إحساس حلو إنك تقول من زمان خلو بالكوا إن ده حيحصل و محدش يصدقك و تعدي سنين و تلاقي اللي إنت حذرت منه حصل هو هو .. ساعتها بتبقي زي المعلم (حسن شحاتة) لما قال أنا صح أنا صح .. اللي عايز أتكلم عنه النهاردة إن في سبتمبر 2017 و ده في معايير جيلنا يبقي من زمان أوي كتبت مقالة عن حاملة الطائرات الأميريكية الجديدة جيرالد فورد USS Gerald Ford و في المقالة دي قلت إن حاملة الطائرات دي إتحط فيها كذا تكنولوجيا جديدة أول مرة يتجربوا مع بعض و ده غالباُ حيعمل مشاكل .. للناس اللي مش فاكرة و معندهاش وقت تقرأ المقالة القديمة فبإختصار شديد حاملات الطائرات زيها زي العربيات بتتقسم فئات .. حاملات الطائرات اللي في الخدمة في القوات المسلحة الأميريكية كلها تقريباً من فئة نيميتز Nimitz-Class و هي اتسمت كده علي إسم (تشيستر نيميتزChester Nimitz) اللي كان قائد الأسطول الأميريكي في المحيط الهادي وقت الحرب العالمية الثانية .. الفكر كان إن حاملات الطائرات من فئة نيمتز دي حتطلع بره الخدمة واحدة واحدة و حيحل محلها حاملات طائرات أحدث من فئة جديدة إسمها فورد Ford-Class و إتسمت كده علي إسم الرئيس الأميريكي السابق (جيرالد فورد Gerald Ford) و البكرية بتاعة الجيل الجديد ده أو الفئة الجديدة من حاملات الطائرات دي هي اللي بنتكلم عنها USS Gerald Ford اللي صنعتها ترسانة نيوبورت نيوز Newport News Shipbuilding و تكلفة تصنيعها وصلت 13.2 مليار دولار.
في المقالة اللي بفكرك إني نشرتها سنة 2017 ركزت علي 4 حاجات أو أربع أفكار جديدة أول مرة يتجربوا .. أول حاجة كان المفاعل النووي بتاعها .. ثاني حاجة كانت نظام الإقلاع و الهبوط بتاع الطيارات اللي إسمه EMALS .. ثالث حاجة كانت اللعب الكتير اللي حصل في تصميم سطح الحاملة خصوصاً مع الأسانسيرات الهيدورليك الجديدة ..أخيراً و رابع حاجة هي التسليح .. في المقالة دي أنا قلت إن صحيح الحاملة دخلت الخدمة بس أول 3 سنين من عمرها حيبقوا مهمين أوي لإن دي حتبقي فترة الإختبارات اللي يعرفوا منها الأنظمة دي كلها شغالة زي ما الكتاب بيقول ولا فيهم مشاكل .. أحب أقولكم إن بعد 3 سنين أخوكم في الله يقدر يطلع يقول أنا صح أنا صح .. بعد 3 سنين وزارة الدفاع إكتشفت إن فيه 3 حاجات جديدة إتحطوا في حاملة الطائرات جيرالد فورد عاملين مشاكل محدش عارف يحلها إزاي .. أول حاجة هو نظام مساعدة الطيارات المقاتلة في الإقلاع .. ثاني حاجة هو نظام فرملة الطيارات و هي بتهبط علي الحاملة .. ثالث حاجة هي الأسانسيرات الجديدة اللي بتنقل ذخيرة الطيارات من بطن الحاملة للسطح عشان تطير.
مش أي طيارة تقدر تطير من علي متن حاملة طائرات .. طيارة F-16 Fighting Falcon مثلاً بتحتاج مدرج إقلاع طويل و عشان كده الطيارات اللي بتخدم علي حاملات الطائرات بتكون طيارات موديل خاص جداً زي مثلاً F/A-18F Super Hornet و حتي الطيارات دي عشان تطير من علي حاملة طائرات بتحتاج زقة عشان تلحق توصل للسرعة المطلوبة للإقلاع و هي طالعة من علي مدرج إقلاع قصير زي بتاع حاملة الطائرات .. حاملات الطائرات من فئة نيميتز Nimitz-Class كانت بتحل المشكلة دي بإن كان عندها دورة بخار أو Steam Cycle مخصوص للحكاية دي .. كانت فيه شبكة مياة بتروح للمفاعل النووي بتاع السفينة تغلي و تتحول لبخار و البخار ده بيروح لحاجة إسمها منجنيق او Catapult فعلياً هو بيزق العجل بتاع الطيارة عشان يديها قوة دفع إضافية .. الجديد في فئة فورد Ford-Class إنهم شالوا Steam Cycle دي و إستخدموا نظام دفاع مغناطيسي إسمه EMALS و دي إختصار Electromagnetic Aircraft Launch System .. إيه اللي خلاهم يستخدموا EMALS؟ .. سببين .. السبب الأول إن إتقالهم إنه أحسن و كفاءته أعلي .. السبب الثاني إنك تقدر تتحكم أكتر في قوة الدفاع بتاعته و بالتالي تقدر تستخدمه عشان تطير طيارات بدون طيار Drones .. بناء علي تقرير كتبه واحد إسمه (روبيرت بيلر Robert Behler) مدير إدارة الإختبارات في وزارة الدفاع فنظام EMALS ده كان متصمم بحيث إن عدد مرات التشغيل ما بين كل عطل و الثاني يكون 4,166 مرة .. لما إتجرب في ال3 سنين اللي فاتوا لقوا إن عدد مرات التشغيل بين كل عطل و الثاني كان 181 بس .. حصل في مرتين خلال سنة 2020 إن نظام EMALS ده عطل و في المرتين المهندسين علي حاملة الطائرات إحتاجوا 3 أيام كاملة عشان يصلحوه .. 3 أيام كاملة و حاملة الطائرات عاملة زي شوال البطاطس اللي مرمي علي جنب .. لا هي عارفة تطلع طيارات ولا عارفة تنزلهم.
