كالتشيوبولي .. رجل واحد كفاية إنه يخرب الدنيا.

لينك التسجيل الصوتي علي ساوند كلاود:
https://on.soundcloud.com/Cj62M

مشكلة الفضايح عموماً إن دماغنا بتحاول تقنعنا بإن أكيد فيه ناس كتير كان ليها دور في اللي بيحصل .. في دماغنا كبني أدمين الفضايح و المؤامرات عاملين زي الفول و الفلافل كده الإتنين من بعض و مينفعش يستغنوا عن بعض .. الفضيحة اللي عايز أتكلم عنها النهاردة هي كالتشيوبولي Calciopoli و اللي وراها مكنش شبكة .. ولا مؤامرة .. ولا أي حاجة خالص .. اللي كان وراها بني أدم واحد إسمه (لوتشيانو موجي Luciano Moggi) .. عارف إنك مستغرب بس حتفهم كمان شوية .. زي أي فضيحة إنت محتاج تفهم حجمها وعشان كده حاول تستوعب اللي حقوله دلوقتي .. يوم 14 يوليو 2006 لجنة تحقيق مستقلة طلعت تقرير قالت فيه إن بسبب المصايب اللي عملها (موجي) اللي كان وقتها المدير العام لنادي يوفينتوس اللي هو واحد إن لم يكن أقوي و أغني نادي في إيطاليا فالنادي كسب ماتشات مكنش المفروض يكسبها وبالتالي كسب بطولات مكنش المفروض يكسبها .. ده معناه إن مش يوفينتوس بس اللي عمل حاجة غلط .. فيه ناس جوه إتحاد الكورة و لجنة الحكام و إعلاميين و حتي وزراء في الحكومة هم كمان عملوا حاجة غلط.

عشان كده النادي إتعاقب إنه ينزل درجة ثانية و يلعب في دوري المظاليم لو تفتكر .. مش بس كده .. إتسحبت منه بطولة الدوري موسم 2004-2005 و البطولة راحت لنادي إنترميلان .. أندية إيه سي ميلان و فيورنتينا و لاتسيو هم كمان إتعاقبوا بإن إتخصم منهم نقاط بس ولا واحد فيهم هبط دوري درجة ثانية .. حط كل ده قصاد معلومة إن في 2006 إيطاليا كسبت كأس العالم بفرقة كلها من أولها لأخرها بتلعب في الدوري الإيطالي فحتلاقي نفسك فعلياً مش فاهم هو إيه اللي حصل؟ يعني هو يوفينتوس حرامي؟ طب لو حرامي هل ده معناه إن لاعيبته وحشة؟ طب لو لاعيبته كويسة بدليل إن إيطاليا كسبت كاس العالم طب هم كانوا بيغشوا في الماتشات ليه؟ .. أسئلة من نوعية هو مين جه الأول البيضة ولا الفرخة وعشان كده إنت محتاج تبدأ من البداية .. محتاج تبدأ من الرجل اللي بدأ كل حاجة .. (لوتشيانو موجي).

يطلع مين (لوتشيانو موجي) ده بالصلاة علي النبي؟

هو إتولد في قرية صغيرة قريبة من مدينة سيينا .. ساب المدرسة وهو عنده 13 سنة و إشتغل في السكة الحديد وفضل يترقي لحد ما وصل للعشرينات من عمره وبقي هو اللي ماسك شباك التذاكر في محطة القطر .. (موجي) رجل الدنيا داست علي وشه .. هو النسخة الإيطالي من الحاج (عبدالغفور البرعي) .. الصبح كان شغال في السكة الحديد .. بعد الظهر كان شغال مع واحد يعرفه كان فاتح مخبز بس هو مكنش بيشتغل معاه في المحل .. صاحب المخبز هو كمان كان بيشتغل شغلانتين و الشغلانة بتاعة بعد الظهر هي إنه شغال كشاف مواهب للاعيبه الناشئة اللي بتلعب في أندية إقليم توسكاني اللي فيه مدينة سيينا .. (موجي) بدأ يدوس في الشغلانة .. الصبح في السكة الحديد و بعد الظهر كشاف مواهب و لو جت فرصة يشتغل وكيل أعمال للاعيبه الصغيرة يبقي زي الفل .. كان بيشتغل مع كل أندية إيطاليا تقريباً بما فيها يوفينتوس .. النادي بيبعت حد يكلم (موجي) يسأله شفت لاعب ناشيء يكون حلو ف(موجي) يعرفه علي اللاعيب و ياخد هو نسبة في جيبه.

عشان كده أنا قلتلك إن (موجي) هو (عبدالغفور البرعي) بتاع إيطاليا .. هو صحيح مكملش تعليمه بس ربنا عطاله قدرة رهيبة علي إنه يعرف يبيع .. كان يقدر يقنع أي حد يشتري أي حاجة .. نقطة تانية هي إنه لما كان بيبقي وكيل أعمال لاعيب هو فعلياً بياخد باله من كل حاجة في حياة اللاعب .. أكله .. شربه .. علاقته بأهله .. اللاعيب اللي بيشتغل مع (موجي) بيحس إنه أخوه الكبير مش مجرد وكيل أعماله .. لما الدنيا بدأت تضحك في وش (موجي) و إحتاج يبقي معاه حد يساعده عارف إختار مين؟ .. الخباز اللي عرفه علي الشغلانة .. وده الحاجة اللي بتميز شغل (موجي) .. إحنا كلنا في مركب واحدة .. كلنا بنساعد بعض .. وقفت جنبي إمبارح حقف جنبك بكره .. طريقة الشغل دي بتخلي الناس اللي معاه عندها ولاء ليه بشكل إنت لا تتخيله.

