لينك التسجيل الصوتي للمقالة علي Sound Cloud:
https://soundcloud.com/user-112011687-312727988/w5c3triusfi8?si=6a664aaf05b64882a094bef53e8957e1
الحوثيين من المواضيع السياسية اللي ناس كتير عارفاها بالإسم بس متعرفش حاجة عن تفاصيلها .. حاجة كده زي إزاي تعمل Install لWindows .. بنبقي عارفين إنه بيتحط علي فلاشة بس معندناش خلق نفهم هو بيتعمل إزاي فبنستسهل و بنروح لحد ينزله .. النهاردة ححاول أديلك الخلاصة في موضوع الحوثيين ده عشان لو إتقال إسمهم قدامك بعد كده تبقي فاهم بس هم مين؟ و بيعملوا إيه؟ .. عادة أي اي حد لما بيتقال قدامه سيرة الحوثيين بيكون نفسه يعرف الإجابة عن سؤالين:
- مين هم الحوثيين؟ .. غير إنهم شيعة .. فيه إيه تاني المفروض أعرفه عنهم؟
- هل السعودية و الإمارات بتحاربهم لمجرد إنهم شيعة؟ ولا فيه سبب تاني؟
حكاية الحوثيين دي قديمة شوية من وقت وفاة سيدنا النبي (عليه الصلاة و السلام) .. بص يا أسطي .. المسلمين مقسومين نصين .. نص (اللي إحنا منه) بيقول إن بعد وفاة سيدنا النبي عملنا إستفتاء اللي فيه ناس بتسميها البيعة و الإستفتاء ده رسي علي إن أنسب حد يمسك الحكم بعد سيدنا النبي هو سيدنا (أبو بكر الصديق) رضي الله عنه .. بعد وفاة سيدنا (أبوبكر) عملنا نفس الإستفتاء ده تاني و اللي خلص علي إن اللي حيمسك بعد سيدنا (أبوبكر) هو سيدنا (عمر بن الخطاب) رضي الله عنه .. مات سيدنا (عمر) و إتعمل إستفتاء تالت علي مين يمسك وراه و الناس إختارت سيدنا (عثمان بن عفان) رضي الله عنه .. بعد وفاة سيدنا (عثمان) إتعمل إستفتاء رابع الناس إختارت فيه سيدنا (علي بن أبي طالب) رضي الله عنه .. أربع إستفتاءات جابولنا الأربع خلفاء راشدين اللي حكموا بعد وفاة سيدنا النبي .. ده النص الأولاني و ده اللي إحنا بنسميه السُنة و اللي إسمه بالكامل أهل السُنة و الجماعة بس إختصاراً خليها السُنة .. النص التاني بقي له نظرية تانية .. النص التاني قال إن أساساً سيدنا النبي (عليه الصلاة و السلام) كان عايز إبن عمه و جوز بنته السيدة (فاطمة) اللي هو سيدنا (علي بن أبي طالب) هو اللي يمسك من بعده بس الناس إختارت إنها تتجاهل رغبته و طبخوها مع بعض عشان يجيبوا سيدنا (أبوبكر) .. الناس اللي من ضمن النص ده مُصرين علي رأيهم إن الناس طبخوها مع بعض تاني عشان يختاروا سيدنا (عمر) و طبخوها تالت عشان يجيبوا سيدنا (عثمان) .. بإختصار الناس دي تقريباً مقتنعه بإن المسلمين وقتها كانوا الشيف (شربيني) و (صبحي كابر) و (حماده البرنس) مقضيينها طبخ .. النص ده بيسموا نفسهم الشيعة.
