لينك التسجيل الصوتي للمقالة علي Sound Cloud:
https://soundcloud.com/user-112011687-312727988/iran-m4a
الموضوع اللي حنتكلم فيه النهارده هو الإنتخابات الإيرانية .. دي إنتخابات الحق يتقال مفيهاش تزوير زي أي إنتخابات رئاسية في أي دولة أوروبية محترمة بس في نفس الوقت فيها نفس الإجراءات القمعية بتاعة إنتخابات إتحاد الطلبة في الكليات المصرية .. عشان تبدأ تفهم إيه هو سر إختلاف الإنتخابات الإيرانية فانت لازم تسأل نفسك سؤال: إزاي يبقي عندك حكومة يمسكها إتنين: واحد فيهم قائد أعلي غير منتخب بيتقال عليه المرشد الأعلي للثورة الإسلامية و التاني رئيس منتخب بس صلاحياته أقل من القائد الأعلي والمفروض إن الإتنين يحكموا مع بعض؟ .. السؤال من ناحية تانية .. هل إيران فعلاً دولة ديموقراطية ولا هي دولة بتتصنع الديموقراطية؟ وهم الإيرانيين لما بيروحوا ينتخبوا بيحطوا صوتهم لمين؟ و إيه دخل المرشد الأعلي للثورة الإسلامية بالموضوع؟
خلينا نبدأ بأخر سؤال واللي هو لما الإيرانين بينتخبوا فهم بينتخبوا مين؟
الحقيقة إن الإيرانين بيروحوا ينتخبوا رئيس للجمهورية و أعضاء للبرلمان زيهم زي أي مواطن في أي دولة عادية .. الفرق إن العملية دي كلها بيشرف عليها مؤسسات شغال فيهم أئمة اللي هم عندنا بيسموهم شيوخ .. من ضمن المؤسسات دي و أقواهم حاجة بيسموها في إيران مجلس الوصاية Guardian Council وده مجلس بيضم كبار أئمة إيران وعشان بس الموضوع يتبسطلك حاول تتخيل إن مثلاً مجلس كبار علماء الأزهر الشريف لازم قبل أي إنتخابات رئاسية يمسكوا مرشح مرشح يدرسوه و يقرروا هل هم موافقين إنه يدخل الإنتخابات أو لا ..اللي بيحصل إن المرشحين الرئاسيين الإيرانيين بيحصلهم فلترة بحيث إن مبيبقاش فاضل غير المرشحين اللي السلطة الدينية موافقة عليهم.
مش بس مجلس الوصاية هو المؤسسة الدينية الوحيدة اللي بتشرف علي الإنتخابات الرئاسية و البرلمانية في إيران لإن عندك كمان الحرس الثوري ودول عشان تفهم دورهم حاول تتخيل مباحث أمن الدولة في مصر حطوها في الخلاط مع الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر في السعودية و الMix اللي طلع ده هو الحرس الثوري الإيراني.
أهم شخصية وسط كل المهرجان ده هو المرشد الأعلي للثورة الإسلامية .. ده البابا وده مجرد تشبيه عشان محدش يزعل .. الفكرة إن المرشد الأعلي للثورة الإسلامية زيه زي بابا الفاتيكان بيشغل المنصب ده حتي وفاته .. هو أهم شخصية دينية شيعية زيه زي بابا الفاتيكان ما هو أهم شخصية دينية كاثوليكية .. كلمته تمشي علي أطخن طخين ومحدش يقدر قوله لا أو انت بتعمل إيه؟ .. هو اللي بيشرف علي الليلة دي كلها ومن غيره المولد ده كله بيتفض.
