الفلوس بوظت كرة القدم .. دي جملة أي حد بيتابع ماتشات كرة القدم عارفها كويس و شافها بعنيه .. كلنا شفنا إزاي فلوس الملياردير الروسي (رومان إبراموفيتش Roman Ibramovic) نقلت نادي تشيلسي الإنجليزي من نادي مش عارف يضمن مكانه في الدوري لنادي بقي بيتحسب ضمن ال6 أندية الكبار في إنجلترا .. كلنا شفنا فلوس الشيخ (منصور بن زايد أل ناهيان) و هي بتحول نادي مانشستر سيتي الإنجليزي برده من نادي عايش في مزبلة التاريخ لواحد من أقوي الأندية مش بس في إنجلترا إنما في العالم كله .. و كلنا برده شفنا فلوس (ناصر الخليفي) رئيس مجموعة قطر للإستثمارات الرياضية Qatar Sports Investments و هي بتبعزق فلوسها علي نادي باريس سانجيرمان .. تقريباً كل دوريات أوروبا فيها علي الأقل نادي مملوك لحد معاه فلوس و مقضيها إفساد في كرة القدم .. إلا الدوري الألماني و حنعرف النهارده ليه ألمانيا هي البلد الوحيدة اللي محصلش فيها إن حد معاه فلوس عرف يشتري نادي؟ و ليه الوضع ده ممكن يتغير قريب أوي؟
الأندية الألمانية بتتميز الحقيقة عن باقي أندية العالم إن صنع القرار فيها بيبقي في إيد الجمعية العمومية اللي هي أساساً بتتشكل من الجماهير و أعضاء النادي اللي بيصرفوا علي النادي من جيوبهم و من فلوس إشتراكاتهم السنوية .. الفكرة دي الألمان مسميينها قاعدة ال50+1 و هي إتسمت كده عشان هي بتضمن إن دايماً أعضاء الجمعية العمومية بيبقي في إيدهم أكثر من 50% من أصوات أي إنتخابات أو قرار متعلق بفريق كرة القدم بتاع النادي .. الوضع ده فضل مستمر لحد ما جت شركة ريد بول Red Bull GmbH اللي بتعمل مشروب الطاقة ريد بول لو تعرفها و اللي بيملكها ملياردير إسمه (ديتريش ماتشيتز Dietrich Mateschitz) و زي ما بنقول كده ضرب إتحاد الكرة الألماني علي قفاه .. الرجل ده إشتري نادي صغير في شرق ألمانيا و لإن اللوائح بتاعة إتحاد الكورة هناك بتقول إن مينفعش نادي يشيل إسم شركة يعني مينفعش يبقي عندهم نادي إسمه بترول أسيوط أو إنبي زي عندنا فالرجل تحايل علي القاعدة و غير إسم النادي و خلاه نادي أر بي لايبزج RB Leibzig.
هو كان عايز يسميه Red Bull Leibzig بس هو خد أول حرفين بس .. مش كده وبس .. هو تحايل علي قاعدة ال50+1 و عين هو جمعية عمومية من أهله و صحابه و اللي شغالين معاه ودلوقتي النادي بقي واحد من أقوي أندية ألمانيا .. لإنه إشتري النادي و غير إسمه فالنادي بدأ رحلته من دوري الدرجة الثالثة في ألمانيا و فضل يتأهل من الدرجة الثالثة للثانية للدوري الممتاز .. و في أول موسم ليهم في الدوري الألماني الممتاز أو اللي بيتسمي بونديزليجا Bundesliga و الكلام ده كان السنة اللي فاتت قدر إنه يتأهل لبطولة Champions League .. مش بس (ديتريش ماتشيتز) اللي هو أبو العريف اللي عرف إزاي يتحايل علي قاعدة ال50+1 .. عندك واحد زي (ديتمار هوب Dietmar Hopp) مؤسس شركة SAP لبرامج الكومبيوتر اللي برده عمل نفس الحركة و سيطر علي نادي هوفينهايم و حوله برده من نادي كان عايش قعر الكنيف لنادي هو كمان من ضمن الأندية اللي بتمثل ألمانيا في بطولة Champions League.
