تابعونا

الفتنة الكبرى .. إن للشيطان طيفاً و إن للسلطان سيفاً .. الجزء الأول.

أديني بقولها من دلوقتي أهو .. سيدنا النبي (عليه الصلاة و السلام) مقالش صراحة إن سيدنا (أبوبكر الصديق) رضي الله عنه يجي ورايا يحكم .. هو كل اللي هو عمله إنه لمح لده بإنه إختاره هو اللي يؤم الصلاة بالنيابة عنه في أخر أيامه و حتي التلميح ده كان غريب أوي .. بيوت الصحابة كانت أغلبها بيطل علي مسجد النبي و الباب بتاع البيوت كان بيتقال عليه وقتها خوخة فسيدنا النبي طلب إنهم يقفلوا كل الخوخات ما عدا خوخة سيدنا (أبوبكر).

22 أبريل، 2020 4 3.6 ألف

قصة النهاردة فيه ناس بتسميها قصة صراع علي السلطة .. فيه ناس بتسميها قصة صراع علي الدين .. بس أنا مش عايزك تشغل بالك بالقضايا الفلسفية دي دلوقتي .. حنوصلها بعدين متقلقش .. إنت محتاج قبل ما نتكلم في الفلسفة إنك تفهم الأحداث الأول .. تفهم هو إيه اللي حصل و بعد كده حنتناقش سوا في التفسير .. أول حاجة تعرفها إن قصة النهاردة حصلت بعد وفاة  سيدنا النبي (عليه الصلاة و السلام) بس هي بدأت قبل ميلاده .. معلش أنا حرجعك بالزمن شوية لمرحلة من التاريخ قبل ميلاد سيدنا النبي .. شبه الجزيرة العربية اللي قلبها النابض كان مكة المكرمة و كان عايش فيها قبائل و يمكن أهم قبيلتين هم بنو أمية و بنو هاشم .. أنا عارف إنه تبسيط مبالغ فيه و معلش سامحوني بس حاول تتخيل إن الخناقة بين بنو هاشم و بنو أمية هي عامله زي  الخناقة بين الأهلاوية و الزملكاوية كده .. الإتنين بيتقال عليهم قطبي الكرة المصرية .. تشكيلة منتخب مصر جايه من الفرقتين دول .. فعلياً المفروض إن الإتنين بيكملوا بعض .. بنو أمية و بنو هاشم كان بيتقال عليهم زمان رهاني الفرس .. قوة قريش أو قوة مكة المكرمة متمثلة في الإتنين دول .. بس بمجرد بعثة سيدنا النبي (عليه الصلاة و السلام) اللي هو أساساً من بني هاشم فكده خلاص بنو أمية بقي عندهم عقدة نقص.

تاني .. لو حرجع لتشبيه الأهلي و الزمالك فحاول تتخيل إن نجاح الأهلي في أفريقيا خلي الزمالك عنده عقدة .. طب نواجهكوا إزاي و أنتوا اللي طالع عليكوا هو العاشرة يا أهلي؟ .. عقدة النقص ده تجسدت سنة 8 هجري لما أتم الله علي سيدنا النبي فتح مكة و في اليوم ده واحد اسمه (أبو سفيان) و ده كان أهم رجل في بني امية راح لسيدنا النبي و أعلن إسلامه و في اليوم ده سيدنا النبي عفي عن أهل مكة و قال جملته الشهيرة من دخل بيته فهو أمن و من كان بجوار الكعبة فهو أمن و من دخل دار (أبو سفيان) فهو أمن كنوع من أنواع التكريم ل(أبو سفيان) و اللي بفكرك إنه كان أهم شخصية في قريش .. أهم واحد من بني هاشم بيكرم أهم واحد من بني أمية .. حتة سياسة و جبر خواطر توريك قد إيه سيدنا النبي كان بني أدم جميل .. في اليوم ده برده اللي هو يوم فتح مكة .. اليوم اللي (أبو سفيان) أسلم فيه خلي بالك هو كان راكب حصانه و مشي جنبه سيدنا (العباس بن أبي طالب) عم النبي رضي الله عنه فقاله يا (عباس) لقد صار مُلك ابن أخيك اليوم عظيماً .. فرد عليه سيدنا (العباس) ليس المُلك يا (أبا سفيان) إنما هي النبوة .. الإتنين ماشيين يقصفوا جبهات بعض .. بس ورا قصف الجبهات ده فيه غيرة و فيه إحساس بإن خلاص الصراع الأزلي علي مين أقوي و أهم قبيلة في شبه الجزيرة العربية إتحسم .. ده حيبقي أساس القصة و هي خناقة بين الأهلاوية و الزملكاوية بتوع العرب .. الغيرة بين بني هاشم و بني أمية.

