تابعونا

الإمارات و الإتحاد .. لما تبقي مخلف عيلين مبيبطلوش خناق.

لسنين كان رأي الناس اللي بتفهم في شركات الطيران إن لازم واحدة فيهم تشتري الثانية .. يا الإمارات تشتري الإتحاد يا الإتحاد تشتري الإمارات و ده اللي إحنا بنسمعه اليومين دول إن فيه صفقة إستحواذ كبيرة حتتم .. أظن السؤال اللي أنا عايز أسأله ليك: تفتكر مين يشتري مين؟ .. المنطق بيقول إن الكبير يشتري الصغير .. الشركة اللي ليها تقل أكتر في السوق هي اللي حتشتري فخليني أصعب عليك السؤال أكتر و أسألك تفتكر هو إيه الفرق بين الإتحاد و الإمارات؟

6 فبراير، 2019 2.3 ألف

لينك التسجيل الصوتي للمقالة علي Sound Cloud:
https://soundcloud.com/user-112011687-312727988/emieaemtes-vs-abu-m4a

أي بلد في الدنيا بتحلم يبقي عندها شركتين كبار بينافسوا بعض و إسمهم مسمع في العالم كله أيا كان الشركتين دول شغالين في إيه يعني .. مين ميتمناش يبقي زي ألمانيا اللي عندها BMW و Mercedes Benz أو يبقي زي أميركا اللي عندها Apple و Google .. بس الوضع بيبقي صعب لما تبقي بتتبقي بتتكلم عن شركات بتقدم خدمات مش بتبيع منتجات لإن ساعتها الوضع بيختلف و بتلاقي نفسك قدام وضع إن البلد نفسها لازم تبقي كبيرة بما يكفي عشان الشركتين اللي بتتكلم عنهم يقدروا ينافسوا بعض جوه البلد و براها .. عشان متوهش مني تعالي فكر في وضع الإمارات العربية المتحدة اللي عندها شركتين من أكبر شركات الطيران في العالم اللي هم طيران الإمارات و طيران الإتحاد .. هنا إنت بتتكلم عن حالة خاصة أوي لازم تدرسها لوحدها و خليني أفهمك ليه؟

دولة زي أميركا أو الصين دي دول كبيرة السوق الداخلي بتاعها ضخم فيقدر يستحمل يبقي فيه شركتين طيران بينافسوا بعض .. الوضع مختلف في الإمارات لإن الإمارات دولة إلي حد ما صغيرة عدد سكانها ميجيش 9.4 مليون بني أدم فلما الدولة دي يبقي عندها شركتين بحجم الإمارات و الإتحاد لا و كمان جنبهم خازوق تاني إسمه Qatar Airways علماً بإن قطر هي كمان دولة نونو صغيرة عايش فيها 2.6 مليون بني أدم يبقي كده السوق مش مستحمل .. حاول تتخيل إن مدينة زي القاهرة كبيرة و فيها ناس كتير عايشين فيها فالسوق يقدر يستوعب إن شركتين زي أوبر و كريم ينافسوا بعض و كمان سوق يقدر يستحمل فرح العمدة بتاع شركات توصيل الطلبات للبيت .. لكن مدينة صغيرة زي دمنهور أو الإسكندرية مثلاً مقارنة بحجم مدينة القاهرة فإنت تقدر تاخدها كلها من أولها لأخرها مشي علي رجلك فساعتها مينفعش يبقي فيها شركتين بحجم أوبر و كريم ينافسوا بعض .. أصلهم حينافسوا بعض علي إيه لإن مفيش زباين و مفيش سوق أصلاً.

لسنين كان رأي الناس اللي بتفهم في شركات الطيران إن لازم واحدة فيهم تشتري الثانية .. يا الإمارات تشتري الإتحاد يا الإتحاد تشتري الإمارات و ده اللي إحنا بنسمعه اليومين دول إن فيه صفقة إستحواذ كبيرة حتتم .. أظن السؤال اللي أنا عايز أسأله ليك: تفتكر مين يشتري مين؟ .. المنطق بيقول إن الكبير يشتري الصغير .. الشركة اللي ليها تقل أكتر في السوق هي اللي حتشتري  فخليني أصعب عليك السؤال أكتر و أسألك تفتكر هو إيه الفرق بين الإتحاد و الإمارات؟

