأرمن .. عشان كده عهد (عبدالحميد الثاني) مرتبط في التاريخ بإنتهاكات كتير حصلت ضد الأقليات الدينية في الدولة العثمانية .. فيه ناس حتقول يا عم ده إفتراء علي الرجل .. إحتمال علي فكرة ميكونش هو اللي إدي الأمر بإن المذابح و التجاوزات دي تحصل بس علي الأقل سياسياً في الشارع العثماني الناس مبقتش تقوله انت السبب في اللي إحنا فيه يا جلالة السلطان.

سنة 1908 الدنيا باظت خالص من إيد (عبدالحميد الثاني) لما قامت ثورة تركيا الفتاة  .. في حالة إنك مش فاهم حاول تتخيل إن (عبدالحميد الثاني) هو الملك (فاروق) الله يرحمه و إن تركيا الفتاة دي هم الضباط الأحرار .. الناس بتوع تركيا الفتاة و دول أغلبهم ضباط صغيرين في الجيش التركي عملوا إنقلاب عسكري عشان يحققوا حاجتين .. أول حاجة إن (عبدالحميد الثاني) يمشي و يجي مكانه أخوه (محمد الخامس) الله يرحمه .. ثاني حاجة إن يتم إعادة العمل بالدستور العثماني اللي (عبدالحميد الثاني) لغاه سنة 1878 زي ما قلتلك ضمن حملته إنه يحمل الأجانب و الأقليات المسيحية في الدولة مسئولية كل المصايب اللي حصلت في السنين اللي فاتت .. الليلة دي كلها إتسمت المشروطية الثانية في حالة إنك قررت تعمل بحث عليها.

بداية من سنة 1830 و العثمانيين كل يوم يصحوا الصبح يلاقوا حتة من بلدهم طارت لحد ما جه السلطان (عبدالحميد الثاني) إستلم بلد رايحة في ستين داهية.

تفتكر (عبدالحميد الثاني) يسكت؟ .. يبقي انت متعرفش (عبده) كويس .. يوم 13 إبريل 1909 رجالته اللي في الجيش بيعملوا إنقلاب معاكس أو زي ما انا بسميها الريمونتادا الإنقلابية عشان يلغوا المشروطية الثانية و يرجعوا (عبدالحميد الثاني) يبقي هو تاني سي السيد .. تفتكر العساكر الصغيرين يسكتوا؟ .. يبقي متعرفش الأتراك إزاي دماغهم ناشفة .. يوم 24 إبريل 1909 بيتعمل إنقلاب علي الإنقلاب العكسي أو زي ما انا بسميها الريمونتودا علي الريمونتادا و بيرجع تاني (محمد الخامس) يبقي هو السلطان و تحت منه الضباط بتوع تركيا الفتاة و هنا الثورة اللي قام بيها الضباط العثمانيين إتحطت قدام السؤال اللي بتتسأله أي ثورة و عادة مبتعرفش تجاوبه .. السؤال اللي لما إتحط قدام ثورة يناير 2011 هي كمان معرفتش تجاوبه .. السؤال بتاع ها و بعدين؟ .. طب دلوقتي يا سيدي انا حشتري منك إن (عبدالحميد الثاني) كان رجل مبيفهمش و مبيعرفش يحكم .. طب هل انت حتعرف؟ .. هل حتعرف تحل المشاكل اللي انت شلته بسببها؟

مهم تبقي فاهم إن دلوقتي بيحكم الدولة العثمانية شوية عساكر صغيرين ماسكين دولة مفيهاش فلوس .. حدودها معادش حد بيحترمها و شعبها مش طايق بعضه .. لو (محمد الخامس) عمل أي حاجة ترضي المسلمين فالأقليات المسيحية و اليهودية بتزعل .. لو عمل حاجة ترضي الأقليات المسيحية و اليهودية فالأغلبية المسلمة بتتقمص .. العساكر العثمانيين كانت بدأت تنتشر وسطهم نبرة تركيا أولاً و تحيا تركيا 3 مرات يمكن قبل ما (مصطفي كمال أتاتورك) الله يرحمه يتولد أساساً بس كل ما يقولوا كده العرب مثلاً اللي هم مش أتراك بس عايشين تحت حكم العثمانيين يتضايقوا .. صدقني لو قلتلك إن أصعب حاجة في الدنيا إنك تحكم شعب مش طايق بعضه و بمجرد ما مجتمع إتشرخ بالشكل ده فانت تقدر تقول علي الدولة إنها راحت في ستين داهية.

