موضوعنا النهاردة اللي حنتكلم عنه هو حقل ظهر للغاز الطبيعي .. سبب إننا حنتكلم عن الموضوع ده هو كم القيل و القال اللي حصل من ساعة ما كلنا سمعنا في الأخبار خبر الإتفاق بين مصر و إسرائيل علي إن فيه حد حيشتري غاز طبيعي من حد و إن إحنا جبنا جون يا مصريين .. غير كده محدش فاهم حاجة و يمكن ده السبب اللي حيخلينا نتكلم عن الموضوع ده بعد كل ما الناس هدت و طلعت كل اللي عندها .. عشان الناس اللي مش بتحب تعقيد الأمور فخلينا نقول إن حقل ظهر ده له خبر حلو و خبر وحش .. الخبر الحلو إن الكهرباء مش حتقطع تاني في الصيف إن شاء الله يعني .. الخبر الوحش إن مصر مش حتبقي غنية زي قطر .. إحنا حنفضل فقراء زي ما إحنا بس عندنا كهرباء مش حتقطع .. في المقالة دي إحنا حنحاول نجاوب علي 4 أسئلة:
• هي كانت إيه مشكلة الطاقة في مصر اللي كانت بتخلي الكهرباء تقطع كتير في الصيف؟
• هل حقل ظهر ده كبير أوي فعلاً زي ما بيتقال؟ و إزاي حيقدر يساعد إننا نحل أزمة الطاقة بتاعتنا؟
• هل حقل ظهر ده حيخلينا أغنياء زي قطر كده و حنقب بقي علي وش الدنيا ولا حنفضل فقراء زي ما إحنا؟
• إيه هي تفاصيل الإتفاق بينا و بين الإسرائيليين اللي أُعلن عنه بقيمة 15 مليار دولار؟
خلينا نبدأ بالسؤال الأول: هو إحنا ليه كانت الكهرباء بتقطع عندنا في الصيف؟
زمان مصر كانت بتنتج غاز طبيعي زيادة عن حاجتها فكانت بتصدره عن طريق خطوط أنابيب للأردن و إسرائيل بس لما قامت ثورة يناير 2011 بدأ إنتاج مصر يقل جامد و بسبب المشاكل السياسية اللي كلنا عشناها مبقاش يجيلنا سياح و الإحتياطي النقدي الأجنبي بتاعنا بقي بيقل .. أحب أفكرك بس إن وقتها مصر كان بيحكمها المجلس الأعلي للقوات المسلحة و كنا كل يوم بنسمع في الأخبار إن حصل تفجير لخط أنابيب الغاز الطبيعي اللي بيوصل الغاز بتاعنا للأردن و إسرائيل و بنضطر نوقف التصدير لحد ما نصلح الخط .. فضل الإحتياج الداخلي يزيد و إنتاجنا ميزدش لحد ما بدأت الكهرباء تقطع بشكل مستمر في الصيف خلال السنة اللي كان بيحكم فيها الرئيس (محمد مرسي) الله يرحمه لو تفتكر .. في يوليو 2013 حصل الإنقلاب العسكري اللي أطاح ب(مرسي) و كان واحد من أهم أسبابه إن الكهرباء بتقطع كتير بس الإطاحه ب(مرسي) محلتش المشكلة .. فضلت الكهرباء تقطع لحد ما في سنة 2014 قررت مصر إنها خلاص مش حتصدر غاز طبيعي عشان تقدر تكفي الطلب المحلي المتزايد.
و ده حيودينا علي السؤال الثاني: هو حقل ظهر ده كبير قد إيه؟
الحقل ده أُكتشف في أغسطس 2015 و الحقيقة هو كبير لدرجة إنه بيتحط تحت قائمة Supergiant Gas Field يعني حقل غاز طبيعي عملاق و السبب في كده إن شركة إيني Eni الإيطالية لما جت تحسب هو فيه غاز طبيعي قد إيه إكتشفت إن الإحتياطي بتاعه حوالي 30 ترليون متر مكعب .. عشان بس أحطك في الصورة .. حقل ظهر ده فيه غاز طبيعي قد اللي بتملكه حقول الغاز بتاعة إسرائيل و سلطنة عمان مع بعض يعني انت بتتكلم عن أكبر حقل غاز طبيعي في البحر المتوسط علي مساحة 100 كيلومتر مربع .. يوم 16 ديسمبر 2017 بدأ فعلاً ضخ غاز من الحقل لمحطة في بورسعيد بحيث إن الإنتاج المبدأي من الحقل ده حوالي 350 مليون متر مكعب يومياً و خلي بالك كان بيتقال إن الرقم ده حيعلي في شهر يونيو 2018 لمليار متر مكعب يومياً و إن شاء الله علي نهاية 2019 الإنتاج اليومي من الحقل حيوصل 2.7 مليار متر مكعب.
