تابعونا

نكسة يونيو .. لما السوفييت لبسوا الشرق الأوسط كله أكبر خازوق في حياته.

الفكرة اللي الإسرائيليين كانوا عايزين يوصلولها إن الكلام ده يوصل لKGB واللي بدورهم يوصلوه للقيادة السياسية السوفيتية واللي أكيد حتوصله ل(جمال عبدالناصر) و(حافظ الأسد) واللي ساعتها ممكن يقولوا إن من مصلحتهم إن التوتر يخف شوية وكان ممكن نكسة يونيو دي متحصلش من أساسه .. المشكلة إن القيادة السياسية السوفيتية خدت تقرير KGB اللي بيحذر من كارثة حتحصل كمان 4 أيام وحطوه في الدرج عشان يتعمدوا إنهم يحطوا مصر وإسرائيل علي سكة الحرب.

31 أكتوبر، 2017 6.1 ألف

لينك التسجيل الصوتي علي ساوند كلاود:
https://on.soundcloud.com/Rc6Rx

موضوعنا النهاردة اللي حنتكلم عنه هو نكسة 5 يونيو 1967 واللي حنتكلم عنها بشكل مختلف شوية عن اللي إنت متعود عليه ..  خليني أحكيلك اللي حصل يوم 5 يونيو 1967 كإنه قصة وزي أي قصة إنت محتاج شخصيات .. أول شخصية حتبدأ معانا القصة دي هو واحد إسمه (يوري كوتوف Yuri Kotov)  .. ده كان ضابط مخابرات سوفيتي شغال في المخابرات العامة السوفيتية المعروفة بإسم KGB .. الرجل ده سنة 1965 يعني قبل سنتين من النكسة إتشهر ولا كأنه ممثلة إكتشفها المخرج (خالد يوسف) في الKGB لإنه قدر يجند حد مهم أوي في إسرائيل عشان يبقي جاسوس لصالح السوفييت .. لحد دلوقتي إحنا منعرفش مين هو بالضبط الجاسوس ده بس اللي إحنا نعرفه إن الKGB عطوله إسم كودي (بوي Boy) .. أنا عارف إنك بتقول لنفسك إيه شغل الKG1 ده بس إستحمل معايا شوية .. معلومة إن السوفييت سموا الجاسوس ده (بوي) مش هي المعلومة الوحيدة اللي نعرفها عنه .. إحنا كمان عارفين إن الجاسوس ده كان عضو نشط جداً في حزب العمل الإسرائيلي اللي كان بيحكم إسرائيل وقتها .. مش كده وبس .. (بوي) خلال السنتين اللي إشتغل فيهم لحساب KGB بداية من 1965 لحد 1967 إتعين في مخابرات جيش الإحتياط الإسرائيلي وده خلاه بيقدر يوصل معلومات حساسة جداً ل(يوري كوتوف) واللي مع كل معلومة جديدة بياخدها سمعته في الKGB بتزيد.

اللي السوفييت مكانوش يعرفوه إن (بوي) كان عميل مزدوج أو Double Agent .. اللي السوفييت مكانوش يعرفوه إن بمجرد ما (يوري كوتوف) حاول يجنده هو راح للشين بيت Shin Bet ودي تعادل مباحث أمن الدولة في إسرائيل واللي نصحوه بإنه يبقي عميل مزدوج ويقنع (يوري كوتوف) إنه وافق يبقي جاسوس للسوفييت بس الحقيقة إن كل معلومة (بوي) بيبعتها للسوفييت كانت إما معلومة تافهة أو كانت معلومة الإسرائيليين كانوا متعمدين يوصلوها للسوفييت .. الشين بيت سموه (أورانج Orange) ولحد دلوقتي هم رافضين يعلنوا عن إسمه الحقيقي .. تقدر تقول إن (أورانج) أو (بوي) كان (رأفت الهجان) بتاع إسرائيل واللي كان له دور أساسي في النكسة.

مدمرة سوفيتية بتدخل ميناء بورسعيد في يوليو 1967 .. الوجود العسكري السوفيتي في مصر بعد نكسة يونيو كان بيتشاف علي إنه رسالة تهديد لإسرائيل.

