تابعونا

سليمان القانوني .. يا تموت بطل يا تعيش لحد ما تكره نفسك .. الجزء الثاني.

سنة 1533 ربنا بعت ل(سليمان) مشكلة تنسيه المصيبة اللي عماله تقرب عليه .. الدولة الصفوية .. حاول تتخيل إن دلوقتي (سليمان) هو اللي ماسك تركيا وإتخانق مع الإيرانيين .. غزو (سليمان) لإيران كان هو هو تجربته مع المجر بس بالعكس .. في المجر كان شتاء وغابات .. في إيران صيف وصحراء وجبال .. الأتراك دخلوا إيران وهم مستنيين أي مواجهة مع الإيرانيين بس مفيش.

29 مارس، 2020 2 4.7 ألف

لينك التسجيل الصوتي للمقالة علي Sound Cloud:
https://soundcloud.com/user-112011687-312727988/trovpix71ybv

المرحلة الثالثة من حياة (سليمان القانوني) .. مفيش حاجة بتحيي روح الرجل أكتر من حب واحدة ست:

(سليمان) مكنش عايز يبقي زي أبوه (سليم الأول) .. (سليم الأول) إنت ممكن تقيمه وتقول رأيك فيه زي ما إنت عايز بس يمكن أكبر فشل في حياة (سليم الأول) إنه مكنش عارف إزاي يبقي أب .. تقريباً مفيش علاقة أب بإبنه بين (سليم الأول) و(سليمان) .. المشكلة اللي الأبناء زي (سليمان) عمرهم ما بياخدوا بالهم منها إنك لو كبرت وإنت كاره باباك أو حاسس إن علاقتك بيه بايظة ودايماً بتقول لنفسك أنا لما أكبر حبقي أب غير أبويا فأحب أقولك إنك مش حتعرف .. إنت رأسك بتبقي تشبعت بفكرة واحدة هي إني مش عايز أبقي زي أبويا مش عايز أبقي زي أبويا لدرجة إنك لما بتكبر بتلاقي نفسك بقيت زي باباك .. (سليمان) لما مسك الحكم كان متجوز واحدة تقدر تقول جواز صالونات إسمها (ماه دوران) .. هي كانت كويسة ومن عيلة محترمة وبنت حلال وكل حاجة بس هو مكنش بيحبها .. هي بالنسبة له كانت أم العيال مش أكتر .. هو خلف منها 3 أولاد وكانت صدمة كبيرة لما رجع من فتحه لبلجراد لخبر إن إتنين من عياله توفوا .. الكبير والصغير .. بعد ما كان (سليمان) أبو الولاد مبقاش عنده إلا إبن واحد .. (مصطفي).

كم الألم والحزن والغضب اللي كان فيه (سليمان) مفيش حد يقدر يتخيله .. أصعب حاجة علي أي رجل إن إبنه يموت قبل منه .. الأصعب إنك متبقاش موجود وهو بيموت .. يا تري إبنك كان نفسه يقولك إيه وهو بيتنفس أخر أنفاسه؟ .. يا تري إيه الفرق بينك وبين رجل مش عارف يعني إيه أب زي أبوك (سليم الأول)؟ .. في نفس السنة اللي عياله الإتنين توفوا فيها ربنا بعتله هدية من عنده .. (روكسلانا) .. إذا كان (سليمان) مكنش بيحب مراته بس هو عشق (روكسلانا) .. هي بنت بولندية شعرها أحمر زي النار وعينها زرقا زي مياه البحر .. (سليمان) عشق (روكسلانا) وزي أي رجل لما بيحب واحدة ست بقي مستعد يعمل عشانها أي حاجة .. في سنة واحدة حياة (سليمان) الشخصية تحولت من حزن شديد لفرحة أي رجل في الدنيا بيحلم بيها .. (روكسلانا) خلفت منه ولد.