الكلام دلوقتي علي إن أندية كرة القدم في ألمانيا بتفكر تغير في اللوايح بتاعتها عشان تسمح لأي حد معاه فلوس إنه يجي يشتري حصة محترمة من أسهم أي نادي هو عايزه وي تحكم هو في مجلس الإدارة بحيث يقدر يضخ فلوس في ميزانية النادي عشان يبقي عنده القدرة إنه ينافس الأندية الأوروبية اللي مسيطرة علي كل حاجة بفلوسها زي مانشستر سيتي أو تشيلسي أو باريس سانجيرمان .. اللي عايزك تعرفه إن ببطء البساط بيبدأ يتسحب من تحت إيد الجماهير .. زي ما هو باين من الرسم البياني اللي فيه مربعات سودا و حمرا و رمادي ده و خليك معايا وانا بحاول أشرحه ليك:
الدوري الألماني الممتاز اللي إسمه بونديزليجا Bundesliga و دوري الدرجة الثانية اللي إسمه Bundesliga 2 فيهم مع بعض 36 نادي يعني كل دوري فيه 18 نادي .. المهم إن سنة 2009 إتعمل تصويت بين ال36 نادي علي مين فيهم موافق علي إعادة صياغة قاعدة ال50+1 عشان يسمحوا للأندية إن يجي ناس معاهم فلوس يشتروا حصة أكبر من 50% من أسهمها و في التصويت ده فيه نادي واحد بس من ال36 وافق يعني 35 نادي أصروا علي بقاء القاعدة زي ما هي .. في شهر مارس اللي فات إتعمل تصويت تاني و بعد 9 سنين من التصويت الأول اللي كان موافق فيه نادي واحد التصويت الثاني وافق فيه 20 نادي و رفض 16 نادي .. اللايحة بتقول إن عشان قاعدة ال50+1 تتعدل لازم تلتين الأندية توافق يعني انت محتاج 24 نادي يوافقوا في التصويت الجاي بس زي ما انت شايف الموضوع قرب أوي .. الرسم البياني بيوريك مين اللي وافق و مين اللي موافقش في التصويت الأخير و زي ما انت شايف أكتر اصوات المعارضة جت من دوري الدرجة الثانية.
انا أقدر أفهم أوي إن أكبر تيار بيعارض الخطوة دي هم الFans أو جماهير الأندية اللي هم الحقيقة عندهم مشكلتين:
- أول مشكلة إن جري العرف إن أول ما نادي أوروبي يشتريه ثري عربي أول خطوة يعملها إنه يعلي ثمن التذاكر عشان يبدأ يعوض شوية من الفلوس اللي هو دفعها فالجماهير مش عايزه ده يحصل أو خايفة ده يحصل .. سميهم أنانيين براحتك بس الناس دي بتضبط ميزانية بيوتها و مرتباتها عشان توفر شوية فلوس كل شهر يكفوا تذاكر الماتشات فده أقل حقوقهم إن يبقي أي حد قادر مادياً إنه يحضر ماتشات الفرقة اللي بيشجعها .. طبعاً الكلام ده مش لينا هنا في الإيجيبشن بريميير ليج.
