تابعونا

سليمان القانوني .. يا تموت بطل يا تعيش لحد ما تكره نفسك .. الجزء الثالث.

(سليمان القانوني) من الشخصيات المعقدة حبتين .. أنا مقدرش أحكم عليه بشكل عام .. أنا مقدرش و أنا قاعد في التكييف و بشرب كوباية النسكافية إني أتهم حد زي (سليمان) بإنه كويس أو وحش و أنا عمري ما عشت ولا شفت اللي هو شافه .. أنا اللي أقدر أعمله إني أشرحلك هو إيه اللي خلاه يتصرف بالشكل ده .. هو كان بيفكر إزاي .. ظروف إتخاذ القرار كانت إيه.

30 مارس، 2020 18.5 ألف

لينك التسجيل الصوتي للمقالة علي Sound Cloud:
https://soundcloud.com/user-112011687-312727988/kq45vywz6sry

المرحلة السادسة من حياة (سليمان القانوني) .. لما الأب يغير من إبنه:

قرار (سليمان) إنه يقتل (إبراهيم) فعلاً كان من أغبي القرارات اللي هو خدها في حياته .. فيه قرارات غبية حتشوفها تاني كمان شوية بس ده كان من أغباها .. حاول تتخيل إن يبقي عندك شركة و شغالة زي الفل لإن اللي ماسك الشغل حد فاهم  تقوم إنت عشان حسيته بيسحب البساط من تحت رجليك تمشيه و بمجرد ما تمشيه حنفية المصايب اللي هو كان عارف تفاصيلها تفرقع في وشك .. ماسورة مشاكل و إتكسرت و غرقت الدنيا .. فاكر (تشارلز الخامس) إمبراطور الإمبراطورية الرومانية المقدسة اللي كان السبب في إن (سليمان) مياخدش فيينا؟ .. لما (سليمان) كان مشغول لشوشته في إيران هو بعت أسطوله لسواحل تونس و إحتلها .. (سليمان) قالك بسيطة أنا حتحالف مع الفرنساويين ضده .. الفرنساويين قالوا ل(سليمان) إنت تبعت قواتك لشمال إيطاليا تاخدها من (تشارلز الخامس) بس ده كان معناه إن الدولة العثمانية تدخل حرب ضد فينيسيا و دي الحاجة اللي عمر ما (إبراهيم) لو كان عايش كان وافق عليها و هو كان عنده حق .. (ابراهيم) عمره ما وثق في الفرنساويين .. هو كان عارف إن ساعة الجد عمر ما الفرنساويين حيقفوا قصاد أوروبا و يقولوا أيوه إحنا متحالفين مع الأتراك المسلمين ضد باقي أوروبا المسيحية الكاثوليكية .. ساعة الجد الفرنساويين حيبصوا لأوروبا و يقولولها و الإنجيل ما لينا دعوة إحنا مقولناش للأتراك يخشوا إيطاليا.

التدخل العسكري للأتراك في إيطاليا كان كارثة بكل المقاييس .. لما الدنيا خربت خالص (سليمان) طلب من (خير الدين بارباروسا)  و كان قائد أسطوله إنه يرجع ياخد كل الجزر اللي فينيسيا خدتها من الدولة العثمانية في البحر المتوسط .. شوية و جبهة جديدة إتفتحت مع البرتغاليين علي مين يسيطر علي طرق التجارة في المحيط الهندي .. شوية و جبهة تالتة إتفتحت لما (جون زابوليا) اللي بفكرك إنه كان ملك المجر و حليف (سليمان) مات و ساعتها (فيرديناند) أخو (تشارلز الخامس) إستغل ده و حاصر بودابست .. (سليمان) إضطر إنه ياخد جيشه و يزحف بنفسه لبودابست عشان يجبر (فيرديناند) يمضي إتفاقية سلام خلت المجر كلها تحت إيد العثمانيين.

