تابعونا

الإنكشارية .. لما تبقي الدراع اليمين للسطان العثماني بس بتحب الأكل.

لأكتر من 200 سنة والإنكشارية دي تعتبر رأس الحربة بتاعة القوات المسلحة العثمانية .. فتوحات العثمانيين كلهم إتبنت علي كتاف القوات دي وده في حد ذاته شيء غريب بالنظر إلي أن كل أفراد القوات دي كانوا أولاً مش أتراك إنما كانوا عبيد من دول فتحها العثمانيين وثانياً إنهم مكانوش مولودين مسلمين أساساً وعشان كده أنا قلتلك إن الإنشكارية دول الميكس بتاع المماليك مع فرسان المعبد خصوصاً لو بدأت تشوف إزاي الإنكشارية بقي ليهم وضعهم ونفوذهم جوه الدولة .. مهم تكون فاهم إن النفوذ بيجي من لما يبقي معاك فلوس وسلاح.

13 يناير، 2019 1 4.2 ألف

لينك التسجيل الصوتي علي ساوند كلاود:
https://soundcloud.com/user-112011687-312727988/fjcdooqnj2co?si=8b8c004d87954b26a05de8b066c95ab8&utm_source=clipboard&utm_medium=text&utm_campaign=social_sharing

ناس كتير مسمعمتش قبل كده عن إسم الإنكشارية والناس اللي الإسم عدي عليها قبل كده غالباً رابطينه بإن له علاقة بالدولة العثمانية بس مش عارفين يجمعوا هي العلاقة دي إيه؟ .. الإنكشارية أو جانيساري Janissary زي ما بتتسمي بالتركي تبقي القوات الخاصة بتاعة القوات المسلحة العثمانية .. بمنتهي البساطة العثمانيين عجبتهم أوي فكرة المماليك وفكرة فرسان المعبد Knights Templar وحبوا يطبقوهم عندهم .. الإنكشارية دول يبقوا الإجابة عن سؤال فضل مخلي السلاطين العثمانيين مش عارفين يناموا بالليل اللي هو إزاي إنت كسلطان يبقي تحت إيدك ناس معاهم سلاح ولاءهم ليك لوحدك؟ مش للقبيلة ولا العيلة ولا حتي الديانة والمذهب إنما ليك لوحدك؟ .. إزاي يبقي تحت إيدك ناس معاها سلاح شايفينك ولي أمرهم وبيسمعوا كلامك ومش شايفين حد صح إلا إنت؟ .. أتمني يبقي السؤال واضح عشان نقدر نجاوب عليه سوا.

زي ما قلتلك العثمانيين عجبتهم أوي فكرة المماليك وفرسان المعبد فطبقوها عندهم .. بتيجي إنت سلطان عثماني قواتك فتحت بلد جديدة ولتكن مثلاً جيورجيا اللي هي جنب روسيا دلوقتي فكجزء من إتفاق الإستسلام إن أهل البلد بيدفعولك جزية ومن ضمن الجزية دي إنك تاخد شوية من الولاد الصغيرين اللي بتتكلم إن معدل أعمارهم ميعديش 9 سنين من أهل البلد عشان يخدموا في الجيش بتاعك .. سميهم عبيد سميهم أسري حرب سميهم زي ما تسميهم .. المهم إن العثمانيين كانوا بياخدوا الأولاد دول اللي غالباً مبيبقوش أتراك ومبيعرفوش يتكلموا تركي وكل واحد فيهم جاي من بلد مختلفة ومش مسلمين أساساً بيخلوهم يعتنقوا الإسلام وبيدربوهم علي القتال .. ومش بس كده .. لحد دلوقتي ده الجزء اللي هم سارقينه من فكرة المماليك .. الجديد بقي إن الإنشكارية بيكونوا ممنوعين من الجواز وبيعيشوا مع بعض لحد ما يبقوا صفوة الصفوة في القوات المسلحة مش بس بتاعتك إنما في العالم ودي كانت الحتة اللي عجبتهم من فكرة فرسان المعبد.

الإنكشارية كانوا رأس الحربة في القوات المسلحة العثمانية زي ما بان أوي في حصار أزترغوم سنة 1543.

