تابعونا

الطريق الشمسي .. الفرنساويين ملهمش غير في الكرواسون.

الغلطة الأولانية إن المهندسين وهم بيصمموا الطريق نسيوا يحطوا في اعتبارهم ورق الشجر وورق الزرع اللي بيموت وبيطير ويقع علي الطريق وبالتالي كم الإشعاع الشمسي اللي بيوصل للخلايا الشمسيه بيقل.

17 أكتوبر، 2019 965

في ديسمبر 2016 أي مهندس عدي عليه أي حاجة ليها علاقة بالطاقة المتجددة أو Renewable Energy كان جايله صداع من كتر العظمة بتاعة أول طريق سريع متغطي بالخلايا الشمسية في فرنسا .. لو إنت مش مستوعب لسه اللي أنا لسه كاتبه ده فالموضوع ببساطة إن شركة فرنسية اسمها كولاس Colas اختارت مدينة صغيرة اسمها توروفر Tourouvre ونقوا الطريق السريع اللي بيوصل للمدينة دي واختاروا منه كليومتر عشان فوق طبقه الأسفلت علي الطريق يحطوا طبقة خلايا شمسية مساحتها الإجمالية 3000 متر مربع بتكلفة إجمالية 5.2 مليون دولار وسموا الطريق ده وات-واي Wattway .. الفكرة إن أشعة الشمس اللي بتنزل علي الأسفلت طول اليوم هي اللي توفر الكهرباء للكشافات علي الطريق عشان تنوره بليل والعربيات ماشيه .. مش قلتلك فكرة تجيب صداع من كتر العظمة .. المشكلة إن في شهر يوليو 2019 جرنان فرنساوي اسمه Le Monde نشر تقرير كتبته مجلة هندسية اسمها Global Construction Review إن الطريق فعلياً بقي مينفعش يتمشي عليها بالعربيات بسبب الشروخ اللي ملت الخلايا الشمسية وإن لازم قبل سنة 2019 ما تخلص الخلايا دي تتشال .. ببساطة أوي التقرير قال إن المشروع ده عبارة عن هبداية عابره للقارات .. السؤال دلوقتي: ليه؟

المشكلة كلها في غلطة في الحسابات  .. الحقيقة هي غلطتين .. الغلطة الأولانية إن المهندسين وهم بيصمموا الطريق نسيوا يحطوا في إعتبارهم ورق الشجر وورق الزرع اللي بيموت وبيطير ويقع علي الطريق وبالتالي كم الإشعاع الشمسي اللي بيوصل للخلايا الشمسية بيقل .. الغلطة دي خلت إن حتي في عز أيام الصيف الخلايا الشمسية مكنتش بتولد حتي 50% من كمية الكهرباء اللي اتصممت علي إنها تديها .. الغلطة الثانية هي إختيار الطريق نفسه .. البلدة اللي الفرنسيين اختاروها موجودة في إقليم نورماندي وده حتة فوق خالص في فرنسا تقدر تسميها الساحل الشمالي بتاع فرنسا يدوبك ساعة بالعربية من مدينة كان .. بس إذا كان الساحل الشمالي عندنا في مصر لو قعدت علي البحر فإنت حتتسوي ولو اتسبت من غير كريم شمس حتتحرق ولا حتة هامبرجر اتسابت علي الفحم زيادة عن اللزوم فالساحل الشمالي بتاع فرنسا مبيشوفش الشمس غير 44 يوم في السنة .. زود علي كده إن العواصف الرعدية كانت زي ما تكون مستقصده الطريق وكل يومين ينزل البرق علي الخلايا الشمسية يكسرها .. الغلطتين دول اترجموا إن الطريق بعد ما كان متخططله إنه يدي 150,000 كيلووات في الساعة سنوياً ودي كمية كهرباء تكفي مستريح إنها توفر الإضاءة ل5,000 بني أدم إذا بالطريق بالعافية بيطلع 80,000 كيلووات في الساعة سنة 2018 وفي يوليو 2019 الرقم ده إتخسف به الأرض ل40,000 كيلووات في الساعة.

فيه غلطات تانية في التنفيذ لإن المفروض إن الخلايا الشمسية دي اتركبت فوق الأسفلت وعشان تستحمل وزن العربيات والترلات فهم قالوا إنهم حيغطوا الخلايا الشمسية دي بطبقة من مادة اسمها Resin أو الراتنج ودي مادة صلبة مستخلصة من زيوت النباتات بحيث إن الطبقة دي جواها شرايح من السليكون .. بس في مايو 2018 فيه 90 متر من أصل كيلومتر من الطريق ده إضطروا إنهم يشيلوا الخلايا الشمسية منه خالص بعد ما اتكسرت ومبقتش تنفع تتصلح.

المصدر:

مهندس ميكانيكا بحب الصحافه و الكتابه .. مؤمن بان من حق كل بني ادم انه يعرف الحقيقه ورا الخبر .. رسالتي انك تفهم حقيقه اللي بيحصل عشان لما تقرر رايك تكون فاهم انت بتقرر علي اي اساس

اترك تعليق

بريدك الالكتروني لن ينشر. يجب ملئ الخانات بعلامة *

من فضلك ادخل التعليق!

من فضلك ادخل الأسم!

من فضلك ادخل البريد الالكتروني!من فضلك ادخل بريد الكتروني صحيح!