أديني بقولها من دلوقتي أهو .. سيدنا النبي (عليه الصلاة و السلام) مقالش صراحة إن سيدنا (أبوبكر الصديق) رضي الله عنه يجي ورايا يحكم .. هو كل اللي هو عمله إنه لمح لده بإنه إختاره هو اللي يؤم الصلاة بالنيابة عنه في أخر أيامه و حتي التلميح ده كان غريب أوي .. بيوت الصحابة كانت أغلبها بيطل علي مسجد النبي و الباب بتاع البيوت كان بيتقال عليه وقتها خوخة فسيدنا النبي طلب إنهم يقفلوا كل الخوخات ما عدا خوخة سيدنا (أبوبكر) .. علي فكرة ستنا (عائشة) رضي الله عنها زوجة سيدنا النبي كانت معترضة .. هي إقترحت علي سيدنا النبي إن اللي يصلي بالناس هو سيدنا (عمر بن الخطاب) رضي الله عنه علي أساس إن سيدنا (أبوبكر) رجل كبير في السن و مشاعره بتخليه يبكي و هو بيقرأ المصحف بس سيدنا النبي كان شايف حاجة إحنا مش شايفينها .. يمكن ناس كتير متعرفش إن سيدنا (أبوبكر) أمّ الناس في الصلاة كتير لما سيدنا النبي كان عيان .. و مش بس هو فيه مرة سيدنا (عمر) أمّ الناس بالصلاة  .. معلش حطلعك بره القصة شوية بس فيه موقف لازم يتحكي .. في المرة دي سيدنا النبي كان في مشوار و إتأخر عن الصلاة فسيدنا (بلال بن رباح) رضي الله عنه راح لسيدنا (عمر) و قاله طب ما تؤم إنت الناس .. في وسط الصلاة سيدنا النبي دخل المسجد ففيه ناس سقفت علي أساس إنها تنبه سيدنا (عمر) يعني إن سيدنا النبي وصل و عشان كده بيتقال متسقفش وقت الصلاة لتنبيه الإمام بإن حاجة حصلت لإن الناس سقفت و سيدنا (عمر) شاف النبي و رجع لورا مع إن سيدنا النبي شاورله يكمل .. فزي ما أنا أقدر أقول إن سيدنا النبي إختار سيدنا (أبوبكر) أقدر برده أقولك إنه مختاروش .. و حتي قصة إختيار الناس لسيدنا (أبوبكر) أنا ممكن أقولك إن سيدنا النبي فعلياً مكنش له دخل فيها لإن الموضوع تم بتلقائية غريبة.

اللي أنا عايزك تكون عارفه إن محصلش إن النبي (عليه الصلاة و السلام) قال للناس أنا عايز (أبوبكر) يحكم .. ده مش معناه إن الحياة كانت زبادي خلاط بالنسبة لسيدنا (ابوبكر) لا عشان يتولي الحكم ولا بعد ما تولي الحكم .. بمجرد ما سيدنا النبي مات و الأنصار كانوا حيتجننوا يعملوا إيه .. هم كانوا شايفين إن المسمار اللي مربط العلاقة بين المهاجرين و الأنصار مات .. الأنصار إجتمعوا مع بعض في حتة اسمها سقيفة بني ساعدة عشان يختاروا منهم حد يحكم بعد سيدنا النبي .. لما الخبر وصل للمهاجرين راح ثلاثة اللي هم أابوبكر) و (عمر) و (أبوعبيدة بن أبي الجراح) رضي الله عنهم و الحقيقة إن الثلاثة و هم داخلين علي البيت اللي الأنصار متجمعين فيه كانوا مختلفين مين فيهم يخش الأول .. حتي الثلاثة كانوا عارفين إن أي واحد فيهم يستحق و يقدر يشيل الحكم و كل واحد فيهم مقدر الثاني لدرجة إنهم كانوا محرجين من بعض .. المهم إن بحكم كبر السن فسيدنا (أبوبكر) دخل الأول .. وسط القعدة الأنصار إقترحوا كذا إقتراح .. ممكن يبقي فيه أمير من المهاجرين و أمير من الأنصار بحيث الأميرين يحكموا مع بعض أو يختاروا واحد من الأنصار مثلاً و لما يموت يختاروا حد من المهاجرين و هكذا بس (أبوبكر) قال جملته الشهيرة .. أنتم الوزراء و نحن الأمراء .. منطق سيدنا (أبوبكر) إن العرب عمرهم ما حيقبلوا فكرة إن حد من المدينة المنورة هو اللي يحكم .. اللي حيحكم حد من قريش و ده الحل الوحيد .. سيدنا (عمر) رفع إيد سيدنا (أبوبكر) و قال و أنا بايعت (أبوبكر) .. طلعت منه بتلقائية غريبة و تاني يوم تمت مبايعة سيدنا (أبوبكر) في مسجد النبي.

