تابعونا

ليستر سيتي موسم 2015-2016 .. (رانييري) و دماغه العالية.

فرقة ليستر سيتي لما خدت الدوري كانت معتمدة بشكل مهم جداً علي نفس المبدأ اللي واحد زي (مانويل جوزيه Manuel Jose) لما مسك الأهلي إشتغل بيه و هو إن تشكيلة الفرقة تقريباً لازم تبقي ثابتة.

4 يونيو، 2020 2.3 ألف

اسم ليستر سيتي إرتبط في دماغنا بمعجزة فوزهم بالدوري الإنجليزي .. حاجة كده زي ما إسم الإسماعيلي إرتبط بدماغنا باللاعيبه بتاعتهم اللي راحت الأهلي .. ده حقيقي والله جرب كده إفتح سيرة الإسماعيلي مع أي حد و حتلاقي الكلام راح لوحده لأسامي اللاعيبه اللي راحت للأهلي .. ليستر سيتي الموسم ده ربنا يفك ضيقته هم ثاني الدوري و السنة الجاية إن شاء الله حيلعبوا في دوري الأبطال بس مش مهم .. خلاص اسم ليستر لما بيتقال بيبقي معاه في نفس الجملة كلمات زي محظوظين أو معجزة أو جت معاهم كده أو يا عم دي كانت مرة و مش حتتكرر تاني .. النهاردة أنا عايز أكسر الحاجز ده .. النهاردة عايز أفهمك الحقيقة ورا فوز ليستر سيتي بالدوري في واحدة من معجزات كرة القدم .. من دلوقتي أهو بقول إن أيوه الحظ خدمهم .. أيوه التوفيق و الظروف عامل مهم جداً في إنك تحسم لقب الدوري في أي حتة في العالم حتي إسألوا الأهلاوية .. بس برده فيه تخطيط .. فيه إدارة .. فيه صفقات شراء لاعيبه إتعملت بمعلمة .. حتي إسألوا الأهلاوية برده .. فيه لاعيبه قررت إنها تقول للدنيا كلها إن إحنا لسه فينا الرمق .. فيه قصة كبيرة أوي لازم تتحكي و القصة دي قايمة علي إتنين بني أدمين .. المدير الفني (كلاوديو رانييري Claudio Ranieri) و مدير الإنتقالات (ستيف والش Steve Walsh) .. الإتنين دول هم أهم شخصيتين في حكاية فوز ليستر سيتي بالدوري و بمجرد ما تفهم دورهم فعلياً في أخر المقالة حتلاقي نفسك بتقول طب ما هي سهلة أهي .. هو ليه مفيش فرق كتير بتعمل اللي عمله ليستر سيتي؟

علي الشمال (كلاوديو رانييري) و جنبه المساعد بتاعه (ستيف والش) اللي أقنعه بإنه يشتري (إنجولو كانتي) و فضل يزن فوق دماغه (كانتي) (كانتي) (كانتي) في صفقة تعتبر من أهم صفقات الكورة في التاريخ.

(كلاوديو رانييري) .. الحظ اللي بيخلي الأعمي ساعاتي:

فعلياً و بحق ربنا يعني الطريقة اللي (رانييري) جه بيها ليستر سيتي هي الحاجة الوحيدة اللي الحظ لعب فيها دور .. الحكاية بدأت في يوليو 2014 .. في الوقت ده إدارة ليستر سيتي قررت إنها تمشي المدير الفني للفرقة (نايجل بييرسون Nigel Pearson) و كانوا لسه بيدوروا علي حد تاني يمسك مكانه .. أظن السؤال دلوقتي هو خير كفا الله الشر؟ .. ليه كانوا عايزين يمشوه؟ لإن الحقيقة السبب كان فعلاً غريب.

في الموسم اللي قبل تعيين (رانييري) فرقة ليستر كان حالها يصعب علي الكافر .. فاضل 9 ماتشات و الدوري يخلص و هم في المركز الأخير .. تقريباً هبوط ليستر سيتي كان شبه محتوم .. كان أمر واقع مستحيل يتغير .. فجأة و بدون أي مقدمات الفرقة و اللي بفكرك إنه كان ماسكها (نايجل بيرسون) بتحقق معجزة إتسمت بالهروب الكبير The Great Escape علي إسم فيلم أمريكاني مشهور أوي .. الفرقة بتكسب 7 من أخر 9 ماتشات و بينهوا الموسم في المركز 14.

