تابعونا

الفتنة الكبرى .. إن للشيطان طيفاً و إن للسلطان سيفاً .. الجزء الثاني.

التحكيم ده هو التفاوض بحيث إن سيدنا (معاوية) يختار حد و سيدنا (علي) يختار حد و الإتنين يتفاوضوا بالنيابة عن الإتنين .. سيدنا (معاوية) إختار سيدنا (عمرو بن العاص) و سيدنا (علي) إختار سيدنا (أبوموسي الأشعري) .. أيام و أيام و كل يوم سيدنا (عمرو) و سيدنا (أبوموسي) يقعدوا مع بعض.

26 أبريل، 2020 1 3.9 ألف

مهم أوي تبقي فاهم إن كل طرف كان شايف نفسه عنده حق .. مشكلة تاريخ الفترة دي إن إنت مش قدامك غير شوية حكايات و المفروض إن كل واحد مننا يستشف هو إيه اللي حصل بالضبط .. فيه ناس دايماً بتحاول تطلع القطط الفطسانة في الصحابة رضوان الله عليهم لمجرد إنه يطلع يقول شايفين أهم بيغلطوا أهو .. هو إنت محتاج تفهم إنك بتتعامل مع بني أدمين فأكيد بيغلطوا .. الفكرة إنك تحاول تفهم المبررات ورا الغلط .. هل هو غلط و هو عارف و قاصد إنه يغلط؟ .. ولا هو بني أدم حسبها غلط أو إتصرف بناء علي معلومات غلط بس نيته كانت خير؟.. نظريتي عن سيدنا (عثمان) و دي أنا قلتها في الجزء الأول و حعيدها تاني إنه رجل طيب .. طيب أوووفر .. فيه ناس فهمت ده علي إني بعيب فيه و ده مش حقيقي .. الطيبة الأوفر مش بتبقي عيب في الشخص .. بتبقي عيب في فهم اللي حوليه ليه .. حفهمك .. فيه قرارات كتير هو خدها بدافع الطيبة و مفكرش فيها بإنه سأل نفسه هو يا تري الناس حتشوف ده إزاي .. الناس بتبص للحاكم و بتراقب كل صغيرة و كبيرة في أفعاله .. لو شافوه بيعمل أي حاجة أو بياخد أي قرار بيبدأوا يبصولها هو يا تري عمل كده ليه .. من غير ما الحاكم يشرح نفسه كويس و يفهّم الناس هو عمل كده ليه فالناس بطبيعتها بتفتي .. شوية و الفتي بيتحول لهبد .. شوية و الهبد بيتحول لوجهة نظر غلط خالص عن الحاكم .. و عشان ميكونش كلامي عام تعالي ناخد شوية أمثلة:

الموقف الأول إنه رجع (الحكم بن عبدالملك) لما يسمي العمل العام زي ما بنقول .. الرجل ده زي ما قلت الجزء اللي فات سيدنا النبي عليه الصلاة و السلام طرده بره المدينة المنورة .. سيدنا (أبوبكر) و سيدنا (عمر) رضي الله عنهم الإتنين ولا واحد فيهم فكر إنه يرجعه تاني المدينة المنورة عشان ميكسروش كلام سيدنا النبي .. الرجل بعت مرسال لسيدنا (عثمان) يستسمحه إنه يخليه يخش المدينة المنورة فمش بس هو سمحله يخش المدينة المنورة إنما عينه وزيره .. معلومة علي جنب إن (الحكم) ده يبقي قريب سيدنا (عثمان) .. سيدنا (عثمان) كان المفروض يقول لنفسه أنا خدت المبايعة بناء علي وعد إني أحكم بما أقره الشيخان .. ولا واحد فيهم فكر يدخل (الحكم) المدينة المنورة تاني .. يا تري الناس حتقول عليا إيه؟ .. بس هو مكنش بيفكر كده .. هو كان بيفكر كإنسان أولاً و أخيراً .. علي فكرة لو كان (الحكم) بعت لسيدنا (عثمان) وقت ما كان سيدنا النبي عايش كان إتوسطله زي ما إتوسط ل(عبدالله بن أبي السرح) .. هي طبيعته كده .. بس هو للأسف معملش حساب كلام الناس.