في المرحلة دي (سليمان) كان عايش أحلي وقت في حياته .. هو عمره ما حس بيعني إيه عيلة وهو صغير .. أبوه عشان يأمن حكمه حرمه من نعمة إن يبقي له أخوات يلعب معاهم .. بس لما كبر لقي نفسه بيحب وكمان له صاحب .. (روكسلانا) و(إبراهيم) .. إيه تاني في الدنيا أي رجل يتمناه؟ .. بعد فتح رودس (سليمان) عرض علي (إبراهيم) منصب كبير الوزراء .. في الأول (إبراهيم) رفض .. تقدر تقول إن Job Description بتاع شغلانة كبير الوزراء دي إنه اللي بيشتغل فيها غالباً مبيفضلش عايش كتير بس (سليمان) أصر .. مش كده وبس .. (سليمان) جوز أخته ل(إبراهيم) وكان فرحهم فعلاً ليلة من ليالي ألف وليلة اللي تعيشها أسطنبول .. (سليمان) بدأ يعتمد علي (إبراهيم) أكتر فأكتر وده طبيعي لو إنت مدير شركة وحظك جابلك واحد يشتغل عندك يقدر يشيل شغل والدنيا ماشية معاه فإنت بتقول لنفسك طب ما أروح أنا أقضي كام يوم في العين السخنة وأنا مطمن إن الشغل حيخلص .. بس إذا كان (سليمان) و(إبراهيم) عرفوا يخلصوا من أول مشكلتين واجهتهم في أول سنتين من الحكم اللي هم بلجراد ورودس فجه الوقت إن الإتنين يشوفوا حل للمشكلتين اللي بعد كده:

  • أول مشكلة كانت إن البلد محتاجة إصلاحات قانونية .. الشريعة الإسلامية لحد وقت (سليمان) كانت عمرها ما إتطبقت لحكم إمبراطورية بحجم توسع الدولة العثمانية وفي عصر معقد زي العصر اللي كانت الدولة العثمانية فيه واحدة من القوي العظمي في العالم .. فيه حاجات كتير عايزين نشوف ليها حل .. الضرائب وشوية نقاط في الإدارة .. التجارة الخارجية .. حقوق الأقليات .. علي فكرة (سليمان) مش هو بنفسه اللي قعد يحل المشاكل القانونية دي .. هو بس جاب لجنة من أكتر ناس بتفهم في الشريعة والقانون وهم اللي كتبوله القوانين زي ما إنت كده لو رئيس دلوقتي بتجيب لجنة من خبراء القانون الدستوري عشان يحلولك أي مشكلة أو أزمة قانونية .. في الأخر صحيح التاريخ هو اللي لزق إسم القانوني في إسمه رغم إنه فعلياً معملش حاجة بس هي الرئاسة كده .. المجد كله بيتنسب ليك والفشل برده إنت اللي بتشيله.
  • تاني مشكلة هي إن لازم نكمل علي فتح بلجراد .. الدور جه علي مملكة المجر إنها تبقي تحت حكم الأتراك خصوصاً إن الوضع في أوروبا متغيرش .. لسه الحرب الأهلية بين الكاثوليك والبروتستانت مولعة .. لسه فرنسا والإمبراطورية الرومانية المقدسة ماسكين في خناق بعض .. المجر حتبقي لوحدها ولازم هو يستغل ده لإن الله أعلم إيه اللي ممكن يحصل بعد شوية .. جيش قوامه 100,000 مقاتل بقي جاهز بقيادته ومعاه (إبراهيم) كبير وزراءه عشان يروح يخلص من مملكة المجر بشكل نهائي .. الهدف كان بودابست عاصمة مملكة المجر اللي هي لسه لحد دلوقتي عاصمة دولة المجر.
ال3 مدن بلجراد وبودابست وفيينا .. عواصم صربيا والمجر والنمسا كانوا أكثر 3 مدن عاملين صداع في دماغ (سليمان).
المرحلة الرابعة من حياة (سليمان) .. المجر كلاكيت تاني مرة:

