تابعونا

فرسان المعبد .. فن البلطجة باسم الدين .. الجزء الخامس.

سنة 1291 الوضع في الشرق كان زي الزفت بالنسبة للمماليك .. السطان (الملك الظاهر ركن الدين بيبرس العلائي البندقاري الصالحي النجمي) صاحب واحد من أكتر الأسامي السيكسي في التاريخ و اللي إنت عارفه باسم (الظاهر بيبرس) كان تقريباً فاضله شوية و يرمي اللي فاضل من الإمارات الصليبية في البحر المتوسط .. (بيبرس) فعلياً أجبر مملكة القدس إنها تعزل من القدس و تروح تعيش في جزيرة قبرص مع حوالي 300 فارس من فرسان المعبد اللي كانوا فاضلين و ده الحقيقة القرار اللي خلي الناس تبدأ تسن سكاكينها في أوروبا ضدهم.

19 أبريل، 2023 575

اللي أنا عايز أقف قدامه الحقيقة لإن دي يمكن من أعظم ما قدمه فرسان المعبد للبشرية لإنهم قدمولنا الإختراع اللي إنت لو خريج تجارة حتلاقيك بتدرسه تحت مسمي المحاسبات المالية و المعاملات البنكية .. الناس دي كانت بتجيلها تبرعات من كل شكل و لون و بكميات ضخمة ومن جهات مختلفة و كان المفروض إنهم يلاقوا طريقة ما لجرد الفلوس دي كلها و دي أول حاجة .. ثانياً إن الفلوس دي يقدروا ينقلوها بسرعة جداً لأي حتة في العالم لتمويل عملياتهم العسكرية لإن متنساش إن فرسان المعبد كان بيتبصلهم علي إنهم الدراع العسكري لبابا الفاتيكان و بالتالي هم عاملين زي القوات الخاصة الأميريكية كده دلوقتي ممكن تلاقيهم متوزعين في حتت كتير علي مستوي العالم  ..فعلياً هم كانوا شغالين علي جبهتين بعاد جداً عن بعض اللي هم جبهة الشرق في سوريا و فلسطين و مصر و جبهة الغرب في الأندلس اللي كان ليهم فيها دور كبير في طرد المسلمين منها ضمن المرحلة التاريخية اللي بتتسمي ريكونكيستا Reconquista أو سقوط الأندلس.. أول حل هم عملوه للمشكلة دي إن بقي ليهم مقر في كل مدينة كبيرة في أوروبا .. مقرهم في العاصمة البريطانية لندن لسه موجود لحد دلوقتي بالمناسبة و اسمه كنيسة المعبد Temple Church .. الفلوس اللي بتتجمع بتروح لأقرب مقر فرعي لفرسان المعبد عشان فريق ضخم جداً من المحاسبين يبدأوا يعملوا جرد شبه شهري للفلوس دي و بيتبعت تقرير شهري للقائد العام للتنظيم اللي كان بيتقال عليه جراند ماستر Grand Master في القدس .. الحقيقة إن الدقة في سجلات الحسابات بتاعتهم كانت مذهلة بالنظر للزمن اللي هم كانوا عايشين فيه .. كل مليم كان بيتصرف بحساب و يمكن عشان كده الفلوس دي لما إتصرفت علي تسليح و تدريب عناصر فرسان المعبد فده إترجم إن سمعتهم علي الأرض كانت إنهم فعلاً القوات الخاصة بتاعة الإمارات الصليبية .. مؤرخين عرب كتير لما جم يتكلموا عن فرسان المعبد كانوا بيتكلموا عنهم بنوع من الإحترام .. هم صحيح كانوا بيسبوا و يلعنوا في سلسفينهم بس علي الأقل كان فيه إعتراف إن فرسان المعبد كانوا أفضل وحدة قتالية من ضمن القوات المسلحة الصليبية كلها.