شوية و الأندية الإيطالية الكبيرة بدأت تاخد بالها من (موجي) .. النطة الكبيرة في حياته كانت لما كلمه (إيتالو ألودي Italo Allodi) وكيل اللاعيبه المشهور أوي في الستينات واللي كان ماسك لجنة الإنتقالات في نادي إنترميلان وقت ما كان ماسكهم المدير الفني الأسطوري (هيلينيو هيريرا Helenio Herrera) و خد معاهم بطولتين أوروبا ورا بعض .. شوف رغم إن (ألودي) كان شغال مع إنترميلان بس هو عرض علي (موجي) إنه يمسك لجنة الناشئين في نادي يوفينتوس .. ده يوريك إن تعامل الإدارات بتاعة الأندية الإيطالية في البيزنس بينها و بين بعض مختلف خالص أوي جداً عن رؤيتك كمشجع .. يعني إنت لو مشجع يوفينتساوي فإنت بتكره حاجة إسمها إنترميلان بس من تحت الطرابيزة إدارتي إنترميلان و يوفينتوس بينهم بيزنس و مصالح عادي جداً .. اه نسيت أقولك .. وقتها الأندية الإيطالية كمان كانت سابقه أوروبا كلها بسنين ضوئية خصوصاً في حتة الناشئين دي .. إن نادي زي يوفينتوس أو إنترميلان يبقي ليهم فرق ناشئين و لجان متخصصة عشان ترعاهم و تشوفهم بيتمرنوا إزاي؟ و بياكلوا إيه؟ و بيشربوا إيه؟ ده كان خيال علمي بالنسبة لأندية أوروبا.

سنة 1975 (موجي) راح نادي روما ومسك برده قطاع الناشئين بس خلال كل السنين اللي فاتت دي سواء وهو شغال في يوفينتوس أو لما بقي في روما كان بيبني شبكة علاقات .. وجوده في روما بالذات عاصمة إيطاليا خلاه يبني شبكة معارف جامدة أوي .. وده الأساس اللي إنت محتاج تكون فاهمه و مستوعبه كويس .. كانوا دايماً بيقولوا إن CV بتاعك مش الكام حاجة اللي إنت كاتبهم في الورق اللي بتقدم بيه علي شغل .. الCV بتاعك بحق و حقيقي هو إنت معاك أرقام تليفونات مين من الناس اللي ماسكة شركات .. في روما (موجي) بني شبكة علاقات مش بس جوه عالم كرة القدم إنما طلع براها للقضاه و الفنانين و الصحفيين .. في إيطاليا مينفعش ميبقاش معاك رقم (موجي) .. (موجي) كان بالنسبة لكتير المفتاح لأبواب كتير ومع الوقت حاجات كتير بقت مينفعش تحصل إلا لو (موجي) موافق عليها.

موسم 1980-1981 كان موسم أسود مش بس علي (موجي) إنما علي إيطاليا كلها .. الموسم ده حصلت نفس الفضيحة بتاعة كالتشيو بولي هي هي بس بدل يوفينتوس كان لاتسيو هو المسئول و برده (موجي) وقتها كان شغال في لاتسيو بس الحق يتقال هو مكنش له علاقة بالموضوع .. الفضيحة كانت إن أهم لاعيب في لاتسيو و يمكن في إيطاليا كلها (باولو روسي Paolo Rossi) كان مشارك في فضيحة تلاعب في نتايج الماتشات و شوف يا أخي سبحان الله برده (روسي) بعدها بسنة بيقود إيطاليا عشان يكسب بيهم كاس العالم 1982 ..  فضيحة (باولو روسي) خلت (موجي) ميعتبش عتبة باب نادي لاتسيو تاني و باقي الثمانينات (موجي) كان بينتقل بين أندية إيطاليا .. شوية في روما .. شوية في تورين .. شوية في نابولي.

في نابولي بقي بالذات (موجي) إتحرق دمه بما فيه الكفاية بسبب (دييجو مارادونا Diego Maradona) .. الحق برده يتقال (موجي) مش هو اللي جاب (مارادونا) لنابولي سنة 1984 بس هو كان عنده معلومة إن اللاعيب محدش عارف يسيطر علي إدمانه للمخدرات و السهر و النسوان .. (موجي) عمل اللي يقدر عليه إنه يخلي الصحافة متجبش سيرة كل ده لحد ما الموضوع خرج بره إيده لما إتنين من المافيا إتكلموا مع النيابة إنهم بيسهروا مع (مارادونا) وهم اللي بيوفروله المخدرات .. مع أول إختبار إيجابي للمخدرات يعمله (مارادونا) قرر (موجي) إنه يقدم إستقالته من نابولي و قطع كل علاقاته مع النادي و مسك منصب مدير عام نادي تورين .. تورين دي تبقي المدينة اللي فيها يوفينتوس .. يعني قبل ما (موجي) يمسك مدير نادي يوفينتوس كان ماسك مدير نادي نابولي و دي حاجة كانت زمان ولحد دلوقتي عادية في أندية إيطاليا علي مستوي الإدارات و المديرين الفنيين .. (كارلو أنشيلوتي Carlo Ancelotti) خدها كعب داير بين أندية إيطاليا الكبيرة .. (أنتونيو كونتي Antonio Conte) خد الدوري مع يوفينتوس و إنترميلان عادي جداً .. إنت كمشجع بيتحرق دمك عادي بس كإدارات الدنيا سهلة .. هناك مفيش الحساسية في التعيينات زي عندنا اللي هو أنا إبن النادي الأهلي و مينفعش أروح أشتغل في الزمالك و العكس.

