لينك التسجيل الصوتي للمقالة علي Sound Cloud:
https://soundcloud.com/user-112011687-312727988/enemy-at-the-gates-m4a
من سنة 2001 لما إتعرض فيلم Enemy at the Gates و كلمة قناص أو Sniper في دماغنا إرتبطت بإسم (فاسيلي زايتسيف Vasily Zaitsev) .. حتي لعبة Call of Duty 2 فيها مرحلة كاملة بتلعب فيها بعسكري روسي ماسك بندقية قناصة و مسميينه (فاسيلي زايتسيف) .. للي منكوا مش عارف أنا بتكلم عن إيه؟ فالفيلم ده بيحكي قصة إتقال إنها حقيقية عن أشهر مواجهة قناصة حصلت في تاريخ البشر .. اللي حصل إن في الحرب العالمية الثانية ألمانيا النازية غزت الإتحاد السوفيتي و فضلت زي القطر محدش عارف يوقفها لحد ما الألمان وصلوا لمدينة ستالينجراد .. عشان أقربهالك تخيل إن الأمريكان دخلوا مصر و كانوا عايزين يدخلوا القاهرة ففضلوا يزحفوا من الإسكندرية لحد ما وصلوا لأكتوبر و يدوبك يعدوا بس كوبري أكتوبر يبقوا في القاهرة .. أهي أكتوبر بتاعة روسيا كانت ستالينجراد .. المهم إن خلال المعارك اللي مينفعش تتوصف من شراستها بين الألمان و السوفييت بدأ إسم قناص روسي إسمه (فاسيلي زايتسيف) يتعرف .. الرجل سمعته كانت إنه عمال يقتل في العساكر الألمان زي الدبان لحد ما إتسجل بإسمه 400 عملية قنص و ده رقم خزعبلي .. الألمان قالوا لنفسهم إن الروح المعنوية للعساكر بتاعتهم بدأت تتهز من تأثير القناصة اللي زي (فاسيلي زايتسيف) فحبوا يبعتوا رسالة للروس و للعالم كله بإنهم يقدروا يصطادوا أي حد .. عشان كده بعتوا قناص إسمه (كونيج Konig) رتبته ميجور Major و دي تعادل عقيد في القوات المسلحة المصرية و ده كان يبقي مدير مدرسة القناصة في العاصمة الألمانية برلين لستالينجراد عشان يعمل حاجة واحدة بس و هي إنه يقتل (فاسيلي زايتسيف).
فعلاً خلال واحدة من المعارك في المدينة الإتنين إتقابلوا زي ما الفيلم حكي و زي ما (فاسيلي زايتسيف) نفسه حكي في الكتاب اللي هو كتبه و كان إسمه Notes of a Russian Sniper يعني مذكرات قناص روسي فهو قدر يقتل (كونيج) .. لحد دلوقتي مفيش جديد .. الجديد بقي إننا إكتشفنا إن (فاسيلي زايتسيف) طلع كداب.
عشان تفهم إزاي هو كداب خليني الأول أمشي زي ما المثل الشعبي بيقول خليك ورا الكداب لحد باب الدار .. خلينا نسمع قصة (فاسيلي زايتسيف) و إزاي هو قتل (كونيج)؟
وسط لعبة القط و الفار بين (فاسيلي) و بين (كونيج) فاللي حصل إن (كونيج) عرف يقتل شوية من زمايل (فاسيلي) و ده اللي خلاه يستهدي بالله كده و يقعد مع زميله (كوليكوف Kulikov) عشان يشوفوا حيعملوا إيه في المصيبة دي؟ .. دلوقتي فيه حتة فاضية أو خرابة قاسمة مدينة ستالينجراد بالنص هي اللي بتفصل بين الألمان و الروس .. هي إتسمت خرابة أو No Man’s Land عشان أي حد بيحاول يعديها سواء من الروس أو الألمان الطرف الثاني بينسفه بالمدافع و الدبابات .. علي حسب كلام (فاسيلي) فالشمس لما بتشرق لحد الظهر أشعتها بتكون في وش الروس فده معناه إن بسهولة أوي ممكن إنعكاس أشعة الشمس علي العدسات بتاعة منظار القنص توري (كونيج) هم مستخبيين فين .. الحل إن (فاسيلي) و (كوليكوف) يستخبوا من الصبح لحد بعد الظهر يعني لحد ما الشمس تبقي في وش الألمان.