سيدنا (أبوبكر) الحقيقة الرجل طلع عينه زي ما شفنا في مقالة معركتي اليرموك و القادسية .. توقيت وفاة سيدنا (أبوبكر) كمان كان حرج جداً .. البلد فاتحة حرب علي جبهتين مع أقوي إمبراطوريتين في العالم وقتها اللي هم الفرس و الروم .. مكنش فيه وقت ولا إمكانية إننا نعمل مبايعة و نضيع وقت .. ده السبب إن سيدنا (عمر بن الخطاب) رضي الله عنه إتكلف بالخلافة من سيدنا (أبوبكر) .. يُحكي أن سيدنا (أبوبكر) في أواخر أيامه كان مريض فجاب سيدنا (عثمان بن عفان) رضي الله عنه و قاله هات ورقة و قلم و أكتب ورايا .. إنه أنا (أبوبكر الصديق) و أولي عليكم و .. و أغمي عليه قبل ما يكمل .. هو كان مريض زي ما قلتلك فكان أحياناً بيخش في نوبة إغماء مؤقتة و يصحي بعدها بدقائق .. سيدنا (عثمان) قام من نفسه بمجرد ما سيدنا (أبوبكر) أغمي عليه كتب اسم سيدنا (عمر) .. لما سيدنا (ابوبكر) فاق سأل سيدنا (عثمان) إنت كتبت إيه؟ فقاله و أولي عليكم (عمر بن الخطاب) فكبر سيدنا (أبوبكر) و قاله والله كنت أنويها و إنك لجدير بها يا (عثمان) و لكنه (عمر) .. سيدنا (عثمان) خد الورقة و راح لمسجد النبي كلم الناس إن يا جماعة والله سيدنا (أبوبكر) عايزنا نبايع سيدنا (عمر) فالناس قالت بايعنا خلاص.

إغتيال سيدنا (عمر) كان مؤامرة دبرها إتنين .. واحد اسمه (أبو لؤلؤة) المجوسي و واحد تاني مسيحي اسمه (الهرمذان) .. المفروض إن (الهرمذان) ده هو اللي عطي ل(أبو لؤلؤة) الخنجر المسموم اللي حيقتل بيه سيدنا (عمر)  .. لما (أبو لؤلؤة) ضرب سيدنا (عمر) بالخنجر الناس إتلمت عليه و لما لقي نفسه حيتمسك قتل نفسه .. سيدنا (عمر) و هو علي فراش الموت إتسأل نجيب مين وراك فكان رده إنه رشح 6 و سبحان الله الستة اللي رشحهم هم الستة اللي كانوا لسه عايشين من العشرة المبشرين بالجنة اللي هم (عثمان بن عفان) و (علي بن أبي طالب) و (الزبير بن العوام) و (طلحة بن عبيد الله) و (عبدالرحمن بن عوف) و (سعد بن أبي وقاص) رضي الله عنهم جميعاً .. الستة قعدوا مع بعض و إختاروا سيدنا (عثمان) .. خلي بالك بقي .. دي كانت أول مرة تقدر تقول بحق ربنا يعني إن إختيار الحاكم كان بالشوري بين المسلمين و مش بس المسلمين أنا بتكلم عن فئة الصحابة من المسلمين .. بتكلم عن الفئة اللي (طه حسين) الله يرحمه كان بيسميهم الطبقة الممتازة .. دي الطبقة من أوائل الناس اللي إعتنقت الإسلام و عاشت مع سيدنا النبي و إتعلموا منه و صرفوا اللي وراهم و اللي قدامهم علي الجهاد .. من أراء (طه حسين) في سيدنا (عمر) إن الرجل ده لو كان عاش شوية كمان كان زمان الدولة الإسلامية دي نطت سنين ضوئية .. يكفي النظام اللي هو حطه للإنتخابات الرئاسية و هو بيموت .. سيدنا (عمر) إقترح النظام الديموقراطي في بلد لا كانت تعرف ديموقراطية ولا حق إنتخاب و في وقت كانت خلاص الديموقراطية الأثينية اللي الغرب فرحان بيها ماتت و شبعت موت و حل محلها الحكم الوراثي .. طب خد دي كمان .. لما سيدنا (عمر) قال أسامي الستة فناس قالت طب ما ندخل معاهم ابنك (عبدالله بن عمر) رضي الله عنه و الرجل ده علي فكرة كان مرجع في الفقه فسيدنا (عمر) رفض و قال يكفي أل الخطاب واحد بس يحكم و يتحاسب بالنيابة عنهم عن حكم المسلمين .. فتاني .. و سيدنا (عمر) بيموت حط أساس حاجتين .. الحكم أو إختيار الحاكم شوري بين المسلمين و مش المسلمين كده و خلاص إنما من الناس اللي بتفهم اللي هم صحابة رسول الله .. و تاني حاجة إنه مينفعش بأي حال من الأحوال الحكم يبقي وراثي .. الحكم الوراثي مرفوض و مش عايزينه و مينفعش و وحش و كخة و كل المساويء اللي في الدنيا.