السؤال دلوقتي هم إزاي الإيرانيين وصلوا للمرحلة دي؟
سنة 1979 قامت الثورة الإسلامية في إيران ضد حكم الشاه .. عشان بس تكون برده مستوعب حنحاول نشبهلك اللي حصل في إيران بالوضع في مصر .. تخيل كده إن بعد ثورة يناير مشينا الرئيس (حسني مبارك) الله يرحمه بس بدل ما نحبسه ونقعده في سجن خمس نجوم هو هرب من البلد زي ما شاه إيران (محمد رضا بهلوي) عمل .. الإيرانيين كانوا عايزين يعملوا جمهورية إسلامية .. ده نفس الفكرة اللي الإسلاميين في مصر كانوا عايزين يعملوها برده بالمناسبة .. أول حاجة إتعملت هو إن الإيرانيين إتعرض عليهم إستفتاء شعبي .. بدأت تحس باننا شبههم أوي ولا لسه؟ .. الإستفتاء ده كان ملوش ملامح و كان المفروض إن كل مواطن إيراني يروح يختار اه أو لا علي سؤال غريب أوي: هل انت مؤيد إننا نشيل النظام القديم و نحط مكانه نظام الجمهورية الإسلامية؟
ده بالضبط عامل زي الإستفتاء بتاع الإعلان الدستوري كده اللي هو الناس راحت قالت صوتها وإختارت اه وهي أساساً مش فاهمة راحت ليه؟ أو قالت اه ليه؟ .. الإستفتاء ده الإيرانيين إعتبروه إنه إستفتاء علي شرعية الثورة مش حاجة تانية وبالتالي الأغلبية الساحقة قالت نعم .. بعدها بشوية إتعمل إستفتاء تاني علي أول دستور إيراني بعد الثورة وهنا إحنا محتاجين نشرحلك نقطة:
زي ما ثورة يناير مقامش بيها تيار واحد إنما شارك فيها إسلاميين و ليبراليين و إشتراكيين فكمان الثورة الإيرانية قام بيها تحالف من 3 جهات: القوميين ودول كانوا شايفين مستقبل إيران إنها تبقي جمهورية ديموقراطية زيها زي أي دولة أوروبية (شباب الثورة عندنا في مصر) .. الإسلاميين اللي كانوا شايفين بحكم إنتماءهم للمذهب الشيعي إن مستقبل إيران هو إنها تبقي دولة دينية (زيهم زي الإسلاميين عندنا برده) .. الشيوعيين ودول كانوا أقوي تكتل ودول حاول تتخيل إنهم المؤسسة العسكرية عندنا في مصر.
اللي حصل إن قائد الإسلاميين الإيرانيين كان واحد اسمه (روح الله خميني) الله يرحمه والرجل ده كان شايف إن الشيوعيين دول خطر علي مستقبل إيران فهو تأمر مع القوميين علي إنهم يطردوا الشيوعيين وإتفق مع القوميين علي إن مستقبل إيران إنها تبقي جمهورية إسلامية وده تقدر تقول إنه الحل اللي يرضي جميع الأطراف .. اللي هو لو حاولت تتخيله في مصر فهو دولة ديموقراطية مدنية ماشية بإنتخابات حرة نزيهة بس في نفس الوقت ماشية بما قال الله و رسوله .. ولإن الكلام معلهوش ضرائب و إن الكلام مفيش أسهل منه و ساعة الجد كل الود بيترمي في الزبالة فلما جت مرحلة كتابة الدستور بدأت المشاكل تظهر بين الإسلاميين و القوميين.
زي ما قلتلك إن القوميين كانوا شايفين إن الدستور الإيراني لازم يبقي شبه دساتير الدول الأوروبية زي فرنسا و بلجيكا بس الإسلاميين كانوا شايفين إن الدستور لازم يبقي مكتوب Copy و Paste من خطب الجمعة بتاعة (روح الله خميني) وده بناء علي مبدأ ولاية الفقيه وده بمنتهي البساطة إن بما (روح الله خميني) هو أكتر واحد فاهم في أصول الدين فهو اللي كلامه يتسمع وهو اللي يحكم و كلمته تمشي علي الكل .. (روح الله خميني) كان عارف إنه محتاج يدبح القطة للقوميين عشان يخافوا ويسمعوا الكلام من سكات وهو عمل كده بإنه أحكم قبضته علي حركة الثورة.
