موضوعنا النهاردة اللي حنتكلم عنه هو الشاب اللي قدامك في الصورة .. ده فعلياً يبقي أهم شخصية في البيت الأبيض .. ده يبقي ودان الرئيس الأميريكي (دونالد ترامب Donald Trump) اللي بيسمع بيها وعنيه اللي بيشوف بيها .. هو أكثر شخص الرئيس الأميريكي بيثق فيه .. وهو أكتر شخص في مؤسسة الرئاسة الأميريكية كلها اللي متحمل شغل .. عشان إنت غالباً متعرفش مين هو (جاريد كوشنر Jared Kushner) أساساً وتلاقيك مستغرب إن إزاي شاب صغير زي ده محملينه المسئوليات دي كلها فخلينا نبدأ نعرفك عليه واحدة واحدة .. أهم معلومة تكون عارفها عنه مش هو خريج إيه ولا درس إيه ولا إيه هي إنجازاته في Career بتاعته .. أهم حاجة تعرفها عنه إن ده يبقي جوز بنت الرئيس .. الواد ده يبقي متجوز (إيفانكا ترامب Ivanka Trump) بنت الرئيس (دونالد ترامب) .. أيوه ده يبقي جوز الصاروخ .. ولإن (دونالد ترامب) بني أدم أهم حاجة عنده إنه يحيط نفسه بالناس اللي هو بيثق فيها مش بالناس الكفاءة فلازم تكون فاهم إن (جاريد كوشنر) وصل للمكانة اللي هو وصلها دي بحاجتين وحاجتين بس: إنه إتولد وفي بقه معلقة دهب وبالواسطة.
الواد ده عنده 36 سنة ولحد ما الإنتخابات الرئاسية الأميريكية خلصت و(دونالد ترامب) بقي هو الرئيس ف(جاريد كوشنر) كان بيدير الBusiness بتاع عيلته .. (جاريد كوشنر) من عيلة كبيرة أوي معاها فلوس كتير شغالة في التطوير العقاري .. الشركة كانت بتخسر قبل ما (جاريد كوشنر) يمسكها وبعد ما مسكها الشركة فعلياً لبست في الحيط .. المشروع اللي جاب الشركة الأرض كان مشروع بناء ناطحة سحاب إسمها 666 موجودة في الضاحية الخامسة Fifth Avenue في مدينة نيويورك الأميريكية .. المشروع ده خسر مبالغ ضخمة والشركة حاولت إنها تلاقي شركات أجنبية تيجي تحط فلوسها علي أمل إن ده يقدر يخلي الشركة تقدر تسدد الديون المتلتلة اللي عليها .. صحيح إن (جاريد كوشنر) ساب منصبه بمجرد ما (دونالد ترامب) بقي رئيس بس شركته كل ما تيجي تعمل أي Business Presentation يقولوا إسمه .. فكر فيها كده .. إنت مستثمر خليجي يجيلك شركة أميريكية تقولك إن الCEO بتاع الشركة هو المستشار الشخصي للرئيس الأميريكي وكمان جوز بنته .. ده لوحده حيغريك إنك تعمل شغل معاهم.
لما (دونالد ترامب) كسب الرئاسة وقرر إنه يعين (جاريد كوشنر) مستشار ليه ناس كتير نصحوه وقالوله إن ده مينفعش .. فكرة الواسطة والمحسوبية في السياسة الأميريكية مرفوضة .. إنك تمسك منصب كبير وتعين إبنك أو أخوك أو جوز بنتك لمجرد إنه قريبك فعندنا في مصر بيسموه تعيين أبناء عاملين وبيعدي لكن هناك ده ممكن يجيبك الأرض زي مثلاً إنك تتصور فيديو في وضع مخل مع فتاة ليل في مكتبك .. في دولة زي فرنسا إنت ممكن شعبيتك كرئيس تزيد لو إتعرف إنك بتخون مراتك مع عشيقة .. هم الفرنسيين كده شعب هلاس كده .. لكن الأمريكان عندهم اللي ممكن يجيب السياسي الأرض حاجتين: الواسطة والجنس .. حساسية الأمريكان لفكرة الواسطة بدأت من زمان لما الرئيس (جون كينيدي John F. Kennedy) عين أخوه (روبيرت كينيدي Robert Kennedy) في منصب النائب العام ومن ساعتها ومفيش رئيس أميريكي إستجري إنه يعين حد قريب منه خوفاً من إنه يتقال عليه معين حد بالواسطة حتي لو حيجيب حد في مواصفات (أدهم صبري).
