لينك التسجيل الصوتي علي ساوند كلاود:
https://on.soundcloud.com/5MtXB
فتح القسطنطينية ده من الأحداث التاريخية اللي أنا في رأيي شبه عمايل محشي ورق العنب كده .. كلنا بنحبه وبنموت فيه وياسلام لو معصور عليه لمون .. بس لما تيجي تشوف ورق العنب ده بيتعمل إزاي فورا الصباع الواحد واللي يا سلام لو متسوي بشوربة لحمة تفاصيل كتير ومقادير كتير وخطوات بتخليك فعلياً أخر حاجة تفكر فيها خصوصاً لو بنت إنك تتعلمي هو ورق العنب ده بيتعمل إزاي .. فتح القسطنطينية ده نفس الفكرة .. (محمد الثاني) فتح القسطنطينية والدولة العثمانية بقت قوة عظمي في العالم .. هيييييييه .. طب ده حصل إزاي؟ .. ليه؟ .. محدش عارف .. والحقيقة إن محدش عارف لإن القصة طويلة فشخ .. إذا كنت إنت أخدت في التاريخ إن (محمد الثاني) فتح القسطنطينية يوم 29 إبريل 1453 فأنا أحب أقولك إن قصة فتح القسطنطينية دي بدأت قبلها بأكتر من مية سنة من قبل ما حتي (عثمان) اللي هو جد (محمد الثاني) الكبير يتولد واللي الدولة العثمانية إتسمت علي إسمه .. سنة 1204 حصلت الحاجة اللي تقدر تقول إنها الحلقة الأولي من المسلسل اللي فعلياً أطول من مسلسل قيامة (أرطغل) نفسه واللي أخر حلقة فيه كانت فتح القسطنطينية .. شمر دراعاتك بقي عشان عندنا طلعة طويلة شوية.
سنة 1204 اللي أنا في رأيي بداية قصة فتح القسطنطينية كانت هي السنة اللي الحملة الصليبية الرابعة إتعاملت مع القسطنطينية زي ما إنت بتتعامل مع الأوبن بوفيه في أي فرح تتعزم فيه .. إنت فاهم قصدي كويس بس إنت محتاج تفهم حاجة بسيطة .. زي ما إحنا في الإسلام عندنا سٌنة وشيعة فالمسيحية برده فيها تقسيمة شبهنا كده وهي الكاثوليك والأرثوذوكس .. مش قضيتي التقسيمة دي جت منين بس اللي مهم تعرفه إن الكيان اللي إنت تعرفه بإسم الإمبراطورية الرومانية بقي مقسوم نصين .. نص شرقي وده النص الأرثوذوكسي وسموه الإمبراطورية البيزنطية اللي برده إنت ممكن تكون عارفهم بإسم الروم لإن دول اللي ربنا جاب سيرتهم في القران الكريم وعاصمة النص ده هي القسطنطينية .. نص غربي وده دول أوروبا اللي إنت عارفها زي إنجلترا وفرنسا وألمانيا اللي وقتها كان إسمها الإمبراطورية الرومانية المقدسة وده النص الكاثوليكي واللي ولا واحد فيهم يقدر يصحي الصبح يقول لمراته صباح الخير يا ولية من غير ما يكون بابا الفاتيكان راضي عنه .. لحد كده معايا؟ .. أتمني.
الحملات الصليبية اللي إنت خدتها في المدرسة اللي كان بيعلنها هو بابا الفاتيكان واللي كان بيروح يحارب فيها النص الكاثوليكي .. النص الأورثوذوكسي أو البيزنطي كان بيسترزق مش أكتر .. إنت عشان الجيوش الصليبية دي كلها تروح من جوه أوروبا للقدس الشريف لازم يعدوا علي الأراضي بتاعة الدولة البيزنطية واللي بيتقالهم شخلل عشان تعدي .. لحد ما جت سنة 1204 والحملة الصليبية الرابعة دخلت القسطنطينية وهم عملوا زي ما المغول كانوا عايزين يعملوا في مصر كده .. كلوا أكلهم وشربوا شربهم وإغتصبوا ستاتهم وخدوا فلوسهم .. الدنيا كانت بايظة لدرجة إن الحكومة نفسها إنهارت .. من بعد اللي حصل وقطّاع الطرق والبلطجية دخلوا القسطنطينية وقلبوها شبه فيلم Mad Max كده والحكومة البيزنطية بالإمبراطور بالبابا بالوزراء بالجيش سابوا القسطنطينية خالص وراحوا قعدوا في حتة إسمها نيقية أو نايسيا Nicaea غرب تركيا.
