تابعونا

البترول و OPEC و Fracking .. ولا خناقة ثانوس و الأفينجرز.

خلال السنين دي كلها شركات البترول الأميريكية لإنها مكنتش عارفه تصدر فمكنش وراها لا شغلة ولا مشغلة إلا إنها تلاقي طريقة لتطوير طرق حفر و تتنقيب تخليها تعرف تكسبلها قرشين .. أهم حتة في أميركا بتنتج بترول هي ولاية تكساس أو الصعيد بتاع أميركا .. تكساس دلوقتي بقت بتنتج بترول أكتر من اللي بتنتجه العراق و إيران و ده كله سببه تكنولوجيا Hydraulic Fracturing أو Fracking في بير بترول كبير حبتين اسمه Permian Basin في ولاية تكساس.

29 مايو، 2019 1.4 ألف

عشان تبدأ تفهم إيه هي مشكلة البترول اليومين دول لإني عارف إن فيه ناس مش فاهمة هو فيه إيه فخليني أخدك في عالم Infinity War بين الأفينجرز و بين (ثانوس Thanos) .. بص يا سيدي .. عارف Infinity Stones؟ .. المفروض إن دول خمس أحجار متفهمش هم بيعملوا إيه بالضبط بس اللي سعيد الحظ اللي أمه داعياله و يقدر ياخدهم كلهم بيبقي جامد جمدان التنين و لو طرقع صوابعه بيخلص من كل أعداءه مرة واحدة .. أهو تخيل إن البترول هو Infinity Stones .. معاك بترول يبقي معاك طاقة و معاك فلوس و تقدر تكبر و تنتج .. كل الدول العظمي بتتخانق علي البترول .. أميركا و روسيا و الصين و اليابان و أوروبا .. كله عايز يضمن مستقبله من البترول و الغاز الطبيعي وده حيوديني ل Avengers في القصة دي اللي هو حاجة اسمها OPEC و دي إختصار Organization of Petroleum Exporting Countries أو منظمة الدول المصدرة للنفط.

زي ما Avengers هم تحالف من ناس عشان يحموا العالم بس هم في الحقيقة بيحموا مصالحهم  فكمان OPEC دي دول متحالفة مع بعضها عشان تحمي مصالحها و مصلحتها هي الأتي: إحنا عايزين سعر البضاعة بتاعتنا يبقي عالي و محدش ينافسنا في السوق .. OPEC متفرقش كتير عن أي ديلر مخدرات في أي حتة .. عايز فلوس و في نفس الوقت عايز يحافظ علي حصته في السوق أو Market Share .. فضلت OPEC أو Avengers في تشبيهي متحكمين في السوق و حياتهم زبادي خلاط لحد ما جالهم (ثانوس) .. اللي هو في حالتنا حاجة اسمه Fracking .

عشان بس المصطلحات متتلخبطش .. فيه عملية هندسية اسمها Hydraulic Fracturing بتتسمي برده Fracking و دي واحدة من الطرق للتنقيب عن البترول بحيث إن البترول اللي بيطلع بالطريقة دي بيتسمي Shale Oil .. إتفقنا .. زي ما (ثانوس) طلعلنا زي الخازوق اللي محدش كان عامل حسابه فبرده Shale Oil ده طلع لOPEC زي الخازوق و فجأة بعد ما كانت دول OPEC مسيطرة علي السوق جالها وحش جديد كل منها الجو .. الشركات الأمريكاني اللي بدأت تطبق فكرة Fracking دي خلت فجأة أميركا هي أكبر منتج للنفط في العالم .. خليني أحطلك ده في صورة أرقام عشان تستوعب أكتر .. بداية من 2008 لحد دلوقتي العالم أنتج 10.3 مليار برميل بترول يومياً .. من ال10.3 مليار برميل دول منهم 6.2 مليار برميل جايين من أميركا يعني شركات البترول الأمريكاني مسئولة عن إنتاج أكتر من 60% من إجمالي البترول اللي بينتجه العالم.