كنيسة المعبد Templar Church مقر فرسان المعبد في العاصمة الإنجليزية لندن إتبنت سنة 1185 و زي ما إنت شايف في مدخلها حتلاقي عمود رخام متركب فوقه تمثال للشعار أو اللوجو بتاع فرسان المعبد وهم إتنين فرسان راكبين مع بعض حصان واحد كدلالة علي إن الناس دي أساساً فقراء إلي الله و حيفضلوا فقراء إلي الله بس طبعاً ده كان مجرد دعاية.

علاقة فرسان المعبد بالحكم .. فلوس كتير يعني نفوذ كبير يعني خزوقة من كل شكل و لون:

الحقيقة إن فرسان المعبد كانوا صداع في راس أي حد يقعد علي عرش مملكة القدس اللي هي أكبر و أقوي الإمارات الصليبية .. صحيح كل إمارة صليبية ليها حق الحكم الذاتي بس كلمة ملك مملكة القدس بتمشي علي الكل إلا فرسان المعبد .. علي إيدك اليمين هم كانوا زي ما قلت الوحدة القتالية الأكثر إنضباطاً و الأفضل تسليحاً و تدريباً من وسط كل القوات المسلحة لكل الإمارات الصليبية .. بإختصار لو إنت داخل خناقة كبيرة خد معاك فرسان المعبد و حيعملوا معاك الواجب و زيادة بس مش حتعرف تمشي كلمتك عليهم .. عشان تفهم العلاقة الغريبة و المريبة دي تعالي نديلك مثال بالعلاقة التوكسيك اللي كانت بينهم و بين الملك (عموري الأول) اللي كنا إتكلمنا عنه قبل كده لما حكينا قصة (صلاح الدين الأيوبي) .. اللي حصل إن (عموري الأول) وقتها كان طالع ميتين أهله في خناقة مع (نور الدين محمود) حاكم دمشق و اللي بالمناسبة يبقي ابن (عماد الدين زنكي) اللي قدر ياخد إمارة الرها من الصليبيين .. وسط الخناقة بين (عموري) و (نور الدين) متفهمش مين لعب في ودان (عموري) إن ليه لا نروح بجيش نسيطر علي مصر .. إيه المنطق ورا الفكرة دي؟ .. مصر وقتها كانت تحت حكم الفاطميين اللي هم زي ما قلنا قبل كده يبقوا شيعة و في نفس الوقت الفاطميين وقتها كان علي الله حكاتيهم و الناس كلها عارفه إن لو الصليبيين فكروا بس يدخلوا مصر فهم حيسيطروا عليها قبل ما الفاطميين يلحقوا يرقعوا بالصوت .. حلو .. بس فضلت مشكلة بسيطة .. الحشاشين .. دلوقتي الفاطمين شيعة و كمان الحشاشين شيعة ف(عموري الأول) خاف إنه لما يفكر يغزو مصر فالفاطميين يكلموا الحشاشين إن عشان خاطرنا خلصولنا علي (عموري الأول) ده .. طب إيه الحل؟ .. (عموري الأول) بعت جواب لزعيم الحشاشين بإن ليه لا نتصالح و صافي يا لبن حليب يا قشطة .. ده خلي فرسان المعبد علي أخرهم .. السؤال دلوقتي ليه؟

مع بداية ميلاد و ظهور فرسان المعبد و كانت الخناقة بينهم و بين الحشاشين حتمية و فعلاً الإتنين مسكوا في خناق بعض .. الحشاشين كانوا متخيلين إنهم لما يقتلولهم كام فارس من فرسان المعبد فالناس دي ختتخض و حتخاف بس الحشاشين ماكنوش عارفين زي ما حكيت قبل كده إن فيه خط إنتاج شغال الله ينور مبيوقفش عمال ينقل في متطوعين من أوروبا عشان ينضموا لفرسان المعبد .. الحشاشين مع الوقت حسبوها حسبة فلوس .. المبلغ اللي بيتصرف لتجنيد و تدريب حشاش واحد أكبر بكتير من اللي بيتدفع لتجنيد أمير أو عيل ابن ناس من عيلة كبيرة من أوروبا عشان ينضم لفرسان المعبد و بالتالي الحشاشين ملقوش حل غير إنهم يعصروا علي نفسهم شوال عصير لمون و يقبلوا بهدنة مع فرسان المعبد بحيث الحشاشين كل سنة بيدفعولهم مبلغ و قدره لفرسان المعبد تقدر تسميه جزية أو رهن أو إكرامية سميها زي ما تسميها .. الفكرة إن لو (عموري الأول) مضي إتفاق سلام مع الحشاشين فساعتها الحشاشين مش حيبقوا مطالبين يدفعوا مليم لفرسان المعبد .. طب و الحل .. فرسان المعبد خطفوا المرسول اللي زعيم الحشاشين بعته القدس عشان يتفاوض مع (عموري الأول) علي تفاصيل إتفاق السلام و سابوا جثته متعلقه في شوارع القدس عشان يبعتوا رسالة مهمة للملك .. إنت صحيح ملك .. بس مش علينا .. العلاقة التوكسيك دي مع أي ملك كانت هي السبب في نهاية فرسان المعبد.