سيدنا (علي بن أبي طالب) الشيعة بيسموه الإمام الأول و هو خلّف من السيدة (فاطمة) ولدين اللي هم (الحسن) و (الحسين) رضي الله عنهما اللي الشيعة بيسموهم الإمامين الثاني و الثالث .. المفروض إن سيدنا (الحسين) خلّف ولد إسمه (زين العابدين) و ده اللي الشيعة بيسموه الإمام الرابع .. الإمام الخامس بقي و ده اللي أنا عايز أركز عليه كلامي هو (زيد بن زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب) و اللي الشيعة بيسموه الإمام الخامس و هاتلي بقي (زيد) ده علي جنب .. الرجل ده دخل في تمرد مفتوح ضد الدولة الأموية سنة 740 إنتهي بموته و علي فكرة راسه إتدفنت في ضريح له في مدينة الكرك الأردنية .. حاول تتخيل إزاي (زيد) ده للشيعة عامل زي (وليام والاس William Wallace) كده للأسكتلنديين زي ما إنت أكيد شفته في فيلم Braveheart و إزاي بيعتبروه أسطورة و أي سايح بيزور أسكتلندا لازم يعدي علي كل مكان هو تف فيه .. الشيعة درجة تقديسهم ل(زيد) خلتهم يعملوا طايفة جديدة جوه المذهب الشيعي سموها الزيدية .. الزيدية دول ليهم رأي في حاجات كتير بس يمكن أهم حاجة هم مقتنعين بيها إن اللي يحكم لازم يكون من نسل سيدنا (الحسين بن علي) و اللي هم بيسموا النسل ده السادة .. الزيدية و مش لوحدهم علي فكرة أهل السُنة و الجماعة هم كمان شايفين إن (زيد) كان بني أدم محترم جداً بس الزيدية شايفينه رمز لإزاي بني أدم من لحم و دم وقف قدام نظام حكم فاسد و ده اللي كلفه حياته .. الزيدية لما تيجي تكلمهم تحس إنهم واخدين موقف أوي ضد الحكم المركزي لإن في رأيهم ده حكم فاسد و هنا بيجي الكلام عن الحوثيين.
لسنين و سنين ناس عاشت في شمال اليمن كانوا من الطائفة الزيدية دي .. قبائل كتير فيها ناس من نسل سيدنا (الحسين بن علي) أو زي ما قلتلك إسمهم السادة و عاملين لنفسهم دولة شبه مستقلة ملهمش دعوة بحد .. العثمانيين حاولوا يحكموهم و إنتهت محاولاتهم بمذبحة لقواتهم اللي حاولت تدخل جبال شمال اليمن .. الوهابيين حاولوا يكرروا نفس الغلطة و دفعوا الثمن غالي أوي .. سنة 1918 لما إنهارت الدولة العثمانية فالزيدية اللي عايشين في شمال اليمن قالوا لنفسهم جه الوقت إننا نحكم نفسنا بنفسنا و عملوا لنفسهم مملكة سموها المملكة المتولكية بحيث النظام بتاعهم إن الملك بيكون هو الإمام و ده بيخليه هو الحاكم المدني و الديني و عاصمتهم كانت مدينة تعز في شمال اليمن .. في الثلاثينات السعودية إتخانقت معاهم علي الحدود و فضلت العلاقة بينهم زي الزفت لحد ما جه يوم 26 سبتمبر 1962 .. في اليوم ده السعوديين و الزيديين زي ما تقول كده غنوا سوا أغنية ما محبة إلا بعد عداوة و السبب اللي خلاهم يبقوا صحاب فجأة هو أبو ضحكة جنان اللي عمره ما عرف يعني إيه إنتصار (جمال عبدالناصر) الله يرحمه .. في اليوم ده واحد إسمه المشير (عبدالله السلال) عمل إنقلاب عسكري علي الملك الإمام (محمد البدر حميد الدين) بتاع المملكة المتولكية عشان يعلن قيام الجمهورية اليمنية و عاصمتها صنعاء .. الأخ (عبدالله السلال) ده كان مدعوم من (عبدالناصر) و من السوفييت .. الإخوة السعوديين من طرفهم كانوا خايفين إن لو (عبدالناصر) حط إيده علي اليمن فكده يقدر ينقل الفكرة الناصرية و القومية العربية للمملكة و ساعتها الناس حتقوم علي (أل سعود) و يضيع من إيدهم سبوبة الحكم .. هنا السعوديين و الزيدية قالوا لنفسهم بلا سُنة بلا شيعة بلا زيدية بلا كلام ميأكلش عيش و بدأت السعودية تقدم دعم للزيدية في حربهم ضد القوات الجمهورية.
