تابعونا

تاريخ

فرسان المعبد .. فن البلطجة باسم الدين .. الجزء الأول.

(أوربان الثاني) قرر إن البذرة بتاعة فكرته تتزرع في مجلس كليرمونت و دي مدينة في فرنسا يوم 27 نوفمبر 1095 .. تقدر تقول إن المجلس ده عامل زي حلقة ذكر كده فالمهم (أوربان الثاني) طلع كل الماركيتنج اللي عنده في إنه يبيع فكرة إن لازم المسيحيين الكاثوليك يتوحدوا و يرجعوا القدس الشريف تاني تبقي تحت سيطرة الأوروبيين .. قصاد أي مسلم تقتله تذكرتك لجنة الخلد محجوزة .. أوفر ولا الأوفرات بتاعة البلاك فرايداي.

26 مارس، 2023 1.2 ألف

لينك التسجيل الصوتي علي ساوند كلاود:
https://on.soundcloud.com/wE9he

في تاريخ البني أدمين فيه حاجات قليلة أوي أي حد و هو ماشي في الشارع يقدر يميزها .. يعني مثلاً .. إمشي في الشارع وقف أي حد تعرفه و وريه صورة (أدولف هتلر) حتلاقيه عارفه .. نفس الكلام مع الأميرة (ديانا) برده .. فيه شخصيات معينة و كيانات معينة في التاريخ بقت خلاص براند Brand أو ماركة مميزة و من ضمن البراندات دي فرسان المعبد أو Knights Templar و دي أهم حاجة تعرفها عن الناس دي و هي إنهم براند .. الفارس اللي لابس جلابية بيضا عليها صليب أحمر كبير و شايل سيف من اللي بنشوفهم في مسلسل Game of Thrones .. أي حد لعب Assassin’s Creed عارفهم كويس .. أي حد قرأ تاريخ أو حتي شاف فيلم الناصر صلاح الدين أو فيلم Kingdom of Heaven حيبقوا عدوا عليه قبل كده .. النهاردة حنتكلم عن الكيان الغريب ده .. فرسان المعبد و الماسونيين الأحرار و الألوميناتي إرتبط إسمهم بكم أساطير و قصص و نظريات مؤامرة إنت لا تتخيلها و النهاردة أنا جاي مش حقولك إني حطلعك من المقالة محضر ماجستير في تاريخ فرسان المعبد بس علي الأقل يبقي عندك الأرضية اللي تخليك لو حبيت تقرأ عنهم بشكل أوسع تبقي واقف علي أرض صلبة.

قصة النهاردة حنبدأها من الأول خالص لإن المقالة دي هي تاريخ فرسان المعبد للمبتدئين و عشان كده إحنا لازم نبدأ القصة سنة 1095 و ميلاد الحملة الصليبية الأولي .. صحيح إن فرسان المعبد إتكونوا بعد سنين من نهاية الحملة الصليبية و إحتلال القدس الشريف بس إنت عشان تبقي فاهم هم الناس دي ظهرت ليه و إيه كان دورها و إزاي دورها ده إتغير و تطور مع الزمن لحد ما تفهم هم إزاي أنتهوا في يوم و ليلة لازم الأول تبقي مستوعب كويس الفترة التاريخية اللي هم طلعوا فيها و عشان كده بدايتنا لازم تكون مع ميلاد الحملة الصليبية الأولي.

مجلس كليرمونت .. إنها إرادة الله:

مهم تفهم إن الأفكار زيها زي البضاعة محتاجة اللي يسوقها و يعملها شوية ماركيتنج حلوين .. إنت ممكن تكون بتقول كلام زي الفل بس تكون بتقوله غلط و محدش يمشي وراه .. و ممكن تكون بتقول أي هري بس بقك حلو و الناس تتلف حوليك .. الحاكم الشاطر مش اللي يكون عنده أفكار حلوة .. الحاكم الشاطر اللي يعرف يبيع الأفكار بتاعته سواء بقي كانت حلوة أو عفشة .. عشان كده عايزين نتكلم شوية عن البابا (أوربان الثاني Urban II) .. في الوقت اللي قصتنا بتحصل أوروبا زيها زي دلوقتي بتتكون من ممالك .. لو أنا جيت دلوقتي سألتك هي مين أقوي 3 دول في أوروبا حتقولي مين .. أكيد ألمانيا و فرنسا و إنجلترا .. أهو سنة 1095 برده كانت أقوي 3 ممالك في أوروبا هي فرنسا و إنجلترا و ألمانيا اللي كان وقتها إسمها الإمبراطورية الرومانية المقدسة أو Holy Roman Empire البلد اللي ليها أكتر إسم سيكسي في تاريخ الدول .. المهم .. في الوقت ده (أوربان الثاني) بصفته البابا كان متخانق مع إمبراطور الإمبراطورية الرومانية المقدسة و كانت الخناقة دي جامدة لدرجة إن الإمبراطور كان معين بابا من عنده إسمه (كليمونت الثالث Clement III) و بيقول إن البابا بتاعه هو البابا اللي بحق و حقيقي و إن (أوربان الثاني) ده بابا فشنك .. مش كده و بس .. عشان الإمبراطورية الرومانية المقدسة كانت بتسيطر علي مدينة روما عاصمة إيطاليا دلوقتي و اللي فيها مقر البابوية الكاثوليكية في الفاتيكان ف(أوربان الثاني) أصلاً يعني مكنش عارف يخش روما و كان قاعد في فرنسا.

الفكرة اللي جت ل(أوربان) هو ليه لا بدل ما دول أوروبا رافعة السلاح علي بعض يقوموا رافعين السلاح علي عدو مشترك؟ .. ما هو لو ده حصل فشرعية الباباوية حترجع ليه مش للبابا الفشنك .. بس هو السؤال دلوقتي مين البعبع اللي دول أوروبا كلها ممكن تتوحد ضده؟ .. الإجابة جاتله من جواب بعته ليه (أليكسيوس كومنينوس Alexius Comnenus) إمبراطور الإمبراطورية البيزنطية بيطلب فيها مساعدة الفاتيكان عشان بلده تقدر تقف قصاد السلاجقة الأتراك .. أقف بقي هنا .. الإمبراطورية البيزنطية دي هي البلد اللي إنت عارفها دلوقتي بإسم تركيا واليونان .. حلو .. السلاجقة دول ناس مسلمين كانوا عايشين في الحتة اللي إنت عارفها بإسم سوريا بس واحدة واحدة بقوا بيهاجموا الإمبراطورية البيزنطية لحد ما طردوا البيزنطيين تقريباً من كل شبه جزيرة الأناضول و أغلب تركيا بقت تحت إيد السلاجقة .. جميل .. كل اللي (أليكسيوس كومنينوس) كان بيحلم بيه إن (أوربان الثاني) يبعتله شوية فلوس و كام ألف مقاتل و شكراً علي كده.

ده العالم وقت ما البابا (أوربان الثاني) أعلن بداية الحملة الصليبية .. الدولة البيزنطية خسرت جزء كبير من أرضها لحساب دولة السلاجقة اللي بتسيطر علي تركيا و سوريا و لبنان .. الدولة الفاطمية الشيعية بتسيطر علي القدس و مصر.

 (أوربان) كان عارف إن السر في إزاي الكلام حيتباع للناس .. هو مينفعش يقول للناس إنه عايز يعمل حملة عسكرية لإنقاذ الإمبراطورية البيزنطية عشان يرجع تاني شرعيته كبابا للفاتيكان .. الحقيقة محدش حيصدقها .. هو كان محتاج كذبة بس كذبة الناس تصدقها بسهولة و الكذبة دي إن القدس الشريف اللي بقالها أكتر من 400 سنة تحت سيطرة المسلمين و محدش سامع ليها حس المسيحيين اللي فيها عايشين كعبيد ملهمش قيمة .. من سنة 637 و دي السنة اللي القدس بقت في إيد المسلمين لحد سنة 1095 و المسيحيين في المدينة بيتداس علي وشهم من المسلميين الوحشين المتوحشين .. بس السؤال إيه اللي يخلي المواطن المسيحي الكاثوليكي الأوروبي البسيط يسيب اللي وراه و اللي قدامه و يقرر يرمي نفسه في التهلكة في حرب مع عدو هو مشافوش قبل كده؟ .. الإجابة إن المواطن البسيط ده حياخد الحاجة اللي مفيش ملك في أوروبا حيقدر يوفرهاله .. الجنة.

