لينك التسجيل الصوتي للجزء الثاني للمقالة علي Sound Cloud:
https://soundcloud.com/user-112011687-312727988/ayeoln3evrvw
مشكله انك تتكلم عن الفتح الاسلامي للعراق اللي كانت تحت حكم الدوله الساسانيه (اللي انت تقدر تقول عليهم الفرس ومش حتبقي غلطان) و كمان تتكلم عن الفتح الاسلامي لسوريا اللي كانت تحت حكم الدوله البيزنطيه (اللي انت برده تقدر تقول عليهم الروم ومش حتبقي غلطان) هي انك فعليا متقدرش تفصل الاتنين عن بعض .. خليني ابسطهالك .. حاول تتخيل ان المسلمين كانوا شبه اي فرقه كوره في اوروبا زي ليفربول مثلا و بيلعبوا في الدوري الانجليزي (اللي هي العراق) و كمان بيلعبوا في Champions League (اللي هي سوريا) و انت عايز تكسب البطولتين وعشان كده انت لازم تقسم مجهودك و وقتك صح عشان متركزش في واحده علي حساب الثانيه .. عارف انه تبسيط اوفر بس حيفيد انك تخليه في دماغك طول ما احنا بنتكلم واللي عشان الكلام يبقي متسلسل و مترتب حخليه ماشي بترتيب الاحداث .. مين حصل امتي و ازاي .. الحقيقه ان اذا كانت مثلا معركه اليرموك حصلت سنه 636 فخليني اقولك ان بدايه حكايه المعركه دي بدات سنه 602 .. فتاني خليني من غير حلفان اؤكدلك ان فعلا الحكايه معقده و تفاصيلها كتير و داخلها في بعضها زي الهيدفون بتاعتك بس خلينا مع بعض واحده واحده نفهم هو مين حصل امتي و ازاي.
الحكايه بدات بالحرب بين الفرس و الروم من سنه 602 لحد سنه 628:
كان يا مكان الشرق الاوسط كان فيه دولتين كبار اوي اللي هم الدوله البيزنطيه اللي هي تبقي الفرع الشرقي للامبراطوريه الرومانيه و الدوله الساسانيه اللي هي العيله اللي بتحكم الامبراطوريه الفارسيه وقتها .. باختصار شديد عشان ابسطهالك حاول تتخيل ان تركيا و ايران (بس لا الاتراك ولا الايرانيين في قصتنا دي اسلموا لسه خلي بالك) هم كانوا اكبر دولتين في الشرق الاوسط و الاتنين مسكوا في خناق بعض .. الحرب دي بدات سنه 602 و خلصت سنه 628 و صدقني لو قلتلك ان دلوقتي لا هو الوقت ولا المكان اللي يسمح اني احكيلك سبب الحرب اللي قعدت 26 سنه دي بس اللي اقدر اقوله ليك عن الحرب دي هي خلصت علي ايه .. هي فعليا خلصت علي مفيش .. لا البيزنطيين خدوا اللي هم عايزينه من الفرس ولا الفرس خدوا اللي هم عايزينه من البيزنطيين .. حرب استمرت 26 سنه و معملتش حاجه غير انها فشخت اقتصاد الدولتين وهي دي النقطه .. الفلوس .. الدولتين وصلوا لمرحله انها بقوا اضعف من انهم يخشوا في اي حرب جديده وهنا يجي دور الاسلام.
الحرب بين الفرس و الروم خلصت سنه 628 و الرسول (عليه الصلاه و السلام) سنه 630 كان قدر يضم اغلب شبه الجزيره العربيه لدولته و توفي سنه 632 .. بعد وفاه النبي زي ما احنا عارفين مسك وراه اول الخلفاء الراشدين (ابوبكر الصديق) رضي الله عنه واللي لسه بيقول يا رحمن يا رحيم قامت ثوره ضده اللي انت عارفها باسم حروب الرده و اتسمت بكده عشان كتير من القبائل اللي كانت دخلت الاسلام و اقسمت بولاءها للنبي خرجت او ارتدت عن الاسلام و اعلنت ثورتها علي (ابوبكر الصديق) .. حرب الرده مقعدتش كتير و يدوبك في فبراير سنه 633 كان (ابوبكر الصديق) عرف تاني يرجع شبه الجزيره العربيه لحكمه وهنا بدا (ابوبكر الصديق) يفكر في التوسع .. انا ممكن من دلوقتي لحد السنه الجايه اتكلم معاك في مبررات القرار ده و برده مش حنوصل لحاجه فخليني اوفر عليك و عليا المجهود و احكيلك ايه اللي حصل احسن .. (ابوبكر الصديق) لما جه يفكر في التوسع كان بيفكر في انه يضم المناطق اللي جوه شبه الجزيره العربيه بس اللي كانت يا اما تحت سيطره الفروس يا تحت سيطره الروم .. فعليا (ابوبكر) بدا يشتغل علي الجبهتين في وقت واحد تقريبا اللي هو سنه 633 ولان الاحداث بدات مع بعضها فخليني اقسم كلامي الاول عن الجبهه الفارسيه و افضل اتكلم عنها لحد اللحظه اللي (ابوبكر) عمل Hold او وقف شغله في الجبهه الفارسيه لانه لقي انه محتاج يركز شويه علي جبهه الروم .. زي ما قلتلك انت حاول تتخيل انك قصاد فرقه ليفربول و بتلعب علي الدوري و Champions League .. وهنا يجي الكلام عن اهم بني ادم في الحكايه دي كلها .. (خالد بن الوليد) رضي الله عنه.
