لينك التسجيل الصوتي للجزء الأول من المقالة علي Sound Cloud:
https://soundcloud.com/user-112011687-312727988/metp79ms4wd0?utm_source=clipboard&utm_medium=text&utm_campaign=social_sharing
لينك التسجيل الصوتي للجزء الثاني من المقالة علي Sound Cloud:
https://soundcloud.com/user-112011687-312727988/yqdhwjzpkirp?utm_source=clipboard&utm_medium=text&utm_campaign=social_sharing
لو أنا جيت سألتك مين أهم مؤسسة في حكومة أي بلد حتقول إيه؟ .. سؤال غريب أنا عارف و مش ماشي مع العنوان بس إستحملني .. بالنسبة للناس اللي قارية شوية و فاهمه يعني أيه حكومة فده شبه إني اسألك بتحب مين أكتر من عيالك؟ .. الإجابة الدبلوماسية اللي حتخلي اليوم يعدي من غير نكد مراتك هي إنك بتحب عيالك كلهم زي بعض بس بينا و بين بعضينا إحنا عارفين إنك كأب بتحب بنتك أكتر من إبنك بس طبعاً إنت متقدرش تقول كده .. بالنسبة لمؤسسات الحكم برده فالمفروض إن عيالك اللي هم القضاء و الخارجية و الداخلية و القوات المسلحة تهتم بيهم و تراعيهم من غير ما تفضل حد علي حد .. طبعاً ده مبيحصلش .. في بلدنا مثلاً القوات المسلحة هي اللي بتتحط علي الحجر بس تبقي المؤسسة اللي زي ما تكون خلفتها و نسيتها هي المخابرات .. و في قصة النهارة أحب أخص بالذكر المخابرات العامة السوفيتية و أختها النازية.
باراباروسا .. فشل المخابرات اللي ممكن يودي في داهية:
شهر يونيو 1941 كان صعب أوي علي السوفييت .. هو فعلياً محصلش حاجة بس كان فيه عندهم إحساس داخلي إنهم حيترزعوا قفا عباسي من اللي بيطرقع ده .. التقارير اللي كانت المخابرات السوفيتية بتكتبها تخليك لو إنت بني أدم فيك شيء من العقل تلاقي نفسك ليك رد الفعل بتاع الفنانة (إنعام سالوسة) و هي بتصوت يالهوووووووي:
كان المفروض المخابرات السوفيتية تبلغ القيادة اللي كان ماسكها الزعيم (جوزيف ستالين Joseph Stalin) إن فيه مصيبة جاية بس محدش نطق لإنه كله كان خايف .. (ستالين) مكنش بني أدم عاقل .. حاول تتخيل إنه النسخة الروسي من (صدام حسين) الله يرحمه .. لو صحي من النوم مقريف و شاف وشك علي الصبح ممكن يلبسك تهمة الخيانة العظمي و تتعدم مطرح ما إنت واقف .. الناس اللي حوليه كانوا عارفين إنه حساس أوفر و موده بيتغير ولا الست الحامل في الشهر التاسع .. كتير من الجنرالات و الوزراء و الناس الكبيرة في البلد إترموا ورا الشمس بسبب إن حد فيهم إنتقض أو قال فكرة مش علي هواه .. لحد ما جت الساعة ثلاثة فجر يوم 22 يوليو 1941 .. في اليوم ده السوفييت صحيوا علي صوت ضرب النار .. دبابات و طيارات الألمان كانت بتخش جوه الأراضي السوفيتية ولا المقص بتاع الخياط و هو بيقطع القماش .. خطة الغزو الألماني لروسيا و اللي إتعرفت في التاريخ بإسم العملية بارباروسا Operation Barbarossa كانت إن الألمان قسموا ال138 فرقة اللي دخلوا روسيا علي 3 حتت .. الحتة الأولانية في الشمال بقيادة (فيلهلم ريتر فون ليب Wilhelm Ritter von Leeb) و دول كانوا 26 فرقة .. الحتة الثانية في النص بقيادة (فيدور فون بوك Fedor von Bock) و تحت إيده 51 فرقة .. الحتة الثالثة في الجنوب بقيادة (جيرد فون روندشتيد Gerd von Rundstedt) و كان تحت إيده 59 فرقة من ضمنهم 14 فرقة من رومانيا و فرقتين من المجر.
لإن زي ما قلتلك التعيينات خصوصاً في قيادة الجيش السوفيتي كانت بتتحدد بالمزاج و بالحب فكانت القرارات اللي بتطلع كارثية .. خلال كام يوم كان عشرات الالاف من العساكر السوفييت أتأسروا و إتشحنوا علي معسكرات الإعتقالات النازية .. الالاف من الطيارات السوفيتية إتضربت و هي لسه راكنة علي أرض المطارات .. في رأيي فشل المخابرات السوفيتية إنها تتوقع و تحذر من الغزو الألماني يعتبر من الحاجات في التاريخ اللي لازم نقف قدامها و نذاكرها و نفهمها كويس أوي .. بس في نفس الوقت فشل المخابرات الألمانية إنها تقرأ و تدير الغزو نفسه يعتبر برده من الدروس اللي لازم نبصلها و نتعلم منها كتير أوي.
غلطة رقم واحد .. مشكلة روسيا إنها واسعة .. إنت مش متخيل قد إيه هي واسعة .. روسيا بلد كبيرة أوي خالص يعني .. ده معناه إن القوات الألمانية و هي بتخش جوه الأراضي السوفيتية مكنش عندها لا الوقت ولا العساكر الكفاية إنهم يدوروا في كل بيت و كل مكان علي العساكر الروس المستخبيين .. ده معناه إن صحيح القوات البرية الألمانية إتقدمت جوه حدود روسيا في وقت قياسي بس فيه الالاف من العساكر الروس المستخبيين وسط القوات الألمانية .. دي كانت غلطة كبيرة كان المفروض تتعالج بس ده محصلش.
غلطة رقم إتنين .. تاني .. روسيا بلد واسعة .. واسعة أوي .. ده معناه إنك عشان تسيطر عليها محتاج يبقي تحت إيدك قوات جوية بتملك طيارات كتير .. كتير أوي .. ده في الوقت اللي القوات الجوية الألمانية خسرت طيارات كتير و الأهم خسرت طيارين كويسين كتير في معركة بريطانيا الجوية و دي معركة تستحق إننا نتكلم عنها لوحدها في وقت تاني.
غلطة رقم ثلاثة .. تالت .. روسيا بلد واسعة .. إنت لا عندك القوات البرية اللي تقدر تسيطر علي سكانها ولا قواتك الجوية تقدر تغطي كل مساحة البلد .. ده معناه إنك محتاج تكسب أهل البلد لصفك .. كان المفروض إن المخابرات الألمانية تقول للقيادة السياسية إن المواطن السوفيتي البسيط نفسه يشوف (ستالين) غار في ستين ألف داهية تاخده .. كان المفروض يقولولهم إن لو خدنا المواطنين الروس في حضننا فإحنا بسهولة أوي نقدر نخلق ثورة توقع الحكم الشيوعي في البلد .. حنية حنية شوية حنية علي رأي (كاظم الساهر) بس تقول لمين .. العساكر أو خليني أبقي منطقي أكتر إن المجتمع الألماني كان يا عيني تشبع بفكرة التفوق بتاع الجنس الأري و إن الجنس السلافي اللي بينتمي له الروس ده جنس أدني منهم لازم يتداس بالرجلين لدرجة إن العساكر الألمان إرتكبوا فظائع و جرائم حرب ضد السكان الروس يمكن متفرفش كتير عن اللي كان بيعملها (ستالين) في شعبه.
