تابعونا

معركة المنصورة الجوية .. دور شطرنج ب226 قطعة.

طالما إنت في إشتباك جوي و معكش مدفع رشاش قصاد طيارة قدرتها علي المناورة أعلي منك بس معاها مدفع رشاش يبقي إنت كده حتتفشخ و ده اللي حصل في حرب فيتنام و ده هو هو اللي حصل في المنصورة و اللي من بعدها إتطلب من شركة ماكدونيل دوجلاس إنها تضيف مدفع رشاش إم-16 فولكان عيار 20 مليمتر عشان يحلوا المصيبة دي.

9 أكتوبر، 2019 1 4.4 ألف

لينك التسجيل الصوتي للمقالة علي ساوند كلاود:
https://soundcloud.com/user-112011687-312727988/226a?si=121dc95a59d241f8ade5f2b872d08fc3&utm_source=clipboard&utm_medium=text&utm_campaign=social_sharing

أهم حاجة تكون فاهمها و حاططها في دماغك و إنت بتتكلم عن معركة المنصورة الجوية إنها كانت فعلياً دور شطرنج بين قادة سلاح الجو المصري و الإسرائيلي .. كل طرف بيحاول يكش ملك الطرف التاني عشان الGame يخلص .. كده إنت بس فاضل تفهم هو كل طرف كان شايف كش ملك إزاي؟ .. إيه اللي لو كان الإسرائيليين عملوه يبقي كده كش ملك ليهم و مبروك عليهم الGame و العكس صحيح؟ .. إيه اللي إحنا عملناه و خلانا نكسب الGame؟ .. فيه شوية أسئلة حجاوب عنها في المقالة دي عشان تقدر تفهم هو إيه بالضبط اللي حصل يوم 14 أكتوبر 1973 لما القوات الجوية الإسرائيلية شنت غارة ضد مطاري طنطا و المنصورة في معركة بدأت الساعة 3:15 العصر و إستمرت لمدة 53 دقيقة و بكده بقت واحدة من أطول الDogfights أو الإشتباكات الجوية اللي حصلت من بعد الحرب العالمية الثانية:

  • إيه اللي يخلي الإسرائيليين يضربوا مطار طنطا و المنصورة يوم 14 أكتوبر مع إن الحرب بدأت يوم 6؟ و ليه إتأخروا أوي كده؟
  • إزاي الإسرائيليين هجموا علي مطاري طنطا و المنصورة؟
  • إيه الفرق بين الطيارات اللي كانت مع الإسرائيليين و بين الطيارات اللي كانت معانا؟
  • خسائر الطرفين كانت قد إيه؟

لو حبيت نبدأ بالسؤال الأول اللي هو ليه الإسرائيليين قرروا إنهم يضربوا المطارين يوم 14 أكتوبر مع إن الحرب بدأت يوم 6 فخليني أكون صريح و واضح معاك بإن فعلياً محدش عارف ليه .. فيه نظريات بس لحد دلوقتي مطلعش حد من قيادة القوات الجوية الإسرائيلية يقول هم كانوا شاربين إيه لما قرروا إنهم يلفوا من جوه البحر المتوسط عشان يدخلوا المجال الجوي من فوق الدلتا عشان يضربوا المطارين دول لإن فعلياً مفيش سبب منطقي لده بس خليني أفسرلك ده بناء علي أكتر نظرية الناس قالوا إنها منطقية و هي إن قيادة سلاح الجو الإسرائيلي كان إتفقع مرارتها من الجناح الجوي 104.

