لينك التسجيل الصوتي علي ساوند كلاود:
https://on.soundcloud.com/dRrn3
في أي مكان حتلاقي دايماً الشخص اللي غبي لدرجة إنه في لحظة فارقة من حياته بيجيب عليها واطيها .. حتشوفه في شغلك لو بتشتغل أو لو لسه بتدرس ممكن تلاقيه طالب معاك في الفصل .. تبقي قاعد في الفصل في أمان الله يخش عليك المدرس و من وسط كل العيال الشاطرة اللي عامله الواجب بتاعها يختار صاحبك الغبي ده عشان يسأله سؤال .. هو بيكون سؤال تافه .. عابر .. سهل .. بس إجابة الواد بتكون غبية لدرجة صادمة إن المدرس بيقرر يعاقب الفصل كله .. نفس الواد الغبي ده لما بيشتغل ممكن يلبس المكتب كله في مصيبة .. أهو الواد الغبي ده كبر و بسم الله ما شاء الله بقي دولة تركمانستان.
أظن أنا مش بقولك حاجة غريبة عليك لما تسمع مني جملة إن ظاهرة الإحتباس الحراري و التغييرات المناخية بقت فعلاً تهديد واضح و صريح للأمن القومي لكل دول العالم .. دول كتير بتلطم إن ضربتها موجة جفاف خلتها فعلياً مش عارفة تأكل شعوبها .. إنت هنا في مصر بقيت بتحس بده .. إنت صحيت الصبح لقيت خبر إن البلد قررت تطفي الأنوار اللي في الشارع بعد الساعة 11 بليل .. العالم حالياً في سباق ضد الزمن لإنقاذ كوكب الأرض و دي مش مبالغة صدقني .. لو حستخدم نفس التشبيه بتاع المقدمة فالعالم دلوقتي هو الفصل بتاعك اللي كله عيال مش حقول دحيحة بس شاطرة .. فيه منهم اللي زي ألمانيا اللي قررت تبقي بلد مش بتحرق لتر بنزين في عربياتها .. و فيه اللي زي أميركا اللي رئيسها (جو بايدن) من كام إسبوع مضي قانون إسمه قانون تخفيض التضخم Inflation Reduction Act فيه كمية مبادرات إن أميركا تروح في سكة الطاقة المتجددة تعتبر الأكبر في تاريخ أميركا كله .. و وسط كل ده كله تطلع تركمانستان.
الموضوع بدأ بالصدفة .. الغريبة إن كل المصايب اللي بيكون وراها الغباء بيتم إكتشافها بالصدفة .. في يوم من أيام سنة 2019 كان فيه مهندسة إسمها (كاري هيرزوج) قاعدة في مكتبها في شركة GHGSat Inc في مدينة تورونتو الكندية .. شغلانة (كاري) كانت بسيطة الحقيقة .. هي بتفضل تبص في صور الأقمار الصناعية عشان تلاقي أي أثر للرماد البركاني اللي زي ما حضرتك ممكن تكون عارف لما الرماد ده بيطلع من بركان بيبقي عبارة عن ماسورة غاز ميثان إتكسرت و بتغرق الدنيا .. (كاري) كانت عماله تبص علي صور الأقمار الصناعية حولين منطقة بحر قزوين لما لقت حاجة خلتها تقول وه .. الست (كاري) إكتشفت سحابة غاز ميثان ممتدة لمسافة 3 كيلومتر فوق محطة بترول جوه تركمانستان .. هي كانت شاكه في نفسها لدرجة إنها خلت مديرها يكلم شركة تانية إسمها SRON مقرها في هولندا عشان تتأكد .. صور القمر الصناعي بتاع SRON كان فعلاً بيقول إن اللي إكتشفته (كاري هيرزوج) هو أكبر تسريب لغاز الميثان جوه محطة إنتاج للغاز الطبيعي في تاريخ البني أدمين من ساعة ما قالوا إن ينفع نحرق غاز طبيعي بدل الفحم.
