توماس توخيل .. رحلة البحث عن الذات.

واضح من العنوان إننا حنتكلم النهاردة سوا عن (توماس توخيل Thomas Tuchel) المدير الفني لفرقة تشيلسي يعني موضوعنا حيبقي عن كرة القدم بس الحقيقة إن اللي حنتكلم عنه النهاردة مش كرة القدم قد ما حنتكلم عن سؤال حتلاقيه غريب لما تقراه .. هو إحنا نتعامل مع البني أدمين اللي مبيعرفوش يتعاملوا مع بشر إزاي؟ .. مش فاهم صح؟ .. خليني أفهمك.

لما (توماس توخيل) إتعين مدير فني لتشيلسي انا شخصياً بعظمة لساني قلت إن الرجل ده مكنش هو المرشح رقم واحد إنه يمسك الفرقة في دماغ مالك النادي (رومان إبراموفيتش Roman Abramovic) .. وانا برده بإيديا دول اللي كتبت و قلت إن الرجل ده إحتمال كبير مينجحش في مهمته و يتشال بعد كام شهر من تعيينه .. بعد ما عدي 8 شهور علي تعيينه فانا لازم أعترف إني كنت غلطان ولو انت بتشجع تشيلسي فحقك عليا يا سيدي .. خلال ال8 شهور اللي هو مسك فيهم الفرقة هو عدل الحال المايل .. كسب بطولة Champions League و لو إستخدمت المنطق بتاع الناس اللي بتشجع ريال مدريد فبما إن تشيلسي كسبوا البطولة دي فهم أحسن فرقة في العالم و (توماس توخيل) هو أجحد مدير فني موجود في السوق .. مش بس كده .. هو كسر عين كل المديرين الفنيين اللي بيتقال عليهم تقال .. كسب (جوزيه مورينيو Jose Mourinho) .. كسب (بيب جوارديولا Pep Guardiola) .. كسب (يورجين كلوب Jurgen Klopp) .. كسب (كارلو أنشيلوتي Carlo Ancelotti) .. كسب (دييجو سيميوني Diego Simeone) .. كسب (زين الدين زيدان) .. أه بالمناسبة هو كسبهم كلهم من غير ما يخش فيه ولا جون.

شوف رغم كل ده .. رغم كل الإنجازات دي كلها .. رغم كل الأرقام اللي تقدر تحطها في عين أي حد .. لو رحت سألت أي مدير من اللي (توماس توخيل) إشتغل عندهم و حنتكلم عنهم بالتفصيل كمان شوية حتلاقيهم كلهم متفقين علي حاجة واحدة .. (توماس توخيل) مبيعرفش يتعامل مع بشر .. هو عايز شوية مكن أو روبوتات يديهم في تعليمات و يسمعوا الكلام و يقولوا حاضر و نعم .. دوري النهاردة إني أفهمك التطور الطبيعي لدماغ (توخيل) .. إزاي واحدة واحدة و خلال رحلة طويلة شوية يتحول من بني أدم محدش عارف يستحمله لأحسن مدير فني علي مستوي العالم؟

البداية .. لن أعيش في جلباب (يورجين كلوب):

سنة 2009 الألمان صحيوا علي خبر إن فرقة ماينز اللي كانت وقتها ولا زالت الحقيقة فرقة من فرق تحت بير السلم في الدوري الألماني عينت مدير فني عنده 35 سنة جابوه من فرقة الناشئين عشان يمسك الفرقة الأولي  .. لحد دلوقتي علي فكرة الخبر مفيهوش جديد بالنسبة للألمان .. الأندية الألمانية معروفة بإنها معندهاش أي مشكلة تغامر و تجيب مديرين فنيين صغيرين في السن و يمكن أقرب مثال علي ده (جوليان ناجلزمان Julian Nagglesmann) اللي بيدرب بايرن ميونيخ دلوقتي .. المشكلة إن قبلها فرقة ماينز برده جابت مدير فني صغير في السن برده و كان عمره ما درب فرقة في الدوري الممتاز قبل كده برده اللي هو (يورجين كلوب) فكان من اليوم الأول اللي (توخيل) إتقدم فيه للإعلام و للجماهير وهو بيتقارن ب(كلوب).

