لينك التسجيل الصوتي للمقالة علي Sound Cloud:
https://soundcloud.com/user-112011687-312727988/snowden-m4a
اللي عايز أتكلم عنه النهاردة هو موضوع حساس شوية بس تحس إنك مش قادر تمسكه ولا تملكه ولا حتي تفهمه .. موضوع الأمريكان واخدينه قضية رأي عام ليهم بإعتبارها قضية تخص المواطن الأمريكاني .. بس الحقيقة لو فكرت فيها شوية حتلاقيها قضية تهم المواطن الأمريكي اللي قاعد في نيويورك وفي نفس الوقت تهمك وإنت قاعد بالبوكسر والفانلة الحمالات بتعمل لايك علي صور البنات علي أنستجرام والقضية دي هي تجسس الحكومة الأميريكية علي مواطنيها .. بإختصار شديد وعشان مطولش عليك في مقدمة ملهاش لازمه خليني أجريلك أوي بالأحداث عشان تفهم أنا حتكلم عن إيه بالضبط .. بعد هجمات 11 سبتمبر في أميركا واللي لو إنت من جيل الألفينات ومسمعتش عنها قبل كده فيوم 11 سبتمبر 2001 فيه 5 طيارات مدنية إتخطفوا في الجو في أميركا و3 طيارات منهم اللي خطفوها خبطوهم في برجي التجارة العالميين في مدينة نيويورك وقعوهم والطيارة الرابعة اللي خطفوها وقعوها فوق مقر وزارة الدفاع والطيارة الخامسة وقعت وهي رايحة علي البيت الأبيض قبل ما توصل لهدفها .. زي ما إنت شايف إن 5 طيارات يتخطفوا ويتوجههوا لأهداف حساسة زي دي فده بعيد عنك مصيبة سودا وحلت فوق أجهزة المخابرات الأميريكية واللي أقل واجب يتقال فيهم إنهم شوية كواحيل مش شايفين شغلهم .. إتقال وقتها إن والله القوانين الأميريكية سايبه الحبل علي الغارب لأي حد عايز يعمل شيفت كارير ويبقي إرهابي ومن هنا إتولد قانون باتريوت أكت Patriot Act أو قانون الإرهاب واللي أنا شخصياً بسميه قانون هاتولي العيال دي وأرميها في السجن.
قانون Patriot Act ده أطول من الليلة السودا وممل وممكن نتكلم فيه سنين بس أنا عايز أركز في فقرة واحدة بس من القانون ده والفقرة دي تبقي رقم 215 من القانون .. الفقرة دي بتقول إن من حق الحكومة تجبر أي شركة إنها توفر لأجهزة الأمن أي حاجة ينفع تتمسك بالإيد .. أنا مش بهز والمصحف .. القانون مكتوب فيه نصاً إن الحكومة من حقها تاخد Any Tangible Things زي الكتب والسجلات والورق والهاردات وأجهزة الكومبيوتر والفلاشات طالما إن ده بيتحط تحت مسمي حماية البلد من الإرهاب .. يا سيدي ماشي كله يهون في سبيل حماية البلد وأهلها من الإرهاب .. الأمريكان عشان يطبقوا القانون ده وبالذات الفقرة 215 دي خلوا كيان قضائي اسمه محكمة فايزا أو FISA Court ودي تبقي المحكمة اللي الأمريكان عاملينها عشان تراجع ورا شغل أجهزة المخابرات ويتأكدوا إنهم مش بيعملوا اللي هم عايزينه وخلاص .. حلو .. جت المحكمة دي تفسر القانون زي ما إنت كده لما تدرس شريعة إسلامية فتلاقي إن الفقه ده ما هو إلا إجتهادات بني أدمين في فهم وتفسير القرأن الكريم و السنة النبوية فهم قالوا إن الفقرة بتقول إن من حق الحكومة تاخد أي حاجة تتمسك بالإيد من الشركات .. فإحنا من حقنا نروح لشركات الإتصالات نقولهم إدونا سجلات كل المكالمات التليفونية اللي بتتعمل.