صورة للبابا (هونوريوس الثاني Honorius II) وهو بيمضي علي ورقة إعتراف الفاتيكان بفرسان المعبد سنة 1128.

نقطة تانية مهمة و هي الفلوس .. مهم تبقي فاهم إن فرسان المعبد هم أولاً و أخيراً ماركة أو Brand و أي Brand في الدنيا محتاجة دعاية أو ماركيتينج Marketing و الماركيتينج اللي كان بيتباع للناس عن فرسان المعبد إن دي ناس لا تبتغي من الدنيا درهماً ولا جاهاً .. بص للوجو بتاعهم حتلاقيه إتنين فرسان راكبين ورا بعض علي حصان واحد عشان يوريك قد إيه الناس دي فقراء لدرجة إنهم معهومش فلوس يجيبوا حصانين بس الفقر ده مش حيمنعهم إنهم يدافعوا عن الكاثوليكية ضد المسلمين الوحشين المتوحشين .. جري الشريط لسنة 1200 و الناس دي بقت مليونيرات و دي حاجة كانت بتحرق دم أي حد يتعامل معاهم .. أنتوا ليه قدام الناس راسمين نفسكوا فقراء .. ليه بتقولوا معناش و أنتوا عندكوا جوه كتير .. كان صعب إنك تمشي في شوارع باريس أو لندن و تتكلم مع مواطن غلبان بإنك تقنعه إنت شايف فرسان المعبد اللي راسمين نفسهم علي إنهم فقراء دول؟ أهو دول إخترعوا النظام البنكي الحديث اللي عيالك و عيال عيالك حيلاقوا نفسهم ميقدروش يعيشوا من غيره .. ده حقيقي بالمناسبة.