ابريل 633 .. بدايه الفتح الاسلامي علي الجبهه الفارسيه:
في ابريل 633 (خالد بن الوليد) خد جيش من 18,000 مقاتل و بدا يتحرك للمنطقه اللي انت دلوقتي عارفها باسم الكويت .. زي ما انت شايف احنا لسه جوه شبه الجزيره العربيه .. الحاكم الفارسي للمنطقه كان اسمه (هورموزد جادويه) وكان تحت ايده 20,000 مقاتل ولما عرف ان فيه جيش جاي عليه قرر انه يتحرك بقواته عشان يقابلهم عند منطقه الخزمه .. هنا انت محتاج تفهم حاجه عن (خالد) .. هو من اكتر الناس اللي بيعرف كويس اوي يحط نفسه في مكان اللي قدامه .. بيعرف يفكر كانه قائد العدو و بالتالي بيقرر يتصرف عشان يفاجيء اللي قدامه بحاجه مكنش متوقعها .. (خالد) قرر انه ياخد جيشه اللي اغلبه فرسان و يجري علي مدينه الحفير اللي جنب الخزمه .. الجيش الفارسي لما عرف قرر انه هو كمان يجري علي الحفير .. وهو في نص السكه (خالد) رجع في كلامه و راح يجري علي الخزمه .. تاني (هورموزد) لقي نفسه مضطر يجري بجيشه تاني علي الخزمه .. كل الجري ده ارهق الجيش الفارسي اللي دلوقتي حتفهم هو (خالد) قعد يجري بيهم زي ما يكون بيلعب استغمايه ليه .. اذا كان جيش المسلمين فيه مقاتلين جايين بارادتهم الحره اللي برده ايا كان انت شايفه جيش فتح او جيش احتلال مش حتفرق معايا كتير .. اللي يفرق معايا ان محدش اجبر الفرسان او الجنود دول انهم يشاركوا في الحرب .. هم جايين من نفسهم .. علي الناحيه الثانيه جيش الفرس كان اغلبه عبيد ولانهم عبيد فطبيعي يعني مش حتديهم حصنه عشان يبقوا فرسان .. العبيد بيكونوا مشاه و اللي طبيعي برده ان الجري كتير يكون فشخهم .. لما جه الوقت ان الجيشين يقفوا قصاد بعض فالمعركه بدات بمبارزه بين القائدين .. (خالد) ضد (هورموزد) واللي اتقتل فيها (هورموزد) وده لوحده فشخ الروح المعنويه لرجالته .. (خالد) امر بالهجوم .. هنا تبان دماغ (خالد) عامله ازاي .. المشاه بتوع جيش الفرس عشان عبيد فالقاده بتوعهم كتفوهم ببعض بسلاسل عشان ميهربوش وعشان كده المعركه دي حتتعرف باسم معركه السلاسل Battle of Chains .. زي ما قلتلك كتر الجري كان خلي الفرس يتعبوا و سلاح الخياله بتاعهم مستحملش و هرب .. لان المشاه متكتفين بسلاسل مع بعض و مش عارفين يهربوا فبعد هروب الخياله بتوع الفرس فالخياله بتوعنا حاصروهم و اغلبهم اتقتل.
لسه (خالد) حيقول هييييه اول هزيمه للفرس لقي ان فيه مصيبه جياله في السكه .. في اواخر ابريل كان فيه جيش فارسي اكبر بقياده واحد اسمه (كارين Qarin) عبر نهر دجله وعمل معسكر عشان الفرسان المنسحبين من جيش (هورموزد) يروحوا عليه .. كان المفروض ان الخطه المحطوطه ان بعد معركه السلاسل (خالد) يعدي نهر دجله بس لقي نفسه محتاج يستني يشوف هو حيعمل ايه لان دلوقتي الوضع اختلف .. هو تحت ايده 17,000 مقاتل قصاد 40,000 .. هم فعليا الفرس اكبر عددا بس تجربه (خالد) الاولانيه مع الفرس خلته يحس ان الناس دي يا مجبره تيجي تحارب يا اما مش مدربين بما يكفي .. علي ضفاف نهر دجله الجيشين اتقابلوا .. 17,000 قصاد 40,000 .. الجيشين تقريبا واخدين نفس التشكيله .. المشاه في النص و الخياله علي الطرفين .. وزي معارك الزمن ده بدات بمبارزه بين قاده الجيشين .. 3 قاده من المسلمين ضد 3 قاده من الفرس .. المبارزه خلصت بمقتل ال3 قاده بتوع الفرس و برده (خالد) استغل ان دلوقتي الروح المعنويه للفرس اتفشخت و امر بهجوم شامل .. الدنيا مشيت مع (خالد) يمكن احسن من معركه السلاسل و الفرس اتفشخوا في المعركه دي ومات ليهم تقريبا 20,000 مقاتل اللي هم نص الجيش تقريبا.
في الوقت ده الفرس بدأوا يفهموا ان المسلمين مش مجرد قبائل جايه تنهب .. دول بيشكلوا تهديد واضح و صريح ليهم وعشان كده قرروا يبعتوا جيشين .. الجيش الاول بقياده واحده اسمه (اندرزاغر Andarzaghar) و الجيش الثاني بقياده واحد اسمه (بهمن Bahman) .. يمكن غلطه الفرس انهم مخلوش الجيشين يتحركوا مع بعض بحيث يعملوا كماشه علي جيش (خالد) .. التسرع خلاهم يبعتوا الجيش اللي اتجمع الاول و الجيش الثاني وراه .. (اندرزاغر) سال نفسه هو انا لو مكان (خالد) حعمل ايه .. انا مقدرش اتحرك بجيشي بعيد عن المياه عشان كده غالبا حمشي علي ضفاف نهر الفرات ناحيه الغرب جوه العراق وده فعلا اللي عمله (خالد) .. اللي (اندرزاغر) مكنش يعرفه ان (خالد) كان له جواسيس في المنطقه و عرف منهم ان الفرس باعتين جيش تاني فلو هو استني ان الجيشين يقابلوا بعض فكده Game Over .. الحل الوحيد هو ان (خالد) يجرب حظه مع (اندرزاغر) في معركه حصلت في اول مايو قريب من حته اسمه والاجا في العراق دلوقتي .. (خالد) كان تحت ايده 10,000 من المشاه 5,000 فارس قصاد جيش من 30,000 بس هي المشكله كلها كانت في الوقت .. (اندرزاغر) كان عايز يكسب وقت عشان جيش (بهمن) يوصل و الاتنين مع بعض يواجههوا جيش (خالد) و تبقي معركه مضمونه بس في نفس الوقت (خالد) محتاج يخلص من (اندرزاغر) قبل ما (بهمن) يوصل .. في الاول (اندرزاغر) مكنش عايز يهاجم و (خالد) كان محتاج يغريه .. في الليل (خالد) امر 5,000 فارس بتوعه انهم ينسحبوا .. هو مش انسحاب قد ما قالهم روحوا استخبوا بعيد .. الصبح (اندرزاغر) شاف الوضع كده فقرر يهاجم .. قوات المشاه تحت قياده (خالد) بدات تنسحب انسحاب تكتيكي اللي هو انسحاب علي شكل هلال .. (خالد) كان عارف ان اللي هو بيطلبه من المشاه بتوعه مش قليل و القوات دي محتاجه تبقي في منتهي الشجاعه و الثبات و عشان كده هو قادهم بنفسهم و كان وسطهم .. الفكره كلها ان مع الوقت قوات المشاه بتاعه (خالد) تفضل تتراجع لحد اللحظه اللي اغلب قوات (اندرزاغر) تبقي فعليا مشتبكه معاهم .. (خالد) كان مستني لحد ما جت اللحظه دي عشان يدي الامر ل5,000 فارس بتوعه انهم يهجموا .. هو كان بعتهم لحته بعيد شويه ورا قوات (اندرزاغر) ولما لفوا عليهم سبحان الله جيش 10,000 قدر يحاصر جيش من 30,000 و التكتيك ده هو هو اللي (هانيبال) استخدمه في معركه كاناي زي ما اتكلمنا عنها في الحرب البونيقيه .. معركه واحده خسر فيها الفرس 20,000 مقاتل .. بعدها (خالد) بقي طايح في العراق زي التور الهايج في عنبر تسعه محدش عارف يوقفه.