لأكتر من 500 سنة فضلت حكومة الإمبراطورية البيزنطية بتحكم البلد كلها من نيقية ومش عارفين يرجعوا القسطنطينية تاني .. الحدود الشرقية للدولة اللي علي حدودها الأراضي اللي تبع السلاجقة الأتراك كان بيحميها مليشيات من القبائل اللي عايشة في شرق تركيا واللي مقابل إنها بتحمي الدولة البيزنطية فالحكومة بتديهم إعفاءات ضريبية .. فضلت الدولة البيزنطية عايشة علي قفا نيقية واللي بيحكمها عيلة إسمها (لاسكاريس Laskaris) والدنيا إلي حد ما ماشية بهدوء ومن غير مشاكل لحد ما في سنة 1258 مات الإمبراطور (ثيودور الثاني لاسكاريس Theodore II Laskaris) ومكنش عنده غير إبن واحد اللي هو (جون الرابع لاسكاريس John IV Laskaris) بس المشكلة إن كان عنده 7 سنين وبالتالي هو قاصر ومينفعش يحكم .. وطبعاً إنت عارف إن في الأوقات اللي زي دي فيه ناس بتركب الموجة واللي ركب الموجة ودلدل رجله كان جنرال في الجيش إسمه (مايكل بالايلوجوس Michael Palaiologos) اللي عافية كده قال أنا الوصي بتاع الواد ده وأنا اللي ححكم وحيبقي إسمي من هنا ورايح (مايكل الثامن Michael VIII) .. اللي هو إحنا مستفدناش حاجة غير إنه وفر علينا إننا نحاول ننطق إسمه.
أنا مبحبش أحكم علي الناس ودي قاعدة عندي بس لو تسألني عن رأيك في (مايكل الثامن) ده حقولك إنه كان إنتهازي ووسخ وده ميكس خطر جداً وإنت بس محتاج تشوف وضعنا دلوقتي وإنت تفهم .. هل كان له إنجازات؟ اه طبعاً .. كفاية إنه قدر يخش القسطنطينية تاني سنة 1261 .. بس في نفس السنة دي (جون الرابع لاسكاريس) اللي بفكرك بس إنه الوريث الشرعي للحكم بقي عنده 11 سنة وبقي بحكم القانون يقدر يحكم .. (مايكل الثامن) عشق السُلطة خلاه مستعد يعمل أي حاجة عشان الحكم ميروحش منه فقرر إنه يقبض علي (جون الرابع لاسكاريس) وكان ممكن يرميه في السجن بس هو قرر إنه يعميه ولإنه بقي أعمي فدي تعتبر إعاقة تخليه مينفعش يحكم ورماه في دير عشان يبقي راهب.
الخطوة دي كانت كفيلة إن (مايكل الثامن) يحكم بس في نفس الوقت فتحت عليه باب جهنم .. بطريرك القسطنطينية (أريسنيوس أوتوراينوس Aresnios Autoreianos) اللي عارف إن إسمه مستفز معلش قاله إنت إيه الجبروت اللي إنت فيه ده وطلع ضد الإمبراطور قرار الحرمان أو Excommunication .. قرار الحرمان ده عشان تفهمه تخيل كده إن البطريرك قال للناس كلها تعمل Block للإمبراطور .. محدش يكلمه أو يتعامل معاه أو يسلم عليه حتي و إلا هو بيخاطر إنه يعصي أمر البطريرك وبالتالي إنت حتتحدف في نار جهنم لما تموت .. سنة 1265 بعد فشل كل المحاولات للصلح بين الإمبراطور والبطريرك ف(مايكل الثامن) ملقاش غير الحل اللي هو دايماً بيلجأله في الحالات اللي زي دي .. إرمولي الكلب ده في السجن .. طبعاً القرار ده خلق فعلياً حرب أهلية جوه الكنيسة وبالتالي جوه البلد .. ناس شايفه إن (مايكل الثامن) ده كافر .. وناس شايفه إن عنده حق .. المجتمع البيزنطي إتشرخ .. كل ده كوم والمصيبة اللي (مايكل الثامن) عملها بعد كده كوم تاني.
