تابعونا

الحرب التجارية بين أميركا والصين .. خناقة عيال قلبت بجد.

التجارة واحدة من أكتر المواضيع المعقدة اللي إنت ممكن تحاول تفهمها .. مجرد ثغرة بسيطة في إتفاق تجارة بين أي حد ممكن يفتح الباب لشركات إنها تسرق وتستغل وتمص دم موظفين .. بس ده مش معناه إنك لما تبقي رئيس تفضل مقتنع بإن السبب الأساسي ورا إنهيار الصناعة الأميريكية هي الصين .. صحيح الصين بتصنع بإفترا بس التهديد الحقيقي للعمالة مش بس في أميركا إنما في العالم كله هو الAutomation.

21 نوفمبر، 2018 3 2.6 ألف

موضوعنا النهاردة اللي حنتكلم عنه هو التجارة اللي هي الشغلانة اللي أي حد في مصر نفسه يشتغلها عشان يجيب فلوس بس اللي حنتكلم عنه النهاردة هو التجارة بين الدول وبالأخص التجارة بين أميركا والصين .. اللي منكوا ميعرفش فالموضوع بمنتهي البساطة إن الصين وأميركا بينهم خناقة جامدة أوي سببها إن الأمريكان شايفين إن الصينيين حرامية ونصابين وعشان كده هم فارضين تعريفة جمركية اللي هي ضريبة إضافية بتتفرض علي أي منتج صيني يدخل أميركا .. الصينيين ردوا بإنهم هم كمان فرضوا تعريفات جمركية علي أي حاجة أو منتج أميريكي يدخل الصين .. الحرب التجارية دي ولعت أسرع من الخناقة بين (مرتضي منصور) وأي حد غير (مرتضي منصور) .. أول السنة دي التعريفات الجمركية دي كانت مفروضة علي 18 سلعة بس ودلوقتي بسم الله ما شاء الله عدوا ال10,000 سلعة .. أظن جه الوقت إني أحاول أشرح بسرعة أوي الخناقة دي سببها إيه؟ وممكن تخلص علي إيه؟ .. وخليني أبدأ الأول بالخناقة دي سببها إيه؟ والحقيقة هو السؤال مش سببها إيه قد ما هو سببها مين .. والإجابة هي (دونالد ترامب Donald Trump).

مبدأياً بس أنا عايزك تنسي كل اللي إنت تعرفه أو حاسس إنك عارفه عن طريقة الحكم في أميركا .. فيه مننا مقتنع بأفكار زي مثلاً إن فيه حاجة إسمها مجلس إدارة العالم هو اللي بيمشي مصالح أميركا وإن اللوبي اليهودي هو المتحكم في مصير العالم بفلوسه .. فيه أفكار كتير زي دي أنا شخصياً بسمعها كتير في كلامي مع الناس .. أيا كان إنت مقتنع بإيه أرجوك حط كل اللي إنت تعرفه علي جنب لإنك لو متخيل (ترامب) بيحكم بفكر تقدر تفهمه تبقي غلطان .. (ترامب) هو (مؤمن زكريا) بتاع السياسة .. عارف إنت الشخص العشوائي اللي بيتكلم كتير فشخ بس ساعة الجد تبقي بتشد في شعرك من القرارات الغلط اللي عمال ينفذها أهو ده أقرب وصف لطريقة حكم (ترامب) .. واحدة واحدة معايا بقي في رحلة معرفش حتنهار مني فيها إمتي لفهم دماغ هذا الكائن اللي شبه كيس الشيتوس.

خلينا نبدأ بالسؤال الأول: هو ليه بالصلاة علي النبي (عليه الصلاة و السلام) الخناقة دي إتعملت أصلاً؟

التجارة في السوق زي سوق الخضار وسوق الخردة بتحكمه أصول .. الأصول دي عارفها المعلمين الكبار وهي اللي ماشيين عليها بقالهم سنين .. من غير الأصول دي الدنيا حتبوظ .. في التجارة العالمية بين الدول الأصول دي بتحطها حاجة إسمها منظمة التجارة العالمية World Trade Organization أو WTO والأصول اللي إتبنت عليها التجارة العالمية هي حرية التجارة بحيث إن لو دولتين إتفقوا علي حاجة فكلامهم وإتفاقهم مينفعش يرجعوا فيها .. نفس فكرة لما إتنين معلمين كبار في السوق يسلموا علي بعض بعد ما إتفقوا علي حاجة .. السلام بالإيد ده معناه إن شرف الإتنين بقي مربوط بإلتزامهم بالإتفاق ولو واحد فيهم كسر كلامه يبقي سوري في الكلمة وسخ شرفه بإيده .. برده زي ما بيحصل في السوق أحياناً دلولتين بيختلفوا وبيتخانقوا وساعتها فيه لايحة جوه WTO إسمها Dispute Settlement Mechanism عشان تحل المشاكل دي وتبقي هي لجنة تحكيم بين الدول المتخانقة .. كل ده هدفه إن بعد ما دولتين يمضوا إتفاق مع بعض ميجيش حد فيهم يرجع في كلامه.

