فرنسا بلد عندها مشكلة حقيقية مع الإسلام .. ده في حد ذاته أنا شايفه غريب لإن يدوبك عدد مسلمي فرنسا كلهم علي بعضهم ميجوش 4.5 مليون بني أدم من أصل 67 مليون عايشين في فرنسا وده رقم صغير جداً والمشكلة إننا مش عارفين هم كام بالضبط وعايشين فين في فرنسا عشان الحكومة الفرنسية بترفض إنها تعمل أي إحصائيات رسمية عن ديانة معينة أو أقلية معينة .. بداية من 2015 فيه أكتر من 230 مواطن فرنسي ماتوا في هجمات إرهابية أغلبها نفذها ناس إما فرنسيين أو معاهم جنسيات أوروبية تانية بس إتأثروا أوي بأفكار داعش .. مش كده وبس .. فيه أكتر من 1,910 مواطن فرنسي سافروا لسوريا والعراق عشان ينضموا لداعش والأرقام دي بناء علي مركز سوفان Soufan Center وده مركز بحثي في فرنسا متخصص في دراسة التشدد الديني .. الحكومة الفرنسية حاولت كتير إنها تلاقي حلول للمشكلة دي والحقيقة إنهم هبدوا كتير الصراحة وكتير كان الهبد ده بيفرقع في وشهم:
- سنة 2016 الحكومة الفرنسية إفتتحت مركز من ضمن 13 كانوا ناويين يفتتحوهم والمركز ده هم سموه مركز إنهاء التشدد الديني أو De-radicalization Center وهم إختاروا قصر قديم في حتة إسمها وادي لوير Loire Valley عشان يفتحوا المركز ده .. الفكرة بمنتهي البساطة إن الحكومة تجيب الشباب الفرنسي المسلم اللي هم شايفين إنه بدأ يلتزم دينياً وبقي يربي دقنه وبيلبس لبس معين وبيصلي في الجامع جماعة بشكل منتظم .. اللي هو بإختصار من وجهة نظرهم شاب ماشي في سكة إنه في يوم من الأيام حيلبس حزام ناسف ويفرقع نفسه وسط الناس .. جيب إنت الشباب دي كلها ودخلهم في برنامج مكثف عشان تفهمهم يعني إيه ثقافة فرنسية؟ ويعني إيه علمانية فرنسية؟ ويعني إيه فصل الدين عن الدولة زي ما هو بيٌطبق في فرنسا؟ .. طبعاً المشروع فشل لأسباب كتير .. منها إن بأي حق تجيب شاب معملش حاجة غير إنه بقي بيصلي الفجر حاضر وتبعده عن أهله عشان تعلمه هو الكريب والكرواوسون بيتعملوا إزاي؟ .. غير كده إن أهل المنطقة نفسهم إشتكوا إن الحكومة جايبلهم أحفاد (أسامة بن لادن) الله يرحمه في المنطقة .. ده يوريك قد إيه المجتمع الفرنسي زي ما يكون كله مليان مرضي نفسيين عايزين يتعالجوا كلهم .. سنة 2017 المشروع إتلغي وسط كمية هري وهبد تخليك كمواطن مسلم هاجر لفرنسا تقول لنفسك أنا إيه اللي جابني أعيش مع المجانين دول؟
- لما (إيمانويل ماكرون Emmanuel Macron) بقي رئيس فرنسا كان عايز يرسم نفسه قدام الناس علي إنه في الشده شديد وفي القوه أوي أوي أوي .. سنة 2017 بحجة محاربة الإرهاب الإسلامي فعّل حتت من قانون الطواريء بحيث بقت تٌطبق ضمن القانون الفرنسي .. مش كده وبس .. الحكومة الفرنسية بقت مركزة أوي مع المساجد والأئمة اللي بيتقال عليهم سلفيين .. لو إنت إمام بتصنف نفسك علي إنك سلفي فإنت غالباً حيتقبض عليك وحتترحل .. متفتكرش إن (ماكرون) لوحده اللي كده .. من الثمانينات ورؤساء فرنسا بيحاولوا يلاقوا الوصفة بتاعة إزاي تدمج الإسلام جوه المجتمع الفرنسي؟ .. وهنا يجي دور البني أدم اللي عندك في الصورة وده يبقي إسمه (حكيم القروي) وده في رأيي أكتر هبيد وسط العلمانيين .. ده غلب (وليد الهبيد) ولو إنت في مصر فإنت عارف كويس مين هو (وليد الهبيد) ولو إنت مش من مصر روح إعمل Search مش كل حاجة بالساهل هنا.
