جو بايدن .. السياسة في زمن أنا و إبن عمي علي الغريب.

لينك التسجيل الصوتي للمقالة علي Sound Cloud:

https://soundcloud.com/user-112011687-312727988/dwdzf6d62mje

أنا عارف كويس إن السنة دي شالت ما خلت .. فيه كتير مننا دخلوا السنة دي وهم بيقولوا يارب أحقق أحلامي و دلوقتي بيقولوا يا رب أنا عايز أعيش بس لأخر السنة .. بداية بحريق غابات الأمازون مروراً بفيروس كورونا و حالياً أزمة سد النهضة فأنا حاسس بيك لو كنت بتقول لنفسك أنا مش حمل مصايب تانية و خليني أطبطب عليك و أقولك لا إجمد كده أومال مفيش رجل بيعيط .. فيه خازوق جاي في السكة في نوفمبر 2020 و الخازوق ده هو الإنتخابات الرئاسية الأميريكية .. فيه ناس حتقول يا عم متوجعش دماغنا إحنا مالنا و اللي بيحصل في أميركا .. لو إنت من الناس دي فإنت محتاج تفهم نقطة بسيطة .. لنفترض إنك شغال في شركة كبيرة زي طلعت مصطفي أو أورانج مثلاً و إتقالك إن الجمعية العمومية إجتمعت عشان تعين رئيس مجلس إدارة جديد .. فعلياً إنت الموضوع بره عنك .. لا هم حياخدوا رأيك ولا تعيين حد جديد حيفرق معاك في مرتب الشهر الجاي .. بس إنت من جواك الفضول بياكلك عشان تعرف مين اللي حيبقي ماسك الشركة؟ .. أهو علي الأقل تعرف هو أنتوا حيتقالكوا من هنا و رايح مفيش مناديل ولا صابون سايل حيتحط في الحمام ولا حيتقالكوا ان من هنا و رايح المشاريب حتبقي علي حساب الشركة.

في حالة إنك متعرفش فالإنتخابات الجايه في أميركا حتبقي بين إتنين .. علي إيدك اليمين كيس الشيتوس الحجم العائلي أو جدك اللي لسانه زفر و مبيبطلش منه غير قلة الأدب (دونالد ترامب Donald Trump) .. و علي إيدك الشمال جدك برده اللي مبيعرفش يقول كلمتين علي بعض و نص كلامه مبيتفهمش (جو بايدن Joe Biden) .. النهاردة أنا عايزك تطلع من المقالة دي فاهم حاجتين:

• أول حاجة هو إزاي وصل بينا الحال إننا في 2020 و الإتنين المرشحين لحكم أقوي دولة في العالم بيبقي جزء كبير من تفكيرهم إنهم ميشربوش مياه كتير بالليل عشان ميتضطروش يقوموا يخشوا الحمام عشان حكم السن وكده يعني؟
• ثاني حاجة هي بالصلاة علي النبي هو الأخ (جو بايدن) ده بيبيع إيه؟

الحقيقة إن السر أبسط و أغرب مما تتخيل .. هو بسيط لدرجة تعصب و السر هو الأساس اللي نظام الإنتخابات الأميريكية إتبني عليه .. بص يا سيدي .. عارف لما تلعب كوتشينه و يبقي معاك الولد؟ .. مش بيتقال إن الولد بيقش كل حاجة؟ .. أهو ده المبدأ اللي إتبنت عليه الإنتخابات هناك أو زي ما الأمريكان نفسهم بيسموه Winner Takes All .. مش فاهم أنا عارف .. الفكرة بتاعة أي إنتخابات إن لنفترض موقع يلا كورة عمل إستفتاء علي مين أحرف لاعيب في تاريخ مصر هل هو (محمد أبوتريكه) ولا (محمود الخطيب) ولا (محمد صلاح)؟ .. الناس بتخش الموقع تختار و في أخر اليوم بنشوف هو كام واحد حط صوته و اللي عدد أصواته عدي 50% يبقي هو الكسبان .. لو محدش جاب ال50% من أول جولة بُيستبعد المرشح الأقل في عدد الأصوات و بتتعمل جولة جديدة ولازم واحد من الإثنين الفاضلين أكتر من نص اللي حطوا أصواتهم في الإستفتاء يكونوا إختاروه .. بمعني إن الأغلبية أو Majority هي اللي كلامها بيمشي .. ده المبدأ اللي أي إنتخابات في الدنيا بتمشي عليه .. بس مش ده نظام الإنتخابات الأميريكية.