اللي حصل في سمولنسك Smolensk كان المفروض يبقي لمبة حمرا تنور في وش المخابرات الألمانية و خليني أفهمك ليه؟ .. إنتوا يا ألمان دخلتوا روسيا يوم 22 يونيو 1941 و من اليوم الأول و إنتوا شايفين الروس دول شوية عساكر ملهاش لازمة لا بتجيلهم أوامر صح ولا عندهم خطة واضحة للمقاومة .. ناس عشوائيين بشكل أوفر لحد ما جه يوم 10 يوليو .. في اليوم ده السوفييت بدأ يبقي ليهم ملامح .. هم إختاروا مدينة سمولنسك عشان يقفوا ضدكوا .. نص مليون عسكري روسي .. إنت متخيل الرقم؟ .. مستوعب كم الشغل و الإستعدادات اللي المفروض قيادة القوات المسلحة السوفيتية تكون عملتها عشان تجمع العدد ده من العساكر؟ .. مستوعب حجم الProgress اللي هم حققوه في أقل من شهر؟
المشكلة إن السوفييت إتداس علي وشهم في معركة سمولنسك .. الالاف من العساكر السوفييت يا إتأسروا يا إتقتلوا .. الالاف من دباباتهم إتدمرت .. بمناسبة الدبابات .. الروس مكنش حيلتهم في الوقت ده إلا نوعين مهزقين من الدبابات .. واحدة إسمها T-26 و الثانية إسمها BT .. هما الحقيقة مينفعش يتقال عليهم دبابات لإنهم مجرد علبة صفيح إتحطلها طقم عجل و جنزيرين و بقت دبابة .. مشكلة الإنتصار إنه بيبقي عامل زي مزيل ريحة العرق .. إنت ممكن متكونش إستحميت بقالك يومين و ريحتك معفنة بس ترش شوية مزيل ريحة عرق عليك و ريحتك حتبقي حلوة .. ده مش معناه إنك لو مستحمتش مش حيجيلك مرض جلدي .. صدقني إنت معفن بس بتداري العفن ده برشة برفان .. فرحة النصر و إحساس إن إحنا جامدين زحليقة مخلاش الألمان يبصوا للسوفييت و يسألوا نفسهم .. هو إنتوا أتجمعتوا هنا إزاي؟ .. الأهم إن المخابرات الألمانية مكنش عندها أي علم بإن فيه خازوق إسمه الدبابتين KV-1 و T-34.
محدش قال إن الدبابتين دول اللي هم KV-1 و T-34 أعلي بكتير من كل الدبابات الألمانية اللي في الخدمة سنة 1941 لما عملية بارباروسا Operation Barbarossa بدأت بس في نفس الوقت سلاح المدرعات السوفيتي كان تحت إيده في الوقت ده 1000 دبابة T-34 و 500 دبابة KV-1 فقط لا غير .. متفرحش أوي كده .. إذا كان دلوقتي إن مصر يبقي عندها 1000 دبابة M1A1 Abrams فكده يبقي إتعشت أوي و زي الفل فزمان الدنيا مكنتش كده .. ال1500 دبابة دول كانوا يدوبك 5 لواءات مدرعة من أصل 29 لواء مدرعات تحت إيد القوات المسلحة السوفيتية و أغلبهم متوزعين علي الحدود السوفيتية اليابانية لإن السوفييت كانوا مرعوبين من فكرة إن يجيلهم خبر إن اليابانيين دخلوا الحرب ضدهم زي ما قلت في البداية.
هنا يجي دور الغلطة الرابعة .. أهم حاجة في أي حرب هو إنك تبقي عارف من اليوم الأول إنت ناوي تهبب إيه؟ .. القيادة العسكرية الألمانية عشان هم عساكر أولا و أخيرا كانوا عايزين يكسبوا بالقاضية .. الجون اللي بيجي في الدقيقة تسعين .. موسكو .. دخول العاصمة و القبض أو قتل (ستالين) مش حتفرق .. ده قصاد إن (هتلر) كان بيحسبها حسبة تانية .. حسبة الفلوس .. كنا إتكلمنا قبل كده عن إزاي الحرب العالمية الثانية كانت حرب بيحركها السعي ورا الموارد؟ .. انا عايز بترول يبقي أروح أحتل بلد فيها بترول .. عايز أرض زراعية يبقي أروح أحتل بلد عندها نهر و أرض خصبة .. ده كان معناه إن القوات الألمانية بدل ما كانت زي القطر اللي مبيقفش في محطات إضطرت تتقسم حتت صغيرة و كل حتة تروح تسيطر علي مكان شكل.
في سبتمبر 1941 القوات الألمانية حاصرت مدينة لينينجراد اللي هي دلوقتي مدينة سانت بطرسبيرج ثاني أكبر مدينة في روسيا بعد العاصمة موسكو .. الهدف الأساسي كان إن المدينة تقع في كام يوم و نسيطر علي مواردها الإقتصادية و نخلص بس ده محصلش .. كان المفروض اللمبة الحمرا تكون بتطلع صوت جرس إنذار في وش المخابرات الألمانية .. حصار لينينجراد بعد ما كان بيتخططله إنه يستمر كام يوم قعد سنين .. من 1941 لحد سنة 1944 .. أكتر حصار لمدينة تسبب في موت مدنيين في تاريخ البني أدمين .. كان المفروض إن المخابرات الألمانية تجيلها تقارير بإن السوفييت بيصنعوا طيارات أكتر ما الشبراوي بيعمل ساندوتشات فول و فلافل بس برده ده محصلش .. في أكتوبر 1941 عدد الطيارات السوفيتية اللي علي الجبهة بقت كعدد يمكن أكتر من الطيارات الألماني .. هنا (هتلر) إكتشف إنه حسبها غلط .. هو إكتشف إن العساكر كان عندهم حق .. كان المفروض يكسبوا بالقاضية .. كان المفروض يجيبوا جون في الدقيقة تسعين بس دلوقتي بقينا بنلعب في الإكسترا تايم و إحتمال الروس يكسبوا بضربات الجزاء .. والحل؟ .. الهجوم علي موسكو .. هنا المخابرات الألمانية قالتله يقطعني هو أنا مقلتلكش؟
مخزون البنزين و الأكل و الهدوم الشتوي اللي كان مخصص للجبهة خلص .. حتي العساكر الجديدة اللي المفروض تروح الجبهة بيحتاجوا وقت طويل عشان يقطعوا المسافات الطويلة لإن أرجع و أقولك روسيا بلد واسعة أوي خالص يعني .. بس عشان إحنا عارفين إن هي دي العقلية الألمانية يا (إبراهيم) فلما جه يوم 30 نوفمبر 1941 العساكر الألمان كانت وصلت علي عتبة العاصمة موسكو و علي بعد 30 كيلومتر بس من الداونتاون .. معركة الدفاع عن موسكو كانت أول مرة الألمان يشوفوا بعنيهم الدبابتين الروسي الجداد KV-1 و T-34 .. الدبابتين كانوا إمكانياتهم معدية بمراحل قدرة المدافع المضادة للدبابات الألمانية اللي في الخدمة لدرجة إن يوم 20 نوفمبر إتبعت طقم مهندسين ألمان للجبهة عشان يتفرجوا بعنيهم علي اللي بتعمله فيهم البابات الروسي الجديدة.