بداية إنك تفهم الفتنة الكبري قامت ليه هي إنك أولاً تفهم الخلاف بين 3 حاجات: أول حاجة إنك تستوعب الخلاف بين بني هاشم و بني أمية و دي حاجة أنا قلتها في البداية .. الحاجة الثانية هي إنك تفهم إيه اللي حصل بعد إغتيال سيدنا (عمر)؟ .. ثالث حاجة إنك تفهم هي البلد كانت رايحة فين أيام سيدنا (عمر) و بقت رايحة فين في عهد سيدنا (عثمان)؟

إيه اللي حصل بعد استشهاد سيدنا (عمر)؟

(عبيد الله بن عمر) رضي الله عنه يبقي ابن سيدنا (عمر بن الخطاب) .. (عبيد الله) مش (عبدالله) خلي بالك .. (عبيد الله) شاف إزاي اللي قتل أبوه قتل نفسه بس محدش كان بيتكلم عن اللي ساعدوه .. محدش كان بيتكلم عن (الهرمذان) .. في ليلة من الغضب الشديد شبه اللي بتشوفها في الأفلام الأجنبي لما البطل يبقي حالف لا يخلص علي العصابة اللي قتلت حد من عيلته (عبيدالله) راح لبيت (الهرمذان) و رفع عليه السيف و (الهرمذان) عشان كان خايف علي حياته تخيل إنه لما ينطق الشهادة ف(عبيدالله) حيرحمه بس ده محصلش .. (عبيدالله) مش بس قتل (الهرمذان) ده قتل كل اللي عنده في البيت .. بنته و واحد كمان محدش عارف هو مين بس غالباً كان جوز بنته .. في ليلة مقتل أبوه (عبيدالله) قتل 3 منهم إتنين مسيحيين و واحد نطق الشهادة قبل ما يموت فإنت تقدر تقول عليه مسلم .. تاني يوم كان يوم تنصيب سيدنا (عثمان) كخليفة .. سيدنا (عثمان) مكنش خطيب مفوه .. هو مكنش بيعرف يتكلم أوي و يُقال إنه إتلجلج في خطبته الأولي كخليفة بس هي كانت خطبة قصيرة أوي ملخصها إن أنا رجل مش بتاع أقوال أنا رجل بتاع أفعال .. سيدنا (عثمان) نزل من علي المنبر و كان أول سؤال بيتسأله هو حتعمل إيه في (عبيد الله)؟

ناس كتير قالت مفيش غير القصاص .. الناس اللي قتلها (عبيدالله) مش هم اللي قتلوا سيدنا (عمر) لإن (أبو لؤلؤة) قتل نفسه فخلاص .. غير كده إن الثلاثة دول منهم واحد مسلم .. صحيح هو نطق الشهادة عشان كان خايف علي حياته بس مش مشكلة .. ناس تانية ردت عليهم و قالوا هو يعني ينفع ندفن سيدنا (عمر) إمبارح و ندفن ابنه النهاردة؟ .. ناس تالتة تقول طب ما نسجنه .. هنا يطلع سيدنا (عمرو بن العاص) رضي الله عنه بقي .. سيدنا (عمرو) متفهمش طلع منين جه قال لسيدنا (عثمان) هو معلش يعني في الكلمة إنت مالك إنت بكل ده؟ .. هو إنت مش مستلم الخلافة النهاردة؟ و الجريمة دي حصلت إمبارح؟ .. تبقي مش مشكلتك .. سيدنا (عثمان) قال والله الكلام ده حلو .. بما إن المشكلة مش مشكلتي فأنا حدفع الفدية بتاعة الناس اللي ماتت من جيبي لبيت المال .. طلع سيدنا (علي بن أبي طالب) قال لا معلش الكلام ده مينفعش هو مش سيدنا النبي قال لو أن (فاطمة بنت محمد) سرقت لقطع (محمد) يدها .. مينفعش اللي إنت بتقوله ده يا (عثمان) .. ده لو (عمر) كان عاش و عرف اللي ابنه عمله كان حيبقي أول واحد يقول إن ابني يتعدم بس سيدنا (عثمان) أصر علي قراره .. (عبيدالله) مش حيتقتل .. هنا بقي تبان المشكلة و المشكلة دي كانت الكلام اللي قاله سيدنا (عثمان) في مناظرته قصاد سيدنا (علي) قبل ما يتولي الخلافة .. إيه ده يقطعني هو أنا مقلتلكش إن كانت فيه مناظرة سياسية زي اللي بتشوفها في أميركا حصلت في المسجد النبوي بين الإتنين المرشحين للخلافة؟ .. معلش خليني أحكيلك عشان الفترة دي مليانة دروس حياتية يا عيني بتروح مننا لمجرد إننا بنخاف نفتح سيرة الموضوع.

