لينك التسجيل الصوتي للمقالة علي ساوند كلاود:
https://soundcloud.com/user-112011687-312727988/aac-2?si=212be49398d846fc9c57a4fd1eac21ff&utm_source=clipboard&utm_medium=text&utm_campaign=social_sharing
ناس كتير لما بتحب تقرأ عن اللي حصل في حطين واللي حصلت يوم 4 يوليو 1187 بتبدأ تقرأ من ساعة ما (صلاح الدين) بقي هو اللي بيحكم مصر والشام وبقي في إيده كل حاجة والكلام ده كان سنة 1174 .. قليلين أوي اللي بيرجعوا بالزمن 20 سنة لورا قبل ما حطين تحصل من الأساس .. عايزك تعرف إن حطين مش هي الحلقة الأخيرة في المسلسل لإن قبلها أحداث كتير وبعدها حصلت مصايب .. لو عايز تعرف السلسلة بدأت إزاي؟ عليك إنك ترجع بالذاكرة لإسم إنت قريته أيام ما كنت لسه في المدرسة في حصة التاريخ .. عايزك تصنفر مخك وتفتكر إسم (نور الدين محمود) وأبوه (عماد الدين زنكي).
عشان مطولش عليك الصليبيين في أرضنا كانوا متقسمين 4 كيانات أو أربع عائلات اللي هم شبه مسلسل Game of Thrones كده .. أقواهم كانت مملكة القدس Kingdom of Jerusalem ودي تقدر تشبهها بإنها عيلة لانستر House Lanister .. يجي وراها إمارة طرابلس County of Tripoli وإمارة أنطاكية Principality of Antoich وإمارة الرها County of Edessa .. الفكرة إن الأربع عيلات أو الأربع إمارات متحدين مع بعض بحيث إن كبيرهم هو ملك مملكة القدس .. أرجع تاني وأقولك حاجة شبه أوي الليلة بتاعة الممالك السبعة Seven Kingdoms في مسلسل Game of Thrones .. اللي عمله (عماد الدين زنكي) شبه اللي عملته (دينيريس تارجاريان Daenerys Targaryan) في المسلسل لما بدأت تاخد الممالك السبعة واحدة ورا التانية .. هو لما خد إمارة الرها من الصليبيين كانت فعلاً صدمة نفسية ليهم .. مش كده وبس .. وراها علي طول إبنه (نور الدين) خد مدينة دمشق اللي كانت معروفه بإنها لو حصلت خناقة بين المسلمين والصليبيين فهي غالباً حتقف في صف الصليبيين متفهمش ليه؟
(نور الدين) كان من الناس اللي ماشية بمبدأ كل التورتة حتة حتة ومتبقاش مفجوع .. هو كان حلمه إنه يفتح القدس بس إسلوبه إنه كان شايف إن أنسب طريقة إنه ياخد الإمارات الصليبية واحدة واحدة .. أبوه بدأ بالرها .. وجه الدور علي إمارة أنطاكية .. إمارة أنطاكية كانت في أضعف حالاتها أيام (نور الدين) لإن تقريباً جيشها مكنش فاضل فيه حد يدافع عن الإمارة بعد ما نصهم مات في معركة مشهورة أوي إسمها معركة ساحة الدم حصلت سنة 1119 ممكن نبقي نتكلم عنها في مقالة تانية بعدين .. في الوقت اللي (نور الدين) كان عامل زي النمر اللي مستني اللحظة المناسبة عشان يوقع فيه تاني الإمارات الصليبية ربنا كرمه بمصيبة سودا إبتلت الصليبيين لما سنة 1162 مسك حكم مملكة القدس واحد أقل ما يقال عنه إنه حمار مبيفهمش إسمه (عموري الأول Amalric).