كلمة إنكشاري أو جانيساري دي كلمة تركي لما تيجي تترجمها حتلاقي معناها الجندي الجديد New Soldier والحقيقة إن فعلاً النظام ده كان جديد علي الإسلام .. محدش فكر فيه قبل العثمانيين ومحدش جربه من بعدهم والحقيقة إن الإنكشارية دول درس قاسي أوي في إنك إزاي لو سبت الحبل علي الغارب لجيشك فالجيش ممكن ياخد البلد كلها رهينة .. بس يمكن النقطة اللي أنا حابب أتكلم عنها شوية هي المسمار اللي ربط الإنكشارية في بعض .. تاني أنا حابب أعيد إن دول شباب صغير من حتت مختلفة بيتكلموا لغات مختلفة وبثقافات مختلفة والمفروض إنهم يبقوا القوات الخاصة لأقوي إمبراطورية في العالم .. إزاي بتلاقي حاجة تربطهم ببعض؟ والحقيقة إن الحاجة دي كانت الأكل.

واحدة من أشهر القصص اللي بتتحكي عن الفرقة الإنكشارية إنهم ـكلوا أعداءهم من جنود مملكة المجر في معركة موهاج سنة 1526.

أبسط حاجة خالص بص علي اليونيفورم بتاع الإنكشارية .. أول حاجة أكيد حتلفت نظرك هي الطاقية الغريبة اللي بيلبسوها فوق راسهم .. الطاقية دي كانوا بيسموها بورك Bork والبتاعة دي وراها أسطورة بتقول إن كان فيه شيخ إسمه (حاجي بكتاش ولي Haci Bektas Veli) كان من أولياء الله الصالحين وكان الإنشكاريين بيموتوا فيه وبيحبوا يسمعوا دروسه في الدين ومتنساش إن الإنكشاريين دول الإسلام أساساً كان حاجة جديدة عليهم .. المهم إن الأخ (حاجي) ده كان دايماً بيلبس عباية ليها ديل والديل ده كان بيعلقه علي دراعه فهم قرروا يخلوا الطواقي بتاعتهم فيها ديل برده زي ديل العباية .. زي ما قلتلك دي أسطورة الله أعلم صح ولا غلط .. بس اللي أنا متؤكد منه إنك لو بصيت علي وش الطاقية حتلاقي حتة ريش والريشة دي متثبته في الطاقية بمعلقة أكل أو كاسيك ليك Kasik-Lik بالتركي .. هم عملوها كده عشان تبقي إعلان قدام الناس كلها إن الإنكشارية بياكلوا مع بعض وبينهم عيش وملح.

الخوذة أو الطاقية بتاعة الفرقة الإنكشارية يمكن كانت أكتر حاجة غريبة في اليونيفورم بتاعهم لإنها كانت بتتزين بمعلقة أكل.

حتي رتبهم كانت ليها علاقة بالأكل .. قوات الإنكشارية كلها علي بعضها كان بيتقال عليها أوكاك Ocak ودي كلمة تركي معناها فرن الخبيز اللي الفلاحين كانوا بيخبزوا فيه العيش زمان .. الكتايب اللي كانت الإنكشارية بتتكون منها كانت كل كتيبة بتتسمي أورتا Orta ومنها جت عندنا في اللغة العامية جملة ده مخلف أورطة عيال .. المهم إن كل Orta بيقودها واحد رتبته كان إسمها كوربا-باشي Corba-Basi ودي كلمة تركي معناها طبق الشوربة الكبير .. يعني كل ما تنزل تتفسح في الكوربا خليك فاكر إن دي كلمها تركي معناها طبق شوربة .. مساعد قائد الأورتا كان بيتسمي سيكبان-باشي Sekban-Basi ودي لو ترجمتها حتبقي كلب الصيد الكبير .. فيه رتب تانية أقل زي مثلاً سقا-باشي Sakka-Bassi ودي ترجمتها شفشق المياة الكبير .. وأشي-باشي Asci-Basi ودي ترجمتها كبير الطباخين.

أعضاء الفرقة كانوا بيهتموا أوي بشياكتهم اللي بتبان في شكل الريشة اللي بتتثبت علي الطاقية وألوانهم.