برده الطيارات و هي بتهبط علي مدرج حاملة الطائرات القصير بتحتاج حاجة تفرملها .. زمان برده علي فئة نيميتز Nimitz-Class كان فيه حاجة إسمها كابلات الفرملة Arresting Cables بس في فئة فورد Ford-Class النظام ده إتشال و إتحط مكانه نظام تروس إسمه Advanced Arresting Gears و إختصارا بيتسمي AAG .. برده بناء علي التقرير بتاع (روبيرت بيلر) فالنظام ده لما إتصمم كان محطوط في حسابهم إن عدد مرات التشغيل بين كل عطل و الثاني يبقي 16,500 .. بعد 3 سنين التجارب لقوا إن عدد مرات التشغيل بين كل عطل و الثاني يدوبك 48 .. المشاكل لسه مخلصتش .. تسليح الطيارات من صواريخ و قنابل و طلقات المدفع الرشاش بتتحط في مخازن ذخيرة في بطن الحاملة .. إنت بتحتاج إن في وقت قياسي التسليح ده كله يطلع من المخازن يروح لسطح الحاملة عشان يتركب علي الطيارة و تطير .. زمان و زمان ده اللي هو علي فئات نيميتز Nimitz-Class كان فيه أسانسيرات هيدورليك هي اللي بتستخدم بس جم في فئة فورد Ford-Class قالك لا هيدروليك إيه و زيت إيه إحنا حنستخدم أسانسيرات مغناطيسية جديدة إسمها Advanced Weapons Elevators و إختصاراً بتتسمي AWE .. الحاملة فيها 11 أسانسير اللي شغالين منهم 6 بس و الباقي عطلان.
طب كل ده معناه إيه؟ .. معناه إن أولاً طبيعي إن حاجة هندسية عملاقة زي حاملة طائرات إتحط فيها كل التكنولوجيات الجديدة دي إن تحصل فيها مشاكل و تعاني شوية في الأول لحد ما المشاكل دي تتحل خصوصاً إن سقف التوقعات اللي كان محطوط ليها عالي أوي .. معهد القوات البحرية الأميريكي مثلاً كان متوقع إن عدد الطلعات الجوية اللي تقدر تقلع من علي متن حاملة طائرات من فئة فورد يكون أعلي من فئة نيميتز بحوالي 25-30% و طبعاً بناء علي المشاكل اللي أنا شارحها فوق دي فالكلام ده بلح .. ثاني حاجة إن صحيح القوات البحرية كان عندها أمل إنها تطلع كل حاملات الطائرات من فئة نيميتز بره الخدمة و تحل محلها فئة فورد بس المشاكل دي كلها خلتهم بعد ما كانوا طالبين يشتروا 10 حاملات طائرات بقوا طالبين يشتروا 4 بس بتكلفة إجمالية 57 مليار دولار أولهم كانت جيرالد فورد اللي بنتكلم عنها دلوقتي .. زود علي كده إن الحاملة الواحدة بتكلف 13.2 مليار دولار عشان يشتغل عليها 4,600 بحار دي فلوس كتير أوي فإحتمال أصلاً العدد المطلوب اللي هو 4 ده يصفصف في الأخر علي الحاملة جيرالد فورد و شكراً كده .. لو ده حصل فده حيخلينا نسأل سؤال هو معلش إزاي الأمريكان ناويين يوصلوا للتارجيت بتاعهم إن أسطولهم اللي حالياً فيه 297 قطعة بحرية يكبروه ل355 و بعد كده يوصلوا بيه ل500 قطعة بحرية علي سنة 2045 عشان يواجهوا التهديد اللي بتمثلة الصين للأمن القومي الأميريكي؟
المصدر:
- مقالة بعنوان America’s Newest Carrier Isn’t Very Good at Actually Being a Carrier نشرت في موقع Popular Mechanics و ده لينك المقالة الأصلية:
https://www.popularmechanics.com/military/navy-ships/a35180842/uss-ford-aircraft-carrier-problems/ - مقالة بعنوان Navy’s Priciest Carrier Ever Struggles to Get Jets On, Off Deck نشرت في مجلة Bloomberg و ده لينك المقالة الأصلية:
https://www.bloomberg.com/news/articles/2021-01-09/navy-s-priciest-carrier-ever-struggles-to-get-jets-on-off-deck