لينك التسجيل الصوتي للمقالة علي Sound Cloud:
https://soundcloud.com/user-112011687-312727988/rs02pw9dq6nh
حاول تتخيل إن اللي انا عايز أعمله في الثلاث أجزاء الجايين من المقالة دي إني ناوي أقرفك في عيشتك و أقعد معاك نحلل سوا كلمة كلمة من الأغنية بتاعة ميزة اللي غناها (أحمد مكي) .. اللي حتكلم عنه خلال الأجزاء الثلاثة هو قصة تاريخ الفلوس .. التطور الطبيعي لإزاي انت حضرتك بقيت تصحي الصبح تروح تشتغل 8 ساعات في اليوم عشان في الأخر ينزلك مرتبك علي حسابك في البنك و تروح أول كل شهر لأقرب ATM عشان تسحب شوية ورق تجيب بيهم أكل و شرب .. حنحكي إزاي البني أدمين إتحولوا من نظام المقايضة لنظام العملات الذهبية أو الفضية لمرحلة ورق البنكوت و دلوقتي رايحين في سكة البيتكوين .. الرحلة دي حصلت إزاي؟ .. إزاي فكرة البيزنس إتطورت للمرحلة اللي إحنا فيها دلوقتي؟ .. إزاي الحكومات بتجيب فلوس؟ .. يعني إيه فايدة؟ .. يعني إيه بنك مركزي؟ .. دي أسئلة وجودية وعلي فكرة لو رحت سألت أي حد خريج إقتصاد غالباً هو حيعاني زي ما انا حعاني دلوقتي كده إني أحاول أبسطلك المفاهيم اللي المفروض إن حياتنا كلها قايمة عليها دلوقتي .. أهم مفهوم وده الأساس اللي لازم تبدأ إنك تفهم معناه هو الفلوس.
هو يعني إيه فلوس؟ .. يعني إيه Money؟
خليك معايا من الأول .. كان يا مكان علي رأي (أحمد مكي) .. رحنا لزمن المقايضة لا بنكنوت ولا حتي فايدة .. العملة كانت خد و هات لا فيه ورق ولا قرشينات .. معاك 3 بيضات ترجع شايل قفة حاجات .. باااااااااس .. أقف هنا بقي .. الجملة اللي فاتت دي هبد .. هي اه القافية حكمت عشان الأغنية تطلع حلوة بس مش ده الConcept اللي المقايضة إتبنت عليه .. المقايضة كمفهوم إتطورت مع الزمن .. أيام الكهوف كان اه انا معايا تفاحة وانت معاك فرخة وانت أساساً فيجيتريان فكان حلو أوي إننا نبدل .. انت تاكل التفاحة وانا بحب الفراخ .. لما المجتمعات إتطورت و بقت فيه ناس بتزرع و فيه ناس بتعمل أدوات و ناس بتبني وكل واحد بقت له شغلانة محددة فالبشر بقوا مجبرين إنهم يقايضوا .. حاول دايماً تنزل بمستوي تفكيرك لمستوايا انا و انت .. انا مش بتكلم عن مقايضة بين دول .. انا مش بتكلم عن رحلة الشتاء و الصيف بتاعة قريش .. انا بتكلم إن انا فلاح بزرع قمح مثلاً وانت صياد بتصطاد سمك .. فكرة المقايضة نفسها بدأت تلبس في حيطة اسمها تزامن الإحتياجات ولو انت خريج تجارة إنجلش فاسمها Coincidence of Wants .. يعني إيه البتاعة دي؟
ده الأساس اللي إتبنت عليه التجارة و السؤال اللي الفلوس كانت إجابته .. عشان تفهمه تاني متحاولش تطبقه علي Scale كبير .. تخيل زي ما قلت إن انا فلاح وانت صياد .. لو انت مراتك عايزه تخبر عيش وانا مراتي نفسها في سمك صيادية .. قشطة .. انت حتاخد مني القمح بتاعي و انا حاخد منك السمك بتاعك .. لكن .. إفرض إن انا مش عايز السمك بتاعك بس مراتك نفسها تخبز عيش و حتنكد عليك عيشتك لو مروحتش بقمح .. ده بيخلينا قصاد إحتمالين:
- الإحتمال الأول إنك تدور علي حد يكون عايز سمك و يديلك هو حاجة في مقابلها بس بشرط إن الحاجة دي تكون انا عايزها .. ده معناه إن حضرتك حتيجي تسألني طب انت عايز إيه؟ و أقولك مثلاً انا عايز برتقان فحضرتك تنزل تلف علي حد يكون عايز سمك و عنده برتقان لمجرد انك لما تروح البيت مراتك متنكدش عليك .. زود علي كده مصيبة تانية وهي الوقت .. انت زمان مكنش عندك ثلاجات .. انت محتاج خلال أقل من يوم تكون لقيت الشخص ده وإلا السمك بتاعك حيعفن .. تاني مراتك حتنكد عليك .. نفس مشكلة الوقت دي قارفاني في عيشتي انا كمان .. انا المحصول بتاعي بحصده مرة في السنة .. طب طول السنة اللي انا مش بحصد فيها لو حبيت أجيب حاجة من السوق حعمل إيه؟
- الإحتمال الثاني إن إحنا نلاقي حاجة أو سلعة أو بضاعة ثالثة إحنا الإتنين عايزينها و نقدر نقايض بيها .. حاجة نبقي كلنا عايزينها .. حاجه نقدر نقايض بيها من غير ما نبقي مرتبطين بوقت أو موسم معين من السنة .. الحاجة دي هي الفلوس.
الفلوس هي حاجة أيا كانت الحاجة دي إيه بس ليها كذا شرط .. الشرط الأول إنها متبوظش يعني مينفعش مثلاً الحاجة دي تبقي ورد أو سمك لو إتساب من غير قصرية أو من غير ثلاجة يفسد ويموت .. الشرط الثاني إنها تبقي صعبة تتجاب يعني مينفعش تبقي متاحة بكميات كبيرة وإلا حتغرق السوق ومش حيبقي ليها قيمة يعني مينفعش تقولي ورق الشجر مثلاً حنستخدمه كفلوس .. الشرط الثالث والأهم إن كل أهل البلد يتفقوا علي إن ليها قيمة إياكش حتي الحاجة دي تبقي السجاير الفرط .. الثلاث شروط مش معناهم إن الذهب أو الفضة بس ينفعوا .. في تاريخ البشر إحنا إستخدمنا حاجات فعلاً غريبة كفلوس .. إستخدمنا المواشي كفلوس .. لو بصيت عليها حتلاقي إن المواشي فعلياً بتحقق الشروط الثلاثة .. الجاموسة بتعيش لسنين وده الشرط الأول .. الجواميس مش موجودة في كل حتة زي ورق الشجر وده الشرط الثاني .. وطبعاً بما إن البشر إتفقوا علي إن ليها قيمة فده كان الشرط الثالث .. لما الأوروبيين إكتشفوا أميركا السكان الأصليين إستخدموا الخمور كفلوس .. تاني تعالي نشوف .. هي مكنتش بتفسد لو إتسابت .. مكنتش موجودة في كل حتة .. هم إتفقوا علي إن ليها قيمة .. في السجون السجاير بتستخدم كلفوس .. بدأت تفهم الفكرة؟
الفلوس بالشكل ده الإخوة بتوع الإقتصاد بيسموها النقود السلعية ولو انت برده خريج تجارة إنجلش فهي بتتسمي Commodity Money بمعني أخر هي العملة .. العملة معناها إن الخمور أو السجاير أو الجواميس في حد ذاتها ملهاش قيمة .. قيمتها بتيجي من قدرتها علي إني أشتري بيها حاجات .. الذهب انا اقدر أعمل منه حلق أو سلسلة بس لو عملت منه جنيه دهب فانا مش حجيب لخطيبتي شبكتها سلسلة علي شكل جنيه دهب .. تاني .. العملة فكرتها إن كلنا نتفق علي إن ليها قيمة .. انت لما يبقي في إيدك جنيه دهب أو ورقة بمتين جنيه فانت بتبقي مطمن إن اللي في إيدك ده حاجة قيمتها هي إنها بتخليني أشتري حاجه مش لسبب غير إن إحنا كلنا إتفقنا علي كده.