لحد دلوقتي هو مكنش بيعمل حاجة غلط .. بالعكس ده أنا أتمني اني إتعلم منه إزاي أعمل شبكة علاقات بالقوة دي .. أي حد محتاج أي حاجة كان بيروح ل(موجي) ومكنش بيطلب حاجة قصادها .. مع الوقت سمعته زي ما قلت بقت إنك مينفعش ميبقاش معاك رقم تليفون (لوتشيانو موجي) .. تاني .. المشكلة لحد دلوقتي مكنتش (موجي) قد ما كان الSystem .. الكرة الإيطالية كانت من الشرفاء اللي دخلوا نظام الإحتراف في كرة القدم وقتها .. الطليان مع الوقت وقعوا في نفس الغلطة اللي فيه دول تانية كتير لبست فيها برده وهي إن لما الفلوس بتخش من الباب فالمباديء بتترمي من الشباك .. بداية تحول (موجي) بدأت في التسعينات وعشان تفهم ده لازم نبدأ مع بعض بالأساسيات.

إيه بالضبط اللي (لوتشيانو موجي) عمله غلط؟

فكرة إنك تلعب في نتيجة ماتش مش حاجة صعبة ولا مستحيلة زي ما كتير متخيل .. الMatch Fixing أو التلاعب في نتايج الماتشات ده بيزنس بيجيب فلوس حلوة أوي و شغال في كل الدوريات الكبيرة و الصغيرة في أوروبا من ألمانيا لليونان لتركيا لحد فرنسا و التشيك و بولندا .. اللي ماسكين البيزنس ده عصابات مافيا من شرق أوروبا .. الفكرة بسيطة .. لنفترض إن فيه ماتش مثلاً الزمالك و بلدية المحلة وإنت عايز الزمالك يكسب فكل اللي بتعمله إنك تعرف مين الحكم اللي حيحكم الماتش و ترشيه سواء بفلوس أو تجيبله كام بنت يقضي معاهم ليلة حلوة ببلاش و الحكم دوره إن الماتش يخلص بفوز الزمالك سواء بقي يحسبله ضربة جزاء أو يلغي هدف صحيح لبلدية المحلة .. لو الماتش مهم ولازم تضمنه فإنت كفاية أوي ترشي إتنين لاعيبه من بلدية المحلة بس مش ضروري لإن الحكم كفاية .. الفلوس اللي بتتدفع في الرشاوي متعتبرش فلوس أصلاً .. في كذا تحقيق إتعمل لقوا إن اللاعيبه الألمان مثلاً بيقبلوا ياخدوا رشوة ألف يورو بس وده قصاد إن بيزنس المراهنات نفسه بيجيب ملايين.

هنا بقي خلي بالك .. اللي أنا شرحته ده مش هو اللي كان (لوتشيانو موجي) بيعمله .. هو كان ماشي بنظام مختلف شوية إسمه نظام (موجي) أو موجيوبولي  Moggiopoli وعشان كده إنت ممكن تستغرب لو قلتلك رغم إن يوفينتوس إتداس علي وشه في العقوبات اللي إتوقعت عليه بس مفيش ولا بني أدم مسئول لا في إتحاد الكورة ولا في الحكومة الإيطالية ولا في مجلس إدارة النادي إتاخد في الرجلين و إتقبض عليه .. غريبة صح؟ .. مكنش فيه حاجة شبه فيلم The Godfather كده إننا نشغل الموسيقي بتاعة الفيلم وتلاقي (موجي) قاعد في أوضة فندق ظلمة مع رئيس لجنة الحكام بيديله ظرف مليان فلوس .. أو إن حكم شريف يرفض إنه يخلي يوفينتوس يكسب ماتش فيصحي الصبح يلاقي راس الحصان بتاعه مقطوعة و محطوطه علي المخدة جنبه .. مكنش فيه حاجة من جو أفلام المافيا ده .. ده أساساً التحقيق في القضية مفيهوش ماتشات معينة في الدوري إتقال صراحة كده إن يوفينتوس كسبها بالحكام  .. مفيش لاعيب بيلعب في أي نادي في الدوري التحقيق شاور عليه و قالوا هو ده اللي خد رشوة عشان يجيب جون في نفسه عشان يوفينتوس يكسب .. رغم كل ده الناس كلها عارفه إن (موجي) هو اللي ورا المصايب دي كلها .. السؤال دلوقتي هو إزاي؟ .. إزاي ده كان بيحصل؟

الإجابة إن الرجل ده بمكالمة تليفون منه كان بيتحكم في أنهي حكم يحكم أنهي ماتش .. هو اللي بيقرر بمكالمة تليفون منه أنهي ماتش في الدوري يتأجل و أنهي ماتش لازم يتلعب مهما كانت الظروف .. الأهم إن بمكالمة تليفون منه بيخلي المحللين الرياضيين اللي في القنوات يشتموا في مين و يسبحوا بحمد مين.