يوم 1 يونيو 1967 كان تقييم KGB للوضع في الشرق الأوسط إن إسرائيل بتستعد لحرب ضد مصر وسوريا .. صحيح إن الأخبار بتقول إن العكس هو اللي صحيح وإن مصر وسوريا هم اللي بيتحركوا عشان يبدأوا هم الحرب ضد إسرائيل بس السوفييت وجهة نظرهم كانت عكس كده .. المشكلة إن القيادة السياسية السوفيتية مكنتش مقتنعة أوي برأي الKGB .. بس لإن في شغل المخابرات لازم تحاول تتأكد من صحة المعلومات اللي تحت إيدك من كذا مصدر فبداية من يوم واحد في الشهر يعني قبل 5 أيام من الحرب بدأ ضباط المخابرات السوفييت يشغلوا جواسيسهم زي ما تقول Over Time عشان يوصلوا للحقيقة .. هل صحيح إن إسرائيل هي اللي بتخطط إنها تبدأ الحرب؟ .. الإسرائيليين فكروا في حركة حلوة أوي .. إيه اللي يحصل لو ضابط المخابرات الإسرائيلي في شين بيت المسئول عن (أورانج) وكان إسمه (رويفن ميرهاف Reuven Merhav) قاله إنه يوصل للسوفييت الحقيقة .. يعني المخابرات الإسرائيلية قالتله إبعت رسالة ل(يوري كوتوف) إنك محتاج تقابله ضروري و قابله وإنت لابس زيك العسكري كضابط في جيش الإحتياط وقوله الحقيقة إن حصلت تعبئة عامة في جيش الدفاع الإسرائيلي وإن القوات الإسرائيلية جاهزة علي طول الحدود مع مصر لتوجيه ضربة جوية قاتلة وإن في حالة إن المصريين مسحبوش جيشهم من شبه جزيرة سيناء فالإسرائيليين حيضربوا الأول .. مش كده وبس .. الإسرائيليين قالوا لعميل مزدوج تاني إسمه (فيكتور جرايفيسكي Victor Grayevsky) بولندي الجنسية شغال صحفي في إسرائيل والسوفييت متخيلين إنه بيشتغل لحسابهم إنه يروح يقابل ضابط المخابرات السوفيتي المسئول عنه ويبلغه نفس الكلام.

الفكرة اللي الإسرائيليين كانوا عايزين يوصلولها إن الكلام ده يوصل لKGB واللي بدورهم يوصلوه للقيادة السياسية السوفيتية واللي أكيد حتوصله ل(جمال عبدالناصر) و(حافظ الأسد) الله يرحمهم واللي ساعتها ممكن يقولوا إن من مصلحتهم إن التوتر يخف شوية وكان ممكن نكسة يونيو دي متحصلش من أساسه .. المشكلة إن القيادة السياسية السوفيتية خدت تقرير KGB اللي بيحذر من كارثة حتحصل كمان 4 أيام وحطوه في الدرج عشان يتعمدوا إنهم يحطوا مصر وإسرائيل علي سكة الحرب .. اللي ضباط KGB الصغيرين اللي تعبوا لحد ما المعلومات دي توصل للي بيحكموا البلد مكنوش يعرفوه هو إن الكبار في مؤسسات الحكم في روسيا شغالين علي إستراتيجية كبيرة أوي إسمها الإجراءات الفعالة Active Measures فكرتها بمنتهي البساطة إن قيادة KGB مش الضباط الصغيرين عايزين يبقي للإتحاد السوفييتي نفوذ في كل حتة في العالم والنفوذ ده بيتخلق بالحرب .. إنك تنقي طرف تقوله خش في حرب مع طرف تاني وإحنا حنقف وراك بالسلاح والفلوس .. كده إنت بقي ليك نفوذ عليه وبالتالي بقي ليك نفوذ علي الشرق الأوسط .. لو مش قادر أوي تستوعب اللي بقوله حاول تغمض عينك شوية وتحط نفسك مكان قيادة KGB وفكر بمنطقهم:

مين هو أكبر عدو للإتحاد السوفيتي؟ الولايات المتحدة .. طب مين أهم حليف للولايات المتحدة في الشرق الأوسط؟ إسرائيل .. فلو إنت قدرت تضرب أمن إسرائيل فإنت بكده بتضرب أمن أميركا .. الأهم إن لما جه شهر إبريل 1967 كانت القوات المسلحة الأميريكية فعلاً محتاسة في فيتنام فالسوفييت قالوا لنفسهم إيه اللي يحصل لو خلينا إسرائيل فيتنام الثانية؟ .. ما هو لو المصريين والسوريين هاجموا إسرائيل وبقوا بيشكلوا خطر علي حياتها أميركا مش حيبقي قدامها حل غير إنها تتدخل عسكرياً وبكده القوات المسلحة الأميريكية حتحتاس أكتر .. السوفييت قالوا لنفسهم إنهم لو كذبوا علي المصريين والسوريين فبكده هم حطونا في موقف إن إحنا محتاجين سلاح سوفيتي أكتر ومستعدين ندفع من دم قلبنا أكثر وحنفضل معتمدين علي الإتحاد السوفيتي أكتر .. زي ما كده لما الديلر بتاعك كل شوية يديك صنف مخدرات أقوي عشان تفضل معتمد عليه وتديله فلوس أكتر.