حاول تحط نفسك مكانه .. إنت دلوقتي خدت القسطنطينية تاني .. حلو .. بس إيش ضمنك إن بابا الفاتيكان متهربش منه ويقرر يعمل حملة صليبية جديدة؟ .. ساعتها إنت حتلاقي نفسك قدام جيش صليبي بيتعامل مع العاصمة بتاعتك كأنها الأوبين بوفيه في الفرح .. الحل إنك تبدأ تقوي من دفاعاتك علي طول حدودك مع الدول الكاثوليكية .. يبقي السؤال .. حتجيب العساكر دي كلها منين يا قرمط؟ .. فاكر لما قلتلك إن عيلة (لاسكاريس Laskaris) عشان تحمي الحدود الشرقية للدولة من السلاجقة المسلمين كانت بتدي إعفاءات ضريبية للقبائل اللي عايشة في شرق تركيا عشان تكون مليشيات تدافع عن الحدود؟ .. اللي عمله (مايكل الثامن) إنه قال للقبائل دي إنه حيشيل الإعفاءات الضريبية اللي هم بياخدوها في مقابل إنهم ياخدوا مرتب شهري من حكومته .. طب هو عمل كده ليه؟ .. عشان لما يقول للمليشيات دي سيبوا أرضكوا والمكان اللي أنتوا إتولدتوا فيه وروحوا أمنوا حدود الدولة الغربية محدش يشتكي علي أساس إنه كله بثمنه وده اللي حصل فعلاً .. المشكلة إن الخطوة دي أضعفت حدود الدولة البيزنطية في الوقت اللي كان فيه مصيبة جايه عليهم ومحدش عامل حسابه عليها .. المغول.
بداية من سنة 1242 والغزو المغولي لتركيا حط القبائل التركية اللي عايشة في المنطقة دي قدام حقيقة سودا .. دلوقتي دولة السلاجقة الأتراك اللي هم أسسوها واللي المفروض إنها تحميهم إتهزمت خلاص .. القبيلة الذهبية أو Golden Horde وده فرع المغول اللي كانت مسئوليته إخضاع الشرق الأوسط لحكم الإمبراطورية المغولية كان عامل زي القطر اللي محدش عارف يقف قدامه .. ده خلي القبائل التركية معندهاش أمل غير إنها تبدأ تعزل لجوه الأراضي بتاعة الدولة البيزنطية .. ولإن زي ما قلتلك قرار (مايكل الثامن) إنه يسحب المليشيات اللي كان المفروض تحمي حدود الدولة الشرقية ويوديها تحمي الحدود الغربية فتح الباب للقبائل التركية دي إنها تبقي زي اللاجئين اللي بياخدوا أرض الدولة البيزنطية وضع يد لإن فعلياً مفيش حل تاني .. لو رجعوا بلدهم المغول حيقتلوهم .. وسط الحوسة اللي (مايكل الثامن) كان فيها فهو ملقاش حل غير إنه يعك الدنيا أكتر .. الرجل كان خايف علي كرسيه أكتر من أي حاجة تانية وده خلاه سنة 1274 يوافق إنه يعمل إتفاق مع بابا الفاتيكان إنه يوحد الكنيستين الكاثوليكية والأرثوذوكسية بحيث الإتفاق بيقول كلمة بابا الفاتيكان تمشي علي بابا القسطنطينية في مقابل إن لو حصل بعد كده وأُعلنت حملة صليبية فالجيوش الصليبية مش حتدخل القسطنطينية.