حركة الثورة دي عامله بالضبط زي لو إحنا في مصر حلينا وزارة الداخلية بعد ثورة يناير و حطينا مكانها الشباب بتوع اللجان الشعبية .. اللي حصل إن (روح الله خميني) غير اسمهم من حركة الثورة و سماهم الحرس الثوري و أول قرار عملوه هو عملية إقتحام السفارة الأميريكية في طهران والناس اللي شافت فيلم Argo عارفين القصة دي كويس .. طبعاً القوميين شافوا المنظر وإترعبوا ومضوا من سكات .. وفعلاً الدستور الإيراني طلع زي ما (روح الله خميني) كان عايز .. إيران فيها مؤسسات ديموقراطية منتخبة زي الرئاسة والبرلمان بس هم الإتنين بيخضعوا لرقابة جهات دينية غير منتخبة وطبعا أهم منصب ديني هو منصب المرشد العام للثورة الإسلامية واللي (روح الله خميني) إحتفظ به لنفسه.
فيه كتير بيسألوا دلوقتي: طب إيه اللي خلي الإيرانيين يقبلوا بده؟
الحقيقة إنك محتاج تشكر (صدام حسين) الله يرحمه بسبب النقطة دي .. (صدام حسين) انا فاهم كويس أوي إنه مكنش طايق (روح الله خميني) وكان شايفه خطر علي الأمن القومي العراقي بس كان كل اللي (صدام حسين) محتاج يعمله هو إنه يسكت و يتفرج علي النظام الإيراني اللي لسه بيتولد علي أساس مش سليم و بايظ وهو حيقع لوحده ودي كانت حاجة حتحتصل بشكل طبيعي من غير أي تدخل خارجي .. عاجلاً أم أجلاً (صدام حسين) كان محتاج يفهم إن النظام الديموقراطي حيصطدم بالنظام الديني وساعتها إيران ممكن تدخل مرحلة الحرب الأهلية خصوصاً لو شفت إزاي (روح الله خميني) إختار إن مقر سلطته يبقي مدينة قم الدينية مش العاصمة طهران وإنه عطي تعليمات مشددة لأئمة المساجد بإنهم بلاش يتكلموا في السياسة .. إنما لإن (صدام حسين) كان يا عيني مصاب بداء اسمه ليه أصبر ما دام انا ممكن أخربها دلوقتي قرر إنه يغزو إيران سنة 1980 يدوبك بعد ما الإستفتاء علي الدستور الجديد إتعمل و فجأة الإيرانيين كلهم إسلاميين و قوميين إتحدوا ورا (روح الله خميني) ودي كانت أكتر غلطة غبية يعملها (صدام حسين) في حياته.
الحرب العراقية الإيرانية المعروفه باسم حرب الخليج الأولي إستمرت 8 سنين وفي السنين دي (روح الله خميني) عمل كل حاجة ممكن تتعمل عشان يبقي هو الحاكم الفعلي لإيران .. كلمته هي القانون .. تحول من مجرد جهة تراقب شغل الرئاسة والبرلمان لإنه بقي هو فعلياً الرئيس و بقي هو البرلمان و بقي اللي بيراقب علي نفسه.
الوضع ده إستمر لحد سنة 1989 يعني بعد نهاية حرب الخليج الأولي بسنة لما (روح الله خميني) إتوفي وفجأة النظام اللي بناه (خميني) كله كان حينهار .. الخوف كان إن بعد وفاة (خميني) مش حيجي حد قوي زيه وبالتالي نفوذ و سلطة المرشد الأعلي حيبدأوا يقلوا و تروح للمسئولين المنتخبين سواء الرئيس أو البرلمان .. و وسط الخوف والإرتباك تلاميذ (خميني) راحوا ل(أيه الله علي خامنئي) اللي وقتها كان الرئيس وقالوله انت لازم تبقي المرشد الأعلي و لحد دلوقتي الرجل قاعد في المنصب ده.