كل طرف كان شايف من وجهة نظره إنه صح .. أنصار (عبدالحميد الثاني) شايفين إن الشرعية معاه .. الضباط بتوع تركيا الفتاة شايفين إنهم بيحاولوا ينقذوا المركب قبل ما تغرق .. وسط الخناقة دي الأوروبيين كانوا بيسنوا سكاكينهم عشان ينهشوا لحم الدولة العثمانية .. إيطاليا خدت ليبيا .. إنجلترا خدت مصر سنة 1882 .. سنة 1906 إنجلترا خدت شبه جزيرة سيناء .. علي فكرة حتي الأوروبيين كل واحد فيهم كان له وجهة نظر .. الروس كان حلمهم ياخدوا أسطنبول و هضبة الأناضول .. الإنجليز مكانوش بيفكروا في حاجة غير إزاي يمنعوا أي حد يفكر ياخد منهم الهند .. و وسط كل ده يطلع للدولة العثمانية الخازوق اللي جاب أجلها .. البترول.

فكر فيها كده .. السعودية و الكويت و العراق كانوا تحت إيد الدولة العثمانية .. 3 دول فيهم أكبر إحتياطيات النفط في العالم في الوقت اللي السفن بدأت تنتقل من مرحلة إنها تمشي بالفحم إلي إنها تمشي بالبنزين .. ده لوحده يخليك تقول يا سلاااام بشوية تفتيح مخ و الدولة العثمانية تقدر تستغل ده في إنها تبقي أكبر تاجر بترول في العالم و يبقي عندهم مصدر دخل يخلي إقتصادهم يقف علي رجله تاني .. عشان كده قلتلك إن البترول كان الخازوق اللي جاب أجل الدولة العثمانية.

سنة 1914 و دي السنة اللي أولاً أكتشف فيها البترول في شبه الجزيرة العربية و ثانياً قامت فيها الحرب العالمية الأولي فعايزك تعرف إن عدد الجواسيس الأوروبيين و الأمريكان اللي بقوا جوه الدولة العثمانية أكتر من الناس اللي بقي عندها أكونت علي تيك توك .. إنجلترا و أميركا بالذات بقوا بيبعتوا جواسيسهم علي إنهم سياح أو علماء أثار عشان يحددوا أنهي المناطق اللي فيها بترول عشان بمجرد ما الحرب تخلص و الدولة العثمانية تستسلم كل دولة تقول انا عايزة الحتة الفلانية و الفلانية و الفلانية .. ليه؟ .. عشان فيها بترول .. في التاريخ الحكاية دي بتتسمي بالسرقة الكبيرة The Great Loot في حالة برده إنك حبيت تعمل بحث أكتر عنها .. كده انا خلصت كلام عن السلطان (عبدالحميد الثاني) .. فيه ناس شايفاه مظلوم و فيه ناس شايفاه ظالم .. انا شخصياً شايفه ميفرقش حاجة عن أي زعيم ديكتاتوري شعبوي زيه زي (جمال عبدالناصر) الله يرحمه أو (أدولف هتلر) أو حتي (دونالد ترامب) .. الزعيم اللي باني حكمه مش علي أساس شوفوا انا عملت ايه .. هو باني حكمه علي أساس شايفين الخونة اللي عايزين يدمروا حياتنا بيعملوا ايه؟ أدوني تفويض أرميهم كلهم في القبور أو السجون .. و بما إننا خلصنا كلام عن الشخصية الأولانية فجه الوقت نجيب في سيرة تاني شخصية معانا في الحكاية.

