لينك التسجيل الصوتي للمقالة علي Sound Cloud:
https://soundcloud.com/user-112011687-312727988/amazon-m4a
أنا أفتكر إن والدتي كانت بتحكيلي إن جدتي الله يرحمها كانت من نوع الستات اللي مبيفتكرش كل حاجة هي عايزة تشتريها و هي في السوق .. دايماً بتنسي تشتري كذا حاجة فلما بتروح البيت تبص لماما تقولها معلش أنا نسيت أجيب طماطم مثلاً فماما تنزل تضرب مشوار السوق تاني عشان تجيب طماطم و ترجع عشان جدتي تقولها ياااااه نسيت أقولك و إنتي نازلة إني نسيت أجيب خيار فروحي السوق تاني هاتي خيار .. الكلام ده في زمن التليفون الأرضي مكنش لسه موجود في كل بيت .. القصة أو الموقف ده محصلش من زمان أوي يعني ..الكلام ده من حوالي 40 سنة بس مجرد حاول تستوعب إحنا إزاي حالنا إختلف عن أهالينا .. كلنا بقي معانا موبايلات و مش بس موبايلات ده كلنا معانا باقات نت كمان .. و دلوقتي إنتقلنا من مرحلة إننا نروح السوق نشتري حاجات لمرحلة إن السوق بقي هو اللي يجيلنا .. دكتور (مصطفي محمود) الله يرحمه كان دايماً بيقول إن التكنولوجيا بتخلينا نعيش نفس عيشة الملوك و السلاطين بتوع زمان .. زمان كان السلطان يؤمر بس و حيجيله أكله لحد عنده .. دلوقتي إنت مش لازم تحط تليفونك علي ودنك و تطلب الأكل عشان يجيلك إنما ممكن بضغطة واحدة من صباعك علي Application زي Otlob و الأكل حيجيلك لحد عندك.
زمان كنت تقرأ علي إن السلطان كان يؤمر بس و الحصان بتاعه يجيله لحد عنده .. دلوقتي إنت لو ساكن في مدينة نصر و رايح مشوار التجمع فUber حيجيلك لحد باب بيتك ياخدك للمكان اللي إنت عايزه .. النهاردة أنا مش حتكلم عن إزاي تكنولوجيا توصيل الطلبات للمنازل أثرت علي طريقة تفكيرنا .. أنا موضوعي النهاردة إني أتكلم عن الرجل اللي خلاك لما تحب تدور علي أي حاجة تشتريها ملهاش أي ستين لازمة تخش علي Souq.com عشان تجيلك لحد البيت .. كلامي النهاردة عن (جيف بيزوس Jeff Bezos) مؤسس و مالك شركة أمازون Amazon.
فيه ناس منكوا أنا عارف أول مرة يسمعوا الإسم ده فخليني أبدأ معاك من الأول .. (جيف بيزوس) ده رجل خد شركة كانت بتبيع كتب زيها زي أي حد فارش في شارع النبي دانيال في إسكندرية أو في العتبة و خلاها شركة تحت إيدها أكتر من 100 شركة صغيرة من ضمنها سوق Souq علي فكرة .. أيا كان تخيلك لمدي ضخامة شركة Amazon فإنت مش مديها حقها .. لإن في مصر الجهاز المركزي للتعبئة و الإحصاء ده كيان ملهوش أي ستين لازمة فخلينا ناخد إحصائية إتعملت علي أميركا و نقيس عليها عندنا قد إيه شركة Amazon بقت في كل حتة؟
49.1% من إجمالي الShopping اللي بيتعمل علي الإنترنت بيتم عن طريق Amazon أو الشركات التابعة ليها .. في المركز الثاني بتيجي شركة eBay بحصة 6.6% من السوق .. اللي هو حاجة كده زي مين حقق بطولة الدوري المصري أكتر الأهلي ولا الإتحاد السكندري .. Amazon بتكبر لدرجة إن أغلب التوقعات بتقول إنها حتعدي شركة والمارت Walmart كأكبر مكان للتسوق في أميركا .. Walmart ده للناس اللي مش عارفه فهي حاجة كده زي كارفور بس في أميركا .. شركة Amazon دي بالضبط عامله زي (محمد رمضان) دلوقتي واكل السوق .. لو بكره الصبح إتعرف إن (محمد رمضان) حيعمل Page علي Facebook أو Channel علي YouTube يتكلم فيها عن مواضيع جد بإسلوبه بتاع المهرجانات ده فصدقني مفيش حد لا حيقرأ اللي بكتبه ولا حتي حد حيتفرج علي فيديوهات الدحيح و الأحسنلي إني أقفل الموقع ده خالص لإني مش حعرف أنافسه .. بس عشان Amazon تطيح في شركات خلق الله كده لازم تفهم هي بتعمل كده إزاي؟ و تفهم طريقة شغل الشركة دي من جوه.