الإنتخابات الأميريكية ماشيه بمبدأ تاني خالص إسمه التعددية Plurality وعشان تفهمه تعالي نرجع لنفس المثال بتاع إستفتاء مين أحرف لاعيب جه في تاريخ مصر .. النظام التعددي مش بيشترط إن إسم معين يعدي 50% .. لا خالص .. الإسم اللي ياخد أعلي أصوات مقارنة بالأسامي الثانية هو الكسبان حتي لو بتتكلم إن اللي كسب الإستفتاء خد 32% مثلاً من الأصوات.

لو لسه برده مش مجمع أوي الفكرة في دماغك خليني أرجعك بالزمن لإنتخابات 2016 في أميركا ومش قصدي الإنتخابات الرئاسية اللي كانت بين (دونالد ترامب) و (هيلاري كلينتون Hillary Clinton) .. لا أنا قصدي علي الإنتخابات الداخلية جوه الحزب الجمهوري واللي أٌختير علي أساسها (دونالد ترامب) يبقي هو المرشح بتاعه .. (ترامب) عشان يبقي هو مرشح الحزب مخدتش أغلبية الأصوات يعني الناس اللي قالوا إن (ترامب) يبقي هو المرشح بتاعنا مكانوش فوق 50% من أعضاء الجمعية العمومية للحزب .. مش ده اللي حصل .. (ترامب) خد أصوات 13.3 مليون بني أدم ودول تقريباً 46.6% من إجمالي أعضاء الحزب .. ده معناه إن الأغلبية بتاعة الحزب مكانتش عايزاه بس هو عشان خد أعلي نسبة أصوات فمبقاش قدامهم حل غير إنهم يرشحوه حتي لو ده كان معناه إن أعضاء الحزب إختاروا حد هم من جواهم مش طايقين وش أمه.

خد عندك مثال (ماركو روبيو Marco Rubio) .. ده يبقي عضو في الكونجرس عن ولاية فلوريدا بس مش دي القضية .. القضية إن الرجل ده كان مرشح نفسه ضد (ترامب) في الإنتخابات الداخلية للحزب في 2016 و الإتنين شتموا بعض و سفوا علي بعض ولا أجدعها خناقة بين الأهلاوية و الزملكاوية علي سوشيال ميديا بس بعد ما أٌعلن إن خلاص (ترامب) بقي هو مرشح الحزب تلاقي (ماركو روبيو) بقي شوية و حيقول علي (ترامب) إنه هو (المهدي المنتظر).

ده لوحده ظاهرة نفسية أنا عايز أقف عندها شوية وهي قدرة البني أدم إنه يعصر علي نفسه شوال لمون و يطلع يقول شعر في شخص هو مش طايقه لمجرد إن السياسة نجاسة .. خليني برده أقربهالك بمثال عشان تبقي مستوعب الفكرة .. فاكر أيام حكم الرئيس (محمد مرسي) الله يرحمه و الخناقات اللي كنا بنشوفها كل يوم علي القنوات الفضائية .. مش كنت دايماً بتلاقي التيار السلفي واقف في ظهر الإخوان المسلمين ضد المعارضة من القوميين و الليبراليين و غيرهم؟ .. الناس اللي كانت فاهمة سياسة كانت عارفة إن السلفيين و الإخوان أساساً مش طايقين بعض .. زي ما اليساريين و الليبراليين بيلعنوا سلسفين بعض برده بس عشان السلفيين بيكرههوا الليبراليين أكتر ما بيكرهوا الإخوان المسلمين فمكنش عندهم أي مشكلة إنهم يتحدوا مع الإخوان تحت مٌسمي الإسلام السياسي و العكس صحيح .. الليبراليين عصروا علي نفسهم شوال لمون و بقوا واقفين مع الناصريين مش لسبب غير إنهم بيكرهووا الإسلاميين أكتر ما بيكرهوا (جمال عبدالناصر) الله يرحمه .. صحيح كلهم خدوا علي قفاهم وصحيح كلهم كانوا عرايس ماريونييت في إيد طرف تالت بس مش دي القضية .. القضية إن ده في السياسة بيسموه Negative Partisanship ودي اللي محتاجة تتفهم.