الشخصية الثانية: الشريف (حسين بن علي) .. في السياسة أهم حاجة ختم النسر من مدام (عفاف) في الدور الرابع:

كده انت بقي عندك إلي حد ما فكرة عن الوضع اللي كانت فيه الدولة العثمانية لما قامت الحرب العالمية الأولي و عرفت الدور اللي لعبته الشخصية الأولي في الحكاية اللي هو السطان (عبدالحميد الثاني) .. دلوقتي جه الوقت نعرفك علي الشخصية الثانية .. (حسين بن علي) الله يرحمه شريف مكة المكرمة .. الرجل ده كان عنده كذا مشكلة الحقيقة .. هو رجل تقدر تقول عليه دقة قديمة .. هو رجل محافظ و تقليدي بشكل كبير .. ده في حد ذاته مش عيب .. عشان تفهمه أكتر ده جدك الكبير في السن اللي لحد دلوقتي مش عايز يمسك موبايل Smartphone .. تاني حاجة إن اللي عينه كان السلطان (عبدالحميد الثاني) فإلي حد ما برده ولاءه كان ليه و هو شاف بعنيه إزاي الرجل ده إترمي من الشباك عشان يجي مكانه سلطان يعتبر شخشيخة في إيد شوية عساكر صغيرين .. تالت حاجة إنه مكنش عاجبه الإصلاحات اللي بيعملها (محمد الخامس) .. يعني إيه ندي للست حقوقها؟ و يعني حريات شخصية؟ و يعني إيه نلغي تجارة العبيد؟ و يعني إيه مساواة في الحقوق و الواجبات؟ و الكلام الفاضي بتاع الإصلاحات الليبرالية ده .. عندنا الستات بتاكل لما الرجاله بتموت .. بس يمكن أكبر مشكلة في دماغ (حسين بن علي) كانت إصرار (محمد الخامس) إنه يخلص مشروع خط السكه الحديد اللي بيربط بين دمشق و مكة المكرمة.

قدام الناس المبرر اللي إتقال إن و الله المشروع ده معمول عشان خدمة حجاج بيت الله الحرام .. بس في دماغ (حسين بن علي) كان فيه هسهس إن خط السكة الحديد ده معمول عشان لو هو فكر يستقل أو ميدفعش الضرائب فتاني يوم يلاقي الجيش العثماني كله علي باب بيته .. لما الحرب العالمية الأولي قامت قرر (حسين بن علي) إنه ياخد ال Risk .. هنا مش بتكلم عن Risk أو مخاطرة إنك تسيب الكارير بتاعك في هندسه و تروح تفتح عربية فول .. لا انا بتكلم عن ريسك حياة أو موت .. (حسين بن علي) قرر إنه يرتكب الخيانة العظمي و يبعت للإنجليز يقولهم إنه مستعد يقف معاهم ضد الدولة العثمانية في مقابل إنهم يخلوه يعمل دولة مستقلة للعرب في شبه الجزيرة.

ده كان وضع الدولة العثمانية قبل ما الحرب العالمية الأولي تقوم .. مصر و السودان تبع إنجلترا .. ليبيا تبع إيطاليا .. الدولة العثمانية بتشمل تركيا و العراق و سوريا و لبنان و الحجاز و شبه الجزيرة العربية.

