فجر يوم 14 إبريل 2018 فيه طيارتين أمريكاني من طراز B-1B Lancer و دي طيارات بتتصنف علي إنها قاذفات أو Bombers طاروا من قاعدة العُديد الجوية في قطر بإتجاه سوريا .. الطيارات B-1B Lancer الطيارين الأمريكان كانوا مسميينها Bone أو العظمة بسبب تصميمها اللي شكله غريب زي ما إنت شايف بس الشكل الغريب ده عطاها قدرة التخفي من الرادارات بس مش أوي .. يعني لو إنت ناوي تستخدم B-1B Lancer عشان تضرب دولة عندها منظومة دفاع جوي محترمة فبلاش تعتمد أوي علي قدرتها علي الإختفاء من الرادار و لإن سوريا عندها فعلاً منظومة دفاع جوي كويسة فالطيارتين كان معاهم طيارة تالتة من طراز EA-6B Growler عشان تشوش علي الرادارات السورية .. مش عارف إنت تفتكر أو لا بس يوم 10 فبراير 2018 بطارية صواريخ S-200 سورية وقعت طيارة إسرائيلية من طراز F-16 فالأمريكان مكنش عندهم نية إنهم يخاطروا خصوصاً إنهم عارفين إن الروس نشروا بطاريات صواريخ S-300V4 و S-400 في أماكن متفرقة في سوريا .. المهم إن ال3طيارات قطعوا مسافة 1500 كيلومتر من الدوحة لحد دمشق و حتي مع التصميم بتاع B-1B Lancer اللي بيديها القدرة علي التخفي من الرادارات و حتي مع وجود طيارة فيها أنظمة تشويش علي الرادارات فالأمريكان كانوا عارفين إن ممكن الطيارات الثلاثة يتلقطوا لو قربوا زيادة عن اللزوم عشان يضربوا الهدف اللي هم رايحينله .. عشان كده كان لازم يستخدموا حل جديد شوية.
لما الطيارتين B-1B Lancer كانوا علي مسافة 300 كيلومتر من الهدف أطلقوا 19صاروخ جو-أرض إسمهم AGM-158A Joint Air-to-Surface Standoff Missiles و إختصاراً بيتسموا JASSAM أو جاسام و ده اللي إحنا حنتكلم عنه النهاردة .. لما الصاروخ JASSAM بيتضرب من طيارة فهو الأول بيقع زي ما يكون طوبة و بتقع من إيدك .. بعد كده الجناحين بتوعه اللي طولهم 2.5 متر بيتفردوا و المحرك بتاعه اللي هو محرك Turbojet زي بتاع الطيارات العادية بيشتغل .. الصاروخ الواحد طوله 4 متر و بيفضل يهبط بسرعة لحد ما يبقي بينه و بين سطح الأرض حوالي 30 متر ساعتها إرتفاعه بيثبت و بيفضل يطير كإنه طيارة عادية خالص بإتجاه الهدف .. عشان بس تكون مستوعب يعني إيه 30 متر فده تقريباً إرتفاع عمارة 9 أدوار فهو بيبقي قريب جداً من الأرض و ده إرتفاع عادة أنظمة الدفاع الجوي مبتعرفش تغطيه .. الصاروخ إنت بتبقي مبرمجه عشان يطير في مسار معين بحيث يتفادي البيوت و المباني أو الجبال و التضاريس اللي بتبقي حول الهدف و الأهم إنك بتبقي مبرمجه عشان يتفادي أنظمة الرادارات .. عشان فيه أنظمة رادارات كتير فكرتها بتعتمد علي إنها تشوش علي الصواريخ اللي زي JASSAM فالصاروخ بيطير و بيتوجه عن طريق نظام توجيه بGPS بس مينفعش تشوش عليه .. لما الصاروخ بيقرب من الهدف فيه شوية Sensors أو حساسات بالأشعة تحت الحمرا بتاخد كذا صورة للهدف و بيبدأ الكومبيوتر الداخلي للصاروخ يقارن الصور دي بالرسومات ال3D اللي متخزنة فيه بتفاصيل المبني .. خلاص الصاروخ إتأكد إنه ماشي صح و كمان علي حسب ما الGPS بتاعه بيرسمله المسار النهائي و اللي بيكون بنسبة خطأ مش بتعدي 3 متر و اخد كذا صورة للهدف و قارنها بالModel اللي متخزن في الكومبيوتر بتاعه فبيبدأ يروح للهدف بتاعه عشان يدمره.