عشان تفهم ده أنا حوريك نص 3 مكالمات تليفون عملها (موجي) مع 3 شخصيات مختلفة .. ال3 مكالمات لما تحطهم جنب بعض حتبدأ تفهم الصورة الكبيرة بتاعة هو إيه اللي حصل؟ و إزاي ده حصل؟ .. علي فكرة (موجي) كان حريقة تليفونات .. الرجل ده في المتوسط كان بيعمل 416 مكالمة تليفون في اليوم يعني بتتكلم عن معدل 17 مكالمة كل ساعة .. كان معاه 6 موبايلات و 300 رقم مختلف .. خلال 9 شهور بس الرجل ده عمل 100,000 مكالمة تليفون وعلي فكرة كل دي أرقام حقيقية مش أخطاء كتابية.

المكالمة الأولي يوم 18 أكتوبر 2005 .. المكالمة دي كانت بين (موجي) وبين واحد إسمه (فابيو بالداس Fabio Baldas) وده عشان تفهمه تخيل إني جبت (مدحت شلبي) و (أحمد شوبير) و ضربتهم مع بعض في الخلاط .. هو إعلامي عنده برنامج إسبوعي بيتكلم فيه عن ماتشات الإسبوع في الدوري .. منطق (موجي) إن لو فيه 50,000 بني أدم راحوا الإستاد يتفرجوا علي الماتش ففيه ملايين الطليان إتفرجوا علي الماتش في التليفيزيون و بيتفرجوا علي الأستوديو التحليلي و بالتالي اللي بيقوله (فابيو بالداس) بيشكل رأي ملايين الطليان فلو الرجل ده طلع قال إن الحكم موقفش في صف يوفينتوس أو إن الحكم ظلم ميلان فالناس بشكل أوتوماتيكي حتصدق .. عشان مطولش عليك ده نص المكالمة:

(بالداس): إيه أخبارك؟ كويس؟

(موجي): تمام.

(بالداس): بص يا (لوتشيانو) النهاردة معنديش حاجة أتكلم عنها في البرنامج هو بس مفيش إلا (رودومونتي Rodomonti) هل عادي معاك إني أطلعه غلطان قدام الناس ده لو إنت موافق طبعاً؟

للعلم يعني (رودومونتي) ده كان حكم ماتش ميلان وكالياري في الدوري واللي لجنة التحقيق في فضيحة كالتشيوبولي طلعته بريء بالمناسبة.

(موجي): اه براحتك.
(بالداس): بس بعد كده عندي ماتش سيينا و فيورنتينا.
(موجي): هو مش ده الماتش اللي كان فيه ضربة جزاء؟
(بالداس): اه كان فيه ضربة جزاء بس إنت عارف الحكم (روزيتي Rosetti) وده تبعنا لو إتكلمت عن الماتش و طلعته غلطان حنعمل إيه؟
(موجي): لا سيبه في حاله متتكلمش عن ماتش سيينا و فيورنتينا أصلاً.
(بالداس): حاضر .. بقولك إيه أنا محتاج منك خدمة ينفع تعمالهالي؟
(موجي): مفيش مشكلة.
(بالداس): حتكلمني تاني قريب؟
(موجي): اه قريب.
(بالداس): تمام سلام.

المكالمة الثانية يوم 10 أغسطس 2004 .. المكالمة دي بين (موجي) و بين (جيجي بيريتو Gigi Pairetto) رئيس لجنة الحكام في الإتحاد الأوروبي و المكالمة دي حصلت تاني يوم من ماتش ذهاب الدور الثالث من المراحل التأهيلية لدور المجموعات لبطولة Champions League بين يوفينتوس وفرقة سويدي من تحت بير السلم إسمها دجورجاردن .. ماتش الذهاب في إيطاليا خلص 2-2 و يوفينتوس كان ليهم جون متحسبش:

(موجي): (جيجي) .. شفت الحكم إبن الوس&^ اللي إنت جايبه عمل فينا إيه؟
(بيريتو): (فانديل Fandel) ده حكم درجة أولي .. ده من أحسن الحكام اللي عندي.
(موجي): بجد؟ .. أنا مليش دعوة الجون بتاع (ميكولي Miccoli) كان لازم يتحسب.
(بيريتو): لا.
(موجي): كان لازم يتحسب .. كان لازم يتحسب.
(بيريتو): لا الجون مش صح دي كانت قدام الحكم.
(موجي): إنت إيه اللي بتقوله ده الحكم مشافش حاجة .. الماتش كله أصلاً غلطات في التحكيم.
(بيريتو): بس إنت عارف إن (فانديل) حكم درجة أولي .. ده واحد من أحسن رجالتي.
(موجي): طب إسمع مني بقي أنا مش عايزه تاني .. إنت مينفعش تخليني أضمن ماتش العودة في أستوكهولم؟
(بيريتو): هار اسود عليك الماتش ده لازم يبقي بحق ربنا.
(موجي): لا إحنا لازم نكسب و لو جبتلنا حكم تاني زي (فانديل) ده الموضوع حيبقي صعب علينا .. صح؟ .. إنت فاهمني؟

المكالمة الثالثة يوم 31 أغسطس 2004 .. المكالمة دي برده بين (موجي) و (بيريتو) و دي كانت بخصوص ماتش الإفتتاح في دور المجموعات من بطولة دوري أبطال أوروبا بين يوفينتوس و أياكس أمستردام الهولندي في أمستردام:

(بيريتو): أوعي تكون ناسيني أنا لسه فاكرك أهو.
(موجي): لا يا رجل عايز إيه بقي؟
(بيريتو): أنا جبتلك حكم تحفة عشان ماتش أياكس.
(موجي): جبت مين؟
(بيريتو): جبتلك (ماير Meier)

للعلم يعني برده هو قصده علي الحكم السويسري (أورس ماير Urs Meier).
(موجي): برافو.
(بيريتو): أنا بس إتصلت عشان أوريك إني مش ناسيك حتي لو إنت ناسيني اليومين دول.
(موجي): متسوقش فيها حتشوف بنفسك إني مش ناسيك بس لما أرجع.