عشان بس تكون مستوعب قد إيه حقل ظهر ده حيحل مشاكل كتير .. دلوقتي فيه فجوة كبيرة بين كم الغاز الطبيعي اللي إحنا في مصر بنحتاجه و بين الكم اللي إحنا بننتجه .. بناء علي تقارير بتاعة شركة بريتيش بيتروليوم British Petroleum أو BP البريطانية فمصر بداية من سنة 2016 إستهلاكها اليومي من الغاز الطبيعي وصل 4.9 مليار متر مكعب في حين إننا بننتج يومياً 4 مليار متر مكعب .. يعني إحنا عندنا عجز يومي حوالي مليار متر مكعب و علي الفكرة العجز ده عندنا من 2015 و ده بيخلي البلد تستورد LNG يعني غاز طبيعي مسال أو Liquefied Natural Gas بسعر غالي أوي عشان تسد العجز ده .. يمكن إنت متعرفش بس مصر أول مرة تستورد LNG كان سنة 2013 و بناء علي كلام وزارة البترول فإحنا في السنة المالية 2015-2016 إستوردنا 89 حمولة LNG بتكلفة وصلت 2.2 مليار دولار وعلي فكرة الحكومة حتطرح مناقصة عشان تستورد حمولة LNG تانية في بداية 2018 علي أمل إن بداية من سنة 2019 مصر حتبطل تستورد LNG خالص بسبب حقل ظهر و ده بناء علي كلام (طارق الملا) وزير البترول في Interview عمله مع مجلة بلومبيرج Bloomberg.
قلنا إن في 16 ديسمبر 2017 بدأ الضخ المبدئي للغاز بتاع حقل ظهر و الإنتاج اليومي من الحقل وصل 350 مليون متر مكعب و ده خلي علي حسب أرقام وزارة البترول إن الإنتاج اليومي الإجمالي لمصر من الغاز الطبيعي حيوصل 5.5 مليار متر مكعب يعني إحنا تقريباً قربنا أوي نوصل للإكتفاء الذاتي من إنتاج الغاز الطبيعي .. بناء علي بيان من وزارة البترول طلع يوم 13 ديسمبر 2017 فال350 مليون متر مكعب اللي هم الإنتاج اليومي المبدئي من حقل ظهر ده بيعادل إن مصر تستورد 3 شحنات LNG شهرياً بتكلفة 60 مليون دولار .. يعني مش بس إحنا وفرنا علي نفسنا 60 مليون دولار إحنا كمان لما إن شاء الله في يونيو 2018 الإنتاج اليومي من الحقل يوصل مليار متر مكعب فإحنا حنوفر علي نفسنا 180 مليون دولار .. بإختصار شديد زي ما بيقول (هاني فرحات) المحلل في شركة سي أي كابيتال هولدينج CI Capital Holding فحقل ظهر ده Game Changer يعني حيغير كل حاجة في سوق الطاقة في مصر خصوصاً إنك لو زودت الحقل ده علي الحقل بتاع غرب الدلتا اللي إكتشفته شركة BP البريطانية و اللي بدأ فعلاً ضخ الغاز منه في 2017 فالإتنين دول مع بعض حيخلوا مصر تبطل تستورد LNG و تحقق الإكتفاء الذاتي من الغاز الطبيعي.