فاكر لما قلتلك إن سيدنا (عمر) إقترح ستة عشان المسلمين يختاروا بينهم حد يمسك من بعده و قلتلك إن الستة دول هم اللي كانوا فاضلين من العشرة المبشرين بالجنة؟ .. لو مش فاكر خليني أرصلك الأسامي تاني .. (عثمان بن عفان) و (علي بن أبي طالب) و (الزبير بن العوام) و (طلحة بن عبيد الله) و (عبدالرحمن بن عوف) و (سعد بن أبي وقاص) .. أول حاجة حصلت إن (عبدالرحمن بن عوف) طلع نفسه بره الإختيارات .. هو قال إنه مش عايز يحكم .. مش بس كده .. (عبدالرحمن بن عوف) عدي علي الصحابة كلهم واحد واحد و مش بس الصحابة عدي علي أمهات المؤمنين واحدة واحدة و سألهم هو أنتوا تختاروا مين من الخمسة .. الناس كلها أجمعت علي إتنين .. (عثمان بن عفان) و (علي بن أبي طالب) .. سيدنا (عبدالرحمن) عزم الإثنين علي مناظرة في المسجد النبوي و في المناظرة دي هو سأل سيدنا (علي) الأول هل لو مدناكش الحكم تختار مين يحكم؟ فكانت إجابته (عثمان) طبعاً .. سيدنا (عبدالرحمن) سأل سيدنا (عثمان) نفس السؤال فكانت إجابته (علي) طبعاً .. سيدنا (عبدالرحمن) سأل سيدنا (علي) بعد كده طب هل إنت ترضي إنك تحكم بما أمر الله و رسوله و ما أقره الشيخان و الشيخان هنا هو قصده علي (أبوبكر) و (عمر) فكانت إجابة سيدنا (علي) هي لا لازم  أشوف أنا رأيي إيه و إجتهادي أنا كمان إيه .. سيدنا (عبدالرحمن) سأل سيدنا (عثمان) نفس السؤال فكانت إجابته اه ححكم بما أمر الله و رسوله و بما أقره الشيخان .. سيدنا (عبدالرحمن) دعي الناس للصلاة و تمت مبايعة سيدنا (عثمان).

أظن إنت فهمت المشكلة كانت فين .. لو حنستخدم مصطلحات سياسية حديثة فسيدنا (عثمان) بني حملته الإنتخابية علي وعد إنه حيمشي بما أقره الشيخان .. و بالتالي هو إنت إزاي يا (عثمان) تبقي إمبارح بس قايل أنا ححكم بما أمر الله و رسوله و ما أقره الشيخان و يبقي أول قرار ليك كخليفة هو حاجة ضد كل المباديء اللي حطها سيدنا (عمر)؟ .. علي فكرة مش بس دي كانت الإختلافات بين طريقة حكم سيدنا (عمر) و سيدنا (عثمان) .. الإختلافات بينهم في طريقة الحكم كانت أكبر من مجرد رغبة إن ميبقاش أول قرار ياخده سيدنا (عثمان) هو إعدام ابن صحابي جليل .. الإختلافات بين طريقة حكم سيدنا (عمر) و سيدنا (عثمان) شملت حاجات كتيرة أوي رغم إن الإتنين تقريباً حكموا نفس المدة اللي هي عشر سنين:

أول إختلاف كان السياسة الداخلية نفسها .. هو الخليفة شايف الناس إزاي؟

سيدنا (عمر) خلال حكمه عمل حاجة غريبة أوي و هي إنه طلع قرار بإن صحابة رسول الله ميطلعوش بره المدينة المنورة .. لو إنت صحابي أنا إخترتك لمنصب في أي من الولايات الإسلامية فماشي .. غير كده إنت قاعد جنبي هنا في المدينة المنورة .. لما إتسأل ليه كان رده إنه خايف منهم و خايف عليهم .. المنطق كان إن إفرض لما صحابي من صحابة سيدنا النبي يعمل حاجة غلط و أي حد معرض إنه يغلط .. المشكلة مش في الغلطة المشكلة إن الناس حتشوفها إزاي؟ .. حاول تتخيل إن سيدنا (عمر) كان خايف من زمن سوشيال ميديا بتاع وقت الصحابة .. الناس بتستني غلطة للصحابة و هو كان عارف ده كويس .. فيه ناس ممكن تترجم القرار ده إن اه أكيد سيدنا (عمر) كان خايف علي السلطة .. أكيد كان خايف إنه لو عين واحد من الصحابة كوالي علي أي ولاية فممكن ينفصل عن الدولة و يعلن استقلاله و إحتمال ينصب نفسه خليفة كمان .. لو دماغك راحت لكده فأنا مقدر و عارف إن ده طبيعي بس إنت برده محتاج تفهم إنك شايف بني أدم زي سيدنا (عمر بن الخطاب) إنه زي ما بنشخصه في علم النفس Insecure أو مش واثق في نفسه .. إنت عارف مين هو سيدنا (عمر بن الخطاب) قبل ما تقول عليه Insecure؟ .. ده الرجل اللي سيدنا النبي قال عنه إن لو ربنا بعث نبي من بعده فالنبي ده كان حيكون سيدنا (عمر) .. دي نقطة .. نقطة تانية هي حتفرق أوي هو والي مصر مثلاً اللي يعلن استقلاله عن الدولة ده كان واحد من الصحابة أو لا؟ فعلياً مش حتفرق .. سيدنا (عثمان) مشي عكس السياسة دي .. من أكتر الإنتقاضات اللي يمكن بتتوجهله إنه مش بس ألغي العمل بالقاعدة دي إنما ده كمان فتح الموضوع زيادة عن اللزوم .. هو ساب الصحابة تعمل اللي هي عايزاه .. و الأهم إن أصحاب الرأي ده بيقولوا إن لسبب ما سيدنا (عثمان) كان بينقي الناس الغلط للمكان الصح.

الناس اللي بتقول كده رأيها إن و الله أغلب التعيينات في المناصب الكبيرة اللي في الدولة بقت بتروح لبني أمية اللي سيدنا (عثمان) منهم .. بدأنا نرجع تاني للخناقة بين بنو أمية و بنو هاشم .. عارف مين كان وزيره؟ .. (الحكم بن العاص) و ده واحد من قرايب سيدنا (عثمان) و اللي كانت بينه و بين سيدنا النبي مشاكل لدرجة إن سيدنا النبي تقدر تقول نفاه بره المدينة المنورة .. حتعرف في الأجزاء الجاية إن حفيد (الحكم) ده اللي هو (عبدالملك بن مروان) هو اللي حيجيب (الحجاج بن يوسف الثقفي) كوزير له .. مهم أوي تكون فاهم إن ممكن سيدنا (عثمان) ميكونش في دماغه الكلام ده لإنه كان باصص في حتة تانية خالص .. حقولها دلوقتي و حقولها تاني و خليها حلقة في ودنك إن سيدنا (عثمان) كان طيب .. يُحكي أن كان فيه بني أدم اسمه (عبدالله بن أبي السرح) و الرجل ده كان من كتبة الوحي .. ده رجل كان بيقعد جنب سيدنا النبي يكتب وراه كلام ربنا و بعد كده إرتد و بقي يقول علي النبي كلام ميتقالش الصراحة فلما سيدنا النبي فتح مكة قال أقتلوه حتي لو تعلق بأستار الكعبة .. الوحيد اللي أنقذه كان سيدنا (عثمان) .. سيدنا (عثمان) خد (عبدالله بن أبي السرح) ده من إيده و وداه لسيدنا النبي و فضل يطلب منه إنه يعفو عنه لحد ما سيدنا النبي عفي عنه .. مش بقولك رجل طيب.

أي حاكم في الدنيا بيكون هدف من أهدافه إنه يكسب الناس بس الطرق بتختلف .. سيدنا (عمر) مثلاً كان ماشي في سكة إنه يكسب الناس بالحق .. لو ليك حق و طالبت بيه حتاخده .. سيدنا (عثمان) في حتة كسب حب الناس دي كان بيعملها بإنه عمال يوزع عطايا و هبات و فلوس بشكل مبالغ فيه أحياناً .. الهبات و العطايا دي مش بيكون وراها دافع سياسي علي فكرة .. هو بس كان زي ما قلت و حفضل أقول سيدنا (عثمان) كان طيب أوفر .. أووفر أوي .. يٌحكي إنه عطي لصحابي جليل زي (الزبير بن العوام) رضي الله عنه حوالي 600,000 درهم و ده كان رقم خزعبلي .. عمل كده برده مع صحابي تاني اسمه (طلحة بن عبيد الله) رضي الله عنه لما عطاله 200,000 درهم .. هي المشكلة إن سيدنا (عثمان) كان بيديهم من بيت مال المسلمين مش من ماله الشخصي و ده كان بيستفز الناس لإن السؤال الطبيعي اللي بيتسأل هو إشمعني هم؟ .. حتي (الزبير) مكنش عارف يعمل إيه بالفلوس دي كلها و بقي هو أول مستثمر عقاري في الدولة الإسلامية بيشتري بيوت في كل حتة.