خلينا نرجع تاني لأغنية (أحمد مكي) .. معاك 3 بيضات ترجع شايل قفة حاجات .. بس الحياة دي أوانها فات .. المشكلة كانت أكبر من مجرد إننا هييييييه لقينا حاجة تنفع نستخدمها كفلوس .. لما البشر بدأوا يبنوا مجتمعات و حضارات و بدأت التجارة بين البشر تكبر لقينا إن النقود السلعيى دي خلتنا نلبس كذا خازوق:
- خلينا ناخد أول خازوق و نتخيل سوا إن إحنا عايشين في قريش قبل ميلاد النبي (عليه الصلاه و السلام) وقت ما إقتصاد قريش كله كان قايم علي رحتلي الشتاء و الصيف .. دلوقتي انا تاجر واخد معايا جمال و رحت سافرت دمشق أشتري بضاعة عشان أرجع أبيعها في قريش .. حلو .. هي البضاعة اللي انا حشتريها دي مش بفلوس؟ .. اه .. هي مش الفلوس دي ولتكن مثلاً عملات ذهبية بتتحط زي ما بيقولوا في سرة من الدنانير ليها وزن؟ .. اه .. هو انت فاكر إن سهل كده أجيب كام جمل و أحط عليهم شولة ذهب؟ .. هو الذهب ده مش تقيل؟ .. طب هو انا لو سافرت بالجمال بتاعتي مش إحتمال يطلع عليا حرامية يسرقوني؟
- تاني خازوق وتعالي نتخيل إننا مثلاً عايشين في عصر المصريين القدماء .. إيه اللي يحصل لو وزير المالية اللي المفروض جزء من شغلته إنه يجيب الذهب يسيحه و يشكله علي شكل عملات بدأ يغش في شغله؟ .. إيه اللي يحصل لو كان بيزود نسبة النحاس في الذهب؟ .. مش معني كده إن الفلوس اللي في السوق مش حيبقي ليها قيمتها الحقيقية؟
- ثالث خازوق طب إفرض إننا عايشين مثلاً في عصر الرومان أيام ما كانوا بيحكموا العالم كله .. أقوي إقتصاد في العالم .. أقوي كيان عسكري في العالم و بالتالي حروب مكلفة في كل حتة .. لو تكلفة الحروب دي زادت أوي لدرجة إن الدولة خلصت كل مخزون الذهب و الفضة اللي عندها حيبقي إيه العمل؟ .. جم يدوروا علي أي مناجم ذهب أو فضة في البلد ملقوش .. علي فكرة الإنجليز لبسوا الخازوق ده جامد أوي في حربهم مع الصين اللي معروفه باسم حرب الأفيون .. الإنجليز كانوا بيستوردوا كميات رهيبة من الشاي الصيني و الصينيين مكانوش بيقبلوا غير الفضة كفلوس و بالتالي مع الوقت مخزون إنجلترا من الفضة خلص وده خرب بيت الإقتصاد بتاعهم.
- رابع خازوق وده خازوق غريب شوية هو إفرض إن ربنا فتح في وش البلد و حد بقي بيرمي علي عتبة بابها ذهب و فضة .. ده حصل مع إسبانيا لما البحارة الإسبان إكتشفوا أميركا .. حنفية ذهب و إتكسرت و غرقت الدنيا .. الإقتصاد الإسباني عاش حالة تضخم كبيرة أوي بسبب إن السوق إتملي دهب .
وزي ما قال (مكي) .. رحنا لزمن الكاشات .. إزاي بقي الصين و الطليان و وراهم الإنجليز إخترعوا زمن الكاشات؟
فيه بني أدم اسمه (ماركو بولو Marco Polo) وده يبقي رحالة تقدر تقول عليه النسخة الأوروبي من (ابن بطوطة) سافر الصين و بدأ يتعلم إزاي المجتمع ده عايش و لما رجع حط الأفكار اللي هو شافها دي كلها في كتاب مشهور جداً .. الكتاب ده فيه أفكار سابقة عصرها زي مثلاً فكرة المكرونة الإسباجتي و فكرة الإيصالات .. أيوه زي ما قريت .. (ماركو بولو) هو اللي فتح عين الطليان علي إختراع المكرونة اللي جابهالهم من الصين بس مش دي قضيتنا .. قضيتنا دلوقتي هي الإيصالات .. فيه فصل في الكتاب ده عنوانه إزاي الخان الأعظم حول ورق الشجر لفلوس عشان الناس تستخدمها كعملة وفي الكتاب هو حكي إزاي الصينيين نقلونا من مرحله المقايضة لمرحلة الكاشات.
