تابعونا

صلاح الدين الأيوبي .. ثلاثة أخطاء في حياة واحد من أعظم قادة التاريخ .. الجزء الثاني.

تعالي بقي لليوم اللي (صلاح الدين) قرر إنه يعمل حاجة بخصوص حصار (جي) لمدينة عكا .. هو كان عارف إن (فريدريك بارباروسا) بدأ زحفه فعلاً في مايو و متوقع يوصل سوريا خلال الكام شهر الجايين فده خلاه يوم 4 أكتوبر 1189 يتصرف بس بعد فوات الأوان .. فجأة عكا بقت النسخة بتاعة العصور الوسطي من ثغرة الدفرسوار بتاعة حرب أكتوبر 1973 .. عندك مدينة عكا نفسها بالحامية بتاعتها متحاصرة ب8000 مقاتل بتوع (جي دي لوزينيان) .. حوليهم قوات (صلاح الدين) محاصرة الإتنين .. و فجأة ومن غير لا إحم ولا دستور أسطول إنجلترا و فرنسا اللي شايل قوات (ريتشارد الأول) و (فيليب الثاني) وصل ميناء عكا.

27 يوليو، 2022 1.8 ألف

غلطة رقم إتنين .. فتح القدس مكنش المفروض يبقي نهاية الخط:

لما تيجي تتكلم عن معركة حطين فإنت لازم تحط قدامك كذا معلومة :

  • معلومة رقم واحد إن الممالك الصليبية خسرت قواتها المسلحة بشكل شبه كامل .. هم دلوقتي أخرهم يبقي عندهم شوية قوات تقدر تدافع عن المدن و القلاع اللي تحت إيدهم بس خلاص مبقاش عندهم القدرة إنهم يخشوا حرب مفتوحة مع حد.
  • معلومة رقم إتنين إن جيش الصليبيين اللي إتهزم في حطين كان شايل معاه الصليب المقدس و ده عبارة عن حتة من الصليب الخشب اللي علي حسب الرواية الكاثوليكية إتصلب عليه سيدنا (عيسي) عليه السلام و الحتة دي إتحطت في علبة من الفضة و كانت تعتبر وقتها من أهم رموز العقيدة الكاثوليكية و ليها نفس قدسية حاجة زي الحجر الأسود عندنا في الإسلام كده و ده لوحده خلق أزمة تدين رهيبة في الشارع المسيحي .. المواطن المسيحي الكاثوليكي بقي حاسس إن كل اللي إتقاله من أول الكلام بتاع البابا لاًصغرها قسيس كان هجص .. ربنا مش معانا ولا حاجة .. عادي يعني إحنا بنتهزم و بيتداس علي وشنا كمان من شوية كفرة حتي و إحنا شايلين الصليب المقدس.
  • معلومة رقم ثلاثة .. من ضمن الأسري اللي وقعوا في إيد رجاله (صلاح الدين) كانوا ملك مملكة القدس .. قائد قوات فرسان المعبد Knights Templar علي شوية جنرالات و فرسان و أمراء .. الناس دي ماعدا (جي) لما إتدفعت الفدية بتاعتهم عشان يتم إطلاق سراحهم فده خلص علي أغلب الفلوس اللي في ميزانية الممالك الصليبية يعني دلوقتي مش بس هم معندهمش القوات اللي تسمحلهم يخشوا حرب إنما كمان مالياً هم فلسوا.
  • معلومة رقم أربعة .. العساكر بقي اللي إتأسروا في المعركة إتقسموا نصين .. النص الأولاني هم العساكر العاديين و دول إتباعوا في سوق العبيد لدرجة إنك لو مشيت في سوق العبيد بتاع دمشق وقتها كنت تقدر تشتري العبد المسيحي ب3 دينار اللي هو ولا أوفر عيد الأم بتاع كارفور .. النص الثاني و دول العساكر المحترفين اللي كانوا ضمن قوات فرسان المعبد و قوات الهوسبيتاليين و دول تم إعدامهم و اللي منهم وافق إنه يعتنق الإسلام هم اللي هربوا من حبل المشنقة.

بعد حطين إتحط قدام (صلاح الدين) السؤال المهم .. و بعدين؟ .. إيه الخطوة اللي جايه؟ .. الحقيقة إن كان فيه إختيارين .. الإختيار المنطقي هو إن لازم الهدف الجاي يبقي مدينة صور في لبنان دلوقتي .. إشمعني؟ .. المدينة فيها الميناء الرئيسي اللي أي تعزيزات صليبية حتوصل حتيجي من عنده .. المدينة موقعها علي طريق الحرير حيخليها حنفية فلوس تقدر منها تمول أي مشاريع عسكرية بعد كده .. طب و الإختيار الثاني؟ .. ده كان الإختيار المبني علي المشاعر و هو القدس .. مهم تبقي فاهم إن حال (صلاح الدين) مكنش يفرق كتير عن حال الصليبيين في نقطة إن جيش (صلاح الدين) كان عبارة عن كوكتيل من القوي السياسية و العرقية و الدينية اللي مش طايقين بعض بس هم وافقوا يتحدوا مع بعض عشان حاجة واحدة بس .. القدس ترجع .. صحيح حطين خلت أسهم (صلاح الدين) في السما بس أي خطوة بعد كده غير القدس محدش حيقبلها .. محدش كان ناسي إن لما الحملة الصليبية الأولي دخلت القدس سنة 1099 حولوا قبة الصخرة لكنيسة و المسجد الأقصي لمركز قيادة فرسان المعبد.

ده حط (صلاح الدين) قدام إختيار هو مجبر عليه .. الخطوة الجاية هي القدس .. بس الفكرة في السرعة .. هو مكنش عايز يطول أوي في زحفة ليها عشان كده كل ما يعدي علي مدينة صليبية يعرض عليهم أوفر ولا أوفر العيد بتاع كارفور .. أي عيلة مسيحية عايزة تفضل عايشة في المدينة من حقها تعمل ده و محدش حيتعرضلها في مقابل إنها تدفع الجزية .. أي مواطن مسيحي مش قابل فكرة إن المدينة اللي هو عايش فيها تبقي تحت سيطرة المسلمين فالباب يفوت جمل و قدامك 40 يوم عشان تلم حاجتك و تمشي لحد مدينة صور تاخدلك أول مركب و ترجع علي أوروبا تاني .. في سبتمبر 1187 (صلاح الدين) وصل القدس بجيش مكون من 20 ألف مقاتل قدام قوة حماية من 3000 مقاتل حالها يصعب علي الكافر بقيادة (باليين) أمير إيبيلين .. (باليين) هو الأمير الوحيد اللي عرف ينسحب من حطين برجالته .. بس خلي بالك .. و هو بينسحب إتفاوض مع (صلاح الدين) علي إنه لما يوصل القدس ياخد مراته و عياله و يجري علي مدينة طرابلس بحيث إن (باليين) و رجالته ميقعدوش في القدس أصلاً .. جميل .. (باليين) بيوصل القدس و إذ يفاجيء بإن بطرك الكنيسة اللي بقي الحاكم الفعلي للمدينة بيكلفه إنه لازم يبقي هو قائد الدفاع عن المدينة قصاد قوات (صلاح الدين) .. (باليين) ملقاش قدامه حل غير إنه يسمع كلام البطرك و بعت جواب ل(صلاح الدين) يعتذرله فيه عن إنه مش حيقدر ينفذ وعده ليه إنه ياخد عيلته و يروح علي طرابلس .. تفتكر (صلاح الدين) يعمل إيه؟ .. فكر كده ..  كان ممكن (صلاح الدين) ياخد ده ذريعة إنه يموت عيلة (باليين) كلها و كان حيبقي عنده حق وقتها .. (صلاح الدين) رد عليه بإنه حيبعتله قافلة عسكرية عشان تجلي مراة (باليين) و عياله من القدس و توصلهم لحد طرابلس بالسلامة.

يوم 20 سبتمبر الضرب بدأ .. اليوم اللي وراه (باليين) راح بنفسه بتفاوض مع (صلاح الدين) علي شروط الإستسلام .. بس فيه نقطة .. وفق معايير العصور الوسطي فلو جيش راح ياخد مدينة و المدينة إستسلمت من غير قتال فمش من حق الجيش الغازي إنه يتعرض لأهل المدينة بأي أذي .. لكن .. لو حصل و مدينة قاومت و إستسلمت فمن حق الجيش الغازي إنه يعمل في المدينة اللي هو عايزه .. (صلاح الدين) مكنش عنده مشكلة يقتل كل العساكر اللي في المدينة و يبيع كل ستاتها في سوق العبيد .. (باليين) رد عليه بإن لو ده حصل فقواته حتقضي الساعات الأخيرة من عمرها في إنها تقتل كل المواطنين المسلمين اللي في المدينة و تدمر قبة الصخرة و المسجد الأقصي لحد ما يبقوا شوية رملة علي الأرض .. خوفا من إن (باليين) يعمل ده فعلاً ف(صلاح الدين) وافق علي إستسلام المدينة .. فضلت بس شوية تفاصيل صغيرة بخصوص الفدية .. يعني مثلاً .. عدد الأسري اللي كانوا تحت إيد (صلاح الدين) من الصليبيين كانوا حوالي 22,000 عسكري .. دلوقتي (باليين) كان معاه فلوس تكفي يدفع فدية 7000 منهم يعني فاضل 15,000 حيتباعوا كعبيد .. (صلاح الدين) وافق إنه من جيبه الشخصي يدفع فديه 1000 كمان من الأسري في مقابل إن الصليبيين يردوله 3000 أسير كانوا عندهم.

بعد حطين المنطق كان بيقول إن (صلاح الدين) لازم يروح ياخد مدينة Tyre اللي هي صور في لبنان دلوقتي عشان بكده زي ما بنقول يضلمها علي الصليبيين بس ده محصلش .. حتي لو عسكرياً ده الصح بس سياسياً مكنش ينفع .. بعد حطين مبقاش ينفع (صلاح الدين) يعمل غير حاجة واحدة و هي فتح القدس.

يوم 20 أكتوبر 1187 رئيس أساقفة مدينة صور سافر بسرعة للفاتيكان عشان يقابل البابا (أوربان الثالث) و حكاله اللي حصل في حطين .. خلي بالك إنه سافر قبل ما (صلاح الدين) يفتح القدس فعلياً فهو مكنش لسه وصله الخبر .. المهم إن البابا يا عيني سمع الخبر و جاتله أزمة قلبية مطرح ما هو واقف .. جه وراه البابا (جريجوري الثامن) اللي مكنش في دماغه حاجة غير إنه يرجع القدس تاني لسيطرة الأوروبيين .. بعد سنة من فتح القدس (صلاح الدين) عمل غلطة يمكن هو وقتها مكنش متخيل إنها غلطة أصلاً و هي إنه أطلق سراح (جي دي لويزينيان) من الأسر .. ده تريند حتبدأ تلاحظه في حياة (صلاح الدين) و هو إن عشان الرجل ده إبن ناس فهو متخيل إنه لما يعمل خير في ولاد الو#$% فهم حيشيلوا الجميل ده علي راسهم بس ده مبيحصلش .. (جي) خد بعضه و راح لمدينة صور اللي كانت واحدة من المدن اللي تتعد علي الصوابع اللي فضلت تحت سيطرة الصليبيين .. المهم إن حاكم مدينة صور و كان إسمه (كونراد) رفض يقابل (جي) أصلاً .. ليه؟ .. هو إتقاله إن (جي) بصفته ملك مملكة القدس فهو عايز (كونراد) يسلمله قيادة المدينة .. (كونراد) رد عليه بسؤال بسيط هو معلش إنت إزاي بتقول علي نفسك ملك مملكة القدس و إنت أصلاً مطرود من المدينة بعد ما (صلاح الدين) دخلها؟

في سبتمبر 1189 في واحدة من أكتر الخطوات يأساً في تاريخ العصور الوسطي (جي دي لويزينيان) مع شوية الرجاله اللي معاه و تقريباً كانوا  8000 عسكري ملقوش حاجة يعملوها غير إنهم يروحوا يحاصروا مدينة عكا .. عكا وقتها كانت تحت سيطرة المسلمين و فيها حامية عسكرية تقدر بسهولة تدوس علي وش العساكر اللي مع (جي دي لويزينيان) .. زود علي كده إن جيش (صلاح الدين) يدوبك بينه و بين عكا فردة كعب .. إذن المفروض إن الخطوة اللي عملها (جي) دي تكون شهادة الوفاة بتاعته .. دي عاملة بالضبط زي ما مصر تكون بتلعب تصفيات كأس العالم و تتحط في مجموعة سهلة اللي هي علي الورق مجموعة مضمونة بس بسبب دلع اللاعيبه بتاعتنا فإحنا صعبنا المجموعة علي نفسنا و دخلنا في حسبة برمة .. السؤال دلوقتي اللي إنت محتاج تبقي فاهم إجابته .. ليه (صلاح الدين) صعب علي نفسه فك حصار مدينة عكا بالشكل ده؟

  • قلتها مرة و برجع أقولها تاني .. المسلمين وقتها تحت قيادة (صلاح الدين) مكانوش حاجة واحدة .. دول كانوا منتخب أو كوكتيل من حاجات كتير قدر (صلاح الدين) بسبب كاريزمته و وعده ليهم إنه يرجع القدس و ممكن بسبب خوفهم منه أحياناً إنهم يفضلوا وراه بس بمجرد ما القدس رجعت فناس كتير شافت إن مفيش داعي نكمل أكتر من كده .. إمارات كتير من اللي بعتت عساكر عشان تحارب تحت قيادته بمجرد ما فتح القدس تم سحبت القوات دي .. ليه؟ .. أصل مفيش داعي نكمل .. القدس رجعت خلاص.
  • ده في الوقت اللي ضياع القدس و ضياع الصليب المقدس كان قفا عباسي نزل علي أوروبا فوقها من النوم في العسل اللي كانوا فيه .. ملوك كتير في أوروبا كان لما يتقالهم البابا عايز يعمل حملة صليبية كان أهون ما عليهم يكتبوله شيك و يقولوله ربنا معاك بقي نيافتك بس دلوقتي الوضع إختلف.
  • دايماً كان بيتقال التكرار يعلم الحمار .. الحملة الصليبية الأولي دخلت القدس سنة 1099 و دلوقتي إحنا بقينا في 1189 يعني الحملات الصليبية شغاله بقالها تسعين سنة و خلال التسعين سنة دول أوروبا إتعلمت حاجات كتير الحقيقة .. إتعلموا إزاي إن الإعلام سلاح مهم في إيد الدين .. إتعلموا إزاي رسالة إن المسلمين دول كلهم ولاد كلب عايزين الحرق بجاز لازم تتباع صح للمواطن الغلبان اللي معندوش قدرة إنه يفهم التعقيدات اللوجيستية و الدينية و الإقتصادية للحملات الصليبية .. الرسالة دي لازم تتبسط خالص لجملة قتلك للمسلم معناه تذكرتك لدخول الجنة .. مع الوقت إتعلموا إن مينفعش المشاركة في الحملات الصليبية يتقال عليها الحج لإن ده كان زمان الإسم اللي بيتقال علي اللي رايح يشارك بيتقاله الأخ (بيتر) راح يحج .. دلوقتي بقي إسمها Taking the Cross أو رفع الصليب و بعد شوية بقت Crusader و ده الإسم اللي بقي متعارف عليه لحد دلوقتي.
  • إنت عمرك ما حتتخيل كم الفلوس و الوقت اللي الفاتيكان صرفهم علي الحملات الإعلامية اللي مكنش ليها غير هدف واحد بس .. إزاي نقنع المواطن الأوروبي البسيط إن (صلاح الدين) ده شيطان ماشي علي الأرض .. الوضع وصل إن في كتير من الخطب الدينية في الكنايس القساوسة بقوا بيصفوا (صلاح الدين) إنه إبن الشيطان و ناس تانية كانت بتقول عليه علامة من علامات قيام الساعة .. يا رجل ده حتي الضريبة اللي كان المواطن الأوروبي الغلبان اللي مش عايز يروح يشارك في الحملات الصليبية يدفعها غصب كده إتسمت ضريبة (صلاح الدين) .. اللي هو إنت حتسبله سواء رحت أو مرحتش.

المعلومة اللي يمكن تكون عندك من مجرد فرجتك علي فيلم الناصر صلاح الدين هو إن فيه 3 ملوك هم اللي شاركوا في الحملة الصليبية الثالثة .. الأولاني يبقي (فريدريك بارباروسا) إمبراطور الإمبراطورية الرومانية المقدسة .. الثاني يبقي (فيليب الثاني) ملك فرنسا .. الثالث يبقي (ريتشارد قلب الأسد) ملك إنجلترا .. اللي إنت متعرفوش يمكن هو إن الثلاثة مكانوش طايقين بعض .. طب أزيدك من الشعر بيت .. (فريدريك بارباروسا) بدأ زحفه بإتجاه القدس في 11 مايو  1189 اللي هو بدري أوي عن الإتنين الثانيين و كمان خد الطريق البري من ألمانيا لحد المجر و بعد كده صربيا و تركيا اللي كانت وقتها إسمها الإمبراطورية البيزنطية .. هو بدأ يتحرك بدري أوي .. بدري بسنتين.

اللي حصل إن وقتها (ريتشارد الأول) مكانش أساساً ملك إنجلترا .. أيوه .. وقت إعلان بداية الحملة الصليبية الثالثة (ريتشارد) كان ولي عهد إنجلترا و هو كان عايز قبل ما يبدأ يتحرك بإتجاه القدس يكون أعلن نفسه ملك علي إنجلترا .. الباشا تحالف مع (فيليب الثاني) ملك فرنسا و عمل إنقلاب عسكري (اللي هو إنت تقدر تسميه خيانة عظمي) علي أبوه .. بعد ما (ريتشارد) بقي ملك إنجلترا هو إكتشف إنه حط نفسه في خانة اليك مع (فيليب) .. ليه؟ .. هو لقي نفسه في وضع إن (ريتشارد) مش بس ملك إنجلترا إنما كمان تحت إيده حتت من فرنسا .. (فيليب) كان عايز بما إنه هو اللي ساعد (ريتشارد) يقعد علي العرش إنه يرجعله الحتت من فرنسا هو اللي واخدها .. ده كان معناه إن لو واحد فيهم إتحرك بإتجاه القدس بدري فالثاني بسهولة ممكن يعلن الحرب علي الثاني .. طب و الحل؟ .. لازم (ريتشارد) و (فيليب) يتفقوا يتحركوا سوا بإتجاه القدس في نفس التوقيت عشان محدش فيهم يفكر يلعب بديله .. ده كان معناه إن فعلياً (صلاح الدين) كان قدامه سنتين من أول 1187 و دي السنة اللي هو دخل فيها القدس لحد سنة 1189 و دي السنة اللي أٌعلنت فيها الحملة الصليبية الثالثة عشان يستعد .. سنتين كان المفروض يستغل كل يوم فيهم عشان يحضر نفسه بس ده محصلش.

(ريتشارد الأول) اللي التاريخ عارفه بإسم قلب الأسد Lionheart و اللوحة دي رسمتها (ماري جوزيف بلونديل) سنة 1841.
(فيليب الثاني) ملك فرنسا و اللوحة دي رسمها (لويس فيليكس أميل) سنة 1837.

خليني أحاول برده أدافع عن الرجل ما هو مش كله ضرب ضرب .. قلنا إن الدعم العسكري اللي (صلاح الدين) خده من الأمراء و الحكام العرب مبقاش زي الأول بحجة إن خلاص القدس رجعت فإنت صحيح جامد بس مش جامد زحليقة زي زمان .. في نفس الوقت (صلاح الدين) كان بيكره الحصار .. كلمة يلا نحاصر مدينة بتعصبه .. إديله ميدان مفتوح بين جيشين حتلاقيه سعيد سعادة الفيل اللي بيلبطبط في الطين .. قوله حصار يكتئب .. ده كان السبب ورا إنه خلال السنتين دول من بعد فتح القدس لحد إعلان بداية الحملة الصليبية الثالثة مخدش ولا خطوة إنه يحاصر مدينة صور مع إنها كانت مركز مقاومة الصليبيين .. بس يمكن الحاجة اللي بتعصب أي حد بيقرر يقرأ شوية عن المرحلة دي هو قرار (صلاح الدين) إطلاق سراح (جي دي لوزينيان) .. أنا شايف إنه حسبها كالأتي: أولاً زي ما قلت و حفضل أكررها (صلاح الدين) إبن ناس فهو مكنش عايز يعدم (جي) عملاً بالمبدأ بتاعه اللي هو الملوك مبتقتلش ملوك .. نقطة تانية و هي إن (جي) مبيهداش إلا لما يشوف الدنيا بتولع .. شخصية بنت وس$% زي دي لو إتحطت وسط قادة حملة صليبية فهو كفيل إنه يبوظها.

تعالي بقي لليوم اللي (صلاح الدين) قرر إنه يعمل حاجة بخصوص حصار (جي) لمدينة عكا .. هو كان عارف إن (فريدريك بارباروسا) بدأ زحفه فعلاً في مايو و متوقع يوصل سوريا خلال الكام شهر الجايين فده خلاه يوم 4 أكتوبر 1189 يتصرف بس بعد فوات الأوان .. فجأة عكا بقت النسخة بتاعة العصور الوسطي من ثغرة الدفرسوار بتاعة حرب أكتوبر 1973 .. عندك مدينة عكا نفسها بالحامية بتاعتها متحاصرة ب8000 مقاتل بتوع (جي دي لوزينيان) .. حوليهم قوات (صلاح الدين) محاصرة الإتنين .. و فجأة ومن غير لا إحم ولا دستور أسطول إنجلترا و فرنسا اللي شايل قوات (ريتشارد الأول) و (فيليب الثاني) وصل ميناء عكا .. الأسطول المصري اللي مع (صلاح الدين) هو كمان قدام المدينة .. الوضع كان في منتهي النكد .. خمس جيوش و أسطولين محاصرة بعض في مدينة .. من أكتوبر 1189 لحد يونيو 1190 و الوضع الحزين ده مكمل لحد ما إتعرف إن (فريدريك بارباروسا) مات غرقان يوم 10 يونيو 1190 و القوات بتاعته رجعت تاني بلدها.

يمكن عشان (ريتشارد) قال لنفسه ما هو أنا مش سايب بلدي و عرشي و حالي و محتالي و جاي فلسطين عشان أتحبس هنا في عكا فهو من ورا ظهر (فيليب) بعت رسول ل(صلاح الدين) عشان يعرض عليه هدنة .. (صلاح الدين) رفض و قاله لازم يبقي إتفاق سلام واحد من شروطه إنسحاب القوات الصليبية .. فضلت المفاوضات دي شغالة سنة كاملة  .. الإتفاق الشبه نهائي كان إن (صلاح الدين) حيدفع 200,000 دينار و حيرجع للصليبيين الصليب المقدس و كمان حيرجعلهم كل الأسري اللي تحت إيده في مقابل إن (ريتشارد) يرجعله 2,600 مقاتل ضمن الحامية اللي كانت مسئولة عن الدفاع عن عكا .. (صلاح الدين) عشان مكنش حاسس إن (ريتشارد) حيلتزم بشروط الإتفاق فهو قاله حديك 100,000 بس دلوقتي مقابل نص عدد الأسري .. يوم 20 أغسطس 1191 كان يوم أظن (صلاح الدين) بنفسه كان شايفه يوم من أسوأ الأيام اللي عدت عليه في حياته كلها .. في اليوم ده (ريتشارد) أمر بإعدام 2,600 أسير مسلم قدام عين (صلاح الدين).

لوحة حصار مدينة عكا رسمها (دومينيك بابيتي).

غلطة رقم ثلاثة .. أوعي تخسر سيطرتك علي رجالتك .. أوعي:

إنت ممكن تتخيل إن الوضع كان زي الزفت بالنسبة ل(صلاح الدين) بعد فضيحة مجزرة عكا بس الحقيقة مش كده .. الحروب زيها زي ماتشات الكورة فيه تفاصيل صغيرة أوي هي اللي بتحسمها .. اللي حصل في عكا تأثيره علي (صلاح الدين) تقدر تشبهه بالجملة بتاعة العجل لما بيقع بتكتر سكاكينه .. أعداءه بقوا بيقولوا طب ما إنت مش جامد زحليقة زي ما إنت بتقول أهو .. الناس اللي كانت بتبعتله فلوس و عساكر بقوا بيقولوا لنفسهم ليه أبعتله حاجة و أنا حاسس إنه حيرمي رجالتي للتهلكة و الفلوس اللي ببعتها حتترمي علي الأرض .. في نفس الوقت (صلاح الدين) مكنش عبيط هو كان عارف ده كويس و عشان كده هو إستخدم السلاح اللي الصليبيين كانوا شاطرين فيه ضدهم .. الإعلام .. هو بدأ يبعت جوابات لكل الأمراء و الملوك المسلمين بحيث الرسالة كانت واضحة .. لو مبعتوش السلاح و العساكر و الفلوس اللي أنا محتاجهم فالقدس حتضيع تاني .. إنك تحط الحقيقة المجردة قدام الناس أحيانا بيكون كفيل إنهم يصحوا و يفوقوا من الوهم اللي عايشين فيه .. علي الناحية الثانية الدنيا مكانتش زبادي خلاط مع الصليبيين.

(فيليب الثاني) قرر إن دوره في الحملة الصليبية إنتهي بعد دخول عكا و إنه راجع تاني بلده .. طبعا (ريتشارد) مكنش أهبل هو كان عارف إن (فيليب الثاني) ثعلب .. إحتمالية إن (ريتشارد) ينجح في دخول القدس ضعيفة .. طب لو نجح .. مش حيعرف يحافظ عليها .. في الحالتين هو في الغالب حيموت هنا في فلسطين .. ده معناه إن (فيليب) بيقول لنفسه دي فرصتي أرجع فرنسا عشان استرد الأراضي بتاعتي اللي إنجلترا محتلاها .. بمجرد ما (فيليب الثاني) رجع بلده (ريتشارد) كان عارف إن العداد بدأ يعد .. هو لازم يخلص من الهم بتاع الحملة الصليبية ده بسرعة .. عامل الوقت بقي مشكلة جديدة (ريتشارد) مكانش عامل حسابه عليها .. نقطة تانية كمان .. (جي) .. زي ما (صلاح الدين) كان متوقع بالضبط إنه حيعمل مشاكل .. دلوقتي لما (ريتشارد) يخش القدس حيضطر ينقي حد يبقي ملك مملكة القدس و هو قدامه إختيارين .. يا إما (جي) .. يا إما (كونراد) أمير صور ..  .. أقف بقي هنا .. وقت حصار عكا (سيبيلا) و بناتها الإتنين ماتوا فده معناه إن (جي) فعلياً خسر حقه في عرش مملكة القدس لإنه أساساً بقي ملك عشان هو جوز (سيبيلا) فلما هي ماتت هو خسر الحق ده .. نقطة تانية إن (كونراد) لعب بديله لعبة وسخة أوي.

اللي حصل إن (كونراد) كان متجوز فهو دفع رشوة لكبير أساقفة صور إنه يعلن جوازه ده باطل .. مش بس كده .. فاكر لما قلتلك إن (سيبيلا) كان ليها أخت إسمها (إيزابيلا)؟ .. (كونراد) خلي كبير الأساقفة يطلع قرار ببطلان جواز (إيزابيلا) من جوزها و يجوزها غصب ل(كونراد) .. طبعاً الموضوع مش سهل كده عشان (جي) يبقي إبن عم (هنري الثاني) أبو (ريتشارد) و عشان (كونراد) يبقي صاحب (فيليب الثاني) بس (فيليب) قرر يرجع بلده .. طب و الحل؟ .. (فيليب) و (ريتشارد) إتفقوا علي إن (جي) يبقي ملك مملكة القدس بس لما يموت (كونراد) يجي مكانه.

إذا كان (ريتشارد) بدأ حصاره لعكا بعدد قوات وصل 30,000 مقاتل فهو دلوقتي يدوبك معاه نصهم بس .. هو بدأ زحفه بأتجاه القدس علي ساحل البحر المتوسط .. زحف بطيء زي السلحفاة بس ده كان لسبب .. هو كان عارف إن طول السكة جيش (صلاح الدين) حيحاول يضربه بالسهام فهو كان لازم يمشي ببطء و يكون الأسطول ماشي جنبه في المياه عشان يوفرله إمداداته من أكل و شرب .. (صلاح الدين) كان عارف إن (ريتشارد) مش حيروح للقدس علي طول .. لا .. هو الأول محتاج يعزل المدينة فحياخد مدينة يافا الأول .. لو ده حصل ف(ريتشارد) حيبقي قدامه خيار من إتنين .. يا يروح علي القدس و ده الخيار المنطقي .. أو يروح ياخد مدينة عسقلان .. إشمعني؟ .. لو خد مدينة عسقلان فكده بوابته لمصر إتفتحت .. صحيح ساعتها (ريتشارد) حيأجل القدس حبة حلوية بس مش مشكلة .. سيطرته علي مصر معناها Game Over بالنسبة ل(صلاح الدين) .. يوم 7 سبتمبر 1191 (صلاح الدين) بيحاول يخلص علي جيش (ريتشارد) في معركة غابات أرسوف بس المحاولة بتفشل و بتنتهي بسيطرة (ريتشارد) مدينة يافا.

هنا اللعبة بقت دور شطرنج .. ركز بقي معايا .. (صلاح الدين) بقي عارف إن بعد ما مدينة يافا وقعت في إيد (ريتشارد) فهو قدامه حلين .. يا يروح علي القدس علي طول .. أو يروح عسقلان و منها يروح علي مصر .. (صلاح الدين) مش عايز (ريتشارد) يفكر أصلاً يهوب ناحية مصر لإن لو ده حصل زي ما قلت من شوية Game Over .. إذن (صلاح الدين) عايز يغري (ريتشارد) إنه يجي القدس .. هو عايزه يغلط الغلطة دي .. ده خلاه يقرر يدمر دفاعات مدينة عسقلان و مش بس كده هو دمر كل دفاعات كل القلاع اللي بين يافا لحد القدس .. هو فعلياً أكنه بيقول ل(ريتشارد) تعالي لحمو علي رأي شخصية عم (أيوب) في مسرحية الجوكر .. الفكرة كانت مغرية جداً من وجهة نظر (ريتشارد) اللي فعلا زحف بإتجاه القدس بس و هو علي بعد 19 كيلومتر بس من أسوار المدينة فجأة و من غير أي مقدمات طلع قرار بالإنسحاب تاني لعسقلان .. هو زي ما يكون شم ريحة الفخ بس في نفس الوقت القرار ده هو اللي كسر الروح المعنوية للعساكر بتاعته .. حط نفسك مكان أي عسكري صليبي .. أنا بقالي أكتر من سنتين في الهم ده و أخيراً و أنا خلاص شايف أسوار القدس قدامي تقولي لا تعالي نروح رحلة لمصر الأول .. زود علي كده الإشاعة اللي بقت منتشرة بين العساكر إن (صلاح الدين) بيتفاوض مع (ريتشارد) علي إتفاقية سلام.

سنة كاملة (ريتشارد) قاعد في مدينة عسقلان مستني الشتاء يخلص و خلال السنة دي هو كان بيتخانق كل يوم مع القادة بتوعه .. هو شايف إن الحل كان مصر .. هم شايفين مصر إيه اللي إنت بتتكلم عليها .. إحنا جايين حملة صليبية مش حرب .. الكلام ده لو إحنا ضامنين خطوط إمداد مبتعطلش .. كل سفينة شايلة أكل أو شرب بتيجي من أوروبا و بتقرب بس من ساحل عسقلان نسبة نجاحها في إنها توصل بتبقي 50%-50% بسبب إن الأسطول المصري مبيسبش سفينة إمداد إلا و يهاجمها .. الوقت يا ريس مش في صالحنا .. نقطة الوقت دي مهمة جداً خلي بالك .. في الوقت ده الكلام بدأ يكتر علي إن (فيليب الثاني) بيتحرك عشان يرجع الأراضي اللي تحت سيطرة إنجلترا في بلده .. في نفس الوقت فيه إشاعات كتير علي إن أخو (ريتشارد) و كان إسمه (جون) بيخطط لإنقلاب عسكري و يعلن نفسه ملك إنجلترا .. يوم 3 يوليو 1192 كلاكيت تاني مرة .. قوات (ريتشارد) بتزحف بإتجاه القدس .. و لتاني مرة يا مؤمن (ريتشارد) بيقرر يرجع في كلامه تاني و ينسحب لعسقلان .. موقف كان غريب جداً .. ده القرار اللي هزم الحملة الصليبية الثالثة .. ده القرار اللي خلي العساكر يبصوا للملك بتاعهم و يقولوا لنفسهم إحنا مش مستعدين نموت عشان خاطر الرجل ده.

في أواخر يوليو 1192 (صلاح الدين) بيستغل الغلطة دي عشان يبدأ الCounterattack بتاعه .. الهدف كان يافا .. ليه؟ .. عشان سيطرته علي ميناء يافا معناه إنه عزل (ريتشارد) عن خطوط الإمداد بتاعته .. في الأول الدنيا مشيت زي السكينة في الجاتوه .. أسوار المدينة وقعت بس بعد كده رجاله (صلاح الدين) فقدوا السيطرة علي نفسهم .. مذبحة عكا كانت لسه قدام عنيهم .. لما 2,600 عسكري زمايلك يتعدموا بدم بارد قصاد عنيك بيبقي سهل إن رغبتك في الإنتقام تعميك .. محاولة (صلاح الدين) إنه يسيطر علي رجالته كلفته أسبوع .. خلال الأسبوع ده (ريتشارد) قدر إنه ياخد اللي فاضل من فرسانه و يجري علي المدينة عشان يلحقها .. (صلاح الدين) فشل في إنه ياخد يافا بس المعركة دي ورت الإتنين سواء (صلاح الدين) أو (ريتشارد) إن خلاص كده محدش فيهم حيعرف ياخد من الثاني لا حق ولا باطل .. الضغط النفسي و العصبي و البدني جاب أخره علي الإتنين .. (صلاح الدين) و (ريتشارد) صحياً إنهاروا بعد المعركة دي.

لوحة معركة يافا رسمها (إيدوارد جيراداريت).

اللي خلص الليلة كان (العادل) أخو (صلاح الدين) .. الرجل كان مكوك فضاء عمال رايح جاي بين (صلاح الدين) و (ريتشارد) عشان يخلص التفاصيل الصغيرة لإتفاق وقف إطلاق النار .. القدس حتفضل تحت سيطرة المسلمين .. حيبقي من حق المسيحيين العزل إنهم يجوا يحجوا في المدينة .. المدن الساحلية زي يافا و صور و عكا حتفضل تحت سيطرة الصليبيين بإستثناء عسقلان عشان زي ما قلتلك دي البوابة بتاعة مصر .. وقف إطلاق النار بين (صلاح الدين) و أوروبا كلها حيستمر 3 سنين .. إتفاق سلام مش بيرفيكت بس عطي ل(صلاح الدين) اللي هو عايزه .. يحتفظ بالقدس.

صحيح هو معرفش يحافظ علي المدن و القلاع اللي هو خدها بعد القدس بس هو مخسرش أهم مدينة و اللي فضلت تحت سيطرة المسلمين لحد ما خسرناها في نكسة يونيو 1967 .. الغريبة إن (صلاح الدين) خد الهدايا اللي (ريتشارد) عطهاله بمناسبة توقيع إتفاق السلام و إتبرع بيها كلها و دي حاجة كانت بتعصب الناس القريبة من (صلاح الدين) جدأً لدرجة إن كتير من القادة بتوعه كانوا بيخبوا منه فلوس عشان كانوا عارفين إنه حيتبرع بيها كلها .. يوم 4 مارس 1193 بيتوفي (صلاح الدين) اللي لما بصوا لثروته لقوا وقت وفاته محلتوش غير قطعة ذهب واحدة و 63 قطعة فضة اللي هم أساساً ميكفوش لدفنه .. واحد من أهم و أعظم قادة الإسلام في تاريخه مات و هو في الحكم بس كان أفقر من أي فقير ماشي في الشارع.

(صلاح الدين الأيوبي) من الناس اللي لما بتحاول تفهمها بتلاقي نفسك قدام الحقيقة اللي أنا مقتنع بيها جداً .. البشر أعقد سيكا من إنك تختصرهم و تختذلهم في ريفيو زي ريفيوهات المطاعم كده إنك تديله كام نجمة من خمسة .. البشر مخلوقات معقدة .. دايماً بقول إن معدن البني أدم الحقيقي هو أسوأ سيكا من أحسن حاجة بتتقال عنه و أحسن سيكا من أسوأ حاجة بتتقال عنه .. حاول عشان خاطري متقيسش (صلاح الدين) علي مسطرة اليومين دول .. اليومين دول إنت مش بتتعامل مع أعداء معندهمش مشكلة يعدموا 2,600 أسير بدم بارد .. مسطرة العصور الوسطي مختلفة خالص عن مسطرة دلوقتي .. إنت ممكن تتعلم منه حاجات .. تتعلم منه إنك تحترم عدوك .. أوعي تتخيل إن الكلام و المفاوضات مش بيجيبوا نتيجة .. أحياناً الكلام بيحقق إنتصارات أكتر من السيف .. فيه نقطة بس عايز اتكلم عنها في الأخر كده كنوع من التسالي.

فاكر لما قلتلك إن بعد سقوط عكا (فيليب الثاني) و (ريتشارد) إتفقوا إن (جي دي لوزينيان) حيبقي ملك مملكة القدس لحد وفاته و بعد كده يجي مكانه (كونراد)؟ .. أهو بسبب إن الإتفاق ده إترفض بعد ما إتعمل فإتعملت إنتخابات إنتهت بإن القادة الصليبيين إختاروا (كونراد) كملك لمملكة القدس .. حلو .. قبل إنسحاب (ريتشارد) من فلسطين بعد ما مضي إتفاق السلام مع (صلاح الدين) بيقرر إنه يدي عرش مملكة قبرص ل(جي دي لوزينيان) كنوع من التعويض أو المكافأة سميها زي ما تسميها بس مش ده المهم .. المهم إن بعدها (كونراد) بيتقتل علي إيد إتنين من الحشاشين .. بعدها بأسبوع (ريتشارد) بيجوز إبن أخته (هنري) ل(إيزابيلا) اللي متفهمش هي حلوة أوفر للدرجة دي يعني ولا إيه .. المهم .. (ريتشارد) بيسافر و يرجع تاني إنجلترا و هو في طريقه في النمسا ناس من أنصار (كونراد) بيخطفوه و بيطلبوا فيه فدية خزعبلية كانت السبب حرفيا إن إنجلترا تعلن إفلاسها .. بعدها بكام يوم (هنري) إبن أخت (ريتشارد) بيموت فجأة لما بيقع من شباك القصر .. (إيزابيلا) اللي تقريباً مينفعش تعيش من غير رجل بتتجوز أخو (جي) اللي بعد جوازه منها بيموت عشان أكل سمك فاسد .. كل ده حقيقي بالمناسبة.

اللي يمكن عايز أقوله إن الحملات الصليبية و إن كان المبرر المعروف وراها هو الدين بس لو إستهديت بالله كده في نفسك حتكتشف إن الفساد و الرغبة في السلطة و الطموح و الثروة و الغيرة كلها أسباب مينفعش تتجاهلها .. السعي ورا السلطة سرطان بيبوظ نفوس أكثر الرجال عفة .. أوعي تنسي ده.

المصادر:

مهندس ميكانيكا بحب الصحافه و الكتابه .. مؤمن بان من حق كل بني ادم انه يعرف الحقيقه ورا الخبر .. رسالتي انك تفهم حقيقه اللي بيحصل عشان لما تقرر رايك تكون فاهم انت بتقرر علي اي اساس

اترك تعليق

بريدك الالكتروني لن ينشر. يجب ملئ الخانات بعلامة *

من فضلك ادخل التعليق!

من فضلك ادخل الأسم!

من فضلك ادخل البريد الالكتروني!من فضلك ادخل بريد الكتروني صحيح!