في الحكم عموماً العلاقة بين الحاكم و المحكوم المظاهر فيها عليها عامل كبير .. كلمة الشفافية بتترمي كده قصادنا وسط الكلام عن السياسة بس محدش بيقف أوي قصاد الكلمة و معناها .. الشفافية مش معناها إن الشعب يراقب الحاكم .. لا سيدنا (عثمان) مش محتاج حد يراقبه .. الشفافية معمولة عشان سوري في الكلمة فيه ناس كتير من الشعب بهايم .. فيه ناس بتشوف الأفعال بتاعة الحاكم و دماغها مش بتقدر تستوعب الحكمة ورا الأفعال فبيبدأوا يحطوا مبررات من دماغهم .. الشفافية بين حكم سيدنا (عثمان) و بين الناس مكانتش موجودة و أرجوك متقوليش الصحابة مش محتاجين ده .. أنا مش بتكلم عن الصحابة أصلاً .. حكم سيدنا (عثمان) شمل مناطق عمرها ما شافت المدينة المنورة قبل كده ولا يعرفوا حاجة عن سيدنا النبي و تعاليمه زي مصر و الشام و العراق و حتي إيران .. حاول دايماً توسع منظورك لفترة الفتنة الكبري إن مش كل أحداثها و مش كل الشخصيات اللي فيها كانوا من الصحابة رضوان الله عليهم .. ممكن بني أدم (سوري في الكلمة تاني) بهيم مش فاهم أي حاجة و يبوظ الدنيا كلها.

الموقف الثاني و هو فكرة الثقة الزايدة أوي في الولاة بتوعه .. سيدنا (عمر) هو اللي عين سيدنا (معاوية) والي للشام  فهو أكيد شاف إنه بني أدم كويس بس عينه مكانتش بتنزل من عليه أبداً .. لا هو ولا علي غيره .. سيدنا (عمر) كان حاطط خطة إنه عشان يمشي الولايات الإسلامية زي ما هو عايز بالضبط حيسافر بشكل عشوائي يقعد في كل ولاية شهرين .. مش حيكون محدد هو حيروح أنهي ولاية .. هو حيروح يطب عليها و يقعد فيها يسأل الناس إيه رأيكوا في الوالي اللي أنا معينه لكن إغتياله و استشهاده مخلاهوش يلحق يعمل ده .. سيدنا (عثمان) يمكن لإنه كان كبير في السن لإنه تولي الحكم و هو عنده تقريباً 75 سنة فكان يسأل (عبدالله بن أبي السرح) والي مصر إيه الأخبار عندك فيقوله زي الفل يا أمير المؤمنين بس يكون أهل مصر متضايقين .. نقطة بس بخصوص (عبدالله بن أبي السرح) .. الرجل ده كان والي مصر وقت معركة ذات الصواري .. قول عليه اللي إنت عايزه .. قول عليه كان من كتبه الوحي و إرتد .. قول عليه إن النبي سامحه بسبب إصرار سيدنا (عثمان) و إن لولا ده كان إتقتل لإن سيدنا النبي أحل دمه لما فتح مكة المكرمة .. قول علي (عبدالله) خاين أو منافق أو من أولياء الله الصالحين أيا كان رأيك فيه إنت حر بس إنت محتاج تقف قدام معلومتين .. المعلومة الأولي إن الرجل ده أشرف علي إن الدولة الإسلامية يبقي عندها أسطول بحري يقدر يهزم الأسطول البيزنطي في معركة ذات الصواري و إنشاء أسطول بحري مش حاجة سهلة و محتاج فلوس .. فلوس كتير .. أوي .. بناء الأسطول و تسليحه و أكله و شربه و تدريبه و مرتباته .. ده يفسرلك ليه هو زود الضرائب علي المصريين .. يقوم المصريين بسبب إن مفيش شفافية خدوا المعلومة الثانية إن (عبدالله بن أبي السرح) كان أخو سيدنا (عثمان) من الرضاعة لوحدها و حطوا عليها ملح و فلفل أسود عشان يوروك قد إيه سيدنا (عثمان) و أنا اسف في الكلمة إنه فاسد و معين أهله في مناصب عليا و كل الإتهامات اللي إنت بتسمعها رغم إن ده مش حقيقي .. و ده يوريك إن حكم سيدنا (عثمان) كان أكبر سوء تفاهم بين حاكم و شعبه إنت قريت عنه .. و السبب تاني إن مفيش شفافية .. مفيش حد بيفهم الشعب حاجة .. و أرجوك للمرة الثانية أنا مش بتكلم عن الصحابة أنا بتكلم عن الشعوب اللي بقت تحت حكم المسلمين و متعرفش حاجة عن الإسلام.