عايزك تخش علي النت تتفرج علي شعار القوات الخاصة بتاع أي دولة في العالم .. في مصر مثلاً حتلاقيه نسر بيهاجم تمساح .. في أميركا مثلاً حتلاقي الNavy SEALs شعارهم نسر دهبي .. الإنكشارية كان شعارهم حلة من النحاس من اللي كان بيتطبخ فيها وكانت بتتسمي كازان Kazan أو زي ما بيتقال عليه في اللغة العربية أذان .. إنت مهم تكون فاهم إن في ثقافة قبائل أسيا حلة الأكل دي تعتبر حاجة كبيرة أوي .. الأتراك نفسهم هم شوية قبائل كانوا عايشين في وسط أسيا وهاجروا لشبه جزيرة الأناضول وبقت بتاعتهم .. الثقافة دي إنعكست في الإنكشارية اللي كانوا بيسموا السلطان العثماني بيزي بيلسيين بابا Bizi Besleyen Baba ودي ترجمتها بابا اللي بياكلنا .. الحلة أو الكازان أو الأذان اللي هو شعار الإنكشارية كان بيمثل حاجة كبيرة أوي بالنسبة ليهم .. لما الجيش كان بيزحف للحرب كان قائد الإنكشارية بيبقي ماشي شايل الحلة دي في المقدمة .. في المعسكر كانت الحلة بتتحط قدام الخيمة بتاعة قائد الأورتا اللي بفكرك كانت رتبته إسمها كوربا-باشي Corba-Basi عشان القوات تتجمع عندها .. عارف لعبة Capture the Flag اللي كنا بنلعبها في Call of Duty؟ إن يبقي عندك فريقين كل فريق معاه علم ودورك إنك تسرق علم الفريق اللي ضدك توديه عندك؟ .. أهو في تقاليد الإنكشارية أقصي جريمة العساكر ممكن يعملوها في حق نفسهم هي إنهم يسيبوا الكازان بتاعهم يتاخد أو يتأسر .. لو حصل وكتيبة من كتايب الإنكشارية إتاخد منها الكازان بتاعها في معركة فكعقاب ليهم بيتم تسريح كل الضباط بتوع الكتيبة من الخدمة وحتي الكتيبة بتتمنع إنها تعرض الكازان البديل بتاعها في أي عرض عسكري.

أفراد الفرقة الإنكشارية وهم شايلين الحلة أو الكازان.

عشان تفهم قد إيه الأكل كان بيمثل حاجة كبيرة أوي في ثقافة الإنكشارية كل اللي عليك تعمله إنك كنت تحضر يوم الجمعة في العاصمة إسطنبول .. كل يوم جمعة بعد الصلاة كانت الكتيبة الإنكشارية اللي كان حظها إنها قاعدة في أسطنبول الإسبوع ده بتاخد الحلة أو الكازان بتاعها وتمشي في شوارع العاصمة لحد ما توصل لقصر السلطان .. هناك بيتعملهم إستقبال رسمي لحد ما يروحوا لمطبخ القصر عشان السلطان شخصياً يبقي معاه مغرفة ويغرف لكل عسكري نصيبه من أكلة اسمها بيلاف Pilaf اللي هي الفتة أو الكبسة .. من هنا جت تسمية الإنكشاريين للسلطان العثماني بإنه بابا اللي بيأكلنا .. التقليد ده كان بيستخدم للتعبير عن رأي الإنكشارية السياسي علي فكرة .. يعني لو الكتيبة أفرادها إترددوا إنهم ياخدوا الأكل من السلطان أو إنهم مجوش أصلاً القصر بعد الصلاة فده يعتبر إعلان من الكتيبة إنها في حالة تمرد .. لو السلطان مستجبش لطلبات الكتيبة فساعتها هم بيدخلوا في عصيان مفتوح بإنهم بيرموا الكازان بتاعهم وبياخدوا بعضهم لميدان قلب أسطنبول وعشان الكتيبة المتمردة تجبر الكتايب التانية إنها تنضم ليهم فكان كل اللي المفروض يعملوه إنهم يسرقوا الكازان بتاع الكتايب التانية.

طبق الفتة أو البيلاف Pilaf اللي السلطان العثماني بنفسه كان بيغرفه لكل عسكري في الفرقة الإنكشارية يوم الجمعة بعد الصلاة.

