“نحن نحتاج إلي إسرائيل بصراحة ولسنا خائفين من أي أحد ونريد علاقات وليس تطبيعاً وسنبقي مواصلين في هذا الخط” .. في حالة إنك بتسأل مين اللي قال الكلام الماسخ ده؟ فدي تبقي تصريحات (محمد حمدان دقلو) واللي بيحب يتقاله (حميدي) بس ما علينا دلوقتي وده يبقي نائب رئيس مجلس السيادة السوداني واللي أقدر أقولك إنه الحاكم الفعلي للسودان .. الرجل ده أنا قلت رأيي فيه لما إتكلمت عن الثورة السودانية اللي أطاحت بحكم الرئيس (عمر البشير) الله يرحمه وقلت إنه بني أدم وسخ وأهم حاجة عنده هي إنه يوصل للي هو عايزه واللي هو عايزه إنه يحكم السودان .. علي سوشيال ميديا ناس كتير إتكلمت عن التصريحات دي وإن إزاي (دقلو) يقول كده؟ .. فيه ناس قالت إن ده التريند الجديد مع حكام العرب إنهم يترموا في أحضان إسرائيل .. النهاردة أنا مش عايز أبان إني محامي الشيطان قد ما هي فرصة إن يتشرحلك الموضوع من وجهه نظر تانية .. أنا مش عايز أبان إني بدافع عن تصريحات (دقلو) .. أنا بس بوريك أصل الحكاية وده حيخليني أرجع بالزمن لسنة 1989.
في السنة دي (عمر البشير) وصل للحكم بإنقلاب عسكري والرجل ده الحقيقة سياسته كانت بسيطة جداً .. أنا وصلت للحكم وأنا رافع شعار إني رجل بتاع ربنا وعايز أحكم بما قال الله ورسوله .. حلو .. مين وقتها أكتر ناس بتقول نفس الكلام؟ .. الجماعات الإرهابية زي تنظيم القاعدة مثلاً .. جميل .. يبقي أنا عشان أبقي حبيب الإسلاميين المتشددين حعمل عروض ولا عروض كارفور في عيد الأم للجماعات دي .. الناس مواليد الثمانينات واللي شافوا فترة إرهاب التسعينات زي حالاتي عارفين الفترة دي كويس .. عمليات إرهابية كتير إتنفذت في أميركا والسعودية ومصر وأثيوبيا وأوغندا وكينيا إتخططت وإتطبخت في السودان .. النقطة اللي بدأت عندها حاجات كتير تتغير كانت سنة 1993 لما تنظيم القاعدة استهدف برجي التجارة العالميين للمرة الأولانية .. أيوه قبل ما البرجين يقعوا في هجمات 11 سبتمبر إتضربوا قبل كده في 1993 .. المهم إن بعدها أميركا حطت السودان في قايمة الدول اللي بترعي الإرهاب .. ليه بقول إن دي بداية إن حاجات كتير تتغير؟ .. لإن لأكثر من 3 سنين وجهات كتير بتضغط علي السودان إنها لو مش حتسلم (أسامة بن لادن) الله يرحمه لأميركا فعلي الأقل خالص يعني يطردوه بره أرضهم وده اللي حصل فعلاً سنة 1996 .. لما حصلت هجمات 11 سبتمبر سنة 2001 بعد ما كانت السودان بترعي الإرهاب بقت بتتعاون مع وكالة المخابرات المركزية الأميريكية CIA عشان تصطاد الإرهابيين وشوف يا أخي رغم كده أميركا مرضتش إنها تشيل اسم السودان من قايمة الدول اللي بترعي الإرهاب وهي دي المشكلة.
رغم إن التحول بتاع السودان إنها تروح من بلد بتحمي (أسامة بن لادن) لبلد بتتعاون مع CIA حصل و(عمر البشير) في السلطة إلا إن رفض الأمريكان إنهم يشيلوا اسم السودان من قايمة الدول الراعية للإرهاب كان سببه حاجتين .. دارفور وإسرائيل .. اللي هو بمعني أخر سبب تتعاطف معاه وسبب يخليك تسب وتلعن في الأمريكان .. ناس كتير جوه الكونجرس كانوا ضد فكرة إن العقوبات الإقتصادية علي السودان تتشال بسبب إن (البشير) ورجالته بما فيهم (دقلو) متهمين بجرائم حرب وإبادة جماعية في دارفور وده السبب اللي ممكن تتعاطف معاه .. في نفس الوقت إسرائيل كانت متضايقة إن السودان لسه علاقاتها كويسة مع إيران ومع حركة حماس .. الإسرائيليين نفسهم بعتوا طيارات ضربت شحنات سلاح إيراني كانت رايحة لقطاع غزة كانت ماشية علي الساحل السوداني علي البحر الأحمر .. حتي ده بدأ يتغير .. سنة 2016 السعودية والإمارات عرفوا يجبروا (البشير) إنه يقطع علاقاته مع إيران .. كده فاضل إن إسرائيل تبقي مبسوطة .. سامعك يا اللي بتقول طب ودارفور؟ .. بذمتك فيه حد مهتم بكام واحد مات في دارفور؟ .. بذمتك؟
المهم .. نيجي بقي لأهم حتة .. الفلوس .. حالياً السودان مديونة ب72 مليار دولار .. كان فيه كلام إن اسم السودان يتشال من قايمة الدول اللي بترعي الإرهاب عشان لو ده حصل فالإقتصاد السوداني يبدأ يتنفس وبالتالي يبقي عندها فرصة إنها تسدد الديون دي كلها .. جميل .. اللي وقف في الزور هو تكتل عائلات ضحايا الهجمات الإرهابية اللي نفذها تنظيم القاعدة في شرق أفريقيا واليمن .. أهالي الضحايا الأمريكان راحوا لمكاتب محاماة والمكاتب دي عملت فريق محامين مشترك عشان ياخدوا فلوس تعويضات .. جت حكومة السودان قالت طب إحنا حندفع 335 مليون دولار كتعويضات وإبقوا حطوهم علي الحساب بتاع ال72 مليار ديون وإن شاء الله في أقرب فرصة حنبقي نسدد الديون دي كلها بس بالله عليكوا شيلوا اسمنا من علي القايمة الزفت دي عشان العقوبات الإقتصادية اللي علينا تتشال .. طلع هنا خازوق تاني إن إتنين أعضاء في الكونجرس عن الحزب الديموقراطي المعارض ل(دونالد ترامب Donald Trump) واحد اسمه (تشاك شومر Chuck Schumer) والتاني اسمه (بوب مينديز Bob Mendes) رفضوا إن الإتفاق ده يتم .. ليه كفا الله الشر؟ .. قالك عشان الجمهوريين اللي هم أنصار (ترامب) رافضين إن أهالي ضحايا هجمات 11 سبتمبر يرفعوا قضية علي السعودية عشان ياخدوا منها تعويضات فإحنا حنلوي دراع الجمهوريين .. إحنا مش حنوافق نشيل اسم السودان من الدول الراعية للإرهاب إلا إذا وافقتوا إن أهالي ضحايا هجمات 11 سبتمبر يرفعوا قضية علي السعودية .. في أغسطس 2020 وزير الخارجية الأميريكي (مايك بومبيو Mike Pompeo) راح زار الخرطوم وقابل رئيس الوزراء (عبدالله حمدوك) وعرض عليه Offer صعب أوي الصراحة .. لو حكومة السودان وافقت تعترف بإسرائيل ف(ترامب) حيطلع قرار رئاسي بإزالة اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب وعشان كده إنت قريت تصريحات (دقلو) علي سوشيال ميديا .. معني إن (ترامب) يعمل ده بقرار رئاسي فهو كده حيلف من ورا الكونجرس.
المصدر:
- مقالة بعنوان Why Trump wants Sudan to befriend Israel نشرت في موقع هيئة الإذاعة البريطانية وده لينك المقالة الأصلية:
https://www.bbc.com/news/world-africa-54462322
سلام عليكم ..تصحيح معلومة ..اابشير لم يمت (انت كتبت الله يرحمه)