أميركا والإتحاد الأوروبي واليابان هم اللي أسسوا WTO وطلع ميتينهم عشان النظام ده يقوم ويبقي شغال في الوضع اللي إنت شايفه دلوقتي .. سنة 1986 الصين قالت إنها عايزه تنضم لWTO وفضلوا يستعبطوا 15 سنة ومش راضيين يمضوا علي الورق بتاع إنضماهم .. 15 سنة مقضياها الصين في إنها عامله زي عم (أيوب) في مسرحية الجوكر .. فين وفين سنة 2001 الصين أخيراً إنضمت لWTO بعد ما خلاص بقت عملاق إقتصادي ليها مصانع بتصنع أي حاجة من الإبرة للصاروخ .. مش كده وبس .. الإستعباط وصل بيهم إنهم لما دخلوا WTO قالوا إن معلش أنتوا تعتبرونا إقتصاد نامي زينا زي زيمبابوي أو كمبوديا كده .. من 2001 لحد 2011 والإقتصاد الصيني بيتعاملوا معاه علي إنه إقتصاد نامي .. ده معناه إن من حق الصين تصدر اللي هي عايزاه للدول الأعضاء في WTO من غير ما تدفع جمارك في حين إن من حقها تفرض ضرايب وتعريفات جمركية علي أي سلع مستوردة قال إيه بيحموا الصناعة المحلية.

الصين بنت إمبراطوريتها الإقتصادية علي اللعب علي ثغرات إتفاقية التجارة العالمية.

بداية إن الأمريكان يفهموا إن فيه مصيبة جايالهم في السكة كانت لما (باراك أوباما Barack Obama) بقي رئيس وبدأ يسعي إنه يخلق حاجة إسمها TPP ودي إختصار Trans-Pacific Partnership أو إتفاقية الشراكة بتاعة الدول اللي بتطل علي المحيط الهاديء ودي إتفاقية تجارية الأمريكان قالوا فيها إنهم حيدعموا بفلوس من جيبهم الدول الصغيرة عشان تبدأ تشتغل وتنتج وإن أميركا حتشتري المنتجات بتاعة الدول دي من غير جمارك .. هي كانت مبادرة سياسية أكتر منها تجارية عشان أميركا تبقي هي بابا وهي ماما وهي اللي مأكله وهي اللي مشربه نص الكرة الأرضية .. علي الناحية الثانية الصين سعت في إنها تعمل حاجة إسمها RCEP ودي إختصار Regional Comprehensive Economic Partnership .. فكرة RCEP إن إذا كان الأمريكان قالوا للدول التانية إسعوا أنتوا وأنا حساعدوا فالصينيين قالوا للدول والله ما أنتوا عاملين حاجة أنا حديكوا فلوس وأنا اللي حعمل وأنتوا فخدوا وأنتخوا براحتكوا .. RCEP هي مجرد ترس في مكنة كبيرة أوي إسمها BRI أو Belt and Road Initiative يعني مبادرة حزام وطريق وفكرتها إن الصين عايزه تعمل سلسلة مشاريع بنية تحتية عملاقة في دول أسيا اللي حوليها بحيث تخلي الصين هي مركز التجارة العالمية.

مبادرة BRI هدفها إنها تخلي الصين هي مركز التجارة العالمية.

طب أنا مش فاهم إيه علاقة كل ده بالموضوع؟ وهو يعني إنت عايز تفهمني إن (ترامب) هو الوحيد أبوالعريف اللي كان فاهم إن الصينيين حرامية؟