فعلاً بعد الظهر بدأ (فاسيلي) و (كوليكوف) يدوروا علي (كونيج) و فعلاً شافوا إنعكاس الضوء علي حاجة زجاج تحت لوح صاج واقع علي الأرض بين شوية طوب .. (فاسيلي) فكر إن دي ممكن تكون حتة زجاج مرمية علي الأرض أو ممكن تكون فعلاً عدسة منظار قناص بس مفيش إلا طريقة واحدة بس إنه يتأكد .. (كوليكوف) بدأ يعمل حركة مشهورة أوي إنه يمسك الخوذة بتاعته و يرفعها براحة أوي علي إنها عسكري بيحاول يبص علي جبهة القتال .. فجأة إتضربت طلقة طيرت الخوذة من إيده .. (كوليكوف) قام و بدأ يجري ف(كونيج) ضربه بطلقة تانية جت فيه وقعته علي الأرض بس مقتلتوش .. (كونيج) تخيل إنه قتل (فاسيلي زايتسيف) أشهر قناص في الحرب العالمية الثانية فطلع راسه من تحت لوح الصاج يتأكد و هنا إتضربت الطلقة اللي قتلته .. التفاصيل دي مختلفة عن الأحداث اللي في فيلم Enemy at the Gates بس ده طبيعي في حالة الأفلام المستوحاة عن كتب و روايات إن المخرج بيحاول يغير شوية من الأحداث عشان متبقاش عارف إيه اللي حيحصل بعد كده؟
دي القصة اللي عارفها الروس كلهم صم .. المشكلة إن سنة 2013 طلع كاتب بريطاني إسمه (فرانك إيليس Frank Ellis) كتب كتاب إسمه The Stalingrad Cauldron يعني فرن ستالينجراد نسف القصة بتاعة (فاسيلي زايتسيف) نهائي و طلعه كداب و خليني ألخلصلك اللي قاله (فرانك ايليس) في شوية نقط:
- مبدأياً كده مفيش أي ذكر في السجلات الألمانية عن إن كان فيه قناص إسمه (كونيج Konig) أو (كونينجز Konings) زي ما (فرانك إيليس) بيسميه .. يعني علي حسب كلام الألمان الرجل ده مش موجود أصلاً .. زود علي كده إن خلال الفترة من 1942 و 1943 و دي الفترة اللي حصلت فيها معركة ستالينجراد مكنش فيه حاجة إسمها مدرسة القناصة في برلين.
- رغم إن (فاسيلي زايتسيف) في كتابه Notes of a Russian Sniper كان بيكتب تواريخ الأحداث اللي حصلت إلا إنه جه علي اليوم اللي هو قتل فيه (كونيج) و اللي يعتبر أهم يوم و مجابش سيرة التاريخ كان يوم إيه؟ .. بلاش هو .. رغم إن السوفييت نفسهم معترفين إن المواجهة بين (فاسيلي) و (كونيج) كانت أهم مواجهة في الحرب إلا إن مفيش أي ذكر في أي ورق رسمي سوفيتي عن التاريخ اللي (كونيج) إتقتل فيه.
- طب خد التقيلة بقي .. علي حسب كلام (فاسيلي) فهو قتل (كونيج) بعد الظهر عشان الشمس تبقي في وش الألمان بس عشان ده يحصل لازم يكون الألمان مسيطرين علي شرق مدينة ستالينجراد و باصين ناحية الغرب بس الوضع علي الأرض كان العكس .. السوفييت هم اللي كانوا ماسكين شرق المدينة و الألمان مسيطرين علي غربها.
اللي فعلاً بيأكد كلام (فرانك إيليس) هو اللي حصل بعد ما (كونيج) مات بناء علي الكلام اللي كتبه (فاسيلي) بنفسه .. لما الليل جه هو و (كوليكوف) المصاب إتسللوا للجانب الألماني و خدوا جثة (كونيج) و ودوها لمعسكرهم و خدوا الورق بتاعه و عطوه لضابط المخابرات المسئول عن المعسكر .. المشكلة إن (فرانك إيليس) بعد بحث و تدوير إستمر سنين ملقاش إسم (كونيج) في ولا ورقة أو وثيقة عسكرية سوفيتية.