علي اليمين (داني درينك ووتر) بيحتفل مع زميله (ليوناردو أولوا) بهدف التعادل اللي جه في الدقيقة تسعين في مرمي ويستهام و ده الجون اللي ضمن بقاء ليستر سيتي في الدوري الممتاز في الموسم اللي قبل تعيين (رانييري).

المهم زي ما قلتلك إدارة النادي كانت بتدور علي حد يمسك الفرقة .. وقتها (رانييري) كان قاعد في فيلته في إيطاليا من غير لا شغلة ولا مشغلة .. مدير أعماله (ستيف كوتنر Steve Kutner) كان بيحاول يقنع (جون رودكين Jon Rudkin) المدير الرياضي للنادي بإنه بس يقعد مع (رانييري) في إنترفيو .. وقتها كان إسم (رانييري) معروف في إنجلترا لإن زي ما حكيت في مقالة فرقة تشيلسي في موسم 2004-2005 ف(رانييري) كان ماسك الفرقة قبل ما (جوزيه مورينيو Jose Mourinhu) يمسكهم و وصل بيهم لثاني الدوري و نص نهائي بطولة دوري أبطال أوروبا و له شقة في العاصمة لندن من وقت ما كان ماسك تشيلسي .. في الأول (جون رودكين) مكنش مقتنع أوي ب(رانييري) بس (ستيف كوتنر) فضل يزن فوق دماغه و يكلمه عن إزاي (رانييري) هو الشخص المناسب .. (رانييري) في رأي مدير أعماله كان من المديرين الفنيين اللي بيعرف يعمل من الفسيخ شربات .. ده رجل خد بطولة كأس إسبانيا و بطولة سوبر إسبانيا مع فالنسيا .. ده رجل كسب بطولة كأس إيطاليا مع فيرونتينا .. خد مركز ثاني في الدوري الفرنساوي مع موناكو .. (ستيف كوتنر) مكنش عايز غير إن إدارة النادي تعمل إنترفيو بس مع (رانييري) و أخيراً طلبه اتحقق.

(رانييري) و معاه (ستيف) قعدوا مع (جو رودكين) اللي بفكرك إنه المدير الرياضي و معاه (سوزان ويلان Suzan Whelan) المديرة التنفيذية CEO للنادي و سبحان الله يا أخي واحدة ست تمسك مديرة نادي كرة قدم و (أندرو نيفيل Andrew Neville) مدير نشاط الكورة و معاهم (أياوات سريفادانابرابها Aiyawatt Srivaddhanaprabha) نائب رئيس النادي و إبن رئيس النادي .. اللي هو حاجة كده شبه (أمير مرتضي منصور) علي سبيل التقريب .. المهم .. (رانييري) بطبيعته المرحة و إسلوبه في الكلام خلاهم يعجبوا بدماغه و بأفكاره في التدريب .. هو شايف الفرقة ممكن تلعب إزاي .. كان باين أوي إن هو و (أيات) دماغهم قريبة من بعض .. (رانييري) حكالهم عن تجاربه مع كل الأندية اللي دربها .. حكالهم عن أهم اللاعيبه اللي هو إشتغل معاها .. أسامي زي (فرانشيسكو توتي Francesco Totti) و (جابرييل باتيستوتا Gabriel Batistuta) إتقالت وسط الكلام و عن إزاي (رانييري) إتعامل معاهم .. الإنترفيو خلص و بعدها بكام يوم الإدارة كلمت (رانييري) و (ستيف) إن فيه إنترفيو كمان .. هم هم نفس اللي حضروا الإنترفيو الأولاني بس حيزيد عليهم (فيشاي سريفادانابرابه Vichai Srivaddhanaprabha ) الله يرحمه رئيس النادي و أبو (أيات) و اللي علي سبيل التقريب برده حاول تتخيل إنه (مرتضي منصور) .. مع كل دقيقة بتعدي و الناس بتوع إدارة النادي اللي قاعدين مع (رانييري) بيزيد إقتناعهم بإنه هو الرجل المناسب للوظيفة.