لنفترض إنك مواطن إنجليزي قررت تروح تحج للقدس .. أولاً رحلتك من لندن للقدس حتعدي بيك علي حوالي 10 دول علي مدي حوالي شهرين فإنت حتصرفلك قرشين حلوين .. لو قررت تسافر بالفلوس دي كلها فإنت بسهولة ممكن يطلع عليك حد يثبتك و ياخد فلوسك و يقتلك و محدش يعرف يلاقيك بعد كده .. طب و الحل؟ .. حضرتك بتروح لمقر فرسان المعبد في لندن تسيب معاهم فلوسك و بيدوك ورقة مكتوب فيها إنت سبت عندهم قد إيه بالضبط .. بتبدأ رحلتك و معاك الورقة دي كل ما تحب تشتري حاجة بتدي الورقة دي للي عايز تشتري منه أي حاجة عشان هو لما يحب ياخد فلوسه بيضربله مشوار لمقر فرسان المعبد في المدينة بتاعته يقولهم إن فيه حاج إشتري مني كذا و كذا بالمبلغ الفلاني و المسئول في مقر فرسان المعبد بيديله فلوسه كاش .. الحاج بيوصل القدس و أول حاجة يعملها إنه يروح لمقر فرسان المعبد في القدس جوه المسجد الأقصي يديهم الورقة و يخصموا منه المصاريف بتاعته طول الرحلة و في الأخر يدوله فلوسه اللي هو سابها في مقر فرسان المعبد في لندن .. إنت متخيل كم التعقيد في النظام ده؟ .. الناس دي كانت عامله نظام بنكي متكامل ولا بتاع CIB .. النظام البنكي بتاع فرسان المعبد ناس كتير مش بتجيب سيرته كأول نظام بنكي خاص في أوروبا لأسباب حنتكلم عنها بعدين بس عايزك تعرف مثلاً إن النظام ده سبق أول بنك خاص في إيطاليا اللي هو بنك بانكا مونتي دي باسكي دي سيينا Banca Monte dei Paschi di Siena بحوالي 200 سنة .. خدامك برده أنا و العربية إن زي ما حكينا في سلسلة تاريخ الفلوس فالفكرة نفسها إنك تبدل شوية فلوس بورقة دي مش جديدة و إتطبقت في الصين في وقت حكم أسرة تانج تحت ما يسمي فيكوان Feiquan ودي كلمة صينية معناها الفلوس اللي بتطير بس إنت بتتكلم عن مشروع قومي قامت بيه حكومة قصاد مشروع قطاع خاص عامله تنظيم عسكري أقرب ما يكون للبنك الأستثماري بيرأسه بابا الفاتيكان شخصياً .. الناس دي كانت شاطرة في الحسابات لدرجة إن فيه حكومات بتديهم شغلانة إدارة ميزانية البلد من الباطن زي فرنسا مثلاً .. أحياناً بنك فرسان المعبد كان بيقوم بدور السمسار لصفقات البيع و الشراء اللي مينفعش البايع و المشتري يقعدوا مع بعض عشان منظرهم حيبقي وحش قدام الناس .. يعني مثلاً .. يحكي أن ملك إنجلترا (هنري الثالث) حب يشتري جزيرة قصاد ساحل مدينة بوردو الفرنسية اسمها جزيرة أوليرون Island of Oleron بس مكنش ينفع يتقال إن ملك إنجلترا إشتري جزيرة من فرنسا فاللي حصل إن لمدة خمس سنين (هنري) الثالث قسط ثمن الجزيرة بإنه كان بيدفع 200 جنيه استرليني في السنة و بعد ما خلص ثمنها مندوب من البنك راح دفعهم لملك فرنسا و الصفقة تمت من غير ما حد يعرف.

لنفترض إن البابا أعلن حملة صليبية و ليكن مثلاً زي الحملة الصليبية السابعة علي مصر بقيادة (لويس التاسع) سنة 1249 .. طبيعي إن مش كل الناس بتروح تشارك في الحملة و عشان كده اللي مش بيشارك بيدفع ضريبة بيسموها ضريبة الحملة الصليبية و كان دور فرسان المعبد إنهم يعملوا نظام لإزاي تجمع فلوس من دول مختلفة زي فرنسا و إنجلترا و إسبانيا و البرتغال و بلغاريا و تجمع الفلوس دي كلها عشان تبدأ تنقلها لمصر عشان تمول التكاليف اليومية للحملة .. ده شغل فيه ناس بتاخد فيه كورسات بالدولار عشان يتعلموا إزاي يعملوا شبكة لوجيستيكس زي دي .. مع الوقت سمعة النظام البنكي بتاع فرسان المعبد بقت زي الألماظ ومش بس الحجاج اللي بقوا بيسيبوا فلوسهم عندهم إنما مواطنين عاديين و كمان حكومات .. حكومة إنجلترا كانت بتشيل فلوس الضرائب كلها كوديعة في مقر فرسان المعبد في لندن اللي اسمه بقي كنيسة المعبد Temple Church.. حتي بابا الفاتيكان كان بيشيل فلوسه كوديعه في مقر فرسان المعبد في الفاتيكان .. يا مؤمن ده الناس دي كانت ممكن تحول فلوس من حساب لحساب .. يحكي أن كان فيه مواطن إنجليزي إسمه (فولكي دي بيرتوا Folkes de Breaute) حط وديعة في كنيسة المعبد حوالي 40,000 فرانك .. الرجل ده كان فارس في جيش الملك (جون) اللي يبقي أخو الملك (ريتشارد قلب الأسد) المهم إن الأخ (فولكي) ده شارك في إنقلاب عسكري فاشل ضد الملك (جون) و بعد ما إتقبض عليه و طلع قرار بنفيه بره البلد جم بنك فرسان المعبد في لندن قام ساحب الفلوس من حساب (فولكي) و حطهم في حساب الحكومة الإنجليزية.