الإتفاق ده فعلاً فشخ المجتمع البيزنطي .. أي حد يعترض يا بيتقتل يا بيترمي في السجن يا بيتنفي .. الشارع هايج .. الناس كلها بتعتبر الإمبراطور كافر وخارج عن الملة .. الجيش بتاعه مستفيد وميقدرش يبيع الإمبراطور بتاعه .. الكنيسة عماله تهيج في الناس ضد الإمبراطور .. كل ده وكل يوم بيعدي القبائل التركية بتاكل حتة زيادة من حدود البلد.
سنة 1282 مات (مايكل الثامن) وجه مكانه إبنه (أندرونيكوس الثاني Andronikos II) وده كان شاب يتحط علي الجرح يطيب .. من أول يوم له وهو بيحاول يصلح البلاوي اللي عملها أبوه بس هو كان عنده مشكلة .. هم الحقيقة كانوا مشكلتين سببهم رجل واحد .. (عثمان) .. ده اللي إنت تعرفه كقائد القبائل التركية واللي الدولة العثمانية إتسمت علي إسمه .. الحقيقة إن (عثمان) بدأت القبائل التركية كلها تتوحد كلها تحته وده عمل مشكلتين للبيزنطيين:
- بسبب هجمات القبائل التركية فأغلب الناس اللي عايشة في الريف بتاع الدولة سابوا أرضهم وهربوا للمدن سواء كنت بتتكلم عن القسطنطينية أو غيرها وبالتالي الأرض الزراعية إتسابت فاضية للأتراك .. ده معناه إن الضغط علي المدن دي زاد وفي نفس الوقت المحاصيل الزراعية اللي بتأكل البلد كلها بتقل.
- القبائل التركية كانت شرسة أوي في القتال وده كان تحدي صعب للقوات البيزنطية .. إذا كان الأتراك بيحاربوا عشان هم معندهمش حتة يروحوها وإن المغول خدوا بلدهم وبقوا مضطرين يحاربوا الروم عشان يعيشوا .. فالعساكر البيزنطيين علي الناحية التانية أهم حاجة عندهم هي المرتبات وهنا المشكلة .. (مايكل الثامن) لإن سياساته وخوفه علي الكرسي دمر مؤسسات الدولة وخلي الناس كلها كارهاه فكان عايز يضمن ولاء الجيش والحاجة الوحيدة اللي بتخلي الجيش يحافظ علي ولاءه للحاكم هي الفلوس .. العٌرف كان بيقول إن كل عسكري يبقي له مرتب .. الجديد اللي عمله (مايكل الثامن) هو حاجة إسمها برونويا Pronoia ودي معناها إن العسكري الواحد في الجيش بياخد في السنة فلوس الضرائب اللي بيدفعها مثلاً خمس فلاحين شغالين في أرض زراعية .. بمجرد ما العسكري ده بيموت في الحرب فالمفروض إن الخمس فلاحين خلاص فلوس الضرائب بتاعتهم تروح لميزانيه البلد .. بس ده مكنش اللي بيحصل .. اللي كان بيحصل ان الخمس فلاحين فلوس الضرائب بتاعتهم بتروح لأسرة العسكري اللي مات .. ده معناه إن العساكر والجنرالات بقوا أغنياء فشخ بس البلد نفسها فقيرة .. الحكومة مبقاش يجيلها فلوس من الضرائب لإن فلوس الضرائب راحت كلها كمرتبات للعساكر.
سنة 1298 بدأ (أندرونيكوس الثاني) يشتغل علي شوية إصلاحات عشان يعالج الفشخ اللي بيحصل للبلد بس صدقني لو قلتلك إن الوقت كان إتأخر أوي .. أبوه (مايكل الثامن) كان دمر البلد لدرجة إن مهما (أندرونيكوس الثاني) حاول يعمل فمكنش فيه فايدة .. سنه 1299 (عثمان) حط الحقيقة دي زي نور الشمس قدام (أندرونيكوس الثاني) .. في السنة دي قائد الجيوش البيزنطية (جورج موزالون George Mouzalon) كان في حملة عسكرية في حتة إسمها تيلاميا عشان يقيم بنفسه الخطر اللي بيشكله الأتراك علي الدولة .. البيه كان نايم في المعسكر بتاعه لما فجأة (عثمان) ومعاه 100 فارس إقتحموا المعسكر بالحصنة والعساكر البيزنطيين نايمين وقتلولهم حبة حلوين وهربوا .. (موزالون) خد رجالته وجري ورا (عثمان) لحد ما لقي ان (عثمان) ورجالته واقفين تحت جبل .. لما هجم عليهم إكتشف ان فوق الجبل ده ناس شايله سهام إصطادوا الفرسان البيزنطيين و(موزالون) إتأسر .. فعلياً (أندرونيكوس) كان بيقول لنفسه يا سواد ليلك يا قرمط حتعمل إيه مع الأتراك دول .. متفهمش إزاي الظروف بعتتله حد يلحقه .. قبائل الان.