تلاميذ (روح الله خميني) إكتشفوا وقتها إن (أيه الله علي خامنيئ) معهوش الشهادات الدينية اللازمة اللي تخليه هو المرشد الأعلي .. الفكرة إن إيران بيحكمها مبدأ ولاية الفقيه زي ما قلت يعني لازم أكتر حد بيفهم في أصول الدين هو اللي يحكم .. المشكلة إن لسه (خامنئي) كان قدامه شوية عشان تقول عليه أكتر حد بيفهم في أصول الدين في إيران كلها .. ده خلي تلاميذ (الخميني) يعملوا تعديل علي الدستور عشان ميبقاش فيه مانع دستوري لترشيح (خامنئي) للمنصب .. هنا انت لازم تسيب اللي في إيدك و تسقف و تنحني إحتراماً للمرونة اللي المذهب الشيعي فيها الصراحة .. الناس دي معندهاش مشكلة تحرف أي حاجة عشان يوصلوا للي هم عايزينه.
طب إشمعني (أية الله علي خامنئي) اللي تلاميذ (روح الله خميني) إختاروه عشان يبقي هو المرشد الأعلي للثورة الإسلامية؟
الحقيقة إن ده سببه إن سمعة (خامنئي) كانت إنه من المتشددين دينياً شوية بس المشكلة إن (خامنئي) مكنش بنفس قوة شخصية (الخميني) وأحيانا كتير كان بيفقد سيطرته علي الوضع السياسي زي اللي حصل سنة 1997 مثلاً .. وقتها (محمد خاتمي) بقي هو الرئيس وده رجل مصلح و طيب وسكرة يتحط علي الجرح يطيب بس بيلدغ لو إضطر .. رغم إن (أية الله علي خامنئي) حاول بشتي الطرق إنه يمنع (محمد خاتمي) من الرئاسة إلا أنه أول ما بقي رئيس قام شايل رئيس الحرس الثوري مع العلم إن جري العرف إن اللي يتولي منصب رئيس الحرس الثوري ده يبقي شخص متشدد بيقول أمين علي طول للمرشد الأعلي .. طبعاً المتشددين المنتشرين في كل مؤسسات الدولة سواء في القضاء أو الداخلية حاولوا إنهم يبوظوا الدنيا فوق دماغ (محمد خاتمي) وده يوريك إن إيران مهياش دولة ديموقراطية زي ما انت متخيل .. من ضمن مظاهر ده إن سنة 2000 لما (محمد خاتمي) كان لسه رئيس سيطر الإصلاحيين علي البرلمان يقوم مجلس الوصاية مطلع فتوي ملهاش أي منطق تقول إن مش من حق البرلمان إنه يحقق في شغل أي مؤسسة بتتبع توجيهات المرشد الأعلي للثورة الإسلامية.
بداية من سنة 2004 تحس إن نفوذ (أية الله علي خامنئي) بقي مفيش حد عارف يصده .. في الإنتخابات الرئاسية اللي تمت في2017 تم إستبعاد أغلب المرشحين الإصلاحيين .. أي حد كان بيعترض كان بيستبعد وده شمل شخصية ليها إحترامها زي (أكبر هاشمي رفسنجاني) اللي كان رئيس سابق وناس كتير بتقدره وتحترمه بس أول ما إختلف في الرأي مع (خامنئي) أستبعد وزي ما تقول صدر ضده قرار الحرمان اللي كان بيطلعه بابا الفاتيكان ضد أي ملك أو أمير يتجراً ويعترض علي قرارات البابا … حتي (محمود أحمدي نجاد) اللي المفروض إنه متشدد يعني علي الورق و بيتحسب علي إنه حبيب (خامنئي) الاتنين برده إتخانقوا مع بعض كتير بسبب رغبة (نجاد) إنه يوسع من صلاحيات الرئيس.