نهاية فرسان المعبد .. مفيش حاجة أقوي من كذبة سيكسي:

سنة 1291 الوضع في الشرق كان زي الزفت بالنسبة للمماليك .. السطان (الملك الظاهر ركن الدين بيبرس العلائي البندقاري الصالحي النجمي) صاحب واحد من أكتر الأسامي السيكسي في التاريخ و اللي إنت عارفه باسم (الظاهر بيبرس) كان تقريباً فاضله شوية و يرمي اللي فاضل من الإمارات الصليبية في البحر المتوسط .. (بيبرس) فعلياً أجبر مملكة القدس إنها تعزل من القدس و تروح تعيش في جزيرة قبرص مع حوالي 300 فارس من فرسان المعبد اللي كانوا فاضلين و ده الحقيقة القرار اللي خلي الناس تبدأ تسن سكاكينها في أوروبا ضدهم .. أرجع تاني و أقولك إن الفرد ذكي بس الجماعة بهايم .. الناس كانت عايزة حد تلومه علي ضياع الإمارات الصليبية و هم بصوا حوليهم ملقوش حد غير فرسان المعبد .. صحيح و خدامك إن فيه أخطاء كتير وقع فيها فرسان المعبد خلت في الأخر إن الصليبيين يخسروا كل حاجة بس مش منطقي إنك تشيلهم الليلة كلها .. أقرب حاجة تقدر تفهم بيها إزاي الشارع الكاثوليكي كان بيغلي هو لما مثلاً فرقة زي الأهلي و الزمالك تبدأ تخش في مرحلة نتايج زي الزفت فتلاقي السوشيال ميديا مليان بهجوم أحياناً مش مبرر علي اللاعيبة مع إن ممكن يكون فيه أسباب تانية بعيد إن إيد اللاعيبة زي مشاكل إدارية أو أخطاء تحكيمية أو إصابات بس تاني .. الجماعة بهايم .. محدش عنده خلق أو صبر إنه يستهدي بالله و يحلل الأمور .. أنا عايز حد ألومه .. عايز كبش فداء .. سنة 1306 يعني بعد يدوبك 15 سنة من جلاء الصليبيين بره القدس بيجي للحكم في فرنسا الرجل اللي علي إيده فرسان المعبد شالوا أوبح .. (فيليب الرابع).

(فيليب الرابع) كان ملك علي مملكة متداس علي وشها إقتصادياً و زي أي حاكم بيتزنق في قرشين مش بيفكر إزاي يقلل مصاريفه إنما كل اللي بيجري وراه هو إزاي يلم فلوس من الناس و ده خلاه يقول لنفسه ليه لا أفرض ضرائب علي الكنسية الكاثوليكية و الكلام ده سنة 1303 .. الناس دي معاها فلوس زي الرز .. طبعاً ده خلاه يخش في خناقة لرب السما مع بابا الفاتيكان وقتها (بونافاست الثامن) اللي فعلياً كان عايز يقدم ملك فرنسا للمحاكمة بتهمة الهرطقة و الشذوذ الجنسي و دي وقتها كانت من الكبائر اللي بيضيع فيها رقاب .. إنت متخيل .. البابا مكنش عنده مشكلة يطير رقبة ملك فرنسا ظلم عشان بس ملك فرنسا إتزنق في قرشين و فكر ياخدهم بالغصب من الكنيسة الكاثوليكية .. سنة 1306 (فيليب) فضل يشمشم ورا ناس معاه فلوس فلقي قدامه اليهود اللي قرر إنه يطرد 100,000 يهودي بره فرنسا و يستولي علي فلوسهم و أرضهم .. إنت متخيل السفالة و قلة الأدب .. حتي سرقة فلوس اليهود الفرنساويين مكفتش إنها تحل مشكلة فرنسا الإقتصادية وقتها .. (فيليب) فضل يشمشم تاني و سنة 1307 حط عينه علي فرسان المعبد و لقاهم هدف مثالي ليه:

  • أولاً شعبية فرسان المعبد في الشارع زي الزفت بعد ما السمعة المتاخده عنهم إنهم هم اللي ضيعوا القدس و باقي الإمارات الصليبية.
  • ثانياً بسبب مشاكل فرنسا الإقتصادية و إن الحكومة كانت مستلفة فلوس من طوب الأرض خصوصاً فرسان المعبد ففعلياً فرسان المعبد بقوا هم اللي ممشيين وزارة المالية الفرنساوية من المقر بتاعهم في العاصمة باريس لإن فرنسا كانت مديونة ليهم ومش عارفه تسدد ففرسان المعبد قالوا ل(فيليب الرابع) إركن إنت علي جنب بقي إحنا اللي حنمسك وزارة المالية عشان علي الأقل نبقي عارفين نرجع فلوسنا بعدين .. الفكرة إن (فيليب الرابع) عارف إن جيب فرسان المعبد عمران بسم الله ما شاء الله يعني ولو عرف يحط إيده علي الفلوس اللي معاهم فكده هو يقدر نظرياً علي الأقل يحل مشكلة السيولة بتاعته.
  • ثالثاً و ده المهم إن فرسان المعبد هم الدراع اليمين للبابا و (فيليب) متخانق مع البابا (بونافاست الثامن) فمن مصلحة (فيليب) إنه يطلع فرسان المعبد قدام الناس إنهم ولاد كلب عشان ساعتها البابا حيبقي منظره وحش.

طب حلو كل ده جميل .. حنعمل ده إزاي؟ .. الخطة كانت بسيطة لدرجة التفاهة .. إنت حتعمل خطة متخرش المياه عشان تقدر تعتقل كل أفراد فرسان المعبد اللي عايشين في فرنسا في وقت واحد و بعد ما تعتقلهم توجه ليهم كل التهم الممكنة و الغير ممكنة اللي ليها علاقة بالنص التحتانية .. لو أنا جيت سألتك لو أنا عايز أبوظ سمعة حد زي مثلاً (محمد رمضان) أو حتي أدمر الكاريير بتاع حد أبن ناس زي (أحمد مكي) أطلع عليه إشاعة أقول فيها إيه؟ .. إنه خمورجي؟ .. عادي ما (محمد منير) كلنا عارفين إنه بيشرب و بنسمعه و بنحضرله حفلاته عادي .. عينه زايغة؟ .. طب ما عادي (عمرو دياب) كان مرتبط بثلاثة في وقت واحد وكنا كلنا بنغير منه .. إنه حرامي و مرتشي؟ .. طب ما عادي الرئيس (محمد حسني مبارك) الله يرحمه كلنا عارفين إنه كان فاسد و كلنا نفسنا إننا نرجع بالزمن تاني لأيام ما كان بيحكم .. فكر فيها كده .. مفيش تهمة أو إشاعة تدمر الكاريير بتاعة أي حد قد الشذوذ الجنسي .. وقتها المجتمع الفرنساوي كان زي مجتمعنا كده محافظ شوية مش زي السداح مداح اللي بيحصل بره ده .. لو طلع علي حد إشاعة إنه شاذ جنسياً في فرنسا وقتها فخلاص كده الدنيا باظت وده اللي عمله (فيليب الرابع) .. هو تقريباً طلع إشاعة إن فرسان المعبد دول شوية رجاله مقضيينها شذوذ و فجر و عربدة .. يوم الجمعة 13 أكتوبر 1307 الخطة إتنفذت و من وقتها و تاريخ جمعة يوم 13 أو Friday the 13th بقي متعارف عليه وسط الناس إن ده اليوم اللي بتحصل فيه مصايب.

قبر إتنين من فرسان المعبد مدفونين جوه مقر فرسان المعبد في قلب العاصمة الإنجليزية لندن اللي إتعرف باسم كنيسة المعبد أو Temple Church.