بدأ الفار يلعب في عبك أنا عارف .. بس إحقاقاً للحق الناس قالت إنهم لما طلبوا سجلات المكالمات من شركات الإتصاالات فهم بياخدوا 3 حاجات .. رقم المتصل ورقم المستلم ومدة المكالمة بس مش بيسجلوا المكالمة نفسها .. ده ممكن يطمنك شوية بس في نفس الوقت إنت ممكن تعرف حاجات كتير بال3 معلومات دول .. يعني لو الحكومة عرفت إني كلمت رقم متسجل علي True Caller باسم (مني شقط) ولقوا إن المكالمة معدية ساعة فطبيعي إنهم يقولوا أكيد يعني مكنتش بتكلم معاها في الحلول المقترحة لمشكلة الإحتباس الحراري.
نقطة كمان وهي إن محكمة فايزا أو FISA Court دي إتشكلت سنة 1979 عشان زي ما قلت تبقي الكيان القضائي اللي دوره إنه يتأكد إن أجهزة المخابرات الأميريكية مش بتبل الدستور والقانون وتشرب من ميته .. الإحصائية اللي مخلياني مش قادر أصدق إن الناس دي شايفه شغلها أصلاً هو إن من سنة 1979 لحد سنة 2013 والمحكمة دي وافقت علي 35,434 طلب من أجهزة المخابرات إنها تتجسس علي مكالمات تليفون مواطنين أمريكان قصاد إنها رفضت 12 طلب بس.
فضلنا عايشين زي البقرة المحتاسة في برسيمها مش داريين بالدنيا لحد ما في يونيو 2013 صحينا علي أكبر قفا خدناه في حياتنا .. طلعلنا بني أدم سمعنا إن اسمه (إيدوارد سنودين Edward Snowden) طلع سرب معلومات حساسة عن برامج تجسس كتير عملتها وكالة الأمن القومي الأميريكية أو National Security Agency واللي ناس كتير عارفاها باسم NSA ودي يمكن أقوي جهاز مخابرات من ضمن شلة أجهزة المخابرات الأميريكية واللي (سنودين) كان شغال معاهم و الناس دي استخدمت الفقرة 215 من القانون ده عشان تعمل كذا برنامج زي PRISM وKeyscore وMystic وMuscular وظيفتها إنها تتجسس علي المكالمات التليفونية ودي الحاجة اللي هم قالوا إنهم مش بيعملوها ده غير بلاوي تانية كتير .. اللي (سنودين) قاله إن NSA عامله برامج تجسس عشان تتجسس علي أمة محمد كلها وفيه برامج تجسس ملهاش أي ستين لازمة .. يعني ليه NSA تتجسس علي الناس اللي شغاله في UNICEF اللي هم منظمة الأمم المتحدة للطفولة؟ ليه يتجسسوا علي منظمة زي أطباء بلا حدود؟ .. اللي بيقوله أو قاله (سنودين) صعب يتفهم لإن ده عامل زي لما بتاع IT يجي يشرحلك هو ليه شغلك مش بيسمع في السيرفر فتحس إنك تايه وسط كلامه فخليني أحاول أبسطلك اللي هو قاله أو بيقولوه في موقف بسيط جداً .. لنفترض إنك متجوز ولنفترض إن جاتلك شغلانة مثلاً في الخليج شهر فإنت عشان مراتك وحشتك قررت زي أي باد بوي إنك تبعتلها صور قليلة الأدب وتبعتها ليها علي WhatsApp أو Messenger وتعيشوا دور المراهقين وده من حقكوا كأي إتنين متجوزين .. فاللي (سنودين) بيقوله إن المخابرات عندها القدرة إنها تشوف الصور دي عن طريق شوية برامج حتكلم عنها بسرعة أوي:
- أول برنامج هو 702 Surveillance والفكرة بمنتهي البساطة إنك لما جيت عملت Facebook Account بتاعك عملته بEmail وليكن مثلاً Gmail فلما حضرتك تبعت صورة لحد فالسيرفرات بتاعة Google بتاخد الصورة دي تنقلها حول العالم لحد ما توصل لمراتك اللي هي كمان عامله Facebook Account بتاعها بEmail علي Gmail وبمجرد ما الصورة دي طلعت بره حدود البلد و راحت لسيرفر من بتوع Google فهي وقعت في الحصالة بتاعة الصور قليلة الأدب اللي المخابرات بتقدر تشوفها.