من الثمانينات و(ترامب) بيشتكي من الصين إنها بتسرق فلوس أميركا في كل إتفاق تجارة بيتعمل بس يمكن لإنه زي ما قلت عشوائي وبيتكلم كتير فشخ فمحدش كان مركز أوي في اللي بيقوله عن الصين بالذات .. أصل إزاي تركز في رأي واحد زي ده في التجارة مع الصين وهو لما طلع في Interview قبل كده سألوه مين أحلي ست بتحلم تنام معاها قالهم بنتي (إيفانكا Ivanka) .. (ترامب) في الإنتخابات الأميريكية اللي فاتت باع نفسه وسط الناس علي إنه بني أدم بيفهم فشخ في التجارة .. الصورة بتاعته عند الناس إنه رجل معاه فلوس من شغل المقاولات والعقارات وعشان كده هو رجل زي ما بنقول مدقدق ومبيتضحكش عليه وعارف القرش بيجي منين .. المشكلة إن (ترامب) فاهم إن التجارة بين الدول زيها زي التجارة بين أي إتنين تجار في وكالة البلح .. ولا بلاش وكالة البلح دي خليها وكالة الخضار .. سنة 2012 طلع قدام الناس في خطاب معرفش كان إيه هدفه لإنه مكنش مرشح نفسه لأي منصب وقتها قال فيه إن الفكرة كلها في نبرة الصوت وأنا بتكلم مع الصينيين .. هو قال إنه مش حيروح يتكلم معاهم بأدب .. هو قال إنه حيروح يقولهم بصوا يا ولاد الو#خة أنا حفرض عليكوا 25% ضرايب زيادة وحتدفوا والجزم القديمة في بقكوا.

يوم 16 يونيو 2015 طلعلنا (ترامب) في مؤتمر صحفي عشان يقولنا إنه قرر يتكرم ويشرح نفسه للرئاسة .. هو أساساً مقاول عقارات إتولد وعاش أغلب حياته في مدينة نيويورك فهو إختار منطقة مانهاتن إنه يطلعلنا بطلعته البهية .. أي بني أدم لما يطلع في مؤتمر صحفي عشان يعلن ترشحه للرئاسة بيهتم إنه يبين للناس هو ناوي يعمل إيه داخليا وإيه هي مشاكل الناس اللي هو ناوي يحلها .. كلام الإنشاء اللي إحنا كلنا حافظينه .. بس (ترامب) في كلمته جاب سيرة الصين 25 مرة .. من ضمن كلامه إنه قال إن الناس بتقول عليه إنه مبيحبش الصينيين بس هو قال إنه بيحبهم بس مبيحبش القادة السياسيين الصينيين لإنه شايفهم أذكي من القادة السياسيين الأمريكان .. هو شبّه أي مفاوضات تجارية بتحصل بينهم علي إنها بالضبط زي إنت وصحابك اللي لما بتلعبوا مع بعض كورة في ملعب خماسي وبتشحروا بعد نص ساعة تقوموا تلعبوا ماتش في أرض 11 ضد فرقة ليفربول مثلاً .. فيه فرق في السرعات سيدي الرئيس .. هوبا (ترامب) بقي رئيس وهوبا وقف قدام العالم يخطب في أول خطبة له كرئيس وبرده خصص جزء محترم منها عن الصين.

نقطة تانية وهي إن (ترامب) من أيام ما كان مرشح نفسه للرئاسة مبيبطلش كلام عنها هي العجز في الميزان التجاري بين أميركا والصين أو زي ما بيتسمي Trade Deficit .. العجز في الميزان التجاري ده رقم بيعبر عن الفرق بين البضاعة اللي دولة زي مصر مثلاً بتستوردها من تركيا مقارنة بالبضاعة اللي تركيا بتستوردها من مصر .. المشكلة إن (ترامب) مقتنع وبيقنع أي حد يتكلم معاه إن الTrade Deficit بين أميركا والصين حوالي 800 مليار دولار في السنة ودي لوحدها هبدة تستحق تتحط في المتحف الدولي للهبد .. مبدأياً الرقم بتاع العجز في الميزان التجاري بين أميركا والصين هو 552 مليار دولار مش 800 مليار دولار وطبعاً إنت شايف الفرق عامل إزاي .. ثانياً إن أميركا حالة خاصة لإن الدولار هو العملة الأقوي علي مستوي العالم وده مخلي ناس كتير بتفهم في الإقتصاد يقولوا إن الرقم بتاع Trade Deficit ده منطقي جداً وصح .. ثالثاً ودي أهم نقطة إن لما مثلاً دولة زي مصر يبقي الرقم بتاع العجز في الميزان التجاري بينها وبين تركيا مثلاً 200 مليون دولار فده مش معناه إننا مديونين لتركيا ب200 مليون دولار .. ده معناه إننا إشترينا من تركيا بضاعة بقيمة 200 مليون دولار ودفعنالها ثمنهم.

