تابعونا

موقعة بلاط الشهداء .. أخر الخط للفتوحات الإسلامية في أوروبا.

(شارل مارتل) عرف يختار الطرق الجانبية اللي تخليه يقدر ينقل جيش مكون من 30,000 جندي من غير ما حد من بتوع الإستطلاع من جيش المسلمين يقدر يلقطهم .. الموضوع مش سهل علي فكرة بس هو قدر يعمله .. و لإن (شارل مارتل) هو اللي إختار توقيت و مكان المعركة فهو قدر يحط رجله علي أول سلم النصر.

19 أغسطس، 2018 2.6 ألف

لينك التسجيل الصوتي للمقالة علي Sound Cloud:
https://soundcloud.com/user-112011687-312727988/dwkjixtvnouh?si=7fca3214fd3845b3a39eac89dedf13a5&utm_source=clipboard&utm_medium=text&utm_campaign=social_sharing

الكلام اللي حنحكيه دلوقتي حصل بداية من سنة 711 يعني من زمان أوي بس حاول عشان تستوعب الTimeline أو السياق الزمني تخيل إن اللي أنا ححكيه حصل دلوقتي بإمكانيات دلوقتي و ظروف دلوقتي .. اللي حصل في السنة دي إن المسلمين اللي كانوا وقتها محكومين بحاجة إسمها الدولة الأموية و الدولة الأموية كان طموحها واسع حبتين .. الناس دول قرروا إنهم جه الوقت يعدوا من المغرب عن طريق مضيق جبل طارق و يروحوا لإسبانيا و البرتغال اللي الإتنين مع بعض بيتسموا شبه جزيرة إيبيريا .. وقتها إسبانيا و البرتغال كانوا بيعيش فيهم ممالك صغيرة المشترك بينهم إنهم بيعتنقوا المذهب الكاثوليلكي في المسيحية و إنهم مش طايقين بعض .. حاجة كده زي العرب دلوقتي ..  بس بسرعة أوي الممالك دي بدأت تقع واحدة ورا التانية في إيد المسلمين.

بعد ما المسلمين خلاص سيطروا خالص علي شبه جزيرة إيبريا و بقت تحت إيدهم بدأوا يفكروا طب ليه لا نعدي سلسلة جبال البرانس بحيث نبدأ نخش علي المنطقة اللي هي فرنسا دلوقتي .. جري الشريط لحد سنة 720 يعني يدوبك بعد 9 سنين بس من بداية حملة فتح الأندلس و إذا بالمسلمين تحت قيادة واحد إسمه (السمح بن مالك الخولاني) مش بس بدأ يعبر جبال البرانس إنما أسس عاصمة للأمويين في جنوب فرنسا في مدينة إسمها ناربون Narbonne علي ساحل البحر المتوسط حتلاقيها جنب مدينة مونبيلييه دلوقتي .. تسع سنين بس كانت كفيلة إن المسلمين يبقي تحت إيدهم إسبانيا و البرتغال و نص فرنسا .. سنة 721 حاول (السمح) إنه ياخد جيشه بإتجاه مدينة تولوز جنوب فرنسا برده بس فوق مدينة ناربون بشوية .. اللي حصل إن حاكم تولوز إسمه الدوق (أودو Odo) قدر يصطاد جيش (السمح) في كمين و هزمه و أستشهد (السمح بن مالك الخولاني) في المعركة دي اللي إتسمت معركة تولوز.