حرب اليمن كانت حفرة وقعت فيها مصر .. لا حفرة إيه قول بلاعة .. و إسرائيل حفرت لينا زيادة لما وقفت في صف السعوديين في دعهما للزيدية .. مأساة اليمن دي خلصت بعد نكسة يونيو لما السعوديين و المصريين عرفوا إنهم خدوا أحلي قفا من الصهاينة و الحرب الأهلية دي خلصت بإعلان الجمهورية اليمنية و عاصمتها صنعاء و هزيمة الزيدين و نقدر نقول Game Over و هارد لك للمملكة المتولكية و دولة الزيدية المستقلة في شمال اليمن .. الوضع فضل زي الزفت .. الزيدية عايشين خايفين علي نفسهم قصاد نظام عسكري شايفهم زي ما إنت بتشوف فار في الشقة .. جنرالات اليمن قعدوا يلعبوا مع بعض الكراسي الموسيقية لحد ما في سنة 1978 جه للحكم جنرال في القوات المسلحة اليمنية إسمه (علي عبدالله صالح) الله يرحمه .. غير إنه جنرال فهو صدق أو لا تصدق زيدي بس ده ميمنعش إنه الله يرحمه كان مجنون إبن ستين كلب .. ده رجل حكم اليمن 33 سنة كان بيتعامل مع البلد علي إنها الزريبة اللي ورثها عن أهله .. سنة 1990 قدر إنه يوحد اليمن كلها شمالها و جنوبها تحت حكمه .. لسه حنقول هييييييه قامت حرب الخليج الثانية سنة 1991 لما (صدام حسين) الله يرحمه غزي الكويت و (علي عبدالله صالح) طلع قال إن (صدام) عنده حق و الكويت دي بتاعته .. خلصت الحرب و (صدام) إتهزم و السعوديين بصوا ل(صالح) و قالوله تعالي إنت بقي يا إبن الكلب إنت يا اللي كنت واقف مع (صدام) و دفعوا فلوس لجنرالات في جيشه عشان يعملوا إنقلاب عليه بس (صالح) قدر إنه يعدي الأزمة دي سنة 1994 .. بس أنا برده لحد دلوقتي مجبتش سيرة الحوثيين انا عارف .. أخرتك شوية بس الوقت جه إني أتكلم عنهم.
بداية من 1990 لحد دلوقتي و لو إنت في حتة في شمال اليمن فإنت حتلاقي إن الزيدية أغلبية بس لو حتمسك اليمن كلها علي بعضها فالزيدية حتلاقيهم أقلية .. سنة 2010 وكالة المخابرات المركزية الأميريكية CIA طلعت تقرير قالت فيه إن 65% من تعداد سكان اليمن سُنة قصاد 35% من الشيعة و أغلبية الشيعة دول من الطائفة الزيدية .. صحيح اليمن عايش فيها يهود و مسيحيين و بهائيين و هندوس بس دول ميجوش 1% من تعداد السكان .. لعبة الحساب دي خلت مثلاً الحكومة السعودية تعمل شغل كتير أوي إنها تخلي عائلات سُنية تروح تعزل عشان تعيش في مناطق سكنية عايش فيها أغلبية من الزيدية .. بداية من التسعينات فيه رجل من الزيدية إسمه (حسين بدرالدين الحوثي) بدأ يشوف اللي بيحصل و يحط إيده علي قلبه .. هو شايف تعداد سكان الزيدية عمال يقل و تعداد سكان السُنة عمال يزيد و ده محتاج يتغير و بسرعة.
(حسين بدر الدين الحوثي) لإنه إتعلم في السعودية فهو شاف إزاي الفكر الوهابي و الفكر الصوفي بيشتغل و درسهم كويس فهو تقدر تقول إخترع حاجة ميكس شبه السموذي كده اللي هو جاب تعاليم الزيدية مع الصوفية و الوهابية و ضربهم في الخلاط و طلع فكر جديد سماه علي إسمه و أتباعه بقي إسمهم (الحوثيين) .. فكر الحوثيين بمنتهي البساطة إن مينفعش نسيب بلدنا للسُنة .. إحنا أهل البلد و لازم كلمتنا تتسمع .. هي أولاً و أخيراً حركة سياسية بس عشان إنت عايش في مجتمع الدين فيه هو النامبر وان فهي خدت شكل طائفي بس الحقيقة مش كده في رأيي .. يمكن من أدلة ده إن اللي وحد اليمن سنة 1990 كان (علي عبدالله صالح) و ده كان زي ما قلتلك رجل زيدي يعني المفروض إنه يكون متعاطف مع (حسين بدر الدين الحوثي) بس ده صراع علي السلطة أولاً و أخيراً .. الغزو الأميريكي للعراق سنة 2003 عمل حاجة مش مفهومة في المجتمع اليمني .. كلنا حسينا بإننا كارهين أميركا بس لسبب ما الزيدين في شمال اليمن غضبهم كله إتوجه ضد (علي عبدالله صالح) .. هم شافوه علي إنه رجل حرامي بيسرق قوتهم و قوت عيالهم و كمان متحالف مع الأمريكان .. في الوقت ده كان حزب الله قدر إنه يطرد إسرائيل من جنوب لبنان و يمكن عشان كده الناس اللي مقتنعه بكلام (حسين بدر الدين الحوثي) سموا نفسهم أنصار الله و دي كانت بداية إن (علي عبدالله صالح) يقرر إن جه الوقت إنه يخلص من الحوثيين اللي بفكرك تاني إن وقتها كان إسمهم أنصار الله.