لأكتر من 200 سنة والإنكشارية دي تعتبر رأس الحربة بتاعة القوات المسلحة العثمانية .. فتوحات العثمانيين كلهم إتبنت علي كتاف القوات دي وده في حد ذاته شيء غريب بالنظر إلي إن كل أفراد القوات دي كانوا أولاً مش أتراك إنما كانوا عبيد من دول فتحها العثمانيين وثانياً إنهم مكانوش مولودين مسلمين أساساً وعشان كده أنا قلتلك إن الإنشكارية دول الميكس بتاع المماليك مع فرسان المعبد خصوصاً لو بدأت تشوف إزاي الإنكشارية بقي ليهم وضعهم ونفوذهم جوه الدولة.

مهم تكون فاهم إن النفوذ بيجي من لما يبقي معاك فلوس وسلاح .. لما عساكر الإنكشارية ياخدوا مرتب شهري يعتبر أعلي مرتب في الدولة ومبيدفعوش عليه أي ضرايب .. الأحلي والأحلي إن كل سلطان عثماني جديد بيجي بيدي منحة لكل الإنكشارية ولو حصل إن سلطان جديد جه وقالك طب ما نوفر ثمن المنحة دي فهو كان بيخاطر إن القوات تثور ضده .. سنين وسنين والإنكشارية عمالين يدخلهم فلوس ونفوذهم بيزيد .. زود علي كده علي إن كل ضابط بيطلع معاش كان السلطان بيعينه حاكم أو والي أو مسئول حكومي بمرتب خيالي .. بيفكرك بحاجة الوضع اللي الإنكشارية كانوا فيه؟ .. الوضع الغلط ده خلق حالة من التوتر إنت لا تتخيلها جوه المجتمع العثماني .. أنا لو شاب عثماني ببص ألاقي شاب تاني عبد مش تركي ومعاه فلوس بالهبل وحتي لما بيطلع معاش بيشتغل شغلانة عمري ما ححلم إني أشتغلها .. مع الوقت الشباب العثماني بقي بيسأل نفسه هم يعني الإنكشارية دول يفرقوا عننا إيد ولا رجل؟ .. مع الضغط الشعبي قبل العثمانيين فكرة إن الشباب التركي المدني ينضم للإنكشارية سنة 1594 ودي كانت بداية الماساة.

رغم إن الإنكشارية كانوا أساساً من العبيد إلا إن الثروة والنفوذ اللي وصلوا ليها خلي كتير من الأتراك عايزين ينضموا ليهم.

إنت شاب تركي قررت تنضم للإنكشارية عشان الفلوس والنفوذ يعني إنت مش داخل لا تحارب ولا داخل تموت فإنت مش بتبقي قابل فكرة إنك تسف التراب عشان تتعلم يعني إيه جندي ويعني إيه حرب ويعني إيه موت؟ .. إنت داخل عشان الفلوس .. مع الوقت الإنكشارية قلبوا علي فرسان المعبد اللي هم بقوا دولة جوه الدولة .. الإنكشارية بقوا عقبة ضد الإصلاح وبقوا صداع في دماغ السلطان لحد ما في سنة 1826 قرر السلطان العثماني (محمود الثاني) إنه يحل الإنكشارية في واحدة من أشهر الحوادث في تاريخ الدولة العثمانية اللي إتسمت بإسم الواقعة الخيرية أو مذبحة الإنكشارية Auspicious Incident .. فكر فيها كده .. لما السلطان يصحي الصبح يقرر يحل سلاح كامل من جيشه فيه 135,000 مقاتل فيثوروا ضده فيضطر يعدم 6000 منهم لمجرد إن حكمه ميروحش منه .. أنا عشان طولت فحكتفي بكده بس قصة نهاية الفرقة الإنكشارية دي لازم تتحكي لوحدها في مقالة خاصة بيها.

المصدر:

مهندس ميكانيكا بحب الصحافه و الكتابه .. مؤمن بان من حق كل بني ادم انه يعرف الحقيقه ورا الخبر .. رسالتي انك تفهم حقيقه اللي بيحصل عشان لما تقرر رايك تكون فاهم انت بتقرر علي اي اساس

تعليق واحد

اترك تعليق

بريدك الالكتروني لن ينشر. يجب ملئ الخانات بعلامة *

من فضلك ادخل التعليق!

من فضلك ادخل الأسم!

من فضلك ادخل البريد الالكتروني!من فضلك ادخل بريد الكتروني صحيح!