طب ومستشارينه الإقتصاديين فين من كل ده؟

لما (ترامب) بقي رئيس كان الفريق بتاعه الخاص بالتجارة مكون من 5 بني أدمين: (جاري كون Gary Cohn) وده كان كبير مستشاريه الإقتصاديين ومدير المجلس الإقتصادي القومي National Economic Council أو NEC ومعاه مستشار إقتصادي تاني إسمه (بيتر نافارو Peter Navarro) وخلي بالك من الإسم ده أوي لإنه حيبان قد إيه هو مهم بعدين و(ستيف مينوتشين Steve Mnuchin) وزير المالية و(سوني بيردو Sony Perdue) وزير الزراعة و(ويلبور روس Wilbur Ross) وزير التجارة .. سنة كاملة والفريق ده بيعمل اللي يقدر عليه عشان يفرمل دماغ (ترامب) لحد ما تيل الفرامل بتاعهم ساح وده كان في إبريل 2017.

في الوقت ده طلعت خناقة كبيرة أوي بخصوص حاجة إسمها NAFTA ودي تبقي إتفاقية التجارة المشتركة بين دول أميركا الشمالية اللي هم أميركا والمكسيك وكندا .. (ترامب) وجهة نظره إن بنود الإتفاقية بتخلي المكسيك وكندا يخش جيبهم فلوس أكتر من أميركا وإنهم بيتغنوا علي قفا الأمريكان .. (ترامب) كان عايز أميركا تنسحب من NAFTA بشكل أحادي بس (ستيف مينوتشين) اللي بفكرك إنه وزير المالية و(جاري كون) اللي بفكرك إنه كبير مستشاريه الإقتصاديين أقنعوه بإنه لو عمل كده فممكن البورصة تقع ولو البورصة وقعت فساعتها البرلمان أو الكونجرس مش حيعرف يمشي قانون الضرائب الجديد اللي كان وقتها أولوية مطلقة للحزب الجمهوري الحاكم اللي (ترامب) بيحكم بإسمه .. مش كده وبس .. الإتنين كانوا عارفين إن (بيتر نافارو) مجنون ولو إتساب جنب ودان (ترامب) فمش بس حيجلهم تعب أعصاب زي ما (عمرو دياب) بيقول ده البلد كلها حتلبس في الحيط .. عشان كده (جاري كون) أقنع (ترامب) إنه يخلي (بيتر نافارو) شغال تحته وده معناه إن مبقاش (بيتر نافارو) ينفع يقعد مع  (ترامب) لوحدهم قال يعني كده هو حيضمن إن (ترامب) ميعملش حاجة مجنونة ويخرب الدنيا.

(جاري كون Gary Cohn) كبير المستشارين الإقتصاديين ل(ترامب Trump) علي اليمين وجنبه (ستيف مينوتشن Steve Mnucbin) وزير المالية.

في نفس الشهر اللي هو إبريل 2017 (ترامب) كلف وزير التجارة بتاعه (ويلبور روس) إنه يكتبله تقرير عن إزاي شروط إتفاقية التجارة بين أميركا والصين عامله مشاكل لمصانع إنتاج الألمونيوم والصلب الأميريكية .. بعد زن من (بيتر نافارو) اللي زهق إنه بقي بيشتغل تحت إشراف (جاري كون) ف(ويلبور روس) خده معاه في الفريق بتاعه عشان يكتبوا التقرير ودي كانت بداية المصيبة السودا اللي إحنا فيها .. التقرير قال إن مصانع الألمونيوم والصلب في أميركا بتقفل وإن الناس مش لاقيه شغل وده كله سببه إتفاقيات التجارة اللي بتخلي الدول التانية تسترزق علي قفا الأمريكان .. مش كده وبس .. التقرير قال إن لازم أميركا تفرض تعريفة جمركية 25% علي الصلب و 10% علي الألمونيوم اللي بتستورده أميركا من بره .. الإتنين قعدوا يكتبوا في التقرير ده حوالي 4 شهور وفي شهر أغسطس 2017 التقرير إتقدم لمكتب واحد إسمه (روبيرت لايت-هايزر Robert Lighthizer) شغلته إنه مندوب الحكومة الأميريكية في أي إتفاقيات تجارة مع أي دولة تانية.

الأخ (روبيرت لايت-هايزر) قرأ التقرير وبناء عليه أمر بفتح تحقيق بناء علي نص المادة 301 من قانون التجارة Trade Act اللي صدر سنة 1974 واللي بيدي الرئيس الأميريكي صلاحية إنه يفرض أي ضغوطات سياسية هو شايفها صح عشان يجبر دولة تانية إنها تغير من سياستها التجارية مع أميركا .. في شهر مارس 2018 مكتب (روبيرت لايت-هايزر) طلع تقرير مستقل إتهم فيه الصين نصاً بإنها حرامية وإنها بتسرق الإختراعات اللي بتعملها الشركات الأميريكية وإنها ماشية في سكة بطالة في الإتفاقات التجارية .. الهري ده معجبش (جاري كون) اللي لازم برده أفكرك تاني إنه كان كبيري مستشاري (ترامب) الإقتصاديين ومدير المجلس الإقتصادي الوطني NEC واللي قدم إستقالته إعتراضاً علي قرار فرض التعريفات الجمركية لإنه مؤمن إن القرار ده حيضر الإقتصاد الأميريكي أكتر ما حيفيده.