خليني أحاول أبقي محايد و أمسك العصاية من النص .. مبدأياً لازم تكون فاهم حاجتين كويس أوي .. أولاً الروس و الألمان كانوا بيستخدموا القناصة كتير خصوصاً الروس يمكن أكتر بكتير من ما الأمريكان أو البريطانيين أو حتي اليابانيين كانوا بيستخدموا القناصة في الحرب العالمية الثانية .. السجلات الألمانية مليانة بقصص إزاي إن العساكر الألمان كانوا بيترعبوا من القناصة السوفييت وإن إزاي القناصة السوفييت كانوا بيصطادوا الألمان علي حسب الرتب يعني الأولوية للرتب الكبيرة و يجي بعد كده العساكر اللي ماسكين مهام خطر زي مثلاً عساكر الإتصالات و العساكر اللي بيمسكوا المدافع الرشاشة .. ثاني حاجة إن إحنا دلوقتي وجهة نظرنا عن القناص هي إنه بني أدم جامد زحليقة بيعرف يستخبي زي السحلية و رشيق زي النينجا و شاطر في الحساب و الفيزياء زي (أينشتاين Einstein) و بيطلع نار من بقه و بيعرف يطبخ و يغسل المواعيين و رومانسي و كويس في السرير .. بس زمان في الحرب العالمية الثانية كان المنهج بتاع القناصة لسه بيتكتب .. كمان ستالينجراد كانت حرب مدن يعني أقصي مسافة ممكن أنا كقناص أصطاد بيها عسكري ألماني متعديش 200 متر فأنا مش محتاج أبقي قناص جامد أوي يعني.
إحتمال كبير يكون (فاسيلي زايتسيف) في اليوم ده قتل قناص ألماني فعلاً بس وقتها كانت الدعاية سلاح أهم من القنابل و الرصاص .. كان فيه صحفيين سوفييت كتير من ضمنهم واحد من أشهر الصحفيين السوفييت (فاسيلي جروسمان Vasily Grossman) كانت وظيفته إنه يمجد من إنجازات (فاسيلي زايتسيف) عشان يرسمه كإنه بطل قومي للإتحاد السوفيتي .. و دي إتقالت نصاً في فيلم Enemy at the Gates .. من ضمن اللي كتبه (فاسيلي جروسمان) و اللي تاني بفكرك إنه صحفي سوفيتي محترم أوي إن (فاسيلي زايتسيف) عمره ما أذي في حياته أي كائن حي زي ما يكون بيتكلم عن راهب بوذي مثلاً لحد ما النازيين الوحشين دخلوا أرضنا ساعتها هو قرر إنه مش حيرتاح إلا لما يقتل كل عسكري نازي دنس أرض أمنا روسيا و تحيا روسيا 3 مرات .. تحس إن الصحفيين الروس وقتها كانوا كلهم (أحمد موسي) في نفسهم لإن دي التعليمات اللي كانت بتتقالهم من الدولة .. ممكن تكون قصة (كونيج) دي كلها متفبركه و إنها كلها Fake لمجرد إنها تبقي جزء من مكنة الدعاية اللي المخابرات السوفيتية كانت بتلعب عليها في الحرب .. بس خليني أقول إنها قصة حلوة الصراحة و إتعملت فيلم عجب الناس كلها و أنا شخصياً منهم .. و دايماً إفتكر جملة History is Written by the Victor يعني التاريخ اللي بيكتبه المنتصر .. يمكن لو كان الألمان هم اللي كسبوا الحرب العالمية الثانية كنت حتلاقي فيلم Enemy at the Gates برده بس أحداثه كلها معكوسة.
المصدر:
مقالة بعنوان The Greatest Sniper Duel in History is a Myth .. أشهر مواجهة قناصة في التاريخ طلعت هجص .. نشرت في مجلة The National Interest و ده لينك المقالة الأصلية:
https://nationalinterest.org/blog/buzz/greatest-sniper-duel-history-myth-33161
فاسيلي نفسه انكر قصة القناص الالماني
كذلك المنطقة التي جرت احداثها في الفيلم لم يحارب فيها فاسيلي لانه كان تابعا لوحدة عسكرية اخرى لم تحارب في ذلك المكان
و قصة تانيا اليهودية هوليود فبركتها لاضافة العنصر اليهودي في الفيلم و بانهم شاركوا بالحرب كالابطال و كلنا يعرف بان صناعة الافلام في امريكا يسيطر عليها اليهود و لا بد ان يدحشوا انفسهم بكل قصة تاريخية لاثبات وجودهم و شجاعتهم الوهمية
ابوس ايدك مش كل شويه تكتب لو مش عارف مين دخل مصر وطيران ايه لو حارب مصر ، بالله عليك شوف تشبيه تانى .
ارجوك يا شيخ والله.