برده كان المفروض المخابرات الألمانية تنطق .. يا جدعان قواتنا بتتسحل في روسيا .. العساكر بتاعتنا من يوليو و أديهم في نوفمبر أهو بيحاربوا و حتي العساكر الجديدة اللي المفروض تروح تحل محلهم مش عارفة توصل .. فوق ده كله علي رأي طيب الذكر (نيد ستارك Ned Stark) لما كان دايماً يقول Winter is Coming .. يوم عن يوم و الروس بيجيبوا عساكر جديدة متفهمش بيجيبوهم منين .. درجة الحرارة وصلت -48 مئوية و سبحان الله زي ما يكون الروس دول عبارة دب قطبي بيلبطبط في المياه الساقعة .. حصار موسكو فشل .. عملية بارباروسا Operation Barbarossa باظت باظت خااالص .. في الوقت اللي حصار موسكو كان الهدف منه إن الألمان يجيبوا جون في الدقيقة تسعين بس الميكس بين البرد و الإرهاق و صمود الروس خلي الدنيا تقف .. من ديسمبر 1941 لحد أغسطس 1942 .. 9 شهور كاملة و الدنيا واقفة لحد ما إتقال إسم ستالينجراد.
ستالينجراد .. القاضية ممكن .. القاضية ممكن:
هي دلوقتي إسمها فولجا جراد علي إسم نهر الفولجا اللي هي بتقع عليه بس زمان المدينة دي كانت عبارة عن حقل نفط و إتبنت بيوت حوله .. أرجع و أقولك إن الحرب العالمية الثانية كان بيحركها السعي ورا الموارد .. القوات الألمانية في روسيا عايزة بنزين و ده حط ستالينجراد في مرمي سن الدبانة بتاع مدافع الألمان الرشاشة .. الهدف اللي إتحط للقوات الالمانية هو إحنا عايزين نسيطر علي ستالينجراد و مدينة باكو اللي تبقي دلوقتي عاصمة أذربيجان عشان خاطر البترول و في نفس الوقت نسيطر علي أوكرانيا عشان خاطر القمح .. أرجع تاني و أقولك إن الجيوش بتنتصر بالبنزين و العيش .. طب كده الألمان حددوا هم عايزين إيه؟ .. عايزين بقي نعرف هو ده حيتحقق إزاي؟ .. فاكر لما قلتلك ان الجيش الألماني اللي دخل روسيا إتقسم 3 حتت؟ .. الحتة اللي في الشمال حتفضل زي ما هي محاصرة مدينة ليننجراد .. الحتة اللي في النص حتفضل زي ما هي واقفة علي عتبة موسكو .. هات بقي الحتة اللي في الجنوب و ركزلي عليها شوية .. كنت قلتلك إن الحتة الجنوبية من القوات الألمانية اللي دخلت روسيا كانت بقيادة (جيرد فون روندشتيد) و كان تحت إيده 59 فرقة مقاتلة من ضمنهم قوات من رومانيا و المجر .. (هتلر) شال (جيرد فون روندشتيد) من منصبه و خد القوات بتاعته حط عليها كمان 37 فرقة قتالية جديدة بس القوات دي كلها حتتقسم لمجموعتين:
- المجموعة A بقيادة الفيلدمارشال (فيلهلم ليست Wilhelm List) و ده كان تحت إيده الجيش الأول مدرعات و الجيش ال17 مشاة و التارجيت اللي إتحطله إنك تروح تسيطر علي مدينة باكو.
- المجموعة B بقيادة الفيلدمارشال (ماكسميليان فون فايكس Maximilian von Weichs) و ده كان تحت إيده الجيش السادس بقيادة الجنرال (فريدريك باولوس Fredric Paulus) و الجيش الرابع مدرعات و ده التارجيت اللي كان قدامه هو ستالينجراد.
يوم 28 يونيو 1942 يعني تقريباً بعد سنة من بداية عملية بارباروسا اللي كانت Avengers: Infinity War نزل Avengers: Endgame .. الجزء الثاني و اللي المفروض إنه كان حيحسم الحرب علي الجبهة الشرقية .. قوات المجموعة A داست علي وش الروس و هي رايحة تزغرط في إتجاه باكو .. المجموعة A الدنيا معاها كانت ماشية زي السكينة في الجاتوه لدرجة إن (هتلر) أمر الجيش الرابع مدرعات و اللي كان المفروض إنه جزء من المجموعة B إنه بدل ما يروح ستالينجراد ينضم لقوات المجموعة A .. في يوليو 1942 قوات المجموعة A كانت بينها و بين الدانتاون بتاع مدينة باكو حوالي 113 كيلومتر اللي هو تخيل إنه مشوار أقل من ساعة بالعربية .. و بعد كده مفيش .. عارف فيلم النوم في العسل لما الرجل اللي قتل مراته بيقول ل(عادل إمام) مفييييييييش؟ .. الألمان مش عارفين يتقدموا متر واحد حتي بسبب مقاومة السوفييت لحد ما جه يوم 23 أغسطس و ده اليوم اللي المجموعة B وصلت لستالينجراد.
فيه أيام بتبقي سودا في تاريخ البني أدمين .. في حياة كل واحد فينا فيه يوم أتمني و بدعي ربنا إنه ميكونش حصلك و لو نصيبك إنك شفته فده اليوم اللي بيكون نفسك تنساه .. يوم 23 أغسطس 1942 كان اليوم اللي (أندري يوريمينكو Andrey Yeryomenko) نفسه ينساه .. (أندري) كان قائد القوات السوفيتية في ستالينجراد و اللي كان تحت إيده الجيش 62 و الجيش 64 مشاة و اللي كان المطلوب منه إنه يلاقي طريقة ينقذ بيها مدينة ستالينجراد .. مدينة عايش فيها نص مليون بني أدم .. اليوم الأسود ده بدأ بغارات جوية مش عايزة تقف .. حاول تتخيل نفسك في زلزال و البيوت عماله تقع و الزلزال مستمر .. بتقول لنفسك يا رب الضرب يقف بس ده مبيحصلش .. زي ما يكون الطيارات الألماني مبتخلصش ولا المدافع بتاعتهم بتسخن و محتاجة ترتاح .. ستالينجراد كانت زي ما قلتلك علي نهر الفولجا زي ما كده نهر النيل قاسم القاهرة و الجيزة .. أهو تخيل الألمان جايين من ناحية الجيزة و وصلوا لضفة نهر النيل .. القوات السوفيتية إضطرت تنسحب من الجيزة خالص و تروح القاهرة و وسط القصف الجوي كل الكباري اللي بتربط نصي مديني ستالينجراد إتدمروا .. في اليوم الأسود ده (أندري) شاف بعنيه موت 40,000 بني أدم .. حاول بس تستوعب الأرقام .. حاول تتخيل الصدمة و المنظر .. حاول تتخيل إنك تبص علي نهر النيل تلاقي لونه أحمر من كتر الدم.
بداية من يوم 2 سبتمبر بعد ما زي ما قلتلك النص الغربي من ستالينجراد أو الجيزة بتاعتهم وقعت في إيد الألمان جه الدور علي النص الشرقي أو القاهرة .. في الأول الألمان مكانوش متخيلين حجم النكد اللي هم حيشوفوه .. زي ما إنت تروح البيت متأخر و ريحتك سجاير من كتر قعدتك علي القهوة مع صحابك ليلة الخميس .. إنت بتروح و إنت من جواك عارف إنك حتلاقي مراتك صاحية مستنية تزعق شوية .. إنت بتبقي متوقع الزعيق بس مش متخيل إن الموضوع حيفلت من إيدك لدرجة إنك ترمي عليها يمين الطلاق .. لما اللواء مشاة ميكانيكي رقم 71 ألماني بدأ يعدي نهر الفولجا و يخش شوارع الضفة الشرقية من ستالينجراد مكانوش متخيلين إن عساكر الجيش 62 الروسي حيبقوا مستخبيين وسط الأنقاض .. تبقي ماشي في أمان الله تلاقي عمارة واقعة بس معشش فيها قناصة .. تقدم الألمان في ستالينجراد كان بطيء .. بطيء لدرجة إن الزمن كان بيقف .. يوم 17 سبتمبر الجنرال (فريدريك باولوس) قائد الجيش السادس الألماني بقي قدام مشكلة كبيرة و حاول تحط نفسك مكانه.