اللي أنا عايز أفهمولك إن طريقة شغل (موجي) مكنتش طريقة المافيا اللي إنت بتشوفها في الأفلام .. هي طريقة شغله مختلفة شوية قايمة علي حاجتين: الحاجه الأولانية هي المنفعة المشتركة مع الإعلاميين .. الحاجه الثانية هي إنه يختار مين يحكمله الماتشات بتاعته .. خد مثلاً مكالمته مع (بالداس) .. هي فعلياً قانوناً يعني مفيهاش حاجة غلط .. قانوناً محدش عرض علي حد رشوة .. محدش قال دي قصاد دي .. المكالمة صحيح لما تقراها تحس إن فيه حاجة غلط بس هي دي الفكرة إنه مجرد إحساس .. سلاح (موجي) اللي تحت إيده هي علاقاته و أهم علاقة فيهم هي شركته GEA World.

دي شركة رعاية لاعبين و شغال معاه 200 لاعيب .. بس اللي أهم من اللاعيبه اللي (موجي) يبقي الوكيل بتاعهم هم الناس اللي شغالين في شركته .. عيال رئيس نادي لاتسيو (سيرجيو كاراجنوتي Sergio Cragnotti) شغالين عنده .. شغاله عنده (كيارا جيرونزي Chiara Geronzi) بنت (سيزار جيرونزي Cezar Geronzi) صاحب مجموعة شركات Capitalia البنكية والراعية الرسمية لنادي لاتسيو .. لو (بالداس) بصفته إعلامي حب إن أي لاعيب من 200 اللي تحت سيطرة (موجي) يجيله الأستوديو فلازم (موجي) يوافق .. لو أي إعلامي حب يتكلم مع أي لاعيب من يوفينتوس أو حتي يخش النادي فلازم يبقي متصاحب علي (موجي) .. لحد هنا هي مش مشكلة (موجي) هي مشكلة الإعلاميين .. يعني الإعلامي اللي يرضي إنه يشوه من صورة حكم أو يتغاضي عن أخطاء حكم عشان يرضي نادي فدي مش مشكلة النادي قد ما هي مشكلة الإعلامي اللي معندوش ضمير .. بس في نفس الوقت ده حيودينا للنص الثاني من طريقة شغل (موجي) .. إزاي تسيطر علي التحكيم؟

وده دور حد زي (جيجي بيريتو Gigi Pairetto) إنه يعمل نفس حالة الإستفادة المتبادلة بين (موجي) وبين الحكام .. فاكر المكالمة بتاعة يوم 10 أغسطس 2004 اللي كانت بينه و بين (موجي) بعد ماتش الذهاب اللي يوفينتوس إتعادل فيه 2-2 و (موجي) كان متضايق أوي من الحكم؟ .. يوم 23 أغسطس (بيريتو) بيكلم (موجي) وكان ناقص يحلفله علي الإنجيل إن يوفينتوس حيكسب ماتش العودة 4-1 .. الحقيقة إنت محتاج تسأل نفسك إشمعني 4-1 يعني خصوصاً لما تعرف إن الماتش فعلاً خلص 4-1 .. نفس اللي حصل بعد ماتش يوفينتوس و أياكس اللي برده إتكلمنا عن مكالمة التليفون بتاعة تحديد مين الحكم اللي حيحكم الماتش .. (أورس ماير) هو اللي حكم الماتش و اللي خلص 1-0 ليوفينتوس برده .. قد تكون صدفة خصوصاً إن (اورس ماير) محدش حقق معاه ولا حد قال إنه مرتشي .. بس في نفس الوقت فيه 7 حكام طليان إتشطبوا من الإتحاد بسبب الفضيحة .. اللي يجنن إن مفيش ولا دليل إدانة ضد أي حكم .. مفيش دليل علي إنهم خدوا رشاوي .. عارف ليه؟ .. عشان System اللي حطه (موجي) كان عبقري.

مع الإعلاميين حد زي (بالداس) مكنش عايز غير إنه وقت ما يطلب يرفع سماعة التليفون يكلم (موجي) يقوله أنا عايز (أليساندرو ديل بييرو Alesandro Del Piero) يجيلي الأستوديو و طلبه يتحقق .. الحكام كانوا عارفين إنهم لازم يجاملوا يوفينتوس و إلا (بيريتو) مش حيديلهم الماتشات المهمة من السيزون .. لو حكم محسبش ضربة جزاء ليوفينتوس فبيبقي عارف إن الإعلاميين اللي زي (بالداس) حيمسحوا بكرامته الأرض في الأستوديو وده معناه إنه مش حيتم إختياره للماتشات المهمة من السيزون .. الموضوع مكنش فلوس قد ما كان مصلحة مشتركة .. ولو إنت شغال في النيابة أو درست قانون فصدقني أصعب حاجة ممكن تعملها في حياتك هي إنك تثبت المصلحة المشتركة دي .. الرشاوي أمرها سهل .. كاميرا موبايل و ظرف أصفر مليان فلوس و التهمة بقت لابسه الراشي و المرتشي .. لكن المصلحة حتثبتها إزاي؟