(أوربان الثاني) قرر إن البذرة بتاعة فكرته تتزرع في مجلس كليرمونت و دي مدينة في فرنسا يوم 27 نوفمبر 1095 .. تقدر تقول إن المجلس ده عامل زي حلقة ذكر كده فالمهم (أوربان الثاني) طلع كل الماركيتنج اللي عنده في إنه يبيع فكرة إن لازم المسيحيين الكاثوليك يتوحدوا و يرجعوا القدس الشريف تاني تبقي تحت سيطرة الأوروبيين .. قصاد أي مسلم تقتله تذكرتك لجنة الخلد محجوزة .. أوفر ولا الأوفرات بتاعة البلاك فرايداي .. الناس سمعت الكلام و إحتاجت شوية عشان تستوعبه .. أساساً يعني محدش كان مستني إن البابا يفتح سيرة حملة عسكرية بالشكل ده لبلد كتير من اللي كانوا حاضرين المجلس عمرهم ما شافوها أصلاً بس في وسط الحضور طلع واحد متحمس أوي صرخ بعلو صوته ديوس فولت Deus Vult و دي كلمة لاتيني معناها إنها إرادة الله أو God Wills it  اللي هي النسخة اللاتيني من ينصر دينك يا شيخنا .. شوية و الناس كلها بقت بتهتف .. ديوس فولت .. ديوس فولت .. و (أوربان الثاني) واقف جاله أسقف أو Bishop إسمه (أديمار Adhemar) من الكنيسة سجد تحت رجله و قاله إنه بيتطوع يقود هو أي حد عايز يروح القدس عشان يشارك في الحملة المقدسة اللي البابا عايز يعملها  .. بس اللي حصل بعد كده محدش كان متوقع إنه يحصل ولا حتي (أوربان الثاني) شخصياً.

لوحة زيتية بتعبر عن البابا (أوربان الثاني) في مؤتمر كليرمونت يوم 27 نوفمبر 1095 و يعلن فيه بداية الحملة الصليبية لإحتلال القدس الشريف.

خليني الأول أقولك هو (أوربان الثاني) كان مخطط لإيه و بعد كده أقولك هو إزاي كل اللي كان بيحلم بيه ده إترمي من الشباك .. زي ما قلتلك الفكرة كلها إن أمراء و ملوك أوروبا يستغلوا تذكرة دخول الجنة عشان بدل ما بيرفعوا السلاح علي بعض يتوحدوا سوا ضد عدو مشترك اللي هو المسلمين .. زي ما حضرتك عارف تجهيز جيش دي مش حاجة سهلة .. إعلان التعبئة العامة للقوات المسلحة من أكتر القرارات اللي الدول بتخاف تاخدها و عشان كده مؤتمر كليرمونت إتعمل في نوفمبر 1095 و الخطة كانت إن الجيوش الأوروبية حتبدأ تزحف بإتجاه القدس في أغسطس 1096 يعني قدامنا لسه 9 شهور عشان ملوك أوروبا ينظموا ميزانية السنة و يكون موسم الحصاد بدأ فالجيوش و هي بتتحرك تقدر تمون أكل و شرب و التفاصيل الورقية الكتير دي تخلص .. اللي كان (أوربان الثاني) عايز يعمله ده كلام الناس العاقلين اللي مذاكرين بره و جوه و فاهمين هم بيتكلموا عن إيه .. المشكلة إن زي ما قلتلك الحاجة اللي هو عرضها علي المواطن الأوروبي البسيط كان صعب تتفوت .. إنت متخيل إنك يتقالك حتخش الجنة لو بس رحت القدس أيا كانت ذنوبك اللي إرتكبتها .. المشكلة إن البسطاء طمعوا أوي في التذكرة دي لدرجة إنهم إتصرفوا من دماغهم عشان تبدأ سلسلة أحداث في منتهي المأساوية و منتهي الكوميديا لدرجة إني متؤكد إنك في مرحلة من المراحل حتبدأ تهرش في شعرك و تتهمني إني أكيد بسرح بيك .. اللي حنحكيه دلوقتي هو ما يعرف في التاريخ بإسم حملة الفلاحين و اللي الحقيقة هم مش حملة واحدة .. دول حملات كتير.