دلوقتي أنا مش عارف أخش شوارع القاهرة أسيطر عليها .. حتقولي إضربها بالطيران .. حقولك ما أنا ضربتها .. حوريك صور طيارات الإستطلاع و أخليك تشوف بعنيك إن سلاح الجو مسابش عمارة سليمة في شوارع شرق ستالينجراد .. أضربك فين تاني مبقاش في وشك مكان .. مفيش حل غير دخول قوات برية علي الأرض .. العساكر السوفييت مستخبيين في كل حتة في البيوت المتدمرة .. ده في الوقت اللي جوه مقر قيادة عمليات الجيش السادس اللي هو أساساً بعيد 65 كيلومتر عن الجبهة تليفون الجنرال (باولوس) مش بيبطل رن .. (هتلر) عايز يسمع خبر إن ستالينجراد وقعت .. يوم 24 سبتمبر الأرقام كانت صعب إن حد يصدقها .. الجيش السادس خسر 8,000 عسكري ماتوا و 31,000 جريح .. قصاد إن الجيش 62 مشاة روسي خسر 80,000 عسكري .. إنت مستوعب الأرقام؟ .. مستوعب إن في شهر واحد السوفييت خسروا العدد ده من العساكر في مدينة واحدة؟
يوم 15 أكتوبر 1942 كان اليوم اللي الألمان بصوا للجزء الثاني بتاعهم و بدل ما كان حيبقي Avengers: Endgame لقوا نفسهم قدام نفس نهاية Infinity War .. السنة اللي فاتت اللي هي 1941 الشتاء و البرد خلانا قاعدين 9 شهور علي عتبة موسكو مش عارفين نعمل حاجة و عملية بارباروسا فشلت .. بعد سنة بنكرر نفس الغلطة تاني .. قوات المجموعة A مش عارفة توصل باكو .. قوات المجموعة B مش عارفه تخش ستالينجراد .. في الأول كان الهدف زي ما قلتلك هو السيطرة علي حقول النفط في باكو و ستالينجراد .. في أكتوبر بقي واضح للألمان إن مقاومة الروس ليهم خلت ان التارجيت بتاع باكو ده حيتأجل شوية .. ده معناه إن مبقاش قدامنا غير السيطرة علي ستالينجراد .. قصاد إن (ستالين) بقي واخد الموضوع بشكل شخصي .. المدينة متسمية علي إسمي و مش حتقع في إيد الألمان أيا كان الثمن .. في نوفمبر 1941 الألمان كانوا إلي حد ما خدوا حتت كتير من شرق ستالينجراد .. لحد ما جه القفا.
كلامي هنا حيبقي رايح أكتر للناس اللي بتتفرج علي كرة قدم .. عارف لما تكون بتتفرج علي ماتش بين فرقة مستحوذة و بتهاجم و فرقة تانية راكنة الأوتوبيس؟ .. عارف لما الفرقة اللي بتهاجم تخلي الباكين يتقدموا و يسيبوا شوارع في دفاعهم؟ .. أهو تخيل الفرقة اللي فضلت طول الماتش راكنة الأوتوبيس و بتعمل عظمة في الأجلي فوتبول تقوم رازعاهم هجمة مرتدة في الإكسترا تايم و يجيبوا جون .. الألمان فضلوا محاصرين مدينة ستالينجراد و نسيوا أو عمرهم ما فكروا إنهم يغطوا ظهرهم .. من سنة 1939 لحد سنة 1942 و الجيش الألماني هو اللي بيهاجم .. عساكر إتعودوا إن اللي قدامهم يجري و يهرب منهم أو يفضل يدافع .. زي ما تقول كده جيش بقاله سنين بيلعب سيكسي فوتبول و عمره ما جرب يعني إيه يدافع أو يركن الأوتوبيس .. فجأة يوم 19 نوفمبر 1942 الجيش الألماني السادس اللي كان مسئول عن دخول ستالينجراد لقي نفسه في وضع مجربش يبقي فيه قبل كده .. إنه يدافع.
تخيل نفسك عسكري ألماني بتصحي الصبح الساعة 6:30 علي صوت 3,500 مدفع ميداني روسي بيزغرطوا علي طول الجبهة .. شوية و طوابير دبابات روسية T-34 بتلف حول الجيش السادس الالماني عشان تحاصره و تقفل عليه الكماشة .. المنطق و العقل بيقولوا إن لما جيش يحس إنه حيتحاصر المفروض إنه يجري بسرعة من مكانه و يحاول يلاقي مخرج .. نفس اللي بيحصل لما كنت بتلعب كهربا و إنت صغير و تلاقي نفسك حتتزنق بين الحيطة و بين اللي بتلعب قدامه فبتحاول تلاقي أي ثغرة فاضية تجري منها بعيد .. ده المنطق .. متفهمش إزاي القوات الجوية أقنعت (هتلر) بإن إنسحاب إيه يا ريس بس كفا الله الشر .. إحنا الطيارين بتوعنا حيقدروا ينزلوا الأكل و الشرب و الذخيرة لرجالتنا المتحاصرين بالباراشوت .. متشغلش بالك إنت بس .. (هتلر) يا عيني صدق و ياريته ما صدق.
أولاً إنت محتاج جسر جوي كامل عشان تقدر تنقل أكل و شرب و ذخيرة لجيش كامل لإن حاول تبقي مستوعب إنك بتتكلم عن 250 ألف بني ادم اللي هم الجيش السادس الألماني .. كل دول محتاجين أكل و شرب و ذخيرة و أدوية و ده معناه إنك بتتكلم عن عدد طيارات مكنش تحت إيد الألمان أصلاً .. كنا إتكلمنا قبل كده عن الجسر الجوي لإنقاذ برلين وقت الحرب الباردة و ياريت تراجع المقالة دي بس عشان تستوعب قد إيه الجسر الجوي ده صداع ما يعلم بيه إلا ربنا .. ثانياً و ده المهم إن الدفاع الجوي و المدافع المضادة للطيارات و الطيارات السوفيتية بقوا يتسلوا علي الطيارات الألماني اللي بتحاول تنزل الأكل و الشرب للقوات المتحاصرة .. كان ممكن كل ده ميحصلش لو كان (هتلر) ساب الجنرال (باولوس) يتصرف و يناور بجيشه عشان يهرب بره الكماشة .. الهجوم السوفيتي بدأ يوم 19 نوفمبر و يوم 22 نوفمبر كان خلاص مصير الجيش السادس إتكتب .. لما إتعرف إن القوات الجوية مش عارفه تتنيل علي عينها تعمل حاجة القوات البرية حاولت تنقذ الجيش السادس المتحاصر بس المشكلة إن العساكر الالمان مبقاش فيهم حيل يحاربوا خلاص .. في 30 نوفمبر 1942 السوفييت بعتوا جواب لقائد الجيش السادس المتحاصر بإنه يقبل الإستسلام بس هو رفض .. رفض عشان الأوامر اللي جياله من (هتلر) بتقوله أوعي تستسلم .. أوعي .. ياريت الأمر جه بطريقة عادية إن يجيلك ميل في الشغل إنك مش حتروح إلا لما التسليمة تطلع .. مش ده اللي حصل .. (هتلر) قرر يرقي كل عساكر و ضباط الجيش السادس الألماني ترقيات إستثنائية .. (باولوس) إترقي من جنرال لفيلد مارشال زي ما كده تترقي من لواء لفريق .. الفكرة إن محصلش في تاريخ العسكرية الألمانية إن ضابط ألماني برتبة فيلد مارشال إستسلم قبل كده لجيش معادي .. أبداً.