ال Offer اللي (حسين بن علي) بعته للمندوب السامي البريطاني في مصر هو كان شايفه مينفعش الإنجليز يشوفوه و ريقهم ميجريش .. الجوابات اللي هو بعتها كانت فيه خطة بالتفصيل لإيه بالضبط اللي المفروض يتعمل .. العثمانيين لما الحرب قامت خدوا كتير من الشباب من شبه الجزيرة العربية نقلوهم للدفاع عن سوريا و حطوهم في مدينة الإسكندرونة علي البحر المتوسط و دي مدينة جنوب تركيا يدوبك كام ساعة بالعربية من سوريا .. (حسين) قال للإنجليز لو أنتوا عملتوا عملية إنزال بري علي ساحل الإسكندرونة فرجالتي وسط القوات العثمانية مستعدين يعملوا تمرد مسلح ويساعدوكوا تشقوا طريقكوا لحد أسطنبول .. انت مستوعب (حسين بن علي) كان متخيل إنه بيقول إيه للإنجليز؟ .. هو كان متخيل إنه بيقولهم إن هو معاه مفتاح أسطنبول و ده لوحده حيخلي الإنجليز يحققوله كل طلباته .. (حسين بن علي) كان متخيل إن كلها يومين و الإنجليز حيجروا لحد باب بيته يسألوه شبيك لبيك .. بس بتعدي الأيام و الإنجليز مجوش .. شهور و سنين .. الحرب بدأت سنة 1914 و دلوقتي بقينا في أغسطس 1915 و لسه مفيش رد.

اللي خلي (حسين بن علي) يحس إن فعلاً جواباته اللي هو بعتها للإنجليز إترمت  في الزبالة هو إن فعلاً الإنجليز نفذوا عملية إنزال بري زي ما هو طلب بس مش في الإسكندرونة إنما في شبه جزيرة جاليبولي في تركيا يوم 20 أغسطس 1915 .. عملية الإنزال البري في جاليبولي كانت كارثة عسكرية بكل المقاييس للإنجليز و وسط ما هم بيلموا في الجثث بتاعة قتلاهم بيلاقوا ضابط عثماني بيسلم نفسه و بيقول إنه ضابط عربي مش تركي بس اللي هو قاله كان غريب لدرجة إن الإنجليز حطوه علي مركب و ودوه لمقر عمليات القوات الإنجليزية في القاهرة.

يوم 10 سبتمبر 1915 الضابط العربي العثماني بيقعد في أوضة مع 3 ضباط مخابرات إنجليز في القاهرة منهم ضابط قصير و رفيع تحس لو نفخت فيه حيطير إسمه (تي إي لورينس T.E. Lawrence) .. الضابط العثماني قال إنه عضو ضمن تنظيم سري من الضباط العرب في الجيش العثماني و إن .. خلي بالك بقي من الحتة الجاية .. إنه هو و اللي معاه كانوا معسكرين في الإسكندرونة و مستنيين الإنجليز لما يعملوا الإنزال البري بتاعهم و هم كانوا مجهزين كل حاجة عشان يعملوا تمرد علي الضباط العثمانيين و يساعدوا الإنجليز يوصلوا لحد أسطنبول بس كل حاجة باظت .. (لورينس) بصله و قاله لا إستني ثانية واحدة .. هو يعني إيه كل حاجة باظت؟ .. الضابط قاله إن الإنجليز مجوش و اللي حصل إن الإنزال البري إتعمل في جاليبولي و كتير من الضباط العرب زمايله ماتوا خلاص .. ساعتها (لورينس) كان شوية و حيضرب نفسه بالجزمة.

اللي الضابط العثماني مكنش يعرفه إن (لورينس) شخصياً راح طلب من اللورد (وينستون تشرشل Winston Churchill) قائد القوات الإنجليزية إن فعلاً عملية الإنزال البري تحصل في الإسكندرونة مش في جاليبولي بس (تشرشل) رفض .. ليه يا عم (تشرشل)؟ .. أصل الفرنساويين حاطين عينهم علي سوريا بعد ما الحرب تخلص فلو إحنا نزلنا بقواتنا في الإسكندرونة اللي هي يدوبك ساعة بالعربية من سوريا فممكن الفرنساويين يفتكروا إننا بنلعب بديلنا و حناخد سوريا منهم .. اللي الضابط العربي العثماني قاله بعد كده خلي (لورينس) شوية حيقوم يبوسه .. هو قاله إن الشريف (حسين بن علي) مستعد إنه يقود القبائل العربية في تمرد مفتوح ضد العثمانيين تحت شرط و الشرط ده إن الإنجليز يضمنوله إنه حيحكم دولة تشمل شبه الجزيرة العربية و العراق و سوريا.