صحيح جيش الأمويين إنسحب تاني لمدينة ناربون بس مبطلوش محاولاتهم للتوسع و كانت قواتهم أحياناً بتوصل لمدينة أوتون في قلب إقليم برجاندي زي ما حصل سنة 725 .. فضل الحال علي كده إن الأمويين مسيطرين علي ساحل فرنسا علي البحر المتوسط و الفرنسيين اللي عايشين في إقليم برجاندي اللي هو يعتبر وسط فرنسا مش عارفين يطردوا المسلمين ولا المسلمين عارفين يهزموهم لحد ما جت سنة 732 .. في السنة دي الأمويين زهقوا من حالة اللاسلم و اللاحرب دي اللي مبتأكلش عيش و عماله تستنفذ فلوس علي الفاضي و خلاص و قالوا لنفسهم جه الوقت إن الوضع الماسخ ده ينتهي .. هم بعتوا حاكم الأندلس (عبدالرحمن الغافقي) علي رأس جيش قوي عبر جبال البرانس و بدأ يشن هجوم كاسح علي إقليم برجاندي و يقال إن جيش الأمويين كان بيضم 80,000 مقاتل و إتقابل الجيش ده مع جيش الدوق (أودو) في معركة بتتسمي معركة نهر جارون والمسلمين داسوا علي وش الفرنسيين في المعركة دي و (أودو) ملقاش حل غير إنه ينسحب ناحية الشمال عشان يستنجد بأكتر ناس هو بيكرههم في حياته اللي هم الFranks اللي إحنا بنسميهم الفرنجة و دول ناس كانوا عايشين في شمال فرنسا تحت قيادة واحد إسمه (شارل مارتل Charles Martel) اللي وافق إنه يساعد (أودو) علي شرط واحد و هو إن إقليم برجاندي يبقي تحت سيطرة الفرنجة و الحقيقة إن (أودو) ملقاش حاجة تانية يعملها غير إنه يوافق.

هنا إنت محتاج تقف شوية عشان نتكلم عن البني أدم اللي إسمه (شارل مارتل) ده .. الرجل ده مش أهبل و كان بيتابع كويس أوي إزاي الأمويين عبروا مضيق جبل طارق و إزاي سيطروا علي الأندلس كلها و إزاي وصلوا لحد ما جم علي عتبة بيته .. سنين و هو بيدرس المسلمين و إزاي يحاربهم و إزاي يهزمهم لحد ما وصل لإقتناع إن الحل الوحيد لهزيمة المسلمين إنك تعمل جيش من المقاتلين المحترفين .. مينفعش خالص إنك تواجه المسلمين بجيش من الفلاحين و العمال تشيلهم سيف و درع و تقولهم أقفوا قدام هجوم خيالة الأمويين .. هو محتاج جيش نظامي مدرب علي أعلي مستوي و عشان يعمل جيش زي ده هو محتاج فلوس بالهبل .. (شارل مارتل) بص حوله يشوف مين في فرنسا كلها معاه فلوس بالهبل ملقاش غير الكنيسة الكاثوليكية فقرر إنه يسرق كل الفلوس اللي يقدر يسرقها من الكنايس و ده عمل بينه و بين الكنيسة مشاكل كتير .. هو شايفهم شوية حرامية بيسرقوا فلوس الغلابة في حين إنه محتاج الفلوس دي عشان يدافع عن فرنسا ضد المسلمين و هم شايفينه حرامي بيسرق فلوسهم هم اللي هم بيسرقوها من الغلابة.

تقدم الأمويين من الأندلس لحد ما كانت أخر الخط في مدينة تورز Tours اللي هي أساساً فردة كعب من مدينة باريس.

لإن فرنسا دي بلده و هو عارفها حتة حتة ف(شارل مارتل) عرف يختار الطرق الجانبية اللي تخليه يقدر ينقل جيش مكون من 30,000 جندي من غير ما حد من بتوع الإستطلاع من جيش المسلمين يقدر يلقطهم .. الموضوع مش سهل علي فكرة بس هو قدر يعمله .. و لإن (شارل مارتل) هو اللي إختار توقيت و مكان المعركة فهو قدر يحط رجله علي أول سلم النصر .. هو حط جيشه علي منطقة مرتفعة بين بلدتي تورز أو Tours و بواتييه عشان كده الغرب بيسمي المعركة دي Battle of Tours بحيث إن التل اللي هو رص قواته عليه كان مليان أشجار و بالتالي إنت لو مكان (عبدالرحمن الغافقي) و حبيت تستخدم أقوي سلاح تحت إيدك اللي هو الخيالة فحتلاقي نفسك مضطر تخليهم يهجموا علي عدو محتفظ بالمكان المرتفع و في منطقة كثيفة الأشجار فمش حتقدر تخلي الحصنة تجري بسرعتها القصوي فتشيل الجنود اللي قدامها ده غير إنك أساساً و إنت بتهجم مش حتبقي شايف كل الجنود الفرنسيين اللي حيكونوا مستخبيين وسط الشجر .. زي ما قلتلك (شارل مارتل) عمل الواجب بتاعه و ذاكر كويس أوي لإنه بقاله سنين عارف إن اليوم ده جاي جاي .. المشكلة إن (عبدالرحمن الغافقي) إعتبره بني أدم أوروبي زي بني أدمين أوروبيين كتير المسلمين هزموهم قبل كده ميفرقش عنهم حاجة.