إحساس إدارة النادي بدأ يختلف لما شافوا إعتراض الجماهير و الهجوم الإعلامي عليهم من إختيار (رانييري) عشان يبقي هو المدير الفني .. قتها طلع واحد إسمه (جاري لينيكر Garry Lineker) و ده كان مهاجم محترم أوي بس لما إعتزل إشتغل كمحلل رياضي و إعلامي اللي هو كده حاجة زي (أحمد شوبير) و بمجرد ما سمع الخبر كتب تويتة مشهورة أوي عبارة عن 3 كلمات بس .. (كلاوديو رانييري)؟ بجد؟ .. في المؤتمر الصحفي لإعلان تعيين (رانييري) قعد (جو رودكين) و (سوزان ويلان) جنبه لمجرد إنهم يحسسوا (رانييري) إن الإدارة وراه .. في المؤتمر الصحفي (سوزان) أصرّت علي إنها بتطلب من الجماهير إنها تثق في قرار الإدارة بإن إقالة (نايجل بييرسون) و تعيين (رانييري) هو القرار الصح.

في رأيي إن أهم حاجة عملها (رانييري) إنه معملش زي الصنايعي اللي أول ما تجيله شغلانة يقول مين الحمار اللي كان شغال قبلي .. (رانييري) كان عارف إن معجزة بقاء ليستر سيتي في الدوري سببها إن (نايجل بييرسون) عمل شغل زي الفل و كان شغال معاه ناس بتفهم و عشان كده هو قرر يحتفظ بكل طاقم التدريب اللي كان شغال بس هو زود عليهم .. المساعد الأول ل(نايجل بييرسون) كان (كرايج شكسبير Craig Shakespeare) و اللي فضل مكمل في منصبه مع (رانييري) لإن أولاً اللاعيبه بتحبه و ثانياً هو عارفهم كويس ف(رانييري) حيعتمد عليه .. أهم درس إتعلمه (رانييري) في الكاريير الطويلة بتاعته هو إنه بلاش يخش في صدام مع اللاعيبه .. (نايجل بييرسون) كان من المديرين الفنيين اللي معندوش أي مشكلة إنه يسمع اللاعيبه و يتناقش معاهم ودي حاجة مش منتشرة أوي بين المديرين الفنيين بس (رانييري) كان مُطالب إنه يكمل علي نفس السكة حتي و إن كانت دي مش طريقته بس زي ما قلتلك هو مكنش من مصلحته إنه يخش في خناقة مع اللاعيبه علي مين يمشي كلمته علي مين .. لو الخناقة دي حصلت فهو خسر دعم اللاعيبه من أول يوم .. لكن لو حسسهم إن صوتهم لسه مسموع زي ما كان الوضع أيام (نايجل بييرسون) فساعتها هم حيقبلوا إنهم يسمعوا كلامه .. النقطة دي مهمة لإن تكتيكياً أو خلينا نقول طريقة اللعب بتاعة (رانييري) مختلفة شويتين تلاتة أربعة عن طريقة اللعب بتاعة (نايجل بييرسون).