الشريف (حسين بن علي) شريف مكوةالمكرمة و المدينة المنورة .. الرجل اللي طموحه خلاه ياخد الريسك و يرتكب جريمة الخيانة العظمي ضد الدولة العثمانية علي أمل إنه يبقي هو ملك العرب.

فيه ناس ممكن تقول علي (حسين بن علي) إنه خاين .. فيه ناس حتشوفه طموح .. فيه ناس حتقول عليه منافق .. بص قول اللي انت عايز تقوله .. دي وجهة نظرك و انت حر فيها بس انا عايز أقف عند الأخطاء اللي هو إرتكبها .. مجرد إتفاقك مع الإنجليز دي زي ما قلت خيانة عظمي .. انت قررت تساعد الإنجليز في مقابل إنهم يدوك دولة مستقلة بس انت عمرك ما سألت نفسك هو يا تري إيه اللي حيخلي الإنجليز ينفذوا وعدهم؟ .. لو فكرت فيها شوية حتلاقي إن (حسين بن علي) هو أكتر واحد حيدفع الثمن غالي أوي لو خسر .. هو اللي حيرفع السلاح ضد العثمانيين .. هو اللي حيتهم بالخيانة العظمي .. هو اللي حيتعدم لو ثورته فشلت و هو برده اللي حيتعلق من علي حبل المشنقو لو ثورته نجحت و الإنجليز باعوه .. كان المفروض إنه ياخد ضمانات أكتر .. كان لازم يبقي معاه ورقة ممضية و مختومة بختم النسر من مدام (عفاف) في الدور الرابع عشان يخلي الإنجليز مجبرين يلتزموا بكلمتهم .. كون إن مفيش ورق مش بس زي ما حنشوف كمان شوية خلي الإنجليز يقولوا ل(حسين بن علي) ملكش عندنا حاجة إنما كمان خلاهم يشوهوا صورته أكتر ما هي متشوهه بإنه هو اللي باع فلسطين .. المفروض إنه إتفق مع الإنجليز علي إنه حيقوم بثورة علي العثمانيين في مقابل إن الإنجليز يدوله دولة مستقلة تشمل اللي دلوقتي انت عارفهم بإنهم شبه الجزيرة العربية و العراق و سوريا .. طب و فلسطين؟ .. أنصار (حسين بن علي) بيقولوا ان هو كان قصده علي الشام اللي هي سوريا و فلسطين و لبنان .. الإنجليز بيقولوا يمين طلاق تلاتة ما حصل .. مين الصح؟ .. مين الغلط؟ .. طالما مفيش ورق يبقي مستحيل نعرف .. و هنا يجي دور سايكس – بيكو.

المصادر:

فيديو بعنوان Dividing the Middle East – The Great Loot – Extra History – #1 وده اللينك بتاعه علي YouTube:
https://www.youtube.com/watch?v=f2L6L37GGAY&t=180s

فيديو بعنوان Diving the Middle East – The Arab Revolt – Extra History – #2 وده اللينك بتاعه علي YouTube:
https://www.youtube.com/watch?v=jJCq5p8HCZo

مهندس ميكانيكا بحب الصحافه و الكتابه .. مؤمن بان من حق كل بني ادم انه يعرف الحقيقه ورا الخبر .. رسالتي انك تفهم حقيقه اللي بيحصل عشان لما تقرر رايك تكون فاهم انت بتقرر علي اي اساس

تعليق واحد

اترك تعليق

بريدك الالكتروني لن ينشر. يجب ملئ الخانات بعلامة *

من فضلك ادخل التعليق!

من فضلك ادخل الأسم!

من فضلك ادخل البريد الالكتروني!من فضلك ادخل بريد الكتروني صحيح!