الموقف الثالث و هو التوزيع الغير منطقي للثروة و ده كان مشكلة كبيرة .. بص أنا أفهم لو سيدنا (عثمان) كان له ناس معينة بيحبهم فبيديهم فلوس بس هي المشكلة إن ده مكنش بيحصل .. هي المشكلة إن مكنش فيه أي منطق في توزيع الثروة .. خالص .. الناس اللي حاربت بتاخد فلوس .. الناس اللي محاربتش بتاخد فلوس أكتر .. و دي كانت أكتر قضية مخلية الصحابة و غير الصحابة متضايقين لإن تاني في وقت حكم سيدنا (عثمان) دولته كان عايش فيها ناس من بره الجزيرة العربية أصلاً و هم مش فاهمين هو توزيع الفلوس ده بيتم علي أي أساس .. كان فيه تيار معارضة كبير في المدينة المنورة شايف إن اللي ليهم معاش شهري من بيت مال المسلمين هم المحاربين و المحاربين القدامي و الجرحي اللي إتصابوا في الفتوحات الإسلامية و طبعاً الفقراء .. غير كده روح إشتغل و إكسب فلوس بعرق جبينك .. إنت مش متخيل النجاح الإقتصادي لدولة سيدنا (عثمان) خلي فيه سيولة عامله إزاي في بيت مال المسلمين .. لو حنستخدم مصطلحات إقتصادية حديثة فالميزانية العامة للدولة كان فيها فائض كبير .. هنا تبان المشكلة .. المشكلة إن كانت فيه حنفية فلوس مفتوحة .. معدلات الثراء بتزيد بشكل مش طبيعي في المدينة المنورة و مكة المكرمة و فعلياً الفلوس دي مش جايه من أي نشاط إقتصادي .. شبه الجزيرة العربية لا عندها نهري النيل ولا دجلة و الفرات .. شبه الجزيرة العربية لا عندها مناجم ذهب ولا فيها ثروة حيوانية .. الفلوس دي جايه من الإمارات الإسلامية بره شبه الجزيرة العربية.

كتير من الصحابة راحوا إتكلموا مع سيدنا (عثمان) و أقنعوه بإن فيه حاجة غلط و هو إقتنع و قال حاضر أنتوا عندكوا حق .. الفلوس جريت في إيد الناس و هم مش بيتعبوا فيها و ده إجتماعياً و نفسياً غلط لأي بني أدم .. مش بس كده .. هو طلع خطب في الناس .. اللي عنده أرض يروح يزرعها و اللي عنده تجارة يروح ياخد باله منها .. لما جت ساعة التنفيذ بقي الوضع كان مختلف .. سيدنا (عثمان) عشان كان ينفذ كلام المعارضين من الصحابة كان محتاج زي ما تقول كده ينفض الدولة كلها زي ما الست والدتك بتنفض الشقة قبل العيد .. النظام كله محتاج يتغير .. نظام التعيينات .. نظام الحكم .. نظام توزيع الثروة .. نظام الرقابة علي الولاة .. شغل كتير و مواجهة ما يعلم بيها إلا ربنا مع اللي تقدر تسميها الدولة العميقة فعلياً لإن فيه ناس كانت مستفيدة من اللي بيحصل طول العشر سنين اللي سيدنا (عثمان) كان بيحكم فيهم .. زود علي كده كمان إن سيدنا (عثمان) كان كبير في السن .. و ده بيحطك قدام المشكلة الحقيقية .. المشكلة اللي بتواجه أي حاكم في اي بلد .. الوقت .. الوقت كان بيجري من إيد سيدنا (عثمان) .. المؤامرة اللي بتتعمل ضده بدأت من قبل ما هو يبدأ يشتغل علي علاج مشاكل الدولة .. المؤامرات بتبقي عامله زي العربية اللي مفيهاش فرامل .. بتفضل تمشي و مش بتقف .. حتي لو الخطوات الصح بدأت تتعمل.