عشان (دونالد ترامب) يطمن الأمريكان فهو عين (جاريد كوشنر) كمستشار له في مؤسسة الرئاسة ومعينوش رئيس لجهة معينة ولا كوزير لأي وزارة والأهم إنه قال إن جوز بنته حيشتغل ببلاش يعني مش حياخد مرتب حكومي .. الأمريكان قالوا لنفسهم واضح إن الرئيس بيثق ومؤمن جداً بقدرات جوز بنته فمفيش مانع نجرب والأهم إن الأمريكان مشوا بمبدأ أبو بلاش كتر منه كده كده إحنا مش حندفعله فلوس .. إيمان (دونالد ترامب) بقدرات جوز بنته والحقيقة إن مفيش حد عارف الإيمان والثقة الزيادة دي جابها من أي داهية مخليه يحمله مسئوليات أحياناً بتكون غير منطقية .. يعني مثلاً خليني أرصلك شوية مسئوليات محطوطه قدام (جاريد كوشنر) واللي المفروض إنه يلاقيلها حل ويشتغل عليها خلال فترة الرئاسة الأولي ل(دونالد ترامب) اللي مدتها 4 سنين:
- هو مسئول عن إحياء عملية السلام في الشرق الأوسط.
- مسئول عن إعادة هيكلة كاملة للحكومة الفيدرالية الأميريكية
- مسئول عن التواجد الأميريكي في العراق.
- مسئول عن عملية إصلاح النظام القضائي الأميريكي.
- مسئول عن العلاقات الدبلوماسية بين أميركا والمكسيك.
اللي حنتكلم عنه النهاردة مش محاولة إثبات إن (جاريد كوشنر) هو أهم شخصية في البيت الأبيض ولا محاولة لإثبات إنه غير مؤهل إنه يمسك حتي منصب الكاشير بتاع فرع كينتاكي المهندسين .. اللي حنتكلم عنه النهاردة هو إن الواد ده ممكن يكون هو القشة اللي تقسم ظهر (دونالد ترامب) .. ممكن يكون هو السبب اللي يخلي (دونالد ترامب) يتنازل عن الحكم وإحتمال يتحاكم بتهمة الخيانة العظمي .. الواد ده عمل مصيبة سودا خلت إن بناء علي كلام جريدة The Wall Street Journal الأميريكية فمحامي البيت الأبيض شخصياً قعد مع (دونالد ترامب) ونصحه بإنه لازم يقيل جوز بنته ويطرده بره البيت الأبيض قبل ما يتسبب بإنهاء رئاسة (دونالد ترامب) بدري .. لسبب برده محدش فاهمه أصر (دونالد ترامب) علي إنه يخلي جوز بنته في منصبه وهو مُصر علي رأيه بإن (جاريد كوشنر) شاب زي الفل ومعملش حاجة غلط.