كل ده كان المفروض (عبدالرحمن الغافقي) ياخده في حسبانه بس أنا شخصياً مكنتش معاه و معرفش ليه إدي الأمر بالهجوم بس ده اللي حصل و الحقيقة إنه هو شخصياً إتصدم .. هو مكنش متوقع إن (شارل مارتل) يبقي تحت إيده 30,000 جندي مخبي نصهم وسط الشجر .. الهجوم الأول فشل فشل ذريع أجبر (عبدالرحمن الغافقي) إنه يفضل أسبوع كامل بيحاول يلاقي حل للمصيبة دي .. أسبوع كامل بيفكر و مبياخدش أي قرار و دي كانت الغلطة الثانية إنه ضيع وقت كتير أوي في التفكير .. لقيت نفسك مش عارف تعمل حاجة إنسحب و خد طريق تاني بحيث تبقي إنت اللي مختار توقيت و مكان المعركة بس المعارك من النوع ده مش مسائل حساب عشان تعصر مخك في التفكير لحد ما تلاقي مخرج و تولع أي حاجة تانية .. خلال الأسبوع ده كانت الروح المعنوية للفرنسيين بتزيد و الأهم إن (شارل مارتل) جاتله تعزيزات برية هو كان في أمس الحاجة ليها .. مع اليوم السابع الجو بدأ يقلب و المسلمين مكانوش متعودين علي جو فرنسا لما بيقلب و تقريباً دي الحاجة اللي خلت (عبدالرحمن الغافقي) يقرر يهجم.

معركة بلاط الشهداء دي المميز فيها أكتر من أي حاجة تانية هي إنها كانت أول مرة حد مجنون بما يكفي زي (شارل مارتل) يقرر يرص قوات برية ورا بعضها قدام هجوم كاسح للخيالة .. دي محصلتش قبل كده في التاريخ لإن محدش كان مجنون بما يكفي إنه يجربها .. المسلمين قعدوا يهجموا زي موج البحر لحد ما أخيراً لقوا ثغرة يعدوا منها و (شارل مارتل) لقي نفسه متحاصر و خلاص هزيمته بقت أقرب له من حبل الوريد و هنا حصلت الحاجة اللي محدش قدر يتوقعها حتي (عبدالرحمن الغافقي) ولا (شارل مارتل).

(شارل مارتل) كان داهية إنه فكر يبعت شوية جنود خلف خطوط المسلمين و قدروا يتسللوا جوه معسكرهم عشان يحاولوا يحرروا أسري الحرب الفرنسيين اللي المسلمين قبضوا عليهم قبل كده .. جيش الأمويين يا عيني شاف المنظر إن الأسري الفرنسيين اللي كانوا محبوسين في المعسكر بتاعهم هربوا و خدوا السلاح و الحصنة اللي كانوا في مخازن السلاح و الإسطابلات في معسكر المسلمين .. فيه من الأمويين تخيل إن ده معناه إن فيه قوات تانية حررتهم و بالتالي المسلمين حيتعرضوا لهجوم من ظهرهم و فيه منهم اللي تخيل إن الأسري اللي إتحرروا دول حيسرقوا الغنايم و الأكل و الشرب اللي في المعسكر .. متفهمش إيه اللي حصل بس حصلت حالة من الذعر بين جيش الأمويين و جزء كبير منهم ساب المعركة و ساب (شارل مارتل) وساب كل حاجة و راحوا جري علي المعسكر .. الجزء من الجيش اللي فضل مكمل في المعركة فجأة شاف نص الجيش خد بعضه و جري رجع علي المعسكر و محدش بقي فاهم هو مين بيجري علي فين و ليه .. وسط الفوضي حاول (عبدالرحمن الغافقي) إنه يلم الصفوف تاني بس كان خلاص الوقت إتأخر و اللي حصل حصل و الفرنسيين حاصروه و أستشهد .. متفهمش برده إيه اللي حصل بس جيش الأمويين بعد إستشهاد (عبدالرحمن الغافقي) كملوا إنسحاب لحد الأندلس.