نوفمبر عدي .. ديسمبر عدي .. يناير عدي .. و حاول تتخيل بس معاناة العساكر الألمان بتوع الجيش السادس .. حاول تغمض عينك و تتخيل أقصي درجة من درجات اليأس اللي ممكن يوصلها بني أدم خلقه ربنا .. حاول تتخيل إنك تبقي مع زمايلك بتصحي الصبح علي صوت المدافع و أنتوا أساساً مش عارفين مين فيكوا حيموت النهاردة؟ .. تخيل نفسك بتتمني إنك لو إتضربت تموت بسرعة لإن مفيش أدوية ولا مسكنات ألم للمصابين .. تخيل نفسك في فيلم الرعب ده 3 شهور .. تخيلت؟ .. يوم 31 يناير 1943 دبابة روسية وصلت لحد مقر قيادة الجيش السادس الألماني و يوم 2 فبراير إتمضي إتفاق إستسلام الجيش السادس.
الأرقام لوحدها مفجعة .. فاكر لما قلتلك إن ستالينجراد كانت مدينة عايش فيها نص مليون بني أدم؟ .. ستالينجراد إتضربت يوم 23 أغسطس 1942 و كان عدد سكانها 500,000 و الحصار عليها إتفك يوم 2 فبراير 1943 و كان عدد المدنيين اللي عايشين فيها 1,500 .. في أقل من سنة مات 90% من سكان المدينة .. الألمان خسروا في سنة 400,000 مقاتل .. الإيطاليين مات ليهم 130,000 .. المجر و الرومانيين مات ليهم 230,000 .. صدقني دي أرقام حقيقية مش أخطاء إملائية .. الناس دي كلها ماتت في معركة واحدة و دول كانوا القوات الغازية .. الروس مات ليهم 800,000 مقاتل يعني بتتكلم عن ضعف إجمالي عدد القوات النظامية في الجيش المصري كله .. مش بس كده .. الألمان و الطليان و الرومانيين و المجريين إتأسر منهم 500,000 عسكري إتعدموا كلهم .. كل ده حصل و جاي دلوقتي تقول إن فيروس كورونا ده غضب من ربنا؟ .. إحمد ربنا إنك مش بني أدم سواء روسي أو ألماني نصيبك كان انك إتحطيت في المعجنة دي.
كورسك .. أسهل طريق لجهنم هو الإستعجال:
هزيمة الألمان في ستالينجراد أقنعت (هتلر) بكذا حاجة الحقيقة كان من ضمنها إنه محتاج يسيب الجنرالات بتوعه في ميدان المعركة يتصرفوا بشوية حرية و ده خلاه يدي صلاحيات مكنتش عادة بتتساب كده لقائد القوات البرية الألمانية في الجبهة الشرقية (إيريك مانشتاين Eric Manstein) .. إذا كان (هتلر) كان شعاره في الحرب إلي الأمام يا رجال فالاخ (إيريك مانشتاين) كان طريقته هي علشان نعلي و نعلي لازم نطاطي نطاطي .. هو أمر بإنسحاب عام للقوات البرية الألمانية .. الروس فرحوا أوي و جريوا وراهم لحد مدينة كاركوف Kharkov و قبل ما الروس يفهموا المصيدة اللي هم وقعوا فيها لقوا الدبابات الألمانية محاصراهم.
كلمة مصيدة دي كلمة يمكن متعبرش أوي عن اللي حصل في كاركوف .. اللي حصل كان مجزرة .. السوفييت في معركة واحدة خسروا 85,000 مقاتل قصاد إن الألمان مات ليهم 10,000 .. في معركة واحدة خسروا نفس عدد القتلي اللي ماتوا خلال سنة في ستالينجراد .. إن يموتلك 85,000 عسكري في معركة واحدة ده ممكن يقسم ظهر القوات المسلحة لأي دولة .. تعداد القوات النظامية للجيش المصري كله ميجيش حتي نص ال 85,000 مقاتل .. بس يا سبحان الله الخساير دي كلها ولا أثرت في نفسية السوفييت .. أصل معلش أنا قواتي اللي علي الجبهة عددها وصل 2 مليون عسكري فلما يموت منهم 85,000 إيه المشكلة يعني؟
(إيريك مانشتاين) كان بيشد في شعره .. هي الناس دي بتاكل إيه؟ .. أكيد فيه حاجة ممكن تتعمل .. أكيد لو ضربتهم ضربة تانية توجعهم يموتلهم فيها نص مليون بني أدم ولا حاجة يمكن يحسوا بوجع و يبدأوا يتراجعوا تاني .. و هو بيبص علي الخريطة بتاعة الجبهة لاحظ حاجة غريبة أوي .. خطوط الإمداد بتاعة القوات السوفيتية من ليننجراد فوق لحد ستالينجراد تحت بتيجي عند مدينة كورسك في نص السكة و تتعوج أوي لبره عشان متدخلش جوه المدينة .. لو قدر إنه يعمل كمين في الوقت الصح للقوات الروسية عند كورسك يبقي كده ضربهم في مقتل و لو مشيت معاه و خسايرهم كانت شبه اللي حصل في مدينة كاركوف يبقي فيه أمل لألمانيا إنها تعمل الريمونتادا .. الحسبة بتاعة الجنرال (إيريك مانشتاين) و اللي بالتبعية تبقي الحسبة بتاعة (هتلر) هي إن نصر الألمان في كورسك مش مهم عشان بكده هم حيحسموا الحرب علي الجبهة الشرقية .. لا خالص .. هو حسبها إنه لو كسب في كورسك و جاب سكور في الروس و خلاهم يخسروا قول مثلاً 80,000 مقاتل كمان فهو يقدر يقعد مع السفير السوفيتي في برلين يلوي دراعه إنه يقبل إتفاق وقف إطلاق نار يخلي الألمان يبقوا فاضيين شوية يركزوا علي الغزو الأميريكي المنتظر لفرنسا .. إنتصار الألمان في كورسك حيخليهم يطلعوا الروس بره اللعبة .. خسارة الألمان معناها إنهم خسروا مش بس الجبهة الشرقية إنما كمان خسروا الحرب كلها .. ليه؟ .. لإن الأمريكان حيلاقوا نفسهم في وضع إن مفيش حل غير إنهم ينزلوا قواتهم في أوروبا عشان يمنعوا السوفييت إنهم يسيطروا علي القارة كلها بعد ما يدوسوا علي وش الألمان.
في يونيو 1943 الألمان قدموا للعالم تحفتهم الفنية بانزر أربعة Panzer IV .. فاكر لما قلتلك إنهم يوم 20 نوفمبر 1941 الألمان بعتوا طقم مهندسين للجبهة في موسكو عشان يتفرجوا بنفسهم علي الدبابتين الروسي الجداد T-34 و KV-1؟ .. المهندسين الألمان فهموا المشكلة فين .. المشكلة في Sloped Armor أو الدرع المايل بزاوية اللي إتحط في مقدمة الدبابة .. الدرع المايل بزاوية ده كان بيقدر يصد الدانة اللي جاية علي الدبابة و يعكس حركتها يوديها بعيد .. الحل؟ .. المهندسين الألمان زودوا من طول المدفع الرئيسي بتاع الدبابة و كمان زودولها الجيبة أو Skirts اللي علي الجنبين .. الدبابة بانزر أربعة دي نزلت الخدمة و في ديلها الدبابة تايجر Tiger و وراهم الدبابة فيرديناند أو Ferdinand .. ثلات دبابات جداد و جاحدين الصراحة دخلوا الخدمة في وقت مناسب جداً قبل شهر من ساعة الصفر لمعركة كورسك اللي إسمها اللي الألمان إختاروه ليها هي عملية القلعة Operation Citadel.