تكتيكياً فرقة ليستر سيتي إتغير فيها كذا حاجة علي إيد (رانييري) .. مبدأياً هم مبقوش يلعبوا ب3 في خط الظهر زي ما (نايجل بييرسون) كان دايماً بيلعب و قلب الطريقة ل4-4-2 صرف و يمكن ده التغيير اللي قلب مصير الفرقة في الدوري .. تاني حاجة ودي مرتبطة بالأولانية إنه بما إنه حيلعب 4-4-2 فهو محتاج إتنين في خط النص .. واحد منهم إحنا عارفينه اللي هو (أنجولو كانتي N’Golo Kante) بس مين حيلعب جنبه؟ .. إدارة ليستر كانت إشترت لاعيب سويسري محترم أوي اسمه (جوكان إينلر Gokhab Inler) عشان يحل محل الأرجنتيني (إيستيبان كامبياسو Esteban Cambiasso) اللي كان خلاص حيعتزل .. المشكلة إن (رانييري) مكنش مقتنع أوي ب(إينلر) وكان عايز يعتمد علي لاعيب تاني اسمه (داني درينك ووتر Danny Drinkwater) مع إن (داني) ده مكنش بيلعب حتي أيام (نايجل بييرسون) بس تقول إيه كل واحد عاجباه دماغه و (رانييري) كان مقتنع بيه .. تالت حاجة و يمكن أهم نقطة و هي إن (رانييري) دايماً محدش يقدر يتوقعه .. هو كان بيلعب 4-4-2 و ده الثابت الوحيد غير كده إنت ممكن كل ماتش تلاقي تغيير يربك حسابات الفرقة اللي قدامه .. عشان كده طلع عليه اسم دلع اللي هو Tinkerman او اللي بيلعب كتير في تشكيلته .. متفهمش إزاي تغيير واحد يعمله (رانييري) يقلب الماتش.

تعامل (رانييري) مع الإعلام كمان يعتبر من أهم الحاجات اللي أي مدير فني لازم يتعلم منها .. قبل كل مؤتمر صحفي لازم يعدي علي الصحفيين يسلم عليهم واحد واحد .. عمره ما علي صوته علي حد منهم .. عمره ما هزق أي صحفي .. هو كان مقتنع إنه محتاج يضم الصحفيين لصفه لإن مانشيت واحد مستفز ممكن يدمر الروح المعنوية للفرقة .. مهما كانت الأسئلة غبية و مستفزة تلاقيه دايماً بيرد بمنتهي الأدب و بإبتسامة عريضة علي وشه .. دماغه العالية مع الإعلام بدأت تبان أوي لما ليستر بقوا متصدرين الدوري .. كل ما إعلامي يسأله علي هو أنتوا بتحلموا تاخدوا الدوري يرد عليه بإن أهم حاجة عنده إن ليستر سيتي ميقعش درجة تانية .. في مرة قال للصحفيين أنا نفسي أقولكوا والله إننا نقدر ناخد الدوري بس أنا مش (أوباما) علي أساس إن شعار الحملة الإنتخابية للرئيس الأميريكي (باراك أوباما) كانت Yes We Can أو أيوه إحنا نقدر.

تعامل المدير مع موظفينه أحياناً كتير بيكون هو سر نجاح الشركة .. إنت ممكن ميبقاش تحتك أحسن الموظفين في مصر بس إنت تقدر تخليهم يدولك أقصي حاجة عندهم و سبحان الله بقدرة قادر شركتك تبقي أحسن شركة في مصر .. فيه موقف ححكيه عن تعامل (رانييري) مع لاعيبته و حاول تفكر فيه و تستوعبه لإنه مهم جداً عشان تفهم هو إزاي ليستر سيتي كسبوا الدوري .. يوم الفالانتاين ليستر كان عندهم ماتش مهم أوي مع أرسنال .. قبل ما الماتش ما يخلص بنص ساعه إتطرد المدافع (دون سيمبسون) بتاع ليستر و كانت النتيجة وقتها 1-1 .. فضلت فرقة ليستر سيتي صامدة لحد أخر دقيقة في الوقت بدل الضايع لما أرسنال جابوا جون و كسبوا الماتش .. الهزيمة دي خلت ليستر يبقوا متصدرين الدوري بفرق نقطتين بس لكن المشكلة كانت أعمق من كده .. المشكلة إن ناس كتير جوه النادي و براه بقي عندها إقتناع بإن دي كانت القشة اللي حتقسم ظهر البعير .. دي الهزيمة اللي حتغير مسار الموسم للفرقة و حتخليهم مينافسوش علي الدوري .. ممكن أي مدير وقتها يقوم قايل للفرقة أنتوا حتخشوا معسكر مغلق ومش حتروحوا البيت .. الدوري بيروح مننا و أنتوا شوية لاعيبه مش رجاله و محتاجين تتعلموا المسئولية .. بس (رانييري) معملش كده .. هو إستغل إن الفرقة طلعت بدري من الكاس و قالهم خدوا أسبوع أجازة .. حاول تفهم بقي النقطة دي .. أسبوع أجازة في نص الموسم .. مفيش تدريب .. مفيش ماتشات .. مفيش كرة قدم .. قالهم نصاً أنسوا الكورة .. فيه ناس جوه النادي كانت بتشد في شعرها .. إنت إزاي يا جدع إنت تعمل كده .. لما الفرقة رجعت من الأجازة في 7 ماتشات اللي بعدها كسبوا 6 و إتعادلوا ماتش يعني من 21 نقطة خدوا 19 .. عارف أرسنال خدوا كام نقطة؟ تسعة.