ليه بقولك إن (عموري الأول) مبيفهمش؟ .. بقي إنت يا مغفل شايف إن أكبر تهديد علي وجود الصليبيين في القدس والشام هو (نور الدين) وشايف إنه قاعدلك في دمشق مستني اللحظة اللي يهجم فيها علي إمارة أنطاكية تقوم إنت سايب الهم ده كله وواخد أغلب جيشك ورايح ناحية مصر عشان تحتلها؟ إنت عبيط يالا؟ .. مش كده وبس .. إنت حاولت تدخل مصر مرة وإتنين وثلاثة وفي ال3 مرات فشلت وبرده البعيد مبيفهمش.
من بره إنت ممكن تفهم إيه اللي خلي (عموري الأول) يحاول يدخل مصر؟ .. مبدأياً مصر كانت تحت حكم الفاطميين وفي أضعف حالاتها ولو دخلتها حيبقي تحت إيدك كنز فلوس وخير يقدر يعيش الصليبيين مية سنة قدام وهم مستريحين .. بمجرد ما (نور الدين) عرف اللي عمله (عموري الأول) لقي نفسه يقدر يعزز من وجوده في الشام وتاني نقطة ودي الأهم إنه شاف ده مبرر إنه هو كمان يحاول يفتح مصر عشان يحط إيده علي مواردها المالية .. (نور الدين) بعت لمصر أهم جنرالاته وكان رجل كردي إسمه (أسد الدين شيركوه) واللي خد معاه إبن أخوه (صلاح الدين).
بعد 3 محاولات لإحتلال مصر (عموري الأول) لقي نفسه مفلس والأهم إنه خسر عدد كبير من الفرسان اللي تعويضهم بقي صعب أوي .. سنة 1174 أهم إتنين في المسلسل ماتوا وبسبب موتهم ده حاجات كتير أوي إتغيرت .. الإتنين اللي ماتوا كانوا (نور الدين) و(عموري الأول) ولما الإتنين ماتوا كل واحد بلده حصل فيها تغييرات كتير أدت في الأخر لمعركة حطين.
خلينا نبدأ باللي حصل مع المسلمين بعد ما (نور الدين) مات:
(صلاح الدين) أعلن نفسه ملك مصر وخد جيشه وزحف به علي دمشق .. 10 سنين كاملة قضاها (صلاح الدين) عشان يضم كل الممالك اللي كانت تحت إيد (نور الدين) .. بعد ما خلص بقي هو اللي كلمته تمشي علي أطخن طخين في بلاد المسلمين وبقي محاصر الإمارات الصليبية من كل حتة .. من المواقف الغريبة اللي حصلت في ال10 سنين دول إن سنة 1182 فيه بني أدم برأس جحش إسمه (رينالد Raynald) اللي كان من مدينة فرنسية إسمها تشاتيلون Chatillon وعشان كده إسمه Raynald of Chatillon وده رجل يعتبر من أقوي وأغني رجالة الإمارات الصليبية كلهم خد شويه من قواته وزحف علي ساحل البحر الأحمر عشان يهاجم مكة المكرمة والمدينة المنورة .. طبعاً الهجوم ده إتصد بس لما (صلاح الدين) عرف حلف مية يمين لا يكون هو اللي يقطع رقبة Raynald of Chatillon ده بس إنسي (رينالد) دلوقتي لإن سيرته حتيجي بعدين .. في الفترة دي (صلاح الدين) إتفاوض مع واحد إسمه (رايموند الثالث Raymond III) أمير إمارة طرابلس ويمكن أعقل واحد بين الصليبيين عشان يمضوا علي إتفاق هدنة طويلة شوية .. فعلاً الإتفاق إتمضي والهدنة كانت مفعولها حيفضل مكمل لحد إبريل 1187.