(بيتر نافارو Peter Navarro) اللي واقف علي اليمين قدام المايك وجنبه (ويلبور روس Wilbur Ross) وزير التجارة.

بناء علي التقرير ده (ترامب) طلب من (روبيرت لايت-هايزر) إنه يعمله لستة بشوية منتجات وبضايع صينية أميركا بتستوردها بحيث إنك لما تجمع اللستة دي علي بعضها تلاقي قيمتها حوالي 50 مليار دولار عشان الحكومة الأميريكية تفرض تعريفة جمركية بنسبة 25% عليهم .. (روبيرت لايت-هايزر) قعد شهر يكتب في اللستة وقدمها للرئيس في إبريل 2018 وكانت لستة طويلة أوي شملت منتجات كتير فشخ من أول شاشات التليفيزيون الفلات سكرين لحد حبوب منع الحمل .. بعد كده إتعملت جلسة إستماع في الكونجرس عشان أعضاء البرلمان يناقشوا (روبيرت لايت-هايزر) في اللستة هو اللي عملها وبعد خناق وهري كتير قالك الحل إن اللستة دي تتقسم للستتين .. اللستة الأولانية بمنتجات قيمتها بتوصل 34 مليار دولار .. واللستة التانية قيمتها 16 مليار دولار .. بعد كده تتعمل جلسة تانية ونتناقش في اللستتين ونشوف حنشيل إيه منهم .. هري حكومي من نوعية طب روح يا واد طب تعالي يا واد.

وكان إيه رد فعل الصين علي كل ده؟

طبعاً الصين شافت اللي بيحصل وقالت طب والله لأعمل زيكوا .. أميركا تعمل لستة بخمسين مليار دولار بضايع مستوردة من الصين عشان يتفرض عليها تعريفة جمركية تقوم الصين عامله زيهم .. الأمريكان يقسموا اللستة لإتنين فالصينيين يعملوا زيهم .. كل ده والصينيين فاكرين إن (ترامب) بيهوش .. الإحساس ده زاد أوي عند الصينيين لإن مسئولين صينيين قعدوا مع مسئولين أمريكان 3 مرات منهم مرتين في الصين ومرة في أميركا عشان يوصلوا لإتفاق يرضي (ترامب) بس فشلوا .. كل ما الصينيين يقدموا مقترح يترفض بس الأمريكان مبيقدموش حاجة .. ده خلي الصينيين يقولوا لنفسهم لا ده إسمه لعب عيال وأكيد (ترامب) بيستعبط.

في مايو 2018 (ترامب) راح زار الصين وهناك بانت أوي ملامح الخناقة .. هو مش عايز يحل هو مجرد عايز يرخم علي الصينيين ويخليهم يدفعوا فلوس وخلاص .. (ستيف مينوتشين) وزير المالية و(بيتر نافارو) اللي كان لحد الوقت ده مجرد مستشار إقتصادي بس كان هو اللي حط البذرة بتاعة فكرة إن أميركا تفرض تعريفات جمركية علي البضايع الصيني المستوردة مسكوا في خناق بعض فعلياً في زيارة (ترامب) للصين .. يوم 20 مايو (ستيف مينوتشين) طلع في إنترفيو علي قناة FOX News قال إن الحرب التجارية بين أميركا والصين دلوقتي في حالة هدنة وإن الصينيين بيفكروا في مقترح هو شخصياً قاله إن الصين تشتري بضايع أميريكية بحيث إن العجز في الميزان التجاري الأميريكي يتضبط في مقابل إن حرب التعريفات الجمركية دي تقف .. (بيتر نافارو) تاني يوم طلع في إنترفيو علي قناة NPR قال علي كلام وزير المالية إنه هجص وهري وإن الوزير مش فاهم هو بيقول إيه لإنه مبيتكلمش مع الرئيس ومش فاهم دماغه.

(ترامب Trump) مع الرئيس الصيني (جي جينبينج Xi Jinping).