وهنا يجي السؤال الثالث: هو إحنا حنبقي أغنياء زي قطر كده؟
الإجابة هي لا .. حقل ظهر حقل ضخم متقدرش شركة Eni إنها تشتغل فيه لوحدها عشان كده دخل معاها شركات BP البريطانية و روزنيفت Rosneft PJSC الروسية و معني إن 3 شركات كبار بقوا ماسكين الحقل إن التورتة بقت تتقسم علي عدد أكبر يعني نصيبنا فيها بيقل .. الحل عشان الفلوس اللي بتجيلنا تزيد إن عدد الحقول اللي عندنا زي ظهر كده يزيدوا يعني إنت عايز تخلي شركات البترول العالمية تيجي تستثمر فلوسها في إنها تدور علي حقول بترول و غاز طبيعي عندك .. في خطوة لتشجيع الإستثمار الأجنبي في مجال البترول إتوافق علي قانون في أغسطس 2017 بيقول إن لو شركة زي BP أو Eni مثلاً لقت حقل غاز طبيعي فهي حيبقي من حقها تستخدم خطوط الأنابيب و البنية التحتية بتاعتنا ده غير قرارات رفع الدعم عن المحروقات اللي هدفها برده إنك تشجع شركات البترول الأجنبية تيجي تحط فلوسها عندك و ده السبب في إن الإجابة عن سؤال هو إحنا حنبقي أغنياء زي قطر هو لا.
مصر دولة كبيرة عدد سكانها كتير و مينفعش خالص إنك تقنع نفسك إننا بقدرة قادر حنبقي كلنا حيبقي معانا فلوس زي (نجيب ساويرس) لمجرد إننا لقينا حقل غاز طبيعي ضخم و ده اللي بيقوله (محمد أبوباشا) المحلل الإقتصادي في شركة إي إف جي هيرميس EFG-Hermes .. الفكرة إن طموح مصر مينفعش يبقي مجرد إن هييييييه عندنا حقل غاز طبيعي كبير .. الفكرة إن عندك قناة السويس أسهل و أرخص طريق لتجارة نقل البترول و الغاز الطبيعي .. عندك شركة سوميد Sumed اللي الحكومة المصرية بتملك نسبة منها تقريباً خلصت بناء محطة LNG علي خليج السويس و المفروض إنها حتدخل الخدمة علي أخر 2018 و زود عليها محطتين إسالة الغاز الطبيعي اللي فعلياً موجودين في إدكو و دمياط علي ساحل البحر المتوسط .. اللي الحكومة المصرية المفروض تكون بتفكر فيه و بتشتغل عليه هو إن حقل ظهر حيغطي إحتياجاتنا المحلية من الغاز الطبيعي و حيفيض غاز كتير لازم نفكر إزاي نصدره؟ و دي الفكرة اللي ناس بتتكلم عنها و هي إن مصر تبقي Energy Hub أو مركز لتصدير الطاقة و دي كلمة محتاجة تتفهم كويس لإن الإعلام بقي بيقولها كتير الكام يوم اللي فاتوا و ده حيودينا للسؤال الرابع و الأخير.
هي إيه تفاصيل الإتفاق اللي أُعلن بينا و بين إسرائيل بخصوص إننا حنشتري الغاز الطبيعي بتاعهم؟
دلوقتي إحنا ربنا كرمنا و بقي عندنا حقل ظهر بيطلعلنا غاز طبيعي كتير الحمد لله .. بس قبرص عندها حقل غاز محترم برده إسمه أفروديتي Aphrodite و إسرائيل عندها حقل غاز طبيعي أكبر بكتير من حقل أفروديتي القبرصي إسمه ليفايثان Leviathan و حقل تاني صغير إسمه تامار Tamar حتي لبنان عندها حقول غاز .. بس التلاتة معندهمش محطات إسالة غاز طبيعي .. لو إنت بنيت شبكة أنابيب تحت المياه عشان توصل الغاز الطبيعي الإسرائيلي و القبرصي لمصر و يتوزع علي محطات الإسالة الثلاثة بتوعك في خليج السويس و إدكو و دمياط و بعد كده يتصدر بره فإنت كده بقيت Energy Hub أو مركز لتصدير الطاقة .. الخسران الوحيد من الفكرة دي هي تركيا و ده سر إن الرئيس (عبدالفتاح السيسي) قال جملته اللي محدش فهمها اللي هي إحنا جبنا جون يا مصريين .. الأتراك عندهم محطات إسالة زيهم زينا بس المشكلة إن علاقاتهم مع القبارصة و مع الإسرائيليين فعلياً زي الزفت .. بس اللي محتاج شوية شرح هو تفاصيل الإتفاق اللي إتعمل بينا و بين إسرائيل بخصوص إزاي الغاز الطبيعي بتاعهم حيجي عندنا و يتسيل و بعد كده يتصدر لإن زي ما المثل بيقول الشيطان في التفاصيل.