أما بقي بالنسبة للي حصل مع الصليبيين:
لما (عموري الأول) مات حصلت فوضي سياسية في الإمارات الصليبية ولا الفوضي اللي حصلت في مصر بعد ثورة يناير .. مبدأياً كده اللي مسك الحكم من بعده كان إبنه (بولدوين الرابع Baldwin IV) ووقتها لما مسك الحكم كان شاب مراهق بس كان مصاب بالجٌذام وده اللي ظهر في فيلم Kingdom of Heaven اللي كان دايماً لابس قناع وده كان حقيقي علي فكرة .. (بولدوين الرابع) حكم حوالي 10 سنين اللي هم السنين اللي (صلاح الدين) قضاها عشان يقوي مركزه بإنه يفرض سيطرته علي كل الأراضي اللي كانت تبع (نور الدين) .. يعني تقدر تقول (صلاح الدين) و(بولدوين الرابع) مشوا مع بعض بمبدأ يا نحلة لا تقرصيني ولا عايز عسل منك لإني مش فاضي أساساً وورايا هم ما يتلم عايز يخلص.
لما (بولدوين الرابع) مات جه وراه إبن أخته (بولدوين الخامس Baldwin V) ووقتها لما إستلم الحكم كان عنده 7 سنين بس .. سنة وكان مات عنده 8 سنين والكلام ده كان سنة 1186 .. بفكرك بس إن الكلام ده كان خلاص قبل سنة واحدة من حطين .. المهم إن بعد ما (بولدوين الخامس) مات حصلت حاجة شبه الحرب الأهلية في الإمارات الصليبية علي مين يمسك الحكم من بعده والحرب دي كانت بين إتنين:
- أول واحد كان إسمه (جي Guy) من مدينة في فرنسا إسمها لوزينيان Lusignan عشان كده إسمه زي ما الغرب بيسموه Guy of Lusignan .. المهم إن الأخ (جي) ده كان متجوز واحدة إسمها (سيبيلا Sibylla) ودي تبقي أخت (بولدوين الرابع) اللي بفكرك إنه الملك اللي كان عنده جٌذام وتبقي أم (بولدوين الخامس) اللي برده بفكرك إنه هو اللي مات صغير وعنده 8 سنين .. اللي منكوا إتفرج علي فيلم Kingdom of Heaven برده حيبقي فاهم الكلام ده أكتر.
- ثاني واحد كان إسمه (رايموند الثالث) حاكم إمارة طرابلس ويبقي إبن عم (عموري الأول) واللي بفكرك إنه هو اللي إتفاوض مع (صلاح الدين) علي إتفاق الهدنة وخليك فاكر إني قلت عليه أعقل بني أدم وسط الصليبيين كلهم.
اللي كان مقوي أوي من مركز (جي ) حاجتين .. الأولي إن مراته (سيبيلا) واقف في صفها قائد قوات فرسان المعبد Knights Templar اللي هم عشان تستوعبهم حاول تتخيل قوات الحرس الجمهوري عندنا في الجيش المصري وكان إسمه (جيرارد Gerard) وكان من مدينة اسمها رديفورت Ridefort عشان كده إسمه عند الغرب Gerard of Ridefort .. الحاجة الثانية إن (جي) نفسه كان متصاحب علي (رينالد) أو Raynald of Chatillon اللي بفكرك إنه كان الرجل برأس جحش اللي حاول يهاجم مكة المكرمة والمدينة المنورة .. بس كانت فيه مشكلة .. مفيش حد في الإمارات الصليبية كلها كان طايق البني أدم اللي إسمه (جي) ده خالص .. كل أمراء الإمارات الصليبية نفر نفر قالوا ل(سيبيلا) إحنا حنقف وراكي عشان تبقي إنتي الملكة في حالة واحدة بس وهي إنك تطلقي (جي) .. يعني الناس مكنش عندهم مانع تحكمهم واحدة ست بس ميحكمهش (جي) ده .. سبب إن محدش طايقه إنهم كانوا شايفينه بني أدم جبان مينفعش يقود الإمارات الصليبية في وقت حرج زي ده قدام عدو قوي زي (صلاح الدين) .. بعد مداولات وكلام وهري أكتر (سيبيلا) وافقت إنها تطلق (جي) علي شرط إنها هي اللي تختار تتجوز مين من بعده والأمراء وافقوا علي أساس إن أي حد هي تختاره حيبقي علي الأقل أحسن من البني أدم ده.