الثورة بدأت تغلي في مصر و العراق .. يمكن لإن البلدين ليهم حضارة عريقة و عدي عليهم موتات كتير قبل كده عكس الصحابة اللي عايشين في شبه الجزيرة العربية .. مصر عدي عليها محتلين و شافت ثورات و مجاعات و حروب بعدد شعر رأس الناس اللي عايشة في الجزيرة العربية كلهم .. و نفس الكلام عن أهل العراق .. إذا كانت الثورة علي الحاكم ده شبه كوباية شاي العصاري كده بالنسبة للمصريين و العراقيين فالخروج عن الحاكم ده كان خيال علمي بالنسبة للصحابة .. ألفين بني أدم جمعوا بعض من مصر و العراق و هم مقتنعين بحاجة واحدة .. سيدنا (عثمان) لازم يتقتل .. ليه؟ .. بسبب غياب الشفافية .. مفيش حد بيفهم حد أي حاجة .. أنا بس عايزك تتخيل إزاي أكتر من ألفين بني أدم من مصر و العراق زي ما تقول عملوا مع بعض واتس اب جروب و إتفقوا إنهم يتحركوا علي المدينة المنورة عشان يغتالوا سيدنا (عثمان) .. ألفين بني أدم يدخلوا المدينة المنورة و يحاصروا بيت سيدنا (عثمان) لأكتر من شهرين و محدش عارف ياخد قرار إن الناس دي تتقتل أو تتحارب .. أحداث استشهاد سيدنا (عثمان) نفسها عليها خناقة كبيرة و لو دخلنا في تفاصيلها مش حنخلص فخلينا نخش في الأحداث اللي حصلت بعد كده.

بمجرد وفاة سيدنا (عثمان) الناس كلها جريت علي بيت سيدنا (علي) و قالوله أنت لها .. إحنا حنبايعك تبقي إنت أمير المؤمنين .. من ضمن الناس دي كانوا إتنين .. (طلحة بن عبيد الله) و (الزبير بن العوام) رضي الله عنهم .. تقريباً مكة المكرمة و المدينة المنورة كلها مفيش بني أدم مبايعش سيدنا (علي) .. المشكلة كانت في الشام .. المشكلة كانت في سيدنا (معاوية) .. الرجل راسه و ألف سيف قتلة سيدنا (عثمان) يموتوا الأول قبل ما يبايع سيدنا (علي) .. اللي طالع علي سيدنا (معاوية) هو جملة واحدة .. أنا عايز قتلة سيدنا (عثمان) .. طب يهديك يرضيك .. يقولك لا أنا مش حسمح بإن موقف سيدنا (عبيدالله بن عمر) يتكرر تاني .. فاكر .. لما سيدنا (عثمان) دفع الفدية من جيبه .. هنا بقي إنت محتاج تهدي كده و تبقي فاهم اللي كان سيدنا (معاوية) بيقوله.

هو بيقول إن اه سيدنا (عثمان) كان غلطان لما مخادش القصاص من سيدنا (عبيد الله) .. طب إنت وقت ما ده حصل محدش سمع صوتك ليه زي ما سيدنا (علي) إعترض؟ .. طب هو سيدنا (عثمان) مش قريبك من بني أمية؟ اه قريبي .. طب إنت عارف مين هم قتلة سيدنا (عثمان)؟ اه حوالي ألفين بني أدم .. طب إنت عارف اساميهم واحد واحد؟ .. بلاش دي .. ده سؤال صعب خد الأصعب منه .. سيدنا (عبيد الله بن عمر) لما قتل (الهرمذان) كانت حجته إن (الهرمذان) مسئول عن مقتل سيدنا (عمر) زي (أبو لؤلؤة المجوسي) بالضبط .. مسئولية اللي وفر السلاح زيها زي مسئولية القاتل .. طب أنتوا شكلتوا لجنة تحقيق تعرفوا مين اللي ساعدوا الألفين دول؟ .. طب خد الأصعب من اللي فات .. هل لو إنت شفت بيت سيدنا (عثمان) متحاصر و حياته في خطر و إنت متدخلتش لإنقاذه تبقي مسئول عن استشهاده؟.. هل سيدنا (علي) مطلوب منه إنه يعدم أي صحابي مدافعش عن بيت سيدنا (عثمان)؟ .. إنت متخيل إنت بتطلب إيه يا (معاوية)؟ .. منطق سيدنا (علي) إن لو نفذت كلامك يا (معاوية) أنا  حعدم نص الصحابة مش لسبب غير إن حضرتك تتعطف و تتكرم و تبايعني علي الخلافة .. طب هو أنا حعدم الناس دي كلها بأي شرعية و أنا أساساً مش الخليفة عشان المبايعة مش مكتملة؟ .. طب معلش تعالي هنا .. سيدنا (عثمان) بقاله شهرين بيته متحاصر مجتش بقواتك من الشام تحمي الخليفة بتاعك و قريبك ليه؟ .. عارف حتقولي ما سيدنا (عثمان) بعت جواب لسيدنا (معاوية) قاله فيها إنه في أمان و محدش يقلق عليه بس إنت يا (معاوية) دماغك توزن بلد و أكيد كنت شايف الوضع رايح علي فين .. الحقيقة إن سيدنا (معاوية) مكنش عايز قتلة سيدنا (عثمان) .. هو كان عايز يلوي دراع سيدنا (علي) بإنه يطلب منه طلب هو عارف إنه مستحيل ينفذه و ياخد ده مبرر إنه ميقبلش يبايعه للخلافة .. طب أزيدك من الشعر بيت .. لو الأية إتعكست و سيدنا (طلحة) و سيدنا (الزبير) راحوا لسيدنا (معاوية) قالوله أنت لها و بايعوه و طلع سيدنا (علي) قاله لا بقي معلش أنا مش حبايعك من غير ما تقتل قتلة سيدنا (عثمان) كلهم غالباً سيدنا (معاوية) كان حيرفض.