الكلام اللي إتقال في الإعلام و كلنا شفناه إن إحنا مضينا مع إسرائيل إتفاق بقيمة 15 مليار دولار بإننا حنشتري الغاز الطبيعي بتاعهم .. كلنا شفنا الأخبار اللي نقلت عن وزير البترول الإسرائيلي (يوفال شتاينتز Yuval Steinitz) اللي وصف الإتفاق بإنه يوم عيد للإسرائليين و إنه أهم يوم في العلاقات المصرية الإسرائيلية بعد يوم توقيع إتفاقية السلام بينا سنة 1979 .. ناس كتير سألت طب هو إحنا مش عندنا حقل ظهر طب ليه رحنا إشترينا الغاز الطبيعي بتاع إسرائيل؟ و الحقيقة ان ده سؤال منطقي و محتاج يتجاوب عليه.
مبدأياً لازم تكون عارف إن الكلام حيكون حول حقلين غاز طبيعي إسمهم تامار Tamar و ليفايثان Leviathan و الإتنين دول أُكتشفوا سنة 2010 و الحقلين دول مملوكين لشركتين .. الأولي إسمها ديليك جروب Delek Group الإسرائيلية و الثانية هي نوبيل جروب Nobel Group الأميريكية و إنت بتتكلم عن حقلين الإحتياطي بتاعهم حوالي 64 مليار متر مكعب .. الإتفاق إن أغلب الغاز اللي في الحقل ده حتبيعه شركة Delek Group لشركة تانية مصرية إسمها دولفينوس القابضة Dolphinus Holdings عشان نستخدمه إحنا للإستهلاك المحلي و الكلام ده بناء علي اللي قاله (يوسي أبو Yossi Abu) الCEO بتاع شركة Dolphinus Holdings اللي هو طب و الغاز بتاع حقل ظهر ده حيروح فين؟ .. محدش عارف .. الإتفاق اللي إتوقع ده أساساً مش قايل فعلياً ضخ الغاز حيبدأ إمتي؟ ولا حتي قايل إزاي الغاز ده حيجي مصر؟ .. عشان تفهم الإسرائيليين شايفين الإتفاق ده إزاي إحنا ممكن نشوف كلام واحد زي (زفي مازيل Zvi Mazel) و ده كان سفير إسرائيل في مصر واللي كتب مقالة تقدر تقراها بنفسك هنا.
خلاصة الكلام اللي هو بيقوله إن إسرائيل عندها إحتياطي غاز طبيعي حوالي ترليون متر مكعب و الغاز ده هم محتاجين يستغلوه للإنتاج المحلي و يصدروا جزء منه عشان يستفيدوا بالفلوس بتاعته .. و هم عشان يضمنوا إن الغاز بتاعهم ميخلصش في التصدير بحيث إن الأجيال الجايه في إسرائيل تلاقي نفسها مش لاقيه غاز طبيعي يمشوا به نفسهم فالحكومة الإسرائيلية قايله إن الغاز المسموح يتصدر هو حوالي أقل من 50% من إجمالي الإحتياطي بتاعهم .. الإتفاق اللي إتعمل ده يعتبر ثاني إتفاق إسرائيل تعمله مع دولة عربية لإنهم في 2016 عملوا إتفاق مع شركة الكهرباء الأردنية عشان ييبيعولها غاز.