مش بس يوفينتوس اللي كان بيستفيد من اللي عمله (موجي) .. فيه كمان أندية ميلان و فيورينتينا و لاتسيو وخصوصاً لاتسيو .. من ضمن نصوص الكالمات اللي النيابة الإيطالية إتنصتت عليها في القضية كانت كذا مكالمة بين ناس كتير .. من ضمن المكالمات دي واحدة بين رئيس الإتحاد الإيطالي لكرة القدم (فرانكو كارارو Franco Carraro) مع الزفت اللي إسمه (بيريتو) رئيس لجنة الحكام في الإتحاد الأوروبي في فبراير 2004 قبل 3 أسابيع من ماتش غريب أوي بين لاتسيو و كييفو في الدوري  وفي المكالمة (كارارو) بيقول ل(بيريتو) نصاً إنه لازم يساعد لاتسيو .. واضح إن الماتش ده كان مهم لدرجة إن في مكالمة تانية رئيس نادي لاتسيو (كلاوديو لوتيتو Claudio Lotito) بيكلم نائب رئيس الإتحاد بيقوله نصاً “انا عرفت إنك إتكلمت مع (كارارو) ودي حاجة كويسة عشان كده إحنا ضمنا إنه في صفنا”.

الطليان زيهم زي المصريين مبيحبوش يمشوا غلط بس في نفس الوقت مش بنحب نمشي زي ما القانون بيقول .. مهم تبقي فاهم إن (موجي) مكنش بيصحي الصبح يقول يا فتاح يا عليم إزاي نخلي يوفينتوس يكسب كل ماتشاته أو إزاي أعرف ألوي دراع الحكم الفلاني .. لا خالص .. هو كان عايز يخلق جو مناسب إن يوفينتوس يفضل يكسب و يجيب بطولات و إنك تحاول تشيل المشاكل من طريق النادي .. اللي (موجي) كان بيعمله هو بالضبط اللي إنت بتعمله لما يكون عندك مشوار لمصلحة حكومية .. إنت بتبقي عارف إنك لو رحت فضلت واقف في الطابور و مستحمل الحر و العرق و ريحة الناس حتقدر تخلص ورقك بس ده حيستهلك منك وقت و تعب .. طب ليه لا تكلم اللواء الفلاني ولا المسئول العلاني عشان تروح تخلص دينيتك في ساعة زمن؟

إزاي الفضيحة إتكشفت؟ ومين اللي دفع الثمن؟

زي أي فضيحة في الدنيا لما ربك بيشاء إنها تتفضح فبيكون ده بالصدفة .. في بداية 2004 كان فيه تحقيقين قضائيين ملهمش علاقة ببعض بس بدأوا في وقت واحد تقريباً .. التحقيق الأولاني عملته نيابة مدينة تورين ودي المدينة اللي فيها نادي يوفينتوس و التحقيق ده إتفتح عشان كان فيه إتهام إتوجه للاعيبه من يوفينتوس إنهم بياخدوا منشطات .. التحقيق التاني كان في العاصمة روما وده اللي كان غريب جداً لإنه إتعمل مع إتنين من المافيا الإيطالية واللي في مقابل إنهم ميتحاكموش عرضوا علي نيابة روما إنهم يدولهم معلومات عن شبكة مراهنات خاصة بنتايج ماتشات كرة القدم و رشاوي بتتدفع للحكام .. وكلاء النيابة بتوع روما خدوا موافقة بإنهم يفتحوا تحقيق واسع بما فيها صلاحية التنصت علي مكالمات تليفون أي حد يشتبه في تورطه .. وهنا (لوتشيانو موجي) وقع .. في مارس 2006 التحقيق خلص وكانت نتايجه صادمة لوكلاء النيابة نفسهم و اللي كان المفروض إنهم ياخدوا النتايج دي يودوها لإتحاد الكورة الإيطالي بس إكتشفوا حاجة .. فيه أسامي من الناس اللي إتقالت في التحقيق شغالين في إتحاد الكورة .. بلاش دي .. عارف مين كان رئيس الوزراء وقتها؟.. (سيلفيو بيرلسكوني Silvio Berlusconi) اللي كان وقتها لسه مالك نادي ميلان اللي هو واحد من الأندية اللي برده التحقيق جاب سيرتها علي إنهم من المتورطين وعلي فكرة (بيرلسكوني) من ساعة ما عرف بإن فيه تحقيق في التلاعب في نتايج الماتشات وهو بيسعي بكل الطرق إنه ينهيه .. وكلاء النيابة اللي كتبوا التحقيق ملقوش غير حل واحد .. سربوا التحقيق كله لجرنان لاجازيتا ديلا سبورت اللي هي تقدر تقول عليها الأهرام بتاعة إيطاليا.

الناس اللي بتحب نظريات المؤامرة واللي فعلاً Nerds في الكورة الإيطالية أول ما سمعوا إسم جرنان لاجازيتا ديلا سبورت قالوا لا معلش ثانية واحدة .. هي مش ده الجرنان اللي بيملكه (كارلو بورا Carlo Buora) اللي كان عضو في مجلس إدارة نادي انترميلان وكان نائب رئيس النادي؟ .. أيوه هي .. برده الحظ و النصيب بيلعب دور .. (بيرلسكوني) كان من مصلحته إن الفضيحة دي تتدفن حتي لو الجرايد شمت خبر لإن هو شخصياً حيروح في الرجلين بس يشاء ربك يعني إن في نفس السنة اللي لاجازيتا ديلا سبورت تفضح الدنيا (بيرلسكوني) يخسر الإنتخابات في إبريل و يجي مكانه (رومانو برودي Romano Prodi) اللي ما صدق إن ربنا يبعتله هدية الكالتشيوبولي عشان يبان قدام الرأي العام إنه هو الحاكم اللي مش بيهمه في الحق رأي حد.