بص .. الحضارة الصينية القديمة كانت ماشية بنظام غريب شوية وهو إن العملات عندهم كانت حاجة شبه الجنيه الذهب بس مخروم من النص عشان لو انا حبيت أشتري حاجة ثمنها 100 جنيه ذهب فانا بجيب حبل أدخله في خرام الجنيهات الدهب و أعمل منه سلسلة .. مع الوقت طول السلسلة بقي بيعبر عن مبلغ الفلوس .. شوية و الإقتصاد عمال يكبر .. التجارة الداخلية جوه الإمبراطورية عماله تزيد لدرجة إن التجار بقوا بيتعاملوا بمبالغ وصلت مئات الالاف .. أحياناً وزن الفلوس لوحده بقي أكبر من وزن البضاعة اللي التاجر بيشتريها .. ولإن الحكومه كانت مركزية وأغلب تعامل التجار كان مع الحكومة فالحكومة إقترحت حاجة لطيفة أوي .. إيه رأيكوا بدل ما نديلك حبل فيه 10,000 جنيه دهب انا حديلك ورقة مكتوب فيها إن انت ليك عند الحكومة 10,000 جنيه دهب .. و يا سيدي لو حبيت في أي وقت تاخد فلوسك تعالي العاصمة وإستلمها .. بإختصار شديد الحكومة بقت بتدي التاجر إيصال بفلوسه.
في الأول زي أي فكرة جديدة الناس كانت شاكه .. مع الوقت الثقة بدأت تزيد لإن كذا تاجر يروح للعاصمة بورقة الإيصال و ياخد فلوسه فعلاً .. شوية و التجار قالوا لنفسهم طب هو إحنا ليه أصلاً نتعامل بالجنيه الذهب طب ما نتعامل بالإيصالات دي بينا و بين بعض .. لما الحكومة عرفت بقت هي بتطبع إيصالات .. بقيت انا كتاجر لو ليا عند الحكومة مثلاً 1000 جنيه ذهب فانا باخد من الحكومة 10 إيصالات كل إيصال ب100 جنيه ذهب .. لو حبيت أشتري بضاعة من تاجر تاني و كانت البضاعة دي ب100 جنيه ذهب فانا بدل ما بديله الجنيهات الذهب بديله إيصال من العشر إيصالات اللي معايا .. النظام ده بدأ يتطبق في الصين من القرن السابع الميلادي في أسرة تانج Tang Dynasty مرورا بالقرن ال11 في أسرة سونج Song Dynasty لحد سنة 1300 ودي السنة اللي (ماركو بولو) زار فيها الصين .. الرجل كان مبهور بالنظام و شايفه نقلة نوعية في التجارة بس من وجهة نظر الصينيين ده كان حقاً و صدقاً ما وجدنا عليه أباؤنا و أجدادنا.
(ماركو بولو) لما نقل الفكرة للطليان حطوا عليها التاتش بتاعتهم .. اللي عمله الطليان بفكرة (ماركو بولو) عشان تفهمه تخيلإانك رحت كارفور تشتري حاجات عشان تدفع بالفيزا .. تخيلت؟ .. أهو تخيل توم و جيري بياخدوا فلوسك و بيجروا لحد أقرب فرع للبنك بتاعك يسحبوا الفلوس .. وبعد كده يجروا للبنك اللي كارفور بيتعامل معاه و يرجعوا جري ليك عشان يدولك الإيصال اللي بيطلع من المكنة اللي بتقرأ كارت الفيزا بتاعك .. في حالة إنك لسه مش مجمع خليني أشرحلك النظام الطلياني ده كان عامل إزاي:
- انا تاجر جاي من إسكندرية بتعامل مع بنك مصر مثلاً فبروح أقرب فرع بنك مصر و أطلب منهم يدوني إيصال ب10,000 جنيه.