أظن السؤال دلوقتي هو إيه بالضبط المصيبة اللي (جاريد كوشنر) عملها؟
المصيبة دي هي إن الواد ده إتكلم بشكل غير قانوني مع ناس تقيلة أوي في الحكومة الروسية عشان ياخد منهم معلومات ممكن تضر (هيلاري كلينتون Hilary Clinton) اللي كانت مترشحة ضد (دونالد ترامب) في إنتخابات الرئاسة .. المشكلة إن المعلومة دي إلي حد ما تعتبر معلومة جديدة لسه عارفينها ومتؤكدين فعلاً إنها حصلت من حوالي شهر .. المخابرات الأميريكية من وقت الإنتخابات وهي بتقول إنها شبه متؤكدة إن Hackers روس إخترقوا الWebsite بتاع لجنة السياسات للحزب الديموقراطي اللي بيسموها في أميركا DNC اللي (هيلاري كلينتون) كانت مترشحة عنه وسرقوا كم ضخم من E-mails عن خطط الحزب الديموقراطي بخصوص إزاي يكسبوا إنتخابات الرئاسة .. الديموقراطيين طبعاً بعد ما (هيلاري كلينتون) خسرت الإنتخابات قالوا ده معناه إن التفسير الوحيد لإزاي (دونالد ترامب) كسب الإنتخابات هو إن الHackers دول إدوله الE-mails اللي سرقوها من لجنة السياسات بتاعة الحزب الديموقراطي .. طبعاً إنت مش محتاج تبقي دارس قانون عشان تقول إن ده إتهام مش مبني علي أساس قوي .. طب ما يمكن فعلاً المواطن الأميريكي كان مُعجب ب(دونالد ترامب) ومش عايز (هيلاري كلينتون)؟ .. لمدة 4 شهور من ساعة ما (دونالد ترامب) إستلم الرئاسة والإتهامات عماله تروح يمين وشمال من غير أي إثبات رسمي .. لا الجمهوريين اللي (دونالد ترامب) يبقي مرشحهم عارفين يثبتوا إنه بريء ولا الديموقراطيين عارفين يثبتوا إنه مذنب .. ناس تقول إن المخابرات الروسية هي اللي خلت (دونالد ترامب) يكسب الإنتخابات وناس تقول إن (دونالد ترامب) كسب الإنتخابات حقاً وصدقاً.
فجأة المواطن الأميريكي من حوالي شهرين صحي علي خبر إن الكونجرس الأميريكي (اللي هو مجلس الشعب) قرر تعيين قاضي تحقيقات إسمه (روبيرت مالر Robert Muller) كان شغال زمان مدير لمكتب التحقيقات الفيدرالي FBI اللي هو في مصر بيعادل مباحث أمن الدولة وإن الأخ (روبيرت مالر) ده دوره هو إنه يثبت هل فعلاً (دونالد ترامب) كان متواطيء مع الروس عشان يكسب الإنتخابات ولا لا؟
من ساعة خبر تعيين (روبيرت مالر) كقاضي تحقيقات والمصايب عمالة تهل زي السيل علي (جاريد كوشنر) اللي فيه تقارير صحفية بتقول إن المحققين بيعتبروه حالياً المشتبه به رقم واحد والحقيقه إنك محتاج تفهم إن ده سببه كذا حاجة لازم تربطهم ببعض عشان تبدأ تجمع صورة كاملة لإزاي (جاريد كوشنر) لو فعلاً أُدين فهو ممكن يتحاكم ويتسجن كمان .. وخلينا نحطلك 3 نقاط أساسية إعتبرهم أدلة الإدانة ضد (جاريد كوشنر):
- الإجتماع اللي تم يوم 9 يونيو 2016 واللي حضره (جاريد كوشنر) .. الإجتماع ده عمله إبن (دونالد ترامب) الكبير واللي إسمه (دونالد ترامب جونيور Donald Trump Jr.) مع حد قريب أوي من الحكومة الروسية كان عنده أدلة ضد (هيلاري كلينتون) ممكن الحملة الإنتخابية ل(دونالد ترامب) تستخدمها .. لكن إحقاقاً للحق (دونالد ترامب جونيور) بيقول إنه مخدش حاجة والإجتماع طلع فشنك لإن الحد اللي كان المفروض إنه قريب من الحكومة الروسية مطلعش عنده أدلة ولا حاجة .. بس حتي لو ده حقيقي فمجرد إنك قعدت معاه بنية إنك تاخد منه معلومات ممكن تدين (هيلاري كلينتون) يُعتبر جريمة.
- بعد الإنتخابات ما خلصت و(دونالد ترامب) بقي رئيس حصل لقاء بين (جاريد كوشنر) وبين السفير الروسي في واشنطن (سيرجي كيزلياك Sergey Kislyak) عشان يعملوا مع بعض قناة إتصال من تحت الطرابيزة للإتصال بين الإدارة الأميريكية والروسية .. المشكلة إن ده يُعتبر جريمة تجسس لإن أي قناة إتصال زي دي لازم تحصل بمعرفة المخابرات الأميريكية والمخابرات الأميريكية قالت إنها مكنتش تعرف حاجة عن الموضوع ده.
- في شهر ديسمبر اللي فات خلال مرحلة إستلام السلطة بين الرئيس الجديد (دونالد ترامب) والرئيس اللي ماشي (باراك أوباما Barack Obama) حصل إجتماع بين (جاريد كوشنر) وبين رئيس حاجة إسمها Vnesheconombank الروس بيسموها إختصاراً VEB وده بنك روسي قومي يعني مملوك للدولة زي بنك مصر كده .. المشكلة مش في الإجتماع قد ما المشكلة إن بعد الإجتماع خرج (جاريد كوشنر) ورئيس VEB قالوا كلام مختلف خالص عن بعض عن هو الإجتماع ده حصل فيه إيه .. (جاريد كوشنر) قال إنه حضر الإجتماع ده بصفته مستشار الرئيس الأميريكي في حين إن رئيس VEB قال إن (جاريد كوشنر) إتكلم معاه بخصوص شغل شركته العقارية في روسيا .. ده خلي المحققين يقولوا طب ما كده (جاريد كوشنر) مش جاي البيت الأبيض يشتغل لصالح الشعب الأميريكي ده جاي ياكل عيش ودي جريمة كبيرة في دولة زي أميركا.
فيه كذا تفسير منطقي لكل ده:
- الإحتمال الأول إن فعلاً المخابرات الروسية جندت (جاريد كوشنر) وهو كان المايسترو بتاع الإتصالات بين الحملة الإنتخابية ل(دونالد ترامب) وبين الروس وبداية الخيانة دي كانت في الإجتماع بتاع 9 يونيو 2016 .. أهم دليل علي صحة الإحتمال ده هو التسريبات اللي قالت إن المحققين في لجنة (روبيرت مالر) لقوا E-mails بين (جاريد كوشنر) وبين (دونالد ترامب جونيور) بيقوله فيها نصاً إن المخابرات الروسية بتدعم أبوه في الإنتخابات ومستعدين يعملوا أي حاجة عشان يوصل للبيت الأبيض.
- الإحتمال الثاني إن فعلاً (جاريد كوشنر) بريء من تهمة الخيانة إنما جريمته هو الجشع والتربح من منصبه وعلي فكرة مش لوحده إنما عيلة (دونالد ترامب) كلها بتعتبر الرئاسة دي مجرد طريقة إنهم يكسبوا فلوس كتير.
- الإحتمال الثالث هو إن (جاريد كوشنر) بريء فعلاً من كل حاجة بس مشكلته إنه أهبل .. لا هو خاين وشغال لحساب الروس ولا هو بيتربح مالياً من شغله .. هو مجرد شخص أهبل صادف إن معاه فلوس و لإنه متجوز بنت الرئيس فمن يوم وليلة لقي نفسه شخص مهم وحط نفسه في مصايب كتير بسبب إن خلينا نكون صرحاء مع بعض هو مش مؤهل إن زي ما قلت يمسك كاشير في فرع كنتاكي المهندسين.
السؤال دلوقتي هل (دونالد ترامب) فعلاً حيقيل جوز بنته من منصبه؟ هل حيقتنع إن (جاريد كوشنر) بقي عبء كبير علي مؤسسة الرئاسة؟
المصدر:
- مقالة بعنوان Why is Jared Kushner still in the White House? نشرت في مجلة The Atlantic الأميريكية و ده لينك المقالة الأصلية:
https://www.theatlantic.com/politics/archive/2017/09/it-all-goes-back-to-jared/539526/