سنة 2004 (علي عبدالله صالح) بعت قواته البرية و الجوية عشان تضرب أنصار الله في محافظة صعده في شمال اليمن و كان وقتها هو مدعوم جامد من السعوديين .. الهدف من الحملة دي أولاً و أخيراً كان إعتقال (حسين بدر الدين الحوثي) اللي(صالح) بقي مقتنع إن نفوذه بدأ يخرج عن السيطرة .. الحملة دي أدت لمقتل (حسين بدر الدين الحوثي) بس كمان الحملة دي خلصت بإن أنصار الله مسحوا بكرامة القوات الحكومية اليمنية و القوات السعودية اللي وقفت وراهم الأرض .. لما (حسين بدرالدين الحوثي) مات مسك الحركة من بعده أبوه و من بعده مسكها أخوه (عبدالمالك بدر الدين الحوثي) اللي فعلاً يمكن هو اللي خلي الحوثيين ليهم المكانة و القوة دي علي الأرض دلوقتي في اليمن .. ناس كتير بتنسي إن من 2004 لحد 2010 قامت 5 حروب بين الحوثيين و بين حكومة (علي عبدالله صالح) .. إنت متخيل يعني إيه خمس حروب أهلية .. يمكن إحنا بقينا نسمع إسمهم كتير بعد ما الثورة اليمنية قامت في 2011 و (علي عبدالله صالح) إضطر إنه يمشي و يسيب البلد و يعيش في السعودية اللي مسك وراه كان النائب بتاعه (عبد ربه هادي منصور) و ده بني أدم سُني بس زي ما هو باين من إسمه هادي بشكل مستفز .. (عبدربه هادي منصور) ده كان إختيار السعوديين و طبيعي إن الحوثيين وقتها يحسوا إن فيه حاجة بتتطبخ من تحت الطرابيزة و الحقيقة هم كانوا عندهم حق.
بدعم سعودي بدأت المفاوضات علي هو إحنا بالصلاة علي النبي حنعمل إيه بعد ما (صالح) غار في ستين داهية .. الإقتراح اللي إتقال إن اليمن تبقي دولة فيدرالية من 6 محافظات كل محافظة ليها حق أشبه ما يكون بالحكم الذاتي بحيث إن الزيديين حياخدوا محافظتين من الستة بس الفكرة إن التقسيمة اللي أُقترحت إن المحافظتين اللي حيبقوا تحت إيد الزيديين حيبقوا مناطق حبيسة يعني مش بتطل علي أي مصدر بحري و عشان كده هم حسوا إن الإقتراح ده إتصمم عشان يضرهم و يحجم من نفوذهم و دي الحاجة اللي السعوديين عايزينها .. الحوثيين كان عندهم إحساس إن السواد عدي و اللي جاي أسود و هنا حصلت حاجة ولا اللي إنت بتشوفها في Game of Thrones .. .. فجأة (علي عبدالله صالح) خان السعوديين و هرب لليمن عشان يتحالف مع الحوثيين .. هنا يبان فشخ إن الحوار كله حوار مصالح .. الحوثيين كانوا عارفين إن القوات المسلحة لسه ولاءها ل(علي عبدالله صالح) فقبلوا إنهم يتحالفوا معاه لمجرد إنه كان كوبري يقدروا منه إنهم يسيطروا علي مؤسسات الدولة اللي متعرفش حاجة غيره .. تخيل معايا إن مثلاً بعد ثورة يناير كان الإخوان المسلمين مثلاً تحالفوا مع الرئيس (محمد حسني مبارك) الله يرحمه مش لسبب غير إن مؤسسات الدولة سواء جيش أو شرطة أو قضاء متعرفش حاجة غيره .. في دماغهم إتزرعت فكرة إن (مبارك) هو الدولة و الدولة هي (مبارك) فاللي (مبارك) يقف معاه خلاص مسك الدولة بين إيديه و هنا السعوديين و الإماراتيين إتدخلوا.