مشكلتي الحقيقة مع اللي عمله (موجي) مش إنه كان عايز يجيب فلوس .. عادي فيه ناس عشان تجيب فلوس عملت أكتر من اللي هو عمله بكتير .. أنا مشكلتي إن (موجي) فعلياً وسخ كل حاجة كويسة في الكرة الإيطالية .. خد عندك مثلاً إن إيطاليا تكسب كاس العالم 2006 .. الكلام مبقاش علي إن إزاي دي فرقة شبه متكاملة فيها لاعيبه عتاولة في كل مركز .. لا .. الكلام بقي علي إن إزاي اللاعيبه الطليان كلت النجيلة عشان تحسن من صورتها قدام الرأي العام أو لإنهم كانوا عارفين إن أنديتهم حتبيعهم بسبب العقوبات اللي حتتفرض عليهم فلازم كل لاعيب يقدم أحسن ما عنده .. اللي هو يخليك تسأل نفسك طب معلش يعني لولا الفضيحة مكنتش إيطاليا خدت كاس العالم؟ .. إنت متخيل (موجي) باللي عمله خلي تفكيرك يروح لفين؟

وحتي قبل البطولة ما تبدأ و سكاكين الإعلام و القضاء كانت مرفوعة في وش اللاعيبه و الجهاز الفني كمان .. يوم 19 مايو 2006 قبل 3 أسابيع من البطولة المدير الفني للمنتخب (مارشيلو ليبي Marcelo Lippi) بيقف قدام لجنة قضائية عشان يسألوه عن  إسم إسم من تشكيلة منتخب إيطاليا خدها ليه وهل ل(موجي) أي تأثير علي ده؟ .. إنت متخيل؟ .. المدير الفني للمنتخب بقي مُطالب إنه يقف قدام لجنة قضائية عشان يثبتلهم ليه خد اللاعيبه بتاعته .. المشكلة كانت إن (موجي) كان عنده زي ما قلت شركة رعاية للاعبين إسمها GEA World و شوف يا أخي لأجل الصدف يعني عارف مين شغال فيها؟ .. (دافيد Davide) إبن (مارشيلو ليبي) .. من ضمن الأسئلة اللي تحرق الدم اللي القضاة سألوها ل(ليبي) هل (موجي) أجبرك إنك تقلل قدر الإمكان من عدد لاعيبه يوفينتوس اللي إنت خدتها المنتخب عشان ميبانش قصاد الناس إنه بيحابي للاعيبه يوفينتوس ضد لاعيبه أندية ثانية؟ .. (ليبي) في البطولة دي إختار خمس لاعيبه من يوفينتوس .. بسبب الأخ (موجي) لو كان إختار لاعيبه أكتر كان حيتقال عليه إنه مخبي حاجة .. لو إختار لاعيبه أقل برده حيتقال عليه مخبي حاجة .. مش بس (ليبي) اللي كان بيتحقق معاه .. (فابيو كانافارو Fabio Cannavaro) كابتن المنتخب و يوفينتوس وقتها كان بيتحقق معاه هو و زمايله في الفرقة (ديفيد تريزيجيه David Trezeguet) و (جيجي بوفون Gigi Buffon).

وفيه ناس يا عيني كانت بريئة بس مستحملتش إن يتقال عليها إن فيه شبهة فساد عليهم زي مثلاً (جيان لوكا بيزوتو Gianluca Pessoto) .. (بيزوتو) لاعيب قضي 11 سنة من عمره في يوفينتوس وفي المنتخب .. لما إعتزل كرة القدم إشتغل مدير رياضي في النادي في مايو 2006 .. كان رجل جد جداً .. أمين جداً .. محدش بيختلف علي أخلاقه .. (ليبي) كان بيدربه في يوفينتوس وكان دايماً يقول عليه قصاد كل لاعيب زي (زين الدين زيدان) في الفرقة لازم يبقي فيه 3 لاعيبه زي (بيزوتو) .. يوم 27 يونيو (بيزوتو) حاول ينتحر بإنه رمي نفسه من الشباك وفيه عربيتين داسوه بس ربنا أراد و مماتش .. محاولة إنتحار (بيزوتو) مكنش وراها غير إنه مستحملش إنه يمشي في الشارع و الناس تشاور عليه و تقول الفاسد و الحرامي أهو .. محاولة إنتحاره كانت صدمة لكل لاعيبه المنتخب اللي كانوا وقتها في بيلعبوا كاس العالم في ألمانيا خصوصاً إنه كان صاحبهم كلهم .. قبل ماتش نص النهائي قصاد ألمانيا (كانافارو) خد الباك اليمين (جيان لوكا زامبروتا Gianluca Zambrotta) و سافروا مخصوص يزوروه في المستشفي و رجعوا في نفس اليوم .. (بيزوتو) كان مصاب لدرجة إن الدكاتره منعوه من إنه يتفرج علي ماتش النهائي عشان التوتر ممكن يموته .. بعد ما البطولة خلصت أول حاجة (كانافارو) و (زامبروتا) عملوها لما رجعوا إيطاليا إنهم راحوله المستشفي يزوروه و معاهم كاس العالم.