بداية من الساعة 4 فجر يوم 14 إبريل و لمدة دقيقتين فيه 19صاروخ JASSAM حمولة الواحد فيهم حوالي 1000 كيلوجرام إنفجروا في الهدف .. الهدف كان مبني إسمه مركز أبحاث و تطوير برزية و ده موجود بره دمشق و ده المركز اللي المخابرات الأميريكية قالت إنه بيستخدم لتطوير الأسلحة الكيميائية اللي منها أستخدم في غارة نفذها سلاح الجو السوري يوم 4 إبريل ضد الثوار السوريين .. لمجرد إنهم يتطمنوا .. الأمريكان ضربوا الهدف برده ب57 صاروخ توماهوك Tomahawk بعيد المدي إتضربوا من علي متن غواصة من طراز Virginia-Class إسمها (جون وارنر John Warner).. بعدها الدفاع الجوي السوري بدأ يرد بإنهم ضربوا 40 صاروخ أرض-جو في إتجاهات عشوائية علي أمل إن صاروخ فيهم يجيب حاجة .. المركز كان بيتكون من 3مباني معادش فاضل منهم غير شوية تراب و تقدر تشوف صور للمبني و هو متدمر هنا .. لازم يتقال إن مفيش حد مات في الغارة دي لإن بمنتهي البساطة السوريين أخلوا المركز بمبانيه الثلاثة لإنهم كانوا عارفين إنه حيتم إستهدافه .. صحيح إن 76صاروخ علي مبني فاضي يعتبر هدر ملوش أي معني و تبذير أوفر الصراحة بس اللي حصل ده كان أول إستخدام لصواريخ JASSAM و اللي خلال السنين الجاية القوات المسلحة الأميريكية حتعتمد عليها.
هو إيه اللي خلي الأمريكان يفكروا في صواريخ JASSAM دي أصلاً؟
الموضوع ده بدأ بإفتكاسة عملتها الصين و روسيا إسمها Antiaccess/Area-Denial .. الفكرة بمنتهي البساطة إن الروس و الصينيين إشتغلوا علي فكرة إنهم يطوروا من جيل جديد من الصواريخ بعيدة المدي بحيث إن لو اميركا حاولت مثلاً تقرب من المياة الإقليمية الصينية فهي حتخاف لإن الصواريخ الصينية ممكن تضرب الأسطول الأميريكي من بعيد .. و صواريخ الدفاع الجوي الروسي ممكن توقع أي طيارة أميريكية تفكر تقرب من المجال الجوي الروسي .. الصينيين طلعولنا الصاروخ DF-21D و ده صاروخ باليستي مضاد للسفن .. ده معناه إنه صاروخ بينطلق من سطح الأرض يطير لفوق يعدي الغلاف الجوي للأرض و يطيرله حبة في الفضاء عشان يرجع تاني يهبط فوق دماغ حاملة الطائرات الأميريكية .. معني كده إن ممكن الصين تضرب 20 صاروخ من دول علي حاملة الطائرات و ساعتها الطيارت المقاتلة اللي متن حاملة الطائرات الأميريكية بأنظمة الدفاع الجوي بسلطاتها ببابا غنوجها مش حتلحق تتصرف و مش حيبقي في إيدها تعمل حاجة .. الروس من ناحيتهم طلعولنا منظومة الدفاع الجوي S-400 و اللي بتقدر تطلق صواريخ 40N6 بعيدة المدي اللي تقدر توقع أي طيارة حتي علي مسافات بتوصل 375كيلومتر .. عشان بس أحطك في الصورة .. الروس حاطين بطارية S-400 في قاعدة اللاذقية الجوية في سوريا و الصواريخ بتاعتها تقدر توقع أي طيارة تطلع من قاعده أكروتيري Akrotiri الجوية البريطانية في قبرص أو أي طيارة أميريكية تطلع من قاعدة أنجرليك Incirlik الجوية في تركيا .. بإختصار شديد نظرية Antiacess/Area-Denial دي إنك تعمل حاجه شبه الناموسية اللي كنا بنيم فيها الأطفال زمان عشان تحميهم من قرص الناموس اللي هي قبة كاملة بتحمي الدولة بتاعتك بحيث إن مفيش أي طيارة أو سفينة معادية تقدر تعدي.