- لما بسافر بورسعيد مثلاً أشتري بضاعة فانا بحمل البضاعة علي المركب و بدي للتاجر اللي انا إشتريت منه البضاعة الإيصال اللي انا خدته من بنك مصر فرع إسكندرية .. التاجر اللي باعلي البضاعة بياخد الإيصال يروح لأقرب فرع بنك مصر في بورسعيد يديهم الإيصال بس مش بيدوله 10,000 جنيه كاملين .. هم بيخصموا منهم حاجة بسيطة زي مثلاً 5% ثمن الخدمات البنكية.
- فرع بنك مصر بتاع بورسعيد حيبعت حد ومعاه الإيصال و يروح لفرع البنك في إسكندرية .. بمجرد ما فرع بنك مصر في إسكندرية يجيله الإيصال فهو بيبعتلي مندوب لحد عندي عشان أدفع الفلوس اللي عليا 10,000 و فوقهم مصاريف الخدمات البنكية.
زي ما انت شايف الطليان كانوا وصلوا لنفس المستوي اللي انت بتدفع بيه ثمن الحاجة اللي انت إشتريتها من كارفور بالفيزا بس بالتصوير البطيء .. الحقيقة إن المستوي ده من التقدم في التعاملات البنكية ساهم فيه أسباب تانية ملهاش علاقة بالفلوس .. إيطاليا مكنتش دولة موحدة إنما كانت عبارة عن نظام City States زي نظام الإغريق كده لما كان عندهم أثينا و إسبرطا .. مدن تعتبر دول مستقلة .. في إيطاليا كانوا أهم 3 مدن- دول هم فينيسيا (البندقية) و ميلان و فلورينسا .. ال3 مدن كانوا دايماً في حالة حرب مع بعض و بالتالي فطرق التجارة بينهم مكنتش أمنة أوي .. زود علي كده إن الحروب الصليبية كانت ساعدت علي إن أوروبا بقي عندها الأساسات بتاعة النظام البنكي.
لو انا مواطن فرنساوي مخي إتلحس بكلام بابا الفاتيكان و عايز أروح أسافر القدس عشان أنضم لحملة صليبية علي أمل إني أترمي في الجنة حدف فانا مش حينفع أسافر بكل فلوسي و ممتلكاتي من فرنسا لحد القدس وإلا انا حتسرق .. الفاتيكان وافقوا علي إقتراح فرسان المعبد Knights Templar إنهم يحطوا أول فكرة للبنوك لما بقي ليهم أفرع في كل أوروبا بحيث انت تحط فلوسك في الفرع بتاع البنك بتاعهم في مدينتك ولما توصل القدس بالسلامة تروح تستلم فلوسك .. تاني .. النظام ده بدأ يطبق في إيطاليا من بعد سنة 1300 وفضل ينمو و يكبر و يكبر و الطليان فاكرين إنهم كده جابوا أخر الفكرة .. مكانوش عارفين إن الإنجليز سنة 1640 كانوا حياخدوا الفكرة في حتة تانية خالص و الغريب إن الإنجليز مبصوش لفكرة الطليان ولا فكرة (ماركو بالو) وقالوا والله زين هادي الفكرة .. لا خالص .. الإنجليز ظروفهم كانت مختلفة حبتين و طريقة إنشاءهم للتعاملات البنكية كانت مختلفة شوية عن التجربة الطلياني.