قبل ما (سليمان) وجيشه يبدأ يتحرك علي بودابست بيوم واحد جاله سفير من فرنسا .. السفير كان جايبله جواب من ملكة فرنسا اللي كانت تبقي أم ملك فرنسا مش مراته عشان بس تكون فاهم .. الملكة كانت بتترجي من (سليمان) إن العثمانيين يعلنوا الحرب علي (تشارلز الخامس) إمبراطور الإمبراطورية الرومانية المقدسة .. ليه؟ .. زي ما أنا قلتلك إن في الوقت ده أوروبا كلها كانت ماسكه في خناق بعض .. الكاثوليك بيكفروا البروتستانت والبروتستانت بيكفروا الكاثوليك .. الإمبراطورية الرومانية المقدسة أو ألمانيا بيحكمها (تشارلز الخامس) اللي هو أساساً إسباني وهو ملك إسبانيا ومتخانق مع فرنسا .. من ضمن حروبه مع فرنسا (تشارلز الخامس) قدر يأسر (فرانسيس الأول) ملك فرنسا .. في الوقت ده كان مستحيل إن (سليمان) يأجل عملية بودابست .. خلاص الجيش حيتحرك بكره وده حاجة فاينال .. هو حيبص في حوار (تشارلز الخامس) ده بعد ما ياخد بودابست .. بس من  جواه هو كان فرحان جداً .. أجداده كانوا حلمهم يرفعوا علم الدولة العثمانية علي أوروبا كلها .. أجداده كانت أوروبا بتبصلهم علي إن الأتراك دول أعداء أوروبا .. دلوقتي الباب إتفتحله عشان يبدأ يبني تحالفات جوه أوروبا ودي حاجة مهمة عشان يبدأ يحط رجله هناك .. هو محتاج صحاب والنهاردة إتبعتله أول Friend Request من الناس اللي كان دايماً بيشوفهم في People you may know.

التحالف العثماني الفرنسي بين (سليمان) و(فرانسيس الأول) كان أول مرة الأتراك يبقي ليهم إيد جوه المطبخ السياسي بتاع أوروبا.

أكبر مشكلة واجهت زحف الجيش لبودابست كانت المطر .. سيول نازلة .. الطرق اللي كان الجيش بيمشي عليها بقت كلها طينة وده لوحده كان كابوس لأطقم المدفعية اللي كان لازم تلاقي طريقة إنهم يزقوا المدافع الضخمة التقيلة في طريق زي الزفت كله طينة ومياه .. في نص السكة (سليمان) كلف (إبراهيم) إنه ياخد حتة من الجيش ويروح ياخد قلعة إسمها بيتروفارديان Petrovaridan ودي القلعة اللي بتحمي مدينة صوفيا اللي هي دلوقتي عاصمة بلغاريا .. كام يوم و(سليمان) جاله خبر إن مش بس (إبراهيم) خد القلعة ده خلص علي حاميتها اللي كان قوامها 500 مقاتل وكمان مخسرش إلا 25 عسكري من جيشه .. حتة زيادة تتحط في CV بتاع (إبراهيم) وعشان (سليمان) يغنيله بحبك يا صاحبي من وأنا لسه باحبي.

أخيراً الجيش وصل بودابست .. قدام المدينة فيه سهل مفتوح بيسموه سهل موهاكس Mohacs Plain .. (سليمان) لقي مستنيه في السهل شوية فرسان بيسموا نفسهم فرسان (لويس) عددهم ما بين 25,000-30,000 قصاد جيشه اللي وصل 100,000 مقاتل .. (لويس) ده يبقي ملك مملكة المجر اللي قلتلك إن كان عنده 14 سنة لما (سليمان) خد بلجراد .. اللي حصل إن الملك الصغنون كان عايز يستني وصول أي تعزيزات تخليه يقف قصاد الأتراك بس الفرسان بتوعه أجبروه إنه يتحرك ويقابل الجيش اللي جاي .. لسبب ما محدش عارفه الفرسان دول شافوا إن دروعهم الحديد حتحميهم .. شافوا إن المدافع والبنادق اللي في إيد الإنكشارية دي ملهاش أي لازمة قصاد السيوف والرماح وهجوم الخيالة .. الغريب إن فرسان (هنري) هم اللي بدأوا بالهجوم .. هجوم إنتحاري زي اللي شفته في فيلم The Last Samurai كده .. المعركة خلصت أسرع من ما إنت تروح الحمام وتخرج .. التفوق العددي للأتراك لوحده كان كافي فما بالك بتفوقهم الرهيب في التسليح .. من ضمن ضحايا المعركة كان الملك (لويس) نفسه .. يقال إن (سليمان) لما شاف جثته عيط .. يقال إنه قال ل(إبراهيم) إنه كان عايز ياخد مملكة الولد بس مكنش عايز ياخد حياته وهو لسه صغير كده .. يمكن لما شاف جثة (هنري) إفتكر عياله الإتنين اللي ماتوا وهم صغيرين.