يا عيني وقتها مكنش حد فاهم سيدنا (علي) أوي .. سيدنا (علي) ميفرقش كتير عن سيدنا (عمر) .. الإتنين معندهمش في الحق يا أما إرحميني .. ده اللي كان مخلي سيدنا (علي) متردد إنه يبدأ حكمه بمحكمة تفتيش .. إصرار سيدنا (علي) علي فكرة إن القصاص من قتلة سيدنا (عثمان) لازم يتأجل شوية خلي إتنين من أهم صحابة سيدنا النبي اللي هم (طلحة بن عبيد الله) و (الزبير بن العوام) رضي الله عنهم يجروا علي الكعبة عشان يقابلوا ستنا (عائشة) رضي الله عنها اللي كانت بتحج .. الإتنين قالولها إن سيدنا (علي) مش عايز يقتص لقتلة سيدنا (عثمان) .. محدش قالها السبب الأساسي كان إيه .. محدش قالها إن سيدنا (علي) مكنش عايز يبدأ حكمه بمجزرة .. ألفين بني أدم دي بس البداية إنما لسه اللي ساعدوهم و اللي تأمروا معاهم و لسه الناس اللي وقفت تتفرج .. ده ممكن يكون من اللي حيعدموا في الليلة دي ستنا (عائشة) شخصياً لإن أكيد الإتهامات حتتوزع في المحاكمات دي زي عروض فودافون ففيه ناس كتير سمعتها حتتشوه من غير وجه حق و من غير أي دليل .. بس هم مقالولهاش ده .. هم أقنعوها إنهم هم الثلاثة يطلعوا علي مدينة البصرة في العراق و يبقي ده بداية إجبار سيدنا (علي) علي إنه يبدأ حكمه بالخطوة اللي هو رافضها.

تاني حرجع و أقولهالك .. كل طرف كان شايف إنه بيعمل الصح .. سيدنا (عبدالرحمن بن عوف) اللي أنا في رأيي إنه كان حمامة السلام و رجل يتشال علي الراس الصراحة بسبب محاولاته إن أي خلاف يتحل بشكل سلمي سافر البصرة لمجرد إنه يقابل ستنا (عائشه) يسألها إنتي بتعملي إيه؟ .. ليه واقفة مع (طلحة) و (الزبير) فكان ردها إنها جايه تصلح بين الناس .. الست مش سايبه الحج و جايه علي البصرة عشان تبدأ فتنة .. هي من جواها مكنتش عايزه كده .. بس أهو ده اللي حصل .. الغريب هو اللي حصل بعد كده .. سيدنا (علي) راح قابل الثلاثي (عائشة) و (طلحة) و (الزبير) في البصرة و أقنعهم برأيه برعاية (عبدالله بن عوف) .. القصاص من قتلة (عثمان) حيتم بمجرد ما البيعة تكتمل .. و مش بس كده .. سيدنا (علي) تاني يوم الصبح حيتحرك علي الكوفة و مش حياخد معاه ولا واحد من قتلة سيدنا (عثمان) .. بفكرك للمرة اللي مش فاكر كام إن قتلة سيدنا (عثمان) عدوا الألفين بني أدم .. دي كانت أكبر مؤامرة سياسية في تاريخ الدولة الإسلامية  .. و علي فكره لو كنت سألتهم ليه إرتكبتوا الجريمة دي كنت حتلاقيهم مقتنعين جداً باللي هم عملوه .. قتلة سيدنا (عثمان) و اللي بعد كده حيطلع منهم ما يسمي بالخوارج كانوا مؤمنين جدا ًبإن قتلهم لسيدنا (عثمان) كان زي ما تقول كده Necessary Evil أو شر لابد منه لإنقاذ الدولة .. هم فعلياً عاملين زي (ثانوس Thanos) في سلسلة أفلام Avengers .. رجل مقتنع بإنه حيخلص علي نص الكون عشان خاطر النص التاني يعيش و كله تحت شعار إن كل واحد دماغه مريحاه .. قتلة سيدنا (عثمان) أو الخوارج لما لقوا إن سيدنا (علي) خلاص إتفق مع ستنا (عائشة) و مع (طلحة) و (الزبير) قالوا لنفسهم الله الله الله ده سيدنا (علي) حيبيعنا .. هم كانوا مقتنعين و هم كان عندهم حق إن سيدنا (علي) كان من المعارضين لحكم سيدنا (عثمان) بس ده مش معناه إنه موافق علي قتله .. هم كانوا متخيلين إن إصرار سيدنا (علي) علي تأجيل القصاص من قتلة سيدنا (عثمان) سببه إن سيدنا (علي) من جواه شايف إن سيدنا (عثمان) كان لازم يموت .. ده مكنش حقيقي .. دي كانت حسبة غلط حسبها الخوارج .. عشان كده في الليلة دي .. ليلة 7 نوفمبر 656 كانت أسوأ ليلة في تاريخ الأمة الإسلامية.