أزيدك من الشعر بيت .. أكتر دولتين في OPEC بينتجوا بترول هم السعودية و روسيا و الإتنين برده من 2008 لحد دلوقتي بينتجوا 1.7 مليون برميل يومياً (السعودية) و 1.2 مليون برميل يومياً (روسيا) .. خلي بالك .. الكلام ده من 2008 يعني من زمان و كان قدام OPEC فرصة إنها تتصرف وكان قدامهم حل من إتنين: يا إما إنهم يقبلوا الوضع الجديد بإن فيه لاعيب جديد في السوق بينتج أكتر منهم وعشان يحافظوا علي سعر بيع برميل البترول عالي مفيش غير إنهم يقللوا هم من حجم أنتاجهم  .. أو إنهم ياخدوها عند و يقولوا إن محدش يقدر ياخد مننا حصتنا في السوق و يزودوا إنتاجهم بحيث يغرقوا السوق بترول و بالتالي سعره يتخسف به الأرض بس في نفس الوقت تكنولوجيا Fracking دي عشان غالية بغباء فالشركات الأمريكاني حتقول لنفسها إن الوضع واقف علينا بخسارة و يقرروا ينسحبوا بره السوق .. زي ما Avengers بيضيعوا وقتهم إنهم يتخانقوا مع بعضهم حول إيه أحسن طريقة إنهم يعملوا أي حاجة فبرده OPEC فضلت من 2008 لحد 2014 يتخانقوا و يتكلموا و يضيعوا في وقت لحد ما في 2014 قرروا إنهم ياخذوا من كل رجل قبيلة و يحافظوا علي حصتهم في السوق وده في رأيي أسوأ قرار تاخده OPEC زي ما كده Avengers غلطوا إنهم إعتمدوا علي حد أهبل زي Star Lard إنه يبقي معاهم عشان يهزموا (ثانوس).

اللون الأحمر ده بيوريك إن إنتاج أميركا من البترول و اللي جاي من تكنولوجيا Fracking عدي قدرة OPEC كلها و خصوصاً قدرة السعودية علي إنتاج النفط.

فكرة إن الأمريكان بقوا بينتجوا بترول كتير دي مش جديدة .. الحكاية دي في الفرن من السبعينات بس إحنا محسيناش بيها إلا قريب .. طبعاً إنت أخدت في المدرسة إن لما حرب أكتوبر 1973 قامت دول الخليج أجبرت OPEC إنها توقف تصدير البترول للدول المؤيدة لإسرائيل و أهمهم أميركا .. فجأة الأمريكان جاتلهم حالة هلع إنهم صحيوا الصبح لقوا البنزينات بتاعتهم فاضية .. ساعتها أول قرار إتعمل هو منع الشركات الأمريكية إنها تصدر بترول بحيث إن تفضل أميركا عندها إحتياطي نفط يكفيها .. اللي كان بيحكم أميركا وقتها رجل محترم كده و كُبره اسمه (جيمي كارتر Jimmy Carter) كان هو رئيس أميركا لما معاهدة السلام إتمضت .. المهم إن الرجل ده كان شايف حاجة ناس كتير وقتها مكنتش شايفاها و هي إن مستقبل العالم في Renewable Energy .. الرجل ده بعد أزمة منع تصدير البترول عن أميركا ركّب خلايا شمسية فوق سطوح البيت الأبيض .. الكلام ده في السبعينات يا أخوانا أيام ما كان (أحمد عدويه) بيغني السح إدح أمبو.

(جيمي كارتر) كان رجل زاهد في الدنيا لدرجة إنه دعي الشعب الأمريكي إن بدل ما يشغلوا دفايات بتحرق بنزين في الشتا يلبسوا بلوفرات و جواكت بليل .. و زي ما لما الإخوان إتهروا تريقة لما قالوا للناس ألبسوا فانلات قطن في الصيف أيام ما كانت الكهربا بتقطع كتير فالأمريكان برده سفوا علي (جيمي كارتر) لحد ما في إنتخابات 1981 إتشال و جه مكانه (رونالد ريجان Ronald Reagan) اللي مش بس رمي الخلايا الشمسية اللي ركبها (جيمي كارتر) فوق البيت الأبيض في الزبالة ده كمان شال أي قيود علي الشركات الأمريكاني إنها تنتج بترول .. جري الشريط من (ريجان) مروراً ب(جورج بوش الأب) و (بيل كلينتون) و (جورج بوش الإبن) لحد (باراك أوباما) تلاقي نفسك قصاد سنة 2015 الشركات الأميريكية بتنتج بترول بس مش عارفه تصدر .. خلال الفترة دي في أميركا كانت الخناقة بين البترول و بين الRenewable Energy مولعة ولا الخناقة بين الأهلاوية و الزملكاوية.

خلال السنين دي كلها شركات البترول الأميريكية لإنها مكنتش عارفه تصدر فمكنش وراها لا شغلة ولا مشغلة إلا إنها تلاقي طريقة لتطوير طرق حفر و تتنقيب تخليها تعرف تكسبلها قرشين .. أهم حتة في أميركا بتنتج بترول هي ولاية تكساس أو الصعيد بتاع أميركا .. تكساس دلوقتي بقت بتنتج بترول أكتر من اللي بتنتجه العراق و إيران و ده كله سببه تكنولوجيا Hydraulic Fracturing أو Fracking في بير بترول كبير حبتين اسمه Permian Basin في ولاية تكساس .. الحقيقة إن المشكلة الأكبر هي الطريقة اللي شركات البترول الأميريكية بتلعب بيها عشان أولاً تزود من إنتاجها و ثانياً تكره الأمريكان في في فكرة Renewable Energy .. دي نقطة .. النقطة الثانية و هي إن أكتر من 50% من منصات التنقيب اللي في Permian Base اللي هو أكبر حقل بترول في أميركا عمرها ما كانت حتكمل شغل و تجيب فلوس لولا الدعم اللي بتديه الحكومة الأميريكية للشركات.

إدارة الرئيس (دونالد ترامب) عشان هي قريبة أوي من شركات البترول معندهاش أي مشكلة إنها تمضي قرارات عشان تدعم شركات البترول الأميريكية تفضل تكمل إنتاج عمال علي بطال خصوصاً إنه محاوط نفسه بناس تقدر تقول عليهم حبايب شركات البترول .. واحد زي (وليام هابر William Happer) مستشاره للأمن الإقنصادي اللي يعتبر من أكتر الناس اللي بتطلع في التليفيزوين عشان يدافع عن حق الشركات إنها تلوث البيئة بثاني أكسيد الكربون .. الفكر اللي الإدارة الأميريكية ماشية به تقدر تلخصه في كلمتين اللي هم Energy Dominance أو الهيمنة علي الطاقة و دي السياسة اللي كان ماشي بيها وزير الطاقة (ريان زينكي Ryan Zinke) اللي كان عمال يدي لشركات البترول الأميريكية حق إنها تنقب عن البترول في أي حتة حتي الغابات و الأماكن اللي متصنفة علي إنها محميات طبيعية .. تقدر تقول إن الإدارة الأميريكية بتتعامل مع شركات البترول زي ما (اللمبي) كان بيزعق في المعازيم بتوع فرحه .. هيصوااااا .. بس هو بيقولهم أحفرواااا.

الحته المتلونه بالون البني دي اسمها Permian Basin ودي تبقي اكبر حقل بترول في اميركا وهي السبب في ان اميركا بقت اكبر منتج للبترول في العالم دلوقتي

بداية من 2014 لما القرار بتاع OPEC إتعرف بإنهم حيزودوا من إنتاجهم فسعر بيع برميل النفط إتخسف به الأرض زي ما الناس توقعت .. هوبا بدأ يقع من 100 دولار للبرميل ل70 دولار للبرميل .. شوية و نزل ل40 دولار .. تحس إن شعبيته بتقع أكتر من وقوع شعبية (باسم يوسف) بعد ما طلعلنا ببرنامج الطبخ بتاع النباتيين ده .. المشكلة مش إنه ساب السياسى و راح يطبخ .. Absolutely لا .. إنما أكل نباتي .. دي الغلطة اللي لا تغتفر .. يعني شعب بياكل كل حاجة في البقرة تيجي تقوله كلوا خضار بس .. ما علينا .. في 2016 الناس بتوع OPEC بدأوا يفهموا الحجم الكارثة اللي هم عملوها فإتفقوا مع بعض و مع باقي الدول اللي بتنتج بترول بس مش عضوة في OPEC إن يا جماعة نخفف شوية من إنتاجنا عشان سعر بيع البترول ميقعش أكتر من كده .. الإتفاق كان إن إنتاجهم يقل بحوالي 1.8 مليون برميل يومياً .. فعلاً ربنا كرمهم و سعر بيع البرميل زاد شوية بقي عمال يتقلب ما بين 70 ل80 دولار .. تبقي المشكلة إن الشركات الأمريكاني ولا حاطه في دماغها الهبل ده و عماله تنتج زي واحدة إكتشفت إن جوزها بيحب الرز بلبن فبقت تعمله كل يوم رز بلبن لحد ما بقي بيقضي حياته كلها في الحمام .. خلال سنة 2017 إنتاج الشركات الأمريكاني من Shale Oil زاد بنسبة 1.95 مليون برميل يومياً و ده حط OPEC في مصيبة .. يا تري نغرق السوق تاني زي ما جربنا في 2014 ولا نقلل من إنتاجنا تاني؟ .. طب ما إحنا لما غرقنا السوق فرقعت في وشنا إيش ضمنا إنها حتجيب نتيجة المرة دي؟ .. طب ما تيجي نفكر سوا مع بعض.