حملة (بيتر الناسك) .. ده اللي حضر العفريت و معرفش يصرفه:

(بيتر الناسك Peter the Hermit) ده رجل كان بيتقال عليه إنه من أولياء الله الصالحين لو المصطلح ده ينفع يتقال علي الكاثوليك بس خلينا نفترض إنه ينفع كنوع من التقريب .. (بيتر الناسك) محدش عارف بالضبط هو كان من ضمن اللي حضروا مجلس كليرمونت ولا لا بس اللي إحنا عارفينه إن الرجل ده كان مقتنع إقتناء كامل بكل كلمة قالها البابا (أوربان الثاني) و بقي بيجود من عنده كمان يعني مثلاً هو إخترع قصة إنه سافر بنفسه للقدس و شاف بعنيه الجرائم اللي بترتكب في المسيحيين اللي عايشين فيها علي إيد المسلمين الوحشين المتوحشين .. (بيتر) كان بيلف علي بيت بيت في مدينة كولون الألمانية عشان يقنع الناس إنها تسيب اللي وراها و اللي قدامها عشان تخش الجنة .. شغل إيه و حصاد إيه و دنيا إيه اللي أنتوا بتجروا وراها .. أنا بقولكوا البابا بيوعدكوا بجنة الخلد .. لما بيتقاله إحنا معناش فلوس الرحلة و إحنا أساساً منعرفش هي القدس دي فين بيرد يقول إن اللي بيقرر من جواه إنه يشارك في الحملة دي عشان يخش الجنة فسيدنا (عيسي) عليه السلام شخصياً حيحميه .. (بيتر) كان ناجح بشكل عجيب و مريب لدرجة إنه قاد بنفسه الالاف من الفلاحين اللي مشيوا وراه و هم أساساً مش عارفين هم ماشيين صح ولا غلط بس عندهم إيمان معرفش جابوه منين إن (بيتر) فاهم هو بيعمل إيه.

لما (بيتر) بدأ يتحرك من مدينة كولون الألمانية كان تحت إيده حوالي 40,000 بني أدم ما بين رجالة و ستات و أطفال و شيوخ .. أرجع تاني و أقولك إن الناس دول مش هم التارجيت اللي البابا (أوربان الثاني) كان مخططله إنه يروح القدس بس أدي الله و أدي حكمته .. في إبريل 1096 يعني 4 شهور بدري برده عن المعاد اللي البابا (أوربان الثاني) حطه الناس دي بدأت تتحرك و تاتا خطي العتبة لحد ما وصلوا لحد المجر .. أقف بقي هنا عشان شوية و حنرجع نكمل تاني مع (بيتر) و الناس اللي معاه كمان شوية.

حملة (والتر سان أوفوار) .. محدش قالهم إن فيه فرق بين السرعة و التسرع:

(والتر سان أوفوار Walter Sans Avoir) ده رجل فرنساوي من ضمن اللي حضروا مجلس كليرمونت و كلام (أوربان الثاني) أثر فيه جدأً لدرجة إنه لم شوية ناس إتجمعوا حوليه و إتحرك بدري أوي قبل حتي حملة (بيتر الناسك) و عدي فرنسا و قطع ألمانيا بالعرض لحد ما وصل للمجر لحد ما وصل لمدينة بلجراد اللي هي عاصمة صربيا دلوقتي و اللي كانت وقتها جزء من الإمبراطورية البيزنطية .. حاكم بلجراد شاف الناس دي و هرش في شعره .. الكلام اللي جاله من الإمبراطور (أليكسيوس كومنينوس) إن بابا الفاتيكان فعلاً حيبعت قوات بس القوات دي مش حتوصل قبل شهر سبتمبر 1096 .. و بعدين الإمبراطور قال إن حتيجي قوات .. دول مش قوات .. دول شوية فلاحين .. حاكم بلجراد قال ل(والتر) معلش أنا مش حعرف أدخلك المدينة فلو سمحت خليك إنت و رجالتك بره دلوقتي لحد بس ما أبعت جواب للإمبراطور أفهم منه أعمل إيه لإن زي ما إنت عارف إنتوا وصلتوا بدري أوي .. الناس اللي مع (والتر) عشان مكنش معاهم أكل ولا فلوس فملقوش حل غير إنهم يسرقوا و يهاجموا القري اللي حولين بلجراد .. طبعاً ده خلي القوات البيزنطية اللي بتحمي المدينة تتدخل و تشتبك مع الفلاحين و تقتل حبة منهم و تقبض علي الباقي اللي إترحلوا علي القسطنطينية عاصمة الإمبراطورية البيزنطية عشان الإمبراطور بنفسه يقرر حيعمل معاهم إيه.