في الفتره من مايو لحد نوفمبر 633 الفرس بعتوله 6 جيوش كلهم اتهزموا في معارك مختلفه علي ضفاف نهرا لفرات .. لحد هنا (خالد) كان عارف ان دخوله جوه ارض الفرس يعتبر مهمه انتحاريه لان اولا جيشه اصغر من انه يعمل ده و ثانيا لان خطوط الامداد بتاعته مش حتعرف توفره الاسلحه و الاكل و الشرب .. في اواخر سنه 633 حصلت حاجه غريبه اوي ان الفرس و البيزنطيين اتحالفوا مع بعض ضد المسلمين .. في معركه فيراز (خالد) هزم جيش مشترك من الفرس و البيزنطيين بس في الوقت ده جاله جواب من الخليفه (ابوبكر الصديق) رضي الله عنه انه سيب اللي في ايدك و روح الحق جيش في سوريا .. بس الاول محتاجين نفهم هو خلال السنه دي اللي هي 633 اللي كان (خالد) طايح فيها تلطيش في الفرس ايه اللي حصل علي جبهه الروم؟
ابريل 633 برده .. الفتح الاسلامي علي جبهه الدوله البيزنطيه بيبدأ علي نار هاديه:
اذا كان قرار (ابوبكر الصديق) انه يوسع نفوذ الاسلام في بلاد فارس عليه خناق بين المؤرخين عشان يفهموا هو اتاخد علي اي اساس فاللي اقدر اقوله ليك ان المبرر ورا قراره انه لازم يتغدي بالروم قبل ما هم يتعشوا بيه مفهوم و منطقي جدا ويمكن لو طبقته هو هو علي الفرس حتقدر تفهم هو ليه اساسا الفتوحات الاسلاميه بدات .. السر كله في انهيار اقتصاد الدولتين الساسانيه و البيزنطيه .. زمان الدولتين كانوا بيصرفوا دم قلبهم كرشاوي للقبائل العربيه اللي عايشه علي اطراف الجزيره العربيه عشان يجندوهم لحسابهم يحاربوا بعض بالنيابه عن الدولتين .. القبائل دي كلت الشهد من الحرب بين الفرس و الروم بس نهايه الحرب سنه 628 غيرت حاجات كتير و اهمها ان حنفيه الفلوس اللي كانت بتتدفع اتقفلت .. امبراطور الدوله البيزنطيه (هرقل) مثلا كان اقتنع ان الفرس مش حيقربوا منه تاني و بالتالي مفيش اي داعي انه يدفع فلوس للقبائل العربيه في سوريا عشان تبقي خط الدفاع الاول لمملكته ضد اي محاوله من الفرس انهم ياخدوا حته من ارضه .. بس ده ميمنعش انه سمع عن اللي بيحصل في شبه الجزيره العربيه .. دين جديد و نبي و حروب رده و ليله كبيره اوي سعادتك لازم يبقي فاهم ايه اللي بيحصل وده اللي خلاه يبدا يرشي قاده القبائل العربيه في شمال الحجاز زي قبائل تبوك و الروافه .. تبوك دي اللي هي في شمال السعوديه دلوقتي .. تخيل ان حته دلوقتي ضمن حدود السعوديه بقي ولاءها للبيزنطيين .. ده اللي خلي (ابوبكر) يقرر ان لازم شمال الحجاز يبقي تحت ايده ومش بس كده .. لازم سوريا كلها تبقي تحت ايده.
في ابريل 633 (ابوبكر) بعت 4 جيوش لشمال الحجاز علي حدود الدوله الاسلاميه مع الدوله البيزنطيه و الجيوش الاربعه كانوا تحت قياده (عمرو بن العاص) و (شرحبيل بن حسنه) و (يزيد بن ابي سفيان) و (ابوعبيده ابن الجراح) رضي الله عنهم جميعا .. الهدف او Objective بتاع الاربع جيوش مكنش انهم يشتبكوا مع الروم نهائي ولا حتي يقربوا ناحيه اي مدينه من مدن الشام اللي عايش فيها سكان كتير .. الهدف هو انهم يسيطروا علي المناطق الريفيه و يضمنوا ولاء القبائل اللي بتتكلم عربي و اللي عايشه علي طول الحدود بين الدوله الاسلاميه و الدوله البيزنطيه .. يمكن ده كان السبب ان لحد اللحظه دي و البيزنطيين متخيلين ان الاربع جيوش دول مجرد ناس جايه تنهب و تسرقلها كام معزه و بقره و حيرجعوا بلدهم تاني لان ليه تتعب نفسك و تبعت جيوش و متقولهمش روحوا حاصروا اي مدينه كبيره عشان تنهبوا خيرها؟ .. فضل الوضع كده لحد ما (ابوبكر) قرر استدعاء (خالد) من جبهه الفرس عشان يوديه يقود حمله فتح الشام .. هنا يجي وقت انك تستغرب .. ليه (ابوبكر) اللي بعت 4 جيوش عليهم اربع عتاوله من ضمنهم (عمرو بن العاص) شخصيا بس مكنش واثق ان ولا واحد فيهم يقدر يتولي قياده فتح سوريا؟ .. ليه يبعت جواب ل(خالد) يطلب منه انه يسيب الجبهه الفارسيه و يجري علي سوريا عشان يقود هو الفتح الاسلامي لسوريا؟ .. ده من الاسئله اللي محدش عارف اجابتها .. هل يمكن ان لحد الوقت ده محدش كان متخيل ان جيش اسلامي يقدر يهزم جيوش الفرس و الروم اللي زي ما قلتلك في الاول كانوا اقوي دولتين في الشرق الاوسط وقتها بس (خالد) هو اول قائد مسلم يحقق نصر عسكري علي جيش من بره الجزيره العربيه؟ .. الله اعلم بس بلاش نقف عند النقطه كتير عشان لسه الدنيا مخلصتش.