الجنرال (موشيه دايان Mose Daian) في أول مؤتمر صحفي له كوزير دفاع قبل نكسة يونيو بكام يوم.

بإختصار شديد السوفييت كانوا عايزين مصر وسوريا هم اللي يضربوا إسرائيل الأول .. كده هم حيحققوا كذا حاجة مع بعض:

  • زي ما قلتلك أملهم كان إن الجيش المصري مثلاً يقدر يخش سيناء وقطاع غزة بسرعة وبكده يشكل تهديد واضح لأمن إسرائيل وساعتها أميركا مش حتلاقي حل غير إنها تتدخل عسكرياً ضد مصر وسوريا لإنقاذ إسرائيل.
  • حرب يعني سلاح يعني ذخيرة وده معناه فلوس زيادة حتخش لجيب السوفييت والأهم إن نفوذهم في الشرق الأوسط حيزيد.
  • الأهم إن (جمال عبدالناصر) عشان يشن هجوم علي إسرائيل محتاج الأول يسحب قواته من اليمن اللي أساساً وجودها في اليمن كان عامل صداع للسوفييت.
  • أخر حاجة إن حرب زي دي ممكن تجبر إسرائيل إنها توقف بناء مفاعل ديمونة النووي واللي السوفييت كانوا شايفين إن لو إسرائيل بنته وشغلته فده حيقلب موازين القوي في الشرق الأوسط والحقيقة إن السوفييت كان عندهم حق في ده.

السؤال دلوقتي لو إنت مكان السوفييت إزاي تخلي ده يحصل؟ .. الحقيقه إنهم إشتغلوا علي خطة كبيرة والخطة دي كانت بتتكون من كذا خطوة:

أول خطوة كانت لما (أنور السادات) الله يرحمه زار الإتحاد السوفيتي يوم 13 مايو 1967 يعني قبل 22 يوم من النكسة والسوفييت كذبوا عليه وقالوله قال يعني إنهم بيدوله معلومات حساسة وغاية في السرية إن الKGB عرف إن القوات المسلحة الإسرائيلية نشرت قواتها علي طول الحدود مع سوريا إستعداداً لهجوم كاسح ضد سوريا حيحصل خلال أيام .. مش كده وبس .. السوفييت قالوا ل(السادات) إن لو ده حصل فهم متوقعين إن مصر تقف جنب أختها سوريا واللي هي كمان حليف قوي للإتحاد السوفيتي .. الحقيقة كانت غير كده خالص .. الحقيقه إن تقدير المخابرات الإسرائيلية إن الوضع السياسي في سوريا كان متدهور لدرجة إن الإسرائيليين كانوا عارفين إن مستحيل سوريا تشكل تهديد علي أمن إسرائيل بوضعها الحالي .. وعلي الناحية الثانية مصر فعلياً محتاسة في اليمن .. اللي عمله السوفييت بالخطوة دي لما كذبوا علي (السادات) تقدر تقول إنهم حضروا العفريت وكانوا متخيلين إن مصلحتهم في إن العفريت يطلع بس يا عيني معرفوش وملحقوش يصرفوا العفريت قبل ما الدنيا تخرب خالص.

ثاني خطوة هي إن السوفييت إستنوا لما (السادات) رجع مصر وخلوا مكتب KGB في القاهرة يطلع نفس التحذير بإن خلال أيام إسرائيل حتشن هجوم عسكري كاسح ضد سوريا .. طبعاً المخابرات المصرية عرفت كده وقالت ل(السادات) .. (السادات) قام واخد بعضه ورايح ل(عبدالناصر) .. (عبدالناصر) أمر بإجتماع طاريء لمجلس الأمن القومي واللي نتج عنه شوية حاجات غريبة أوي .. الناس اللي كانت قاعدة كانت عارفة إن (عبدالناصر) مكنش مصدق السوفييت بس هو إتصرف علي أساس إنه مصدقهم .. ليه متفهمش؟ .. فيه ناس كانت شايفه إن (عبدالناصر) كان عارف إن السوفييت بيجروه لسكة الحرب مع إسرائيل بس هو يا عيني كان متخيل إنه حيكسب الحرب دي فمصلحة .. يعني فكر فيها كده .. مفيش تفسير لقرار (عبدالناصر) يوم 15 مايو 1967 يعني بعد يومين بس من زيارة (السادات) لموسكو بإنه ينشر قوات الجيش المصري في شبه جزيرة سيناء ويقدم طلب رسمي للأمم المتحدة إنها تسحب قوات حفظ السلام بتاعتها غير إنك يا (عبدالناصر) عارف إن السوفييت بيكدبوا عليك وعارف إنهم عايزينك تحارب إسرائيل وإن إسرائيل مش عايزه تحاربك بس إنت قلت لنفسك قشطة أنا كده كده أي حرب ضد إسرائيل أنا حكسبها فيلا بينا .. بعدها علي طول يطلع قرار بإغلاق مضيق تيران .. اللي إحنا بعنا الجزيرتين بتوعه .. وبكده هو فعلياً خنق إسرائيل من ناحية البحر الأحمر .. الإسرائيليين لو كانوا بيقولوا لنفسهم إن (عبدالناصر) لما دخل سيناء كان بيهوش بس لكن لما قفل مضيق تيران فهو كده جاي يتعارك فعلاً.