حملة (كونت إيميكو) .. مش لاقيين مسلمين مش مشكلة فيه يهود:

(إيميكو Emicho) ده كونت أو حاكم مدينة إسمها لاينينجين Leiningen في ألمانيا .. ده لا حضر مجلس كليرمونت ولا عمره قابل (بيتر الناسك) بس هو سمع بالكلام اللي هو بيقوله و عجبه جداً .. (إيميكو) جمع رجالته و بدأ يزحف علي القدس بس و هو ماشي لاحظ حاجة غريبة .. هو إيه اللي يخليني أتعب نفسي و أسافر القدس عشان أقتل مسلمين و أخد فلوسهم طب ما اليهود اللي عايشين في ألمانيا معاهم فلوس برده .. قرية قرية و مدينة مدينة (إيميكو) و رجالته يخشوها يقتلوا اليهود اللي فيها يحرقوا بيوتهم و يسرقوا فلوسهم و بفكرك إن دول يهود ألمان يعني نفس أهل بلد (إيميكو) .. رحلة (إيميكو) من ألمانيا لحد المجر كانت بتجر وراها دم الألاف من اليهود اللي هو قتلهم من غير أي مبرر لحد ما وصل لعاصمة مملكة المجر اللي إسمها موسون و اللي الملك بتاعها جاله خبر بالجرايم اللي إرتكبها (إيميكو) و هو جاي و رفض يدخله المدينة .. و لما (إيميكو) حاول يحاصر المدينة المجريين داسوا علي وشه هو و جيشه اللي معادش فاضل فيهم حد و دهب اليهود اللي (إيميكو) سرقه إنتهي في جيب مملكة المجر.

حط سير حملة (بيتر الناسك) اللي كانت واحدة من حملات الفلاحين .. الأخ بدأ من مدينة كولن الألمانية و عدي ألمانيا كلها بالعرض و عدي علي مدينة بلجراد و نهبها .. لحد ما وصل للإمبراطورية البيزنطية و يدوبك بمجرد ما وصل جوه تركية للأراضي اللي تحت سيطرة السلاجقة الأتراك فالمذابح اللي إرتكبها رجالته أستفزت السلاجقة جداً و طردوه بره أرضهم و رجعوه تاني للقسطنطينية.

لسه ملك المجر بيقول هيييييه لقي (بيتر الناسك) و معاه ال40,000 بتوعه داخلين عليه بس لسبب ما ملك المجر حس إن (بيتر) مش زي (إيميكو) .. (إيميكو) بلطجي بس (بيتر) باين عليه إنه بتاع ربنا و كمان معاه رجاله و ستات و أطفال و عواجيز فباين كده إن الناس دي مش بتاعة مشاكل .. ملك المجر وافق إن (بيتر) و اللي معاه يكملوا رحلتهم جوه المجر لحد القسطنطينية بس بشرط إن (بيتر) يوعده إنه مش حيعمل قلق .. الناس ماشية في أمان الله لحد ما دخلوا سوق من ضمن الأسواق اللي (إيميكو) و رجالته سرقوهم .. كلام جاب كلام .. شتيمة جابت شتيمة .. السلاح إترفع .. خناقة لرب السما مات فيها 4,000 مواطن مجري و الناس بتاعة (بيتر) سرقت اللي قدروا يسرقوه من أكل و شرب و جريوا علي الحدود بين المجر و الإمبراطورية البيزنطية قبل ما ملك المجر يعرف يحصلهم عشان المصيبة دي دلوقتي تبقي من نصيب حاكم بلجراد اللي جبنا سيرته من شوية لما صحي الصبح لقي الحملة بتاعة (والتر سان أوفوار) علي عتبة باب مدينته.