حاول بس تفهم أو تحط نفسك مكان (توخيل) وقتها .. انت شاب بطلت كرة قدم و انت عندك 25 سنة عشان إصابة جامدة شوية في الركبة ودي لوحدها ضربة ممكن توقع أجدعها رجل نفسيا فانت مستسلمتش و رحت درست إقتصاد و كنت بتشتغل بعد الظهر في قهوة عشان تصرف علي نفسك و بعد شوية رجعت تاني مجال كرة القدم و بدأته من الصفر في فرق الناشئين لحد ما مسكت فرقة ماينز في الدوري الممتاز .. حقاً و صدقاً يعني قصة كفاح و نجاح تخلي أي حد ينحني إحتراماً ليها .. رغم كل ده كل اللي الناس فكرت فيه و كانت بتتكلم عنه هو يا تري بقي العيل ده حيعرف يملا الفراغ اللي سابه (كلوب)؟ .. انت فاكر إن دي كانت بس المشكلة؟ .. أول تدريب يديره (توخيل) للفرقة كان يوم الثلاثاء .. السبت اللي وراه كان أول ماتش ليه معاهم في الدوري .. قبلها بإسبوع الفرقة خرجت من كأس ألمانيا من فرقة بتلعب في دوري الدرجة الرابعة .. يعني انت مستلم فرقة ميتة و قال إيه من اليوم الأول وانت بتتقارن بالإيكس بتاع النادي .. الغريبة إن (توخيل) عمل عظمة مع ماينز.

في أول موسم ليه ماينز خلصوا في المركز التاسع اللي هو أساساً لحد وقتها يعني كان أحسن مركز ليهم في تاريخهم من أول ما فتحوا النادي .. الموسم الثاني ليه مع ماينز إتاهل لبطولة Europa League ودي كانت أول مرة تحصل في تاريخ النادي .. ده لوحده يوريك قد إيه (توخيل) كانت دماغه شغاله و كان باين إن ليه مستقبل من بدري بس هي الفكرة كلها إنك تفهم هو عمل ده إزاي و اللي الحقيقة تتلخص في فكرتين .. الأولانية هي إن التكرار بيعلم الحمار .. الثانية إنك دايما متخليش حد يعرف يتوقعك.

التكرار بيعلم الحمار .. في التمرين هو لاحظ إن لاعيبة الفرقة عشان هم مش أحسن حاجة في الدنيا و مش بيعرفوا يطلعوا الكرة من ورا لقدام زي بقية الفرق اللي عليها القيمة فكل اللي هم كانوا فالحين فيه طفش الكرة لقدام يمكن توصل للمهاجم يعمل بيها حاجة .. ده طبيعي من لاعيبة فرقة تحت بير السلم زي ماينز .. زيهم زي لاعيبة بلدية المحلة كده مع كامل إحترامي لأرجنتين الكرة المصرية .. الفكرة كلها في دماغ المدرب .. في التمرين (توخيل) بدل ما يخليهم يتمرنوا علي ملعب 11 بدأ يصغرلهم الملعب في التدريبات .. يقصقص الكورنر بتاعة الملعب و يعمل تقسيمة .. يرسم دايرة كبيرة يقسمها نصين و يعمل تقسيمة .. ليه كان بيعمل كده؟ .. عشان يعلم لاعيبته يتصرفوا وهم تحت ضغط .. تتعلم إزاي متطفش الكرة .. الأهم إنك لما تفضل تتمرن كل يوم علي ملعب صغير و تتعلم تاخد قرار في ملعب صغير لما فجأة تلاقي نفسك بتلعب ماتش علي ملعب 11 فبشكل لا إرادي الملعب بيبقي واسع و بتلاقي نفسك بتقول طب ما هي سهلة أهي.

انا مفيش حد يقدر يتوقعني .. دماغ (توخيل) في ماينز كانت فعلاً غريبة .. الرجل مكنش بيلعب بخطة .. مكنش له طريقة لعب .. يعني مثلاً دماغ (يورجين كلوب) واحدة في كل الفرق اللي هو مرنها سواء ماينز أو بروسيا دورتموند أو ليفربول وهي الضغط العالي علي الخصم .. دماغ (جوارديولا) معروفة في كل الفرق اللي هو دربها برده سواء برشلونة أو بايرن ميونيخ أو مانشستر سيتي و هي إننا نمرر الكورة من غير ما نزهق لحد ما الخصم يغلط و ساعتها نديله علي قفاه .. (توخيل) كان بيذاكر هو اللي قدامه بيلعب إزاي و يبدأ يشكل فرقته عشان يشل حركته و يستغل أخطاءه .. حاول تستوعب المعلومة الجاية دي عشان خاطري .. (توخيل) مسك ماينز موسمين في الموسمين دول محصلش ولا مرة إن الفرقة لعبت بنفس التشكيل و بنفس طريقة اللعب ماتشين ورا بعض .. تخيلت؟

لو انت شاطر و دماغك حلوة في الكورة انت حبتدأ تفهم لوحدك هي المشكلة فين .. (توخيل) في الوقت ده كان فعلياً بيتصرف و بيتعامل مع اللاعيبه زي الجنرال مع عساكره .. زي المدرس مع تلاميذه .. مجرد قطع شطرنج في إيد اللي بيلعب .. مكنش بيتعامل معاهم كبني أدمين ليهم مشاعر و أراء .. انت كلاعيب مطلوب منك تاكل اللي بقولك تاكله .. تتمرن في الوقت اللي أقولك عليه .. تلعب بطريقة اللعب اللي انا عايزها و انت ملكش رأي في أي حاجة من دول .. في رأي لاعيب زي (هاينز مولر Heinz Muller) اللي كان حارس المرمي في فرقة ماينز ف(توخيل) هو ديكتاتور و عايزك بس للحظة تتخيل نفسك بتشتغل في مكان و مديرك حد زي (توخيل) و مستعد أراهنك بالخمسين جنيه اللي في جيبي إن جسمك قشعر من مجرد إنك تتخيل الفكرة .. فكر في مدير لو معملتش التاسكاية زي ما هو عايز بالضبط معندوش مشكلة إنه يهزقك قدام الشركة كلها .. مدير بيمشي الشغل بفكر يا تشتغل بطريقتي و بدماغي يا الباب يفوت جمل .. هل حتحب تشتغل مع مدير زي ده حتي لو كان من أذكي و أشطر المديرين اللي ممكن تتعلم منهم و تشتغل معاهم؟

هي دي مشكلة (توخيل) في بدايته .. كأرقام و إنجازات فاللي حققه (توخيل) مع ماينز أحسن بكتير من اللي حققه (كلوب) بس في نفس الوقت (كلوب) عمره ما كان السبب في إن يحصل شرخ في أوضة اللبس .. لما لاعيب يغلط بيحضنه و يطبطب عليه و يقوله معلش المهم تتعلم من غلطتك .. (توخيل) بيفرج عليه الناس في الإستاد .. يمكن عشان كده لما (توخيل) جاله عرض إنه يدرب بروسيا دورتموند في 2015 مفيش حد في ماينز مسك فيه .. مش عايز أقول هم كسروا وراه قلة بس في نفس الوقت ناس كتير إرتاحت إن الضغط العصبي اللي هو كان معيشهم فيه عشان هو عايز الدنيا تمشي زي ما هو عايز بالضبط إنتهي.

من اليوم الأول و الجوازة بين (توخيل) و بروسيا دورتموند كان باين إنها حتنتهي بالطلاق .. (توخيل) شخص عملي جداً .. جد جداً .. معندوش هزار .. أهو تخيل شخص زي ده يمسك نادي بتمشيه العواطف و المشاعر زي بروسيا دورتموند .. تخيل واحدة من برج الجوزاء تتجوز واحد من برج الثور .. بس ده ميمنعش إن بالأرقام مفيش مدير فني في تاريخ بروسيا دورتموند حقق اللي عمله (توخيل) .. في تاريخ النادي هو أكتر مدير فني حقق نسبة فوز في الماتشات اللي لعبها .. هو قعد معاهم سنتين وصل فيهم لنهائي الكأس و منهم مرة كسبوا البطولة .. في تاريخ الدوري الألماني كله بروسيا دورتموند هو النادي اللي حقق أعلي عدد نقاط يجيبها الفريق اللي ياخد ثاني الدوري .. حقاً و صدقاً لولا إن (جوارديولا) كان هو اللي ماسك بايرن ميونيخ في السنتين اللي (توخيل) كان ماسك فيهم بروسيا دورتموند كان (توخيل) خد الدوري الألماني في السنتين دول مستريح.