في إبريل 634 سيدنا (خالد) خد 9,000 من صفوة فرسانه و بدأ بيهم رحلة تعتبر من أهم إنجازاته كقائد عسكري لما عدي بيها صحراء الشام في أقل من 6 أيام .. هو كان عارف إنه ميقدرش يشيل كمية مياه تكفيه لإن وزن المياه حيبطأ حركة الحصنة بتاعته فقرر ياخد 20 جمل و يخليهم يشربوا مياه بكميات كبيرة و منعهم من إنهم ياكلوا طول الرحلة .. كل يوم يدبح كام جمل عشان المياه اللي هم مخزنينها في سنامهم يشربها هو و الفرسان بتوعه .. لما سيدنا (خالد) وصل سوريا كان الوضع كالأتي:
البيزنطيين بعد ما الحرب مع الفرس فشخت ميزانيتهم زي ما قلتلك بطلوا يدفعوا فلوس للقبائل العربية علي طول حدودهم مع الفرس ومع الجزيرة العربية و لإن القبائل دي كانت تعتبر نظام إنذار مبكر ضد أي محاولة غزو لأرض البيزنطيين و لإن القبائل دي خلاص مبقتش بتاخد فلوس فكان البديل إن البيزنطيين يبدأوا يبنوا سلسلة قلاع علي طول الحدود بحيث لو حصل و جه غزو من بره القلاع دي تبعت نداء إستغاثة عشان الروم يلحقوا يصدوا الغزو .. لما كان عندك 4 جيوش الي حد ما صغيرة عماله تتحرك في المناطق الريفية كان الموضوع عادي و مقبول بس مجرد ظهور جيش خامس و طلع فجأة و محدش كان متوقعه من جوه الصحراء خلي البيزنطيين يتحركوا.
الخمس جيوش إتوحدوا مع بعض بقيادة سيدنا (خالد) و أول مواجهة فعلية بينهم و بين البيزنطيين كانت معركة أجنادين اللي كان بيقود البيزنطيين فيها واحد إسمه (ثيودور Theodore) و ده يبقي أخو الإمبراطور البيزنطي (هرقل) .. صحيح إحنا كسبنا المعركة بس الخساير اللي إتعرض لها سيدنا (خالد) كانت أكبر من توقعه الشخصي.
(ثيودور) إنسحب مع اللي باقي من جيشه و رجع يقابل أخوه (هرقل) في مدينة حمص .. (هرقل) بعت فرقتين في الطريق اللي سيدنا (خالد) ماشي فيه علي أمل إنهم يعطلوه شوية لحد ما يخلص إستعداداته لتأمين مدينة حمص ضد الحصار اللي أكيد جاي .. (هرقل) عمل اللي يقدر عليه في حمص و إنسحب تاني لأنطاكية .. سيدنا (خالد) إتقدم لحد مدينة دمشق و حاصرها و المدينة إستسلمت بعد عشرين يوم .. وسط كل الإستعدادات اللي بتتعمل للمواجة الحاسمة اللي حتحصل بعد كده الجيوش العربيه جالها خبر إن الخليفة سيدنا (أبوبكر الصديق) إتوفي الشهر اللي فات و إن اللي مسك وراه سيدنا (عمر بن الخطاب) رضي الله عنه و الكلام ده كان في سبتمبر 634.
لسه سيدنا (خالد) حيقول يلا مش مشكلة خلينا بس نركز في اللي جاي جاله خبر إن سيدنا (عمر) عزله من منصبه كقائد للجيش و عين مكانه سيدنا (أبوعبيدة إبن الجراح) .. تاني إحنا ممكن نتخانق سوا علي مبررات القرار ده كانت إيه بس ده مش موضوعنا دلوقتي .. اللي انا عايزك تعرفه إن دماغ سيدنا (أبوعبيدة) مختلفة شوية عن دماغ سيدنا (خالد) .. سيدنا (خالد) دماغه كانت أقرب للألمان في الحرب العالمية الثانية اللي هو مؤمن بأهمية السرعة و الهجمات المرتدة .. لو انا قلت إن سيدنا (خالد) هو أول واحد فكر في تكتيك الحرب الخاطفة أو Blitz Krieg اللي الألمان داسوا بيه علي وش أوروبا في الحرب العالمية الثانية فانا مش حكون بهبد ولا ببالغ .. سيدنا (خالد) مش متهور بس من نوعية الناس اللي مش بتحب تستني اللي قدامها ياخد أول خطوة .. دايماً بيحب ياخد المبادرة .. يفجعك قبل ما انت تصدمه .. سيدنا (أبوعبيدة) مش كده هو هادي حبتين .. اللي هو ماشي بمبدأ ليه نستعجل لما ممكن نتحرك علي مهلنا.
الفرق بين دماغ الإتنين تبان أوي في تحركات الجيش الإسلامي في سوريا بمجرد ما سيدنا (أبوعبيدة) مسك .. وقت سيدنا (خالد) البيزنطيين مكانوش ملاحقين يتصرفوا .. يهربوا لحمص و بعد كده لأنطاكية و كل شويه هم بيسألوا نفسهم يا تري (خالد) حينطلنا فين دلوقتي .. علي الناحية الثانية التحركات السريعة دي بتخلق ثغرات .. فيه حتت كتير ضمن الأراضي اللي المفروض إنها بقت تحت إيد المسلمين في سوريا مكنتش فعلياً متأمنة .. فانت اه سريع و محدش يقدر يتوقعك بس في نفس الوقت مع أول هزيمة ليك ممكن الثغرات اللي انت سايبها دي العدو يستغلها .. لما تيجي تبص لتحركات الجيش لما سيدنا (أبوعبيدة) مسك القيادة فمش عايز اقول إننا بقينا بطة بلدي بس خليني أقول إن تحركاتنا بقت ابطأ لدرجة مستفزة .. سيدنا (أبوعبيدة) قسم الجيش بتاعه لأربع أجزاء .. جزء تحت قيادته هو الشخصية .. جزئين بقيادة سيدنا (عمرو بن العاص) و سيدنا (شرحبيل بن حسنة) رضي الله عنهما و دول مهمتهم كانت فتح فلسطين .. جزء ثالث كان بقيادة سيدنا (يزيد بن معاوية) رضي الله عنه و ده كان دوره إنه يسد الثغرات اللي إتخلقت من تحركات سيدنا (خالد) السريعة .. أي قلعة أو مدينة صغيرة إتسابت تحت سيطرة البيزنطيين ياخدها .. البطء اللي المسلمين بقوا بيتحركوا بيه عطي فرصة ل(هرقل) إنه يجمع خمس جيوش تحت قيادة واحد إسمه (فان Vahan).