(رانييري) بني أدم طيب .. ده حقيقي والله .. أول حاجة عملها لما إتعين مدير فني لييستر سيتي إنه طلب يتحط صور كل المديرين الفنيين لكل فرق الدوري الإنجليزي في برواز في مكتبه .. الفكرة إن التقاليد بتقول إن قبل كل ماتش لليستر علي ملعبهم فالمدير الفني بيستقبل المدير الفني للفرقة اللي حتلاعب ليستر في مكتبه في استاد كينج باور كنوع من الترحيب .. (رانييري) كان عايز كل مدير فني يجي يقابله يلاقي صورته متعلقة علي الحيطة عشان يحسسه إنه في مكان مش غريب عليه .. مش عايز أقول إنه يحس إنه في بيته بس يحس إن استاد كينج باور مش مكان يتخاف منه .. حتي وسط اللاعيبه بتاعته كان دايماً في التمرين لما حد يسرح يصحيه بإنه يقلد جنبه صوت الجرس .. يقف جنب اللاعيب و يقوله ديلي دينج ديلي دونج .. حتي في المؤتمرات الصحفية لما الصحفيين سألوه علي الحكاية دي إتريق علي نفسه و قالهم أعمل إيه ما أنا شبه الجرس بصحي السرحانين .. يُحكي أن في ماتش قصاد ليفربول في البوكسينج داي يعني في وقت الكريسماس و بعد المحاضرة اللي قبل الماتش ما خلصت اللاعيبه لقته بيوزع عليهم هدية عباره عن بوكس شيك أوي و جوه كل بوكس جرس محفور عليه اسمه.

(ستيف والش) .. العين اللي بتشوف حاجة إحنا مش شايفينها:

مش حبالغ لو قلتلك إن نجاح ليستر إتبني علي شغل الرجل ده .. هو كان مدرس في مدرسة بس عمل Career Shift و بقي كشاف مواهب .. هو إشتغل 16 سنة في نادي تشيلسي بقت سمعته فيهم إنه بيشمشم ورا المواهب .. بسم الله ما شاء الله تحسه كلب جيرمان شيبرد من اللي بيتدربوا علي كشف المخدرات .. علي فكرة هو و (رانييري) إشتغلوا مع بعض في السنة اللي (رانييري) مسك فيها تشيلسي  ..(ستيف والش) من الناس اللي بتفهم كورة و اللي عشان كده كان مقتنع إن أي فرقة جامدة لازم تعتمد علي عمود فقري .. حارس مرمي .. قلب دفاع .. لاعيب إرتكاز .. قلب هجوم .. مركز حراسة المرمي كان محلول لإن الفرقة بيلعب فيها (كاسبر شمايكل Kasper Schmeichel) ابن أسطورة حراسة المرمي الدانمركي (بيتر شمايكل Peter Schmeichel) .. في الموسم قبل (رانييري) ما يتعين الفرقة جابت قلب دفاع ألماني اسمه (روبيرت هوث Robert Hut) إعارة من نادي ستوك سيتي و هو خلي الصفقة تبقي إنتقال دايم .. في الهجوم الفرقة عندها مكنة أهداف اسمه (جايمي فاردي Jamie Vardy) .. زيادة عليهم كمان بعد ما (رانييري) إتعين (ستيف والش) أشرف علي صفقة إنتقال الباك الشمال (كريستيان فوكس Christian Fuchs) من نادي شالكه الألماني و كمان صفقة إنتقال المهاجم (شينجي أوكازاكي Shinji Okazaki) من فرقة ماينز الألمانية برده ..  يعني كده حراسة المرمي و قلب الدفاع و قلب الهجوم محلولين .. فاضل لاعيب الإرتكاز .. (أنجولو كانتي) كان هو الحل بتاع (ستيف والش) بس المشكلة إن الحل ده مكنش حد موافق عليه.