(سليمان) رجع إسطنبول بعد معركة موهاكس وفتحه لبودابست وبدأ يحضر لإزاي حيفتح جبهة جديدة ضد (تشارلز الخامس) لما إتقاله إن فيه سفير جايله من واحد إسمه (فيرديناند) .. (فيرديناند) ده يبقي أخو (تشارلز الخامس) إمبراطور الإمبراطورية الرومانية المقدسة واللي (سليمان) بيفكر إزاي يعلن عليه الحرب .. حلو .. (تشارلز الخامس) عشان يركز في حربه مع فرنسا عطي ل(فيردناند) حتة أرض اللي هي دلوقتي النمسا وقاله الأرض دي بتاعتك .. حلو أوي .. بمجرد إنسحاب (سليمان) من بودابست إذا برجاله (فيردناند) بتدخل تحتل مملكة المجر اللي المفروض يعني دلوقتي إنها بقت تحت إيد الأتراك .. المبرر اللي قاله السفير إن الأرض دي أساساً تبع النمسا وبما إن (فيردناند) بقي هو اللي ماسك النمسا فهو عايز حقه .. الOffer بتاع السفير كان الأرض مقابل السلام .. إحنا حناخد المجر في مقابل إننا مش حنحارب بعض .. (إبراهيم) فضل يسمعه لحد ما قاله نفس الجملة اللي قالها الفنان (حسن حسني) الله يرحمه في فيلم اللي بالي بالك .. مش عايز دي في دي .. طب ما نديلك أسطنبول بالمرة .. اللي حصل بعد كده كان فيلم كوميدي بجد.

(فيردناند) طلع قرار أعلن نفسه ملك المجر .. المجريين أنتخبوا من وسطهم واحد إسمه (جون زابوليا John Zapolya) وقالوا هو ده الملك بتاعنا .. (سليمان) بصلهم وقالهم هو انا كوز درة واقف قدامكوا .. (سليمان) جهز جيشه وبدأ زحفه مش علي بودابست .. لا .. علي فيينا عاصمة النمسا ومركز قوة (فيرديناند) .. كلاكيت تاني مرة .. نفس المطر .. نفس الهم .. لحد ما في يوم 18 أغسطس 1529 قوات (سليمان) وصل لسهل موهاكس .. تاني .. هناك لقي مستنيه (زابوليا) اللي كان واقف و معاه هدية ل(سليمان) .. (زابوليا) عرض علي (سليمان) إنه حيخدم تحت حكمه .. المجر حتفضل تحت سيطرة الأتراك بس بالله عليك ساعدنا نخلص من (فيرديناند) اللي إحتل بودابست بمجرد ما (سليمان) سابها .. لسه (سليمان) حيقول هييييييه لقي سفير فرنسا وصل .. سفير فرنسا عرض علي (سليمان) فلوس وأي مساعدة يطلبها بس بالله عليك ساعدنا نخلص من الكلب (فيرديناند) ده .. حصار بودابست مخدتش أكتر من 6 أيام .. (سليمان) حط (زابوليا) علي العرش وكمل هو طريقه لفيينا.