سيدنا (خالد) كان شوية و حيترجي سيدنا (أبوعبيدة) إنه ينسحب لجنوب سوريا عشان يتجمع تاني مع الأربع جيوش اللي هو فرقهم عن بعض لإن جيش (أبوعبيدة) لوحده مش حيقدر يقف قصاد الخمس جيوش بيزنطية اللي جايه .. بعد شوية مناهدة سيدنا (أبوعبيدة) إقتنع و بعت جوابات لقادة الجيوش الأربعة إنهم حيتجمعوا سوا علي ضفاف بحيرة طبرية .. في المرحلة دي الإجابة عن سؤال هل المسلمين يقدروا يفتحوا سوريا أو لا بقت مـسألة مين يكسب سباق الوقت؟ .. (هرقل) اللي ماسك الدولة البيزنطية دخل في مفاوضات مع (يزدجر) اللي ماسك إمبراطورية الفرس إن جه الوقت إن الإتنين ينسوا خلافاتهم سوا و بما إن الحرب بينهم خلصت فجه الوقت إنهم يركزوا علي عدوهم المشترك .. المسلمين .. (هرقل) فكرته إن بما إن الجيوش الإسلامية كلها بقت مشتبكة مع جيوشه في سوريا فالجزيرة العربية دلوقتي بقت فاضية و مفيش حد بيحميها فجه الوقت إن الفرس يجمعوا جيش محترم و يبدأوا يتحركوا علي المدينة المنورة.
اللي خلي الوضع بالنسبه لينا أسوأ إن سيدنا (أبوعبيدة) بعت جواب للخليفة سيدنا (عمر) عشان يبعتله كل الإمدادات المتاحة تحت إيده .. الأسوأ من كل ده إن الجواسيس اللي سيدنا (خالد) بعتهم عشان يبلغوه تحركات البيزنطيين قالوله إن فيه قوة عسكرية بتتحرك من حتة إسمها قيصرية فده معناه إن لو الجيش الإسلامي فضل مستني علي ضفاف بحيرة طبرية فكده هم حيتحاصروا من ناحيتين .. الوضع كان إن الإمتحان الجاي بين الروم و المسلمين لازم المسلمين يكسبوه مش بس عشان مهمة فتح الشام تخلص بس كمان عشان لو الجيش ده إتهزم فقول علي المدينة المنورة يا رحمن يا رحيم .. سيدنا (خالد) نصح سيدنا (أبوعبيدة) إنهم يتحركوا من علي ضفاف بحيرة طبرية و يروحوا لحتة تانية إسمها سفح اليرموك و دي حتة سطحها مايل شوية كأنك طالع رامب بعربيتك و دي يبقي المكان اللي هم حيستنوا فيه البيزنطيين .. هنا سيدنا (أبوعبيدة) قرر إن سيدنا (خالد) هو اللي حيبقي القائد الميداني خلال المعركة .. كلام سيدنا (خالد) هو اللي حيتسمع مع إن (أبوعبيدة) فعلياً هو القائد الأعلي لإن الخليفة سيدنا (عمر) هو اللي معينه بس الكلام ده ميوصلش لسيدنا (عمر) .. اللي حيوصل لسيدنا (عمر) إن سيدنا (أبوعبيدة) هو القائد بس الوضع علي الأرض إن سيدنا (خالد) هو اللي كلامه حيتسمع .. ليه هو عمل كده و إيه الحكمة؟ .. دي حتشوفها لما تيجي نتكلم سوا عن أحداث معركة اليرموك.
معركة اليرموك في أغسطس 636:
عشان بس تفهم كل طرف كان عايز إيه دايماً إفتكر إن البيزنطيين مكانوش عايزين غير الوقت .. (هرقل) كلف (فان) قائد الجيش بتاعه إن عايزك تعطل المسلمين علي قد ما تقدر لحد ما الفرس يلحقوا يجمعوا الجيش اللي يكفي إنهم يشنوا هجوم علي المدينة المنورة و طبعاً دي معلومة مكنتش عند سيدنا (خالد) فكان طبيعي إنه يستغرب إن (فان) يبعت إتنين من القادة بتوعه اللي هم (جريجوري) و (جبلة بن الأيهم) عشان يتفاوضوا معاه و هم علي قلبهم مراوح .. 3 شهور و هم يتفاوضوا و سيدنا (خالد) فعلياً بيضرب كف علي كف .. هو أنتوا فعلاً بالإستهتار ده و لا فيه حاجة بتحصل و انا مش فاهمها؟ .. خلال الشهور دي وصلت التعزيزات اللي سيدنا (أبوعبيدة) طلبها من سيدنا (عمر) و هنا (فان) خاف إن يمكن عامل الوقت بقي يتسرق منه لإن لو فضلت توصل تعزيزات للجيش الإسلامي فكده هو ممكن يخسر الزيادة العددية بتاعته.
(فان) طلب يتفاوض شخصياً مع سيدنا (خالد) و الإتنين إتخانقوا .. لحد اللحظة اللي هو إتكلم فيها مع سيدنا (خالد) Face-to-Face (فان) مكنش فاهم أوي هو المسلمين جايين سوريا ليه؟ .. هو كان متخيلهم شوية قبائل عايزه أكل و فلوس و لما يرميلهم صندوقين ذهب حيفرحوا بيهم أوي .. سيدنا (خالد) علي الناحية الثانية كان ناقص يطلعله السي في بتاعه عشان يصدق إن علي فكرة انا هزمت 8 جيوش فارسية في العراق فياريت تتكلم بإحترام أكتر من كده شوية .. (فان) كان عارف إن سيدنا (خالد) إختار موقع المعركة صح فشخ .. الأرض كانت عبارة عن رامب بيميل ناحية البيزنطيين .. الأرض كانت عشبية فكان فيه أكل يكفي الحصنة بتاعه الجيشين .. (فان) بقي محتاج إن المعركة تبدأ النهارده قبل بكره.
تقسيمة الجيشين توريك إن (فان) كان شبه متؤكد إنه حيقدر يحسم المعركة لصالحه .. هو قسم جيشه اللي كان حوالي 40,000 مقاتل لأربع أجزاء كل جزء عليه جنرال من جنرالاته بحيث لو جيت قست طول صف الجيش البيزنطي من أوله لأخره حتلاقيه مترصص علي مسافة 10 كيلومتر:
- الجناح الشمال كان المشاة السلافية و دول بقيادة جنرال سلافي إسمه (قنطير Qanatir) .. كلمة سلافية دي إن القوات دي كانت من بتتكون من ناس بيتسموا السلاف اللي هم دلوقتي دول البلقان زي سلوفاكيا و التشيك.
- المركز كان بقيادة (جبلة بن الأيهم) و تحت منه قوات قبيلة الغساسنة و جنبه جنرال أرميني إسمه (دريجان) تحت منه القوات الأرمينية.
- الجناح اليمين و يمكن أقوي جزء من الجيش كان المشاة اليونانية بقيادة (جريجوري) .. كل جزء من الأجزاء الأربعة كان متقسم صفين .. الصف الاول كان المشاة و الرماة و وراهم الفرسان.