في المرحلة دي هو بدأ يفهم إن فيه ناس في نفس المجال بتفهم عنه و أحسن منه في حاجات فهو محتاج يتعلم منهم عشان يحسن من نفسه و صدقني لو قلتلك إن أكتر ناس بتتعلم منها هي خصومك .. الخصم الأساسي ليه في الوقت ده كان (جوارديولا) و اللي إتعلم منه إزاي تشتغل علي لاعيبتك و تحسن من مستواهم .. صحيح هم قطع شطرنج في خطتك بس حتي قطع الشطرنج ممكن ترقيها .. لاعيبه زي (ماتس هوملز Matts Hummels) و (ماركو رويس Marco Royes) و (هينريك ماختيريانHenrikh Mkhitaryan) و (بيير إيميريك أوباميانجPierre-Emerick Aubameyang ) لعبوا أحسن فتراتهم تحت إيد (توخيل) .. بس فضلت المشكلة في دماغ (توخيل) إنه مش حقول مش بيحس أو إنه بارد هي بس مشكلته إنه مبيعرفش يفهم إن المشاعر جزء مهم من تصرفات البني أدمين .. فيه موقفين حصلوا في الفترة اللي هو كان ماسك فيها بروسيا دورتموند خلوا أولاً علاقته مع إدارة النادي تتشرخ و ثانياً إنه يتعلم أهم درس في حياته و هو إن لاعيبه كرة القدم هم بشر ليهم مشاعر و المشاعر دي زيها زي البنزين بتحرك البني أدمين عشان يعملوا المستحيل.

الموقف الأول: الخروج من ليفربول في ربع نهائي Europa League .. يوم 14 إبريل 2016 كان ماتش العودة في دور الثمانية من بطولة Europa League قصاد ليفربول اللي كان بيمرنهم وقتها (يورجين كلوب) و اللي ناس كتير ممكن تكون فاكره كويس الماتش الفشيخ ده .. لحد الدقيقة 60 الماتش كان 3-1 لصالح بروسيا و كان الماتش بيتلعب في الأنفيلد يعني المنطق بيقول نقول مبروك لبروسيا دورتموند و حظ سعيد المرة القادمة لليفربول .. متفهمش إزاي ليفربول يجيبوا جون و (كلوب) يولع المدرجات و الماتش يخلص 4-3 بجون جابه (ديجان لوفرينDejan Lovren ) في الدقيقة 91 .. في اليوم ده (توخيل) إتعلم درس قاسي أوي من (كلوب) .. الدرس إن الشطارة مش كل حاجة .. عشان تبقي مدير ناجح مش لازم تبقي أذكي واحد في الشركة .. انت بس محتاج تفهم إنك بتتعامل مع بني أدمين ولو عرفت تشجعهم صح و تعرف مفاتيحهم حتخليهم يطلعوا عظمة مش بس يطلعوا أحسن ما عندهم.

الموقف الثاني: إنفجار أوتوبيس الفرقة في حادث إرهابي .. يوم 27 نوفمبر 2018 ده برده يوم ناس كتير فاكراه كويس .. في الحادثة دي (مارك بارتراMarc Bartra) قلب دفاع الفرقة إتصاب و جريوا بيه علي المستشفي .. في اليوم ده حصل كلام كتير بين إدارة بروسيا و بين الإتحاد الأوروبي لكرة القدم خلص بإن الماتش اللي كان حيتلعب في إستاد ويشتفالين-شتاديون Westfalansatdion اللي هو ملعب بروسيا ضد موناكو في دور الثمانية من بطولة Champions League حيتأجل يوم .. بروسيا خسروا الماتش ده و في المؤتمر الصحفي طلع (توخيل) يدافع عن لاعيبته و يقول مكنش ينفع أصلاً إن الماتش يتلعب تاني يوم لإن الأوتوبيس بتاعنا متحدفش بطوبة ده إتفرقع بقنبلة .. شوية و عرفنا كلام تاني إن أساساً في القعدة اللي حصلت ليلة التفجير بين النادي و الإتحاد الأوروبي لكرة القدم (توخيل) مكنش عنده مشكلة الماتش يتلعب في نفس اليوم و لما اللاعيبه رفضت تلعب زعقلهم و قالهم انتوا إزاي عايزين تكسبوا بطولة وانتوا بالجبن ده.

لما الخبر إتسرب إن (توخيل) كان عايز يلعب و ميأجلش الماتش طلع رئيس النادي (هانز يواكيم واتسيكه Hans-Joachim Watzke) قال كلام يسم البدن .. هو قال إن عشان تبقي مدير فني لبروسيا دورتموند فانت لازم يبقي عندك نفس المباديء الأساسية اللي النادي إتبني عليها .. لازم يبقي عندك ثقة و إحترام للإدارة .. لازم تبقي عارف إزاي تتعامل مع بني أدمين .. لازم يبقي ليك هوية .. انت مستوعب الكلام .. في نهاية الموسم الثاني النادي مشي واحد من أحسن المديرين الفنيين في العالم بحجة إنه مبيعرفش يتعامل مع بني أدمين.