حارس مرمي ليستر سيتي (كاسبر شمايكل) بيحتفل بفوز الفرقة علي ساوثهامبتون علي ملعبهم في ستاد كينج باور.
(جايمي فاردي) بيحتفل بجون التعادل قصاد مانشستر يونايتد و (فاردي) كان يعتبر أهم لاعيب في أوضة اللبس و لاعيب صوته مسموع عند (رانييري) جداً.
(شينجي أوكازاكي) بيجيب جون الفوز في مرمي نيوكاسل في الماتش اللي إتلعب علي أرض ليستر سيتي في استاد كينج باور .. (أوكازاكي) في الموسم ده كان عنده 29 سنة يعني مكنش لاعيب صغير في السن و رغم إنه أقل لاعيب شارك في عدد ماتشات في الموسم ده إلا إنه لعب 27 ماتش و ده رقم كبير.

(ستيف والش) كان معجب ب(كانتي) جداً و بعت مدير كشافين المواهب في ليستر سيتي و كان اسمه (ديفيد ميلز David Mills) عشان يكتب تقرير عن كل صغيرة و كبيرة بخصوصه و اللي كان وقتها بيلعب في دوري الدرجة الثانية في فرقة اسمها كان في فرنسا .. مش بس الجري الكتير علي كل كورة و ذكاءه إنه يقرأ الملعب كويس هم اللي عجبوا (ستيف والش) إنما كمان أخلاق اللاعب .. صعب أوي تلاقي لاعيب شاطر كده و في نفس الوقت مبيعملش مشاكل بره الملعب .. اللاعيبه دي تتشال علي الراس و تستحق تجري وراها تدفع فيها اللي يطلبوه .. (رانييري) إعتراضه كان علي إن جسم (كانتي) مش جسم لاعيب إرتكاز أبداً .. الواد صغير و قصير بس (ستيف والش) أصر .. فضل يزن فوق دماغ (رانييري) لحد ما وافق .. 5.6 مليون جنيه إسترليني إتدفعوا و باقي القصة كلنا عارفينها .. و مش بس إنتقال (كانتي) اللي كان ضربة معلم من (ستيف والش) .. لسه فيه (رياض محرز).

في 2014 (ستيف والش) بنفسه سافر فرنسا عشان يتفرج علي جناح اسمه (رايان مينديز Ryan Mendes) عشان كان بيفكر يشتريه .. و هو هناك صادف إنه إتفرج علي ماتش لفرقة فرنساوي اسمها لي هافر و وقعت عينه علي (رياض) .. (رياض) مسابش حد إلا و رقصه .. (ستيف والش) مرجعش إنجلترا تاني إلا وكان ماضي عقد إنتقال (رياض) مقابل 450,000 جنيه إسترليني بس .. إنت متخيل الرقم .. طب إنت تعرف إن وقتها المدير الفني لنادي مرسيليا حب يشتري (رياض) و رئيس النادي هو اللي رفض .. تخيل يا مؤمن لاعيبب تدفع فيه 450,000 جنيه إسترليني بس و يجيبلك 17 جون و يعمل 11 أسيست وتكون نسبة تهديفه 28.8% أعلي نسبة تهديف من كل لاعيبه الدوري.