- البرنامج الثاني هو 12333 هو قايم علي نفس فكرة 702 Surveillance وهي إن لما حضرتك تبعت صورة قليلة الأدب لمراتك بحسابك علي Gmail فلإن Google بتنقل ملايين الجيجابايت من الداتا من Data Center لData Center في عملية إنت كمستخدم متعرفش عنها حاجة فلو الصورة طلعت من Data Center في البلد وراحت لData Center بره البلد فالمخابرات برده بتاخد نسخة من الصورة.
- البرنامج الثالث ويمكن أشهر برنامج هو PRISM وده بقي البرنامج اللي NSA بتعمل بيع Extract للصورة قليلة الأدب من السيرفرات بتاعة Google أو Facebook أو Yahoo بموافقة الشركات دي لإن قانون Patriot Act بيقول إن الشركات تسمع الكلام وهي ساكتة وتحط جزمة في بقها طالما الموضوع له علاقة بالأمن القومي.
- البرنامج الرابع هو Mystic وده برنامج خطير بصراحة لإن لنفترض إنك مبعتش صورة قليلة الأدب لمراتك بس بعتلها رسالة شرحتلها فيه قد إيه إنت مشتاقلها وإن إنت ناوي تعمل معاها حاجات قليلة الأدب برده بمجرد ما ترجع مصر فالبرنامج ده يقدر يلقط ده .. البرنامج ده بيلقط رقم المرسل ورقم المستلم ومدة الرسالة بس فيه دول معينة في الشرق الأوسط فالبرنامج ده له صلاحية إنه يجيب نص الرسالة نفسها.
- البرنامج الخامس هو 215 Metadata ده برنامج بيشوف إنت بتكلم مين وقد إيه وده حيوديني للمثال لما قلتلك إن لو NSA شافت رقمي بيكلم رقم واحدة متسجلة باسم (مني شقط) فطبيعي إن بمجرد ما يعرفوا رقمي ورقمها ومدة المكالمة يقدروا يتخيلوا هو إحنا كنا بنتكلم في إيه.
(سنودين) لما قرر إن الوضع ده مينفعش يكمل هو قدر يوصل لصحفيين من The Guardian و The Washington Post وإتفقوا إنهم يتقابلوا في هونج كونج .. بعد ما خلص معاهم وإداهم كل الوثائق اللي معاه وجاوب علي كل أسئلتهم كان مخطط إنه ياخد طيارة من هونج كونج لهندوراس ودي بلد في أميركا اللاتينية .. لما طيارته طلعت من مطار هونج كونج الCIA عرفوا إنه إتكلم مع الصحفيين وقرروا إنهم يلغوا جواز سفره .. قرار إلغاء جواز السفر إتفعل وطيارته فوق المجال الروسي .. لما طيارته نزلت ترانزيت في مطار موسكو معرفش يطلع يكمل رحلته لإنه بقي مواطن ملوش جواز سفر وبناء عليه مينفعش يطلع علي طيارة .. لمدة 40 يوم (سنودين) عاش فيهم زي فيلم The Terminal بتاع (توم هانكس Tom Hanks) .. لا هو عارف يطير بره روسيا ولا هو عارف يطلع بره المطار ولا هو عايز يتعاون مع المخابرات الروسية … خلال الأربعين يوم دول (سنودين) قدم علي طلبات لجوء سياسي ل27 دولة من ضمنها إيطاليا وإسبانيا وألمانيا والنرويج يعني أغلبها دول حليفة لأميركا .. في كل مرة دولة منهم توافق تاخده بيكتشف (سنودين) إن يا إما وزير الخارجية الأميريكي وقتها (جون كيري John Kerry) أو نائب الرئيس (جو بايدن Joe Biden) رفع سماعة التليفون وكلم المسئولين بتوع البلد اللي وافقت تستقبل (سنودين) وبيقولولهم إنكوا لو خدتوه مش حيحصل طيب .. إحنا مش حنقول إيه حيكون رد فعلنا بس خلينا نقول إن مش حيحصل طيب حتي لو قانونا أنتوا تقدروا تاخدوه وحتي لو الإتفاقيات الدولية لحقوق الانسان بتقول إن من حقكوا تدوله اللجوء السياسي .. وده بيخلي الدول كلها ترجع في رأيها.