انا مش عايز أترجمها ترجمة حرفية بس خليني أقولك إن معناها انا و إبن عمي علي الغريب .. أنا ممكن أكون بلعن سلسفين إبن عمي و بينا خناقات ما يعلم بيها إلا ربنا علي الورث بس أحياناً انا بكره الغريب أكتر ما بكره إبن عمي .. فكرة أنا و إبن عمي علي الغريب دي في السياسة بتخلي الطرفين واخدين مواقف متطرفة أوي .. ده يفسرلك ليه إنت شايف إن الإلحاد في مصر عمال يزيد .. ده يفسرلك الفيديو الغريب بتاع جبنة نستو يا معفنين أيام موجة (حازم صلاح أبو إسماعيل) .. في السياسة إنت لو مواطن و أنا لو سياسي فصدقني إن أنا أسهلي بكتير أخليك تكره حد تاني أكتر ما إني أقنعك بإني أحسن منه.

نرجع تاني لأميركا .. (ترامب) بيعرف كويس أوي يلعب بورقة Negative Partisanship .. لو إنت نازل تتظاهر و شايل سلاح بس بتقول إن (ترامب) كويس فإنت تبقي صاحبه و حبيبه و كفاءة .. لو إنت نازل تتظاهر برده ومش شايل سلاح بس بتشتكي منه يبقي حيعصرك ينزل منك (جورج فلويد George Floyed) صغير .. في السياسة الأميريكية كل ما تبقي قليل الأدب كل ما مكاسبك زادت و كله بسبب فكرة التعددية اللي الإنتخابات الأميريكية إتبنت عليها .. الحزب الجمهوري عارف إنه محتاج يكسب .. مش أغلبية .. بس يكسب يدوبك الأصوات اللي تكفيه ياخد الكرسي .. عشان كده لو إنت بتتابع السياسة الداخلية الأميريكية كويس حتلاقي إن الحزب الجمهوري مرتبط إسمه ب3 حاجات:

• أول حاجة هي قوانين إنك عشان تروح تنتخب لازم يبقي معاك بطاقة و أنا عارف إننا في مصر دي حاجة غريبة علينا بس الأمريكان بيكسلوا يشيلوا بطايق زي ما إنت لو رجل متجوز بتكسل تلبس الدبلة.
• ثاني حاجة هي قوانين إعادة فرز أصوات الناخبين لإنهم كل شوية يطلع يقولك إحنا عايزين نعيد فرز الأصوات في الإنتخابات بتاعة الولاية الفلانية و اللي يصادف يعني إنها إنتخابات هم خسروها بس عشان يرجعوا يكسبوها تاني.
• تالت حاجة هي بدعة من بدع الشيطان إسمها جيري- ماندرينج Gerrymandering ودي عشان أبسطهالك إنهم بيعيدوا تقسيم المحليات بحيث الأحياء اللي ليها كثافة سكانية معروف بإنها بتنتخب الجمهوريين يتحطوا في حتة واحدة عشان لما يجي وقت الإنتخابات يكونوا ضمنوا الحتة دي .. حتة Gerrymandering دي بالذات حنحتاجها كمان شوية .. تفتكر ده كله ليه؟ .. عشان النظام التعددي اللي الإنتخابات الأميريكية إتبنت عليه.