يوم 27 سبتمبر 1529 كان (سليمان) وصل أسوار فيينا .. 20,000 فارس قصاد جيشه اللي وصل عدده 100,000.. 27 مدفع بيحموا المدينة قصاد 300 من مدافعه .. نصر (سليمان) كان شبه محسوم لدرجة إن (فيرديناند) ساب العاصمة بتاعته وهرب لإقليم بوهيميا في ألمانيا .. بس إذا كان (فيرديناند) كان جبان فأخوه (تشارلز الخامس) كان عارف إن لو الأتراك دخلوا فيينا فهو شخصياً مش حيقدر يوقفهم .. الحقيقة اللي بقت واضحة زي الشمس ل(تشارلز الخامس) إن (سليمان) مينفعش ياخد فيينا .. (تشارلز الخامس) قدر ينقل 1000 من صفوة قواته لفيينا عشان يساعدوا في حمايتها .. الوقت كمان لعب دور .. فاكر المطر اللي مكنش بيخلص اللي نزل وجيش (سليمان) بيتحرك باتجاه فيينا؟ .. المطر ده عطل الأتراك كذا يوم والأيام دي كانت كافية إن أهل فيينا يجمعوا كل الأكل والشرب اللي يقدروا يدخلوهم للمدينة ويعززوا من دفاعاتها .. النمساويين كانوا حالفين لا تكون فيينا هي الإمتحان اللي (سليمان) يسقط فيه .. علي الناحية الثانية الأتراك عملوا اللي يقدروا عليه عشان يكسروا إرادة المدينة .. ضربوها بالمدافع .. المهندسين حفروا أنفاق وهدوا جزء من السور .. الإنكشارية حاولت تستغل الفتحة دي وتخش .. (سليمان) قال لعساكره إن أول عسكري يرفع علم الدولة العثمانية علي أسوار فيينا حياخد مكافاءة مثل وزنه من الذهب .. يوم 14 أكتوبر كان أكبر هجوم يتنفذ لإقتحام أسوار المدينة بس الهجوم فشل في أخر لحظة.

(سليمان) قال لنفسه مش مشكلة نحاول تاني بكره بس إكتشف إن خلاص مبقاش فيه وقت .. التلج بدأ ينزل .. الأتراك لا بيعرفوا ولا كانوا مستعدين إنهم يكملوا حصار فيينا وسط الثلج .. (سليمان) قبل الوضع وقال قدر الله وما شاء فعل .. دفع لعساكره فلوسهم وكأنهم كسبوا الحرب .. من جواه (سليمان) حس إن كده خلاص أخر الخط .. جيوش الدولة العثمانية مهما كان عددها ومهما كان تسليحها ومهما كان إيمانها بقضيتها مش حتقدر تعدي بوابة فيينا .. الجغرافيا والجو والثلج لوحدهم حيعطلوه .. لما رجع تاني بودابست في طريق عودته لإسطنبول (جون زابوليا) باس إيده وهناه علي نصره علي النمساويين بس من جواه (سليمان) كان عارف إن ده أخر الخط وفي نفس الوقت فيه مصيبة مستنياه في أسطنبول لما يرجع.

المرحلة الخامسة من حياة (سليمان القانوني) .. زي أي رجل في الدنيا عنده حساسية من نكد مراتاته:

فجأة (سليمان) إتحط في نفس موقف أبوه .. هو كان كره أبوه (سليم الأول) بسبب إنه قتل أخواته الصغيرين عشان يضمن مستقبل الدولة لما (سليمان) يكبر .. السبب اللي خلي أول سنين حكم (سليمان) بالنجاح ده هو إنه مكنش قلقان إن يبقي له أخوات يتأمروا عليه أو يعلنوا عليه الحرب الأهلية بس (سليمان) مكنش شايفها كده .. هو شافها إن أبوه حرمه من إن يبقي عنده عيلة .. ودلوقتي (سليمان) إتحط في نفس موقف أبوه .. (سليمان) كان له إبن من مراته الأولانية (ماه دوران) إسمه (مصطفي) وده إبنه الكبير .. وكمان له 3 أطفال من عشيقته (روكسلانا) اللي هم (سليم الثاني) و(بيزيد) و(شاه زاده) .. (مصطفي) كان محبوب من الناس ومن الجيش .. كان أشطر عياله .. فعلياً انا لو مكان (سليمان) أخلي (مصطفي) ولي العهد بتاعي وحبقي مطمن علي مستقبل الدولة بعد ما أموت بس هي دي المشكلة .. المشكلة إن (مصطفي) كان في حتة تانية خالص عن إخواته .. (سليم الثاني) كانت سمعته زي الزفت في البلد .. (بيزيد) مش وحش بس في نفس الوقت مش أملة أوي يعني .. (شاه زاده) فعليا كان ذكي جداً .. يقال إنه كان ذكي لدرجة إنك لو عملتله إمتحان IQ  فعالباً حيجيب سكور زي بتاع (ألبيرت أينشتاين) كده بس مشكلته إن ربنا إبتلاه بإنه كان أحدب وصحته تعبانة وده في حد ذاته خلي الناس يا متجيبش سيرته يا يقولوا عليه إنه مينفعش يبقي مرشح أصلاً إنه يمسك البلد.

لو (سليمان) مشي علي قانون البلد وبمجرد تنصيب (مصطفي) كولي عهد قرر يعمل زي ما أبوه عمل ويقتل عيال (روكسلانا) الثلاثة فكده هو حيكسر قلبها .. إزاي يكسر قلبها وهو بيحبها؟ .. بيحبها إيه ده بيعشقها .. كل يوم بيعدي وهو بيحس إنه محبوس في زنزانة وجدران الزنزانة بتقفل عليه .. اليوم اللي حيقرر فيه مين يعيش ومين يموت من عياله بيقرب .. اليوم اللي مفيش أب في الدنيا عايز يجرب يعيشه .. في وسط الهم ده الستات حتفضل ستات وحيفضل النكد زي الهواء اللي بيتنفسوه .. (روكسلانا) فضلت تزن فوق ودن (سليمان) إنه سايب الحبل علي الغارب ل(إبراهيم) .. صحيح (إبراهيم) هو كبير وزراءه بس بقي عايش الدور كأنه هو السلطان ودي حاجة متنفعش .. يمكن كان عندها حق ويمكن كانت هابلة مش فاهمة حاجة .. يمكن فعلاً إن (ابراهيم) كان بيخطط لإنقلاب ويمكن (روكسلانا) نست مكانها الطبيعي في البيت اللي هو المطبخ .. أيا كانت الحقيقة فين فزنها فوق ودن (سليمان) حيجيب نتيجة عاجلاً أم أجلاً .. كل زن الستات فوق ودن جوازهم بيجيب نتيجة .. علي رأي المثل الزن علي الودان أمر من السحر.

سنة 1533 ربنا بعت ل(سليمان) مشكلة تنسيه المصيبة اللي عماله تقرب عليه .. الدولة الصفوية .. حاول تتخيل إن دلوقتي (سليمان) هو اللي ماسك تركيا وإتخانق مع الإيرانيين .. غزو (سليمان) لإيران كان هو هو تجربته مع المجر بس بالعكس .. في المجر كان شتاء وغابات .. في إيران صيف وصحراء وجبال .. الأتراك دخلوا إيران وهم مستنيين أي مواجهة مع الإيرانيين بس مفيش .. الأتراك دخلوا لحد العاصمة تبريز وخدوها من غير ما الإنكشارية يضربوا طلقة واحدة .. الجيش الإيراني زي ما يكون فص ملح وداب .. (سليمان) مشي هو و(إبراهيم) في مقدمة الجيش عشان يخشوا أكتر جوه الأراضي الإيرانية عشان يلاقوا الشاه أو الجيش .. برده مفيش .. زحفوا من العاصمة تبريز لحد مدينة بغداد وبرده دخلوها من غير ما يسمعوا صريخ إبن يومين .. يمكن الحاجة الوحيدة اللي حسست (سليمان) إن فيه حد عايش في البلد هو إن خلال زحفه كل ما يعدي علي سوق يلاقيه فاضي مفيهوش بضاعة .. كل الأراضي الزراعية اللي عدي عليها محروقة .. كل الأبار مردومة.