التقسيمة دي أجبرت سيدنا (خالد) إنه يفرش قواته اللي كانوا حوالي 25,000 مقاتل علي قد طول صفوف البيزنطيين و ده كان معناه إن قواته إتقسمت لأربع أجزاء برده:
- الجناح اليمين كان بقيادة سيدنا (عمرو بن العاص).
- المركز كان بقياده الثنائي سيدنا (شرحبيل بن حسنه) و سيدنا (عبيدة إبن أبي الجراح).
- الجناح الشمال كان بقيادة سيدنا (يزيد بن ابي سفيان) .. كل مجموعة كانت صف من الرماة و المشاة مع بعض بحيث سيدنا (خالد) قسم الخيالة بتوعه علي 4 مجموعات .. 3 مجموعات خيالة واقفين ورا المشاة عشان يسدوا أي ثغرات تحصل و المجموعة الرابعة كانت بقيادة سيدنا (خالد) شخصياً.
اليوم الأول من معركة اليرموك:
ده كان يوم 15 أغسطس .. اليوم بدأ بسيدنا (ضرار بن الأزور) رضي الله عنه وهو بيطلع قدام الجيش و بيخلع درعه يرميه علي الأرض و يقول للبيزنطيين اللي فيكوا راجل يجيلي .. 4 ضباط بيزنطيين إتقدموا و سيدنا (ضرار) خلص عليهم كلهم .. (فان) حس إن كده كتير فأمر بهجوم شامل بس مش أوي .. هو كان عايز يختبر مدي تدريب و تسليح و أرادة المسلمين الأول .. هو كلف تلت قوات المشاة بتوعه بس إنهم يشتبكوا مع المسلمين و بدأ يتفرج.
(فان) إتأكد من كذا حاجة في اليوم الأول .. أول حاجة إن العساكر المسلمين مش مجبرين يبقوا هنا هم جايين بإرادتهم الشخصية .. ثاني حاجة إن تمركز الجيش الإسلامي مخلي إن الجناح الشمال اللي المفروض ماسكه سيدنا (يزيد) مينفعش بأي حال من الأحوال إن البيزنطيين يلفوا من وراه عشان يحاصروه بسبب الطبيعة الجبلية للمنطقة وده معناه إن عشان خيالة البيزنطيين تلف من ورا الصف الأول لمشاة المسلمين لازم ده يحصل من الجناح اليمين اللي ماسكه سيدنا (عمرو بن العاص) .. لكن .. سيدنا (خالد) واقف بقوات الخيالة بتاعته متطرف شوية ناحية اليمين بحيث لو لقي البيزنطيين بيلفوا ورا قوات سيدنا (عمرو) حيلحق يتدخل .. كل ده (فان) شافه وده خلاه يقتنع إن بكره لازم يشن هجوم شامل .. سيدنا (خالد) كمان كان عارف إن الأمل الوحيد له إنه يركن الأوتوبيس .. هو لازم يدافع و يستحمل و يستني الغلطة عشان يعمل الهجمة المرتدة.
اليوم الثاني من معركة اليرموك:
زي ما سيدنا (خالد) كان متوقع بالضبط .. هجوم شامل من البيزنطيين علي طول خط القوات بتاعته .. البيزنطيين ضاغطين علي النص بس مركزين علي الجناحين بحيث يستغلوا التفوق العدد بتاعهم إنهم يجبروا قوات سيدنا (عمرو) و سيدنا (يزيد) إنهم ينسحبوا لورا .. بس مع الوقت الشروخ بدأت تظهر في قوات المسلمين خصوصاً علي الجناجين:
- قوات (قنطير) بدأت تضغط علي جناح سيدنا (عمرو) و أجبروه إنه يتراجع لحد ما فعلياً وصل للمعسكر بتاع المسلمين .. فكرة جت لواحدة من الستات اللي في المعسكر إن الستات اللي موجودين يرصوا الجمال اللي معاهم حول المعسكر عشان الحصنة بتخاف من الجمال .. الفكرة نجحت فعلاً و خيالة البيزنطيين بقت بتخاف تتقدم .. الإشتباك كان دموي لأقصي درجة و في مساحات ضيقة أوي و دي حاجة ضد المبدأ اللي بيشتغل به سلاح الفرسان عموماً .. كل ده و سيدنا (خالد) مستني اللحظة المناسبة إنه يعمل الهجمة المرتدة .. لما إتخلقت ثغرات تكفي بين قوات (قنطير) فسيدنا (خالد) إتقدم بحيث هو و سيدنا (عمرو) لفوا بالخيالة بتوعهم حول قوات البيزنطيين و أجبروهم إنهم ينسحبوا لورا .. يمكن لولا إن التدريب الفشيخ لقوات البيزنطيين كان ممكن تبقي دي نهاية الجناح الشمال كله وكانت تبقي Game Over و المعركة خلصت في تاني يوم.
اليوم الثالث من معركه اليرموك:
هو هو اليوم الثاني .. هجوم شامل من البيزنطيين مع تركيز علي الأطراف خصوصاً الجناح بتاع سيدنا (عمرو) .. شوية و القوات بتاعة سيدنا (عمرو) و سيدنا (شرحبيل) بدأت تتراجع بس لما ده حصل إتخلقت ثغرة بين قوات سيدنا (شرحبيل) و قوات سيدنا (أبوعبيدة) و دي اللحظة اللي سيدنا (خالد) إتدخل فيها .. الخساير اللي إتعرضت ليها قوات الغساسنة أجبرت (جبلة) إنه ينسحب و وراه (قنطير) و وراه باقي الجيش البيزنطي.
اليوم الرابع من معركة اليرموك:
نفس الخطة هي هي متغيرتش .. بإستثناء تفصيلة صغيرة .. (فان) أمر القوات اللي تحت إيد (قنطير) و (جبلة) إنهم يهجموا الأول .. ده حط قوات سيدنا (عمرو) و سيدنا (شرحبيل) تحت ضغط رهيب بس في نص الإشتباك ده (فان) أمر القوات بتاعة (جريجوري) إنها تتقدم .. دلوقتي سيدنا (خالد) حسبها إنه ميقدرش يستني البيزنطيين لحد ما هم ييجوا لإن إفرض إتفتحت كذا ثغرة مع بعض في صفوف المسلمين فساعتها سيدنا (خالد) و فرسانه مش حيقدروا يسدوا الثغرات دي كلها.