جزء مهم برده كان هو الخليفة شايف منظومة العدل إزاي؟ .. سيدنا (عمر) مكنش عنده في الحق يا أما إرحميني .. سيدنا (عثمان) كان طيب حبتين .. لا حبتين إيه ده كان طيب أوي .. هو تخيل إنه لما يدفع هو الفدية بتاعة (عبيدالله بن عمر) إنه كده بيحقن دماء المسلمين بس للأسف هو مخدش باله إن سيدنا (عثمان) خد القرار ده بصفته خليفة مش بصفته صاحب سيدنا (عمر) .. حفهمك براحة .. لو سيدنا (عثمان) كان إقترح إنه هو اللي يدفع الفدية و مكنش هو الحاكم كانت إتبلعت .. كان الناس حتبصلها إنه مش عايز يخسر صاحبه و ابن صاحبه في يوم واحد .. بس عشان هو الخليفة فده عطي للناس إنطباع إن خلاص كده عصر الفاروق خلص و جه عصر لو معاك فلوس حتهرب من حبل المشنقة .. تاني طبعاً دي مكنتش نية سيدنا (عثمان) بس دي طبيعة البشر بيفضلوا يراقبوا هو الحاكم بيعمل إيه؟ و عايز إيه؟ و كل قرار بياخده بيعتبروا ده إشارة للي هو عايز يعمله و بيبدأوا يطبعوا نفسهم علي هذا الأساس .. قرار سيدنا (عثمان) هو خده بحسن نية بس عشان هو الحاكم فالناس ترجمته إن اه بقي باي باي أيام (عمر) و أهلا بأيام (عثمان).

ثاني إختلاف هي طريقة إدارة موارد الدولة .. الفلوس يعني.

لو حابب تفهم الفرق فعلاً بين سيدنا (عمر) و سيدنا (عثمان) في حتة الفلوس دي بالذات فحاول تتخيل إن الأولاني كان إشتراكي و الثاني كان رأسمالي .. عارف إنه تشبيه غريب حبتين بس خليني أفهمك .. سيدنا (عمر) زي ما حكيت قبل كده هو أول واحد طبق فكرة Universal Basic Income و دي فكرة إشتراكية صرف و هي إن الدولة لازم تعمل شبكة أمان إجتماعي أو Social Safety Net بحيث إنه يضمن إن مفيش حد في البلد عايش تحت خط الفقر .. ده معناه بالضرورة إن سيدنا (عمر) مكنش بينه و بين الأغنياء عمار .. يحكي أن لما سيدنا (عمر) بعت سيدنا (أبو هريرة) رضي الله عنه عشان يبقي حاكم البحرين ففي أول زيارة ل(أبو هريرة) للمدينة المنورة رجع و معاه فلوس كتير فسيدنا (عمر) سأله جبت الفلوس دي كلها منين فقاله تاجرت يا أمير المؤمنين .. سيدنا (عمر) زعل جداً بإن إزاي الحاكم يسيب شغله و يتاجر و خد نسبة 50% من ثروة (أبو هريرة) كضرائب و حطها في بيت مال المسلمين .. العكس كان مع سيدنا (عثمان) .. هو كان بيبص للصورة الكبيرة في الإقتصاد و هي إن موارد البلد تزيد .. فاكر (عبدالله بن أبي السرح)؟ .. أهو سيدنا (عثمان) عينه والي مصر فمن الحاجات الغريبة إن في عهده الفلوس اللي كانت بتيجي من مصر لخزينة الدولة نطت كتير أوي عن أيام ما كان سيدنا (عمرو بن العاص) ماسكها فسيدنا (عثمان) في مرة سأل (عمرو) هو ليه (عبدالله) بيجيب فلوس أكتر منك فكان رد (عمرو) إن ده بيحصل بإنه بيعصر الناس لإن (عبدالله بن أبي السرح) زود الضرائب علي المصريين .. كأرقام إقتصاد فالبلد كانت عايشة زي الفل .. لو حتبصلها بإن قد إيه الدولة الاسلامية بيجيلها فلوس فأنا أقدر أقولك بالعشرة دول إن أداء سيدنا (عثمان) الإقتصادي أعلي بكتير من سيدنا (عمر) بس كان إيه الثمن و دي حاجة إنت محتاج تفهمها.