يوم تنصيب (سيبيلا) عشان تبقي هي ملكة القدس إذا بيها هوبا دبل كيك تضرب كل الأمراء علي قفاهم وتتنازل عن الحكم لصالح جوزها (جي) .. طبعاً كل الأمراء الصليبيين كانوا بيغلوا .. (رايموند الثالث) اللي بفكرك إنه حاكم إمارة طرابلس حاول ينفذ إنقلاب عسكري علي (جي) بس ملقاش حد يقف وراه فقرر إنه ينسحب لإمارته وبمجرد ما رجع قرر إنه يعمل الحاجة اللي مفيش أمير صليبي عملها قبل كده .. وقع إتفاق صلح منفرد مع (صلاح الدين) .. لما (جي) بقي خلاص هو الملك حاول إنه يصالح (رايموند الثالث) وبعتله وفد يتكلم معاه .. أهم إتنين في الوفد ده كان Gerard of Ridefort اللي بفكرك إنه كان قائد قوات فرسان المعبد ومعاه (روجير دي مولين Roger des Moulins) قائد قوات الهوسبيتاليين اللي هم لو قلت أقربلك الصورة حاول تتخيل إنهم الصاعقة عندنا في الجيش المصري.
اللي الإتنين دول مكانوش يعرفوه إن (رايموند الثالث) كان إتفق مع (صلاح الدين) إنه يسيب إبنه الكبير (الفاضل) ومعاه 7000 فارس يدخلوا جوه أرض إمارة طرابلس عشان يعملوا سلسلة غارات جوه مملكة القدس .. اللي عمله (رايموند الثالث) ده إسمه خيانة عظمي بس كراهيته ل(جي) خلته يعمل أي حاجة عشان يشوفه بيتجرجر من علي العرش .. لما (روجير دي مولين) جاله خبر إن (الفاضل) بقواته بقوا جوه الأراضي الصليبية جمع 150 فارس اللي كانوا حيلته وشن هجوم ملوش أي معني علي معسكرهم في منطقة عين جوزة القريبة من مدينة الناصرة دلوقتي في لبنان .. المهم إن قوات (روجير دي مولين) إتفشخوا بكل ما تحمله الكلمة من معني ومفضلش منهم غير 3 من ضمنهم هو شخصياً .. المشكلة إن (روجير دي مولين) هجم علي قوات أكبر منه عدداً وأعلي منه تسليحاً ب150 فارس .. مهم تكون فاهم إن الفرسان زمان كانوا زي الطيارين المقاتلين دلوقتي اللي هو الواحد فيهم غالي أوي وتعويضه صعب .. في معركة واحدة قوات الهوسبيتاليين خسروا 10% من إجمالي فرسانهم .. إنت ممكن تبص لمعركة تافهة زي عين جوزة وتقول دول 150بس اللي ماتوا لكن المشكلة إنهم كانوا 150 فارس .. طبعاً لما الصليبيين عرفوا باللي عملوا (رايموند الثالث) حتي صحابه قالوله ميصحش اللي إنت عملته ده ونصحوه إنه يتصالح مع (جي) وفعلاً ده اللي حصل.