الحل إنه أمر سيدنا (أبوعبيدة) و سيدنا (يزيد) إنهم يتقدموا بحيث يعطلوا تقدم (جريجوري) .. سيدنا (خالد) جري عشان يسد هو الثغرة اللي إتفتحت بين سيدنا (شرحبيل) و سيدنا (أبوعبيدة) .. لحد دلوقتي سيدنا (خالد) كان متخيل إن الأحداث دي هي هي اللي حصلت إمبارح فبشوية صبر حيقدر يصد الهجوم و اليوم يعدي .. اللي سيدنا (خالد) مكنش عامل حسابه إن الخيالة اليونانيين بتوع (جريجوري) كان معاهم خيالة ماسكين سهام و بقوا يستخدموها ضد القوات اللي تحت إيد سيدنا (أبوعبيدة) و سيدنا (يزيد) من مسافات قريبة أوي .. خساير القوتين دول بالذات كانت رهيبة لدرجة إن اليوم ده إتسمي يوم خسارة العيون لإن كتير من العساكر تحت إيد سيدنا (أبوعبيدة) و سيدنا (يزيد) فقدوا بصرهم بسبب السهام .. قوات سيدنا (يزيد) و سيدنا (أبوعبيدة) أجبروا علي التراجع مع الخساير الرهيبة اللي إتعرضوا ليها و برده معجزة إلهية هي اللي خلتهم يصمدوا لحد ما المعارك خلصت اليوم ده.
اليوم الخامس من معركة اليرموك:
اليوم بدأ بحاجة غريبة جداً و هي إن (فان) بعت جواب لسيدنا (خالد) بيعرض عليه الهدنة .. قادة الجيش إجتمعوا و تقريباً الرباعي (أبوعبيدة) و (عمرو) و (شرحبيل) و (يزيد) أجمعوا إن الخساير اللي قواتهم إتعرضت ليها أكبر من إنهم يكملوا المعركة فالأحسن إنهم ينسحبوا دلوقتي و يرجعوا تاني لما يجمعوا قوات تكفي .. منطق تقدر تفهمه و تقدره بس سيدنا (خالد) كان بيسأل نفسه سؤال تاني .. ليه دلوقتي؟ .. يوم كمان من المعارك و مكنش حيفضل في جيش المسلمين حد يحارب .. ليه (فان) بيعرض الهدنة دلوقتي؟ .. تقدير سيدنا (خالد) إن (فان) عايز المعركة تخلص لإن الروح المعنوية لقواته إتخسف بيها الأرض .. سيدنا (خالد) أصر علي إن مفيش حاجة إسمها هدنة و إنه بكره حيكسب المعركة دي .. في الليل هو طلب من سيدنا (ضرار بن الأزور) ياخد شوية فرسان و يلفوا ورا البيزنطيين عشان يحتل الكوبري اللي بيعدوا منه لجوه الأراضي البيزنطية لإن ده هو طريق إنسحاب البيزنطيين لو حصل حاجة .. عارف بدأت تهرش في شعرك لإن ده نفس التكتيك اللي سيدنا (خالد) إستخدمه ضد (اندرزاغر) الجنرال الفارسي زي ما شفنا في الجزء الأول.
اليوم السادس من معركة اليرموك:
اليوم بدأ ب(جريجوري) واحد من جنرالات البيزنطيين بيتقدم لوحده و عاملي فيها (براد بيت) في فيلم Troy .. طلعله سيدنا (أبوعبيدة بن الجراح) شخصياً القائد الأعلي للقوات الإسلامية في سوريا و اللي رغم إنها مغامرة إنه هو اللي يطلع يقابل (جريجوري) بنفسه بس قدر يقتله .. بمجرد ما (جريجوري) مات سيدنا (خالد) أمر بالهجوم .. لأول مرة من وقت ما المعركة بدأت المسلمين هم اللي هجموا بس هي الفكرة انت بتهجم إزاي؟
هنا يحسسك سيدنا (خالد) إنه بيعمل هجمة مرتدة من اللي كنت بتشوفها مع ريال مدريد لما شيلوا بايرن ميونيخ سبعة لو تفتكر .. مبدأياً هو رص المشاة بتوعه علي نفس طول رصة البيزنطيين فالعساكر البيزنطيين تخيلوا إن الخساير الرهيبة في الأرواح اللي المسلمين إتعرضولها مفرقتش في عددهم وده هز من روحهم المعنوية .. دي نقطة .. النقطة الثانية إنه أمر 8,000 فارس من فرسانه إنهم يستخبوا بين شوية شجر طول ما الهجوم الإسلامي بيحصل بحيث بمجرد ما سيدنا (خالد) يشوف إن البيزنطيين قدروا يصدوا الهجوم البري بتاعه يدي الإشارة للفرسان 8,000 المستخبيين عشان يضربوا جناح البيزنطيين .. لإن (جريجوري) مات و قبلها (دريجان) مات فإنسحاب البيزنطيين مكنش منظم وكانت الصدمة و إن هم بينسحبوا لقوا سيدنا (ضرار) و فرسانه سادين السكة.
الفترة من 634 لحد سنة 636 علي الجبهة الفارسية .. الهدوء اللي قبل عاصفة معركة القادسية:
خلال الفترة دي فيه خناقة بين المؤرخين علي إيه اللي حصل فيها بس هي تقدر تقول عليها حالة اللاسلم و اللاحرب بين الفرس و المسلمين .. يمكن أكبر مواجهة عسكرية حصلت في السنتين دول كانت معركة الجسر في نوفمبر 634 و الفرس هم اللي كسبوها .. في مايو 636 الخليفة سيدنا (عمر بن الخطاب) قرر إنه جه الوقت نقفل بقي ملف الجبهة الفارسية دي بإنه بعت جيش من 30,000 مقاتل بقيادة سيدنا (سعد بن ابي وقاص) رضي الله عنه .. الجيش ده وصل العراق في يوليو 636 و كان في إنتظاره جيش فارسي من 70,000 مقاتل بقيادة واحد إسمه (رستم) في حتة إسمها القادسية دلوقتي بقت جنب مدينة الكوفة في العراق.
هنا بقي الوضع بيحلوا .. الجيشين بنوا معسكرين قصاد بعض بس كل طرف مكنش عايز يبدأ بالهجوم الأول .. لشهور و الدنيا مش عايزه تتحرك بس في الوقت ده اللي الفرس مكانوش يعرفوه إن لما سيدنا (خالد) حسم معركة اليرموك لصالحه فده عطي لسيدنا (عمر بن الخطاب) الفرصة إنه ياخد 6000 مقاتل من صفوة قواته اللي شاركت في اليرموك و يجرورا علي القادسية عشان ينضموا لجيش سيدنا (سعد) في أواخر أكتوبر .. بس حتي إنضمام القوات دي مخلاش ميزان القوي معدول أوي يعني .. الفرس كان تحت إيدهم 50,000 من المشاة و 15,000 فارس و 40 فيل .. قصاد إن المسلمين كان معاهم 30,000 مشاة و 8,000 فارس .. تقسيمة (رستم) لجيشه كانت مختلفة شوية .. هو وزع 70,000 مقاتل اللي عنده ل4 مجموعات بحيث كل مجموعة مرصوصو علي 3 صفوف .. الصف الأول الأفيال و الصف الثاني المشاة و الصف الثالث الفرسان .. ده أجبر سيدنا (سعد) إنه يقسم قواته برده علي 4 مجموعات بحيث كل مجموعة عبارة عن صفين .. المشاة في الصف الأول و الفرسان في الصف الثاني .. يوم 16 نوفمبر 636 بدأت معركة القادسية.
