إنت لا تتخيل أهمية الأيام دي اللي إحنا بنعيشها دلوقتي عشان تحدد هي بالصلاة علي النبي العلاقة بين الصين و أميركا في المستقبل حتبقي عامله إزاي .. إنت بالضبط كأنك عندك أسبوع قبل إمتحان الفاينال .. فاكر إنت الأيام الحرجة دي اللي ممكن تحدد مستقبلك .. أهو ده اللي إحنا بنعيشه دلوقتي .. اللي بيحصل بين الصين و أميركا ده عشان تفهمه فإنت علي حسب هو إنت بتبص للي بيحصل من أي إتجاه .. الأمريكان شايفينه بوجهة نظر و الصينيين شايفينه بوجهة نظر تانية خالص .. المشكلة إنك لو تبص علي اللي بيحصل من وجهة نظرهم تلاقي نفسك بتقول إن الإتنين عندهم حق بس يمكن الخناقة ممكن تمشي بشكل أحسن من كده .. لكن تبقي الحقيقة إن الخناقة دي كان لازم تحصل دلوقتي.
علي إيدك اليمين الأمريكان بيقولوا إن لو معملناش كده مع الصين دلوقتي مش حنعرف نعمل كده بعدين:
الموضوع بمنتهي البساطة إن الأمريكان بيقولوا إن فيه عجز رهيب في الميزان التجاري بينا و بين الصين .. بمعني إن الصين بتبيع لأميركا بضاعة بفلوس أكتر بكتير من البضاعة اللي الصين بتشتريها من أميركا .. بس كده هي دي المشكلة .. هي تبان تافهة و يبان إن حلها تافه بس الحقيقة هي معقدة تعقيد لما سلك الهيدفون بتاعتك تخش في بعضها .. القصة بدأت من السبعينات لما الرئيس الأميريكي (ريتشارد نيكسون Richard Nixon) بدأ يفتح العلاقات بين البلدين .. الإتفاق كان كالأتي .. أميركا كانت بتشتري من الصين تي-شيرتات و كور و لعب و قطع غيار يعني المنتجات اللي بتحتاج خطوط إنتاج كتير و بتحتاج عمالة كتير لإن دي أكتر حاجة متاحة عند الصين اللي هي العمالة .. و الصين كانت بتشتري من أميركا اللحوم و زيت الصويا اللي الصينيين مجانين بيه و الطيارات .. إشمعني يعني دول؟ .. قالك فيما يخص اللحمة لإن الصين لو فكرت تخش سوق تربية المواشي فهي مش حتلاقي مساحة تربي فيها مواشي تكفي البني أدمين دول كلهم .. بالنسبة للطيارات فصناعة الطيارات عندهم مكنتش قد كده في السبعينات و الثمانينات .. علي الورق الدنيا مضبوطة و الميزان التجاري بين البلدين إلي حد كبير متكافيء .. بس الصين كانت بتشتغل بجد .. حلمهم كان إنهم يبقوا دولة صناعية جاحدة فاشتغلوا كتير أوي علي البنية التحتية الصناعية بتاعتهم .. إهتموا بتعليم شعبهم .. لو جت شركة زي Apple تبني مصنع في الصين يقولولها إنتي مش حتبني المصنع إلا لما يبقي ليكي شريك صيني عشان ياخد منك سر الصنعة.
بس النطة الحقيقية كانت سنة 2001 لما الصين إنضمت لمنظمة التجارة العالمية World Trade Organization أو WTO إختصاراً .. شروط إنضمام الصين كانت غريبة أوي .. الصين قالت معلش أنا عايزه أتعامل معاملة الدول النامية يعني أنا لو حبيت أصدر أي حاجة لأي بلد مدفعش جمارك بس لو حبيت أستورد أي حاجة من أي بلد لازم أفرض جمارك عشان أحمي صناعتي المحلية .. الوضع بقي كالأتي .. الصين لسه بتشتري من أميركا اللحوم و زيت الصويا و الطيارات و في المقابل هي بتبيع لأميركا كل حاجة .. مش كده و بس .. هي بتبيع كل حاجة و من غير جمارك .. مش كده و بس .. الشركات الأمريكاني بقت هي اللي مضطرة تدفع جمارك عشان تدخل بضايعها للصين .. و فوق ده كله الصين بقت كل ما تشوف شركة غربية طلعت منتج جديد يا إما يسرقوا تصميماته أو لو الشركة دي حبت تفتح أي Business في الصين يقولولها لا معلش إنتي مش حتدخلي إلا لما تدينا سر الصنعة بتاعك .. من وجهة نظر الأمريكان الصينيين دول شوية حرامية ولاد ستين كلب لازم يتعلموا الأدب .. دي ناس لما لقونا عملنا الطيارة F-35 إتغاظوا أوي لدرجة إنهم سرقوا تصميماتها من السيرفرات بتاعة شركة لوكهيد مارتن Lockheed Martin عشان يعملوا طيارة صيني نسخة طبق الأصل و ولاد الكلب وفروا علي نفسهم فلوس الR&D اللي إتصرفت لحد ما الطيارة إتعملت .. بس من وجهة نظر الصينيين الموضوع مختلف شوية.
علي إيدك الشمال الصينيين بيقولوا مش مشكلتنا إن شركاتكوا كل اللي هاممها تجيب فلوس:
سبب أساسي في اللي كان بيحصل و إستمراره إن الشركات الأميريكية بالذات أدمنت الأرباح اللي كانت بتخشلها من بيع بضاعتها عندنا .. أنتوا كان قدامكوا فرصة سنين تعترضوا بس الشركات بتاعتكوا هي اللي قالت علي قلبي زي العسل و جايين دلوقتي تعترضوا .. أنا أقولكوا أنتوا بتعترضوا ليه دلوقتي بالذات .. لما طويل العمر يطول عمره يزهزه عصره ينصره علي مين يعاديه زعيم الأمة الخالد (جي جينبينج Xi Jinping ) أعلن عن مبادرته Made in China 2025 و اللي علي أساسها الدولة حتدي دعم حكومي للشركات سواء القطاع العام أو الخاص عشان تبدأ تشتغل في مجالات Supercomputers و الذكاء الصناعي A.I. و الطباعة الثلاثية الأبعاد 3-D Printing و برامج التعرف علي ملامح الوش Facial Recognition Software و العربيات اللي بالكهرباء و الروبوتويكس و أهم حاجة تكنولوجيا 5G Wireless .. ساعتها بس إترعبتوا و قلتوا لنفسكوا إحنا مش حنسمح للصين إنها تكسبنا في اللعبة بتاعتنا .. الحرب التجارية و التعريفات الجمركية و العجز في الميزان التجاري كل دي مجرد مبررات ملهاش أي معني و كلام بتقولوه في برامج التوك شو .. الحقيقة إنكوا مرعوبين مننا .. أنتوا مكنش عندكوا مشكلة أنكوا تشتروا مننا بضاعتنا طالما كنا بنبيعلكوا تي-شيرتات و كوتشيهات و كور و لعب أطفال بس لما لقيتوا إننا حنسحب منكوا السجادة في تكنولوجيا معقدة كانت زمان حكر عليكوا زي 5G قلتوا إن مستحيل ده يحصل.
هنا يجي دور إني أتكلم عن إزاي الأمريكان و الصينييين بيتعاملوا مع الموضوع غلط .. سواء كيس الشيتوس الحجم العائلي (دونالد ترامب) أو جدو (جو بايدن) محتاجين يفهموا إن مينفعش رئيس أقوي دولة في العالم كل يوم الصبح يكتبلنا توييته علي Twitter بإنه إزاي بيدوس علي وش الصينيين و إن الحرب الإقتصادية دي أميركا كاسباها كاسباها و إن مفيش أسهل من حروب التعريفات الجمركية .. بذمتك الصينيين لما يشوفوا توييتات (ترامب) أو تصريحات (بايدن) دي حيقولوا لنفسهم إيه؟ أكيد حينشفوا دماغهم أكتر .. و في نفس الوقت الرئيس الصيني (جي) محتاج يفهم إن خلاص الدلع اللي الصين عاشته خلال ال40 سنة اللي فاتت كان عشان إن الغرب كان عايز الصين تنضم لمنظمة التجارة العالمية بأي ثمن لدرجة إنهم سابوها تنضم بشروط متدخلش علي دماغ عيل صغير .. الصينيين شعب دماغه ناشفة لو جيت تتكلم معاهم زي ما إحنا كل ما حد يقولنا مينفعش اللي بتعملوه ده نقوله تحيا مصر 3 مرات فالصينيين برده بيزعقوا و بيقولوا محدش يقول للصين تعمل إيه و متعملش إيه أو زي ما الإعلام الرسمي الصيني بيسمي الموقف ده No One Tells China What to Do .. اللي الصينيين محتاجين يفهموه إن ممكن الغرب يقولوهم طب عليا الطلاق بالثلاثة حنمشي معاكوا بمبدأ ABC يعني Anywhere But China يعني أي شركة أوروبية أو أميريكية مش حتتتعامل تاني مع السوق الصيني .. صحيح حتبقي خساير بالمليارات بس العند يولد الكفر.
الحروب التجارية مش زي الحروب العسكرية لازم يبقي فيه منتصر و مهزوم إنما ممكن نوصل لحل يرضي الطرفين بحيث الإتنين يطلعوا مبسوطين .. إنت ممكن توصل لإتفاق يخلي شركات صيني زي Alibaba و UnionPay و Baidu و Tencent و شركات أمريكاني زي Google و Amazon و Facebook و Visa يكسبولهم قرشين حلوين و يبقوا مبسوطين بس المشكلة إن لحد دلوقتي أنا مقتنع إن لا كان (ترامب) ولا دلوقتي (بايدن) ولا (جي) فاهمين ده .. كل واحد فيهم مُصر يطلع من الحرب دي كسبان كل حاجة و مش عايز يخسر ولا مليم و هي دي المشكلة .. نقطة تانية و هي إننا للأسف عايشين في عصر الإتنين في واحد يعني أي حاجة بنصنعها عشان نجيب فلوس بنكتشف إنها بتخلينا نخسر فلوس .. بص علي تكنولوجيا 5G عشان تفهم قصدي كويس .. دلوقتي كان فيه سباق كبير بين الشركات الصيني و الشركات الأمريكاني علي مين حيكسب التاني في سباق 5G.
علي إيدك اليمين تلاقي شركة واواي Huawei الصينية و علي إيدك الشمال حتلاقي شركات غربية زي Ericsson السويدية و Nokia الفنلندية و Qualcomm الأميريكيةو باين كده إن شركة Huawei كانت كاسبانه السباق ده و محدش عارف يحصلها لأسباب كتير مش مجالها نتكلم فيها دلوقتي بس خليني ألخصهالك بإن الحكومة الصينية وقفت في ظهر Huawei جامد أوي سواء بتقديم دعم حكومي أو بقروض .. أنا عندي شركة إستشارات هندسية شغالة في مشاريع حول العالم حبقي مزقطط لما أروح لHuawei أشتري منها سيرفرات بتكنولوجيا 5G عشان الموظفين بتوعي يلاقوا الكومبيوترات بتاعتهم طلقة و الإنترنت عندهم سريع .. حبقي فرحان أوي إن الشغل بيخلص بسرعة و حسلم قبل معادي و حكسب فلوس بس في نفس الوقت حلطم و أصوت لما أعرف إن Huawei حاطه برامج تجسس في السيرفرات الجديدة بتسرق بيها كل شغلي اللي الموظفين بتوعي طلع عينيهم عشان يخلصوه .. زي ما إنت بتسعي إنك تجيب فلوس فالتكنولوجيا اللي إنت بتشتريها برده ممكن تخسرك فلوس .. إفهم النقطة دي كويس.
الكلام كان إن عشان Huawei سبقت شركات أميركية كتير من أهمها Google في تكنولوجيا 5G قام جه كيس الشيتوس مطلع القرار الغريب بتاع وقف التعامل بين الشركات الأميريكية و الصينية .. شويه قام لاغي القرار بعد ما إكتشف زي ما قلتلك فكرة الإتنين في واحد .. إنت عايز تكعبل Huawei عشان متسبقكش في تكنولوجيا 5G بس قرارك ده برده خسرك فلوس .. كل ما تستوعب فكرة الإتنين في واحد دي كل ما إنت تقديرك للي ممكن يحصل حيبقي أحسن بكتير.
الخناقة بين الصين و أميركا دلوقتي الأمريكان لما تسمعهم بيتكلموا عنها يقولوك إحنا عايزين نحمي عيالنا من نفوذ الصين و يمكن الضحية الجديدة دلوقتي بعد Huawei هي تيك توك .. علي الناحية الثانية الصينيين صرحاء مع نفسهم و بيقولوا قدام الناس كلها إن الأمريكان بيحاربونا في أكل عيشنا .. ده يوريك حقيقة الخناقة دي .. دي مش خناقة أيدولوجيات .. دي مش خناقة أفكار .. دي خناقة فلوس مش أكتر ولا أقل.