لحد دلوقتي البيت الأبيض كان مقسوم نصين .. نص فيه (بيتر نافارو) و(روبيرت لايت-هايزر) و(ويلبور روس) مع فكرة فرض تعريفات جمركية علي المنتجات الصينية عشان يحموا الشركات والمنتجات الأميريكية .. نص تاني فيه (ستيف مينوتشين) لوحده بعد ما (جاري كون) مشي وهو شايف إن التعريفات الجمركية دي ضررها أكبر من نفعها .. (ترامب) من ناحيته كان عامل زي العيل الصغير اللي عمال يتمرجح شوية مع دول وشوية مع دول .. يوم 13 مايو (ترامب) جاب أزمة قلبية للحزب الجمهوري لما قال إنه شغال مع الرئيس الصيني (جي جين-بينج Xi Jinping) عشان يلاقوا طريقة يفتحوا الباب لشركة ZTE ودي تبقي عامله زي النسخة الصيني من المصرية للإتصالات واللي مفروض عليها عقوبات إقتصادية من الكونجرس الأميريكي إنها تفتح شغل في أميركا في مقابل إن الصين تحل مشكلة التعريفات الجمركية بإنها تكع مبلغ حلو والموضوع يتلم .. شوية (ترامب) يروح ناحية إنه يزود من عيار حربه الإقتصادية مع الصين وراسه وألف سيف إن الصين تدفع 200 مليار دولار.

المولد ده إتفض يوم 31 أغسطس لما الحكومة الأميريكية بدأت تطبيق فرض التعريفة الجمركية علي اللستة أم 34 مليار دولار لو لسه فاكرها .. وفيه كلام علي إن اللستة التانية أم 16 مليار دولار حيتبطق عليها التعريفة الجمركية قريب وفيه كلام تاني علي إن أميركا ناوية تعمل لستة ب500 مليار دولار بتشمل تقريباً كل البضايع والمنتجات اللي بتستوردها أميركا من الصين عشان تفرض عليها تعريفة جمركية مع العلم إن السنة اللي فاتت إجمالي البضايع الصيني المستوردة في أميركا كان قيمتها حوالي 505 مليار دولار .. علي الناحية الثانية الصين عملت نفس الحركة بإنها برضه فرضت تعريفة جمركية علي اللستة بتاعة ال32 مليار دولار بضايع أميريكية اللي الصين بتستوردها.

أول طلقة ضربها (ترامب) في خناقته مع الصين هي إنه فرض تعريفات جمركية علي الألمونيوم والصلب اللي التجار الأمريكان بيستورودوهم من الصين وده عمل إنتعاشة في سوق الألمونيوم والصلب الأمريكاني جوه أميركا وخلاك مثلاً لو إنت موظف في مصنع ألمونيوم في أميركا سعيد سعادة الطفل الصغير اللي بيلبط في الطينه لما الدنيا بتشتي .. المشكلة إن ده معناه برده إن مثلاً مصانع المسامير الأميريكية اللي كانت عايشه علي إنها تاخد الصلب الصيني المستورد الرخيص تصنعه بقت مضطرة تمشي ناس عشان سعر المواد الخام زاد فإنت لو عامل من العمال اللي مشيوا دول حتبقي عامل زي أم الطفل الصغير اللي بيلعب في الطين وبيبلبط وموسخ هدومه .. بالأرقام عشان تكون فاهم أنا بقول إيه .. فكرة فرض تعريفات جمركية علي الألمونيوم والصلب حتخلق 26,280 فرصة عمل في مصانع الألمونيوم والصلب بس في نفس الوقت حتكلفك 432,747 بني أدم مشيوا من شغلهم في مختلف الصناعات .. لكن في رأيي الشخصي جهل (ترامب) بمباديء التجارة ميجيش حاجة جنب اللي عمله لما زار مدينة صغيرة إسمها نورث أوجاستا North Augusta في ولاية كارولينا الجنوبية South Carolina في واحدة من خطاباته لإن اللي عمله هناك يهلك من الضحك .. وهو بيتكلم قعد يقول إنه حيفرض ضرائب علي العربيات الألماني وخص بالذكر BMW لدرجة إنه و هو واقف بيتكلم علي المسرح سأل الناس مين فيكوا معندوش BMW الناس دي بتعمل عربيات حلوة أوي بس أنا حفرض ضرايب عليهم .. اللي مكنش (ترامب) يعرفه إن جنب مدينة نورث أوجاستا North Augusta اللي هو كان بيقول فيها هبدته دي فيه مدينة تانية صغيرة إسمها سبارتينبرج كاونتي Spartanburg County اللي فيها أكبر مصنع BMW في العالم وشغال فيها 10,000 بني أدم.