سنة 1640 إنجلترا كانت بتلبس في الحيط .. كان بيحكمها رجل ابن ستين كلب اسمه (تشارلز الأول) .. كان فاسد الفساد الوسطي الجميل .. هو كان متخانق مع البرلمان فبمنتهي البساطة عمل زي (اللمبي) لما قال ل(عاطف) إرمي ياض البتاع مبحبوش و مبحبكش انت كمان قام قافل البرلمان خالص .. ولإن وفق الدستور البريطاني البرلمان هو بس اللي يقدر يفرض ضرايب علي الناس ولإن (تشارلز الخامس) كان عايز فلوس وهو كان قافل البرلمان قام رايح لحاجه اسمها مينت Mint وده كان عبارة عن مخزن كل التجار و الحدادين بتوع لندن بيحطوا فلوسهم فيه بدل ما يخبوها تحت البلاطة و خد الفلوس دي كلها وضع يد .. طبعاً ده كان كفيل إن تقوم ضده ثورة و الإخ إتعدم في ميدان عام بس مش دي القضية .. القضية إنك بقيت قصاد وضع غريب جداً إن التجار و الحدادين بتوع لندن اللي تحت إيدهم ثروة محترمة مبقوش عارفين يحطوها فين؟
أكيد هم مبقاش عندهم أي ثقة في البتاع اللي اسمه Mint ده .. في قعدة صفا الحدادين قالوا للتجار إن إحنا بدأنا نشتغل علي فكرة جديدة إننا بقينا نعمل خزن حديد جامدة ومش بتتكسر بسهولة عشان نخزن فيها فلوسنا فلو انتوا حابين تقدروا تحطوا فيها فلوسكوا في مقابل طبعاً إنكوا تدونا نسبة صغيرة .. فكرة بسيطة خلت الحدادين بتوع لندن يعملوا كارير شيفت و يبقوا بنوك .. الحدادين أو دلوقتي أصحاب البنوك في إنجلترا عملوا الأول نفس الحاجة اللي الصينيين عملوها .. حضرتك تاجر بتسيب فلوسك معانا فاحنا بنديلك إيصال نكتب فيه المبلغ اللي حضرتك سايبه .. لكن .. خلي بالك بقي من اللي جاي دلوقتي .. الإنجليز حطوا تاتشايه كده بتاعتهم هي اللي غيرت مفهوم الناس عن التعاملات البنكية .. هو شالوا الشرط بتاع إن عشان التاجر يسترد فلوسه لازم يبقي اسمه علي الإيصال .. هو كتبوا علي الإيصال إن المبلغ اللي مكتوب فيه حيسترد لأيا كان حامل الإيصال .. ده خلي الإنجليز يستخدموا الإيصالات دي كفلوس .. شوية و الناس بقوا يطلبوا من الحدادين اللي بقوا أصحاب بنوك إنهم ياخدوا كذا إيصال .. انا حطيت في البنك 100 جنيه فانا عايز 10 إيصالات كل إيصال ب10 جنيه .. فكرة صغيرة أوي خلت البنوك الإنجليزي يقدموا للعالم فكرة البنكنوت.
يمكن عشان الحدادين دول كانوا في الأصل مهندسين فكانوا بيفهموا .. اللهم زيدنا تواضع يعني .. فهم خدوا بالهم من حاجة .. الناس بقت بتتداول ورق البنكنوت ده بينهم و بين بعض و محدش بيقرب للفلوس الذهب اللي متخزنه عندهم .. طب يجري حاجة لو سلفنا الناس فلوس من اللي قاعدة عندنا في الخزن دي محدش بيقربلها؟ .. حضرتك سبت عندنا 1000 جنيه دهب و خدت مكانهم إيصالات .. عدت أيام وشهور وانت مجتش عشان تاخد فلوسك .. يعني هي الفلوس حتفضل عندنا كده؟ .. طب ما إحنا ممكن علي حسها ندي ورق بنكوت لناس تانية بنفس المبلغ كقرض .. ومن هنا إتولد أهم إختراع في التعاملات البنكية و اللي حياتنا كلها لحد دلوقتي قايمة عليه .. الخدمات البنكية الإحتياطية الجزئية أو Fractional Reserve Banking .. بمعني أخر قدرة البنوك إنها تدي قروض بفوايد .. أقفلي بقي هنا عشان لو انت متخيل إن فوائد البنوك دي قضية خلافية فتعالي أحكيلك إزاي الفكرة دي أساساً إتطورت لحد الشكل اللي انت عايشه دلوقتي .. التجربة دي مرت بمراحل هبد انت لا تتخيلها وأحياناً مش حتصدق إن كل ده حصل .. لو انت فاكر إن فوايد البنوك دي حرام فاستني لما تعرف إزاي هي خربت إقتصاد دول؟
المصادر:
فيديو علي YouTube بعنوان The history of paper money-origins of exchange-extra history part 1 وده لينك الفيديو:
ttps://www.youtube.com/watch?v=-nZkP2b-4vo
فيديو علي YouTubeبعنوان The history of paper money-not just noodles-extra history part 2 وده لينك الفيديو:
tps://www.youtube.com/watch?v=rPHTmGjoe2k