شركة Amazon زيها زي أي شركة قطاع خاص في مصر عشان تحقق أرباح بتعمل حاجتين: بتدوس علي الموظفين اللي شغالين معاها و تقلل سعر بيع منتجاتها عشان تكبر حصتها من السوق أو Market Share و اللي بيدفع ثمن ده هم الموظفين اللي جزء من طريقة الدوس علي وشهم إنهم مبياخدوش مرتب يعوضهم عن اللي هم شايفينه .. دوس شركة Amazon علي موظفيها وصل لمرحلة إن الموظفين اللي بيعبولك اللي إنت بتطلبه Online في علب عشان تتبعتلك بيخافوا ياخدوا بريك يخشوا الحمام يعملوا بيبي فكل موظف بيبقي معاه إزازة بلاستيك بيفك زنقته فيها .. أنا مش بهزر أنا بتكلم جد علي فكرة .. لما الناس بدأت تتكلم عن إزاي موظفي الشركة بيتمسح بيهم الأرض كان رد الإدارة إنها قالت خلاص إحنا حنزود الحد الأدني للمرتبات 15 دولار في الساعة .. لسه الناس حتقول هييييييييييييه .. قالولهم بس حنلغي العلاوات و الأوفر تايم .. عشان أقربهالك حاول تتخيل إن (جيف بيزوس) رجل منوفي إنك تاخد منه فلوس كإنك بتقطع من لحمه الحي .. طب كده فهمنا إزاي (جيف بيزوس) بيدوس علي موظفينه .. إزاي بقي مستحوذ علي السوق؟
فلسفة Amazon في الBusiness الناس بتوع الإقتصاد بيسموها Predatory Pricing هي إننا نخسر فلوس بس نزود من حصتنا في السوق أو الMarket Share .. فكر في Amazon زي ما إنت بتفكر في SWVL .. الشركتين ماشيين علي نفس الفكرة و هي إني أبيعلك خدمة برخص التراب و أحقق هامش ربح قليل أوي لحد ما أوصل لمرحلة إن ميبقاش فيه غيري في السوق .. أحلي قصة تفهمك الطريقة دي هي اللي حصل بين Amazon و شركة اسمها Diapers.com و دي شركة إنت بتخش علي الموقع بتاعهم تشتري منهم حفاضات أطفال اللي هي البامبرز يعني و هم يوصلوهالك لحد البيت .. سنة 2009 شركة Amazon حاولت تشتري شركة Diapers.com بس هم رفضوا .. يقوم (جيف بيزوس) عامل إيه بقي؟ .. نزل Offer علي Amazon إن أي حد لمدة 3 شهور يقدر يشتري بامبرز بأي كمية هو عايزها و بعد ما ال3 شهور خلصوا عملوا Sale بحوالي 20% علي البامبرز لو إشترتها من Amazon .. بعد أقل من 6 شهور كانت Amazon بتنزف فلوس بشكل إنت لا تتخيله بس ده خلاها تاكل السوق لدرجة إن Diapers.com قبلوا إنهم يتباعوا لAmazon .. ده بالضبط لما تيجي تخش خناقة مع حد بس قبل ما الخناقة تبدأ تقوم مطلع مطواه من جيبك و تعور بيها نفسك و تبدأ تلحس دمك و كأنك مصاص دماء .. ساعتها حتلاقي اللي بتتعارك معاه طلع جري من الخوف.