خلال سنة 2017 الدول بتاعة OPEC أنتجت 42.6% من إجمالي البترول اللي في السوق .. زود عليهم اللي بتنتجه روسيا تلاقي نفسك قدام تكتل بينتج 55% من إجمالي البترول اللي في السوق .. مش كده وبس .. التكتل ده تحت إيده 80% من إحتياطي النفط اللي في العالم .. التكتل ده بينتج 50 مليار برميل نقط يومياً .. إزاي حاجة عملاقة زي دي ميبقاش في إيدها قدرة التحكم في سعر البترول في السوق؟ .. الإجابة مش إن الشركات الأمريكاني بتنتج Shale Oil كتير قد ما الفكرة في إنهم عمالين يزودوا من أنتاجهم منه .. فكر فيها بالشكل ده .. لو كانت الشركات الأمريكاني معرفتش تنتج Shale Oil ده لكانت دول OPEC فضلت تنتج بترول بيتباع بسعر 100 دولار للبرميل في ال10 سنين اللي فاتوا و كمان كان العجز في الميزان التجاري الأميريكي زاد بشكل رهيب لإن أميركا كانت حتفضل تستورد بترول بسعر عالي .. الحل إن OPEC تبدأ تبص لفكرة العرض و الطلب و تسأل نفسها سؤال: هو يا تري يا هل تري الشركات الأمريكاني حتفضل تزود من إنتاجها من Shale Oil ده لحد امتي؟

ليه أنا بسأل السؤال ده .. أصل لو الشركات الأمريكاني جابت أخرها في الإنتاج و إن ده سقفهم و مش حيعرفوا يزودوا عنه فساعتها ممكن OPEC تربط الحزام كمان شوية و تقلل إنتاجها سنة كمان و بعدها الشركات الأمريكاني مش حيبقي عندها بترول تاني تنتجه و حترجع تاني OPEC تتحكم في السوق .. لكن لو ده محصلش و فضلت الشركات الأمريكاني تزود من إنتاجها من Shale Oil فكده OPEC قول عليها يا رحمن يا رحيم لإن حتفضل الشركات الأمريكاني هي اللي متحكمة في سعر البيع لحد ما إن شاء الله نوصل لمرحلة إن العربيات اللي بالكهرباء بقت مالية السوق و محدش بقي محتاج بترول زي دلوقتي.

نقطة تانية و هي إن صحيح سوق العربيات اللي بالكهرباء عمال يكبر يوم عن يوم بس في نفس الوقت إحتياج العالم للبترول عمال يزيد بحوالي مليون برميل يومياً كل يوم .. المشكلة إني زي ما قلتلك الشركات الأميريكية هابلة بتنتج عمال علي بطال و ده بيخليها في أوقات كتير بتنتج بترول أكتر ما السوق عايز .. بإختصار شديد OPEC غالباً داخله علي أيام سودا ما يعلم بيها إلا ربنا .. كل ده في الوقت اللي العالم كله رايح ناحية الطاقة المتجددة أو Renewable Energy .. دولة زي الدانمرك اللي حاطه لنفسها تارجت إنها لما تيجي سنة 2022 إن شاء الله فأكتر من 69% من إحتياجاتها من الطاقة حتيجي من الطاقة المتجددة .. الهند اللي هي بلد بتحرق بترول أكتر ما إنت بتحرق في فلوس مرتبك أول الشهر عايزة تبني أكبر محطة إنتاج كهرباء بالطاقة الشمسية في العالم .. حتي الصين عملت محطة طاقة شمسية علي شكل دبة الباندا.

واحدة من محاولات الصين إنها تشجع الطاقة المتجددة إنها عملت محطة طاقة شمسية Solar Power Plant علي شكل دبه الباندا

المصادر:

مهندس ميكانيكا بحب الصحافه و الكتابه .. مؤمن بان من حق كل بني ادم انه يعرف الحقيقه ورا الخبر .. رسالتي انك تفهم حقيقه اللي بيحصل عشان لما تقرر رايك تكون فاهم انت بتقرر علي اي اساس

اترك تعليق

بريدك الالكتروني لن ينشر. يجب ملئ الخانات بعلامة *

من فضلك ادخل التعليق!

من فضلك ادخل الأسم!

من فضلك ادخل البريد الالكتروني!من فضلك ادخل بريد الكتروني صحيح!