لما جت سنة 1187 وبقي خلاص فاضل بس إتنين علي حدود موريتانيا مع المغرب مش حاسين إن الحرب قربت وإن خلاص (صلاح الدين) حيفتح القدس فقادة مملكة القدس لقوا نفسهم قدام حل من إتنين ملهمش تالت .. الحل الأول إنهم يطلعوا لمواجهة جيش (صلاح الدين) في مواجهة مفتوحة اللي إنت تقدر تقول عليها حرب إستباقية شبه اللي عملته إسرائيل معانا في نكسة يونيو 1967 .. الحل الثاني إنهم يفضلوا متحصنين في مدنهم وقلاعهم ومستنيين (صلاح الدين) هو اللي يجيلهم .. حل من إتنين هو اللي حيتنفذ ومينفعش الإتنين مع بعض .. الحلين فيهم نسبة مخاطرة أو Risk عالية .. لو الصليبيين قرروا إنهم يفضلوا متحصنين في مدنهم وقلاعهم فده معناه إنهم حيدوا فرصة للمسلمين إنهم يدمروا الأراضي الزراعية وبالتالي المحاصيل الزراعية مش حتوصل للمدن المتحاصرة .. صحيح إن الحصار حيخلص علي الشتاء وصحيح إن الصليبيين عندهم مخزون أكل يكفيهم لحد الشتاء بس السنة الجاية لو المسلمين قرروا يحاولوا تاني فتح القدس ويفرضوا حصار تاني فساعتها الإمارات الصليبية مش حيبقي قدامها غير الإستسلام لإن أكلهم حيكون خلص ومفيش أرض تتزرع .. لو الصليبيين طلعوا يواجههوا (صلاح الدين) وخسروا المعركة دي فده معناه إن الإمارات الصليبية حتقع في إيده واحدة ورا التانية.
(جي) كان عارف إن المعركة الجاية عاملة زي مرحلة خروج المغلوب في الكأس عشان كده هو جمع أكبر جيش هو يقدر يجيبه .. مع نهاية شهر يونيو يعني قبل 3 شهور بس من المعركة كان تحت إيده 1200 فارس ومابين 18000 ل20,000 مقاتل ما بين مشاة لرماة .. مش كده وبس .. عشان يرفع الروح المعنوية لقواته أمر بإن الجيش ميتحركش إلا ومعاهم الصليب الخشبي اللي النبي (عيسي) عليه السلام إتصلب عليه وفق العقيدة الكاثوليكية وشُبه للناس إنه إتصلب عليه وفق دينا بعد ما إتجمع وإترمم وإتطلي بالذهب .. لمدة 3 شهور كاملة إتلعب ماتش شطرنج بين (جي) وبين (صلاح الدين) .. أول حركة عملها (جي) إنه جمع قواته في معسكر عند مدينة عكا جنب مكان فيه مصدر مياه وكان مستني إن (صلاح الدين) هو اللي يجيله .. (صلاح الدين) حاول كذا مرة إنه يخلي (جي ) يطلع بره عكا ويقابله في مكان مفتوح بس مش عارف يعملها إزاي؟ .. لما خلاص (صلاح الدين) زهق قرر في أخر يونيو إنه ينهي حالة اللاسلم واللاحرب دي إنه حاصر مدينة طبرية والحقيقة هو إختار طبرية بالذات لسبب هو إنها كانت قاعدة فيها مراة (رايموند الثالث) وكان إسمها (ايشيفا Eschiva) وعياله .. (جي) لما عرف عمل إجتماع لكبار القادة بتوع الجيش الصليبي عشان يشوفوا حيعملوا إيه في المصيبة دي؟ .. الإجتماع ده كان يوم 2 يوليو.
علي عكس كل ما هو متوقع أكتر بني أدم كان هادي لدرجة إنك تحسه مش فارق معاه كان (رايموند الثالث) .. الرجل مراته وعياله متحاصرين وأي حد في مكانه كان حيكون أول من يقول يلا نروح نحارب بس هو يمكن لإنه عارف (صلاح الدين) كويس كان عارف إن حصاره لطبرية مجرد فخ .. حتي لو (صلاح الدين) دخل المدينة فهو مش حيؤذي مراته وعياله .. ده اللي (رايموند الثالث) كان مقتنع به وحاول يقنع به القادة التانيين رغم إنهم كانوا مستغربين أوي من موقفه .. الإجتماع خلص علي إن الكل إقتنع برأي (رايموند الثالث) وإن خلاص زي ما بنقول قدر الله وما شاء فعل وحنسيب طبرية تقع.
