لما يجي وقت انك تتكلم عن موضوع إزاي تطلع ناشئين موهوبين في أي لعبة مش بس كرة القدم حتلاقي نفسك بشكل لا إرادي خبطت في حيطة الواقع المرير بتاع إن كل واحد بيبص للقضية دي من شباك مصلحته .. بمعني .. الأندية الكبيرة اللي كل موسم بتلعب علي بطولة حتلاقيها معندهاش لا الرغبة ولا الحافز إنها تفكر تحط فلوس ووقت في تربية ناشئين عملاً بالمقولة الأزلية شرا العبد ولا ربايته .. الأندية الصغيرة اللي بتجري ورا لقمة عيشها ما بتصدق تلاقي لاعيب صغير فلتة يبيعوه ويسترزقوا منه وممكن يبيعوه قبل ما ينضج بما يكفي إنه يقدر يستحمل الضغط النفسي اللي بيشوفه بمجرد ما يروح نادي كبير وكتير منهم بيتحرقوا بدري بدري بسبب عدم قدرتهم علي التعامل مع الضغط النفسي ده .. وسط كل العك ده والجري ورا أكل العيش بيقف المدير الفني للمنتخب يضرب كف علي كف ويبص لأتحاد الكورة يقولهم عايزين بطولات ازاي وانا معنديش خط انتاج لاعيبة ناشئين ينفعوا يخشوا المنتخب؟ .. اطبخي يا جارية كلف يا سيدي .. وده سيدي الفاضل ملخص أزمة الناشئين عندنا في مصر .. طب دي المشكلة فين الحل؟ .. الحل في اختراع عمله أخواتك الفرنساويين اسمه كلير فونتين Clairfontaine اللي اسمها بالكامل يبقي Institute National du Football de Clairefontaine واللي فيه ناس بتحب تسميها INF.
مبدأيا إنت لما تيجي تتكلم عن كليرفونتين فانت بتتكلم عن أكاديمية علي مساحة 56 فدان وسط غابة رامبولييه Rambouillet Forest يدوبك مشوار 90 كيلومتر من العاصمة باريس تقدر تستوعب فوق 300 بني أدم .. أكاديمية فيها 10 ملاعب تدريب منهم 7 ملاعب نجيلة طبيعية و3 ملاعب نجيلة صناعي .. أكاديمية فيها معمل تربية بدنية .. أكاديمية فيها أوضة ألعاب ومكتبة وقاعة سينما .. باختصار انت قدام خط انتاج متصمم عشان يفضل يطلع في لاعيبة ناشئين تقدر تضخ دم جديد في الدوري الفرنساوي ولكن الأهم تبقي مصدر تغذية للمنتخب .. أكاديمية بتخدم اللاعيبة من سن 13 لحد 15 سنة عشان تطلع نجوم منتخب فرنسا في المستقبل .. أنا لو رصيتلك شوية من أسامي العتاولة اللي طلعوا من الأكاديمية دي حتتخض .. خد مثلاً جيل (تيري هنري Thiery Henry) أسطورة أرسنال وأحسن لاعيب أجنبي لعب في الدوري الانجليزي الممتاز .. هو كان معاه في نفس مجموعته (نيكولاس أنيلكا Nicolas Anelka) و(لويس ساها Louis Saha) و (وليام جالاس William Gallas) اللي كان كابتن أرسنال لسنين .. دي الأكاديمية اللي طلع منها (بول بوجبا Paul Pogba) و (هيوجو لوريس Hugo Loris) حارس مرمي منتخب فرنسا لسنين وطلعت (أنتوان جريزمان Antoine Griezmann) وطلعت كمان (كيليان امبابي Kylian Mbappe).

الفكرة .. هو مفيش غيري يتحط عليه ولا ايه:
كليرفونتين ده اسم أكاديمية أتعملت في قصر من القصور الملكية الفرنساوية اسمه قصر مونتجوي Montijoye Castle اللي بعد ما الثورة الفرنساوية قامت وأَعلنت الجمهورية محدش بقي عارف يعمل فيهم ايه .. حاجة كده شبه القصور الملكية بتاع أسرة (محمد علي باشا الكبير) الله يرحمه والقصر ده بينه وبين العاصمة الفرنساوية باريس مشوار ساعة بالعربية .. سنة 1988 أتاسست أكاديمية كليرفونتين علي ايد رئيس الاتحاد الفرنساوي لكرة القدم وقتها (فيرناند ساستري Fernand Sastre) بعد ما خد موافقة الرئيس شخصياً (فرانسوا ميتران Francois Mitterand) .. المشكلة الأساسية اللي الأكاديمية دي كانت بتحاول تحلها إن فرنسا كانت وصلت السبعينات ومكنش تحت ايدها بطولة كبيرة توحد ربنا .. لا كاس عالم ولا أمم أوروبا وحاجة في منتهي التراب اللي معشش في دولاب النيش في الوقت اللي دول أوروبية تانية زي المانيا وايطاليا مسيطرة علي الساحة .. يا مؤمن منتخب فرنسا أصلاً فشل إنه يتأهل لكأس العالم 1970 و 1974 .. سنة 1976 لما بدأت الفكرة تتقال كانت الخطوة اللي وراها هي يا تري مين اللي حيمسك المشروع؟ .. هي الفكرة حلوة وكل حاجة بس من غير التعيينات الصح كل ده حيبقي مصيرة مزبلة التاريخ وعشان كده الاتحاد الفرنساوي اختار (ستيفان كوفاتش Stefan Kovacs) عشان يمشي الليلة .. طبعا إنت دلوقتي بتهرش في شعرك وبتسأل نفسك هو يطلع مين عم شاكوش ده؟
(ستيفان كوفاتش) هو مدرب روماني الجنسية وكان هو اللي ماسك فرقة أياكس أمستردام اللي نيمت أوروبا من المغرب وخدوا بطولتين دوري أبطال أوروبا أيام ما كانت البطولة بتروح للفريق اللي بيلعب كورة مش الفريق اللي معاه فلوس .. سنة 1984 كانت فرنسا بترفع كأس أمم أوروبا عشان بعدها ب4 سنين بيتم افتتاح الأكاديمية .. إنشاء كليرفونتين مشي معاها قرار ميقلش عنها أهمية وهو إن الاتحاد الفرنساوي لكرة القدم أجبر الأندية الفرنسية اللي بتلعب في الدوري الممتاز إن كل نادي يبقي ليه أكاديمية ناشئين والكلام ده كان سنة 1973 خلي بالك .. ده معناه إن لما كليرفونتين فتحت مكنتش بتبدأ من أين بدأ الخلق .. لا خالص هم كان تحت ايدهم قماشة كويسة يبدأوا يشتغلوا عليها.
النجاح .. العب السهل:
تاني .. الأكادديمية دي أتعملت سنة كام .. 1988 .. جري الشريط 10 سنين وكانت فرنسا بترفع كأس العالم سنة 1998 بجيل كتير منه من خريجي أكاديمية كليرفونتين ومن ضمنهم (تييري هنري) و(زين الدين زيدان) .. بعد بسنتين فرنسا بترفع كأس بطولة أمم أوروبا 2000 .. بعدها ب6 سنين فرنسا بتلعب نهائي كأس عالم 2006 وبتخسره بضربات الجزاء قصاد الطليان وسنة 2018 فرنسا بتوصل نهائي كاس العالم كمان مرة .. شوفتوا سهلة ازاي .. يعني إحنا بينا وبين أخر بطولة أمم أفريقيا خدناها 15 سنة لو كنا عملنا أكاديمية شبه كليرفونتين كنا زمانا مكان المغرب دلوقتي .. بس هو السؤال المهم .. هم بيعملوا إيه في كليرفونتين؟ .. أصل لو الموضوع سهل كانت كل أكاديميات الكورة اللي مالية مصر دلوقتي وبيتدفع فيها ملايين كانت طلعت جيل أحسن من جيل منتخب الساجدين .. إزاي الأكاديمية دي نجحت بالشكل ده؟

السيستيم اللي ماشية بيه الأكاديمية سهل وبسيط ومفيهوش رغي كتير .. إنتي أم وأنت أب عندكوا ابن شايفين ليه مستقبل في كرة القدم فحضراتكوا بتقدموا للولد في الأكاديمية زيها زي أي مدرسة خاصة .. عشان تقدموا لابنكوا في الأكاديمية فانتوا محتاجين 3 حاجات .. الطفل يبقي مولود في فرنسا .. يبقي عمره ميزيدش عن 13 سنة .. يبقي عايش في منطقة باريس الكبري .. بس كده .. متطلبات كفيلة تتغطي كلها بصورة بطاقة شخصية .. الطفل بيتقيم في تجارب أداء بتستمر 3 أيام ولو المدربين لقوا إنه خامة كويسة بيتقبل هو و 22 طفل بس عشان يشكلوا السيزون بتاع المدرسة بحيث إن أبوه وأمه بيسيبوه في الأكاديمية من صباح يوم الإثنين ويقدروا يجوا ياخدوه البيت مساء يوم الجمعة علي أساس إن في فرنسا السبت والأحد أجازة مش الجمعة والسبت زي عندنا .. الطفل بيصحي الصبح فيه أوتوبيس بيوديه مدرسته اللي جنب الأكاديمية بحيث يخلص يومه الدراسي عادي عشان يرجع يتغدي ويعمل الواجب ويتمرن لحد ما يومه يخلص .. يخش ينام ويصحي يعيد نفس الدايرة تاني .. خلال فترة اقامة الطفل في الأكاديمية أهله مش بيدفعوا مليم .. تكاليف مواصلاته وتعليمه وأكله وشربه وعلاجه وتدريبه بتكون علي اتحاد الكورة الفرنساوي.
نيجي بقي للحتة المهمة .. في الكورة الطفل في كليرفونتين بيتعلم إيه؟ .. الهدف من السؤال ده إنك لو بتحب الكورة فإنت حتبقي فاهم كويس إن المنتخب الفرنساوي زيه زي المنتخب الإنجليزي ملهمش هوية أوي في الكورة .. يعني مثلاً .. الطليان بيدافعوا تحت شعار حندافع وأنتوا مالكوا خلوا الهجوم ينفعكوا .. الإسبان ماشيين بفكرة التيكي تاكا إنهم يشبطوا في الكورة زي العيل الصغير اللي شبطان في المصاصة بتاعته .. الألمان بيحبوا فكرة الجيجين بريسن إنهم يجروا وراك السبع لفات في نص ملعبك عشان يقطعوا منك الكورة ويزنقوك ورا مصنع الكراسي .. الفرنساويين ملهمش مدرسة وكليرفونتين اتبنت علي هذا الأساس .. هي أكاديمية بتعلم الطفل إزاي يلعب كورة .. مش بتعلمه اسلوب لعب ولا تكتيك معين .. إنت بتتعلم ازاي تباصي الكورة .. بتتعلم تلعب برجلك التانية .. بس الأهم بتتعلم الجانب النفسي من اللعبة .. إزاي تتعامل مع الضغط .. إزاي متسرحش في الملعب .. بس يمكن أهم درس الناشيء بيتعلمه في الأكاديمية إنك لازم تكسب .. إنت في يوم من الأيام حتلبس تي شيرت منتخب فرنسا واللي يلبس التي شيرت ده لازم يحط قدام عينه هدف إنه يلعب علي البطولة .. مش التمثيل المشرف ولا حتي المركز الثاني.
برده حط في دماغك فكرة إن أي معسكر للمنتخب الفرنساوي بيتعمل في كليرفونتين فلك أن تتخيل إن لاعيب ناشيء لسه عندك 14 سنة وقاعد في نفس المكان اللي منتخب فرنسا كان معسكر فيه كأس العالم 1998 .. اللي فعلاً مخلي كليرفونتين مثال يستحق إنك تدرسه وتتكلم عنه إنها صحيح أكاديمية فرنساوية وصحيح عاملها اتحاد الكورة الفرنساوي بس أي حد يقدر يقدم فيها .. فيه لاعيبة كتير أفارقة بتقدم والأكاديمية بابها مفتوح لللاعيبة الأوروبيين زي مثلاً (رافاييل جيريرو Raphael Guerrero) باك شمال بايرن ميونيخ وكان بيلعب في بروسيا دورتموند بس هو برتغالي الجنسية .. قلب دفاع منتخب المغرب (مهدي بن عطية) وجناح منتخب الجزائر (رياض محرز) كانوا من خريجي الأكاديمية دي .. اللي فعلاً يوريك مدي أهمية الأكاديمية دي والدور اللي بتلعبه في حياة لاعيبة كورة كتير هو إنك لما تعرف إن في كأس العالم 2018 اللي اتلعب في روسيا وكسبته فرنسا فيه 50 لاعيب شاركوا في البطولة دي اتولدوا في فرنسا ولعبوا باسماء دول مختلفة بس من خريجي كليرفونتين .. يعني فرنسا في كأس العالم 2018 كانت داخله حرفياً بفرقتين.

فلسفة كليرفونتين واللي حطها من يوم تأسيسها (ستيفان كوفاتش) إننا بنشتغل عشان نعلم الناشيء إزاي يلعب كورة .. بمعني .. (كوفاتش) روماني الجنسية زي ما قلتلك واتولد وكبر في رومانيا اللي كان بيحكمها نظام شيوعي اشتراكي .. إيه علاقة ده بالكورة؟ .. الاشتراكية كمبدأ في الحياة قايمة علي فكرة مصلحة الجماعة .. إنت مش بتلعب كورة عشان تحقق أرقام فردية .. إنت ترس في مكنة .. إنت بتلعب كورة عشان الفريق يكسب بطولة .. دي المبدأ اللي مدارس الكورة الحكومية في رومانيا اتبنت علي أساسه إن اللاعيب الصغير بيطلع ميتينه عشان يتعلم يلعب كورة صح مش عشان يبقي لاعيب مجاش زيه .. لا .. عشان خاطر الفريق يكسب .. السيستيم بتاع التدريب كله قايم علي النقطة دي .. إحنا مش بنعلم الناشيء يا تري إيه الفرق بين إنك تلعب برسم تكتيكي 4-3-3 قصاد 4-4-2 .. إحنا بنعلمك أساسيات عشان أيا كانت الطريقة اللي مدربك حيلعبك بيها تكون جاهز تنزل تأدي .. عشان أنا عارف إن كلامي يبان إنه مايع ومش محسوس أوي تعالي نمسك مثال حي لده ونتكلم عنه .. منتخب فرنسا خلال سنتين من 1998 لحد 2000 عرف يعمل اللي مش منتخبات كتير بتعمله إنه يجمع بين بطولتي كأس العالم وبطولة أمم أوروبا .. بس الفكرة إن الفرنساويين عملوا ده بطريقتين لعب مختلفتين خالص عن بعض والغريبة إن المنتخب لعب بالطريقتين تحت قيادة نفس المدرب (إيمي جاكيه Aime Jacquet):
- منتخب فرنسا 1998 كان نسخة طبق الأصل من منتخب 2018 اللي هو منتخب معتمد علي دفاع ضد المياه متمثل في أربعة في خط الظهر نادر لما ربنا يكرم فرقة كورة يبقي عندها زيهم اللي هم (ليليان تورام Lillian Thuram) و(مارسيل ديسايي Marcel Desailly) و(فرانك لابوف Frank LeBouef) و(بيجينتي ليزارازو Bixente Lizarazu) ومعتمد علي عبقرية (زين الدين زيدان) في نص الملعب وحتي المهاجم بتاع الفريق (سيتفان جيفارتش Stephane Guivarch) مجابش ولا جون طول البطولة زيه زي (أوليفييه جيرو Olivier Giroud).
- منتخب فرنسا 2000 بقي كان قصة وحكاية تانية .. ده كان منتخب ربنا اداهم اتنين من أحسن مهاجمي كرة القدم في التاريخ اللي هم (تييري هنري) و(نيكولاس أنيلكا) والاتنين خريجي كليرفونتين .. إذا كان منتخب فرنسا من سنتين كان معتمد علي ركن الأوتوبيس فدلوقتي هو منتخب جاي يقطع عرق ويسيح دم .. نفس المنتخب .. نفس المدرب .. بس عشان اللاعيبة اختلفت سيكا فالمنتخب غير جلده وطريقة لعبه .. وهو ده أساس شغل كليرفونتين .. إحنا بنشتغل علي المقادير اللي معانا.
فيه تجارب تانية في العالم بدأت تاخد فكرة كليرفونتين وتطبقها .. لاماسيا نفسها بدأت تاخد شوية حاجات من شغل كليرفونتين بحيث ميبقاش شغلهم الشاغل هو إنهم يعلموا الناشئين يفضلوا شبطانين في الكورة وخلاص .. إنجلترا عملت أكاديمية حديقة القديس جورج Saint George’s Park .. كليرفونتين بعد ما في الأول الأندية الفرنساوية كانت متضايقة منها أو شايفه إنها ملهاش لازمة دلوقتي بقوا فاهمين كويس أوي إن اتحاد الكورة الفرنساوي عملهم منجم دهب .. منجم دهب استفاد منه نادي زي ليون اللي لقط لاعيب زي (أنتوني مارتيال Anthony Martial) وهو عنده 14 سنة .. (رافاييل فاران Rafael Varan) قلب دفاع ريال مدريد كان معروف إنه حيبقي حاجة لما يكبر وهو لسه عنده 13 سنة .. وزيهم كتير أوي مواهب كانت حتعيش وتموت من غير ما حد يسمع عنها حاجة لولا إن فيه كيان اسمه كليرفونتين.
الدروس اللي إنت ممكن تتعلمها من كليرفونتين ممكن يتكتب فيها كتب بس يمكن أهم درس إنك تبقي فاهم إن اتحاد الكورة في أي بلد في العالم بيكون قدامه سكة من إتنين يمشي فيهم ونادراً ما بيقدر يحقق الحاجتين سوا .. اتحاد الكورة يا بيكون شغله الشاغل إن المنتخب يبقي كويس .. يا بيكون همه اللي بيفكر فيه ليل نهار هو إزاي الأندية بتاعته تبقي ناجحة قارياً .. تاني .. ده مش معناه إن اتحاد كورة في بلد ما مينفعش يعمل الاتنين .. هي بتتعمل بس نادر .. الاتحاد الفرنساوي لكرة القدم من الثمانينات وهو حاطط قدام عينه المنتخب .. فكك من الأندية ويمكن عشان كده الأندية الفرنسية في أوروبا مكنش ليها دور يذكر لحد ما القطريين اشتروا باريس سانجيرمان وحتي لما اشتروه معرفوش ياخدوا دوري أبطال أوروبا إلا في 2025 .. فده أول درس إنك عشان تقلد نجاح كليرفونتين لازم اتحاد الكورة في البلد يقرر من دلوقتي إن مصلحة المنتخب فوق أي اعتبار .. تاني درس وده المهم إنك مش لازم تبدأ من الأرياف .. فيه ناس شايفه إن عشان كرة القدم تلاقي مواهب جديدة يضخوها في المنتخب فلازم الاندية تنزل تدور في الأرياف والصعيد علي المواهب المدفونة .. دي وجهة نظر تحترم وأنا مش ضدها بس مش شرط .. فرصة إنك تلاقي خليفة (محمد أبوتريكة) في القاهرة الكبري أعلي بكتير من إنك تنزل تدور عليه في الصعيد.
برده من الدروس القاسية جداً إن مش معني إنك عملت أكاديمية علي أعلي مستوي وتكفلت إنت بكل مصاريفها وعملت تجارب أداء علي مدار 3 أيام إنك خلاص مفيش موهبة حتفلت منك .. وده أهم درس في حتة التعامل مع الناشئين .. فيه ناشئين بينضجوا متأخر .. لاعيب زي (ديميتري باييت Dimitri Payet) اللي يعتبر من أمهر اللاعيبة في تاريخ فرنسا متقبلش أصلاً في كليرفونتين .. (أنتوان جريزمان) برده فلت منهم وقالوا عليه مش حينفع .. بلاش .. (أنجولو كانتي Ngolo Kante) اللي في رأيي واحد من أحسن لاعيبة الإرتكاز في تاريخ الكورة متقبلش في الأكاديمية عشان المدربين شافوه وهو لسه ناشيء إن جسمه صغير وبناء عليه ملوش مستقبل في اللعبة .. عادي ده بيحصل ولازم تتقبل ده ومتاخدوش ذريعة إنك متشتغلش أو إنك تعلق عليه شماعة فشلك.
خليني أختم معاك بإن نجاح تجربة كليرفونتين مينفعش حد يشكك فيه أو يقلل منه واللي الأساس فيه هو إن اتحاد الكورة الفرنساوي حط المنتخب علي رأس أولوياته .. سنة 1973 الإتحاد بيجبر الأندية تعمل أكاديميات ناشئين تحت إشرافه .. في كأس عالم 1982 فرنسا بتحقق المركز الرابع لأول مرة في تاريخها .. سنة 1988 كليرفونتين بتفتح أبوابها لناشئي فرنسا عشان بعدها بعشر سنين فرنسا بترفع كأس العالم 1998 وفي ديلها يورو 2000 وبطولتين قارات في 2001 و 2003 .. يمكن لو اتحاد الكورة عندنا فكر شوية يقلد تجربة كليرفونتين هي هي ممكن نشوف منتخب مصر في المربع الذهبي لكاس العالم وعلي فكرة مش محتاج تصبر كتير .. عشر سنين صبر ولا حاجة في عمر الدول.
المصادر:
- مقالة بعنوان Clairfontaine academy turns 30 next year having produced generations of incredible France international talent نشرت في جريدة The Daily Mail البريطانية وده لينك المقالة الأصلية:
Clairefontaine academy: Inside France’s talent factory | Daily Mail Online - مقالة بعنوان Clairefontaine: The secret to France’s success? نشرت في موقع Breaking the Lines وده لينك المقالة الأصلية:
Clairefontaine: The Secret to France’s Success? – Breaking The Lines - فيديو بعنوان Clairefontaine: France’s elite football academy نشرت علي YouTube وده لينك الفيديو:
Clairefontaine: France’s Elite Football Academy - فيديو بعنوان Why France produces so many talents نشر علي YouTube وده لينك الفيديو:
WHY France produce so many talents - فيديو بعنوان Why France produce legendary players| How France shaped modern football نشر علي YouTube وده لينك الفيديو:
(10757) Why France Produce Legendary Players | How France Shaped Modern Football | – YouTube