النظام التعددي أو Winner Takes All ده بيخلي إن عشان يبقي ليك فرصة إنك تنافس لازم تطلع اسوأ ما فيك لو إنت جمهوري .. لو إنت ديموقراطي فده بيحطك في مصيبة تانية حنتكلم عنها كمان شوية بس خلينا مركزين مع الجمهوريين حبة كمان .. حاول تتخيل إنها شبه خناقات سوشيال ميديا دلوقتي بين الأهلاوية و الزملكاوية .. تلاقي Facebook Page زي في الجول مثلاً جايبه تصريح مشكوك في صحته للاعيب سابق في الزمالك بييشتم في الأهلي أو تصريح مشكوك في صحته برده لمسئول في الأهلي بيشتم في الزمالك .. ليه بيعملوا كده؟ .. عشان يزودوا الكومنتات و الشير .. هل دي صحافة؟ بالتأكيد لا .. نفس الكلام في أميركا .. فكرة Winner Takes All بتخلي إن الجمهوريين كل ما يجيلهم فرصة بيخلوا عدد الأصوات بتاعة الناخبين في المناطق النائية اللي هم ضامنينها ليها تأثير أكتر بكتير من عدد أصوات الناخبين في المدن الكبيرة اللي هم عارفين إنهم بينتخبوا الديموقراطيين .. الإحصائيات لوحدها مذهلة .. في أخر 7 إنتخابات رئاسية في أميركا منهم 6 المرشح الديموقراطي خد أصوات أكتر من المرشح الجمهوري و رغم كده الديموقراطيين خسروا 5 إنتخابات من السبعة دول .. في أخر 3 إنتخابات برلمانية المرشحين الديموقراطيين خدوا عدد أصوات أكتر من المرشحين الجمهوريين و رغم كده الديموقراطيين خسروا الإنتخابات الثلاثة وهنا أنا حروح أتكلم عن الديموقراطيين و بالتالي أتكلم عن (جو بايدن).

فكرة التعددية أو Winner Takes All خلت الديموقراطيين في موقف زي الزفت .. هم بقوا محتاجين أصوات أكتر بكتير في أي إنتخابات عشان يكسبوها وبالتالي هم بقوا عاملين بالضبط زي الأكل اللي مفيهوش ملح .. الحزب الديموقراطي دلوقتي هو الحزب العادب .. اللي ملوش طعم .. عشان كده هم إختاروا (جو بايدن) .. تدري ليش؟ .. عشان ملوش طعم فأي حد يقدر يزود ملح و فلفل براحته علي حسب مزاجه و محدش ينادي الجرسون يقوله إن الأكل ملحه زايد .. زي ما قلت في البداية (جو بايدن) هو جدك اللي مبيعرفش يكمل جملة علي بعضها .. في أي قعدة للعيلة حتلاقي الجيل الكبير في العيلة مترصص حول جدك ده وسبحان الله رغم إن كلامه نصه إنت مبتفهموش بس بتلاقيهم هم فاهمينه كويس و بيتناقشوا معاه .. الجيل الصغير شوية اللي إنت منهم بتبقوا قاعدين مع بعضيكوا تتكلموا في المواضيع اللي تهمكوا .. صدقني لو قلتلك إن الديموقراطيين نفسهم مقسومين نصين .. النص الأولاني عاملين زي الجيل الكبير في السن في عيلتك اللي مبسوطين جداً إن جدو (بايدن) داخل الإنتخابات .. النص الثاني اللي هو الجيل الصغير في السن اللي زي ما الجمهوريين اللي عصروا علي نفسهم لمونة و وقفوا ورا (ترامب) فهم كمان حيعصروا علي نفسهم لمونة و حيقفوا ورا (بايدن) .. ليه؟ .. أرجع تاني و أقولك أنا و إبن عمي علي الغريب.

أكتر حد محروق دمه وسط الديموقراطيين هم الناس اللي كان نفسها (بيرني سانديرز Bernie Sanders) هو اللي يبقي مرشح الحزب .. للناس اللي مش عارفه مين الأخ ده فده يبقي جدو برده بس ده جدو اللي ماشي مع العصر .. ده جدو اللي عنده أكونت علي سناب شات و أنستجرام .. ده جدو اللي الشباب الصغير بيموت فيه لإنه بيتكلم عن مشاكلهم .. ده جدو اللي لما حد يسأله طب إنت ناوي تعمل إيه لما تحكم يقولك لا أنا حعمل كتير .. حعمم التأمين الصحي الإجباري .. حفرض الحد الأدني للمرتبات .. حقف الند بالند للبنوك .. الشباب اللي كان نفسه جدو (بيرني) هو اللي يبقي مرشح الحزب لما بيشوفوا جدو (بايدن) وهو عامل زي الأكل العادب اللي ملوش طعم بيتحسروا .. بيتحسروا علي جدو (بيرني) الحراق الحرش المتسبك بالسمنة البلدي أبو ريحه تجنن .. الشباب دول عارفين إن الحزب الديموقراطي دلوقتي فيه حاجة غلط و الحاجة الغلط دي هي اللي بتخليهم كل شوية يخسروا أي إنتخابات ضد الجمهوريين و الحاجة الغلط دي هي المنيو.

حاول تتخيل إن الحزب الديموقراطي عامل زي محل جاد بتاع الساندوتشات .. إنت مش بتروح جاد عشان نفسك تاكل من عندهم سندوتش معين .. إنت مش بتقوم الصبح تقول لنفسك يا سلام النهاردة محتاج أبدأ يومي بسندوتش فول من جاد .. إنت بتطلب من عند جاد عشان إنتوا عشرة في الشغل وفيه منكوا البنت الإنفه اللي مبتاكلش فول و فلافل و عايزه تاكل جبنة مقلية و فيه منكوا اللي مبيكرهش في حياته غير الأكل السوري .. إنت بتطلب من جاد عشان المنيو بتاعة جاد فيها كل حاجة .. منيو مفيهاش حاجة مميزة بس فيها كل حاجة … ده الحزب الديموقراطي .. حقوق أقليات تلاقي .. حقوق شواذ تلاقي .. تأمين صحي تلاقي .. رفع مرتبات تلاقي .. ده السبب اللي خلي الحزب إختار (جو بايدن) .. (جو بايدن) مبيزعلش حد .. فكرة Winner Takes All هي اللي خلقت فكرة نظام الحزبين و اللي زي ما خلت الجمهوريين يروحوا لأقصي اليمين و يجيبوا واحد عنصري قليل الأدب فالديموقراطيين محتاجين مش إنهم يروحوا لأقصي اليسار إنما عشان هما محتاجين عدد أصوات أكتر فهم محتاجين المرشح اللي زي ما قلت مبيزعلش حد .. اللي هو (جو بايدن) .. قصاد علي الناحية الثانية الحزب الجمهوري عامل زي ما تروح ل(حسن البرنس) .. إنت رايح و محدد إنت رايح ليه .. طاجن الملوخية و ورقة اللحمة .. مينفعش تروح و تقوله أنا كشري أو عايز سمك .. اللي بيرشحه الحزب الجمهوري بيبقي معروف دماغه .. حندوس علي وش الأقليات .. مفيش حاجة إسمها تأمين صحي .. الأغنياء مش حيدفعوا ضرائب .. دماغ معروفه من الأول.

بس متفتكرش إن إذا كان الجمهوريين متوحدين ورا (ترامب) حتي لو هم كارهينه أو شايفينه غلط فالديموقراطيين حيعملوا كده برده .. (جو بايدن) مترشح عن حزب فعلياً مقسوم نصين .. علي إيدك اليمين الناس الكبيرة في السن اللي من سن جدو (بايدن) اللي كل همهم في الدنيا إن العيلة تفضل تتقابل كل جمعة حتي لو مفيش بينهم حاجات مشتركة تجمعهم غير الإسم .. المهم منظرنا قدام الناس .. الناس الكبيرة دي هم شلة معروفة أهم شخصيتين فيها هم (جو بايدن) و (نانسي بيلوسي Nancy Pelosi) رئيسة الكونجرس دلوقتي .. علي الناحية الثانية جيل الشباب من الحزب اللي شايفين إن اللي فعلاً كان لازم الحزب يرشحه هو جدو (بيرني) .. أهم شخصيتين في الجيل ده هم إتنين بنات .. الأولانية إسمها (أليكساندريا أوكازيو كورتيز Alexandria Ocasio Cortez) و معاها (الهان عمر) .. ده معناه إن الناس اللي ورا (جو بايدن) مش كلهم فرقة واحدة مقتنعين بإنه هو الحل و إنه هو الشخص المناسب .. نص الحزب شايفه هو الشخص المناسب لإنه مبيزعلش حد و النص الثاني أُجبر علي إنه يقبله.