حاكم بلجراد قالك بسيطة .. زي ما بعت قوة عسكرية عشان توصل الحملة بتاعة (والتر سان أوفوار) للقسطنطينية فأنا برده حجيب شوية عساكر و أقولهم يوصلوا الحملة بتاعة (بيتر) هناك .. متفهمش إيه اللي حصل بس في نص السكة شوية من الناس بتوع (بيتر) قتلوا العساكر البيزنطيين اللي المفروض كان دورهم إنهم يحموهم و قاموا هاجمين علي مدينة بلجراد و سرقوها و حرقوها .. بعدها حملة الفلاحين أو الحرامية و البلطجية بتوع (بيتر) قالوا إحنا نروح نسرق مدينة نيش اللي هي تاني أكبر مدينة في الإمبراطورية البيزنطية بعد القسطنطينية .. و هم رايحين لقوا إن حاكم بلجراد اللي كانت غلطته إنه سمحلهم يعدوا لجوه البلد مستنيهم بجيش كان حيدوس علي وشهم .. في الأول (بيتر) عرض علي الحاكم بتاع بلجراد إنهم حيمشوا بهدوء و مفيش داعي للدم بس ياريت لو تعرف توفر أكل و شرب للفلاحين بتوعي .. بس في نفس الوقت حاول تفهم إنك تأكل 40,000 بني أدم مش حاجة سهلة و حاكم بلجراد مكنش عايز يتحط في موقف إنه يسحب من قوت شعبه عشان يأكل شوية أجانب .. قلة الأكل المتاح خلت الفلاحين اللي مع (بيتر) يحاولوا يهاجموا مدينة نيش و هنا حاكم بلجراد أعصابه فلتت .. هو إدي لعساكره الحرية اللي تشوفوه من الفلاحين بتوع (بيتر) خلصوا عليه .. وسط الإنسحاب العشوائي و الفوضي الفلاحين اللي فاضلين من حملة (بيتر) كملوا رحلتهم لحد ما وصلوا للقسطنطينية عشان هناك (بيتر) يقابل (والتر سان أوفوار) و الإتنين يقفوا قدام الإمبراطور (أليكسيوس كومنينوس).

الإمبراطور قالهم قدامكوا حل من إتنين .. يا تستنوا هنا لحد ما الجيوش النظامية الأوروبية اللي وعدني بيها البابا (أوربان الثاني) توصل علي أمل إن ياريت يعني الناس في أوروبا اللي لبوا نداء البابا للمشاركة في الحملة الصليبية ميكونش أنتوا بس و ده يبقي نصيبي من الدنيا .. أو لو أنتوا مستعجلين حوفرلكوا شوية سفن عشان تنزلكوا علي ساحل شبه جزيرة الأناضول اللي بقت دلوقتي حرفياً كلها تحت سيطرة السلاجقة .. (بيتر) و (والتر) بصوا لبعض و قالوا في صوت واحد للإمبراطور لا إحنا مستعجلين .. بمجرد ما شوية البلطجية دول وصلوا تركيا فهم كانوا سرطان و بينتشر .. كل بيت يشوفوه يسرقوه و يحرقوا .. كل شجرة .. كل حيوان .. كل بني أدم سواء مسيحي أو مسلم عايش في تركيا يقع بين إيديهم يخلصوا عليه .. وجودهم إستفز السلاجقة اللي مهدوش غير لما طردوهم من أرضهم .. من أصل 40,000 بني أدم بدأوا حملة الفلاحين مبقاش فاضل منهم غير 3,000  اللي عرفوا يرجعوا تاني القسطنطينية هربانين من سيوف السلاجقة .. لحد اللحظة دي لو حنعتبر الحملة الصليبية الأولي ماتش كورة فالصليبيين طلعوا من الشوط الأول مثلاً خسرانين 6-0 ولا حاجة .. دي حملة معرفتش غير إنها تخلق مصايب .. الاف القتلي من مملكة المجر من غير أي داعي .. الاف القتلي من المواطنين البيزنطيين الغلابة اللي برده ملهمش ذنب .. الاف القتلي من اليهود الألمان .. كل دول كانوا مسيحيين بالمناسبة يعني دي حملة قتلت مسيحيين أكتر بكتير ما قتلت مسلمين لإن أغلب ضحايا الحملة لحد دلوقتي من المسلمين كانوا قليلين و أغلبهم مدنيين.

المصادر:

مهندس ميكانيكا بحب الصحافه و الكتابه .. مؤمن بان من حق كل بني ادم انه يعرف الحقيقه ورا الخبر .. رسالتي انك تفهم حقيقه اللي بيحصل عشان لما تقرر رايك تكون فاهم انت بتقرر علي اي اساس

اترك تعليق

بريدك الالكتروني لن ينشر. يجب ملئ الخانات بعلامة *

من فضلك ادخل التعليق!

من فضلك ادخل الأسم!

من فضلك ادخل البريد الالكتروني!من فضلك ادخل بريد الكتروني صحيح!