مشاكل مشاكل مشاكل .. في نظم الحكم الحديثة بيبقي فيه مؤسسات هي اللي بتدير الحكم .. الرئيس مش بيبقي غرقان لشوشته في كل صغيرة و كبيرة بس عند العثمانيين الدنيا مش كده .. لو الناس شمت خبر إن السلطان مكبر دماغه و مش حاطط مناخيره في كل حاجة فبكره الصبح حتلاقي ثورات و تمردات من كل شكل و لون .. يمكن دي كانت مشكلة (سليمان) .. توو ماتش وورك .. عشان كده برده أنا من أكتر الناس اللي مؤمنة بفكرة إن الحاكم لازم يبقي له مدة حكم محددة و بعدها بيسلم السلطه للي بعده .. ده عشان مصلحته هو و الله .. (سليمان) كان مضغوط أوفر خصوصاً بعد قتله (إبراهيم) بس فعلاً مشكلة (سليمان) حاجتين: أول حاجة إنه بيسلم دماغه لمراته و دي إحنا شفناها إن كلام (روكسلانا) عن (إبراهيم) أقنعه بإنه لازم يخلص منه .. ثاني حاجة إنه بيحب يبقي الكل في الكل .. أنا السلطان فإسمي لازم يبقي علي كل حاجة .. مفيش حد أهم مني و مفيش حد الناس تستناه غيري.

المشكلة دي بقت صداع في دماغ (سليمان) لما أعلن رسمياً إن إبنه الكبير (مصطفي) حيكون هو ولي العهد بتاعه .. مجرد إن يتقاله إن ملوك أوروبا بقوا بيستعدوا لليوم اللي (مصطفي) حيمسك الحكم بقت تعصبه .. يقال إن أحد ملوك أوروبا بعت جواب لملك تاني إن لو (مصطفي) مسك الحكم فإحنا حنلبس في الحيط لإن أوروبا كانت شايفة (مصطفي) أقوي من أبوه .. هنا يبان إن الحكم فعلاً بيلعب في دماغ البني أدم .. أنهي أب في الدنيا مش نفسه اليوم اللي يتقاله فيه إن إبنك حيبقي أحسن منك .. بس لو إنت حاكم حتحب يتقالك كده؟ .. متحاولش تجاوب و الجلالة تاخدك أوي لإن مينفعش حد معاش الموقف يجاوب علي سؤال زي ده .. الحتة دي بالذات بقت واضحة زي الشمس لما (سليمان) قرر إنه جه الوقت يدوس علي وش الصفويين تاني.

اللي حصل إن سنة 1537 (سليمان) بعت كبير وزراءه (رستم باشا) لإيران علي رأس جيشه .. متفهمش ليه بس (رستم) بعت جواب ل(سليمان) قاله إن العساكر بقوا بيتكلموا بينهم و بين بعض علي إمتي بقي يجي اليوم اللي (مصطفي) يمسك الحكم .. بقوا بيتكلموا علي إن (سليمان) كبر و عجز خلاص و بقي عظمة كبيرة .. إن العساكر بقوا يبعتوا ل(مصطفي) و يقولوله ما تبقي تنورنا علي الجبهة يا قائد و (مصطفي) يقولهم لما يجي وقتي حتلاقوني معاكوا في الصفوف الأولي .. تقديري الشخصي إن قرار (سليمان) قتل (إبراهيم) خلي الناس تفهم إن (سليمان) سنه و تفكيره وقتها مكنش مخليه عايز كبير وزراء يفكر بره الصندوق .. هو مكنش عايز وزير يحل مشاكل .. الحكم لسنين طويلة غير شخصيته لدرجة إنه بقي عايز كبير وزراء يبقي عصفورة .. يقوله حاضر و نعم و بس .. يقال إن (سليمان) جاتله حالة غضب شنيع لدرجة إنه دعي علي إبنه يموت .. إزاي العيل ده يتجرأ و يتصرف كأنه هو السلطان و أنا لسه عايش؟ .. و في سابقة محصلتش قبل كده (سليمان) طلع قرار بسحب الجيش من إيران .. غزو إيران حيتأجل للسنة الجاية و السلطان بنفسه هو اللي حيقود الحملة .. و فعلاً الصيف اللي وراه كان الجيش بيتحرك بقيادة (سليمان) شخصياً بإتجاه إيران.

في نص السكة (سليمان) بعت جواب لإبنه (مصطفي) بيطلب منه ينضم له و ده كان إمتحان لولاء إبنه .. لو (مصطفي) جه يبقي كده هو بريء .. لو مجاش يبقي فعلاً كان بيخطط إنه يمسك الحكم .. الغريب إن (مصطفي) جه و راح لأبوه و بمجرد ما دخل الخيمة لقي عساكر مستنيينه و واحد منهم خنقه لحد مات و رموا جثته في وسط المعسكر كنوع من التحذير .. مفيش إلا سلطان واحد هنا .. يمكن القرار ده هو اللي دمر مستقبل الدولة العثمانية .. ده كان أسوأ قرار يعمله أي خليفة للمسلمين من بعد وفاة النبي (عليه الصلاه و السلام)  .. قرار واحد بدأ يوقع في الدولة زي ما قطع الدومينو لما بتلاقيها بتقع ورا بعضها .. بعد إعدامه لإبنه (سليمان) مبقاش قدامه حل غير إنه يعدم حفيده (مراد) إبن (مصطفي) .. بعدها (شاه زاده) إبنه الثالث من (روكسلانا) مات من الحزن علي (مصطفي) .. يمكن لإن ذكاءه خلاه يتوقع هي البلد رايحة علي فين و المستقبل الأسود اللي هو شافه خلاه يفضل إنه يموت قبل ما يعيشه .. موت (مصطفي) خلي (سليم) و (بيزيد) يبانوا علي حقيقتهم و هي إنهم هم اللي فعلاً عايزين يمسكوا الحكم مش (مصطفي) .. إذا كان (مصطفي) كان أسد فالإتنين كانوا ضباع .. نتاج تربية فاسدة من أم معرفتش تربي و أب مكنش موجود أصلاً عشان يبقي له أي دور في تربية ولاده .. الإتنين بقوا بيتخانقوا مع بعض أكتر ما بيخشوا الحمام .. مش بس كده .. من غير (مصطفي) كقائد العساكر يقدروا يمشوا وراه و هم مغمضين فحملة (سليمان) في إيران معملتش حاجة .. نفس اللي حصل في حملته الأولانية .. الصفويين كلاكيت تاني مرة .. (سليمان) مضي معاهم إتفاقية سلام تقريباً محققتش أي حاجة جديدة بس علي الأقل خلته يرجع تاني أسطنبول و هو شبه مطمن .. بمجرد ما رجع أسطنبول (روكسلانا) ماتت.

وفاة (روكسلانا) كسرت كل اللي فاضل من (سليمان) .. في عز حزنه و غضبه أمر عياله الإتنين اللي فاضلين (سليم) و (بيزيد) إنهم لازم يسيبوا أسطنبول .. روحوا في أي داهية تاخدكوا بعيد عني .. (سليم) سمع الكلام بس (بيزيد) إتردد .. في دماغ (سليمان) هو التردد إيه غير دلالة علي إن نيتك إنك تخوني .. ده خلاه يقف مع (سليم) ضد (بيزيد) .. الإتنين سحقوا جيش (بيزيد) اللي قدر يهرب هو و عيلته لإيران عشان يتحامي في شاه الصفويين .. كتير (سليمان) بعت للصفويين إنكوا لازم تقتلوا الخاين ده هو و عيلته .. و في كل مرة الشاه يرد عليه ملكش دعوة .. لحد ما في مرة (سليمان) بعتلهم Offer مستحيل يرفضوه .. ده كمان بعتلهم حد هو اللي يقتل (بيزيد) و عيلته ده في حالة إن الصفويين مش هاين عليهم يعني يسيحوا دمه .. (سليمان) بعد ما كان عنده 4 عيال مبقاش عنده إلا واحد لا و سبحان الله الوحيد اللي كانت سمعته زي الزفت في البلد  .. الوحيد اللي مش مؤهل إنه يمسك أي حاجة في حياته .. أمل الدولة العثمانية إنها يمكن في يوم تفتح أوروبا إنتهي لما (مصطفي) مات.

المرحلة السابعة من حياة (سليمان القانوني) .. I’m too old for this shit:

كل أخطاء (سليمان) اللي عملها في حياته كلها تجسدت قدامه في أخر أيامه كسلطان لما ربنا إبتلاه بمصيبة إسمها جزيرة مالطا .. غلطة رقم واحد كانت إنه مقفلش صفحة خناقته مع (تشارلز الخامس) اللي بفكرك إنه إمبراطور الإمبراطوريه الرومانية المقدسة و في نفس الوقت ملك إسبانيا و دي قصة طويلة ممكن نبقي نشرحها بعدين و اللي لما مات و لإن الخناقة بينه و بين الأتراك متحلتش فإبنه (فيليب الثاني) اللي بقي ملك إسبانيا و تحت إيده كنز عمال يكبر من إستكشاف بحارته لقارة أميركا فخد الفلوس دي كلها بدأ يعمل عمرة كاملة للبحرية الإسبانية و اللي كانت كل شوية تمسك في خناق البحرية العثمانية .. مش بس كده .. (فيليب الثاني) طلع قدام الناس قال إن بينه و بين أي ديانة تانية غير المسيحية الكاثوليكية تار بايت و أي حد مش مسيحي كاثوليكي حشوفه قدامي حسيح دمه .. صحيح الإسبان معرفوش ياخدوا من الأتراك لا حق و لا باطل بس مجرد إن الإسبان يقفوا الند بالند للأتراك خلي ناس تانية جوه أوروبا تقول لنفسها ما الأتراك بيتعوروا زي البني أدمين العاديين أهم و ده اللي حيودينا للغلطة التانية.

فاكر إتفاقية الإستسلام المبالغ في أدبها و كرمها اللي مضاها مع فرسان جزيرة رودس سنة 1522؟ أهم الفرسان دول خدوا عيالهم و فلوسهم و راحوا قعدوا في جزيرة مالطة و عيالهم كبروا و بقوا صداع في راس (سليمان) لما عجز و سنة 1565 لقي نفسه مضطر يعيد سيناريو جزيرة رودس تاني .. كلاكيت تاني مرة .. تالت غلطة كانت إنه لما كبر مبقاش مستحمل حد يقوله لا .. زمان كان (إبراهيم) يقدر يقوله ده صح و ده غلط .. زمان كان عنده صحة و طولة بال للمناهدة و النقاش .. دلوقتي هو كبر و تعب و مبقاش طايق حد يقوله بس يا جناب السلطان ده مينفعش .. هو بقي عايز ناس تقوله حاضر و نعم .. السن و الحزن و الضغط اللي هو شافه طول السنين اللي فاتوا كان كتير عليه .. كان المفروض يرتاح بس مينفعش .. لإن صحته مش قد إنه يقود الحملة علي مالطا بنفسه فهو بعت قوة مش قليلة .. 30,000 مقاتل و 200 سفينة .. الحملة بتاعته كانت تحت قيادة إتنين .. (مصطفي باشا) و ده كان قائد القوات البرية و ده مشكلتي معاه إنه كان عنده سبعين سنة و ده سن كبير أوفر علي شحططة الحروب و الحصار و المعارك و إنه أساساً كان كبير وزراء (سليمان) يعني هو مش جنرال و عمره ما مسك قيادة جيش .. الثاني كان (بيالي باشا) و ده كان قائد الأسطول و الرجل ده برنس في نفسه طول ما إنت بتقوله روح حارب في بحر و موج و سمك بس تقوله حصار قلاع و حروب برية فدي مش بتاعته و مش شغلته.

مالطة فعلياً هي جزيرة صغيرة جداً جنوب جزيرة صقلية .. هي في نص السكة في البحر المتوسط بين ساحل تونس و ساحل إيطاليا و موقعها الجغرافي ده خلاها زي الشوكة في الزور لسيطرة الأتراك علي البحر المتوسط..

فكرة إن في أواخر أيام (سليمان) الترقيات و التعيينات في قيادة القوات المسلحة بقت مش بالكفاءة قد ما بقت بالطاعة فده خلي بالتبعية إن قادة القوات المسئولة عن فتح مالطة تقع في مصايب مش أخطاء .. بسم الله الرحمن الرحيم مالطة دي جزيرة .. حلو .. مالطة فيها 3 قلاع متحصنة كويس اللي هم قلعة القديس (إيلمو) و قلعة القديس (أنجيلو) و قلعة القديس (مايكل) .. جميل .. بمجرد ما الأسطول نزل القوات البرية علي سواحل مالطة يقوم (مصطفي باشا) قايلهم أجروا بسرعة علي قلعة القديس (إيلمو) و حاصروها .. طب و القلعتين التانيين؟ ملكوش دعوة بيهم دلوقتي .. طب إفرض لو الحصار طول ما ده حيدي وقت للقلعتين التانيين إنهم يستعدوا أكتر للحصار؟ أسمعوا الكلام من غير مناهدة أنا رجل كبير في السن و مش مستحمل .. 3 أسابيع و الحامية بتاعة قلعة القديس (إيلمو) صامدة .. 400 فارس ماتوا كلهم للدفاع عن القلعة مش لسبب غير إنهم يعطلوا الأتراك أطول فترة ممكنة عشان يدوا لزمايلهم في القلعتين التانيين الوقت الكافي إنهم يستعدوا .. (مصطفي باشا) كان لا يفقه شيء في المعارك لدرجة إنه أستشهد في حصار قلعة القديس (إيلمو) عشان كان عاجبه أوي المدافع التركية فوقف جنب مدفع قريب زيادة عن اللزوم و هو بيضرب و حتة شاظية صغيرة طارت و جت في رقبته قتلته .. قلتلك رجل كبير في السن ملوش في شحططة الحروب.

في يوليو 1565 الأتراك كانوا بدأوا يحاصروا القلعتين اللي فاضلين اللي هم قلعتي القديس (أنجلو) و القديس (مايكل) .. المعارك بقت دموية بشكل إنت لا تتخيله .. من يوليو لحد سبتمبر و الأتراك بيحاولوا ياخدوا القلعتين و مفيش فايدة .. هنا الأسطول التركي لقط أسطول محترم جاي من أوروبا عشان يلحق مالطة و ده معناه إن القيادة بتاعة القوات التركية بقت قدام إحتمالين ملهمش ثالث:

  • لو الأسطول الأوروبي ده عرف ينزل قواته علي سواحل مالطة فكده خلاص Game Over و فتح مالطة فشل و ساعتها مش حيبقي فيه حاجة تتعمل غير إن الأسطول التركي ياخد بقايا الجيش المهزوم و ينسحبوا.
  • لو الأسطول التركي قرر إنه يواجه الأسطول الأوروبي في عرض البحر و الإسطول التركي إتهزم فكده القوات البرية في الجزيرة محدش حيعرف ينقذها أصلاً.

هنا القيادة قررت تتصرف من دماغها .. بعد ما خسروا 10,000 مقاتل من أصل 30,000 إنسحبت القوات التركية من مالطة .. (سليمان) لما جاله الخبر كان غالباً حتجيله أزمة قلبية .. المشكلة مش في الهزيمة .. المشكلة في طريقة الهزيمة .. الدولة العثمانية اللي كان كل ما إسمها يتقال ملوك أوروبا بيجيلهم إسهال من الخوف خلاص مبقاش حد يخاف منها .. شوية فرسان في قلعة أجبروها علي الإنسحاب .. (سليمان) شخصيته عنيدة جداً .. مينفعش حد يقوله مستحيل .. عنده خلاه يعمل المستحيل .. و هو في سن السبعين قرر إنه يقود الجيش مرة كمان .. قاد بنفسه حملة لفيينا بس مات قبل ما قواته تحاصر المدينة.

تفتكر إنت لما تيجي تبص لحياة (سليمان القانوني) كلها علي بعضها بتشوف إيه ..أنا حسيبك إنت تقول رأيك بس خليني أقولك رأيي .. حياة (سليمان) إتهرست مليون مرة في التاريخ .. أمير شاب بدم جديد و بدماغ جديدة .. شاب طموح عايز يحفر إسمه في التاريخ بيمسك الحكم و خلال أول سنين حكمه بيكسر الدنيا .. إنجازاته الناس بتقارنها بإنجازات حكام زي (الإسكندر الأكبر) و (هارون الرشيد) .. بس في أخر الخط بتلاقي الدنيا باظت .. الأمير بيبقي ملك .. الملك بيكبر في السن .. الميكس بين السن و الصحة و الحزن و الضغط بيخليه يرتكب الخطأ ورا التاني ورا التالت لحد ما في الأخر بيكتشف إن كل المجد اللي هو بناه راح و هو السبب في كده .. التفسير الوحيد اللي يخليك تفهم ليه حياة (سليمان) إتهرست مليون مرة في التاريخ قبل كده هو إن صدقوني مش من مصلحة الحاكم إنه يفضل في منصبه طول الحياة .. بص .. قول علي الديموقراطية اللي إنت عايزه .. قول عليها نظام معقد و مشاكله كتير .. بس يمكن أهم ميزة في الديموقراطية الصح إنها بتضمن إن الحاكم له مدة معينة يحكم فيها .. ده لمصلحته هو علي فكرة .. إنت مش متخيل الحكم لسنين طويلة بيبوظ دماغ الحاكم إزاي .. مش بس الحاكم الرجل عموماً .. أنا عندي إقتناع إن الرجل لو عدي السبعين سنة فهو ملوش مكان إلا سريره و مصحفه و الجامع .. لو إنت رجل عديت السبعين سنة فإنت مينفعش تحكم ولا يتحط في إيدك صلاحيات حكم .. إنت تصلي الخمس فروض في الجامع و تحاول تقرأ قرأن علي قد ما تقدر عشان ربنا يغفرلك اللي إنت عملته و تقابله بوش و قلب نظيف .. إنما تحكم .. لا.

(سليمان القانوني) من الشخصيات المعقدة حبتين .. أنا مقدرش أحكم عليه بشكل عام .. أنا مقدرش و أنا قاعد في التكييف و بشرب كوباية النسكافية إني أتهم حد زي (سليمان) بإنه كويس أو وحش و أنا عمري ما عشت ولا شفت اللي هو شافه .. أنا اللي أقدر أعمله إني أشرحلك هو إيه اللي خلاه يتصرف بالشكل ده .. هو كان بيفكر إزاي .. ظروف إتخاذ القرار كانت إيه .. (سليمان القانوني) كان رجل مثقف جداً .. كان بيعشق الشعر و بيحب يكتب شعر و إن كان مستواه مكنش جامد أوي يعني .. (سليمان) عمل نظام تعليمي للطلبة في المدارس يعتبر من أحسن أنظمة التعليم في العالم وقتها .. لو إنت مسيحي أو يهودي عايش تحت حكم العثمانيين فإنت فعلياً حياتك كانت أفضل من إنك تبقي مسيحي عايش تحت حكم أي ملك أوروبي كاثوليكي .. هو عمل نقلة نوعية في إزاي تحكم إمبراطورية لدرجة إن الغرب بقي بيسميه Suleiman the Magnificent أو (سليمان العظيم) فهو بيمشي علي نفس السيناريو اللي إتهرس في التاريخ مليون مرة زي ما قلت .. أمير شاب متعلم مثقف بيعمل حاجات كويسة جداً و كان المفروض إنه يقول للناس طب أشوفكوا علي خير بقي و حد غيري يكمل مكاني بس ده مكنش بيحصل وقتها .. وقتها مكنش فيه ديموقراطية و مؤسسات و فصل بين السلطات و عشان كده (سليمان) زي ملوك عظام كتير سبقوه و جم من بعده عملوا حاجات حلوة كتير بس عشان طولوا في الحكم زيادة عن اللزوم بدأوا في أخر أيامهم ياخدوا قرارات دمرت كل اللي عملوه .. يمكن عشان كده إخترت عنوان المقالة إن يا تموت بطل يا تعيش لحد ما تلاقي نفسك كرهت نفسك.

المصادر:
سلسلة فيديوهات علي YouTube بعنوان Suleiman the Magnificent: Hero of all that is و ده لينكهم:
https://www.youtube.com/watch?v=S7p4AcTBG7o
https://www.youtube.com/watch?v=5gTjfYqiBqg
https://www.youtube.com/watch?v=ltT_CvI5wv0&t=1262s

مهندس ميكانيكا بحب الصحافه و الكتابه .. مؤمن بان من حق كل بني ادم انه يعرف الحقيقه ورا الخبر .. رسالتي انك تفهم حقيقه اللي بيحصل عشان لما تقرر رايك تكون فاهم انت بتقرر علي اي اساس

اترك تعليق

بريدك الالكتروني لن ينشر. يجب ملئ الخانات بعلامة *

من فضلك ادخل التعليق!

من فضلك ادخل الأسم!

من فضلك ادخل البريد الالكتروني!من فضلك ادخل بريد الكتروني صحيح!