باريس .. إحنا مش عايزين حد حمش .. إحنا عايزين (أسامة منير):

باريس كانت تحدي مختلف .. هو كان محتاج يطبق الدرسين اللي هو إتعلمهم من (جوارديولا) و (كلوب) .. إشتغل علي مستوي لاعيبتك و إتعامل معاهم كبني أدمين والحقيقة إنه نجح جداً في ده .. طلعته الأولانية معاهم كانت فوق الممتازة لما كسب 14 ماتش ورا بعض و ده كان رقم قياسي في تاريخ دوري الفلاحين .. معلش هو الإفيه حكم .. في الموسمين اللي قضاهم هناك خد الدوري فيهم و خد الكأس مرة و خسر نهائي Champions League من بايرن ميونيخ وهي دي كانت المشكلة اللي انا شخصياً شايفها مش مشكلة أصلاً.

و هو رايح باريس هو فضل يقول لنفسه إتعلم تتعامل مع اللاعيبه كبني أدمين .. إتعلم تتعامل مع اللاعيبه كبني أدمين .. بس يمكن عشان هو فعلاً بيلاقي مشكلة إنه يتعامل مع بشر فهو نسي يفتكر إن إدارة النادي هم كمان بني أدمين .. (توخيل) هو بالضبط شخصية (شيلدون كوبر Sheldon Cooper) في مسلسل The Big Bang Theory .. شخص عبقري بس محتاج حد يقوله يتعامل إزاي مع البشر و يمكن عشان كده علاقته بإدارة باريس و خصوصاً (ليوناردو Leonardo) اللي يبقي مدير نشاط الكورة باظت و مشوه .. تاني يوم بعد ما مشوه طلع رئيس بروسيا (واتسيكيه) قال إنه مكنش مستغرب من قرار إدارة باريس إنها تمشي (توخيل) عشان في رأيه (توخيل) شخصية صعبة جدا .. هو عبقري بس لا يطاق.

أظن اللي عايز أقوله في الأخر إن في أي شغلانة سواء كانت الطب أو الهندسة أو التدريس أو حتي التدريب انت زي ما بتتعلم من أخطاءك بتتعلم من اللي حوليك .. (توخيل) معندوش قدرة (كلوب) إنه يخلي اللاعيبه تاكل النجيلة عشان خاطره .. (توخيل) معندوش قدرة (جوارديولا) إنه يخترع في كرة القدم .. معندوش قدرة (سيميوني) إنه يولع الملعب بروحه .. بس هو إتعلم منهم كلهم .. خد من كل واحد فيهم حاجة و علي فكرة الرحلة دي خدت منه سنين .. (توخيل) زيه زيك .. انت دلوقتي غير انت من 10 سنين .. هو كمان .. هو خد سنين عشان يتعلم الدروس دي كلها .. فيه منها كان قاسي بشكل انت لا تتخيله.

لو انت شخص شايف نفسك مثالي ومش بتتنازل عن مبادئك فانت زيك زي (توخيل) بس هو علي الأقل بدأ يتعلم من أخطاءه و الأهم إتعلم من اللي حوليه .. مش عيب إنك تتطور .. مش عيب إنك تتغير .. مش عيب إنك تقول إن مشاعر الناس جزء مهم من شخصيتهم .. مش عيب إنك كمدير تلمس الجانب الإنساني من اللي شغالين معاك .. مش عيب تبقي زي (كلوب) .. يا سلام لو تبقي كمان زي (جوارديولا) بتذاكر كتير و بتحب تجدد في شغلك .. يا عيني لو بقيت زي (سيميوني) روحك في الشغل بتخليك حريقة .. إضرب كل دول في الخلاط حتلاقي رحلة سعي (توخيل) إنه يتحول من بني أدم دماغه جزمة قديمة لواحد من أحسن المديرين الفنيين في تاريخ كرة القدم.

المصدر:

فيديو بعنوان How Thomas Tuchel Became the Best Coach in the World نشر علي YouTube وده لينك المقالة الأصلية:
https://www.youtube.com/watch?v=Y0VH6BL5_cg