الإماراتيين و السعوديين جاتلهم حالة فزع و هم شايفين الحوثيين و معاهم (صالح) بيتحركوا بداية من سبتمبر 2014 بإتجاه صنعاء و اللي دخلوها فعلاً من غير ما يضربوا ولا طلقة في يناير 2015 و ده صادف الشهر اللي الملك (سلمان) بقي هو اللي ماسك السعودية .. السعوديين قلبهم وقع بين رجليهم لما شافوا إن أول قرار عمله الحوثيين بعد ما دخلوا صنعاء إنهم فتحوا السكة للرحلات الجوية بين صنعاء و طهران .. فجأة الكلام بقي علي إن إيران حتوفر إحتياجات اليمن من البترول بسعر مخفض .. هوبا إتقال إن فيه وفد عسكري إيراني حيزور اليمن .. شوية و الحوثيين وقع في إيدهم ميناء الحديدة علي البحر الأحمر و قالوا إنهم في طريقهم إنهم يدخلوا لمدينة عدن عاصمة جنوب اليمن و يمكن أكبر ميناء تجاري في اليمن كلها .. السعوديين شافوا كل ده و بصوا للأمريكان سألوهم هو أنتوا حتفضلوا ساكتين علي قلة الأدب اللي بتحصل دي؟
الأمريكان من ناحيتهم كانت ليهم حسبة تانية شوية .. متفهمش جاتلهم منين المعلومة دي بس المخابرات الأميريكية كانت مقتنعة بإن أساساً إيران حاولت تقنع الحوثيين إنهم ميدخلوش صنعاء و ميروحوش علي عدن بس الحوثيين دماغهم ناشفة و حاسين إن دي الفرصة المناسبة إنهم ياخدوا اليمن كلها و ده يوريك قد إيه إنك تعتمد علي المخابرات الأميريكية إنها تجيب معلومة صح حيخليك تلبس في الحيط .. نقطة تانية و هي إن الحوثيين حليف مهم للأمريكان في حربهم ضد تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية اللي مقره برده في اليمن فالأمريكان مش عايزين ياخدوا موقف من الحوثيين و يخسروا مساعدتهم ضد القاعدة بس السعوديين قالوا لنفسهم لو إحنا متدخلناش محدش حيتدخل بالنيابة عننا .. في مارس 2015 بدأت العمليات العسكرية للتحالف السعودي الإماراتي ضد الحوثيين ضمن العملية العسكرية اللي هم سموها عاصفة الحسم بس زي ما كلنا شفنا اليمن بقت فييتنام بتاعه السعودية.
إنت متخيل إني بحكي قصة بدأتها من بعد وفاة سيدنا النبي (عليه الصلاة و السلام) و لسه السعوديين و الإماراتيين فاكرين يتدخلوا في اليمن في 2015؟ .. من مارس 2015 لحد دلوقتي السعوديين و الإماراتيين مسئولين عن مقتل 90,000 يمني و عن إن اليمن تعاني من أسوأ كارثة إنسانية في تاريخها .. لحد دلوقتي الوضع في اليمن متحلش و مش حيتحل .. الحوثيين مسيطرين علي مناطق واسعة في شمال اليمن و دلوقتي بقوا بيضربوا عمق الأراضي السعودية بصواريخ كروز بعيدة المدي جايالهم من إيران .. بمناسبة إيران .. هو إيه صحيح العلاقة بين الحوثيين و الإيرانيين؟
الحوثيين مش حزب الله .. نقول كمان .. الحوثيين مش حزب الله .. إيران متحكمه في كل صغيرة و كبيرة بيعملها حزب الله .. سوري في الكلمة يعني الشيخ (حسن نصرالله) الأمين العام لحزب الله و اللي ماسكهم ميقدرش يخش الحمام من غير ما ياخد موافقة الحرس الثوري الإيراني اللي هو تقدر تقول عليه المخابرات الإيرانية .. الحوثيين مش كده .. صحيح هم فرحانين بالدعم اللي بياخدوه من إيران بس إيران مش بتقولهم يعملوا إيه .. يقال إن الإيرانيين كانوا بيزنوا علي الحوثيين يدخلوا العاصمة صنعاء من أول سنة 2014 و الحوثيين رفضوا الكلام ده لحد ما لقوا إن فعلاً مفيش حل غير كده في سبتمبر من السنة دي و ده عكس التقييم بتاع المخابرات الأميريكية علي فكرة .. 9 شهور و الحوثيين راكبين دماغهم فإنت فعلياً متقدرش تقول إن إيران هي اللي ممشية الحوثيين .. نقطة تانية مهمة برده و هي الفلوس .. سعادتك الإماراتيين و السعوديين بيصرفوا علي حربهم في اليمن بالميت 5 مليار دولار في السنة .. علي الناحية الثانية أغلب التقديرات بتقول إن إيران أخرها تدفع 5 مليون دولار بس مساعدات للحوثيين .. فوق ده كله إن فيه إختلافات عقائدية كبيرة بين الزيدية اللي عايشين في اليمن و اللي الحوثيين منهم و بين الطوائف الشيعية التانية في إيران.