مساء يوم 4 يوليو إتعرف علي الجبهة الألمانية إن عملية ضرب خطوط الإمداد الروسية قصاد مدينة كورسك حتحصل بكره الصبح .. العساكر كانوا قاعين في أمان الله لحد ما جالهم خبر إن جالهم تعيين هدية .. كلمة تعيين في الجيش يعني حصة مخصوصة لكل عسكري .. التعيين كان نص كاس من الشنابس .. دي الخمرة الشعبي للألمان .. العساكر كانوا عارفين كويس ده معناه إيه .. القيادة عايزة العساكر تسكر عشان ميفكروش كتير إن ممكن بكره يكون أخر يوم ليهم علي الأرض .. واحد من العساكر الألمان جاتله حالة رعب .. كل اللي كان بيفكر فيه هو أنا مش عايز أموت .. مش عايز أموت .. العسكري إتسلل بره الخطوط الأمامية للقوات الألمانية و سلم نفسه للعساكر السوفييت .. بعد ساعات من الإستجواب العسكري الألماني إعترف بكل حاجة لضابط المخابرات الروسي اللي كان علي الجبهة و إسمه كان (نيكيتا خروشوف Nikita Khrushchev) .. (نيكيتا خروشوف) أحب أفكرك إنه بعد كده بقي رئيس الإتحاد السوفيتي و كان هو اللي ماسك الحكم وقت أزمة الصواريخ الكوبية .. العسكري إعترف إن الهجوم الألماني حيحصل بكره الصبح 5 يوليو .. (خروشوف) رفع سماعة التليفون في نص الليل يكلم الزعيم السوفيتي (جوزيف ستالين) و حكاله اللي حصل .. (ستالين) سأله رأيك إيه؟ .. (خروشوف) قاله باشا متقلقش .. (خروشوف) نزل سماعة التليلفون من هنا و بص لدراعة اليمين الجنرال (جيورجي زوكوف Georgy Zhukov) بصة هو فاهم معناها كويس .. بصة بتقول إحنا أمهاتنا داعيالنا يا واد يا (زوكوف).
من بعد هزيمة الروس في معركة كاراكوف و هم بقوا مقلقين زي كلب الشارع اللي كل ما يشوف بني أدم يجري بعيد يا عيني من كتر اللي شافه .. هم مش عايزين يتفرشلهم مصيدة زي كده تاني .. ده معناه إنهم بقوا يعتمدوا علي قوات الإستطلاع و كمان علي المعلومات اللي بتجيلهم من المخابرات البريطانية .. كل الكلام اللي كان بيوصل للروس هو إن مفيش مكان مناسب يتعمل فيه كمين ألماني أكتر من كورسك .. صحيح قوات الإستطلاع الروسية بتقول إن فعلا الألمان بيحشدوا قوات كتير قصاد كورسك بس ده في حد ذاته ممكن يكون فخ .. في الأسابيع اللي قبل يوم 4 يوليو الجنرال (جيورجي زوكوف) أشرف بنفسه علي إنشاء 3 خطوط دفاعية حصينة قصاد كورسك .. حاجة جواه كانت بتقول إن الهجوم الألماني جاي جاي و أدي العسكري الألماني الهربان جه عشان يأكد إن (زوكوف) كان عنده حق من بدري .. (خروشوف) بص ل(زوكوف) و و إدي الأمر للمدفعية الروسية إنها تبدأ تضرب.
أنا عايز أقف دلوقتي قدام نقطة أنا في رأيي شايفها أهم ميزة في أي قائد عسكري شاطر .. الصبر .. أنا فاهم كويس أوي أهمية إن الألمان يحققوا نصر و يكون نصر كاسح كمان في كورسك .. خدامك أنا و العربية .. بس إنت يا حاج (إيريك مانشتاين) المفروض إن ليك طيارات إستطلاع .. و شايف بقالك أسابيع الروس و هم بيحطوا 3 خطوط دفاعية قصاد كورسك .. طب ده مخلاش إنك تسأل نفسك هو فيه إيه؟ .. طب البعيد جبلة و مبيفهمش و بقالك شهور بتخطط للهجوم علي كورسك صباح يوم 5 يوليو فتلاقي نص الليل قبلها المدافع الروسية بتزغرط .. ده محسسكش إن الروس يكونوا فقسوا الليلة و فهموا إنت بتفكر في إيه .. مقلتش لنفسك انا كده عنصر المفاجأة راح مني فلازم أصبر شوية؟ .. لسبب لا يعلمه إلا الله و لا يبرره إلا الإستعجال الجنرال (إيريك مانشتاين) عطا الأمر بتنفيذ العملية سيتادل أو Operation Citadel مع شروق شمس يوم 5 يوليو 1943.
اليوم الأول .. 5 يوليو 1943:
صباح يوم 5 يوليو بدأت المعركة بسلسلة غارات جوية ألمانية علي الخطوط الدفاعية الروسية .. حاجة كده شبه الضربة الجوية بتاعة حرب أكتوبر 1973 .. الطيران الروسي حاول يصد الطيارات الألماني بس من غير أي نتيجة .. القوات البرية الألمانية إتقسمت ل3 حتت .. شمال و نص و جنوب .. مع نهاية اليوم الأول الوضع بقي واضح للجنرال (إيريك مانشتاين) .. إحنا حيطلع ميتينا في المعركة دي .. تقدم الألمان كان بطيء بطء السحلفاة .. الدفاعات الروسية كانت كتير أوفر .. تخلص من دشمة تطلع اللي وراها .. تسيطر علي خندق تلاقي اللي وراه .. الدنيا مطرت جامد علي اخر اليوم و ده اللي خلي الضرب يقف و الطيارات كمان رجعت تاني لمطاراتها.
اليوم الثاني .. 6 يوليو 1943:
صباح يوم 6 يوليو السما كانت صافية .. الروس بصوا للسما و ضحكوا ضحكة شريرة متقطعة و هم بيطلعوا علي طياراتهم .. حنضرب الألمان و هم نايمين .. طبعاً هم مخدوش بالهم إن في نفس ذات التوقيت الطيارين الألمان كانوا بيضحكوا نفس الضحكة الشريرة المتقطعة و هم بيطلعوا علي طياراتهم و بيقولوا لنفسهم برده حنضرب الروس و هم نايمين .. هوبا معركة جوية بأكثر من 400 طيارة تحتيها معركة من الالاف من الدبابات .. يوم ما يعلم بيه إلا ربنا .. في لحظات يأس العساكر الروس كانوا بيرموا نفسهم حاضنين عبوات ناسفة فوق أبراج الدبابات الألمانية عشان يدمروها .. العساكر الألمان اللي معاهم قاذفات اللهب كانوا بيولعوا في العساكر الروس زي ما إنت بتولع بومب و صواريخ في رمضان .. كل ده و مع نهاية اليوم الثاني كانت يدوبك القوات الألمانية وصلت للخط الثاني من الدفاعات الروسية حول المدينة.
اليوم الثالث و الرابع .. 7 و 8 يوليو 1943:
في اليوم الثالث كان المفروض إنه اليوم اللي السوفييت يحسموا فيه المعركة .. ده كان اليوم اللي المفروض يتعمل فيه هجمة مرتدة شبه بتاعة ريال مدريد وقت ما كان ماسكهم طيب الذكر (كارلو أنشيلوتي Carlo Ancelotti) .. المشكلة إن الأوامر بتاعة الهجوم تاهت وسط الزحمة .. كتير من الوحدات اللي كان المفروض تشارك في الهجوم مجالهاش أصلاً خبر و ده خلي الهجوم يفشل زي أول تجربة لمراتك إنها تعمل حلة محشي بعد الجواز .. أكتر من 74 دبابة سوفيتية إتدمروا من غير أي داعي .. في اليوم الرابع الألمان فكروا إنهم هم اللي يدوسوا بنزين بس الهجوم برده مجابش نتيجة.