(حكيم القروي) رجل لما تبصله تقول لنفسك أنا الرجل ده مثقش فيه بكيس شيتوس أبو جنيه ونص .. بصله كده .. بذمتك ده رجل تثق فيه؟ .. زيه زي (ماكرون) كان شغال في بنك روثتشايلد Rothschild وعمل فلوس حلوة أوي من شغله في البنوك .. تقدر تقول عليه إبن ناس وزيه زي أي حد إبن ناس معاه فلوس فدايماً تلاقيه لابس بدل سينييه ولابس ساعات براندات بس الأهم إنه لما بيفتح بقه يتكلم تحس إن أكتر حاجة بيحب يتكلم عنها هي الأفكار الكبيرة اللي هو بناها من قرايته لحاجة علي النت ولما تفكر في اللي هو بيقوله تلاقيه هبد هبد هبد .. مشكلته إن (ماكرون) بيثق فيه وعاجبه أوي فكرته اللي هو عايز يطبقها علي الإسلام في فرنسا .. بإختصار شديد هو عايز الإسلام يبقي صامت Silent .. عايز تبقي مسلم خليك مسلم .. عايز تصلي صلي براحتك بس متوجعش دماغنا .. مش كل شوية تقولنا حرام وحلال وتصدعنا .. (حكيم القروي) ده أبوه مسلم وأمه مسيحية بروستانتية .. هو بيقول علي نفسه إنه مسلم يمكن لإن إسمه (حكيم) بس أنا شخصياً أشك إنه بيصلي أساساً مع إن أنا مش من حقي أشكك فيه مدي إسلامه لإن ربنا هو الوحيد اللي يقدر يحاسبه .. أنا بس بقول كده لإن بمجرد ما (حكيم القروي) فتح بقه وبقي بيتكلم عن إزاي الإسلام يُعتنق فأنا من حقي أساله هو حضرتك أساساً عارف الناس بتصلي إزاي ولا تحب نشرحلك؟
هو شايف إن الإسلام في فرنسا لازم يبقي حاجة شبه الحاجة الساقعة بيبسي دايت .. أو خليني أشبهالك إنه بيعتبر نفسه مسلم دايت .. مسلم بس مش أوي .. وده مخلي مسلمي فرنسا مخنوقين منه ومش طايقينه .. هو شايف نفسه إنه علماني فرنسي مؤمن بمباديء العلمانية الفرنسية اللي هم بيسموها لايسيتي Laicite .. عشان أترجملك ده معناه إيه فهو مثلاً شايف إن الحجاب ملوش أي معني .. هو شايف إن الحجاب ده أداة إتعملت عشان تعمل عدم مساواة بين المرأة والرجل وبناء عليه الحجاب ده بيتعارض مع مباديء المجتمع الفرنسي .. (حكيم القروي) كان مواطن فرنسي عايش في أمان الله مش قارفنا في عيشتنا لحد ما حصل الهجوم الإرهابي علي مكتب جريدة تشارلي هيبدو Charlie Hebdo سنة 2015 لو تفتكر لما الجرنان ده نزل كاريكاتير بيسخر فيه من سيدنا النبي (عليه الصلاة والسلام) .. من بعدها طلعلنا (حكيم الهبيد) .. أفكاره وهبداته جمعها كلها في كتاب نشره من فترة إسمه L’Islam, Une Religion Francaise العلمانيين الفرنسيين كانوا طايرين به لإن الفكرة الأساسية اللي هو بيقولها إن جه الوقت اللي المسلمين اللي عايشين في فرنسا هم اللي يحلوا مشاكلهم بنفسهم.
لما تقرأ الكتاب تحس إنك بتقرأ كلام رجل لا قرأ في أصول الدين ولا في الفقه ولا السنة النبوية ولا أي حاجة خالص .. ده رجل بتاع إقتصاد وبتاع بنوك وبالتالي هو إتعامل مع الإسلام علي إنه منتج محدش عايزه فبدأ يفكر إزاي يعمل شوية إصلاحات أو Reforms في المنتج ده بحيث يبدأ يعجب المستهلك الفرنسي .. في الكتاب فيه شوية مصطلحات جديدة وغريبة بجد زي إستهلاك الإسلام Islamic Consumption وإن المسلمين في فرنسا تقدر تقسهم زي ما إنت بتقسم الشركات في السوق علي حسب حصتها أو الMarket Share سواء بقي إنت مسلم عاجبك أفكار العلمانية أو مسلم شايف إن أفكار داعش هي الأنسب أو إنك مسلم شايف إن النموذج بتاع الإخوان المسلمين هو أحسن حاجة .. الفلوس واخده حيز محترم من تفكيره .. إزاي إنك تخلق وظايف جوه الأقلية المسلمة في فرنسا بإنك تخلي مطاعم الأكل الحلال دي سلاسل مطاعم زيها زي ماكدونالدز مثلاً .. إزاي تبدأ تحارب التمويل الخارجي للمساجد السلفية جوه فرنسا .. هو شايف إن إزاي الإسلام هو تاني أكبر ديانة في فرنسا وإن إزاي 75% من مسلمي فرنسا هم من مواليد فرنسا ورغم كده أغلب التمويل اللي بيجي للمساجد الفرنسية هو تمويل خارجي من الجزائر والمغرب وتركيا؟ .. هو شايف إن المفروض تمويل المساجد في فرنسا يجي من جوه فرنسا من جمعيات فرنسية بموافقة الجهات الفرنسية.