فرقة ليستر سيتي لما خدت الدوري كانت معتمدة بشكل مهم جداً علي نفس المبدأ اللي واحد زي (مانويل جوزيه Manuel Jose) لما مسك الأهلي إشتغل بيه و هو إن تشكيلة الفرقة تقريباً لازم تبقي ثابتة .. إنت كنت ممكن تسأل أي حد في شارع هو تشكيلة الأهلي قصاد حرس الحدود في ماتشهم الجاي في الدوري حتبقي مين و حتلاقيه حيرصلك أسامي ال11 لاعيب صح .. نفس الكلام كان في ليستر .. في حراسة المرمي عندك (كاسبر شمايكل) .. خط الدفاع فيه (دون سيمبسون) باك يمين و إتنين قلب دفاع هم (ويس مورجان Wes Morhan) و (روبيرت هوث) و باك شمال (كريستيان فوكس) .. في خط النص إتنين إرتكاز هم (داني درينك ووتر) و (أنجولو كانتي) و إتنين جناحات اللي هم (رياض محرز) و (مارك ألبيرتون Marc Alberton) .. إتنين قلب هجوم اللي هم (جايمي فاردي) و (شينجي أوكازاكي) .. 11 لاعيب منهم 7 لعبوا علي الأقل 33 ماتش من أصل 36 ماتش في الدوري .. يعني لك أن تتخيل إن أقل لاعيب شارك في ماتشات كان (أوكازاكي) و لعب 27 ماتش .. فيه لاعيبه أساسية في فرق كبيرة مبيلعبوش العدد ده من الماتشات في موسم.

واحده من الطرق اللي (رانييري) كان بيحافظ بيها علي معنويات الفرقة إنهم لو مثلاً لعبوا ماتش و مدخلش فيهم جون فبيخلي الفرقة تروح محل بيتزا يتغدوا هناك .. في المرة دي (رياض محرز) بيستعرض مهاراته في عمايل البيتزا ولا أجدعها ست بيت.
في الموسم الإستثنائي اللي ليستر سيتي خدوا فيه الدوري فالثنائي (جايمي فاردي) و (رياض محرز) لوحدهم جابوا 39 جون.

أحب أختم بإني أوجه كلامي للناس اللي قالت علي فوز ليستر بالدوري إنه حظ .. تاني .. هو صحيح الحظ و التوفيق بيلعب دور بس إنك تقول إن الحظ بس هو اللي خلي الفرقة تحقق المعجزة دي فده في رأيي يثبت إنك مش فاهم أوي إزاي فرق الكورة بتشتغل .. إنت ممكن تكون بتتفرج علي كورة بس مش فاهم أوي هي بتشتغل إزاي .. اه من بره يبان إن الفرقة مجاتلهاش إصابات كتير و ده ممكن يكون يخليك تقول مش حظ ده يا متعلمين يا بتوع المدارس بس في نفس الوقت متنساش إن إدارة النادي دفعت دم قلبها في أوضة تأهيل Cryo Chamber Unit اللي هو حمام الثلج بس حاجة نظيفة شوية إن اللاعيبه بعد الماتش بتاخد حمام في مياه درجة حرارتها -135 درجة مئوية و متنساش برده إن ليستر من أوائل الأندية اللي استخدمت نظام مراقبة اسمه Polar Team 2 Heart Rate Monitor عشان يقيسوا المعدلات الحيوية لكل اللاعيبه بشكل مستمر من دقات القلب لمستوي الضغط و السكر و هم بيناموا كام ساعة في اليوم .. إنت ممكن كنت تتفرج علي الفرقة و هي بتدافع و بتلعب علي الهجمة المرتدة و تقول شايف نسبة الاستحواذ بتاعتهم و إزاي بيركنوا الأوتوبيس .. بس متنساش برده إن اللاعيبه حافظة أماكنها عشان (رانييري) استخدم نظام وقتها كان ثورة في تكنولوجيا التدريب اسمه Catapult GPS System عشان يراقب تحركات اللاعيبه في التمرين و يشوف هم بيعلموا إيه غلط و يتعالج .. الجهاز الطبي للنادي كان فعلياً بيفكر بره الصندوق .. لو إنت لاعيب مصاب فإنت مش بتتمرن لوحدك .. هم ركبوا عجلات زي بتاعة الجيم في أرضية ملعب التدريب عشان تاخد جلسه العلاج الطبيعي بتاعتك وسط الفرقة و متفوتكش المحاضرة بتاعة (رانييري).