مفيش حد فيكي يا أوروبا أستجري يدافع عن فرسان المعبد .. إيه شذوذ لا يا عم مينفعش أدافع عن الناس دي .. مهما كانت التهم متلفقة .. بإعتراف (فيليب الرابع) بنفسه كل الإعترافات اللي طلعت من بق المعتقلين تم الحصول عليها بأبشع أنواع التعذيب و بالتالي كل الإعترافات دي ولا ليها أي لازمة و ملهاش مكان غير المجاري .. (إدوارد الثاني) ملك إنجلترا ولا رفع إيده حتي يقول ل(فيليب) فيه إيه يا جدع إنت هو فيه حد يعمل اللي إنت بتعمله ده .. المشكلة كانت إن اللي كان المفروض يقف في ظهر فرسان المعبد باعهم .. وقتها بابا الفاتيكان كان (كليمونت الخامس) وده كان رجل أساساً فرنساوي و عايش في فرنسا فمكنش يقدر يكسر كلمة (فيليب) بس هو عمل اللي يقدر عليه بإنه قال إن فرسان المعبد دول يبقوا تحت سيطرة البابا و بالتالي لو كانوا غلطوا فاللي المفروض يحاسبهم هو البابا .. كنوع من تضييع الوقت إتفتح تحقيق شمل أنشطة فرسان المعبد في كل حتة في أوروبا من صقلية لأسبانيا لإيطاليا لفرنسا لإنجلترا و لإن التحقيق ده متمش فيه استخدام التعذيب فكل الإعترافات اللي طلعت من المعتقلين في فرنسا محدش أيدها أو أكدها في أي بلد تانية .. تحقيق عمال يتمط زي مسلسلات رمضان عندنا من سنة 1307 لحد سنة 1311 لما كل الأدلة اللي إتجمعت إتحطت قدام مجلس من القضاة في مدينة ليون الفرنسية فضلوا يقروا كل الورق و يسمعوا لكل الشهادات ولا كأنها محاكمة القرن بتاع الرئيس (حسني مبارك) لحد ما في الأخر الحكم اللي طلع بحل تنظيم فرسان المعبد و حتي القرار ده لما إتطبق و (فيليب) خد فلوسهم اللي كانت في فرنسا بعد خمس سنين من إعتقال أفراد التنظيم في فرنسا كانت الأزمة الإقتصادية الفرنسية باظت لدرجة إن حتي الفلوس اللي كانت في خزنة فرسان المعبد مكفتش إنها توفر السيولة اللي كان بيتمناها (فيليب) .. بمجرد ما طلع قرار حل التنظيم و فجأة زي ما تقول كده فرسان المعبد فص ملح و داب.

يبقي السؤال الحقيقة هو يا تري ليه السمعة المتاخدة عنهم؟ .. ليه دايماً فيه نظرية مؤامرة؟ .. علي فكرة فرسان المعبد مش هم بس الMilitary Order اللي كان بيخدم مصالح الإمارات الصليبية لإن فيه عندك الفرسان الهوسبيتاليين و الفرسان التيتونيين بس محدش بيجيب سيرة دول .. بسم الله ما شاء الله لما نزلت رواية The Davinci Code كمان زي ما تكون ختمت علي سمعة فرسان المعبد أكيد وراهم سر ما يعلم بيه إلا ربنا .. علي فكرة (دان براون Dan Brown) اللي كتب الرواية دي بني الفكرة بتاعتها علي إن فرسان المعبد دورهم الأساسي مكنش حماية طريق الحجاج زي ما أنا قلت و كان شايف إن ده مجرد Cover Story أو كذبة لإخفاء الهدف الحقيقي لوجودهم و هو حماية ما يسمي بالكأس المقدس Holy Grail .. في رواية The Davinci Code الكأس المقدس ده كان استعارة مكنية لبنت سيدنا (عيسي) عليه السلام اللي دور فرسان المعبد هو إخفاء هويتها الحقيقية و حمايتها من إن يتعرف هي مين و حماية نسلها من بعدها .. الفكرة دي أساساً جت ل(داون براون) من شغل أديب تاني اسمه (فولفرام فون أشنباخ Wolfram von Eschenbach) اللي سنة 1210 كتب قصيدة عن حياة الملك (ارثر) جاب فيها سيرة فرسان المعبد بإنهم مكلفين بحماية الكأس المقدس .. يطلع إيه الكأس المقدس ده؟ .. ده سبب شرعية حكم الله عز وجل علي الأرض .. إنت متخيل الكلام؟ .. اللي أنا عايزك تعرفه إن كل الكلام عن الكأس المقدس و الدور المخفي لفرسان المعبد ده ملوش غير مكان واحد و هو الروايات .. ده زي ما كده مش كل ضباط المخابرات العامة المصرية عندهم نفس إمكانيات (أدهم صبري) و كلهم في حياتهم (مني توفيق) و (سونيا جراهام) .. يبقي في رأيي السر ورا كل الإشاعات و المؤامرات دي كلها إن مفيش معلومة مؤكده و زي ما أنا دايماً بقول في غياب المعلومة المؤكدة بيزيد الهبد بمعدل أسي أو Exponential مش تصاعدي حتي .. عايزك تعرف إن أرشيف فرسان المعبد كان محفوظ في القدس و بعد كده إتنقل عكا و بعد كده نقلوه قبرص و لما العثمانيين دخلوا قبرص الأرشيف ده أختفي و إتنقل لأسطنبول و محدش عارف هو فيه إيه أصلاً.