في اليوم الخامس اللي هو 9 يوليو 1941 إتعمل إجتماع لقادة القوات الالمانية علي الجبهة الشرقية .. لو إنت فاكر إن الإجتماع ده إتعمل عشان الناس تقيم هي عملية سيتاديل Operation Citadel نجحت أو لا تبقي غلطان .. الناس دي كانت خلاص بصمت بالعشرة إن الدنيا باظت .. هو السؤال كان نفضها سيرة و ننسحب ولا ندوس بنزين؟ .. السؤال ده أساساً إتسأل لإن الوضع علي الجبهة كان غريب .. فاكر لما قلتلك إن الألمان قسموا قواتهم 3 حتت اللي هم شمال و وسط و جنوب؟ .. القوات اللي في الشمال و الوسط بتاخد فوق دماغها من السوفييت .. بيتقدموا ببطء السلحفاة اللي شاربه سيجارة حشيش .. الوضع في الجنوب كان أفضل بكتير و إن كان مش أحسن حاجة في الدنيا يعني و كل ده بسبب راجل واحد .. (نيكولاي فاتوتين Nikolai Vatutin).
(نيكولاي فاتوتين) كان القائد الميداني السوفيتي في كورسك .. إذا كان (نيكيتا خروشوف) و (جيورجي زوكوف) قاعدين في أوضة العمليات بيحرقوا في سجاير و أزايز فودكا ف(نيكولاي) كان هو اللي وسط الدبابات و القذايف بتنزل فوق دماغه .. الرجل ده شاف بعنيه إزاي دبابات Tiger و Panzer IV جامدة زحليقة و شاف بعنيه إزاي دبابات T-34 الروسي مفيش أمل إنها تقف قصادهم .. فهو قرر يفكر بره الصندوق .. هو قال ليه لا ندفن الصندوق؟ .. الباشمهندس فعلياً بقي ينقي الحتت العالية من الأرض و يقول للعساكر أحفروا هنا و إدفنوا الدبابة T-34 و متخلوش باين منها غير البرج بس .. إستفدت إيه انت من الحركة دي؟ .. أولاً انت لو مكان طاقم دبابة Panzer IV فانت مش شايف الدبابة T-34 المدفونة لإن مش باين منها غير البرج و وسط النار و الدخان فانت بتفضل ماشي في نور الله لحد ما تلاقي مدفع دبابة روسي بيبصلك و الدانة بتطلع منه رايحة عليك و هي بتزغرط في الجو .. ثانياً إن الألمان بقي مطلوب منهم يا إما يضربوا برج الدبابة بدانة مباشرة و دي حاجة شبه إنك تكون بتلعب PUBG و تقول لنفسك أنا النهاردة كل اللي حقتلهم لازم يكونوا بHead Shots يعني طلقة في الراس تقولش الواد بقي (جون ويك John Wick) أو إن العساكر الألمان يوصلوا لحد برج الدبابة الروسي المدفونة و يفجروها بعبوة ناسفة .. نكد ما يعلم بيه إلا ربنا.
من الناحية التانية السوفييت بقوا قدام حقيقة واضحة زي الشمس .. إذا كان الألمان الهدف بتاعهم من ضرب كورسيك هو إنهم يكلفونا خساير بشرية تجبرنا إننا نقبل نمضي إتفاق وقف إطلاق نار فإحنا شايفين الوضع بشكل مختلف .. إحنا شايفين إننا لو خسرنا كورسك فإحنا كده خسرنا الحرب .. إحنا رمينا كل جيشنا في كورسك .. لو كل القوات دي إتدمرت فمش حيبقي فيه حد فاضي نمسكه بندقية و نقوله دافع عن بلدك .. ده السبب إن الروس إستخدموا أخر ورقة في إيدهم .. بداية من يوم 10 يوليو جت الأوامر للواء الخامس قوات برية و اللواء الخامس مدرعات إنهم يروحوا علي كورسك عشان ينفذوا هجمة مرتدة علي الألمان .. هجمة مرتدة من اللي بتجيب جون في الدقيقة تسعين و بنسكب بيها الماتش .. بس هي فيه مشكلة بسيطة شوية.
إتقال إن عشان اللوائين الخامس جيش و الخامس مدرعات يقدروا يوصلوا للجبهة و يلفوا حول القوات الألمانية فإنت محتاج علي الأقل يومين .. ده معناه إن الأوامر جت للقوات الروسية علي الجبهة بإن إتشقلبوا و إسحروا مش قضيتي بس تفضلوا صامدين يومين من غير أي أكل أو ذخيرة تجيلكوا لإن كل الأكل و الذخيرة و الأدوية حتروح للهجمة المرتدة اللي حتتعمل دي .. يومين من أبشع الأيام اللي عدت علي البشر من ساعة ما ربنا خلق سيدنا (أدم) عليه السلام .. لو إنت فاكر إنك غشيم في خناقاتك و لما بتتعصب مش بتشوف قدامك فإسمحلي أقولك إنك كيوت أوي .. خليني أحكيلك موقف واحد بس حصل في اليومين دول .. يحكي أن كان فيه ملازم أول إسمه (يواكيم كروجر Joachim Kruger) كان ضمن فرقة S.S. اللي هي القوات الخاصة بتاعة النازيين و الرجل ده الضابط الأعلي منه اللي ماسك الكتيبة مات فهو بقي مكانه .. في لحظة غشومية متفهمش جتله إزاي مسك مسدسه و جري علي دبابة روسية .. العسكري اللي ماسك المدفع الرشاش بتاع الدبابة ضرب عليه نار و مش لوحده الحقيقة كل العساكر الروس ضربوا نار عليه .. فيه طلقتين جم في (يواكيم) و التالتة جت في قنبلة الدخان المتعلقة في حزامة و ولعت فيه .. (يواكيم) قلع الجاكيت و البنطلون بعد ما ولعوا و كمل جري عريان علي الدبابة الروسي رمي عليها قنبلة نزلت في فتحة البرج دمرتها .. إنت متخيل الغشومية؟ .. الروس كان المفروض يصمدوا يومين .. من يوم 10 ليوم 12 يوليو .. إزاي صمدوا؟ دي من الأسئلة الوجودية اللي محدش عارف إجابتها.
يوم 12 يوليو 1943 جه اليوم اللي السوفييت كانوا بيحضروله .. اليوم اللي كانوا متخيلين حيبقي يوم النصر .. يوم الريمونتادا .. دبابات اللواء الخامس مدرعات لفت حول القوات الألمانية في كورسك .. معركة بأكتر من ألف دبابة .. يوم صعب يتكرر تاني في تاريخ البشر .. يوم إنتهي بهزيمة كارثية للروس .. ده حقيقي علي فكرة .. المؤرخين الروس راسهم و ألف سيف إن اليوم ده كان يوم جامد زحليقة ليهم بس الواقع مكنش كده .. دي واحدة من أكاذيب الروس حول إنجازاتهم في الحرب العالمية الثانية .. حوالي 500 دبابة T-34 روسية إتدمرت قصاد إن الألمان يدوبك خسروا أقل من 50 دبابة Panzer IV .. هجوم فاشل لدرجة إني متخيل الألمان بقوا عاملين زي (براد بيت Brad Pitt) في فيلم Troy و هو في شخصية (أخيل Achilles) و هو بيزعق في جيش العدو .. Is there no one else? .. هو ده تمامكوا يا روس؟ .. الروس بصوا لخسايرهم في اليوم ده و قالوا لنفسهم باااااس إحنا خسرنا كورسك و خسرنا الحرب و حيتداس علي وشنا .. فجأة القرار جه للألمان .. إنسحبوا من كورسك.
اللي محدش من العساكر الألمان اللي بيتسحلوا في كورسيك كان عارفه إن يوم 9 يوليو 1943 بدأ الغزو الأميريكي لصقلية و دي تبقي الجزيرة في جنوب إيطاليا الللي لو بصيت علي صورة لخريطة إيطاليا حتلاقي شكلها شبة رجل بتشوط كورة .. أهي صقلية هي الكورة .. (هتلر) أمر الجنرال (إيريك مانشتاين) إنه ينسحب عشان الأولوية دلوقتي بقت لحماية ألمانيا من الغزو الأميريكي لأوروبا .. القرار ده هو اللي هزم الألمان في كورسك .. قرار دمر نفسية العساكر الألمان .. قرار واحد كان بداية النهاية مش بس للحرب علي الجبهة الشرقية إنما للحرب العالمية الثانية كلها.
جه وقت نعرف مين بيصنع دبابات أحسن؟
في حالة إنك من الناس اللي بتحب يبقي ليك رأي في كل حاجة في الدنيا فأنا متفهم رغبتك إنك تعرف الزتونة .. الزتونة إن أيوه دبابات Panzer IV و Tiger كانت أقوي بكتير من الدبابات الروسي T-34 و KV-1 .. ده السبب ورا إن صحيح من أول سنة 1943 و إنت طالع الدبابات دي كانت يدوبك تمثل بس 7% من إجمالي الدبابات اللي تحت إيد سلاح المدرعات الألماني إلا إنها كانت ليها Overall Kill Ratio عالي .. لكن .. و علي رأي واحد صاحبي كلمة لكن لوحدها بتخليك ترمي أي حاجة إتقالت قبلها في الزبالة فالدبابات الألماني كانت جايه بمشاكلها و اللي تتلخص في كلمة واحدة .. أصلها ألماني.
أي حد ركب عربية ألماني عارف اللي حقوله ده .. المكن الألماني معقد .. تفاصيله كتير .. أوفر في كل حاجة .. أوبشنز كتير زيادة عن اللزوم أحياناً .. ده لطيف طول ما إنت بتصنع عربيات أو ساعات .. لكن في الحروب الإهتمام الأوفر بالتفاصيل ده بيودي في ستين داهية .. فيه مصطلح في الإقتصاد بيتسمي Wartime Economics .. من إسمه باين إن اللي يمشي في وقت السلم مش بيمشي هو هو كده في وقت الحروب .. في الحروب إنت عايز تنتج كتير و من غير ما الحاجة تعطل خصوصاً في الدبابات .. علي فكرة أسهل حاجة في الدنيا إنك تعمل دبابة قوية لإنك كل اللي حتعمله إنك تزود في دروعها و تسليحها بس ده حيسمع معاك في الأخر في ثمنها و صيانتها.
أرجوك متفتكرش إن الروس مفكروش يصنعوا دبابة قوية أوفر زي Panzer IV .. زي ما أنا لسه قايلك أسهل حاجة في الدنيا إنك تصنع دبابة جامدة .. الروس كانوا عاملين دبابة إسمها IS-2 تعتبر بنت عم الدبابة Tiger .. دبابة مدفعها جامد .. دروعها قوية .. غالية أوفر .. و صعبة في صيانتها .. بس الروس فهموا العيب ده بدري .. هم قالوا إن الحل لمشكلة الدبابات الألماني الجديدة زي Tiger مش إننا ننزل قصادها بالدبابة IS-2 .. الحل إننا ننزل قدامها بدبابات كتير من T-34 .. الرهان الروسي كان و حاول تفهم المنطق بتاعهم هو إننا عارفين ان مدي نيران الدبابة Tiger الألماني هو 2 كيلومتر قصاد ان مدي نيران المدفع بتاع T-34 هو يدوبك كيلومتر واحد .. فده معناه إن لو دبابة Tiger وقفت قصاد دبابة T-34 فالدبابة ال Tiger حتقدر تصطاد الدبابة T-34 من قبل ما حتي الطاقم بتاع T-34 يفكر ينشن عليها .. لكن .. لو إحنا هاجمنا الدبابة Tiger بخمس دبابات T-34 فصحيح ممكن طاقم الدبابة Tiger يصطاد دبابتين T-34 بس ال3 دبابات اللي فاضلين حيقدروا يدمروا الدبابة الTiger .. الإستراتيجية الروسية إتبنت علي أساس صحيح دباباتنا أضعف بس إحنا أكتر .. أكتر بكتير من الدبابات الألماني .. فضلت مشكلة واحدة .. الطيران.
فضل الصداع في دماغ الروس هو سلاح الجو الألماني .. إحنا دباباتنا أكتر من الألمان بس طيارتهم تقدر تصطاد دباباتنا زي الدبان .. الحل كان من عند ربنا و هو طبيعة الأرض الطينية لمدينة كورسك .. أي أرض طينية سودا لما بتمشي عليها أي عربية حتي بتعمل عفرة كبيرة .. العفرة و التراب الأسود ده خلي الطيارات مش شايفة حاجة من الجو .. حتي لما الدنيا بتشتي الأرض الطينية بتخلي الدبابات الألماني الثقيلة تغرز فده بيدي فرصة للدبابات الروسي الأسرع و الأخف إنها تناور و تهرب من نيران مدفعية الدبابات الألماني .. بس حتي كل ده مخلاش الألمان نظرياً علي الأقل يخسروا معركة كورسك .. الألمان خسروا المعركة دي عشان غباء من (هتلر) إنه يحارب روسيا و أميركا في وقت واحد .. إنت تخليهم يحاربوا بعض و تتسلي إنت علي اللي فاضل منهم.
المصادر:
- فيديو بعنوان The Battle of Kursk-Operation Barbarossa-Extra History-#1 نشر علي YouTube و ده لينك الفيديو:
https://youtube.com/watch?v=C-UvLZSK3CI&feature=share&fbclid=IwAR3Ta-yYn9g308S9l59b2yknIIhh9aW_2fqnGPrUeatkFSqCAjMNxXblY68 - العدد 15 من سلسلة حدث بالفعل إسمه بطولات في الميدان كتبها (جلال عبدالفتاح) و ده لينك تحميل نسخة PDF من العدد:
http://www.maktbtna2211.com/book/7762 - فيديو بعنوان The Battle of Kursk-Preparations-Extra History#2 نشر علي YouTube و ده لينك الفيديو:
https://youtube.com/watch?v=QdK2Sim_ZRU&feature=share&fbclid=IwAR3WSA5BhgypvgHz6k4Sr-SbLQR1kmrMgaG0JusJAsYSPVtRpUvy6c_Tkmc - فيديو بعنوان The Battle of Kursk-Operation Citadel-Extra History#3 نشر علي YouTube و ده لينك الفيديو:
https://youtube.com/watch?v=6udnj7PvZZ8&feature=share&fbclid=IwAR2xhbd3yD2r7UvzLIn7jALeKagJrqEB-5l0fFG85X0UlpVKSTpumMUCuQM - فيديو بعنوان The Battle of Kursk-Control of the Eastern Front-Extra History-#4 نشر علي YouTube و ده لينك الفيديو:
https://youtube.com/watch?v=rQlFi9s_e2s&feature=share&fbclid=IwAR2_-1FCS5LcdVJFpco6uwa9ERrcKDOy3KC12cDHBp127ikpmnWGH4LHKtw - مقالة بعنوان Kursk WW2: Why Russia is still fighting world’s biggest tank battle نشرت في موقع هيئة الإذاعة البريطانية BBC و ده لينك المقالة الأصلية:
https://www.bbc.com/news/world-europe-48963295