الجدول ده يوريك قد إيه فرقة ليستر سيتي فوزها بالدوري كان معجزة .. أنا عايز أقف قدام 3 إحصائيات .. إذا كان في المتوسط بطل الدوري الإنجليزي في أي موسم بيكون غالباً يعني الموسم اللي قبله كان في المركز الثاني ففي المرة اللي ليستر خدوا الدوري فالموسم اللي قبله كانوا في المركز ال14 و كان بينهم و بين تشيلسي البطل وقتها 46 نقطة .. إذا كان في المتوسط بطل الدوري بيغير في تشكيلته الأساسية 95.4 مرة ففرقة ليستر عدلت في تشكيلتها الأساسية في الموسم اللي خدوا فيه الدوري 27 مرة بس .. إذا كان في المتوسط نسبة الإستحواذ بتاعة بطل الدوري بتكون 58% ففرقة ليستر نسبة استحواذها كانت 42% بس.
في الموسم اللي ليستر سيتي خدوا الدوري هم كانوا ال18 من حيث نسبة الاستحواذ بمتوسط 42.34% .. كانوا ال18 برده من حيث عدد التمريرات بمتوسط 12,586 تمريرة .. كانوا العشرين من حيث دقة التمريرات بنسبة 70% .. سبحان الله بص علي فرقة أرسنال مثلاً في الموسم ده كانوا المركز الثالث بس كانوا أحسن فرقة في نسبة الإستحواذ و أحسن فرقة في عدد التمريرات و أحسن فرقة في نسبة التمريرات الناجحة .. فعلياً ده أحسن موسم أرسنال يلعبوا فيه كورة بس برده خدوا المركز الثالث.
يمكن أهم ميزة في فرقة ليستر الموسم ده كان الثبات علي المستوي .. فعلياً مفيش فرق كبير بين أرقامهم طول الموسم لو قسمته نصين يمكن باستثناء إن دفاعهم إتحسن كتير في النص الثاني من الموسم و أداءهم الهجومي مبقاش زي الأول.
تقريباً فرقة ليستر سيتي اللي خدت الدوري كانت هي أرخص فرقة في تاريخ الدوري الإنجليزي اللي تحقق اللقب بتكلفة 23 مليون جنيه إسترليني بس.

أرقام ليستر سيتي في الموسم اللي خدوا فيه الدوري يوروك إن عيب تقول علي معجزتهم إنها حظ .. فرقة لعبت 36 ماتش كسبت منهم 22 ماتش و إتعادلت 11 ماتش و خسروا 3 ماتشات بس منهم خسارتين من أرسنال رايح جاي و خسارة من ليفربول في الأنفيلد .. إزاي فرقة من أصل 36 جولة يفضلوا محتفظين بالصدارة 23 جولة و في الأخر تقول إنهم كسبوا البطولة بالحظ .. بإختصار شديد ليستر سيتي أثبت إن النجاح في الكورة مش مسألة فيزياء معقدة ولا هي ميكانيكا الكم عشان تقول لنفسك يا عم إزاي أنافس أندية تقيلة زي الأهلي و الزمالك .. الفلوس مش كل حاجة  .. ال11 لاعيب بتوع التشكيلة الأساسية للفرقة اللي خدت الدوري وقفوا علي ميزانية النادي ب32 مليون جنيه إسترليني بس .. شوية تفتيح مخ و تقدر توصل و تنافس و تاخد الدوري كمان بس إنت محتاج تجيب مدير فني بيفهم .. محتاج تجيب لاعيبه جعانة كورة .. محتاج ناس فاهمة يعني إيه كرة قدم و إزاي بتتلعب .. الموضوع مش صعب حتي إسألوا ليستر سيتي.

المصادر:

مهندس ميكانيكا بحب الصحافه و الكتابه .. مؤمن بان من حق كل بني ادم انه يعرف الحقيقه ورا الخبر .. رسالتي انك تفهم حقيقه اللي بيحصل عشان لما تقرر رايك تكون فاهم انت بتقرر علي اي اساس

اترك تعليق

بريدك الالكتروني لن ينشر. يجب ملئ الخانات بعلامة *

من فضلك ادخل التعليق!

من فضلك ادخل الأسم!

من فضلك ادخل البريد الالكتروني!من فضلك ادخل بريد الكتروني صحيح!