الإسرائيليين عارفين إن مصر عندها حقل ظهر بس إحنا عشان نستخرج منه غاز بمعدل يومي معقول محتاجين شوية وقت يعني صحيح الحقل بقي بيطلع غاز بس مش حيوصل لFull Capacity إلا علي أخر 2019 و بعدها حنحتاج 3 سنين كمان عشان مصر توصل لمرحلة الإكتفاء الذاتي .. ناس كتير متعرفش معلومة إن مصر عندها مشكلة مع شركتي بريتيش جاس British Gas البريطانية و فينوسا Fenosa الإسبانية .. الموضوع ببساطة إن الشركتين دول كانوا شغالين في مصر من قبل ثورة يناير فلما قامت الثورة إتوقفت مشاريع التنقيب لإن البلد مكنش فيها فلوس .. المفروض إن الشركتين دول العقد اللي بينهم و بين الحكومة إننا حنديلهم شوية غاز من اللي هم بيلاقوا في مصر .. لما مشاريع التنقيب وقفت فإحنا معرفناش نديهم حصتهم من الغاز و بالتالي الشركتين بقوا مضطرين يدفعوا تعويضات لزباينهم و عشان يعوضوا خسايرهم فهم حملوا الحكومة الفواتير اللي هم دفعوها .. الغاز اللي حيجي من إسرائيل إحنا حنديه للشركتين دول عشان نسدد الديون اللي علينا.
الإتفاق ده فيه جهات كتير مبسوطة أوي منه يمكن أكترهم هي الدول الأوروبية اللي إحتياجها للغاز عمال يزيد و إنتاجهم من حقول الغاز اللي في بحر الشمال عمال يقل و في نفس الوقت هم عايزين يقللوا إعتمادهم علي شراء الغاز الطبيعي من روسيا ففكرة إن فيه مكان يشتروا منه غاز طبيعي علي البحر المتوسط بالنسبة ليهم مغرية جداً .. بس في نفس الوقت الإتفاق ده مش حيتنفذ زي السكينة في الجاتوه .. إنت لو فكرت شوية في كم المشاكل اللي واقفة قدام تنفيذ الإتفاق ده بين مصر و إسرائيل حتلاقي نفسك بتقول إحنا نلغي الإتفاق ده أحسن بدل ما أحط نفسي في صداع إزاي أحل المشاكل دي كلها:
• محدش إتكلم عن خطوط الأنابيب اللي لسه حتتعمل و اللي حتربط حقلي Tamar و Leviathan بمحطات الإسالة اللي عندنا في إدكو و دمياط و مين اللي حيبني الأنابيب دي؟ و حتبقي علي حساب مين؟ .. الكلام علي إنهم حيستخدموا خطوط الأنابيب القديمة اللي كنا بنصدر بيها الغاز زمان لإسرائيل و الأردن .. فاكر خط الأنابيب اللي كان كل يوم مسلحين يفجروه في سيناء؟ هو ده .. يمكن عشان كده إحنا بنعمل اللي بنعمله في سيناء؟ يمكن.
• محدش إتكلم مين اللي حيأمن خط الأنابيب ده زي ما بيقول (سيريل ويديرشوفين Cyril Widdershoven) اللي كتب في Website إسمه Oilprice.com إن مجرد التفكير في تكاليف حماية خط الأنابيب ده علي فرض يعني إنه حيتعمل من أساسه يخليك تسأل نفسك و أنا عليا بايه من كل ده؟ .. إفرض قامت حرب بين إسرائيل و حزب الله .. الخط ده حيبقي من أولويات حزب الله إنه يدمره .. شهر مارس 2018 الحكومة اللبنانية عطت حق التنقيب عن الغاز الطبيعي قدام الساحل اللبناني لتحالف من 3 شركات اللي هم Total الفرنسية و Eni الإيطالية و Novatek الروسية .. المشكلة إن إسرائيل بتقول إن الساحل اللي الشركات الثلاثة حتنقب فيه يبقي تبعها مش تبع لبنان و فيه خناقة دلوقتي بين وزير الدفاع الإسرائيلي (أفيجادور ليبرمان Avigador Lieberman) و بين حزب الله وكل واحد فيهم مستحلف للثاني.