المنطق بيقول إن إزاي الأمريكان يوافقوا أو يسمحوا إن (سنودين) يفضل الفترة دي كلها عايش في روسيا؟ .. إزاي ضابط مخابرات سابق عارف الأسرار دي كلها تسيبه قاعد في روسيا؟ .. الحقيقة إن التفسير المنطقي الوحيد إن ده مخلي (سنودين) شكله وحش قصاد الناس ودي الحاجة الوحيدة اللي بتهم الحكومة الأميريكية إن أي حد يقولهم أنكوا ولاد وس&^ مش لإنهم يقولوله أنا يا بنتي .. لا هم عايزين يشوهوا صورته ويبينوه علي إنه نصاب وحرامي لإن فعلياً هم معندهمش حاجة يدافعوا بيها عن نفسهم إلا كده لإن السر اللي كلنا عارفينه إن كلهم ولاد وس&^.
الناس لما شافت اللي سربه (سنودين) بقوا عاملين زي الست اللي روحت البيت لقت جوزها مع واحدة تانية .. اللي هو إزاي ده حصل؟ وليه؟ وإمتي؟ وكل الأسئلة اللي إخترعوها في اللغة العربية وبعد كده بتيجي مرحلة الزعيق والشتيمة .. من ضمن الأسئلة الكتير اللي إتسالت هو إزاي بالصلاة علي النبي شاب عنده 29 سنة يسرق المعلومات الحساسة دي كلها من جهاز مخابرات بيقول علي نفسه إنه أقوي جهاز مخابرات في العالم؟ .. ده اللي شغالين في كارفور مبيعرفوش يسرقوا حاجة منه.
هنا بيجي وقت إني أقولك وجهتين النظر في اللي عمله (سنودين) .. فيه ناس شايفه إنه بطل قومي .. مجرد فكرة إن الرجل ده وقع في إيده أسرار هو كان شايف إنها بتمثل إنتهاك للدستور بتعمله أجهزة المخابرات فقرر إنه مش هو اللي له الحق في إنه يقرر إيه اللي يتنشر وإيه اللي ميتنشرش فالحل اللي هو شافه إنه يقابل صحفيين شغالين مع صحف ليها مصداقيتها زي The Guardian وThe New York Times وThe Washington Post ويديهم هو الوثائق دي كلها وهم اللي يقرروا ينشروا إيه؟ ومينشروش إيه؟ .. علي الناحية التانية فيه ناس شايفه إن (سنودين) مش بس خاين وعميل إنما كمان أهبل والحجة بتاعة الناس دي إن لما حصل وجرنان The New York Times نشروا ورقة من ضمن Power Point Presentation عملها ضباط في وكالة المخابرات المركزية CIA والصحفيين كانوا شايفين إن فيه معلومات حساسة في الورقة دي فلما نشروها غطوها بالإسود عشان متبانش بس للأسف الأخوه بتوع Graphic في الجرنان كانوا علي قد حالهم أوي لدرجة إن الكلام كان ممكن يتقرا عادي جداً لما إتطبع علي ورق الجرايد و إتعرف إن من 2013 وCIA بتراقب نشاط تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين اللي هي العراق في مدينة الموصل واللي بقي دلوقتي تنظيم داعش.