اليوم الأول من معركة القادسية:
زيها زي ما إتفقنا بيحصل في الزمن ده إن قادة الجيشين بيواجههوا بعض في مبارزة بس إحنا مش متؤكدين مين كسب المبارزة دي بس اللي إحنا متؤكدين منه إن بعد المبارزة دي (رستم) أمر الجناح الشمال بتاعه بهجوم شامل علي الجناح اليمين بتاع سيدنا (سعد) .. زي ما قلتلك ان كل مجموعة من جيش سيدنا (سعد) كان متقسمة صفين المشاة و وراهم الفرسان .. فرسان الجناح اليمين بتاع سيدنا (سعد) حبوا يلفوا ورا المشاة اللي قدامهم عشان يعطلوا الأفيال بس اللي قابلهم كان الفرسان بتاعة الفرس .. الجناح اليمين بتاع سيدنا (سعد) إضطر إنه يتراجع و الوضع متلحقش إلا لما وحدة خيالة من الوسط لفت عشان تحاوط الفرس و وحدة مشاة إتحركت عشان تسند الجناح .. لما (رستم) لقي إن جيش سيدنا (سعد) عرف يلحق الجبهة اليمين بتاعته فهو أمر بهجوم شامل من الوسط و الجناح الشمال و اللي برده قدر جيش سيدنا (سعد) إنه يتحرك بالسرعة الكافية عشان يصدوه .. اليوم الأول خلص من غير ما حد يعرف يحسم المعركة لصالحه بس جيش سيدنا (سعد) وصله شوية تعزيزات يوميها بالليل.
اليوم الثاني من معركة القادسية:
سيدنا (سعد) لاحظ إن جيش الفرس مكنش مترصص زي أول يوم بحيث إن الأفيال مكنتش في المقدمة وده عطاله فرصة إنه هو اللي يهاجم و ده اللي حصل فعلاً لما أمر الجناح اليمين إنه يتقدم و كان فعلاً بيحقق تقدم مهم لولا تدخل (رستم) شخصياً عشان يلحق الجناح الشمال بتاعه و برده اليوم الثاني خلص من غير ما أي طرف يعرف يحسم المعركة لصالحه .
اليوم الثالث من معركة القادسية:
ده اليوم اللي (رستم) حب يحسم فيه المعركة .. في الأول هو أمر الرماة بتوعه إنهم يتقدموا بحيث كانت مواجهة بين الرماه بتوعنا و بتوعه .. إتعرض الرماة بتوع جيش سيدنا (سعد) لخساير كبيرة وده اللي خلي (رستم) يؤمر الأفيال بإنها تتقدم .. تقدم الأفيال أجبر المشاة بتاعة جيش سيدنا (سعد) علي التراجع .. (رستم) حب ينهي المعركة بإنه بعت فرسانه عشان يلفوا من اليمين خالص عشان يوصلوا لسيدنا (سعد) بس الخطوة دي فشلت .. في اللحظة دي حاجة حصلت إن المشاة قدروا يصدوا هجوم الأفيال من الوسط و الأفيال هاجت من الخوف و فضلوا يهربوا لورا بإتجاه النهر وهم بيهربوا عملوا فتحات في صفوف جيش الفرس .. المسلمين حاولوا يستغلوا الفتحات دي في إنهم يعملوا هجمة مرتدة بس (رستم) قدر يلحق صفوفه .. اليوم اللي (رستم) كان عايزه يبقي يوم الحسم خلص و محققش اللي هو عايزه.
اليوم الرابع من معركة القادسية:
اليوم مبدأش بأي إشتباك بين الطرفين و يمكن ده كان السبب إن الفرس تخيلوا إن النهارده أجازة و تعاملوا معاه علي إنه أجازة فعلاً .. و دي كانت الغلطة اللي سيدنا (سعد) كان مستنيها .. هو بعت فرقة إنتحارية نقت أضعف حتة في الصف الأمامي للفرس اللي كانت الرماة و كنسوهم في سكتهم زي ما انت بتكنس التراب كده لحد ما وصلوا ل(رستم) و قتلوه .. كانت عملية إغتيال لقائد العدو تمت بنجاح و بمجرد ما (رستم) إتقتل بدأ الهجوم الشامل لقوات سيدنا (سعد) .. معركة واحدة أستشهد فيها 10,000 مقاتل من المسلمين قصاد مقتل 25,000 من الفرس .. بعد القادسية عاصمة الفرس إتفتحت و بداية من 637 لحد 654 و دولة الفرس بتقع حتة حتة في إيد المسلمين .
انا عارف إنك دلوقتي يا بتنهج من كتر الأحداث يا فصلت مني من كتر التفاصيل .. انا عارف إني تقلت عليكوا بس اللي انت محتاج تفهمه إن معركة اليرموك مكنتش مجرد معركة المسلمين كسبوها و خلاص .. دي كانت مسـألة حياة أو موت .. مصير الإسلام كله إتوقف علي المعركة دي .. كان ممكن مليون تفصيلة تحصل تبوظ الدنيا .. أحياناً ميكس الحظ مع الصبر مع الإرادة مع تفتيح المخ مع إنك تحط الناس في المكان الصح بيخليك تحقق معجزات .. بالورقة و القلم لا المسلمين كانوا المفروض يكسبوا لا اليرموك ولا القادسية .. بس اللي انت محتاج تخرج منه من المعركتين دول إن سبب أساسي في النصر لأي جيش هي إن يكون عندك قائد بيفكر بره الصندوق .. عساكر مش بتخاف .. قيادة سياسية بتفهم .. فيه دروس ممكن نتكلم فيها من هنا لحد السنة الجايه بس يمكن خلينا نشوف ده في مقالات جايه لإن أكيد دي مش حتبقي أخر مرة نتكلم فيها عن الفتح الإسلامي.
المصادر:
فيديو بعنوان Battle of al-Qadisiyyah 636- Muslim-Sassanid War of 633-654 Documentary موجود علي YouTube وده لينكه:
//www.youtube.com/watch?v=01z7hTGDNco
سلسلة فيديوهات بعنوان Battle of Yarmouk, 636 موجودة علي YouTube وده لينكها:
s://www.youtube.com/watch?v=vL33R5F2Pkg
https://www.youtube.com/watch?v=_4YePBWh0-w