سامعك يا اللي بتقول طب هي الF-35 اللي مصدعينا بيها دي فايدتها إيه؟ .. هي مش دي طيارة ليها القدرة علي التخفي من الرادارات؟ .. معاك بس إنت إيش ضمنك؟ .. أساساً الF-35 مستخدمتش لحد دلوقتي قدام عدو عنده منظومة دفاع جوي محترمة و بعدين إيه اللي يخليني أخاطر بطيارة دافع فيها دم قلبي عشان الدفاع الجوي الروسي يصطادها زي الدبان؟ ..الحل إن الأمريكان يلاقوا طريقة يسكبوا الروس و الصينيين في لعبتهم المفضلة اللي هي الصواريخ.
بداية من التسعينات و الأمريكان معتمدين علي صواريخ Tomahawk .. دي صواريخ حلوة أوي بتطير لمسافات بتعدي مئات الكيلومترات و شغالة زي الفل .. هي المشكلة إنها صواريخ سهل تتلقط بالرادارات و سهل إنك توقعها .. لو بتتكلم مثلاً عن دولة زي مصر عندها منظومة دفاع جوي محترمة فبطاريات S-400 الروسية أو حتي بطاريات PATRIOT الأميريكية كفاية أوي إنها تحميك من صواريخ Tomahawk .. الحل زي ما القوات الجوية الأميريكية كانت عايزة إنك تعمل صاروخ بعيد المدي من اللي بيتقال عليهم صواريخ كروز Cruise Missile زيه زي Tomahawk يعني صواريخ بتطير لمسافات طويلة بس صعب يتلقط بالرادار .. سنة 1998 شركة لوكهيد مارتن Lockheed Martin اللي بتصنع طيارات F-35 قدمت تصميم لصاروخ جديد سموه AGM-158 عشان يشتغلوا عليه .. لمدة 10سنين فضلوا لابسين في الحيط مش عارفين يوصلوا لحل لحد ما في سنة 2009 ربنا فرجها عليهم و عملوا إعادة تصميم كاملة للصاروخ و اللي اتسمي JASSAM و جربوه في 16 إختبار نجح في 15 في إنه يصيب الهدف بتاعه .. القوات الجوية الأميريكية طلبت تشتري 4900 صاروخ منه وصلها منهم 3000 .. علي فكرة القوات الجوية بس هي اللي طلبت تشتريه لإن القوات البحرية قالت مش عايزاه.
فيه أربع نسخ من صواريخ JASSAM:
- النسخة التقليدية خالص و إسمها AGM-158A و ده النوع اللي أستخدم في الغارة بتاعة دمشق .. النوع ده بيستخدم محرك J402 Turbojet و أخره يطير مسافة 345 كيلومتر .. الصاروخ الواحد من دول ثمنه بيوصل 800,000 دولار.
- نسخة ليها مدي طيران أطول إسمها AGM-158B بحيث إنه بيقدر يطير مسافة بتعدي 930 كيلومتر رغم إنه تقريباً له نفس أبعاد النسخة التقليدية و له تقريباً 70% نفس المكونات الداخلية .. السر كله إنهم غيروا المحرك بتاعه و ركبوله محرك F107 Turbofan بيستهلك وقود أقل لمسافة أطول .. ده بيخلي سعر الصاروخ الواحد بيوصل 1.3مليون دولار.
- نسخة ثالثة لسه في مرحلة التطوير إسمها XR حيبقي طوله حوالي 6متر و بيقدر يطير لمسافة تعدي 1500كيلومتر.
- نسخة رابعة لسه برده في مرحلة التطوير إسمها SR و حتبقي نسخة صغيرة بتتركب في طيارات F-35 زيه زي الصواريخ العادية.
المصدر:
مقالة بعنوان America’s JASSAM Missile Has One Goal: Crush Russia and China’s A2/AD Weapons و ده لينك المقالة الأصلية:
https://nationalinterest.org/blog/the-buzz/americas-jassm-missile-has-one-goal-crush-russia-chinas-a2-25489