في الليلة دي الخوارج ولعوا الخناقة بين الطرفين .. لك أن تتخيل إن فيه ناس صحيت الصبح لقت المسلمين بيقتلوا في بعض في موقعة مشهورة أوي باسم موقعة الجمل و هي إتسمت بكده لإن ستنا (عائشة) كانت راكبة علي هودج اللي هو علبه كده بتتحط فوق جمل و كانت مصفحة بالحديد .. فعلياً كان يوم أسود .. 17 ألف قتيل .. دم المسلمين سال عشان كذبة .. كذبة زرعها الخوارج قبلها بليلة إن سيدنا (علي) حيخون إتفاقه مع (طلحة) و (الزبير) و ستنا (عائشة) و إن هم الثلاثة مش مصدقين كلام سيدنا (علي) .. أوسخ كذبة في تاريخ الإسلام .. من ضمن الضحايا كان سيدنا (الزبير بن العوام) و سيدنا (طلحه بن عبيد الله) .. يحكي أن سيدنا (علي) وهو بيبص علي القتلي شاف جثة سيدنا (طلحة) فركع جنبه و بكي .. الإتنين كانوا صحاب .. و شوف يا أخي اللي حصل بعد كده .. سيدنا النبي له قصتين كان زي ما تقول كده شايف اللي حيحصل .. القصتين دول حيحسسوك إن سيدنا النبي ده زي ما يكون قاعد و قدامه بلورة سحرية شايف الدنيا مش زي ما إحنا شايفينها:

  • أول قصة إنه كان قاعد مرة عند بير و زي ما تقول كده مدلدل رجله في مياه البير فعدي عليه رجل و قاله و النبي يا رسول الله تخليني الحارس بتاعك النهاردة .. سيدنا النبي عشان مبيحبش يكسف حد فقاله ماشي .. عدي عليه سيدنا (أبوبكر) فقال للرجل أستأذن لي النبي أقعد معاه .. سيدنا النبي قال للرجل إذن ل(أبوبكر) و بشره بالجنة .. شوية و جه سيدنا (عمر) و قال للرجل أستأذن سيدنا النبي إني أقعد معاه .. سيدنا النبي قال للرجل إذن له و بشره بالجنة .. شوية و جه سيدنا (عثمان) فقال للرجل إستأذن سيدنا النبي إني أقعد معاه .. سيدنا النبي قال للرجل إذن ل(عثمان) و بشره بالجنة و بمصيبة تلقاه .. سيدنا النبي كان عارف إن سيدنا (عثمان) حيقع في مصيبة و قد كان.
  • ثاني قصة إن سيدنا النبي مرة قال لسيدنا (علي) إنك في يوم حتتخانق مع ستنا (عائشة) و لما يجي اليوم ده أبلغها مأمنها يعني مشيها أمنة لحد بيتها و ده فعلاً اللي عمله سيدنا (علي) .. سيدنا (علي) رجع ستنا (عائشة) للمدينة المنورة ضمن موكب فيه 40 سيدة من نساء البصرة يبقوا في خدمتها و معاها فرقة عسكرية بقيادة سيدنا (محمد بن أبي بكر) رضي الله عنه.