النجاح الإقتصادي عامل زي مزيل ريحة العرق .. إنت تبقي رجل مستحمتش بقالك يومين و لسه لاعب ماتش كورة و عرقان و ريحتك مقلب زبالة تقوم راششلك شوية مزيل ريحة عرق علي جسمك و حتبقي ماشي في الشارع ريحتك حلوة .. ده مش معناه إنك نظيف .. ده مش معناه إنك لو كملت كده من غير ما تستحمي مش حيجيلك مرض جلدي .. النجاح الإقتصادي لدولة سيدنا (عثمان) كان عامل زي ما تقول كده جبنا مزيل ريحة عرق و رشيناه علي البلد كلها .. بقي صعب أوي علي عين سيدنا (عثمان) إنه يلقط إزاي التعيينات الغلط بتودي البلد في داهية .. إزاي حد ممكن يقنع سيدنا (عثمان) إن الوضع في مصر بقي بيخرج بره السيطرة و أكبر ريع بيخش لخزينة بيت مال المسلمين من مصر؟ .. إزاي يطلع صحابي جليل زي (أبا ذر الغفاري) رضي الله عنه يعترض علي كلام سيدنا (عثمان) و يقوله إنت بتودي البلد في ستين داهية و مطلوب من سيدنا (عثمان) إنه يصدق .. يا جدعان علي الورق و بالأرقام البلد ماشية زي الفل .. سيدنا (عثمان) نفي (أبا ذر الغفاري) بره المدينة المنورة مع إن سيدنا النبي كان بيحبه جداً و سيدنا (علي) وصله لحد حدود المدينة المنورة عشان يبقي هو أخر حد يودعه.

ناس كتير من الصحابة كانت حاسة إن البلد بتلبس في الحيط بس محدش عارف يتكلم لسبب إن إذا كان سيدنا (عمر) و هو بيموت حط أساس الإنتخاب الديموقراطي بس هو ملحقش يكمل شغله .. هو كان ناوي يعمل مجلس شبه مجلس النواب كده بس للصحابة عشان أي حد شايف إن البلد رايحة في حتة مش صح يتكلم .. مكنش فيه ألية واضحة للناس تعمل إيه لما يشوفوا الحاكم بيغلط .. مفيش حاجة اسمها إنتخابات مبكرة ولا تصويت لحجب الثقة .. مفيش حاجة غير الصبر .. الخليفة بيحكم لحد ما يموت .. دي الحقيقة الوحيدة اللي قصادهم .. اللي محدش سأله لنفسه هو إيه اللي حيحصل بعد وفاة سيدنا (عثمان)؟ .. في أواخر حكم سيدنا (عثمان) الناس بقي عندها شبه إقتناع بكذا حاجة .. الناس اللي متضايقه من الولاة اللي هو عينهم بقوا شبه مقتنعين بإن مفيش حل غير إن سيدنا (عثمان) يموت .. المعارضة من الصحابة اللي شايفين الدنيا بتبوظ و بقي عندهم احساس داخلي إن أكيد فيه مؤامرة بتتدبر لإغتيال سيدنا (عثمان) و لو حتي هم مش مشاركين فيها فمن جواهم بقي عندهم إحساس إن لو حتي ده حصل فهم مش حيحاولوا حتي انهم يتدخلوا لإنقاذه .. حتي الولاة الموالين لسيدنا (عثمان) زي سيدنا (معاوية بن أبي سفيان) بقوا عارفين إن أيام سيدنا (عثمان) بقت تتعد علي الصوابع و بدل ما ينصحوه و ينبهوه سكتوا لإنهم هو كمان مستنيين اليوم اللي سيدنا (عثمان) يموت فيه عشان حد فيهم يحكم هو .. كل الناس كانت شايفة إن المصيبة جايه إلا سيدنا (عثمان) .. نجاحه الإقتصادي خلاه فعلياً من جواه متؤكد إنه شايف شغله صح .. بس محدش كان عنده أي تصور هي الأحداث حتبوظ إزاي في الأيام الأخيرة من حكم سيدنا (عثمان) و إن إزاي الدنيا حتخرج بره السيطرة لما يتقتل؟ .. كله بيبقي عايز الحاجة بس محدش بيسأل نفسه هو إيه اللي حيحصل لما تيجي فعلاً؟

المصادر:

مهندس ميكانيكا بحب الصحافه و الكتابه .. مؤمن بان من حق كل بني ادم انه يعرف الحقيقه ورا الخبر .. رسالتي انك تفهم حقيقه اللي بيحصل عشان لما تقرر رايك تكون فاهم انت بتقرر علي اي اساس

4 تعليقات

اترك تعليق

بريدك الالكتروني لن ينشر. يجب ملئ الخانات بعلامة *

من فضلك ادخل التعليق!

من فضلك ادخل الأسم!

من فضلك ادخل البريد الالكتروني!من فضلك ادخل بريد الكتروني صحيح!