هنا (سليمان) فهم .. الإيرانيين لعبوها صح .. الإيرانيين عمرهم ما كانوا حيقدروا يقفوا قصاد الجيش العثماني .. (سليمان) دخل إيران علي جيش قوامه 200,000 .. مين العاقل اللي حيفكر يواجه جيش بالحجم ده؟ .. عشان كده الإيرانيين مشيوا بمبدأ الأرض المحروقة .. بيهربوا جوه إيران وبيحرقوا كل حاجة وراهم .. (سليمان) خسر 30,000 مقاتل من رجالته بسبب الجوع ومن غير ما جيشه يضرب طلقة واحدة توحد ربنا .. (سليمان) قرر بعد دخوله بغداد إنه ينسحب تاني لإسطنبول بس حتي ده خلاه قصاد سؤال غريب هو انا صحيح خدت العاصمة تبريز وخدت بغداد من الصفويين بس هل أنا أقدر أحتفظ بيهم؟ .. إيران والعراق واسعين جداً ومن غير ما يهزم الصفويين فهو كده كإنه معملش أي حاجة .. وفي وسط الهم ده القدر كان مخبيله أهم إمتحان .. إمتحان مستقبل الدولة كله حيعتمد علي هل (سليمان) حينجح أو يفشل فيه.

اللون الأصفر يبقي الدولة العثمانية واللون البرتقالي يبقي الدولة الصفوية.

وهو راجع إسطنبول (إبراهيم) عرض عليه إقتراح إن يغير من إسم منصبه بدل ما هو كبير الوزراء يبقي سر عسكر وده حاجة كده شبه القائد الأعلي للقوات المسلحة .. الفكرة إن لما (إبراهيم) درس أكتر نظام الحكم في الدولة الصفوية فإكتشف إن الإمبراطورية ماشية بنظام شبه النظام الفيدرالي شوية اللي هو كل والي مسئول مسئولية كاملة عن ولايته وده معناه إن كل والي هو قائد القوات المسلحة في ولايته .. الفكرة عجبت (إبراهيم) فإقترح إن كبير الوزراء يبقي هو القائد العام للقوات المسلحة علي أساس إن مش كل شوية السلطان العثماني هو بنفسه اللي حيقود الجيوش .. بس مجرد إن (إبراهيم) يقترح ده خلي (سليمان) يفتكر زن (روكسلانا) .. معقول (إبراهيم) يكون بيفكر ينقلب عليا؟ .. يعني (روكسلانا) كان عندها حق؟ .. طول السكة من بغداد لإسطنبول و(سليمان) بيراقب كل كلمة وكل فعل يطلع من (إبراهيم) .. كل ما يشوفه عمال يدي أوامر يمين وشمال يفتكر كلام (روكسلانا) والدم يغلي في عروقه .. كل ما يشوف ضباط الجيش بيسمعوا كلام (إبراهيم) من غير ما حد فيهم يبص ل(سليمان) يسأله هل هو موافق علي الأوامر دي أو لا زي ما يكون (إبراهيم) هو السلطان فعلاً يحس إن فيه نار في قلبه .. لما (سليمان) رجع بجيشه أسطنبول بعدها يوم 15 مارس 1536 الناس لقت جثة (إبراهيم) متعلقة بعد ما حد شنقه في أوضته وده القرار اللي فعلاً كان بداية النهاية لمجد (سليمان القانوني).

المصدر:

مهندس ميكانيكا بحب الصحافه و الكتابه .. مؤمن بان من حق كل بني ادم انه يعرف الحقيقه ورا الخبر .. رسالتي انك تفهم حقيقه اللي بيحصل عشان لما تقرر رايك تكون فاهم انت بتقرر علي اي اساس

2 تعليقات

اترك تعليق

بريدك الالكتروني لن ينشر. يجب ملئ الخانات بعلامة *

من فضلك ادخل التعليق!

من فضلك ادخل الأسم!

من فضلك ادخل البريد الالكتروني!من فضلك ادخل بريد الكتروني صحيح!