لسه سيدنا (علي)  بيفوق من موقعة الجمل طلعله سيدنا (معاوية) .. دماغ سيدنا (معاوية) دي برده غريبة جداً .. إنت شفت سيدنا (الزبير) و سيدنا (طلحة) و ستنا (عائشه) بيقفوا قصاد سيدنا (علي) عشان نفس المبدأ اللي إنت واقف وراه .. القصاص من قتلة سيدنا (عثمان) .. و رغم كده إنت موقفتش معاهم .. إنت زي ما تكون قلت لنفسك سيبهم يقطعوا بعض .. لو سيدنا (علي) خسر يبقي خير و بركة .. لو سيدنا (علي) إنتصر فقواته حتبقي أضعف و عددها أقل من خسايرها في معركة الجمل .. موقعة الجمل كانت 36 هجري و المواجهة اللي وراها كانت 37 هجري في موقعة صفين بين سيدنا (معاوية) و سيدنا (علي) .. عشر أيام ما يعلم بيهم إلا ربنا .. كل يوم قائد جديد لجيش سيدنا (معاوية) و قائد جديد لجيش سيدنا (علي) ينزلوا تقطيع في بعض من الصبح لأخر النهار .. و علي فكرة .. بليل إنت كنت ممكن تلاقي حد من جيش سيدنا (معاوية) راح يتعشي مع صحابه من جيش سيدنا (علي) و العكس و بكره الصبح يرجعوا يقطعوا في بعض تاني .. تسع أيام علي الحال ده .. سبعين ألف قتيل في تسع أيام من الجنون الرسمي .. علي فكرة فيه ناس كانت في منتهي العقل زي سيدنا (عبدالرحمن بن عوف) و سيدنا (سعد بن أبي وقاص) رضي الله عنهم .. الإتنين رفضوا يقفوا في صف حد من الإتنين و لما إتسألوا أنتوا إزاي تعملوا كده كان ردهم هو إحنا معناش سيوف؟ ما إحنا معانا سيوف بس حد يقف قدامي و يقولي بعلو صوته هل سيدنا (معاوية) كافر أو هل سيدنا (علي) كافر عشان أرفع سيفي عليه؟

في اليوم التاسع سيدنا (علي) و سيدنا (معاوية) قادوا الجيشين بنفسهم .. كان واضح إن قوات سيدنا (علي) في طريقها للنصر و وسط الإرتباك و الإحساس باليأس سيدنا (معاوية) راح لسيدنا (عمرو بن العاص) يسأله نعمل إيه في المصيبة دي؟ .. سيدنا (عمرو) قاله بسيطة إحنا مش محتاجين غير إننا نكسب وقت فخلي العساكر بتوعنا يرفعوا المصاحف علي السيوف بتاعتهم .. ليه يا عم (عمرو)؟ .. أصل ده معناه إن سيدنا (معاوية) بيطلب تحكيم كتاب الله .. مجرد محاولة لكسب الوقت .. لما ده حصل سيدنا (علي) كان عارف إن دي خدعة .. سيدنا (معاوية) لا هو عايز حكم كتاب الله ولا نيلة .. فيه ناس من اللي حول سيدنا (علي) قالوله إنت إزاي تقول كده .. إنت عايز ترفض تحكيم كتاب الله .. و لإن إتهام الخليفة بإنه بيخالف شرع الله دي مش حاجة سهلة فتقدر تقول إن سيدنا (علي) أُجبر في اليوم العاشر إنه يقبل التحكيم  .. يطلع إيه التحكيم ده؟

التحكيم ده هو التفاوض بحيث إن سيدنا (معاوية) يختار حد و سيدنا (علي) يختار حد و الإتنين يتفاوضوا بالنيابة عن الإتنين .. سيدنا (معاوية) إختار سيدنا (عمرو بن العاص) و سيدنا (علي) إختار سيدنا (أبوموسي الأشعري) .. أيام و أيام و كل يوم سيدنا (عمرو) و سيدنا (أبوموسي) يقعدوا مع بعض .. ده يقنع ده بإن سيدنا (معاوية) مفيش زيه و ده يقنع ده بإن سيدنا (علي) هو الأحق بالخلافة .. لا ده عايز يقتنع بكلام ده ولا ده عايز يقتنع بكلام ده .. هي الفكره كلها إن الماتش الممل ده لازم يخلص بإنهم هم الإتنين يطلعوا يقولوا إن إحنا إخترنا يا سيدنا (معاوية) يا سيدنا (علي) .. وسط الزهق فسيدنا (عمرو) إقترح حاجة لطيفة أوي .. والله يا (أبوموسي) إنت عمرك ما حتقتنع بإن (معاوية) كويس ولا أنا عمري ما حقتنع بإن سيدنا (علي) هو اللي يستحق الخلافة .. طب نعمل إيه؟ .. إحنا نخلعهم هم الإتنين .. إنت تخلع سيدنا (علي) و أنا أخلع (معاوية) و نعمل مبايعة جديدة و الناس تختار اللي هم شايفينه صح .. الإقتراح ده عجب سيدنا (أبوموسي) جداً .. الإتنين خرجوا بره للناس .. سيدنا (أبوموسي) بص لسيدنا (عمرو) و قاله قول للناس إقتراحك فسيدنا (عمرو) بص لسيدنا (أبوموسي) وقاله عيب إنت الكبير مينفعش أتكلم قبلك .. سيدنا (أبوموسي) خد نفس عميق و قال بقلب جامد أوي .. أنا أخلع (علي) كما أخلع هذا الخاتم من إصبعي .. لسه سيدنا (أبوموسي) بيبص لسيدنا (عمرو) مستنيه يقول نفس الكلام لقاه بيقول و أنا أثبت (معاوية) كما أثبت هذا الخاتم في اصبعي.

من سنة 37 لحد سنه 40 هجري و محدش عارف ياخد من التاني لا حق ولا باطل لحد ما جم الخوارج حبوا يمارسوا هوايتهم المفضلة بإنهم يقلدوا شخصية من شخصيات الكوميكس .. هم لما إغتالوا سيدنا (عثمان) كانوا متخيلين إنهم بينقذوا البلد و عشان كل واحد دماغه مريحاه فهم حبوا يقلدوا دور الجوكر في فيلم The Dark Knight .. لازم يتاخد أكشن يوقع الوضع القائم .. لازم نخلص من الناس اللي هم شايفينهم السبب في الدم ده كله .. الخوارج شافوا إنهم لو قتلوا الثلاثي (علي ابن أبي طالب) و (عمرو بن العاص) و (معاوية بن ابي سفيان) رضي الله عنهم جميعا فكده هم حيحقنوا دماء المسلمين .. تاني أرجع و أقولك كل واحد دماغه مريحاه .. فعلاً إتعملت مؤامرة إن الثلاثة يتم إغتيالهم في نفس اليوم و في نفس اللحظة .. بعد صلاة الفجر .. 3 قتلة إتبعتوا عشان يقتلوا الثلاثة .. كلنا عارفين إن إغتيال سيدنا (علي) نجح و استشهد فعلاً علي إيد (عبدالرحمن بن ملجم) .. سيدنا (عمرو بن العاص) يوميها كسل ينزل يصلي الفجر و بعت قائد القوات بتاعته يأم الناس بداله و القاتل إفتكره إن هو ده سيدنا (عمرو) و قتله فعلاً .. سيدنا (معاوية) إتضرب جامد بس مماتش و يقال إن بسبب طعنة الخنجر بتاعة القاتل هو فقد القدرة علي الإنجاب بعدها بس الله أعلم هل ده حقيقي أو لا .. سنة 41 هجرية من السنين المهمه جداً في تاريخ المسلمين لإن السنة دي إتسمت عام الجماعة و مهم تكون فاهم هي اتسمت بكده ليه و ده اللي حنشوفه المرة الجاية لإن السنة دي شافت أول إتفاق بإن الفتنة الكبري دي تنتهي .. خلاص .. الحرب الأهلية حتخلص.

المصادر:

مهندس ميكانيكا بحب الصحافه و الكتابه .. مؤمن بان من حق كل بني ادم انه يعرف الحقيقه ورا الخبر .. رسالتي انك تفهم حقيقه اللي بيحصل عشان لما تقرر رايك تكون فاهم انت بتقرر علي اي اساس

تعليق واحد

  • يقول م/محمود عوض:

    مقال جميل جدا وشامل ومعلومات لطيفة مبسطة لكن لي تغليق.. أسلوب كتاباتك جميل ومشوق فعلا لكن بالحديث عن الصحابة رضوان الله عليهم وأم المؤمنين وجب عليك تغير الأسلوب ماينفعش أم المؤمنين يتقال عليها(الست سايبة المدينة وجاية البصرة تعمل ايه؟!) الأسلوب يدخل الكلام الدماغ آه.. لكن قداسة آل البيت والصحابة لازم تتبروز‼️

اترك تعليق

بريدك الالكتروني لن ينشر. يجب ملئ الخانات بعلامة *

من فضلك ادخل التعليق!

من فضلك ادخل الأسم!

من فضلك ادخل البريد الالكتروني!من فضلك ادخل بريد الكتروني صحيح!