ده يخلينا نسأل يعني في الأخر هل الإنتخابات الإيرانية دي مجرد Show ملهاش أي تأثير؟
عشان تبدأ تستوعب دور الإنتخابات الإيرانية بالضبط حاول تفتكر أواخر حكم (حسني مبارك) .. انت عندك المؤسسة العسكرية هي اللي بتحكم من غير ما حد يقدر يعترض عليها بس عندك إنتخابات برلمانية بتحصل كل 4 سنين عليها قيود أمنية بتخليها صحيح إنتخابات نزيهة بس محدش بيخش البرلمان وهو من جواه ناوي يعمل أي تغيير يذكر بس زي ما قلتلك دي إنتخابات إتعملت عشان المواطن العادي يفضل معيش نفسه في وهم إن دي حكومة شرعية وإن فيه برلمان منتخب دوره هو مراقبة دور الحكومة .. المشكلة إن ده مش نظام صحي وزي ما في مصر في الأخر أدي لإنهيار حكم (مبارك) فهو في كذا مرة قرب أوي إنه يؤدي لإنهيار نظام الحكم في إيران زي اللي حصل سنة 2009 لما (محمود أحمدي نجاد) فاز بفترة رئاسة تانية في إنتخابات إتقال عليها إنها مزورة و إيران غرقت في أعمال عنف كانت قربت أوي إنها تؤدي لإنهيار الحكومة كلها .. جري الشريط 4 سنين تلاقي إن النظام رجع يشتغل تاني زي الفل لما بقي عندك رئيس إصلاحي اللي هو الرئيس الحالي (حسن روحاني) اللي بنا حملته الإنتخابية علي أمل التغيير بس مش تغيير أوي يعني اللي هو يزعل منه المرشد الأعلي .. بس فيه كلام إن شهر العسل بين (حسن روحاني) و بين (أية الله علي خامنئي) تقدر تقول عليه خلص وزي ما يكون السيناريو اللي حصل بين (خامنئي) و (محمد خاتمي) بيحصل هو هو بينه وبين (حسن روحاني).
مهم تكون فاهم إن (أية الله علي خامنئي) عنده 78 سنة يعني صحته بقت علي قده وتلاميذه و المقربين منه عارفين كده كويس .. هم عارفين إن في أي لحظة انت ممكن تسمع في الأخبار خبر وفاة المرشد الأعلي للثورة الإسلامية عشان كده هم كانوا عايزين يخلقوا نفس الظروف اللي كانت موجوده لما (روح الله خوميني) مات .. فاكر لما قلتلك إن سنة 1989 لما (روح الله خميني) مات راح تلاميذه ل(خامنئي) عشان يخلوه مرشد أعلي و وقتها كان هو الرئيس؟ .. (خامنئي) في الإنتخابات بتاعة 2017 كان واقف في صف (إبراهيم رئيسي) وده كان المرشح المتشدد اللي كان مرشح نفسه ضد الرئيس الإصلاحي (حسن روحاني) .. الفكرة إن (خامنئي) كان متخيل إنه لو وقف في صف (إبراهيم رئيسي) فده حيخليه يكسب الإنتخابات بسهولة و بالتالي مستقبل السلطة الدينية في إيران حيبقي في أمان حتي لو لا قدر الله (خامنئي) مات.
وقوف (خامنئي) في صف (إبراهيم رئيسي) كان في شكل إنه بشكل غريب أوي كان بيتبلي علي (حسن روحاني) .. مفيش حاجه تبرر إن المرشد الأعلي للثورة الإسلامية يطلع في الإعلام يتهم الرئيس إن حكومته بتروج لمظاهر الحياة الغربية و بتتساهل مع إنتشار الشذوذ الجنسي في المدارس مع العلم إن الإتهامات دي إتوجهتله في وقت إنتخابات رئاسية غير إن (خامنئي) بيتبلي علي (حسن روحاني) وعايزه يخسر الإنتخابات بأي ثمن .. المشكلة إن (حسن روحاني) كسب الإنتخابات بإكتساح و فاز بفترة رئاسة جديدة.