• بناء علي كلام نقلته وكالة أنباء الأناضول التركية عن وزير البترول (طارق الملا) إن من الشروط المصرية إن الإتفاق ده يكمل هو إن اسرائيل تتنازل عن ديون بقيمه 500 مليون دولار المفروض إن الحكومة المصرية تدفعها لشركة الكهرباء الإسرائيلية IEC و الحقيقة إن قصة الدين ده تهلك من الضحك .. فاكر خط الأنابيب اللي كنا بنصدر به غاز لإسرائيل زمان وكان كل يومين يتدمر بتفجير إرهابي؟ .. لما حصلت ثورة يناير تقدر تقول إن الحكومة المصرية بقي أخر إهتمامتها إنها تفضل تصلح في الخط ده من كتر ما بيتفجر فمن الزهق الحكومة فسخت عقدها مع IEC من طرف واحد .. الشركة الإسرائيلية رفعت قضية علي مصر في المحاكم الدولية و إتحكم فعلاً ليهم في 2015 بأن المفروض مصر تدفعلهم 1.76 مليار دولار وسنة 2015 إحنا قعدنا مع الإسرائيليين و الرقم ده إتخفض ل500 مليون دولار .. بس وزارة البترول الإسرائيلية طلعت بيان رسمي لجريدة هاارتز الإسرائيلية نفوا فيه خالص الكلام ده و إنت تقدر بنفسك تقرأ البيان هنا.
• الأهم من كل ده هو هل المشروع ده حيجيب همه من ناحية الفلوس؟ .. اللي هو طب لو فرضنا إن خط الأنابيب إتبني و لو فرضنا إننا عرفنا نأمنه بتعاون محصلش قبل كده بين القوات المسلحة المصرية و جيش الدفاع الإسرائيلي واللي انا شخصياً حعتبره خيانة لكل المباديء اللي القوات المسلحة المصرية إتبنت عليها .. بفرض إن كل ده حصل .. هل أساساً المشروع حيكسب فلوس؟ .. و هنا الموضوع بيبدأ يحلو:
لو إتكلمت مع حد من الحكومة حتلاقيه بيجري يطلعلك تقرير زي Energy Outlook بتاع BP و اللي تقدر تقراه
.. التقرير بيقول إن الطلب حيفضل يزيد علي الغاز الطبيعي المسال LNG لحد سنة 2040 بس اللي إنت محتاج تفهمه إن BP معندهاش بلورة سحرية تشوف بيها المستقبل .. كل دي مجرد سيناريوهات مش توقعات حتي .. الفكرة كلها إن BP بتأمل إن ياريت مرحلة الإنتقال من الوقود المحروق Fossil Fuels للطاقة المتجددة Renewable Energy متبقاش بالسرعة اللي إحنا مستنيينها اللي هو علي رأي الكبير أوي كلها احلام و أماني .. يعني أنا حصرف مليارات علي بناء خط أنابيب و حصرف مليارات علي تأمينه بعد ما يتعمل بسبب إن ياريت يعني أوروبا و الصين تفضل تحتاج LNG بعد عشرين سنة من دلوقتي .. بإختصار شديد السوق دلوقتي غرقان غاز طبيعي رخيص سواء جاي من روسيا أو من أميركا أو من قطر و عشان مصر و قبرص و إسرائيل يرجعوا تاني يصدروا غاز طبيعي لازم يقدروا ينافسوا زي ما بيقول (جاريث وينرو Gareth Winrow) المحلل الإقتصادي في مجلة Foreign Policy .. بس حاول إنت تقنع القبرصيين أو الإسرائيليين بالكلام ده .. كل واحد همه يبيع غاز طبيعي عشان يجيب فلوس و يمكن أكثر ناس مش بتسأل نفسها إزاي أجيب فلوس لتمويل كل ده هو إحنا إنما اللي بنسأله لنفسنا هو إحنا إزاي نخدم غيرنا عشان نحملهم جمايل .. ده بقي اللوجو بتاع السياسة الخارجية المصرية “إحنا جايين نحمل غيرنا جمايل علي حسابنا”.
المصادر:
- مقالة بعنوان A power shift in the Middle East نشرت في مجلة Financial Times و ده لينك المقالة الأصلية:
http:// https://www.ft.com/con…/7caf1d7a-f620-11e7-88f7-5465a6ce1a00 - مقالة بعنوان The week in energy: A new gas export hub? نشرت في مجلة Financial Times وده لينك المقالة الأصلية:
http:// https://www.ft.com/con…/f44b39a6-18dd-11e8-9e9c-25c814761640 - مقالة بعنوان The Middle East gas deal is more than just a gas deal نشرت في جريدة Israel National News وده لينك المقالة الأصلية:
http://www.israelnationalnews.com/Articl…/Article.aspx/21802