المشكلة اللي مصدعه راس (جيف بيزوس) هي إن أعداءه كتير .. لما حد زيه يطلع (دونالد ترامب Donald Trump) اللي هو رئيس أميركا و يطلع حد زي (بيرني سانديرز Bernie Saunders) اللي كان المرشح الديموقراطي عن الرئاسة يقولوا عنه إنه رجل بلطجي فأعرف إن فيه حاجه غلط و لإن ده مش مجال إني أفهمك وضع السياسة الأميريكية دلوقتي إيه فلك أن تتخيل إن يطلع إتنين زي الرئيس (عبدالفتاح السيسي) و (معتز مطر) يتفقوا في الرأي علي إن مثلاً فرع حلواني العبد في مول العرب وحش .. إن كيس الشيتوس الحجم العائلي شخصياً يطلع يقول إنه قلقان من هيمنة شركة Amazon علي سوق E-Commerce يخليك تسأل نفسك إيه عم (جيف بيزوس) مزعل (دونالد ترامب) ليه؟
مشكلة الأمريكان أو السياسيين الأمريكان مع Amazon ليها علاقة بحاجة بيسموها االإحتكار أو Monopoly .. عارف بنك الحظ؟ اللعبة اللي كنت بتلعبها مع أخواتك و إنت صغير دي .. اللعبة دي فكرتها بمنتهي البساطة إنك تلم أكبر كم ممكن من الفلوس و تدمر الBusiness بتاع أخواتك .. أهو ده اللي Amazon بتعمله .. إنك بتوصل لمرحلة إنك كبرت أوي لدرجة إن مفيش حد غيرك في السوق فإنت اللي بتتحكم في الأسعار و محدش بيقدر ينافسك .. حاجة كده زي المؤسسة العسكرية عندنا في مصر و هي دي المشكلة .. لما شركة شغالة في أي Business إياكش حتي شركة بتبيع كياس زبالة ميبقاش ليها منافس فده بيخلي الشركة ميبقاش فارق معاها مستوي الخدمة و ده اللي إنت بتشوفه مع TE Data أو We دلوقتي .. دي شركة هي اللي مهيمنة علي سوق الإنترنت في مصر و مهما كانت سوء الخدمة بتاعتهم فهم عارفين إنك مش حتسيبهم و تروح لLink DSL .. شركة Link دي لLosers و إنت عايز تبقي Loser ولا إيه؟ .. عشان تكسر هيمنة أي شركة علي السوق بتلجأ لحاجة إسمها قوانين منع الإحتكار Antitrust Laws و هنا الموضوع حيحلو أوي.
قوانين منع الإحتكار عشان تتطبق لازم تطبق علي شركة شغالة في Business محدد .. زي مثلاً إنك تطبقه علي شركة زي حديد عز أو شركة زي الشرقية للدخان لإن دي شركات شغالة في Business محدد معروف بس شركات التكنولوجيا عموماً شغالة في مليون Business لدرجة إنك مش بتبقي عارف تمسك عليهم ذلة .. يُحكي أن سنة 2001 إترفعت قضية علي شركة Microsoft بسبب إن الشركة لما تيجي تبيعلك نسخة Windows 95 بتلاقي معمول Setup بشكل أوتوماتيك لبرنامج Internet Explorer و الحكومة الأميريكية رفعت قضية علي Microsoft عشان هم شايفين إن مش شركات كتير بتصنع Operating System لإن وقتها كانوا شركتين بس اللي بيعملوا كده اللي هم Microsoft و Apple بس فيه شركات كتير بتصنع برامج تصفح علي الإنترنت فمش من حق مايكروسوفت إنها تنزل نسخة Internet Explorer علي أي نسخة Windows لإنها كده بتجبر المستهلك اللي هو جنابك إنه يشتغل بالبرنامج بتاعها و بتحتكر السوق .. رغم المنطق القانوني اللي ميخرش المياه ده الحكومة الأميريكية خسرت القضية .. عجز القوانين الأميريكية قصاد شركات زي Amazon أو Microsoft أو Apple مخليها بتفتري علي خلق الله و محدش عارف يوقفهم عند حدهم.
أنا إتكلمت عن فلسفتهم في السوق اللي هي Predatory Pricing إنك تمسح بسعر منتجاتك الأرض لمجرد إنك عايز تسيطر علي السوق و تقضي علي المنافسة .. المشكلة إنك لما بتبقي النامبر وان في السوق بيخليك تبلطج علي خلق الله .. أنا مثلاً تاجر صغير عارف إن فيه مصنع بيعمل بيجامات نوم حريمي و أطفالي رخيص فقررت إني أعمل Business إني أخد من المصنع طلبية كبيرة بسعر الجملة و أبيعها أنا بسعر التكلفة .. باجي أنا عشان أكبر و أبيع أكتر حبدأ أروح أعرض منتجاتي علي Amazon .. أكتشف إني لو فيه بيجامة معينة عليها الطلب أوي فهم عشان بيتابعوا كل صغيرة و كبيرة بتتباع عندهم فبياخدوا بالهم .. العقد اللي أنا مضيته مع Amazon بيخلي من حقهم يروحوا هم ياخدوا البضاعة من المصنع مباشرة و يطلعوني أنا من المولد بلا حمص .. فيه ناس كتير بدأت بيزنس و بعد ما باعت منتجاتها علي أمازون أضطروا يقفلوا البيزنس بسبب النقطة دي إن أمازون سرقت منهم سر الصنعة.