أنا بس عايز أختم بإني أقف شوية قصاد إزاي إدارة يوفينتوس إتعاملت مع الأزمة لإن خلينا نكون صرحاء مع بعض إن أيا كان رأيك في اللي عمله (موجي) بس إدارة النادي إتعاملت مع الأزمة بشكل ناس كتير متخيلتش إنه حيبقي رائع كده .. مبدأياً تكون عارف إن يوفينتوس ده شركة مساهمة في البورصة و أكبر حصة من الأسهم بتاعته مملوكة لعائلة (أنيللي Agnelli) و دي العيلة اللي بتملك شركة فيات Fiat بتاعة العربيات .. أول حاجة عملوها إنهم جابوا شركة علاقات عامة إنجليزية هي اللي تتولي الكلام مع الصحفيين و الإعلام .. تاني حاجة إنهم مشوا أي مسئول أو إداري إتقال إسمه بإنه عمل حاجة غلط  .. لما تقف قصاد خساير يوفينتوس بعد الفضيحة و إزاي قاموا تاني و بقوا أبطال إيطاليا ومحدش عارف يكسبهم فإنت فعلياً محتاج تسقف للناس دي.

كونهم ينزلوا درجة ثانية في موسم 2006-2007 ده لوحده بالميت خالص كلفهم 50 مليون يورو .. زود علي كده إن فيه لاعيبه كتير قررت تمشي و متكملش مع النادي و إتباعوا بأسعار إلي حد ما رخيصة .. يعني لما تقولي إن إتنين عتاولة زي (زلاتان إبراهيموفيتش Zlatan Ibrahimovic) و (باتريك فييرا Patrick Viera) مش بس يمشوا من يوفينتوس لا و كمان يروحوا إنترميلان مقابل 23 مليون جنيه إسترليني بس .. إن لاعيب زي (فابيو كانافارو) هو و (إيميرسون Emerson) يروحوا ريال مدريد مقابل 13.7 مليون جنيه إسترليني .. طب إنت متخيل إن (ليليان ثورام Lilian Thuram) و (زامبروتا) يروحوا برشلونة ب13 مليون جنيه إسترليني ؟ .. هل يوفينتوس إتداس عليه؟ الإجابة هي قطعاً اه .. هل العقوبات اللي إتفرضت عليهم دي عادلة؟ بص هي فيها كلام بس اللي أقدر أقوله ليك إن نادي يتقاله بيع أحسن لاعيبتك و حتنزل درجة تانية و حيتخصم منك 9 نقاط وبعد كل ده تخسر 4 ماتشات بس من أصل 42 طول الموسم و تاخد بطولة دوري المظاليم و تصعد دوري ممتاز في الموسم اللي وراه فده إنجاز لازم يتحسب للاعيبه قبل إدارة النادي.

(موجي) بني أدم وسخ .. ومشكلتي مع إدارة يوفينتوس هي إنهم أكيد كانوا عارفين .. مينفعش تستخدم نفس المبدأ بتاع حد زي الخليفة الأموي (عبدالملك بن مروان) لما قالوله ما تشوف وزيرك (الحجاج بن يوسف الثقفي) بيهبب إيه فيكون رده والمصحف الشريف ما قلتله يعمل كده .. إنت اه ممكن تكون فعلاً مقلتش ل(موجي) إنه يستغل شبكة علاقاته إنه يجيب حكام تخلي النادي يكسب بس متحاولش تقنعني إنك مكنتش عارف إن ده بيحصل و سكتت عشان إنت مستفيد .. اه لحقت نفسك بعد الفضيحة و قفت وقلت أنا أسف إحنا عملنا حاجة غلط و إن شاء الله حنتعلم منها ومش حتتكرر تاني ودي حاجة تُحسبلك بس لسنين إنت كنت عارف .. (موجي) بني أدم وسّخ كل حاجة حلوة في الكورة الإيطالية .. الدوري الإيطالي كان دوري جاحد .. فيه أحسن لاعيبه العالم لحد ما هو قرر يبوظه .. صحيح المحكمة الدستورية العليا أسقطت التهم اللي عليه بسبب قانون التقادم بس ده مش معناه إنه بريء .. المحكمة نفسها قالت كده .. هو بس إن جريمته قانوناً عدي عليها سنين وخلاص سقطت.

بص أخلاقياً و واقعياً الرجل ده هو المسئول عن تدمير سمعة أبرياء كتير ولا يستحق بأي حال من الأحوال مهما كان مدي حبك للكيان اللي هو يوفينتوس إنك تدافع عنه ولو بكلمة .. هل يوفينتوس إتعاقب زيادة عن الباقي؟ خدامك أنا و العربية .. لكن حتفضل رسالتي هي عزيزي (موجي) .. إلي مزبلة التاريخ إنت وكل اللي زيك.

المصادر:

• مقالة بعنوان Paradise to Inferno نشرت في جريدة The Guardian وده لينك المقالة الأصلية:
  https://www.theguardian.com/sport/2006/jul/30/football.features#maincontent
  
• مقالة بعنوان Calciopoli: The scandal that rocked Italy and left Juventus in Serie B نشرت في موقع هيئة الإذاعة البريطانية BBC وده لينك المقالة الأصلية:
  https://www.bbc.com/sport/football/49910626
  
• مقالة بعنوان Calciopoli: Who was really responsible نشرت في موقع Bleacher Report وده لينك المقالة الأصلية:
  https://bleacherreport.com/articles/328749-calciopoli-who-was-really-responsible