هنا يجي دور إني أكلمك شوية عن (بيتر نافارو) اللي جبتلك سيرته وسط الكلام:

الشخصية اللي ورا الكواليس اللي عمال يسقف ل(ترامب) ويقوله إنت أحسن إختراع حصل للإقتصاد من ساعة إختراع الدولار هو (بيتر نافاور) وده واحد من مستشاري (ترامب) الإقتصاديين أو زي ما (ترامب) بيحب يسميه Trade Guy أو الرجل بتاع التجارة .. من غير ما أدخلك في تفاصيل كتير (بيتر نافاور) مقتنع بإن العلاقات التجارية بين أميركا والصين بتحكمها نظرية إسمها Zero Sum Game يعني طرف واحد بس هو الكسبان وطرف واحد بس هو الخسران زي بالضبط الجنس من وجهة نظر رجاله كتير وعشان كده الدنيا كلها نكد مع أغلب المتجوزين .. (بيتر نافاور) شخص محدش من بين الناس اللي بتفهم في الإقتصاد شايفه بني أدم ينفع يمسك كاشير في مطعم فأظن السؤال دلوقتي هو إن إزاي رجل زي ده إتعين مستشار إقتصادي للرئيس؟ .. اللي حصل إن (جاريد كوشنر Jared Kushner) جوز بنت (ترامب) اللي هي (إيفانكا) أو الصاروخ أو الملبن علي حسب إنت بتسميها إيه واللي يبقي مدير مكتب (ترامب) كان مطلوب منه إنه يلاقي خبراء بتفهم في العلاقات الأميريكية الصينية عشان يعينهم كمستشاريين للرئيس .. (جاريد كوشنر) زيه زي أي حد متعين بالواسطة ومش مؤهل إنه يشتغل مدرس حساب في حضانة دخل علي موقع Amazon دور علي ناس كتبت كتب في العلاقات التجارية مع الصين وأول كتاب طلعله كان كتاب إسمه الموت علي إيد الصين Death by China كتبه (بيتر نافاور) .. شفت سهلة أزاي.

المصيبة إن (بيتر نافاور) ماشي بمبدأ إن (ترامب) دايماً علي حق وإن وظيفته كمحلل إقتصادي إنه مش يوري للرئيس إيه الصح وإيه الغلط إنما إنه يثبت إن الرئيس دايماً صح وعشان كده (ترامب) بيموت فيه .. فكر فيها كده .. مين فينا مش حيموت في حد كل ما نفتح بقنا مش بس بيطبلنا ده كمان بيثبت بالعلم وبالورقة والقلم إن كل كلمة بتطلع من بقنا صح .. لما (ترامب) قال عايز أطبق التعريفات الجمركية دي في شهر مارس اللي فات كل الناس كانت عارفه إن بسهولة أوي الصين حترد بإنها هي كمان تفرض تعريفات جمركية علي البضايع الأميريكية وكان لازم الخبراء الإقتصاديين اللي حول (ترامب) يقولوله إنه غلطان وإن اللي بيقوله ده هبد بس (بيتر نافاور) الوحيد اللي قعد يقول إن الرئيس عنده حق وإن أميركا أقوي من إن الصين تفرض عليها أي جمارك .. جري الشريط لدلوقتي وتلاقي الصين فرضت علي أميركا تعريفات جمركية ثمنها بيعدي 73 مليار دولار .. 73 مليار دولار دفعتهم أميركا لمجرد إن فيه موظف بيعرض لمديره.

(جاريد كوشنر Jared Kushner) مدير مكتب (ترامب Trump) وجنبه الصاروخ (إيفانكا Ivanka).

أظن السؤال المهم دلوقتي هو الحرب التجارية دي كلها حتخلص علي إيه؟

اللي أنا عايزك تفهمه إن (ترامب) مبيفهمش .. بسبب خناقته مع الصين سكرتير عام الإتحاد الأوروبي (جين كلود يونكر Jean Cluade Juncker) زار البيت الأبيض وعمل PowerPoint Presentation ل(ترامب) عشان يشرحله يعني إيه تجارة بين الدول .. (أنجيلا ميركل Angela Merkel) مستشارة ألمانيا في زيارة ليها لأميركا (ترامب) سألها 10 مرات هل ينفع إنه يتفاوض معاها علي تغيير بنود إتفاقية التجارة بين أميركا وألمانيا وفي ال10 مرات هي قعدت تشرحله إنه مينفعش ألمانيا تتفاوض بشكل أحادي مع أميركا وإن لازم أميركا تتفاوض مع الإتحاد الأوروبي كله وفي المرة ال11 (ترامب)  قالها خلاص حبقي أتكلم مع الإتحاد الأوروبي.