الخطوة اللي بعد كده كانت إننا نبدأ نحدد أكتر هو التسريب ده جاي منين بالضبط .. صور الأقمار الصناعية قالت إن التسريب جه من محطة الضواغط Compressors اللي عند بداية خط الأنابيب اللي في حقل كوربيجي للغاز الطبيعي .. المشكلة مش في كده .. المشكلة إن التسريب ده بقاله معانا أكتر من 5 سنين و محدش في تركمانستان كلها قرر إنه ليه لا نجيب شوية لحامين عشان نلحم ميتين أم الماسورة اللي بتسرب دي .. فعلياً المصيبة دي كل ما تفكر فيها بتلاقي ضغطك بيعلي غصب عنك .. الميثان غاز له 80 ضعف التأثير البيئي بتاع غاز ثاني أكسيد الكربون فلما جم يحسبوها لقوا إن تقريباً كده التسريب ده قد إنك تجيب كل عوادم العربيات في القاهرة الكبري كلها كل سنة و لمدة خمس سنين و تطلقهم في الجو .. اللي بتعمله تركمانسان الحقيقة حرفياً بيفشخ البيئة في أفكارها و الأرقام لوحدها تخليك تقدر تستوعب كم الغباء اللي بتعمله البلد دي:
- فيه شركة إسمها Kayrros SAS جت عملت إحصائية سنة 2019 لكل حوادث التسريب لغاز الميثان من كل محطات الغاز الطبيعي في العالم و لقوهم 50 حادثة .. لك أن تتخيل إن 31 حادثة من الخمسين دول حصلوا في تركمانستان لوحدها.
- سنة 2020 وكالة الطاقة الدولية طلعت قالت إن الدول الثلاثة الكبار المسئولين عن أكبر كمية إنبعاثات لغاز الميثان هم أميركا و وراها روسيا و في المركز الثالث بتيجي تركمانستان .. تركمانستان بتسرب غاز ميثان للجو أكتر من الصين .. تركمانستان اللي عدد سكانها ميجيش 6 مليون نسمة .. إنت متخيل يا مان؟
كل ده بيخلينا قدام السؤال المهم .. إزاي؟ .. إزاي ده حصل؟ .. إزاي بلد صغيرة زي دي تكون بالغباء ده اللي ممكن يدمر كوكب الأرض كله؟ .. الحقيقة إن السر ورا السؤال ده هو صدق أو لا تصدق بني أدم واحد .. أيوه .. رجل واحد هو السبب ورا كل المصايب دي و ده يبقي (جاربينجولي بيردي محمدوف) رئيس تركمانستان اللي عنده 65 سنة .. عشان مشرحلكش السي في بتاعه كله فيكفي إنك تعرف إن (جاربينجولي) يبقي (صدام حسين) الله يرحمه بتاع تركمانستان .. ده رجل كان دكتور سنان بس الزهر لعب معاه و بقي ديكتاتور .. ده رجل كسب إنتخابات سنة 2017 بنسبة 98% من الأصوات .. بيفكرك بحد ده؟ .. تركمانستان بلد حالها حيبقي سهل عليك تفهمه .. بلد بيحكمها رجل واحد بيقود حزب واحد .. بلد قمعية بشكل رهيب .. بلد لو إنت عندك محل أو شركة فبحكم القانون إنت ملزم تعلق صورة الرئيس عندك ولازم تكون صورة حديثة لإن كل كام شهر بتنزل صورة رسمية جديدة لزعيم الأمة .. بلد بأمر من الرئيس لازم كل العربيات اللي ماشية في الشارع تكون مدهونة أبيض .. ليه؟ محدش عارف الحقيقة .. بلد مفيهاش قطاع خاص و الإقتصاد كله تحت سيطرة القطاع العام .. بلد محصلش فيها أي تطوير لقطاع البترول من أيام ما كانت جزء من الإتحاد السوفيتي و اللي إنهار سنة 1989 و اللي بالنسبة للسوفييت تركمانستان كانت مهمة فوق ما تتصور.
يمكن دي حتبقي معلومة جديدة عليك بس تركمانستان بلد فيها رابع أكبر إحتياطي غاز طبيعي في العالم بيتقدر بحوالي 13.6 ترليون متر مكعب .. سنة 1917 قبل حتي نهاية الحرب العالمية الأولي و الإمبراطورية الروسية إحتلت تركمانستان و بعد ميلاد الإتحاد السوفيتي المهندسين السوفييت و معاهم الفنيين التركمان اللي خدوا تعليم محترم في مجال البترول سواء في موسكو أو ليننجراد بدأوا يبنوا شبكة بنية تحتية محترمة جداً لإستخراج الغاز الطبيعي .. بس البنية التحتية دي صحيح كانت بتطلع غاز كتير بس كانت بتسرب غاز أكتر .. في واحدة من أكتر الحوادث المشهورة في تاريخ قطاع البترول في العالم حصلت سنة 1971 لما مهندسين سوفييت بالغلط وهم بيحفروا كسروا سقف جيب غازي بس كان كبير حبتين و بقي بيسرب غاز بكميات رهيبة .. كان فيه كذا حل الحقيقة من ضمنهم إنهم يسيبوا الغاز يسرب بس المهندس ينبوع المفهومية المسئول عن المشروع ربنا يسامحه بقي قالك طب ما نولع في الغاز علي أساس إننا نحرقه و نخلص اللي هو كمية الغاز اللي كانت محبوسة في الجيب الغازي ده تتحرق و خلاص .. عايز أقولك إن من سنة 1971 لحد دلوقتي و الحفرة اللي ناتجة عن الإنفجار بعرض 70 متر لسه لحد دلوقتي مولعة .. لو ليك في السفر و ربنا شاء و رحت تركمانستان لازم تزور مكان الحقل ده و هو إسمه بوابات جهنم The Gates of Hell بالمناسبة.
بعد إنهيار الإتحاد السوفيتي مسك تركمانستان رجل إسمه (صفر مراد نيازوف) و ده حضرتك كان مسئول الحزب الشيوعي في تركمانستان و ده كان رجل حقاً و صدقاً و بدون أي مبالغة سلوك مخه محروقة .. ده رجل كان مجنون بنفسه لدرجة إنه سمي شهر يناير و مارس علي إسمه و إسم الست والدته .. رجل لو قلتله صباح الخير و إنت مش مبتسم إبتسامة من ودنك دي لودنك دي حيرميك في المعتقل .. حكم المجنون ده إنتهي سنة 2006 بموته و جه وراه (جاربينجولي بيردي محمدوف) .. صحيح (جاربينجولي) مش مجنون زي (نيازوف) بس خلينا نتفق إنه دموي زيه و الغريبة إن محدش عارف عن البلد دي حاجة .. بمعني .. لو مشيت في شوارع العاصمة عشق أباد و أساساً إسمها لوحدة كفيل إن قلبك يتعلق بالبلد دي حتلاحظ حاجتين .. مفيش حد ماشي في الشارع لإن البلد كلها علي بعضها عايش فيها ستة مليون بني أدم .. و في نفس الوقت كمية المباني الفخمة و الطرق الواسعة في البلد حتخليك مش فاهم هو فيه إيه .. يا بلد فيها كل حاجة و عكسها .. كمحاولة مني إني أفهمك إيه هي مشكلة تركمانستان خليك ورايا في النقاط الجاية دي:
- تركمانستان بلد علي الورق فيها فلوس كتير من بيع الغاز الطبيعي بس في نفس الوقت هي أكتر بلد فيها معدل وفيات عالي بين الأطفال يمكن أعلي من بلد فقيرة زي بنجلاديش .. ده سببه إن صحيح البلد فيها فلوس بس مش بتروح لتطوير القطاع الطبي.
- بناء علي كلام شركة Crude Accountability فالحكومة التركمانية مش بتطلع أي ورق رسمي يوريك هو معدل النمو الإقتصادي كام .. محدش عارف هي الميزانية العامة للبلد كام .. لو حبيت تعرف هي عائدات بيع البترول و الغاز الطبيعي كام محدش حيقولك .. يا رجل دي بلد محدش عارف هي الإحتياطي النقدي الأجنبي بتاعها كام.
- بما إن قطاع البترول هو أكتر حاجة بتجيب فلوس هناك فلو جيت تبص علي الشركات الأجنبية اللي شغالين جوه تركمانستان حتلاقيهم بيتعدوا علي الصوابع .. مفيش من أوروبا غير شركة واحدة هي إيني Eni SpA الإيطالية .. مفيش من الشرق الأوسط غير شركة يتيمة هي شركة بترول الإمارات الوطنية اللي مقرها دبي .. من أسيا مفيش غير شركة واحدة برده هي شركة البترول الوطنية الصينية .. قطاع البترول بتاع تركمانستان كله بيسيطر عليه شركتين بس قطاع عام .. الأولانية هي تركمان جاز Turkmengaz و الثانية هي تركمان نفط Turkmenneft و الشركتين ماسكهم بشكل شخصي (جاربينجولي بيردي محمدوف).
بدأت تفهم المشكلة فين .. شركات البترول الكبيرة مقرها في دول كبيرة فلما حكومات الدول الكبيرة دي تقرص ودن شركات البترول إنها تراعي شوية التأثير البيئي فالشركات مش بتلاقي حل غير إنها تحط جزمة قديمة في بقها و تسمع الكلام .. ده يفسرلك ليه بقي فيه حاجة إسمها مبادرة البيئة للبترول و الغاز الطبيعي Oil & Gas Climate Initiative و دي مبادرة شاركت فيها شركات تقيلة زي إيكسون موبيل الأميريكية Exxon Mobil و شيل Royal Dutch Shell الهولندية و تشيفرون Chevron الأميريكية عشان لما تيجي سنة 2025 حيكونوا خفضوا من نسبة إنبعاثات غاز الميثان بتاعتهم بنسبة 30% .. فلما تيجي شركة زي تركمان جاز أو تركمان نفط تقولها هو إنتي ليه مش بتحترمي البيئة فحتلاقي اللي بيرد عليك هو الرئيس التركماني شخصياً .. فلوس تصدير الغاز بتروح لجيب الرئيس فطبيعي إن أخر حاجة يفكر فيها الزعيم هي إن الناس تتنفس هواء نظيف .. و ده الحقيقة بيحطك قدام أهم نقطة في الموضوع .. الفلوس.
مشكلة رقم واحد .. إحنا مش عارفين نبيع لمين؟
المنطق بيقول إنك بتبيع حاجة عشان تجيب فلوس .. في حالة (جاربينجولي بيردي محمدوف) أنا ببيع غاز طبيعي عشان أشبرق نفسي و أبني في تماثيل ليأ في قلب العاصمة .. بس في الأخر إنت محتاج تلاقي طريقة توصل بيها الغاز الطبيعي ده للي حيشتريه .. في حالة تركمانستان فهي بلد حبيسة يعني مش بتطل علي أي بحر أو محيط بإستثناء شط علي بحر قزوين اللي هو أساساً يعني بحيرة بس مالحة .. ده معناه إن تركمانستان مش زي قطر مثلاً اللي هي بلد بتطل علي الخليج العربي و بمجرد ما تعدي مضيق هرمز بقيت في المحيط الهندي فقطاع الغاز الطبيعي القطري كله مبني علي إسالة الغاز الطبيعي و بيعه في تانكات علي سفن .. تركمانستان مش كده .. تركمانستان معندهاش حل غير إنها تبيع الغاز الطبيعي بتاعها في أنابيب .. مش كده و بس .. مفيش إلا مشتري واحد يتيم اللي تركمانستان معتمدة عليه .. الصين.
الموضوع بمنتهي البساطة إن القطاع الصناعي الصيني متأخر حبة حلوين عن أوروبا .. يعني إذا كانت مثلاً ألمانيا داست جامد في سكة إنها تقفل كل محطات إنتاج الكهرباء اللي بتحرق غاز طبيعي أو بتشتغل بالطاقة النووية فالصين لسه شغالة في سكة إنها تحول محطات الطاقة الكهربية اللي شغاله بالفحم إنها تعتمد علي الغاز الطبيعي .. ده معناه إن كل يوم بيعدي إستهلاك الصين من الغاز الطبيعي بيزيد .. جينا نشوف مين أكتر بلد الصين كانت بتستورد منها غاز طبيعي لقيناها أستراليا و اللي صادف إنها هي و الصين دلوقتي ماسكين في خناق بعض .. ده خلي الصين تقرر فعلياً إن ليه لا منعتمدش علي تركمانستان؟
مشكلة رقم إتنين .. إحنا عندنا غاز كتير .. كتير فشخ:
نقطة تانية و هي إن صحيح تركمانستان عندها غاز طبيعي بس عشان زي ما قلتلك الزباين اللي هي ممكن تبيعلهم يتعدوا علي الصوابع و لإن أساساً يعني تركمانستان مش دولة صناعية جاحدة و عدد سكانها مش كبير فمش بييستهلكوا نسبة حلوة من الغاز الطبيعي فحرفياً تركمانستان مش عارفة تودي الغاز الطبيعي بتاعها فين .. دي بلد في الشتاء بتبقي برد جداً .. دي بلد الحكومة بتاعتها غاطسانة في الفساد لدرجة إنها معندهاش شبكة بنية تحتية لتدفئة البيوت .. ده بيخلي كتير من سكان تركمانستان عشان يتدفوا بليل بيسيبوا البوتاجازات شغالة .. و هي دي المشكلة .. تركمانستان بلد فعلياً عندها إسهال غاز ميثان .. البلد بتسرب غاز من كل حتة.
برده عشان تبقي فاهم لازم تعرف إني لما أجي أنا أقولك إن فيه محطة إسالة أو إنتاج للغاز الطبيعي بتسرب غاز ميثان اللي هو أساساً غاز ملوش ريحة و ملوش لون فده عادة بيحصل عن طريق واحدة من 3 حاجات:
- أول طريقة الميثان بيتسرب بيها للجو هي حاجة بيسموها Fugitive Emissions و ده مصطلح معناه إن حصل تسريب بسبب إن فيه حاجة مش متربطة صح .. كومبريسور حتلاقي الجوان بتاعه بيسرب .. محبس الفني مقرطش عليه جامد .. مشكلة النوع ده من التسريب إنه مش بيتلقط بسهولة و غالباً بتحتاج صور أقمار صناعية عشان تشوفه و ده في حد ذاته مكلف .. ميزته زي ما إنت شايف إن إصلاحه مفيش إتفه منه مجرد حتجيب مفتاح إنجليزي و تقرط علي المحبس و شكراً.
- تاني طريقة هي شعلة الفايظ .. إسمها الهندسي Gas Flares و دي لو إنت من سكان إسكندرية و عديت علي منطقة العامرية حتلاقي حقول بترول كتير محطوط فيها مدخنة طويلة في أخرها شعلة مولعة .. دي بتعمل إيه؟ .. حضرتك أي حقل بترول غالباً بيطلع حاجتين .. يا إما غاز طبيعي .. يا إما بترول .. لو الحقل بتاعك شغلته إنه ينتج بترول فهو مش محتاج شوية غاز الميثان اللي بيكونوا طافيين فوق سطح بير البترول فالمهندسين عشان ميوجعوش دماغهم في إستخراج الميثان ده فهم بيطلعوه علي الشعلة دي عشان يولعوا فيه .. لو الحقل بتاعك شغلته إنه يطلع غاز طبيعي و حصل إن الحقل قفل يوميته يعني حقق أقصي إنتاجية ممكنه ليه و بقي مش محتاج ينتج تاني النهاردة فالغاز الزيادة بيطلع علي الشعلة دي عشان يتحرق .. جميل .. لازم أقول إن حل الFlaring أو حرق الفايظ ده مش أحسن حل في الدنيا بس زي ما قلتلك من شوية تأثير إطلاق الميثان في الجو أسوأ 80 مرة من تأثير غاز ثاني أكسيد الكربون اللي بيطلع لما الميثان بيتحرق .. إذن المشكلة بتظهر لو الشعلة مش شغالة .. إنت بتخلص من الميثان الزيادة بإنك ترميه في الجو من غير ما تحرقه.
- تالت طريقة و دي اللي بتخرب بيت البيئة هي ما يسمي Venting و دي بتحصل لما بلد يبقي عندها فائض من الميثان هي مش عارفه توديه فين .. البلد بتلاقي إن إسالة الميثان عشان يبقي LNG يتحط في تانكات دي تكنولوجيا غالية .. طب نعمل إيه؟ .. نرميه في الجو و خلاص .. خلي بالك إن Venting مش زي Flaring لإن لما بتقرر تعمل Venting فده معناه إن عندك كمية غاز طبيعي ضخمة جداً إنت مش عارف توديها فين بحيث لو حرقتها حتبقي مصيبة.
تركمانستان بلد صغيرة بس شكلها كده هلاك كوكب الأرض حيكون علي إيديها .. ده يوريك إنك مش لازم تبقي كبير عشان تعمل مشاكل .. يكفي إنك تبقي غبي .. دي بلد غبية لدرجة إن لو الأرض لبست أسود حتكوني إنتي السبب يا تركمانستان.
المصادر:
- مقالة بعنوان Turkmenistan’s Dirty Secret نشرت في مجلة Bloomberg و ده لينك المقالة الأصلية:
https://www.bloomberg.com/features/top-methane-gas-leak-problem-2021/