ثالث خطوة إن السوفييت وقفوا ورا (عبدالناصر) في القرارين دول اللي هم طلب سحب قوات الأمم المتحدة وإغلاق مضيق تيران .. رأي السوفييت كان إن الإسرائيليين مستحيل يضربوا الأول .. هم كانوا شايفين إن حتي لو الإسرائيليين عايزين يضربوا الأول فالأمريكان حيمنعوهم .. فضل السوفييت يعدوا الأيام لحد ما يسمعوا خبر إن القوات المصرية بدأت هجومها علي إسرائيل.

(جمال عبدالناصر) كان متخيل إن بدعم الإتحاد السوفيتي فهو يقدر يكسب أي حرب يدخلها ضد إسرائيل.

في إسرائيل الوضع كان مختلف .. هم دلوقتي بقوا متؤكدين إن (عبدالناصر) عايز يحارب وبقي معندهمش أي حل غير إنهم يضربوا الأول بيسموا ده ضربة إستباقية Pre-emptive Strike .. قيادة القوات المسلحة الإسرائيلية كان عندها ثقة مطلقة في قدرتهم علي النصر لو هم بدأوا الضربة الأول وفضلت القيادة العسكرية الإسرائيلية تضغط علي رئيس الوزراء (ليفي أشكول Levi Eshkol) عشان يديهم موافقته .. (ليفي أشكول) كان عايز يتفادي الحرب دي بأي ثمن لدرجة إنه أمر الشين بيت زي ما قلتلك في بداية المقالة إنهم يقولوا لكل Double Agents بتوعهم إنهم يوصلوا للسوفييت إنهم حيضربوا فعلاً علي أمل إن التهديد ده يخلي الوضع يهدأ شوية .. ده حتي إنه قبل الحرب بكام يوم إتصل بالسفير السوفيتي في تل أبيب (سيرجي تشوفاخين Sergei Chuvakhin) عشان يعرض عليه يوديه لحد الجبهة السورية عشان يشوف بنفسه إن الإسرائيليين مش بيهزروا وإنهم جاهزين للحرب .. بس سواء الإسرائيليين أو المصرييين أو حتي الأمريكان مكانوش عارفين إن السوفييت هم اللي عايزين الحرب تقوم.

متفهمش هل السوفييت خافوا فجأة أو حسوا إنهم بيلعبوا بالنار أو إن ده كان جزء من إستراتيجيتهم عشان محدش يلومهم بعد كده بس اللي حصل إن قبل الحرب بكام يوم برده زعيم الإتحاد السوفيتي وقتها (أليكسي كوسيجين Alexei Kosygin) بعت رسالتين سريتين .. الأولي بعتها للرئيس الأميريكي وقتها (ليندون جونسون Lyndon Johnson) عشان يقوله يحذر الإسرائيليين إنهم يضربوا الأول .. الرسالة الثانية بعتها ل(عبدالناصر) بيحذره برده إنه يضرب الأول .. تحس إن السوفييت عملوا في الموقف ده زي الشيطان .. هم وسوسوا ل(عبدالناصر) إنه يروح يحارب الإسرائيليين وقبل الحرب ما تحصل قالوله بس إفتكر إني قلتلك بلاش .. بس يا عيني وهم بيقولوا بلاش محدش منهم قاله إنت لازم تسحب قواتك من سيناء .. السوفيت مقالوش ل(عبدالناصر) إحنا كنا بنضحك عليك لما قلنالك الإسرائيليين حيهاجموا سوريا .. السوفييت كان عندهم يقين إن لو الحرب قامت فالحرب حتنتهي خلال إسبوعين بالكتير وإسرائيل حتخسرها .. من المواقف الغريبة أوي برده إن قبل الحرب علي طول الإتحاد السوفيتي وافق علي صفقة بيع مقاتلات MiG-21 لمصر وطيارين سوفييت هم اللي طاروا بالمقاتلات دي لحد ما وصلوها لمصر وهم طايرين تعمدوا إنهم يطيروا فوق مفاعل ديمونة في صحراء النقب وده كان إستفزاز واضح للإسرائيليين.