قضية تجسس الحكومة علي مواطنيها دي إنت ممكن تشوفها زي ما إنت عايز ودي حريتك الشخصية .. سنة 2015 إتعمل استطلاع رأي قال إن 46% من الأمريكان مش فارق معاهم إذا كانت الحكومة بتتجسس علي مكالماتهم أو لا والحقيقة إني لو أنا نزلت الشارع سألت الناس عن رأيها فغالباً حلاقي نسبة كبيرة برده مش فارق معاها ودي حاجة أنا قابلها جداً بس إنت لازم تفهم إن القضية دي مفيهاش حلول وسط .. إنت كبني أدم عايز يبقي ليك خصوصيتك وفي نفس الوقت عايز الأمن القومي يحميك من أي عملية إرهابية والإتنين دول مينفعوش يتحققوا مع بعض .. ده زي لما تبقي متجوز ومصاحب صاحبة مراتك .. الأكتر من كده إن اللي كتب قانون Patriot Act وكتب الفقرة 215 كان السيناتور (جيمس سينسينبرينر James Sensenbrenner) واللي هو بنفسه قال إنه مكنش متخيل إن القانون اللي هو كتبه أجهزة المخابرات حتاخده مبرر للتجسس علي الناس .. ده كده لما (فيجو الدخلاوي) يطلع يقول إنه مكنش متخيل إن المهرجانات حيكون ليها التأثير الكارثي ده علي أخلاق الناس .. زود علي كده إن من ساعة ما قانون Patriot Act ده إتكتب في 2001 لحد دلوقتي الكلام الرسمي اللي طالع من بق الحكومة الأميريكية إن برامج التجسس اللي عملتها NSA قدرت خلال السنين دي كلها وبعد الملايين اللي إتصرفت عليها إنها تحبط هجوم إرهابي وحيد يتيم وحتي إنت متقدرش تقول إنه هجوم والله لإن ده كان في يناير 2014 لما NSA إعترضت مكالمة تليفون عملها سواق تاكسي في مدينة اسمها سان دييجو كان رايح يوصل 8,500 دولار لخلية تابعة لتنظيم القاعدة في أميركا.
يمكن سبب إني جبت سيرة الموضوع ده أصلاً هو إن (إيدوارد سنودين) كتب كتاب عن حياته سماه Permanent Record والحقيقة إن الكتاب ده لما نزل في السوق محدش كان مهتم بيه أوي وكان تقريباً ترتيبه رقم 25 في قائمة الأكثر مبيعاً في أميركا لحد ما الحكومة الأميريكية عرفت إن الكتاب نزل وطلع النائب العام (وليام بار William Barr) يقول إن لازم الناس متقراش الكتاب ده وإن عليا الطلاق الكلام ده كدب .. مش كده وبس .. هو قرر إن الحكومة حترفع قضية علي (سنودين) بسبب الكتاب ده .. ليه يا عم الحاج؟ .. قالك إن عشان هو كان شغال في المخابرات فالكتاب بتاعه كان لازم الأول يتراجع وياخد موافقة وبعد كده يتنشر .. فجأة الناس كلها بقت بتتكلم عن الكتاب بتاع (سنودين) وبقي رقم واحد في المبيعات بس مش دي النقطة .. النقطة إنك لو إشتغلت في المخابرات الأميريكية فإنت مش بتقسم بالولاء للكيان ده .. إنت بتقسم بإنك حتشتغل لصالح الجهاز وعشان إنت شغلك حيخليك تشوف أسرار مينفعش تتعرف فإنت بتمضي علي عقد للحفاظ علي سرية المعلومات اللي إنت بتشوفها .. المشكلة اللي واجهت (سنودين) من 2013 وإنت طالع هي لو حصل وإكتشف إن الجهاز اللي هو أقسم بإنه حيشتغل لحسابه بيخالف الدستور اللي هو برده أقسم إنه يحميه ساعتها إنت فعلياً إتحطيت في خانة اليك .. مش كده وبس .. إنت لو قررت إنك تتكلم وتكتب كتاب عن ده المفروض إنك تديه للمخابرات اللي إنت بتتهمها بإنهم ولاد وس&^ عشان يوافقوا علي كلامك.