يبقي في رأيي إن قصة فرسان المعبد توريك قد إيه الBranding و الMarketing مهم .. فن التسويق هو اللي خلي لفرسان المعبد المكانة دي في التاريخ مع إنها في رأيي الشخصي مكانة مبالغ فيها كتير الحقيقة .. الزي بتاعهم اللي عبارة عن جلابية بيضا مرسوم عليها صليب أحمر كبير كرمز لإزاي الناس دي معندهاش أي مشكلة تسيح دم أي حد في سبيل إعلاء كلمة الكاثوليكية .. ده ماركيتينج .. يمكن عشان كده اللي هزم فرسان المعبد هو شوية ماركيتينج .. من القصص المشهورة أوي إن بعد معركة حطين (صلاح الدين) الله يرحمه قرر إخلاء سبيل الأسري الصليبيين إلا فرسان المعبد و الفرسان الهوسبيتاليين اللي كانوا تقريباً 200 أسير و قرر (صلاح الدين) إعدامهم كلهم بإنه قطع رقابيهم و سابهم زي ما هم في مكان المعركة كتحذير لباقي فرسان المعبد اللي حيدافعوا عن القدس و يمكن إنت لو شفت النسخة الطويلة من فيلم Kingdom of Heaven كنت حتشوف ده بس إنت مهم تفهم هو ليه (صلاح الدين) عمل كده؟ .. هو كان متخيل إن هي دي الطريقة إنه يهزم فرسان المعبد إنه يدبحلهم القطة .. (صلاح الدين) مكنش فاهم إن فرسان المعبد هم شوية ماركيتنج معمولين صح و عشان كده (فيليب الرابع) لما حب يجيب أجلهم خلص عليهم بشوية ماركيتينج برده .. يمكن لو قبل ما (صلاح الدين) قبل ما يقرر يفتح القدس كان طلع إشاعة عن فرسان المعبد إنهم شوية شواذ جنسياً مكنش إضطر أساساً إنه يحارب في حطين .. دي طبعاً مبالغة بس إنت فاهم قصدي.

المصادر:

مهندس ميكانيكا بحب الصحافه و الكتابه .. مؤمن بان من حق كل بني ادم انه يعرف الحقيقه ورا الخبر .. رسالتي انك تفهم حقيقه اللي بيحصل عشان لما تقرر رايك تكون فاهم انت بتقرر علي اي اساس

اترك تعليق

بريدك الالكتروني لن ينشر. يجب ملئ الخانات بعلامة *

من فضلك ادخل التعليق!

من فضلك ادخل الأسم!

من فضلك ادخل البريد الالكتروني!من فضلك ادخل بريد الكتروني صحيح!