من ساعة إعلان نتيجة الإنتخابات و (خامنئي) مبيسيبش مناسبة يبقي فيها قدامه مايكروفون و كاميرا إلا و يهاجم فيها (حسن روحاني) .. خليني أحكيلك موقف فعلياً (خامنئي) هزق فيه (حسن روحاني) لما كان فيه إجتماع بيضم كبار علماء إيران و رئيس البرلمان و كبار أعضاء مؤسسة القضاء و قاعد معاهم (روحاني) شخصياً .. قام (خامنئي) قايل إن الرئيس قعد يتكلم كتير عن الإقتصاد وقال إن لازم ده يتعمل ولازم ده يتعمل بس السؤال دلوقتي هو الرئيس بيقصد مين اللي حيعمل كل ده؟ هو بيتكلم عن نفسه .. من الأخر (خامنئي) وقف قدام الناس كلها وقال ل(روحاني) وهو قاعد انت بتهري كتير و كلامك ده تمشيه علي نفسك وكان ناقص يختمهاله ب”انا بابا يلا” .. تفتكر (خامنئي) ينهي فاصل تهزيقه ل(روحاني) علي كده؟ يبقي انت متعرفش (أية الله علي خامنئي) كويس.
في نفس القعدة (خامنئي) قال إن في الفترة من 1980 لحد 1981 اللي كان رئيس إيران قسًم البلد لمعارضين و مؤيدين ودي حاجه مينفعش تتكرر تاني .. طبعاً انت بتسأل نفسك هو (خامنئي) بيتكلم عن مين؟ … بص يا سيدي .. الفترة اللي (خامنئي) بيتكلم عنها هي فترة رئاسة (أبو الحسن بني صدر) وده كان أول رئيس لإيران بعد الثورة الإسلامية .. المهم إن الرجل ده دخل في خناقة كبيرة مع المؤسسة الدينية وخسر الخناقة وإتسحبت منه الثقة وفي الأخر إتنفي من إيران كلها .. طبعاً كل أنصار (روحاني) سمعوا الكلام ده وإعتبروه تهديد من (خامنئي) للرئيس بإنه لو ممشاش عدل فمصيره حيبقي نفس مصير (أبو الحسن بني صدر).
أخيراً بعد صبر طويل رد (حسن روحاني) علي هجوم (خامنئي) عليه و قال إن الشرعية السياسية للمرشد الأعلي بيحددها إرادة الشعب و قبوله .. وده قصف جبهة بعيد المدي .. الفكرة إن زي ما قلتلك (خامنئي) قاعد في منصبه و الناس بتسمع كلامه بناء علي فكرة ولاية الفقيه .. يعني وفق المذهب الشيعي ربنا هو اللي عايز (خامنئي) يحكم فانت مش من حقك تعترض علي كلامه لإن خلينا نكون واضحين وفق المبدأ ده فربنا هو اللي مختار وهو اللي معين (خامنئي) فتطلع مين انت عشان تعترض علي إرادة ربنا؟ .. لما يجي (حسن روحاني) يقول إن بقاء (خامنئي) كمرشد أعلي جاي من إرادة الشعب و قبوله فانت بتهد مبدأ ولاية الفقيه.
المصادر:
مقالة اسمها How Iran Became an Undemocratic Democracy نشرت في جريدة The New York Times الأميريكية وده لينك المقالة الأصلية:
https://www.nytimes.com/2017/05/17/world/middleeast/iran-presidential-election-democracy.html?_r=0
مقالة اسمها Rift Between Iran’s Ayatollah and Re-elected President Widens نشرت في جريدة The Guardian البريطانية وده لينك المقالة الأصلية:
https://www.theguardian.com/world/2017/jun/22/rift-between-irans-ayatollah-and-re-elected-president-widens