فيه جزء محترم من الكتاب بيتكلم عن هو (سنودين) مش عايز يرجع بلده ويتحاكم بقي ولا إيه؟ .. الحقيقة إنه هو جاوب علي السؤال ده إن من أول يوم هو قرر يهرب فيه هو بلغ الحكومة إن هو له شرط وحيد عشان يرجع يتحاكم في بلده وهو إنه يتحاكم محاكمة عادلة .. فطبعاً إتسأل هو بالصلاة علي النبي إيه مفهوم سيادتك للمحاكمة العادلة؟ .. كان رده إنه عارف كويس إنه عمل جريمة والجريمة دي إنه خد سر الحكومة مش عايزاه يتعرف وراح بلغه للناس كلها .. السؤال دلوقتي هل الجريمة دي مبررة؟ .. يعني إنت لو قتلت حد ودي جريمة بس وإنت بتتحاكم قلت للقاضي إنك قتلته دفاعاً عن نفسك فساعتها الجريمة بتاعتك بتبقي مبررة .. في حالة (سنودين) الحكومة رافضة إنها تخليه يشرح مبرره في المحكمة .. الSystem جوه المخابرات إنك ممنوع تتكلم مع صحفيين .. إياكش حتي تشوف زمايلك بيرتكبوا جرايم حرب فإنت مش من حقك إنك تقول للقاضي هو إنت بلغت عن زمايلك ليه؟ .. قانون التجسس Espionage Act اللي بيحكم شغل المخابرات الأميريكية مش بيفرق بين إذا كان ضابط المخابرات إتكلم مع دولة معادية أو إتكلم مع صحفيين من بلده .. لما (سنودين) قال الكلام ده للنائب العام وقتها (إيريك هولدير Eric Holder) أيام ما كان (باراك أوباما) رئيس كان رده إن والله أنا مقدرش أوعدك بأي حاجة غير حاجة واحدة بس إن وإحنا بنحقق معاك مش حنعرضك لأي عمليات تعذيب.
أنا بس عايز أختم كلامي في الموضوع اللي ممكن يكون رأيك فيه إنه سخيف وملوش أي ستين لازمة إن إحنا عايشين في عصر مش بس المخابرات الأميريكية أو المخابرات بتاعتنا حتي هي اللي بتتجسس علينا إنما كل شركات Social Media سواء Google أو Facebook بتعمل ده .. صدقني لما أقولك إنت مش حتعرف تكسب الناس دي .. بلاش تتخيل إن كام برنامج VPN حيحموك .. إنت عمرك ما حتعرف تكسب ناس بتصرف مليارات عشان تتجسس عليك.
المصادر:
- إنترفيو عمله (إيدوارد سنودين) مع برنامج The Daily Show with Trevor Noah وده لينك الحلقة علي YouTube لو حبيت تتفرج عليها:
http://://www.youtube.com/watch?v=PArFP7ZJrtg
- حلقة من برنامج Last Week Tonight with John Oliver وده لينك الحلقة علي YouTube لو حبيت تشوفها:
ps://www.youtube.com/watch?v=XEVlyP4_11M