فيه ناس من اللي قارية شوية في اللي بيحصل في أفريقيا بتلاقيهم مستغربين أوي من اللي بتعمله فرنسا .. فرنسا قدام الناس بلد ديموقراطية علمانية دايماً يتكلموا عن حقوق الإنسان و إنهم ماشيين يطبطبوا علي الخلق و حاجة قمة في الكيوتنيس و البوليتيكال كوريكتنيس .. تيجي تشوف اللي بتعمله فرنسا في أفريقيا تحسك قدام شخصية دارث فيدر Darth Vader بتاع سلسلة Star Wars اللي هو حاجة قمة في الإفترا .. قدام الناس فرنسا سابت مستعمراتها في أفريقيا بقالها أكتر من 60 سنة .. بس في الواقع فرنسا إتدخلت عسكرياً في أفريقيا من سنة 1960 لحد دلوقتي أكتر من 50 مرة .. حاجة تحير انا عارف .. عشان تفهم هي فرنسا بتهبب إيه بالضبط في أفريقيا؟ و إيه هي دماغهم تعالي ناخد مثال و نشرحة و المثال ده هو تشاد.
تشاد دوله أفريقية زي ما الكتاب بيقول .. دولة عاشت سنين تحت الإستعمار .. بلد فيها ثروات و خير بس شعبها فقير .. بلد لسنين من بعد إستقلالها و هي بيحكمها ديكتاتور معندوش يا أما إرحميني .. المفروض إن علي حسب الشعارات اللي بترفعها فرنسا إنها بتقف جنب تشاد عشان واحدة واحدة تاخد من إيديها لسكه الديموقراطية و الحكم الرشيد .. في الواقع بقي فرنسا تدخلت عسكرياً في تشاد مرة في الستينات و مرة في السبعينات و مرة في الثمانينات عشان تسند الديكتاتور اللي كان بيحكم تشاد .. اه والله ده حصل .. سنة 1986 فرنسا إتدخلت في تشاد تحت إسم عملية إبيرفير Operation Epervier عشان تقف في ظهر الديكتاتور (حسين حبري) ضد الغزو الليبي لبلده و التمرد المفتوح اللي قامت بيه مليشيات مدعومة من ليبيا .. من 1986 و الفرنساويين قاعدين في تشاد علي حس عملية إبيرفير دي.
يروح (حسين حبري) و يجي وراه ديكتاتور تاني اللي هو (إدريس ديبي) و اللي برده كان مفتري لدرجة إن حصل ضده تمرد مفتوح مرة سنة 2006 و مرة سنة 2008 .. التمرد بتاع 2008 ده الثوار كانوا حاصروا العاصمة إندجامينا و في المرتين الفرنساويين برده وقفوا في ظهر الديكتاتور .. و أيوه عملية إبيرفير ولا كأنها فامباير مش بيموت فضلت مكملة لحد سنة 2014 .. لا متلغتش لو ده اللي انت فكرت فيه .. الفرنساويين جوزوها لعملية شبهها برده في مالي إسمها سيرفال Operation Serval و العمليتين إتسموا بإسم جديد لانج اللي هو عملية بارخان Operation Barkhane .. اه نسيت أقولك .. سنة 2016 (حسين حبري) أدين بإرتكاب جرايم ضد الإنسانية عملها في شعبه.
أظن السؤال المهم دلوقتي هو ليه؟ .. ليه فرنسا بتقف في ظهر الديكتاتوريين الأفارقة ضد شعوبهم؟ .. ليه قدام الناس بتقولوا علي نفسكوا حماة الديموقراطية و الحرية و المساواة و أنتوا مستخسرين نفس المباديء دي في الشعوب الأفريقية؟ .. فيه ناس رأيها إن اللعبة لعبة مصالح .. فيه ناس رأيها إن اللعبة هي لعبة سياسة .. في تقديري الشخصي هي إنك لو فكرت فيها شوية فالفرنساويين بيفكروا بنفس المبدأ بتاع اللواء (عمر سليمان) الله يرحمة لما قال إيجيشبين بيبول أر نوت ريدي فور ديموكراسي .. ده حقيقي .. الفرنساويين مقتنعين بإن الأفارقة مينفعش معاهم ديموقراطية .. هم شايفين إن الشعوب الأفريقية مينفعش معاها فكرة التعددية الحزبية و إن يبقي فيه إنتخابات حرة نزيهة .. ليه؟ .. لو سألت الفرنساويين حيقولولك أصل كل ما تتعمل إنتخابات و حد يخسر يقولك دي إنتخابات مزورة و تولع الحرب الأهلية بس المشكلة فعلاً و اللي الفرنساويين خايفين منه إن لو الدول الأفريقية حكمها ناس عايزة مصالح بلدهم فأول حاجة حيعملوها هي إنهم يقولوا للفرنساويين يلا ياض منك له بره البلد روحوا كلوا كرواسون في بلدكوا .. ده اللي مش عايزاه فرنسا .. عشان كده هي بتقف في ظهر ناس ولاد كلب .. تدري ليش؟ .. عشان هم ولاد ستين كلب.
المصادر:
مقالة بعنوان The flawed logic behind French military interventions in Africa نشرت في مجلة The Conversation و ده لينك المقالة الأصلية:
https://theconversation.com/the-flawed-logic-behind-french-military-interventions-in-africa-132528