سنة 1301 البيزنطيين صحيوا الصبح لقوا 10,000 محارب بعائلاتهم جايين علي حدود الدولة البيزنطية الشمالية طالبين اللجوء .. مين دول يا عم الحاج؟ .. دول يبقوا ناس إسمهم ألان Alans ودول في الأصل قبائل إيرانية بس هم دلوقتي عايشين في حتة إسمها أوسيتيا بين روسيا وجيورجيا .. الناس دي في الأصل كانت عايشة في شمال إيران وإعتنقوا المسيحية الأورثوذكسية علي إيد مبشرين بيزنطيين .. القبائل دي حاربت مع المغول ضمن جحافل القبيلة الذهبية بس عشان وقتها ولعت حرب أهلية بين المغول فالناس دي إتغضب عليها وملقوش حتة تلمهم .. (أندرونيكوس الثاني) شافهم وقال لنفسه ده أنتوا لقطة .. علي الورق الحكاية سهلة .. 10,000 مقاتل كفاية أوي إنهم يقفوا قصاد الأتراك .. المشكلة إن 10,000 مقاتل دول عايزين تسليح وأكل وشرب والأهم من كل ده حصنة وكل ده بفلوس .. بعد سنين من سياسات الهبد بتاعة أبوه (مايكل الثامن) فالوضع دلوقتي إن الميزانية مفشوخة .. مفيش فلوس لكل ده.
الحل اللي بيلجأله أي حاكم لما بيتزنق في قرشين هو الضرائب .. الوضع كان مزري لدرجة إن اللي كان معهوش فلوس يدفعها ضرائب كان بيتاخد منه المواشي أو الحصنة بتاعته .. حتدفع يعني حتدفع .. زي ما إنت دلوقتي الوضع الإقتصادي للبلد والنظام اللي ماشية به الحكومة مخلي أخر ولاءك للبلد إنك تتفرج علي ماتشات المنتخب فإنت برده حاول تحط نفسك مكان مواطن بيزنطي بيكح تراب .. هو حيلاقيها من الأتراك ولا من الفساد ولا من قلة الأكل ولا من الضرائب .. مش دي كمان المشكلة .. المشكلة إن إذا كان ربنا بعت ل(أندرونيكوس الثاني) هدية عشان يقدر يصمد قدام الأتراك فهو رفص النعمة برجله.
قبائل ألان عشان هم حاربوا لسنين مع المغول وليهم تكتيكات ودماغ تانية في المعارك غير البيزنطيين فهم كان شرطهم عشان يحاربوا مع البيزنطيين ضد الأتراك إنهم يحاربوا كقوات مستقلة .. طلبهم ده إترفض و(أندرونيكوس الثاني) أصر إنه يقسمهم لوحدات صغيرة ويوزعهم علي كتائب الجيش البيزنطي .. لما ده حصل كتير من ألان هربوا وراحوا لعائلاتهم لإنهم رافضين فكرة إنهم ياخدوا أوامر من ناس هم شايفينهم ملهمش في الحروب .. علي الناحية الثانية وجهة نظر (عثمان) إنه مينفعش يفكر في القسطنطينية إلا لما ياخد مدينتي نيقية Nicaea ونيقوميديا Nicomedia .. لإنه بمجرد ما ياخد المدينتين دول مضيق البوسفور إتفتحله .. سنة 1302 كانت أهم سنة في سعي الأتراك إنهم يفتحوا القسطنطينية .. دي السنة اللي هم خططوا فيها إنهم ياخدوا نيقية ونيقوميديا .. لو خدوها يبقي قول يا رحمن يا رحيم علي القسطنطينية .. لو فشلوا في إنهم يفتحوا مدينة من الإتنين يبقي حظ سعيد المرة القادمة .. البيزنطيين خدوا جيشهم قسموه نصين:
- النص الأولاني ده كان نصه من القوات البيزنطية ونصه من قوات الان وده كان بقيادة إبن الإمبراطور اللي إسمه (مايكل التاسع) وده كان دوره إنه يحمي قلعة ماجنيزيا Magnesia اللي هي القلعة اللي المفروض إنها بتأمن مدينة نيقيا .. النص ده بعد شهور من تشكيله متفهمش إيه اللي حصل والناس بتوع الان سابوا الجيش وهربوا.