يوم واحد يونيو حصل إجتماع في العاصمة الأميريكية واشنطن بين وزير الدفاع الأميريكي (روبيرت ماكنمارا Robert McNamara) وبين رئيس المخابرات العامة الإسرائيلية الموساد Mossad وقتها (مائير أميت Meir Amit) .. الإجتماع ده إتعمل لإن الأمريكان إقتنعوا إن دماغ (عبدالناصر) ناشفة وإن مبقاش عندهم حل لإقناعه بإنه يفتح مضيق تيران .. في الإجتماع ده (روبيرت ماكنمارا) قال ل(مائير أميت) نصاً: “أنا فاهمك كويس أوي .. روح بلدك أيها الشاب لإن بلدك محتاجاك دلوقتي” .. (مائير أميت) ترجم الكلام ده علي إنه موافقة من الأمريكان بإن إسرائيل تضرب الأول .. وفعلاً الضربة جت بعدها ب4 أيام.

إستراتيجية Active Measures اللي إشتغلت بيها KGB فرقعت في وشهم .. إسرائيل كسبت الحرب .. حلفاءهم مصر وسوريا خسروا .. وكل ده في 6 أيام .. الأهم إن بقي قدام العالم السلاح الأميريكي اللي إسرائيل إعتمدت عليه أثبت إنه أكثر قوة من السلاح السوفيتي .. يعني حتي مبيعات السلاح اللي كانوا عايزينها راحت منهم .. يوم 10 يونيو يعني بعد الحرب ب5 أيام الإتحاد السوفيتي قطع علاقاته الدبلوماسية مع إسرائيل وبعدها بإسبوع وصلت سفينة سوفيتية لميناء حيفا نقلت كل أفراد البعثة الدبلوماسية السوفيتية بورقهم بحاجتهم وقفلوا مبني السفارة والقنصلية ومشيوا .. بعدها علي طول عناصر شين بيت إقتحمت مقر السفارة ولقوه فاضي خالص.

أهمية الكلام ده إن ضباط KGB الصغيرين اللي شافوا ده بيحصل قدامهم وشافوا الطريقة اللي قيادة KGB بتدير بيها الجهاز وكبروا علي نفس الطريقة لحد ما دلوقتي بقوا هم اللي بيحكموا روسيا .. (فلاديمير بوتين) كان ضابط KGB صغير في نفس التوقيت وإتربي علي الفكر ده وشاف إزاي إن قيادة الKGB بتتعامل مع الشرق الأوسط علي إنه شوية عرايس هم بيحركوها من بعيد .. ده يفسرلك هو ليه (فلاديمير بوتين) واقف في صف (بشار الأسد) .. مش لإنه بيحبه ولا لإنه شايف إنه واقف ورا حليف إستراتيجي لروسيا .. هو بس شايف إن ده بيخلي روسيا ليها رأي ودور في لعبة العرايس اللي بتتلعب في الشرق الأوسط .. إستراتيجية Active Measures اللي السوفييت إشتغلوا بيها مماتتش بموت الإتحاد السوفيتي لإن اللي بيحكم روسيا دلوقتي زمان كانوا ضباط سوفييت صغيرين في السن وإشتغلوا بنفس الإستراتيجية دي ومقتنعين إنها صح وحيفضلوا مقتنعين إنها صح .. يمكن الفرق بين KGB زمان و KGB دلوقتي هو إن دلوقتي هم فهموا اللعبة أكتر وإتعلموا من أخطاءهم زمان.

المصدر:

مهندس ميكانيكا بحب الصحافه و الكتابه .. مؤمن بان من حق كل بني ادم انه يعرف الحقيقه ورا الخبر .. رسالتي انك تفهم حقيقه اللي بيحصل عشان لما تقرر رايك تكون فاهم انت بتقرر علي اي اساس

اترك تعليق

بريدك الالكتروني لن ينشر. يجب ملئ الخانات بعلامة *

من فضلك ادخل التعليق!

من فضلك ادخل الأسم!

من فضلك ادخل البريد الالكتروني!من فضلك ادخل بريد الكتروني صحيح!