التجارة واحدة من أكتر المواضيع المعقدة اللي إنت ممكن تحاول تفهمها .. مجرد ثغرة بسيطة في إتفاق تجارة بين أي حد ممكن يفتح الباب لشركات إنها تسرق وتستغل وتمص دم موظفين .. بس ده مش معناه إنك لما تبقي رئيس تفضل مقتنع بإن السبب الأساسي ورا إنهيار الصناعة الأميريكية هي الصين .. صحيح الصين بتصنع بإفترا بس التهديد الحقيقي للعمالة مش بس في أميركا إنما في العالم كله هو الAutomation وهي إن المصانع دلوقتي بقت ماشيه بالروبوتات .. مثال بسيط علي كده أميركا نفسها .. دلوقتي أميركا المصانع بتاعتها بتنتج ضعف كمية المنتجات اللي كانت المصانع بتنتجها سنة 1984 بس بعدد عمال أقل 30%  .. التجارة لو إتعملت صح فممكن كل الأطراف تستفاد وتتبسط .. حاول تفكر في التجارة زي الجنس (بين أي إتنين متجوزين عشان أنا عارف النوايا بتاعتكوا عامله إزاي) لو الجنس إتعمل صح فالطرفين حيبقوا مبسوطين بس لو طرف فيهم (غالباً الرجل) خد اللي هو عايزه ومشي فالدنيا بتبوظ ولما الدنيا بتبوظ  في الجنس بيبقي فيه شوية نكد بس لما الدنيا بتبوظ في التجارة الدنيا بتخرب.

في الأخر إنت قدام حرب تجارية بين دولتين عظمتين مفيش أي خبير إقتصادي بيحترم نفسه شايف إنها صح .. حرب تجارية بيقودها واحد مش فاهم الألف من كوز الدرة في الإقتصاد واللي المفروض إنه بينصحه واحد عامل بالضبط زي خالتك اللي مش فاهمه Facebook وبتبعتلك كلام كان المفروض إنه رسالة علي الخاص بس علي الWall بتاعك .. عشان بس تفهم دماغ (ترامب) فده رجل مقتنع بإن أميركا هي السبب في إن دول كتير في العالم تبقي غنية في حين إن أميركا عشان تحميهم بقت بتستهلك كتير أوي من مواردها .. هو شايف إن الشركات الأميريكية بقت بتقفل مصانعها جوه أميركا وتفتحها في الصين عشان تزود أرباحها بس محدش بيسأل نفسه هو تأثير ده إيه علي ملايين العمال الأمريكان اللي فجأة لقوا نفسهم مش لاقيين شغل .. خليني أستعير أسلوب (ترامب) وأقوله إن مش دي الطريقة اللي التجارة بين الدول بتمشي بيها يا إبن الو#خة يا جاهل إنت .. فكرة التعريفة الجمركية إن مش الصين هي اللي بتدفعها .. اللي بيدفع الضريبة دي هو المستورد الأمريكاني اللي بيجيب البضاعة دي من الصين واللي عشان يعوض الفلوس اللي هو دفعها بيغلي ثمن السلعة وبالتالي المستهلك هو اللي بيدفع الثمن .. المشكلة إن مفيش منتج بيتباع في أميركا ولا في العالم حتي إلا وفيه حاجة زيه مصنوعة في الصين .. خلاص يا سيدي الأمريكان حيبطلوا يستوردوا العربيات الGeely الصيني بس الثلاجات الSamsung الكوري فيها مكونات صينية .. مكنه الحلاقة الGillette الأمريكاني فيها مكونات صينية .. حتي الفوط اللي ممكن تكون مصنوعة من قطن مصري بس الخيط بتاع الرسم علي الفوطة ممكن يكون جاي من الصين .. ده كله في الأخر بيترجم إن كل حاجة موجودة علي الرف في أي سوبرماركت في أميركا سعرها بيزيد.

المصادر:

مهندس ميكانيكا بحب الصحافه و الكتابه .. مؤمن بان من حق كل بني ادم انه يعرف الحقيقه ورا الخبر .. رسالتي انك تفهم حقيقه اللي بيحصل عشان لما تقرر رايك تكون فاهم انت بتقرر علي اي اساس

3 تعليقات

اترك تعليق

بريدك الالكتروني لن ينشر. يجب ملئ الخانات بعلامة *

من فضلك ادخل التعليق!

من فضلك ادخل الأسم!

من فضلك ادخل البريد الالكتروني!من فضلك ادخل بريد الكتروني صحيح!