لو جيت تقيسها حتلاقي إن الزيدية أقرب لأهل السُنة و الجماعة ما هم قريبين في شعائرهم من باقي الطوائف الشيعية .. يعني أنا قلتلك إن الزيدية بيقولوا إن فيه خمس أئمة اللي هم (علي بن أبي طالب) و ولاده (الحسن) و (الحسين) و إبن (الحسين) اللي هو (زين العابدين) و إبنه اللي هو (زيد) .. الشيعة بتوع إيران و العراق و لبنان بيتقال عليهم الإثنا عشرية لإنهم بيقولوا إن فيه 12 إمام مش بس خمسة .. الزيدية معندهمش حاجة إسمها أية الله .. معندهمش حاجة إسمها إن بني أدم يبقي مُنزه عن أي خطيئة زي ما الشيعة الإثنا عشرية بيقولوا علي أي حد يصل لمرحلة إنه بقي المرشد الأعلي للثورة الإسلامية .. الزيدية معندهمش حاجة إسمها مبدأ التُقية وده واحد من أهم مباديء الشيعة الإثنا عشرية و اللي بمنتهي البساطة بيدي الحق لأي شخص شيعي إنه يكدب و يقول علي نفسه إنه مش شيعي و مش مسلم أصلاً عشان يتفادي التعذيب أو الإعتقال .. الزيدية شايفين الإيرانين علي إنهم شوية منافقين و الإيرانيين شايفين الزيدية علي إنهم ناس بتدعي الفضيلة.
ورا كل الهري ده تبقي حقيقة إن الحوثيين مش عايزين غير إن ترجع دولتهم بتاعتهم اللي كانت موجودة قبل إنقلاب 1962 .. الحوثيين مش رايحيين في حتة و حيفضلوا صداع في رأس السعوديين .. سنة 2015 تقرير للأمم المتحدة قال إن الحوثيين تحت إيدهم 75,000 مقاتل لو ضفت عليهم الناس اللي ممكن تشيل سلاح بكره الصبح لو حصل مثلاً غزو بري سعودي لشمال اليمن فإنت بتتكلم عن 100,000 مقاتل .. أزمة اليمن في رأيي حتتحل بكلمتين حلوين .. الزيدية مش عايزين غير إنهم يعيشوا .. إديهم أمل لبكره و إنت حتكسبهم لصفك.
المصادر:
- مقالة بعنوان Who are Yemen’s Houthis? نشرت في مجلة The Conservative و ده لينك المقالة الأصلية: ps://theconversation.com/who-are-yemens-houthis-106423
- مقالة بعنوان Yemen’s Houthis- and why they are not simply a proxy of Iran نشرت في مجلة The Conservative و ده لينك المقالة الأصلية:
ps://theconversation.com/yemens-houthis-and-why-theyre-not-simply-a-proxy-of-iran-123708 - مقالة بعنوان These maps show what could happen next in Yemen – and how it could impact global politics نشرت في مجلة Business Insider و ده لينك المقالة الأصلية:
ttps://www.businessinsider.com/these-maps-show-where-yemens-conflict-could-be-heading-2015-3 - مقالة بعنوان Who are the Houthis, and why are we at war with them? نشرت في موقع معهد Brookings و ده لينك المقالة الأصلية:
tps://www.brookings.edu/blog/markaz/2017/12/18/who-are-the-houthis-and-why-are-we-at-war-with-them/