طبيعي إن حد زي (حكيم القروي) يبقي له مش حقول أعداء بس ناس كتير مش عاجبها طريقة تفكيره .. الغريب إنهم متنوعين في تنوع أعمال الفنان (أحمد زكي) الله يرحمه كده .. لا الإسلاميين اللي مش لازم يكونوا متشددين إنما أي مسلم حافظ قل هو الله أحد بس في فرنسا عاجبهم كلامه .. ولا حتي العلمانيين اللي من جواهم مبيحبوش فكرة الإسلاموفوبيا طايقينه .. الحاجة المشتركة بين كل اللي مش عاجبهم كلام (حكيم القروي) إنهم مش شايفين إن التشدد الإسلامي مشكلة إسلامية ومينفعش حد يحلها غير مسلمي فرنسا زي ما هو مقتنع .. اللي (حكيم القروي) مش قادر يفهمه إن أغلبية اللي بيسموا نفسهم جهاديين بيفجروا نفسهم أو بينفذوا عمليات إرهابية في أوروبا لو جيت تسألهم في مباديء الإسلام حتلاقيهم مش عارفين حاجة .. هو شايف إن فرنسا بتعامل المسلمين اللي فيها زي الفل وإن المهاجرين المسلمين في فرنسا هم اللي بيعضوا الإيد اللي بتأكلهم بس ده مش حقيقي .. هو شايف إن الإرهاب مشكلة المسلمين بس لو جيت تسأله عن المساواة في الفرص جوه المجتمع الفرنسي وإن إزاي المسلمين مش بياخدوا نفس الفرص زي باقي الفرنسيين حتلاقيه بيغير الموضوع .. حتي في السجون حتلاقي إن نسبة المساجين المسلمين أكتر بكتير من أي ناس تانية .. بإختصار شديد المسلمين في فرنسا زيهم زي السُمر في أميركا .. بيتعرضوا لنفس المشاكل ونفس التمييز ونفس العنصرية.
فيه هسهس عند الحكومات الديكتاتورية إسمه يا سلام لو نقول للناس تعبدوا ربنا إزاي؟ .. نقولهم إيه هي الجوامع اللي يصلوا فيها ونقول للإمام يتكلم في إيه وميتكلمش في إيه ونقولهم إيه اللبس اللي يلبسوه وإيه اللي ميلبسهوش .. ده اللي بتحاول فرنسا تعمله دلوقتي إنها تخلي المسلمين يعبدوا ربنا بشكل معين لمجرد إنهم يمنعوا الكام متشدد اللي بسبب سياسات الحكومة الفرنسية نفسها بيقرروا ينفذوا عمليات إرهابية .. الخطير فعلاً إن واحد زي (حكيم القروي) ده ماسك ودن (ماكرون) وهاتك يا زن .. اللي يا عيني (ماكرون) مش قادر يفهمه إن فرنسا دوله علمانية ديموقراطية واللي هو عايز يعمله ده غالباً حيفرقع في وشه .. عايز تحل مشكلة الإرهاب الإسلامي زي ما بتسميها إبدأ بص علي المساواة في الفرص وعلي ليه المسلمين بيترموا في السجن وعلي التمييز ضد المهاجرين جوه المجتمع الفرنسي.
المصدر:
- مقالة بعنوان Struggling to Prevent Terrorist Attacks, France Wants to ‘Reform’ Islam يعني بسبب معاناتها لمنع الهجمات الإرهابية فرنسا عايزه تعمل إصلاح للإسلام .. نشرت في جريدة The Washington Post الأميريكية وده لينك المقاله الأصلية:
https://www.washingtonpost.com/world/europe/struggling-to-prevent-terrorist-attacks-france-wants-to-reform-islam/2018/04/16/b81a20c6-1d67-11e8-98f5-ceecfa8741b6_story.html?utm_term=.15b8bff9fdf6