يومها بالليل Raynald of Chatillon و Gerard of Ridefort اللي بفكرك إنهم (راينالد) و(جيرارد) قائد قوات فرسان المعبد .. راحوا للملك (جي) وفكروه بالخيانة بتاعة (رايموند الثالث) وإن لازم هو يبان جامد فشخ قدام باقي الجنود وإنه لازم ميسيبش طبرية تقع لإن ده بيبعت الرسالة الغلط للناس .. ولإن الزن علي الودان أمر من السحر (جي) إقتنع .. تاني يوم جاتلهم رسالة متهربة من (إيشيفا) بتستنجد بجوزها إنه يجي يلحقها .. برده (رايموند الثالث) كان عارف إن ده فخ من (صلاح الدين) بس كان خلاص (جي) ركب دماغه وأمر الجيش إنه يتحرك لتحرير سيدة طبرية.
جيش الصليبيين كان متحرك كإنه طابور متقسم 3 حتت .. المقدمة كان بيقودها (رايموند الثالث) والنص بقيادة الملك (جي) والمؤخرة كان بيقودها واحد إسمه (باليين Balian) حاكم مدينة إيبيلين Ibelin اللي قام بدوره الممثل (أورلاندو بلوم Oralando Bloom) في فيلم Kingdom of Heaven وكان معاه فرسان المعبد .. يوم 3 يوليو الجيش ده كان وصل لحتة إسمها عين توران يدوبك علي بعد تلت المسافة لحد طبرية .. بمجرد ما (صلاح الدين) عرف كسر حصاره علي مدينة طبرية وجري بقواته عشان يقابل الجيش الصليبي .. الغلطة الغبية اللي الصليبيين عملوها إنهم معسكروش في عين توران عشان ياخدوا مياه لإن طول السكة من بعدها لحد بحيرة طبرية مفيش ولا نقطة مياه .. يمكن تفكيرهم قالهم إنها يدوبك كلها يومين أو يوم ونص بالكتير ويوصلوا لطبرية والبحيرة جنبها فمفيش داعي نضيع وقت بإننا نعسكر .. المهم ده كان القرار اللي قضي علي أمل للجيش الصليبي إنه يكسب المعركة الجاية.
بمجرد ما الصليبيين بعدوا عن عين توران بدأت المعركة .. أول خطوة إن (صلاح الدين) كان عنده إختراع مش عند أي حد هو إنه مخلي سلاح الفرسان بتاعه بيعرفوا يرموا سهام وهم بيجروا فكانوا عمالين يرموا سهامهم علي طابور الجيش الصليبي ولو جيت تجري وراهم بيجروا ومش حتعرف تمسكهم .. مع كل مرة الرماة الفرسان دول يمطروا سهامهم علي طابور الصليببين كانت خسايرهم عماله تزيد .. تاني خطوة إنه وجه معظم جيشه لهجوم كاسح علي مؤخرة الجيش الصليبي .. ثالث خطوة إنه بعت شوية من قواته عشان تسيطر علي عين توران وبكده الطابور الصليبي بقي تقريباً متحاصر من كل حتة وحتي مش عارفين ينسحبوا لورا عشان يشربوا مياه.
من الساعة تسعة الصبح لحد الساعة 12 الظهر والضرب شغال .. وقتها جت رسالة ل(جي) اللي بفكرك إنه كان متولي قيادة الحتة اللي في النص في الطابور من (باليين) اللي كان بيقود المؤخرة إن لو الوضع كمل كده فمش حيبقي تحت إيده ولا فارس من فرسان المعبد لإن الخساير عماله تزيد .. (جي) بدوره بعت رسالة ل(رايموند الثالث) في المقدمة عشان يسأله عن رأيه واللي قال إنهم لازم يفرشوا الخيم ويعسكروا الليلة وياخدوا وضع دفاعي عشان بكره الفجر يشنوا هجوم كاسح هدفه إنهم يوصلوا لبحيرة طبرية .. هنا إنت محتاج تقف وتهرش في شعرك .. يعني إنت يا (جي) كنت بني أدم براس خروف وتجاهلت نصيحة (رايموند الثالث) في الأول خالص إنك متتطلعش بجيشك بإتجاه طبرية ودلوقتي إنت بتدفع الثمن .. تقوم لمجرد عشان ميتقالش عليك إنك عمال تتجاهل في نصايحه تقوم تسمع كلامه وتنفذ واحد من أسوأ القرارات اللي ممكن تتعمل في موقف زي ده؟ .. ده علي أساس إن المسلمين لما يجي الليل مش حيقدروا يمنعوا نفسهم يعني ولازم يناموا؟
في الوقت اللي الصليبيين عسكروا في أصعب ليلة في حياتهم وكل واحد بيفكر إن خلاص بكره حيموت وروحهم المعنوية كانت في الحضيض (صلاح الدين) عمل حاجتين .. أول حاجة إنه ملي كل زمزميات المياة بتاعة جنوده من البحيرة إستعداداً ليوم طويل فشخ بكره .. تاني حاجة إنه في نص الليل تقريباً خلي جنوده يتسللوا لجوه المعسكر بتاع الصليبيين ولما جه الفجر ولعوا في الخيام بتاعتهم .. مع شروق الشمس كان معسكر الصليببين كله إتحرق وبقوا مش شايفين حاجة من الدخان ولا عارفين يتنفسوا .. وقبل حتي ما الصليبيين يفهموا هو فيه إيه بدأ الهجوم.
عارف فيلم 300 لما الفرس رموا سهام كتير علي ال300 مقاتل بتوع سبارطة لدرجة إن الدنيا غيمت من كتر السهام؟ .. أهو ده اللي حصل .. مئات الالاف من السهام أطلقها الرماة بتوع جيش (صلاح الدين) لدرجة إن السما غيمت .. (جي) لقي نفسه تايه تاني مش عارف يعمل إيه فجاب (راينالد) و(جيرارد) يسألهم رأيهم إيه فكان رأيهم إن كل الفرسان اللي فاضلين يشنوا هجوم أخير عشان يفتحوا ثغرة في الحصار اللي عامله المسلمين أما باقي الجيش من المشاة بقي فربنا معاهم ولإن دي مهمة إنتحارية فهم إقترحوا إن اللي يقود الهجوم ده يبقي (رايموند الثالث) .. الفكرة إن كذا مرة قبل كده الصليبيين لما يتزنقوا خالص يقوموا عاملين نفس الحركة دي اللي هو هجوم كاسح بالفرسان وفي كل مرة بتيجي معاهم اللي هي نفس فكرة الثغرة في حرب اكتوبر 1973 لما الإسرائيليين عملوا هجمة مرتدة مفاجئة علينا ومكناش متوقعينها وفتحوا فتحة في خطوطنا.
المشكلة إن (صلاح الدين) كان متوقع الحركة دي .. بمجرد ما (رايموند الثالث) بدأ هجومه إكتشف إن جيش المسلمين فتحله ثغرة وسابه يعدي بس وهو بيجري الرماة والفرسان المسلمين إستلموه .. فكرة إن (رايموند الثالث) وإبنه نجوا من الهجوم ده خلي كتير أوي من المؤرخين يثبتوا عليه تهمة الخيانة .. اللي عايزك تعرفه إن محدش عارف الحقيقة فين؟ .. هل فعلاً (صلاح الدين) سابه يعيش ولا هو اللي كان محظوظ وماشية معاه؟ .. بس مش ده المهم .. المهم هو اللي حصل بعد كده.
(باليين) شاف اللي عمله (رايموند الثالث) وقال لنفسه إذا كان هو عرف يعملها فليه منعملهاش إحنا كمان؟ .. هو لم شوية من الفرسان اللي فاضلين وعمل نفس الحركة إنه شن هجوم إنتحاري عشان يكسر الحصار وفعلاً مشت معاه .. هو إستغل إن القوات بتاعة (صلاح الدين) متدربه علي إن أول ما يشوفوا الهجوم جاي يفتحوله السكة ويستلموه بالسهام ومحدش يحاول يوقفه عشان الخساير متزيدش .. فعلاً الزهر لعب مع (باليين) وقدر يهرب بس باقي الجيش الصليبي فضل متحاصر .. الحقيقة إنك قول اللي إنت عايز تقوله عن (جي) .. قول عليه مجرم حرب أو مبيفهمش براحتك بس اللي لازم تعترف به إنه كان عنيد عند حد مولود في برج الجوزاء .. رغم الحصار بس مرتين شاف (صلاح الدين) علي حصانه وسط المعركة فلم رجالته وشن هجوم عليه علي أمل إنه لما يقتله يقلب مسار المعركة .. مرتين يهاجم والمرتين يفشلوا .. (صلاح الدين) وصل به الزهق من اللي بيحصل إنه بقي بيقود الهجمات بنفسه .. قواته بقت عماله زي موج البحر تنزل علي دفاعات الصليبيين عشان يجبروهم علي الإستسلام لدرجة إن إبنه (الفاضل) قاله يا بابا إحنا كسبنا خلاص .. رد عليه (صلاح الدين) و هو بيزعق إنت تخرس خالص إحنا منتصرناش طالما مأسرناش الملك .. كلماته دي يمكن إدت دافع إضافي لرجالته لإن بعدها إتعمل هجوم كاسح أخير أجبر الصليبيين اللي فاضلين حول (جي) علي الإستسلام.
بعد المعركة ما خلصت (صلاح الدين) أمر إن عساكره يجيبوله (جي) و(رينالد) وجابلهم كوبايتين مياه .. (جي) شرب بس (راينالد) رفض ف(صلاح الدين) زعقله إنه يشرب لإنه مش حيشرب تاني بس (رينالد) أصر وقاله أنا مش حشرب أي حاجة تجيبهالي .. مش كده وبس .. قاله إن لو هو اللي إنتصر كان أول حاجة حيعملها إنه يعدم (صلاح الدين) .. (صلاح الدين) إتنرفز عليه وبسيفه شقه نصين وبعد كده قطع راسه .. (صلاح الدين) قرر إن كل فرسان المعبد والفرسان الهوسبيتاليين يتعدموا كلهم بس المشاة والرماة يتأسروا بس .. أما (جي) فأمر إنه يتأسر ورماه في السجن في دمشق وفضل في السجن سنة وبعدها (صلاح الدين) أفرج عنه .. سنة 1189 (جي) خد شوية قوات وفرض حصار علي مدينة عكا ودي كانت الشرارة اللي ولعت الحملة الصليبية الثالثة .. مش قلتلك بني أدم دماغه ناشفة.
بعد معركة حطين (صلاح الدين) مضيعش وقته .. خلال إسبوعين كان مسيطر علي كل موانيء الصليبيين علي البحر المتوسط يمكن بإستثناء ميناء مدينة صور اللبنانية دلوقتي .. شهر سبتمبر (صلاح الدين) وصل القدس وحاصرها وكانت وقتها المدينة تحت قيادة (باليين) اللي بفكرك بس إنه قدر يهرب من حطين .. يوم 2 أكتوبر (صلاح الدين) فتح القدس ودي كانت نهاية مملكة القدس.
المصدر:
- مقالة بعنوان Crushed on the Horns of Hattin يعني إتحطموا في قرن حطين .. إتنشرت علي موقع History Net وده لينك المقالة الأصلية:
http://www.historynet.com/crushed-horns-hattin.htm