واحدة من أهم الدروس اللي لازم تحطها حلمة في ودنك هي اللي بتتعلمه من الأية الكريمة وما تدري نفس ماذا تكسب غداً وما تدري نفس بأي أرض تموت .. الحكمة ورا الأية دي إنك فعلياً متعرفش بكره مخبيلك إيه و يمكن قصة النهاردة توريك مدي مصداقية اللي بقوله .. زي أي قصة في الدنيا إنت محتاج 3 حاجات .. مكان .. بطل .. سياق أحداث و عشان مطوش عليك خلينا نتكلم عنهم واحدة ورا الثانية.
خلينا نبدأ بالمكان اللي هو أفريقيا .. ده مكان ربنا إبتلاه بفئة بني أدمين أسوأ من اللي بياكلوا مال اليتيم اللي هم الصيادين الغير شرعيين و بيتقال عليهم Poachers بالإنجليزي .. عشان بس تتحط في الصورة أفريقيا كل سنة فيها حتلاقي 30,000 كائن حي خلقه ربنا معرض للإنقراض بسبب اللي بيعمله الصيادين الغير شرعيين .. يومياً فيه 96 فيل بيتقتلوا علي إيديهم .. بس يمكن قصة النهاردة بتدور أحداثها جوه زيمبابوي و دي بلد من ضمن بلاد أفريقيا اللي إحنا للأسف مش بنسمع أساميهم إلا إذا كان منتخبنا حيلاعبهم في تصفيات أمم أفريقيا.
دلوقتي نيجي للبطل .. إسمه (داميان ماندر Damien Mander) وده كان ضابط سابق في القوات الخاصة الأسترالية وخدم في حرب العراق لمدة 3 سنين و بعد ما طلع معاش سنة 2009 أسس جمعية خيرية في زيمباوي إسمها المؤسسة الدولية لمكافحة الصيد الغير مشروع International Anti-Poaching Foundation .. واضح من الإسم إن الرجل ده مهمته هي إنه يبقي باتمان اللي حيقف قصاد الصيادين الغير شرعيين بس هي الفكرة إن المؤسسة بتاعته كلها ستات من بنات زيمبابوي .. هو فعلياً عمل فريق من البنات اللي الواحدة فيهم خدت تدريب قريب جداً من اللي بياخده فرد الصاعقة في مصر عشان يبقي ليها دور واحد بس وهو إنها تطلع ميتين أي صياد غير شرعي يحاول يقتل الحيوانات المهددة بالإنقراض .. فرقة البنات دي هو سماها جوالة أكاشينجا Akashinga Rangers ودي كلمة في اللغة السواحيلي معناها الشجعان.
هنا جه وقت السياق بتاع الأحداث اللي حيخليك من نفسك تبدأ تجمع النقاط اللي ناقصة عشان الصورة توضح في دماغك .. مهم تبقي فاهم إن (داميان) أول ما راح موزمبيق كان عامل فيها (رامبو) في نفسه .. هو كان متخيل إنه حيعيش دور المنقذ الأبيض اللي حيروح أرض الأفارقة السمر و ينقذهم بس هو يا عيني إتصدم .. صحيح الصيد الغير مشروع مصيبة بتهدد التوازن البيئي مش بس في أفريقيا إنما في العالم كله بس برده متنساش إن الأفارقة السمر بصوا ل(داميان) بصة إمشي ياض من هنا إحنا ما صدقنا المستعمر الأوروبي مشي من أرضنا بطلوع الروح .. من 2009 لحد 2017 و (داميان) عايز يبقي له دور ومش عارف .. هو فعلياً لقي نفسه في كلاكيت تاني مرة من سيناريو حرب العراق و هنا حاول تبص للدنيا من منظور (داميان) مش منظورك إنت .. إتفقنا.
العساكر اللي راحت تحارب في العراق إتباعلها فكرة إنكوا رايحين تنشروا الديموقراطية و الحرية و المساواة هناك .. العساكر دول إتضحك عليهم و هم فهموا ده متأخر .. هم مكانوش فاهمين ليه رغم إنهم زي ما هم مقتنعين إنهم جايين العراق عشان ينقلوا أهلها بره جبروت (صدام حسين) الله يرحمه بس أهل العراق نفسهم شايفينهم مستعمر أجنبي حرامي .. عشان كده بقولك كلاكيت تاني مرة نفس الإحساس اللي حسه (داميان) .. يمكن الفرق إن المرة الأولانية كان مضحوك عليه بس المرة دي هو حقاً و صدقاً مقتنع باللي هو عايز يعمله .. فين و فين سنة 2017 بالصدفة هو قرأ مقالة في جرنان The New York Times الأمريكاني إن قوات الجوالة Rangers في أميركا حتبدأ تقبل إن بنات ينضموا ليها .. (داميان) رجع بالذاكرة ليوم أسود من أيامه في العراق لما فرقته إتعرضت لكمين وهو نفسه كان حيموت بس اللي نجدهم كانت قوات من Rangers الأمريكان .. ببساطة هو سأل نفسه السؤال اللي (رمضان مبروك أبوالعالمين حموده) سأله لنفسه .. هو يجري حاجة؟ .. هو يجري حاجة لو أنا قلدت قوات الجوالة؟ .. ليه لا بدل ما أنا عامل فيها نسر الصعيد ما أعمل فرقة بنات هم اللي يحموا بلدهم؟
الفرقة دي إتأسست في أغسطس 2017 .. في ظرف 3 سنين كانوا عملوا 200 عملية إعتقال لصيادين غير شرعيين .. منطقة وادي زيمباوي الأوسط و السفلي اللي هم أكثر منطقة عايش فيها فيلة في العالم عمليات الصيد الغير مشروع فيها قلت بنسبة 80% في 3 سنين بسبب شغل فرقة بنات الأكاشينجا .. التوقعات بتقول إن علي سنة 2025 فرقة بنات الأكاشينجا حتوصل 1000 بنت مغطيين 20 محمية طبيعية.
المصدر:
مقالة بعنوان Meet the All-Female Anti-Poaching Team Changing the Face of Conservation in Africa نشرت في مجلة My Modern Met وده لينك المقالة الأصلية:
https://mymodernmet.com/akashinga-anti-poaching-rangers/