- النص الثاني كان بقيادة (موزالون) اللي بفكرك إنه إتأسر علي إيد (عثمان) بس البيزنطيين قدروا يهربوه ودلوقتي بقي مسئول عن الدفاع عن مدينة نيقوميديا وتحت إيده قوات بيزنطية ومن الان قصاد (عثمان) اللي قرر إن نيقوميديا تبقي هدفه الأول .. تبقي المشكلة هي الحساب .. البيزنطيين كان تحت إيدهم 2000 مقاتل قصاد 5000 مقاتل تحت إيد (عثمان).
فتح نيقوميديا ده لو جيت تشوف مين السبب فيه فأنا أقدر أبصملك بالعشرة دول إن لولا إن البيزنطيين كان بيقودهم واحد كحول زي (موزالون) مكنش (عثمان) عرف يخش المدينة .. سيبك من إنه في المرة الأولانية البيه كان نايم وبيشخر .. المرة دي إنت بتدافع عن أرضك وتحت إيدك عساكر عايزين يحموا أرضهم ومعاك ناس مُدربة كويس .. تقوم إنت يا بني أدم تقرر إنك تسحب الحصنة من تحت إيد سلاح الفرسان البيزنطي تديها للناس بتوع الالان لإنك خايف إنهم يهربوا .. لما (عثمان) هجم لقي نفسه قدام جيش أساساً مش عايز يحارب .. الفرسان بقوا مُجبرين يبقوا مشاه .. الالان مش عارفين ينسقوا حاجة مع البيزنطيين اللي هم أساساً كارهينهم .. كل ده قصاد جيش عنده عزيمة وإيمان بقضيته والأهم إنهم مؤمنين بالقائد بتاعهم.
وفاة (عثمان) عطلت الدنيا شوية بالنسبة للأتراك .. بعد ما إبنه (أورهان) وصل للحكم كان شايف إنه يأجل حصار نيقوميديا شوية لإن الأولي إنه ياخد كل القلاع البيزنطية في تركيا وبعد كده يتسلي علي المدن .. سنة 1329 البيزنطيين حاولوا يعطلوا الأتراك لما واجههوهم في معركة بيلكانون واللي إنتهت بهزيمة البيزنطيين اللي مكنش قدامهم أي حل غير إنهم يسيبوا تركيا كلها للأتراك ويتحصنوا في القسطنطينية .. سنة 1331 (أورهان) خد مدينة نيقية وفتح نيقوميديا سنة 1337 .. وفاة (أورهان) كان وراها إن جه (مراد الثاني) للحكم عشان يكمل هو المشوار .. سنين وأبوه وجده بيمهدوله السكة عشان يوصل للحظة دي .. قائد مسلم علي جيش مسلم واقف علي عتبة القسطنطينية بيستعد لفتحها .. الناس كلها تخيلت إن (مراد الثاني) كان هو اللي النبي (عليه الصلاة و السلام) تنبأ له بإنه حيفتح القسطنطينية .. الدولة البيزنطية عمرها ما كانت بالضعف ده وإحنا مكناش بالقوة دي من سنين .. بس الدنيا ممشتش زي ما وقتها الأتراك تخيلوا.
المصدر:
- مقالة بعنوان How the Ottomans collapsed the Byzantine empire نشرت في موقع History Net وده لينك المقالة الأصلية:
https://www.historynet.com/becoming-ottoman.htm