محدش يقدر يقول بالضبط خسائر الطرفين كانت كام و أي حد يقولك إنه متؤكد من أرقامه إعرف إنه بيهبد و بيفتي .. فيه أراء بتقول إن الفرنسيين خسروا في المعركة دي 1500 من أصل 30,000 في حين إن خسائر المسلمين وصلت 10,000 شهيد و من هنا إتسمت المعركة بلاط الشهداء .. مفيش حد عنده أرقام تقدر تقول إنها صح بس يمكن اللي إحنا متؤكدين منه إن الخسائر البشرية في جيش الأمويين كانت فادحة .. أرقام الخسائر مش هي بس الحاجة الوحيدة اللي المؤرخين بيتخانقوا عليها .. فيه كمان أهمية المعركة .. فيه ناس شايفينها نصر للمسيحية الكاثوليكية علي الإسلام و ناس شايفينها مش كده خالص شايفينها إن المسلمين مكانوش واخدين فتح فرنسا أولوية بالنسبة ليهم هي جت معاهم بفكرة لو حصل و فتحوا فرنسا يبقي أهلاً و سهلاً و لو محصلش نصيب يبقي لا يكلف الله نفسا إلا وسعها و كفاية علينا الأندلس.

صحيح جوانب كتير في المعركة دي عليها خلاف بس يمكن الثابت و اللي محدش يقدر ينكره إن (شارل مارتل) خد المعركة دي كدليل علي إنه هو (محمد رمضان) بتاع أوروبا .. هو النمبر وان .. هو الكينج .. أنا اللي أنقذتكوا من فتح المسلمين يا كلاب .. لو دخلت عملت أي Search علي معركة بلاط الشهداء حتلاقي الصورة اللي عندك ل(شارل مارتل) و هو راكب حصانه الأبيض و في إيده الفاس بتاعه اللي يحسسك إنه عامل زي (روبيرت باراثيون Robert Paratheon) و الناس بتوع Game of Thrones بس اللي حيفهموا قصدي و وراه الصليب قال يعني هو حامي حمي الكاثوليكية .. علي الناحية التانية (عبدالرحمن الغافقي) إرتكب أخطاء إستراتيجية كتير أوي في المعركة دي كفاية إنه سمح ل(شارل مارتل) إنه يفرض عليه معاد و مكان المعركة.

يمكن اللي بيؤيد شوية نظرية إن الأمويين مكانوش واخدين فتح فرنسا بجدية إنهم محاولوش تاني يدخلوا فرنسا .. الأمويين فيهم طبع العند إنه لو كان عايز حاجة كان خدها بس يمكن هم لقوا إنك تبعت جيوش تعدي بيها جبال البرانس و تعبر بيها أوروبا ده لوحده محتاج خطوط إمداد و تموين مكلفة و الموضوع حيبقي صعب و مش مستاهل .. زي ما قلتلك هم إتعاملوا مع محاولة (عبدالرحمن الغافقي) علي إنها جت جت مجتش يبقي كل شيء قسمة و نصيب.

المصدر:

مقالة علي Website إسمه Thought Co.com بعنوان Muslim Invasion of Western Europe: The 732 Battle of Tours  أو الغزو الإسلامي لغرب أوروبا: معركة تورز اللي حصلت سنة 732 و ده لينك المقالة الأصلية:

https://www.thoughtco.com/muslim-invasions-battle-of-tours-2360885

مهندس ميكانيكا بحب الصحافه و الكتابه .. مؤمن بان من حق كل بني ادم انه يعرف الحقيقه ورا الخبر .. رسالتي انك تفهم حقيقه اللي بيحصل عشان لما تقرر رايك تكون فاهم انت بتقرر علي اي اساس

اترك تعليق

بريدك الالكتروني لن ينشر. يجب ملئ الخانات بعلامة *

من فضلك ادخل التعليق!

من فضلك ادخل الأسم!

من فضلك ادخل البريد الالكتروني!من فضلك ادخل بريد الكتروني صحيح!