فعلياً مفيش فرق .. لو بصيت علي شغل الشركتين حتلاقي كأنك بتتفرج علي صور إتنين إخوات توأم .. عندك شركة الإتحاد مثلاً تقدر توديك ل88 بلد .. إذ تكتشف إن 77 بلد من ال88 دول إنت تقدر تروحهم عن طريق شركة الإمارات .. حتي ال11 مدينة الزيادة اللي طيران الإتحاد بتروحلهم تقدر توصفهم بإنهم مدن تحت بير السلم زي أمريستار و الأستانة و جينجدو و أدنبره و جيبور و كاتامندو و كوزيكيدو و مينسك و ناجويا و الرباط و و ريجا .. 11 مدينة أنا شخصياً معرفش منهم إلا 4 لإنهم عواصم دول و الباقي ولا سمعت عنه و معرفش مين اللي ممكن يفكر يروحلهم .. عشان تفهم مين أكبر الإمارات ولا الإتحاد بص علي الرسم البياني ده.

لو الإمارات و الإتحاد بقوا شركة واحدة حتبقي أكبر شركة طيران في العالم .. خلي بالك كلمة ASK علي محور س دي إختصار Available Seat Kilometres دي المسافة اللي بتطيرها الطيارة مضروبة في عدد الكراسي اللي فيها.

الرسم ده بيوريك قد إيه حجم نشاط شركة طيران الإمارات أكبر بكتير من طيران الإتحاد .. إحصائية بسيطة أوي بتقول إن 45% من إجمالي رحلات الطيران اللي بتعدي فوق الشرق الأوسط كله بتكون بطيارات تبع الإمارات .. و من هنا جه رأي الناس اللي بتقول إن المنطق إن شركة تتباع و التانية تشتريها و بالشكل اللي إحنا شايفينه ده لازم الإمارات تستحوذ علي الإتحاد بحيث تنقي أحسن الطيارات اللي عندها و أحسن الموظفين اللي فيها تجيبهم عندها و تمشي الباقي بس ده محصلش بسبب إن الموضوع داخل فيه عائلات و شغل قرايب من اللي إحنا عارفينه في مصر.

الإمارات شركة مملوكة للعائلة المالكة بتاعة إمارة دبي اللي هم (أل مكتوم) و الإتحاد شركة مملوكة للعائلة المالكة بتاعة إمارة أبوظبي اللي هم (أل ناهيان) .. صحيح إن دبي هي اللي في الصورة علي إنها رأس الحربة في النهضة المالية لدولة الإمارات بس في نفس الوقت أبوظبي هي العاصمة و بتملك حوالي 90% من إجمالي البترول اللي موجود في دولة الإمارات كله .. حاول تفكر فيها علي إن إذا كانت دبي هي البنت الأمورة في العيلة اللي مخليه الشارع كله يتكلم عن العيلة بس أبوظبي هي الأب اللي بيدفع الفواتير و بيدفع الإيجار .. سنة 2008 لما حصلت الأزمة المالية العالمية و دبي لقت نفسها في مصيبة لإنك محتاج تفهم إن إقتصاد دبي كله قائم علي فكرة إني أستلف فلوس أعمل بيها Business و الBusiness ده يجيب فلوس فأسدد بيه أقساط الديون اللي خدتها و الباقي أستثمره في Business تاني و هكذا .. النوع ده من النمو الإقتصادي بيسموه Debt-Fueled Growth يعني نمو مبني علي إنك تستلف و تداين .. لما دبي وقعت اللي أنقذها كانت منحة ب20 مليار دولار خدتها من أبوظبي بسعر فايدة بسيط أوي.

و لإن دبي حاسة إن أبوظبي عملت فيها جميلة زي لما تتزنق في فلوس فيجي إبن عمك يسلفك و ياخد بإيدك .. تلف الأيام و تدور الأيام و أنتوا الإتنين تفتحوا مطعمين جنب بعض بس المطعم بتاعك إنت شغال و بيجيب فلوس زي الفل و المطعم بتاعه مفيش حد بيقربله .. ساعتها المنطق إنك تروح تشتري منه المطعم بتاعه و تفتح المكانين علي بعض بس إنت حاسس لإنه نجدك في يوم من الأيام إنها حتبقي عيبه في حقك وسط العيلة إنك تشتري منه المكان .. الكلام ده معناه إن حتي صفقة إستحواذ الإمارات علي الإتحاد اللي بيتكلموا عنها مش حتبقي صفقة إستحواذ بالمعني اللي إحنا عارفينه لإن غالباً شركة الإتحاد حتفضل شغالة برده مش لسبب غير إن (أل مكتوم) مش عايزين (أل ناهيان) أو (أل زايد) علي حسب إنت بتحب أنهي إسم يزعلوا .. إزاي ده حيتعمل؟ الله أعلم .. هل ده أصلاً حينفع؟ الله أعلم برده بس غالباً لا.

أرباح الإتحاد طول عمرها متجيش حاجة جنب أرباح الإمارات .. ده في سنين 2016 و 2017 الإتحاد كانت بتنزف فلوس.

منكرش إن فيه حلول و حصل قبل كده إن شركتين إندمجوا مع بعض بس كل شركة فضلت محتفظة بالماركة أو Brand بتاعها زي اللي حصل بين شركة الطيران الفرنسية Air France و شركة الطيران الهولندية KLM .. بس تاني .. الأنسب إن شركة تستحوذ علي التانية زي ما شركة لوفتهانزا Deutsche Lufthansa AG الألمانية إستحوذت علي شركة الطيران الإسبانية البريطانية IAG .. فيه حل تاني إن الشركتين يعزلوا سوا و يبقي ليهم مقر واحد في مطار دبي المركزي الدولي اللي لسه حيفتتحوه خصوصاً إن المطار مبني علي الحدود بين دبي و أبوظبي بس مشكلة الحل ده إنه حيخلي مطار أبوظبي الدولي مفيهوش صريخ إبن يومين .. اللي أنا عايز أوصله ليك في الأخر إن لو الصفقة دي تمت و الإمارات خدت الإتحاد فده صحيح معناه إن أرباح الإمارات و حصتها في السوق حتزيد بس في نفس الوقت الشركة مش حيبقي ليها حرية الحركة ولا حرية إتخاذ القرار زي زمان .. (تيم كلارك Tim Clark) رئيس شركة الإمارات كان متساب يعمل في الشركة اللي هو عايزه و يمكن ده السبب الأساسي إن الشركة كبرت أوي كده بسرعة بس لو الإتحاد بقت تحت إيده فهو حيضطر قبل ما ياخد أي قرار يرفع سماعة التليفون يتصل ب(أل ناهيان) ياخد رأيهم عشان ميزعلوش .. علي الناحية الثانية الإتحاد فعلياً شركة ملهاش أي ستين لازمة و هي إتعملت بس عشان (أل ناهيان) غاروا من نجاح (أل مكتوم) في Business شركات الطيران بس لو الإمارات إستحوذت علي الإتحاد بالشكل اللي (أل ناهيان) عايزينه فساعتها في رأيي الشخصي الإمارات حتبقي زي حد أكل أكلة هو كان نفسه فيها بس جابتله تسمم و ممكن تموته.

المصدر:

مقالة بعنوان Emirate-Etihad sibling rivalry won’t have a happy ending .. خناقة الإخوات بين الإمارات و الإتحاد مش حتخلص علي خير .. نشرت في جريدة The Washington Post الأميريكية و ده لينك المقالة الأصلية:
https://www.washingtonpost.com/business/emirates-etihad-sibling-rivalrywont-have-a-happy-ending/2018/09/21/b26b7aee-bd67-11e8-8243-f3ae9c99658a_story.html?utm_term=.6bc6e87a1927

مهندس ميكانيكا بحب الصحافه و الكتابه .. مؤمن بان من حق كل بني ادم انه يعرف الحقيقه ورا الخبر .. رسالتي انك تفهم حقيقه اللي بيحصل عشان لما تقرر رايك تكون فاهم انت بتقرر علي اي اساس

اترك تعليق

بريدك الالكتروني لن ينشر. يجب ملئ الخانات بعلامة *

من فضلك ادخل التعليق!

من فضلك ادخل الأسم!

من فضلك ادخل البريد الالكتروني!من فضلك ادخل بريد الكتروني صحيح!