حيجي حد يسأل السؤال المنطقي جداً بتاع يا لهوي و هم الأمريكان سايبين Amazon تعمل كل ده و محدش بيقولها حاجة؟ .. الحقيقة اه و السبب في كده هو قانون حماية المستهلك Consumer Welfare Act و ده قانون بيقول الأتي .. لو إنتي شركة بتبيعي منتجات بجودة عالية أوي و بسعر قليل و الزبون مبسوط منك فمش حيفرق معايا في حاجة مهما كبر حجم الBusiness بتاعك طالما المستهلك مبسوط .. و هي دي المشكلة .. القانون الأميريكي إتكتب عشان المستهلك يتبسط فلو إنت إتبسطت خلاص تولع قوانين الإحتكار .. بس إذا كانت Amazon بتشتغل بنفس المبدأ بتاع SWVL زي ما قلتلك إنها متحققش هامش ربح عالي في مقابل إنك تسيطر علي السوق فالحقيقة فيه فرق كبير أوي بين Amazon و SWVL .. SWVL شغالة في Business واحد اللي هو توصيل الناس بس Amazon شغاله في مليون حاجة .. إنت متعرفش عن Amazon غير إنها الموقع اللي إنت بتبعزق فلوسك فيه بس الBusiness اللي بيجيب فلوس كتير لAmazon مش الOnline Shopping قد ما هو حاجة تانية اللي هي Amazon Web Services أو AWS.
عشان تفهم يطلع البتاع ده لنفترض إنك مهندس إستشاري قررت تفتح مكتب إستشارات هندسية .. بسم الله الرحمن الرحيم كده إنت محتاج Server عشان تحط عليه شغل شركتك .. أهي Amazon بتعملك الServer و البرامج اللي بتشتغل عليه و أي حاجة متعلقة بإنك تبعت لوحة AutoCAD بتاعة مشروع بالميل للعميل عشان تاخد رأيه في تعديلات إتعملت .. بمعني أخر القلب النابض للبيزنس بتاعك بيكون شغل عاملاه AWS يعني إنت معتم بشكل شبه كلي علي مساعدة أمازون ليك و من غيرها إنت حتلبس في أحلاها حيطة.
الجزء بتاع AWS بيجيب فلوس كتير لدرجة إنه سنة 2018 دخل لAmazon صافي ربح 1.75 مليار دولار .. شركة Amazon مسيطرة علي سوق Cloud Computing و ده موضوع يطول شرحه بس المهم إن زباينهم تقال أوي زي بورصة داو جونز و شركة General Electric و Spotify و وزارة الخارجية الأميريكية و وكالة المخابرات المركزية الأميريكية CIA .. ده بيحطك قدام يمكن أهم معلومة أنا عايزك تفهمها .. الحاجة اللي Amazon بتتاجر فيها فعلياً مش الفلوس ولا الSoftware .. هي بتتاجر بالبيانات Data .. الحاجة اللي بتتاجر بيها Amazon هي المعلومات عنك .. إنت مين؟ .. ساكن فين؟ .. بتحب إيه؟ .. بتكره إيه؟ .. بتضيع فلوسك علي إيه؟
فيه فرق كبير بين Facebook و Amazon علي فكرة .. شركة زي Facebook عارفه إنت مين؟ و من الPosts اللي إنت بتنزلها عندهم بيبدأوا يفمهموا دماغك فيها إيه؟ فبيبدأوا يحطولك إعلانات موجهة بناء علي تقديرهم لدماغك .. بس Amazon مش كده .. هي عارفه إنت مين لإنك بتشتري من عندهم و عارفين إنت بتشتري إيه؟ و بالتالي هم بقوا فاهمين دماغك و بيتعاملوا معاك Direct لإنك زبونهم .. رغم كل ده أنا عارف كويس أوي إنك لا حتبطل تستخدم Amazon ولا حتبطل تستخدم Souq.com .. تدري ليش؟ .. عشان إحنا جيل ابن تييييييت إتعلم الأنتخة و مبقاش قادر يستغني عنها .. إنت عايزني عشان أشتري شاحن للموبايل بتاعي أنزل بنفسي لمحطة الرمل في إسكندرية و أفضل أتمشي بين المحلات أسأل علي أقل سعر و أطلع فلوس من جيبي و يطلع ثمنه عشرين جنيه و أنا معايا 200 جنية مقفوله فنفضل ندور علي فكة .. فكك .. أنا ملك زماني أخش علي Souq.com أشتري الشاحن و حدفع بالShopping Card بتاعتي و الشاحن يجيلي لحد باب البيت .. أنا الإمبراطور .. إنت مين؟
المصدر:
حلقة من برنامج Patriot Act with Hassan Minhaj بتتعرض علي قناة Netflix و ده لينك الحلقة علي YouTube:
https://www.youtube.com/watch?v=5maXvZ5fyQY