- ثاني مشكلة إن لسنين و سنين الجمعيات العمومية اللي بيتحكم فيها الجماهير كانت هي صانعة القرار و في إيدها السلطة فصعب عليها أوي بعد السنين دي كلها إن يتسحب منها السلطة دي .. نقطة تانية بتقولها الجماهير بتاعة الأندية الألمانية إن الفلوس مش بتشتري النجاح .. عندك نادي إيه سي ميلان الإيطالي كمثال علي إن فلوس الأجانب مش بتنقذ النادي .. اللي بينقذ النادي هو حسن الإدارة و أكبر دليل علي كده هو نادي بايرن ميونيخ .. الفكرة إن مش بس بايرن ميونيخ كل سنة بيكون حاجز مكانه في Semi-Final بطولة Champions League قد ما الفكرة كمان إنه وفق تصنيف مؤسسه ديلوييت Deloitte فهو رابع أغني نادي في العالم .. سبب ثروة بايرن ميونيخ مش إنه مملوك لثري عربي أو إنه مدعوم بفلوس ملياردير روسي قد ما مجلس إدارته عارف يدير النادي و عامل صفقات رعاية محترمة مع 3 شركات تقيلة هي Adidas AG و Audi AG و Allianz AG و كل شركة فيهم بتحط فلوس بتقدر ب8.3% من ميزانية النادي.
أغلب الأهلاوية بالذات حتلاقيهم حافظين نفس الإسطوانة بتاعة مشجعي بايرن ميونيخ و اللي بيسمعوها كل ما يتقال إتهام إن سواء النادي الأهلي أو نادي بايرن ميونيخ في ألمانيا متحكمين في كل شيء و مش سامحين لأي حد إنه ينافسهم .. هم شايفين و ده كلام هما الي حد كبير عندهم حق فيه إن الإدارة الناجحة بتاعة النادي هي اللي مخليه الناديين مسيطرين و محدش عارف ياخد منهم لا حق ولا باطل في البطولات المحلية .. ختام الإسطوانة إن يا شوية فشلة خلي عندكوا الطموح و أنتوا تقدروا تنافسوا و الحقيقة ان تقريباً الكلمتين دول هم اللي بيخلوا مشجعي الفرقتين يعرفوا يناموا بليل و ضميرهم مستريح بس فيه نقطة مهم تتقال عشان تنسف الرأي ده خالص خصوصاً للناس اللي بتشجع بايرن ميونيخ.
وفق تصنيف مؤسسة Deloitte لأغني 20 نادي في العالم تلاقي إن فيهم 3 أندية بس ألمان اللي هم بايرن ميونيخ و بروسيا دورتموند و شالكة في مقابل 10 أندية إنجليز .. ده بيخلي فرصة الأندية الألمانية في المنافسة علي البطولات الأوروبية شبه مستحيلة لإن صحيح مش كل الأندية الإنجليزية مملوكة لناس معاها فلوس بس صفقة بث الماتشات بتاعة الدوري الإنجليزي بتدخل للأندية الإنجليزية 3.6 مليار دولار سنوياً بتتوزع عليهم بالتساوي و ده بيخلي حتي الأندية الصغيرة معاها فلوس تصرفها أكتر من أندية ألمانية تقيلة .. نادي زي إيفرتون الإنجليزي اللي طول عمله عايش في ظل ليفربول بقاله سنتين قدرته المالية أضعاف قدرة نادي ألماني عريق زي بروسيا دورتموند.
هل جه الوقت إن الألمان يسمحوا للإستثمارات الخارجية إنها تخش لمجال كرة القدم عندهم؟ علي فكرة الألمان جربوا قبل كده فكرة أندية الشركات بإنهم حاطين في اللايحة إن لو شركة ما فضلت ترعي نادي ما لمدة عدت ال20 سنة فالشركة تقدر تسمي النادي علي إسمها .. ده حصل فعلاً مع ناديين اللي هم نادي وولفسبورج و ده بترعاه شركة Volkswagen AG و نادي باير ليفركوزن اللي بترعاه شركة Bayer AG بتاعة الأدوية .. قدام الإعلام بتلاقي إن إدارة بايرن ميونيخ بتقول يا ريت يلغوا لايحة ال50+1 قال يعني هم زهقوا من قلة المنافسة بس هل فعلاً اليوم ده قرب؟ .. الله أعلم.
مقالة بعنوان The billionaires are coming for German soccer يعني المليارديرات جايين لكرة القدم الألمانية نشرت في مجلة Bloomberg وده لينك المقالة الأصلية: