مدربين كرة القدم .. الوقت هو العدو الأزلي ليك.

أنأ فاكر كويس لما (بيب جوارديولا Pep Guardiola) جه مانشستر سيتي سنة 2016 الناس كلها كانت مستنية إن من يوم و ليلة النادي حيتحول من نادي عايش في جلباب غريمه مانشستر يونايتد لنادي عمال ياكل في بطولات و ألقاب ولا صحابك في فرح أوبين بوفيه .. وقتها كانت الكلمة اللي علي لسان (جوارديولا) هي أنا محتاج وقت .. أنا محتاج وقت .. حتي لما كل مدير فني جديد يجي الدوري الإنجليزي و يسألوا (جوارديولا) عن رأيه في التعيين الجديد يقول نفس البق الحمضان ده.. هو محتاج وقت .. شوية لما كبرت و قريت شوية فهمت هو (جوارديولا) كان قصده إيه لما قال إن أي مدير فني في الدنيا عشان ينجح مع فرقته محتاج شوية وقت .. إنت ممكن الدنيا متمشيش معاك من أول كام ماتش بس مع الوقت ربنا يفتحها في وشك و الفرقة تبدأ تلعب زي ما إنت عايز .. ممكن في الأول الدنيا تمشي معاك زي السكينة في الحلاوة بس مع الوقت ممكن المكسب ميجيش و تلاقي نفسك محتاس في سلسلة مش عايزة تقف من التعادلات و الهزايم و هنا إنت برده حتحتاج شوية وقت .. الوقت هو العدو الأزلي لمدربين كرة القدم و النهاردة أنا محتاج أتكلم عن فترتين في حياة أي مدير فني لكرة قدم و طريقة تعاملك مع الفترتين دول هم اللي بيفرقوا بين إنك تبقي (جوزيه مورينيو Jose Mourinho) أو (رضا عبدالعال) .. النهاردة حنتكلم عن فترة الإعداد قبل الموسم .. و حنتكلم عن فترة التسعين دقيقة بتاعة كل ماتش.

فترة الإعداد .. فترة الخطوبة بين المدير الفني و فرقته:

أي مدير فني لما بيتعين عشان يمسك فرقة جديدة و هو جاي بيبقي في دماغه تصور هو يا تري حيلعب بأنهي طريقة لعب .. هل حيلعب 3-5-2؟ وهل عنده الجناحين Wing Backs اللي حيخلوه يعرف يلعب بالطريقة دي؟ .. حيلعب يلعب 4-3-3؟ و هل عنده تلاثة في خط النص يعرفوا ياكلوا النجيلة طول الماتش؟ .. حيلعب بثلاثة في خط الظهر و هل فيه حد فيهم عنده دماغ فيها كرة قدم عشان يعرف يلعب في دور الليبرو؟ .. حيلعب بإتنين إرتكاز ولا واحد بس؟ .. عنده راس حربة صريح و لا حيلعب بالمهاجم المزيف اللي هو False Nine اللي هو حاجة زي (روبيرتو فيرمينيو Roberto Fermino) كده في ليفربول اللي هو مهاجم بيعرف ينزل خط النص يستلم .. هل حيلعب بالأستحواذ علي الكورة زي (جوارديولا) ولا بالضغط العالي اللي بيسموه Counter Pressing زي (يورجين كلوب Jurgen Klopp)؟ .. إنت كمدير فني جديد زي مثلاً لما (تشابي ألونسو Xabi Alonso) مسك فرقة بايرن ليفركوزن في ألمانيا إنت تحت إيدك تاريخ طويل عريض من التكتيكات في كرة القدم و تقدر تاخد منه اللي إنت عايزه .. إحنا عدي علينا منتخبات خدت كأس العالم بأربعة مهاجمين زي البرازيل 2002 و عدي عليك منتخبات خدت كأس العالم من غير ما تلعب بمهاجم صريح زي إسبانيا 2010 .. إنت عدي عليك تطفيش الكورة من الدفاع و عدي عليك التيكي تاكا و بناء الهجمة من الخلف و إن الكورة لازم تتنقل من حارس المرمي لقدام .. السؤال .. إنت كمدير فني حتتنيل علي عينك تلعب بأنهي طريقة؟

اللي بيخليك تحدد ده هو فترة الإعداد .. إنت بيبقي عندك فرصة كويسة إنك تقعد مع لاعيبتك تعرف قدراتهم و الأهم إنك يبقي عندك الفرصة إنك تفهمهم دماغك .. يعني مثلاً .. طريقة (كلوب) سواء مع ليفربول أو بروسيا دورتموند هي ما يسمي Counter Pressing إن اللاعيبة بتاعتك تحلق علي لاعيبة الخصم زي ما إنت بتحلق علي الفراخ كده في نص ملعبهم .. ليه؟ .. عشان تحاول تقطع الكورة في نص ملعب خصمك و بناء عليه المهاجمين بتوعك عشان يجيبوا جون مش بيبقي مطلوب منهم يتقطع نفسهم في الجري طول الملعب .. عشان تلعب بالطريقة دي فإنت محتاج تلاتة في خط الهجوم فعلياً شاربين كرتونة ريد بول قبل الماتش من كتر الجري اللي بيجروه .. هل عندك اللاعيبة اللي تقدر تعمل ده؟ .. ولو عندك فهل عندك اللاعيبة الإحتياطي للاعيبة الأساسية؟ .. مثال تاني هو (ماوريسيو ساري Mauricio Sarri) سواء كان في نابولي أو تشيلسي أو دلوقتي في لاتسيو .. الرجل ده بيخلي لاعيبته تشبط في الكورة زي العيل الصغير ضمن فلسفة بتتسمي Sarri-Ball .. هل عندك اللاعيبة اللي بتعرف تعمل ده؟ .. بلاش دي .. لنفترض إنك جاي تركن الأوتوبيس و عاجباك دماغ (دييجو سيميوني Diego Simeone) مع أتليتيكو مدريد و عايز تطبقها فحتي ركن الأوتوبيس له أصول و له فن و حتي فكرة حندافع و أنتوا مالكوا خلوا الهجوم ينفعكوا عايزة وقت طويل عشان اللاعيبة تحفظها و تطبقها من غير أخطاء و دي أكتر حاجة المديرين الفنيين بيخافوا منها .. الكوارث الدفاعية.

طب ده لو إنت مدير فني بتلعب بطريقة واحدة .. فيه مديرين فنيين ملهمش طريقة لعب زي (توماس توخيل Thomas Tuchel) .. الرجل الطيب ده لما كان بيدرب فرقة اسمها ماينز في الدوري الألماني من حوالي عشر سنين كده إختراع طريقة جديدة اسمها Game Plan .. تطلع إيه البتاعة دي؟ .. (توخيل) تقريباً لما بص علي إمكانيات فرقته لقاها علي الله حكايتها و مش شاطرة في حاجة معينة و محددة تقدر تبني عليها طريقة لعب .. طب و الحل؟ .. كل ماتش كان بيلعب بخطة مختلفة بناء علي إمكانيات الفريق اللي حيلاعبه .. لو حتلاعب فرقة بتدوس علي وش أي حد زي بايرن ميونيخ تبقي تركن الأوتوبيس و تدعي و ميدخلش فيك جوان و تلعب علي المرتدات .. لو بتلاعب فرقة قلبين الدفاع بتوعه قصيرين يبقي تلعب علي العرضيات .. طبعاً مش عايز أقولك إن فكرة Game Plan دي زي الفل لو فرقتك مش بتلعب في أوروبا يعني أخرك تلعب ماتش واحد في الأسبوع و ماتشين لو منهم ماتش في الكاس كل فين و فين .. لكن لو (توخيل) بيدرب فرقة زي مثلاً تشيلسي بتلعب السبت في الدوري و الثلاثاء في دوري أبطال أوروبا و ربنا يستر و ميبقاش فيه ماتش كمان في الكاس فإنت معندكش الوقت اللي تخلي لاعيبتك تلحق تذاكر أو تحضر نفسها .. وسط ضغط الماتشات و جدول الدوري المضغوط فوجود مدير فني من أول فترة الإعداد بيديه فرصة إنه أخره و ده أخره يعني يمرن فرقته إنها تلعب بطريقتين بس .. يا إما بأربعة في خط الظهر يا إما بثلاثة .. غير كده مفيش حد بيجي بفكر جديد لانج يخليك تقول اوووو هنا سأسكت قليلاً إحتراماً و تقديراً لهذه الإفتكاسة .. إلا من رحم ربي.

فاكر حركة False Nine اللي لما (جوارديولا) عملها في موسم 2021-2022 لما خد الدوري و قلنا عليه إنه يااااه إيه العبقرية دي؟ خليك فاكر إن هو أساساً واخدها زي ما هي من (كلوب) لما كان بيخلي (فيرمينيو) يسقط لنص الملعب .. نفس الفكرة اللي بتخلي مهاجم زي (هاري كاين Harry Kane) في توتنهام هو دايماً الهداف و كمان صاحب أعلي معدل تمريرات حاسمة Assists في الدوري .. نفس الميزة يا مؤمن اللي بتخلي (كريم بنزيمة) في حتة تانية .. كل العباقرة دول سارقين الفكرة من أول ناس عملتها اللي هم المجريين في كاس العالم 1953 .. في البطولة دي الإنجليز خدوا فوق دماغهم علي أرضهم 6-3 بإن المجريين كانوا بيلعبوا لأول مرة بطريقة المهاجم الساقط اللي كان (ناندور هيديكوتي Nandor Hidegkuti) اللي علي فكرة لما إعتزل اشتغل كمدير فني و درب النادي الأهلي في مصر .. الحقيقة إن درس المهاجم الساقط أو الوهمي ده مهم جداً لأي مدير فني لإنه حل كويس تحل بيه مشكلة بس مينفعش تعتمد عليه علي طول .. (جوارديولا) في موسم 2022-2023 قرر يشتري (إيرلينج هالاند Erling Haaland) لما شاف حدود فكرة False Nine و نفس الكلام مع ليفربول لما مستوي (فيرمينيو) بيقل لقوا إن الفرقة كلها بتعاني و ده خلي ليفربول هم كمان يقرروا في نفس الموسم 2022-2023 يشتروا إتنين مهاجمين اللي هم (كودي جابكو Cody Gapko) و (داروين نونييز Darwin Nunez) أو في قول أخر (إيه اللي جابكوا) و (داروين مايونيز).

طريقة المهاجم المزيف False Nine زي ما كان ليفربول بيلعب بيها أيام ما (روبيرتو فيرمينيو) كان فاكر الكورة بتتلعب إزاي .. (فيرمينيو) كان بيسقط لتحت عشان يلعب كأنه صانع ألعاب و بيسيب مكانه يا إما ل(محمد صلاح) أو ل(ساديو مانيه).

طريقة المهاجم المزيف False Nine زي ما كان منتخب المجر بيلعب بيها في كاس العالم 1953 .. بدل (فيرمينيو) في ليفربول بقي عندك (ناندور هيديكوتي) اللي بعد كده بقي المدير الفني الأسطوري للنادي الأهلي.

حتي لو إنت مدير فني دفاعي قررت إن فلسفتك حتبقي ركن الأوتوبس فحتي ده له أصوله اللي مينفعش تتعلمها من إنك تتفرج علي (مورينيو) و (سيميوني) بس إنما لازم ترجع لأصل الفكرة لما في الستينات يعني أيام ما كان بيحكمنا الرئيس (جمال عبدالناصر) الله يرحمه الأندية الإيطالية إفتكست ما يسمي بالكاتي-ناتشيو Catenaccio اللي صحيح بدأت لأول مرة في إيطاليا بس اللي إخترعها كان المدير الفني السويسري (كارل رابان Karl Rappan) في الثلاثينات و اللي خدها طبقها في إيطاليا كان المدير الفني الأرجنتيني الأسطوري (هيلينيو هيريرا Helenio Herrera) اللي كان بيدرب فرقة إنتر ميلان .. فكرة Catenaccio مكنتش ركن الأوتوبيس و خلاص .. هي الفكرة إن لو الجناح معاه الكورة و جاي علي الباك الشمال مثلاً فلازم قلب الدفاع هو كمان يروح يغطي ظهر الباك الشمال و مش بس كده ده لاعيب خط النص الشمال هو برده بيضم لجوه عشان يغطي .. مش محتاج أقولك إنك عشان تدرب فرقتك علي الطريقة دي فإنت بتحرق من قلبك زعيق لساعات و ساعات في التدريب .. و ياتري اللاعيبة حتفهم ولا يعلم في المتبلم يصبح ناسي؟ .. الطريقة الدفاعية لو علمتها لفرقتك صح فإنت ممكن تخليهم يدوسوا علي وش أي فرقة .. سنة 1990 ألمانيا كسبت كأس العالم لما المدير الفني بتاعهم وقتها خلي المدافع (جيدو بوفالد Guido Buchwald) يفضل لازق في قفا (دييجو أرماندو مارادونا Diego Armando Maradona) .. أنا شخصياً من الناس المقتنعة جداً بفكرة إن الدفاع هو اللي بيجيب بطولات مش الهجوم .. (ليفربول) خدوا الدوري لما جابوا (فيرجل فان دايك) .. السيتي بقوا بيدوسوا علي وش أي حد بعد ما أشتروا (روبين دياز) .. بروسيا دورتموند ضاع منهم الدوري في أخر ماش عشان دفاعهم كان فيه ثنائي الكوارث (إيمري تشان) و (ماتس هوملز).

طريقة لعب الكاتانيتشو Catenaccio زي ما حطها المدر الفني الأسطوري لأنترميلان الإيطالي (هيلينيو هيريرا Helenio Herrera) و فكرتها إن اللاعيبه تقرب من بعضها تحت ما يسمي Compactness.

طريقة لعب أتليتيكو مدريد تحت قيادة (دييجو سيميوني) .. زي ما إنت شايف هي هي طريقة Catenaccio واخدها Copy & Paste و في الأخر يتقال عليه صانع ثورة كرة القدم في أتليتيكو مدريد.

طبعاً فيه منكوا قرر يعمل فيها عبقرينو كرة القدم زي ما (رينوس ميشيلز Rinus Michels) اللي إخترع مفهوم الكرة الشاملة مع نادي أياكس أمستردام و مع منتخب هولندا و حتي مع فرقة برشلونة و اللي قايم علي فكرة إنك صحيح حتلعب 4-3-3 بس أي لاعيب يقدر يلعب في أي مركز فإحنا كده نهار أسود يا استاذ ممتاز لو بتدرب في الدوري المصري مع لاعيبة بتفك الخط بالعافية .. عايزك تعرف إن (رينوس ميشيلز) بيعتبر من وجهة نظر الإتحاد الدولي لكرة القدم FIFA هو أفضل مدرب في القرن العشرين .. مبدأ الكورة الشاملة أو Total Football يعتبر أكتر فكر كروي منتشر في العالم لدرجة إن السيزون الثالث من مسلسل Ted Lasso تقريباً مبني علي الفكرة دي.

يمكن اللي أنا عايز أوصله ليك إن أغلب تكتيكات كرة القدم اللي إنت بتشوفها دلوقتي و بتسمع محللين كرة القدم بيقولوها في استوديهات التحليل كلها أفكار مش جديدة و كتير منها قدام بس إحنا بنعيد استخدامه تحت مسميات جديدة يمكن تكون سيكسي أكتر .. لكن يظل فيه بني أدم في رأيي الشخصي قاعد في حتة تانية في تاريخ تكتيكات كرة القدم .. ده الرجل اللي فعلياً كلنا بلا استثناء بننقش منه .. تقريباً أغلب الأفكار اللي بتسمعها علي سوشيال ميديا في موضوع تكتيكات كرة القدم جاية من دماغ بني أدم اسمه (أريجو ساكي Arrigo Sachi) .. يعني مثلاً:

طريقة أتليتيكو مدريد اللي بيلعب بيها (سيميوني) إنه يخلي خطوط الملعب قريبة من بعضها و مش سايب مساحات ما بين الدفاع و خط الوسط و الهجوم .. دي بيتقال عليها Compactness يعني الفرقة قريبة من بعضها .. (ساكي) كان بيلعب بنفس الطريقة هي هي 4-4-2 زي (سيميوني) الخالق الناطق بس إذا كنت إنت فرحان ب(سيميوني) دلوقتي فعايزك تعرف إن فرقة إيه سي ميلان كسبت بطولتين دوري أبطال أوروبا ورا بعض سنة 1989-1990 بالطريقة دي .. (سيميوني) صانع مجد أتليتيكو مدريد الحديث حرفياً ومش ببالغ و الله مجابش حاجة جديدة من عنده .. أفكاره هي هي الخالق الناطق بتاعة (أريجو ساكي).
يمكن الفرق بين (سيميوني) و (ساكي) هو إن (سيميوني) بيرص خطوطه الثلاثة في نص ملعبة بحيث يملا منطقة الجزاء بتاعته بالمدافعين .. (ساكي) مش بيعمل كده و بيلعب بHigh Line مستفز اللي هو الأربعة المدافعين علي خط واحد بس متقدمين أوي و بيعتمد علي مصيدة التسلل .. دي نفس الطريقة اللي (جوارديولا) بيلعب بيها و مخلينا نبصله علي أنه جاب حاجة من الفضاء الخارجي .. دي نفس الطريقة اللي (بايرن ميونيخ) أيام (هانسي فليك Hansi Fleck) كان بيلعب بيها و كسب بيها ثلاثية الدوري و الكاس و دوري الأبطال.

دي ال4-4-2 اللي فرقة إيه سي ميلان كانت بتدوس بيها علي وش أي حد في أوائل التسعينات .. حتلاحظ حاجتين .. أول حاجة هي فكرة الCompactness اللي أتليتكو مدريد بيلعب بيها .. ثاني حاجة هي الHigh Line المستفز و اللي هو هو اللي إعتمد عله (هانسي فليك) مع بايرن ميونيخ و حتي (جوارديولا) بيلجأ ليه كتير.

الHighline المستفز لبايرن ميونيخ تحت قيادة (هانسي فليك) و كأنه إيه سي ميلان (أريجو ساكي) بعث من جديد.

مهم تبقي فاهم إنك كمدير فني جديد بتمسك فرقة لأول مرة فإنت مش مطلوب منك تعيد إختراع العجلة لإن كل الأفكار اللي بيتلعب بيها دلوقتي هي إعادة استخدام لأفكار قديمة .. الفكرة في الوقت اللي حتبقي إنت محتاجه عشان تعلم فرقتك الأفكار دي .. يمكن الفكرة الجديدة اللي اليومين دول ظهرت جديد و مكنتش مستخدمة قبل كده هي إن واحد من الباكين اليمين أو الشمال اللي ربنا عاطيله موهبة التحكم في الكورة و يكون بيعرف يسلم و يستلم بيتقدم لخط النص زي ما مثلاً (أليكساندر زينشينكو Oleksander Zinchenko) بيعمل سواء في مانشستر سيتي أو لما راح أرسنال مع (مايكل أرتيتا Mikael Arteta) .. كمان الوقت بيدي فرصة للمدير الفني إنه يمرن فرقته علي أهم سلاح في كرة القدم الحديثة .. الكراث الثابتة .. في كاس العالم 2018 منتخب إنجلترا بتشكيلة متخشش ذمتي بتلاتة جنيه وصل لنص النهائي بإنهم جابوا 12 جون منهم 9 جوان من كرات ثابتة .. فترة الإعداد هي بتعادل فترة الخطوبة في الإرتباط بين أي إتنين .. دي الفترة اللي أنتوا بتتعرفوا فيها علي عيوب بعض .. علي صفات بعض .. و الأهم إن كل واحد بيوري التاني هي يا تري دماغه فيها إيه .. من غير فترة الخطوبة زي إن مدير فني يجي في نص الموسم فإنت فعلياً مصيرك بين إيدين ربنا .. يا بيبقي زي (جراهام بوتر Graham Potter) مع تشيلسي أو (تشابي ألونسو) مع بايرن ليفركوزن .. إنت و نصيبك .. المدير الفني خلال فترة الإعداد مش بس بيتعرف علي اللاعيبه إنما كمان فيه طقم المدربين و مدربين الأحمال و دكاترة العلاج الطبيعي و النفسي و مدير نشاط الكورة و خبراء التغذية و المسئولين عن التغطية الإعلامية و مولد ما يعلم بيه إلا ربنا .. بمعني إنت البيج بوص .. إنت CEO بتاع الفرقة .. إنت الواجهة .. إنت الفاترينة .. إنت اللي حتتشال علي الراس لو الفرقة كسبت و اللي حيتسبلك مية ملة لو الفرقة خسرت.

شغل المدير الفني في فترة الإعداد زيه زي شغل المخطوبين بالضبط أغلبه قائم علي الإحتواء النفسي .. (جوليان ناجلزمان Julian Nagelsmann) مثلاً المدير الفني سابق لبايرن ميونيخ له جملة مشهورة أوي إنك عشان تبقي مدير فني فالموضوع 30% إنك تبقي فاهم تكتيك و 70% تبقي فاهم علم نفس .. لازم تبقي عارف من الأول مين اللاعيبة اللي إنت حتعتمد عليها و تبقي عارف مفاتيح كل شخصية .. فيه لاعيبه مش بتيجي بالزعيق .. فيه لاعيبه لازم تحسسها إن مكانها في الفرقة مش مضمون عشان تلاقي منهم أداء كويس في الملعب .. فيه لاعيبه مش محتاجة منك أصلاً غير إنك تقولهم يعملوا إيه و خلاص .. فيه لاعيبة مش بتجي غير لما تتهزق قدام الناس .. شغلتك كمدير فني إنك تبقي عارف مين من لاعيبتك محتاج يتعامل إزاي عشان تطلع أحسن ما عنده.

فترة الماتش .. إنت زيك زي الكرسي اللي علي الدكة بالضبط:

و إنت واقف علي خط التماس بتحاول بمنتهي اليأس إنك توجه لاعيبتك لازم تبقي فاهم شوية حاجات .. أولاً إنت لو في استاد فيه جماهير مش زي الكورة الصامتة اللي عندنا فإعمل حسابك إن أكتر من نص الزعيق اللي إنت بتزعقه علي الخط ده بيروح هدر و محدش بيسمعه من صوت الجماهير .. ثانياً إنت دورك إنك تبقي موجود عشان مجرد اللاعيبه تحس بوجودك وبناء عليه دورك إنك تبقي صادق معاهم يعني مينفعش تمثل إنك زعلان أو متضايق .. ثالثاً و ده المهم إن الفرقة فيها 10 لاعيبة في الملعب و تبقي عارف كويس إنك لو عايز لاعيب أو إتنين معينيين توصلهم تعليمات محددة إنك مش حينفع توقف الماتش و تطلب وقت مستقطع عشان تفهمهم إنت عايز إيه و عشان زي ما قلتلك صوت الجمهور بيبقي فعلاً عالي ولا كأنك في فرح فإنت بيبقي عندك كذا طريقة إنك توصل اللي إنت عايز تقوله للاعيبتك في الملعب:

فيه حاجة بيسموها مثلث القبول Triangle of Acceptance إن في أي لحظة من لحظات الماتش فيه 3 لاعيبه بيبقوا قريبين من خط التماس بما يكفي إن المدير الفني لو زعق ممكن يسمعوه فإنت تقدر تكلم الثلاثة دول بسهولة من مكان و إنت واقف.
طب نفترض إن اللاعيب اللي إنت عايز تقوله يهبب إيه في عيشته صادف إنه بره Triangle of Acceptance ده؟ .. ساعتها ممكن تكتب ورقة و تديها لأقرب لاعيب ليك و هو يبقي يوصلهاله جوه الملعب و دي طريقة كوميدية أوي.
الطريقة الثالثة و اللي الحقيقة بتفرق من فرقة بطولات و فرقة علي باب الله و هي إن يبقي عندك لاعيبة قادة في الملعب .. خد مثلاً فرقة مانشستر سيتي .. إن يبقي عندك لاعيبة زي (كيفن دي بروينا Kevin De Bruyne) أو (إيلكاي جوندوجان Ilkay Gundogan) دايما عينهم علي خط التماس و عينهم علي المدير الفني بحيث يقدروا يفهموا أوامره اللي بلغة الإشارة و مش بس كده يقدروا يتصرفوا كأنهم مدير فني جوه الملعب ولو واحد فيهم قال للباك مثلاً أرجع أسرع عشان تدافع فالباك بيبقي عارف إنه لازم يسمع كلام زميله و يقوله حاضر.
الطريقة الرابعة و دي اللي بتفرق بين مدير فني علي قده و بين المديرين الفنيين التقال هو استراحة ما بين الشوطين و التغييرات الخمسة في الماتش .. بين الشوطين إنت شغلك بيكون نفسي أكتر منه أي حاجة تانية .. من القصص المشهورة إن كابتن (حسن شحاتة) بين الشوطين في ماتش البرازيل في كأس العالم للقارات لما كسر الثلاجة اللي أوضة اللبس و هو بيزعق للاعيبته إن يا حضرات أنا مش جاي أشيل خمسة و ستة من البرازيل .. التغييرات هي اللي فعلاً بتفرق بين مدير فني و الثاني .. مين اللي يقدر بتغيير يقلب الماتش؟ .. أرجع لحتة علم النفس اللي قال عليها (ناجلزمان) .. من القصص اللي ناس كتير عارفاها إن في نهائي كاس العالم 2014 قبل ما (ماريو جوتزه Mario Gotze) ينزل الملعب كبديل المدير الفني بتاعه (يواكيم لوف Joachim Low) قاله وري العالم إنك أحسن من (ميسي) .. هي مجرد كلمة تشجيع بس بعدها بدقايق (جوتزه) جاب الجون اللي خلي ألمانيا تكسب كأس العالم.

مثلث القبول أو Triangle of Acceptance و ده بيقول إن في أي لحظة من التسعين دقيقة بتوع الماتش المدير الفني اللي واقف علي الخط أخره يزعق و صوته وصل ل3 لاعيبه بس من فرقته.

اللي أنا عايز اختم بيه إن في الماتش أحياناً كتير المدير الفني بيبقي زيه زي المتفرج بالضبط ملوش يد في اللي بيحصل غير إنه يتفرج .. اللي أنصحك بيه إنك متقفش كتير قدام الهزيمة و تاني يوم روح الشغل شوف إنت و الفريق بتاعك إيه اللي اتعلمتوه و إيه اللي حصل غلط و إزاي ممكن ميتكررش تاني .. بس اللي أقدر أقوله ليك و أنا متطمن إنك كمدير الفني الوقت هو أكبر حليف ليك و في نفس الوقت هو أكبر عدو ليك.

المصادر: