موضوعنا النهاردة اللي حنتكلم عنه هو لبنان البلد اللي إدتنا (هيفاء وهبي) و (نانسي عجرم) و (نجوي كرم) .. بإختصار لبنان مبتنتجش غير ستات زي القمر فيه منهم بيعرفوا يغنوا كويس و كتير منهم معتمدين علي شكلهم و هي دي المشكلة .. المشكلة مش إن فيه كتير من الفنانات البنانيات معتمدين علي شكلهم لإن دي مش السكة اللي أنا رايحلها .. المشكلة إن لبنان مبتنتجش حاجة .. لبنان دلوقتي هي ثالث أكتر دولة مديونة في العالم .. بإختصار شديد لبنان دلوقتي هي اليونان بتاعة العالم العربي اللي هي بلد كلها بنات حلوة و مفيهاش شغل و عليها ديون متلتلة .. بس إذا كان إنضمام اليونان لليورو هو اللي أنقذها من أزمتها الإقتصادية فالمصيبة إن لبنان ملهاش حد ينقذها و إن كانت لبنان هي المسمار الوحيد اللي مربط الشرق الأوسط كله في بعضه و ده اللي قاله نائب رئيس الوزراء اللبناني (غسان حسباني) بإن محدش فاهم أوي قد إيه الموقف بقي زي الزفت في لبنان لإن زي ما اليونان إتحطلها برنامج مساعدات إقتصادية عاجل عشان ينقذها قبل ما تنهار فلبنان هي كمان محتاجة حد ينقذها و بسرعة.
المشكلة اللي حتجيب أجل لبنان مش عرقية و ملهاش علاقة بالدين .. لبنان مش أول ولا أخر دولة في العالم يبقي عندها عرقيات و ديانات كتير عايشين في بلد واحدة .. عندك الهند اللي فيها عرقيات كتير لدرجة إنهم مش لاقيين لغة رسمية تجمعهم كلهم .. المشكلة في لبنان إنها بقت عاملة زي البنت اللي زي القمر اللي حيجيلها إكتئاب بسبب إن فيه عرسان كتير بيتخانقوا عليها و هي مضطرة تتعايش مع كل ده لإنها معهاش فلوس و مش قادرة تصرف علي نفسها و بالتالي مش قادرة تملك قرارها و ده بيخليها تحت سيطرة ناس تانية .. فكر فيها كده:
- لبنان جنبها سوريا اللي بقالها 8 سنين في حرب أهلية مش عايزة تخلص عشان عند و فٌجر دول تانية بتتخانق علي مين يطلع لسانه لمين .. الإيرانيين و السعوديين والأمريكان و الروس و الإسرائيليين مستعدين يمحوا سوريا كلها من الوجود لمجرد إن واحد فيهم يدي التاني ألم علي وشه .. الحرب الأهلية السورية عامله للبنان كابوس و هو إن إزاي لبنان تتعامل مع 1.5 مليون لاجيء سوري؟ .. اللاجئين دول محتاجين أكل و شرب و شغل اللي هو أساساً لبنان مش عارفه تشغل مواطنيها عشان تشغل اللاجئين السوريين دول.
- الخناقة اللي ملهاش أي معني بين الأحزاب السياسية اللبنانية و اللي السبب فيها إن كل حزب بياخد فلوس من دول متخانقة مع بعضها .. يعني دلوقتي السعودية مثلاً بتمول الحزب بتاع رئيس الوزراء اللبناني (سعد الحريري) و إيران بتمول حزب الله فطبيعي طالما إن السعودية و إيران متخانقين مع بعض فعمر ما (سعد الحريري) حيقعد مع الشيخ (حسن نصرالله) سكرتير عام حزب الله و يتفقوا مع بعض علي أي حاجة.
الإقتصاد اللبناني شايف كل ده و بينزف بالبطيء .. البورصة اللبنانية واقعة و السندات تقريباً بلا قيمة .. حتي الأرصدة البنكية في البنوك اللبنانية وصلت لأقل مستوياتها من ساعة الحرب الأهلية اللبنانية و الكلام ده من أكثر من 30 سنة .. يعني في عز الحرب الأهلية و اللبنانيين عمالين يقتلوا في بعض الناس كان معاها فلوس أكتر من دلوقتي و موضوع الفلوس اللي في البنوك ده محتاج يتشرحلك بشوية تبسيط عشان تفهم قد إيه هو مهم للإقتصاد اللبناني بالذات:
لبنان دي عاملة زي عيلة كبيرة أوي بس شبابها سافروا بره يشتغلوا و بيبعتولها كل شهر فلوس تعيش بيها .. ده العمود الفقري للإقتصاد اللبناني اللي هو إيداعات اللبنانيين في الخارج .. طالما البنوك اللبنانية كان بيجيلها دولارات من بره فمكنش عندها أي مشكلة إنهم يسلفوا الحكومة اللبنانية أي فلوس هي تحتاجها .. شهر نوفمبر 2017 حصلت حادثة غريبة أوي إن رئيس الوزراء اللبناني (سعد الحريري) إتعزم في الرياض عشان يقابل (محمد بن سلمان) و هو هناك إكتشف إنه مقبوض عليه و مش حيروح بلده إلا لما يقدم استقالته و ده اللي حصل بس بمجرد ما (سعد الحريري) طار من الرياض و وصل باريس رجع في كلامه تاني و سحب استقالته .. الحادثة دي كانت غريبة و خلت ناس كتير تضرب كف علي كف بس من أثارها إن نسبة النمو في عائدات اللبنانيين في الخارج في البنوك اللبنانية قلت بنسبة 3.8% .. دي كانت البداية .. علي اخر سنة 2017 كان فيه أكثر من 2 مليار دولار إتسحبوا من ودايع البنوك اللبنانية .. مواطنين لبنانيين كتير ليهم حسابات في البنوك سحبوا كل الفلوس اللي فيها و طلعوها بره لبنان .. البنوك وصلت لمرحلة إنها بقت بتكلم الناس في التليفون تترجاهم يرجعوا فلوسهم تاني و بتوعدهم بإنهم حيزودوا نسبة الفايدة .. فيه بنك لبناني عرض إنه حيدي فايدة 6% علي أي حد يحط أكثر من مليون دولار كوديعة و النسبة حتوصل 10.5% لأي وديعة تتعدي الخمسة مليون ليرة.
و ده طبيعي إنك تشوفه بإن الحكومة اللبنانية مبقتش قادرة تكفي مصاريفها و في الأخر إن ديون لبنان وصلت 10% من إجمالي الناتج الوطني بتاعها .. عشان بس أحطك في الصورة .. تخيل إن لبنان مثلاً موظف مراته مش بتشتغل بياخد في الشهر 2000 جنيه و المبلغ ده جزء منه حيروح في مصاريف البيت و دفع الفواتير و الجمعيات اللي هو في الأخر المرتب كله حيروح و مش حيفضل منه حاجة بس هو أساساً مديون ب10% من ال2000 دول يعني مطلوب يسدد 200 جنيه .. ده معناه إن لبنان عشان تفضل عايشة حتفضل تستلف في فلوس و عمرها ما حتعرف تسدد اللي عليها .. و هي دي المشكلة .. لما الدول بتبقي مديونه و مش عارفه تعمل إيه بتلجأ لحل لطيف أوي هو إنها بتحول الديون دي لسندات و تتباع .. يعني أنا مثلاً رجل معايا فلوس بروح أشتري جزء من الديون بتاعة لبنان إني بديهم فلوس و في الأخر بيدوني شوية ورق أو سندات بإني حسترد فلوسي بفايدة سنوية معينة كمان كام سنة .. الأخوه في لبنان عرضوا ديونهم للبيع علي شكل سندات من 2017 لحد 2037 بس بسبب الوضع الإقتصادي اللي زي الزفت قيمة السندات دي نطت جامد لإن نسبة الفايدة نطت جامد بسبب إن محدش بقي بيحط فلوسه في البنوك اللبنانية و ده اللي بيقوله واحد زي (مروان دميث) و ده رجل بيدير لوحده 250 مليون دولار حد إشتري بيهم سندات للديون بتاعة لبنان في بنك Blominvest Bank Sal في بيروت .. حالياً ناس أجانب بيملكوا 8 مليار دولار من إجمالي ديون لبنان اللي هو حوالي 30% و ده لوحده ضعف النسبة من كام سنة فاتت .. اللي هو لو الوضع إستمر علي كده لبنان كلها حتتباع في المزاد العلني عشان تسدد فلوس الأجانب اللي شاريين ديونها.
شهر فبراير 2017 صندوق النقد الدولي بدأ يتكلم إن الإقتصاد اللبناني كده حيلبس في الحيط .. المشكلة إن الخطوات لعلاج المشكلة معروفة بس مفيش حد عنده الإرادة إنه يتصرف:
- إنت مبدأياً محتاج البنك المركزي اللبناني يبدأ يشوف إزاي يعالج مشكلة إن الإيداعات في البنوك اللبنانية وصلت لأقل مستوياتها .. زمان كان النمو اللي بتعيشه البنوك اللبنانية هو اللي مخلي البلد تعرف تتعايش مع الديون اللي عليها .. حالياً لبنان مديونة ب79 مليار دولار اللي هو 150% من إجمالي الناتج القومي بتاعها .. عشان برده أحطك في الصورة .. هات مرتبك في الشهر قبل ما تصرف منه أي حاجة إضربه في 1.5 و تخيل إن ده هو الديون اللي عليك .. المصيبة إن صندوق النقد الدولي بيتوقع إن خلال 5 سنين ديون لبنان حتنط ل180% من إجمالي الناتج القومي بتاعها.
- معني كده إن خلال 5 سنين بس لبنان حتوصل لنفس المرحلة اللي وصلتلها اليونان سنة 2012 لما دول أوروبا إتفقت علي إنهم محتاجين يحطوا خطة لجدولة الديون المتلتلة اللي عليها .. مفيش دولة في العالم عليها ديون أكثر من اليونان و لبنان إلا اليابان .. بس الفرق إن اليابان مش تحت رحمة حد و عملتها اللي هي الين بيتم المضاربة بيها في البورصة و معليهاش قيود خالص عكس اليونان اللي محكومة بسعر اليورو و لبنان المحكومة بسعر الدولار.
- المفروض إن شهر مايو 2018 حيتعمل برنامج للمانحين في باريس عشان لبنان تحاول تجمع 16 مليار دولار حيروحوا لبرنامج لإعادة تأهيل البنية التحتية .. بس المفروض كمان إن الحكومة اللبنانية تتكلم مع المستثمرين إن اللي له فلوس في لبنان ميحاولش يبيع و يجري لإنه مش بس بيسبب إرتفاع في معدلات البطالة إنما كمان لما كل المستثمرين الأجانب يهربوا من لبنان فكده أسعار كل حاجة كمان حتزيد .. المشكلة إن لما (سعد الحريري) يتكلم مع المستثمرين الأجانب حيطالبوه إنه يديهم ضمانات إن لبنان مش حيحصل فيها أزمات سياسية جديدة و طبعاً هو ميقدرش يدي ضمانات بكده لإنه زي ما هو مش سيد قراره فكمان (حسن نصرالله) مش سيد قراره.
ده بيحطك قدام حقيقة إن لبنان محدش حينقذها ومحدش في دماغه إنه ينقذها .. انت بتتكلم عن بلد بتحتل المركز 143 من أصل 180 دولة علي مقياس الشفافية الدولية ضد الفساد .. بلد بقالها أكثر من 12 سنة البرلمان مش عارف يوافق علي ميزانية لحد ما ربنا أخيراً كرمهم سنة 2016 و وصلوا لإتفاق .. بلد عندها مشكلة إنها مش عارفه تلم زبالتها و بلد كان عندها أمل تجيب مستثمرين أجانب يحطوا فلوسهم في مجال إنتاج الكهرباء و الإتصالات بس كل الأمال دي إتبخرت بسبب إن لبنان مفيش حد بيعرف يحكمها بسبب الخناقة اللي تاني ملهاش أي معني بين الأحزاب السياسية بتاعتها .. دي بلد 70% من الفلوس اللي بتجيلها بتروح في المرتبات و سداد أقساط الديون اللي عليها و 10% بتروح في الدعم الحكومي علي الكهرباء يعني الحكومة اللبنانية حتي لو حبت تعمل سياسات تقشفية فهي مش حتعرف لإن اللي جاي يدوبك علي قد اللي رايح وده معناه إن الأمل الوحيد قدام لبنان إنها تاخد مساعدات من بره و زي ما قلتلك في في أول الفقرة دي إن محدش مهتم ولا عايز يوجع دماغه .. السعودية مش حتدفع ولا مليم في لبنان زي ما كانت بتعمل زمان عشان حزب الله دلوقتي عنده نفوذ رهيب في لبنان فزي ما تكون السعودية بتقول للبنانيين خلوا حزب الله أو بشكل أدق خلوا إيران تنفعكوا .. السعودية حتحضر مؤتمر المانحين اللي حيتعمل في باريس و فيه واحد تاني حيتعمل في روما بس إن السعودية تحضر ده حماده و غنها تحط فلوس فده حماده تاني خالص.
المصدر:
مقالة بعنوان It Could Be Crunch Time for World’s Third Most-Indebted Country نشرت في مجلة Bloomberg و ده لينك المقالة الأصلية:
https://www.bloomberg.com/news/articles/2018-03-05/it-could-be-crunch-time-for-world-s-third-most-indebted-country