شوف .. زي ما أي فرقة كورة بتنزل أي ماتش بتشكيلة و بخطة معينة فتشكيلة و خطة القوات الجوية المصرية في حرب أكتوبر كانت كالأتي .. دلوقتي إنت عندك قوات برية علي الأرض .. حلو .. اللي بيحمي القوات دي طيارات هجوم أرضي و قاذفات جوية من طرازات MiG-17 و Su-7 و Su-20 و Mirage III و الطيارات دي بتطير علي إرتفاع منخفض شوية عشان زي ما قلت توفر Ground Support للقوات علي الأرض بس الطيارات دي بتبقي هدف سهل أوي للطيارات المقاتلة الإسرائيلية و عشان كده هي محتاجة حاجة تحميها و هنا بيجي دور الجناح جوي 104 .. الجناح ده بيتكون من 3 أسراب طيارات من طراز MiG-21 و دي إنت تقدر تسميها (محمد أبوتريكه) بتاع تشكيلة سلاح الجو المصري ..  أهم و أخطر طيارة تحت إيد سلاح الجو بتاعنا و ال 3 أسراب دول متوزعين بحيث سربين قاعدين في قاعدة المنصورة الجوية و سرب قاعد في قاعدة طنطا الجوية .. حلو أوي .. اللي بيحمي الليلة دي كلها منظومة الدفاع الجوي من صواريخ SAM .. حلو فشخ .. عشان الإسرائيليين يفكروا إنهم يسيطروا علي سماء المعركة فهم كان لازم يخلصوا من الجناح جوي 104 لإن من غيره هم يقدروا يصطادوا طيارات الدعم الأرضي و يقدروا يتسلوا علي منصات صواريخ SAM.

من يوم 6 أكتوبر و إنت طالع و يوم عن يوم بيزيد إقتناع قيادة سلاح الجو الإسرائيلي إن لازم الجناح جوي 104 ده يخلصوا منه .. علي فكرة هم حاولوا كذا مرة بداية من 6 لحد يوم 14 إنهم يهاجموا مطاري المنصورة و طنطا و في كل مرة الهجوم كان بيفشل بسبب منظومة صواريخ SAM لإنهم كانوا بياخدوا السكة السهلة بإنهم يطيروا فوق سيناء و فوق قناة السويس و من بعدها فوق الصحراء الشرقية و ساعتها بيقعوا في مصيدة منظومة الدفاع الجوي بتاعتنا و حتي لما بيوصلوا و بيضربوا المطار بيكتشفوا إننا بنطلعلهم لسانا عشان إحنا خلال فترة حرب الإستنزاف بنينا 500 دشمة حصينة في 20 مطار حربي عشان نحط فيها طياراتنا و نحميها من القصف الجوي يعني حتي لو الدشمة إتعرضت لضربة مباشرة من قنبلة إسرائيلية فالطيارة بتطلع منها سليمة .. فضلنا علي الحال ده لحد ما جه يوم 14 أكتوبر و ده اليوم اللي حصل فيه تطوير الهجوم في سيناء.

طيارة MiG-21 سوفيتية أو زي ما الغرب بيسميها فيشبيد Fishbed.

أنا كنت إتكلمت قبل كده عن الأسباب اللي خلت الرئيس (محمد أنور السادات) الله يرحمه يضغط علي قيادة القوات المسلحة المصرية إنهم يطوروا من هجومهم في سيناء في مقالة قبل كده فلما الإسرائيليين لقوا إن القوات البرية بتاعتنا إتقدمت و طيارات الدعم الأرضي بقت بتطير من غير ما تحميها منظومة صواريخ SAM و بالتالي طيارات جناح جوي 104 بقت شغالة زي ما بنقول كده أوفر تايم عشان تحميهم فده عطي للإسرائيليين فرصة إن جه الوقت إنهم يضربوا سلاح الجو بتاعنا بالقاضية .. خلي بالك .. هم عارفين إن ضرب المطارين نفسهم مش حيجيب نتيجة .. إحنا بانيين دشم بتحمي الطيارات .. هم كانوا عايزين طيارات الجناح الجوي كلها تطلع بره في السما و يبقي إشتباك جوي في حتة مش بتحميها منظومة صواريخ SAM بحيث تفوق طيارات F-4 Phantom بتاعتهم تخليها تقدر تحسم المعركة لصالحهم و بالتالي كده نقول ألف مبروك ليكوا كسبتوا الحرب.

علي الورق خطة الإسرائيليين كانت منطقية لحد كبير و يمكن عشان كده الناس بتوع سلاح الجو بتوعنا و يمكن هنا أنا مضطر أجيب سيرة الرئيس (محمد حسني مبارك) الله يرحمه أيام ما كان واحد من الGood Boys لإنه توقع الإسرائيليين حيفكروا إزاي .. عشان كده يوم 14 أكتوبر اللي هو يوم تطوير الهجوم هو خلي شوية طيارات MiG-21 تفضل واقفة علي مدرج الإقلاع بالطيارين بتوعها جاهزين يطلعوا في لحظتها بمجرد ما يتقال إن الإسرائيليين جايين .. علي فكرة الطيارين اللي كانوا قاعدين بيتشمسوا جوه طياراتهم كانوا بيغلوا من جواهم من الغيط .. أصل معلش هو أنا إيه اللي يخليني قاعد في طيارتي و زمايلي بيحاربوا في السما؟ و بعدين أنا إيه اللي مخليني قاعد هنا أصلاً؟ و أنا مستني إيه من صباحية ربنا؟ .. فضلنا عاملين زي (فؤاد المهندس) الله يرحمه و هو قاعد علي الكنبة في مسرحية سك علي بناتك مستنيين الهجوم اللي مش عايز يجي لحد الساعة 3 العصر.

دلوقتي إحنا عرفنا الإسرائيليين ليه إختاروا يوم 14 أكتوبر .. طب إزاي قرروا يضربوا المطارين؟

منظومة الدفاع الجوي بتاعتنا عشان تعرف إذا كان الإسرائيليين حيضربونا ولا لا إعتمدت علي حاجتين: أول حاجة هي أنظمة الرادار و دي وقتها مكنش ينفع تعتمد عليها أوي لإن أجهزة التشويش و الحرب الأليكترونية اللي كانت في طيارات F-4 Phantom كانت فشيخة فإنت كضابط دفاع جوي قاعد قدام شاشة الرادار بتشوف فجأة إن 50 طيارة إسرائيلي جايين في حين إن في الحقيقة هم بيكونوا أكبر أو أقل من كده بكتير علي حسب الإسرائيليين عايزينك تشوف إيه .. تاني حاجة هي إننا علي سواحل البحر المتوسط حاطين أبراج مراقبة عليها عساكر بنظارات معظمة عشان يشوفوا هل فيه طيارات بتطير علي إرتفاع منخفض جايه علينا ولا لا .. الساعة 3:15 العصر واحد من الأبراج دي شاف إن فيه 20 طيارة F-4 Phantom بتطير علي إرتفاع منخفض أوي فوق بورسعيد و رايحين بإتجاه الدلتا .. و لإن أكيد الإسرائيليين مش حيطيروا ب20 طيارة فوق الدلتا عشان يروحوا يشتروا عفش من دمياط ف(حسني مبارك) قال لللواء (أحمد عبدالرحمن ناصر) قائد الجناح جوي 104 إن جه الوقت يطلعوا الطيارات اللي كانت راكنة بالطيارين بتوعها علي مدرج الإقلاع و كانوا وقتها 16 طيارة MiG-21 بس فيه نقطة خلي بالك.

إحنا كنا حاسين إن ال20 طيارة دول مجرد طعم .. هم إتبعتوا عشان إحنا نشوفهم فريقنا يسيل زي ما إنت ريقك بيجري لما تشم ريحة المشويات و إنت معدي جنب الحاتي اللي جنب بيتكوا و نطلع نجري وراهم في حتة مش بتحميها صواريخ SAM و ساعتها الإشتباك الجوي اللي الإسرائيليين عايزينه يحصل .. عشان كده الطيارين المصريين لما جالهم تعليمات بإنهم يطيروا فوق مطاري طنطا و المنصورة و ميجروش ورا الطيارت الإسرائيلية مهما حصل كانوا بيضربوا كف علي كف .. شوية و إستغراب الطيارين المصريين زاد لما لقوا الطيارين الإسرائيليين لفوا كام لفة كده حولين المطارين و خدوا بعضهم و رجعوا تاني بلدهم بعد ما عرفوا إن الطيارين المصريين مش حيجروا وراهم .. هنا دماغ أي طيار مصري كانت بتسأل: هو فيه إيه؟

لحد هنا مكنش فيه أي مبرر للإسرائيليين إنهم يصعدوا هجومهم .. إنت بقيت عارف إن المصريين فاهمين دماغك .. بقيت عارف إنهم مش حيبلعوا الطعم .. بس من وجهة نظرهم مفيش فرصة تانية غير النهاردة .. الله أعلم المصريين حيعرفوا يحافظوا علي تقدمهم ولا لا؟ صحيح هم إتعرضوا لخساير فادحة يوم تطوير الهجوم بس مش معني كده إنهم ميقدروش يقلبوا الطرابيزة .. غلطة واحدة من أي قائد ميداني إسرائيلي كفيلة إنها تقلب ميزان الحرب .. عشان كده الساعة 3:30 العصر وصلت لقيادة سلاح الجو بتاعنا إن فيه 60 طيارة F-4 Phantom جايين من البحر المتوسط علي الدلتا من 3 اتجاهات .. واحدة من بورسعيد .. التانية من دمياط .. الثالثة من بلطيم و بكده بدأت معركة المنصورة الجوية.

الهجوم الإسرائيلي يوم 14 أكتوبر مشيوا فيه في السكة السالكة بس الطويلة بإنهم بعدوا خالص عن منصات صواريخ SAM و طاروا فوق البحر المتوسط و دخلوا الدلتا من فوق.

(مبارك) أمر ال16 طيارة MiG-21 اللي كانوا لسه في الجو إنهم يشتبكوا مع ال60 طيارة F-4 Phantom اللي جايين بحيث إن المطلوب منهم إنهم يبعتروا الطيارات الإسرائيلية .. الطيارات دي و هي جايه عاملة تشكيلات أو Formation عشان يغطوا ظهر بعض و المطلوب إن الطيارت المصرية تفرقهم عن بعض بحيث كل طيارة تبقي لوحدها .. و لإن 16 طيارة MiG-21 لوحدهم مش حيكفوا قصاد 60 طيارة F-4 Phantom فطلعت 16 طيارة MiG-21 زيادة من مطار المنصورة و 8 طيارات من مطار طنطا .. الساعة 3:38 العصر الرادارات بتاعتنا لقطت 16 طيارة F-4 Phantom و دي كانت الموجة التانية من الهجوم الإسرائيلي جايين علي إرتفاع منخفض فوق البحر المتوسط .. مكنش قدامنا حل غير إننا نطلع أخر 8 طيارات MiG-21 موجودين في مطار طنطا و بكده كل الطيارات اللي تحت إيد الجناح جوي 104 بقت في الجو و زيادة عليهم إتقال ل8 طيارات MiG-21 في مطار أبوحماد إنها تيجي تساعد .. في مرحلة من الإشتباك كان في الجو 62 طيارة MIG-21 مصرية قصاد 120 طيارة F-4 Phantom و A-4 Skyhawks إسرائيلية و هنا أنا ممكن أكتبلك شعر في بسالة الطيار المصري و إن إزاي هو أحسن طيار مقاتل في العالم بس إنت مهم تفهم ليه .. ليه الطيار المصري في معركة المنصورة الجوية بالذات طلع عين أهله بس قدر يثبت نفسه كطيار فشيخ؟

لو أنا طيار مصري في المعركة دي فأنا مش بس بجري ورا الطيارات الإسرائيلية و مركز في Dogfighting اللي أنا فيه لا كمان أنا بقول لزمايلي في الراديو هو مين فيهم وراه طيار إسرائيلي منشن عليه و لو زميلي محتاج مني أساعده فأنا بنسق معاه في الراديو أنا ممكن أعمل إيه .. تخيل كده إنك بتلعب كورة و كل واحد من زمايلك ماسك موبايله و إنت عشان تباصيله الكورة لازم الأول تتصل به و هو يرد و تقوله يروح فين عشان تباصيله .. و يبقي نهار أزرق لو الكورة إتقطعت و بقيتوا محتاجين تكلموا بعض عشان تنسقوا هو مين يمسك مين في الهجمة المرتدة .. مش كده و بس .. أنا كمان لو شفت طيارة إسرائيلي رايحة عشان تضرب مدرج الإقلاع في مطار المنصورة فأنا المفروض أعمل المستحيل عشان أمنعها لإن سواء أنا أو زمايلي لما البنزين أو الذخيرة بتاعتنا بتخلص لازم نهبط بسرعة للمطار نفول بنزين و نعمر المدافع الرشاشة بتاعتنا و نطلع نكمل ضرب .. زود علي كده إن لو أنا هبطت بطيارتي عشان أفول بنزين فبقدرة قادر المفروض إن أطقم الفنيين و المهندسين في المطار تخلص تفويل و تعمير في الذخيرة في أقل من دقيقة و نص مع إن في الوضع الطبيعي أي طيار مقاتل عشان يفول تانك البنزين بتاعه محتاج بالميت 3 دقايق .. اه نسيت أقولك .. و أنا تحت بفول بنزين و بعمر ذخيرة لازم زمايلي يحموني .. إنها الMultitasking زي ما الكتاب بيقول.

في المرحلة دي من المعركة الإسرائيليين كان قدامهم حاجة من إتنين: يقولوا لنفسهم لا يكلف الله نفسا إلا وسعها و إحنا عملنا اللي علينا بس طيارات MiG-21 قدرتها علي المناورة أعلي بكتير من F-4 Phantom و إحنا فعلاً مش قادرين نكسب الطيارين المصريين فيلا نرجع بالطيارين بتوعنا .. أو إنهم يقولوا لنفسهم أنا معنديش فرصة تانية أخلص من الجناح جوي 104 إلا النهاردة و مفيش حل غير إننا ندوس بنزين و يا قاتل يا مقتول .. الساعة 3:52 العصر الرادارات المصرية لقطت الموجة التالتة من الهجوم الإسرائيلي و اللي كانت حوالي 60 طيارة ميكس ما بين F-4 Phantom و A-4 Skyhawk .. إضطرت قيادة سلاح الجو بتاعتنا إنها تستدعي 8 طيارات MiG-21 من مطار أنشاص عشان تروح هي و 20 طيارة من ال62 اللي المفروض إنهم بيشتبكوا مع الموجتين الأولي و الثانية عشان تصد الموجة الثالثة اللي جايه .. هنا قائد الموجة الثالثة الإسرائيلية شاف الوضع بقي زي الزفت .. الموجتين الأولي و الثانية فشلوا في مهماتهم و مبقاش قدامه غير إنه يغطي إنسحابهم .. الساعة 4:08 العصر كانت أخر طيارة إسرائيلية إنسحبت من المجال الجوي المصري.

طيارة F-4 Phantom إسرائيلية معروضة في متحف القوات الجوية الإسرائيلية في تل أبيب.

أظن دلوقتي إنت فيه أسئلة كتير بتدور في دماغك و يمكن أهم سؤال فيهم هو بغض النظر عن مستوي الطيار المصري إزاي 62 طيارة MiG-21 تقدر تقف قصاد 120 طيارة F-4 Phantom؟ .. أصل كده فيه إحتمال من إتنين: يا الطيار الإسرائيلي ده غلبان فشخ .. يا إما الطيارة بتاعته هي اللي مش قد كده .. بس الحقيقة إن السر في ده بسيط جداً إنك تفهمه و هو إن بمنتهي البساطة F-4 Phantom دي طيارة رائعة بس مش معمولة عشان Dogfighting و نفس الكلام عن MiG-21 هي طيارة أي كلام في كل حاجة بس مجاش زيها في Dogfighting .. لو حبيت أديلك تشبيه تفهم به الفرق بين الطيارتين فالF-4 Phantom دي عامله زي (ياسمين الخطيب) كده كيرفي و قصيرة و ملبن في نفسها لإن دي طيارة وزنها 19 طن مع إن طولها 19 متر و عرضها بالجناحين 11.5 متر .. الMiG-21 هي (روبي) حاجة سمباتيك وزنها 10 طن و طولها 14.4 متر و عرضها بالجناحين 7.2 متر .. لو إنتي بنت و ضايقك التشبيه فمعلش خليني أديلك مثال تاني.

لو الإشتباك الجوي أو Dogfighting ده حتشبهه بسباق فهو عامل زي ما تكون بتسابق حد في حلبة سباق كلها منحنيات و هو معاه جيب شيروكي و إنت معاك فيزبا .. لو السباق ده في خط مستقيم كان سبقك بس عشان السباق كله منحنيات فإنت تقدر تكسبه رغم إن معاك فيزبا لإنه لو زود بنزين و هو بياخد ملف عربيته حتتقلب بس إنت ماشي في الملفات زي السكينة في الجاتوه .. الفيزبا اللي تحت إيدنا كانت MiG-21 و الجيب شيروكي اللي معاهم كانت F-4 Phantom .. أو زي ما قلت هم معاهم (ياسمين الخطيب) و إحنا معانا (روبي).

بعيد عن الهزار إنت فعلياً محتاج تفهم الفرق بين F-4 Phantom و بين MiG-21 لإن فعلياً الإتنين مختلفين عن بعض زي الإختلاف بين شخصية مراتك و شخصية الإيكس بتاعتك .. الF-4 Phantom من تصنيع شركة ماكدونيل دوجلاس McDonnel Douglas الأميريكية إتصممت عشان تبقي Air Superiority Fighter اللي هو حاجة زي إسلوب لعب مانشستر سيتي كده مستحوزين علي الكورة و محدش عارف ياخدها مننا و قاطعين مياه و نور عن الفرقة اللي قدامنا .. الMiG-21 من تصنيع شركة ماكويان جرويفيتش Mikoyan Gurevich السوفيتية إتصممت عشان تبقي Interceptor اللي هو حاجة زي إنترميلان أيام ما كان طيب الذكر (جوزيه مورينيو) ماسكهم اللي هو ناس بتلعب علي الهجمة المرتدة و سراع فشخ في التحول من الدفاع للهجوم .. يمكن نقطة تفوق الMiG-21 علي F-4 Phantom في الإشتباك الجوي هو التسليح.

عادة أي طيارة MiG-21 بيكون تسليحها هو صواريخ جو- جو إسمها AA-2 Atoll بس الأهم هو المدفع الرشاش عيار 23 مليمتر .. علي الناحية التانية F-4 Phantom شايلة صواريخ يا إما AIM-7 Sparrow أو AIM-9 Sidewinder بس مفيهاش مدفع رشاش و دي كانت النقطة اللي خلت الإسرائيليين ميحققوش اللي هم كانوا عايزينه في المنصورة .. مش حتفرق إذا كانت F-4 Phantom تقدر تشيل 8 صواريخ لكن MiG-21 تقدر تشيل إتنين بس .. مش حتفرق إذا كانت الF-4 Phantom بتقدر تطير مسافات أطول من MiG-21 .. طالما إنت في إشتباك جوي و معكش مدفع رشاش قصاد طيارة قدرتها علي المناورة أعلي منك بس معاها مدفع رشاش يبقي إنت كده حتتفشخ و ده اللي حصل في حرب فيتنام و ده هو هو اللي حصل في المنصورة و اللي من بعدها إتطلب من شركة McDonnel Douglas إنها تضيف مدفع رشاش M16 Vulcan عيار 20 مليمتر للنماذج اللي بعد كده من طيارات F-4 Phantom عشان يحلوا المصيبة دي.

عشان بس تفهم ليه معركة المنصورة إتحسمت لصالحنا حاول تحط نفسك مكان أي طيار إسرائيلي .. دلوقتي أنا معايا طيارة بطيئة في المناورات و مش معايا مدفع رشاش بس معايا صواريخ جو- جو عشان أستخدمها لازم أنشن علي الطيارة اللي قدامي .. المشكلة إن اللي قدامي طيارة رفيعة و جسمها سمباتيك أوي اللي هو أنا بيطلع عين اللي خلفوني عشان أنشن عليها .. زود علي كده إن ميتين أم المحرك بتاع طيارتي كبير فشخ و طول ما انا في الجو بيطلع دخان بيخلي أي حد باصص للسما يقول الإسرائيلي أهو الإسرائيلي أهو .. الخلاصة انا راكب طيارة سهل أوي حد يصطادها و بجري ورا طيارة مش عارف أنشن عليها.

نيجي بقي ليمكن أهم سؤال .. الماتش خلص كام كام؟ .. ده يمكن من الأسئلة اللي صدقني لو قلتلك إن مفيش حد عارف إجابتها إيه .. يعني مثلاً يوم 14 أكتوبر الساعة عشرة بليل طلع البيان العسكري رقم 39 اللي قال إن إسرائيل وقعلها 15 طيارة و إحنا وقعلنا 3 طيارات .. يوم 15 أكتوبر راديو إسرائيل طلع قال إن الإسرائيليين وقعولنا إحنا 15 طيارة و بعد كده قالوا سوري معلش هم 7 طيارات مصرية بس اللي وقعت .. بعد الحرب قيادة القوات الجوية طلعت قالت إن في المعركة دي وقعت 17 طيارة إسرائيلي قصاد إن وقعلنا 6 طيارات .. منهم 3 طيارات وقعوا في إشتباكات جوية و طيارتين وقعوا بعد ما خزان البنزين بتوعهم خلص و التالتة وقعت لما الطيار بتاعها ضرب طيارة إسرائيلي و فجرها بس هو كان قريب منها زيادة عن اللزوم فشظايا الإنفجار سببت أضرار في طيارته خلتها تقع .. حتي المؤرخين الأجانب بينهم خناقة علي مين خسر كام طيارة .. ناس تقولك في معركة المنصورة إسرائيل وقعلها طيارتين بس .. ناس تانية تقولك إن خلال الحرب كلها إسرائيل متفهمش إزاي وقعلها 5-8 طيارات بس إحنا وقعلنا 172 طيارة اللي هو لو كان الطيارين بيلعبوا لعبة صيد البط بتاعة الأتاري زمان و إحنا صغيرين كانوا جابوا سكور أقل من كده .. يا راجل ده حتي ملفات القوات الجوية الإسرائيلية بتقول إن مماتش ليهم أي طيار يوم 14 أكتوبر .. بس لو تسألني عن رأيي حقولك مش مهم مين وقع كام طيارة .. الإسرائيليين هجموا علي مطاري المنصورة و طنطا و كان في دماغهم هدف محدد و هو إنهم يخلصوا من الجناح جوي 104 و رجعوا قفاهم يقمر عيش و ده المهم غير كده كلها شكليات.

المصادر:

مهندس ميكانيكا بحب الصحافه و الكتابه .. مؤمن بان من حق كل بني ادم انه يعرف الحقيقه ورا الخبر .. رسالتي انك تفهم حقيقه اللي بيحصل عشان لما تقرر رايك تكون فاهم انت بتقرر علي اي اساس

تعليق واحد

  • يقول دكتور مجمد يوسف:

    عرض شيق و محتوى قيم أحييك عليه لكن عندي كام ملحوظة محتاج ردك عليها يوم اربعتاشر هوا يوم خطاب السادات في مجلس الأمة و اللي الشاذلي حاول يلحقه علشان ياجل الهجوم في اتجاه المضايق ليومين معني كدا انه اربعتاشر اكتوبر ما كانش لسة جزء من الجيش التاني اتحرك ناحية المضايق خارج غلاف حماية حائط الصواريخ اللي انضرب جزء منه بعد المزرعة الصينية ليلة ستاشر و نجاح شارون في العبور غربا يوم سبعتاشر
    لبه ما فيش حطام موجود في الدلتا للعدد المهول الي قلنا انا وقعناه من الطيارات الإسرائيلية إسرائيل لغاية دلوقتي بالمناسبة بتنفي اساسا حدوث المعركة دي او على أقل تقدير تم الغاء العملية وما فيش حاجة اسمها أطول معركة لأنها لم تحدث اساسا الملحوظة الأخيرة انه أثناء عمليات حرب الاستنزاف طيارين روس اشتبكوا مع طيارين إسرائيلين بنفس نوع الطيارات المذكور للجانبين وكانت المعارك فوق سيناء و تم اسفاط طيارات روسية كتير ومات طيارين روس كمان معنى كدا ان الدوج فايت وبنفس الطرازات المذكورة سواء الأمريكية او الروسية كانت الغلبة فيها للامريكية كمان لما اليهود وقعوا لمصر حوالي اربع طيارات ميج في الضربة الجوية لأولى فوق عوفيرا او شرم الشيخ بردوا كانت دوج فايت والفانتوم غلبت الميج
    والف شكر

اترك تعليق

بريدك الالكتروني لن ينشر. يجب ملئ الخانات بعلامة *

من فضلك ادخل التعليق!

من فضلك ادخل الأسم!

من فضلك ادخل البريد الالكتروني!من فضلك ادخل بريد الكتروني صحيح!