كده انت فهمت ليه الديموقراطيين إختاروا جدو (بايدن) .. تعالي نفهم بقي هو الرجل ده بيبيع إيه في سوق السياسة؟ .. ميزة (جو بايدن) اللي مهم أوي تفهمها إنه معندوش مشكلة يشتغل مع الجن الأزرق عشان خاطر المركب تمشي .. فيه 3 مواقف في الكارير بتاعة الرجل ده توريك الحتة دي بالذات:

الموقف الأول سنة 1987 .. في السنة دي هو رشح نفسه للرئاسة و كان وقتها رئيس اللجنة القضائية في الكونجرس .. اه والله الرجل ده قبل ما أنا أتولد رشح نفسه للرئاسة .. المهم ان في خطاب ترشحه قال كلام خده Copy & Paste من خطاب قاله عضو في البرلمان الانجليزي وطبعاً لما ده إتعرف بقت مصيبة و (جو بايدن) إنسحب من سباق الرياسة و كمان عرض إنه يقدم استقالته من الكونجرس .. الحزب الديموقراطي اللي المفروض إنه يقف في ظهره باعه و الوحيد اللي وقف وراه كان واحد اسمه (ستروم ثورموند Strom Thurmond) .. الرجل ده صحيح إن اسمه تحسه شخصية في مسلسل Game of Thrones بس ده كان رئيس الكونجرس وقتها وصدق أو لا تصدق كان جمهوري .. بس مش دي الصدمة الوحيدة .. (ستروم ثورموند) كان عنصري من زمن العنصرية الجميل ضد السمر .. الرجل ده كان من أنصار فصل السمر عن البيض .. في كتاب Promises to Keep اللي كتبه (جو بايدن) شخصياً عن قصة حياته حكي إزاي إن (ستروم ثورموند) هو اللي وقف لأي حد قال إن (جو بايدن) يقدم استقالته.

الموقف الثاني سنة 2009 في عز الأزمة المالية العالمية لما (باراك أوباما) الرئيس وقتها كان مقدم للكونجرس حزمة تحفيز مالي للإقتصاد بس الجمهوريين عشان الأسباب اللي حكتهالك في البداية وقفوله في الزور لمجرد إنهم يكسبوا الإنتخابات الجاية .. وسط ما الجو ما كان متأزم و البلد كلها لابسة في الحيط (جو بايدن) هو اللي أقنع 3 أعضاء جمهوريين في الكونجرس إنهم يصوتوا لصالح الحزمة المالية و اللي أنقذت الإقتصاد الأميريكي.

اللي أنا عايز أوصله ليك إن (جو بايدن) يبان شخص أهبل .. يبان شخص مبيعرفش يكمل جملتين علي بعض .. يا مؤمن دول مطلعين عليه اسم (جو النعسان Sleepy Joe) في أميركا .. كل ده علي عيني و علي راسي لإن (جو بايدن) من السياسيين اللي مبيعرفش يشتغل إلا في أوضة مقفولة .. هو بيعرف يشتغل زي ما قلتلك مع الجن الأزرق .. هو مش بتاع إنه يمسك مايك و يسحرك بالكاريزما بتاعته زي (بيرني) أو حتي (باراك أوباما) .. عشان كده ناس كتير مش فاهمة أوي هو البرنامج الإنتخابي بتاعه إيه لإنه مبيعرفش يتكلم عنه .. البرنامج الإنتخابي بتاعه علي فكرة كله مصايب و ميقلش في ثوريته و إشتراكيته عن البرنامج بتاع (بيرني) .. هو عايز يعمل Child Tax Credit يعني لو عندك طفل فده كفيل إنه يخفض الضرائب اللي عليك سنوياً من 2000 دولار ل6000 دولار .. من 2015 وهو بيدافع عن فكرة إن التعليم الجامعي يبقي مجاني .. عايز يرفع الحد الأدني للأجور يبقي 15 دولار في الساعة .. وهي دي النقطة اللي عاجباني في (جو بايدن) .. هو سياساته ممكن تبقي إشتراكية بس قدام الناس هو أبعد ما يكون عن الإشتراكية .. هو مش عنصري بس العنصريين بيحبوه .. العنصريين بيحبوه بس السمر في أميركا بيموتوا فيه.

بسبب سنين من لعب الجمهوريين في الخريطة الإنتخابية الأميريكية واللي أنا شرحتها تحت اسم Gerrymandering فعشان الديموقراطيين يكسبوا (ترامب) فهم مش بس محتاجين إن عدد الأصوات الإجمالية اللي تنتخب (بايدن) تبقي أكتر من اللي إختارت (ترامب) لإن (هيلاري) جابت أصوات أكتر من الأصوات اللي خدها (ترامب) وبرده خسرت الإنتخابات .. العك اللي إتعمل لسنين خلي إن الديموقراطيين محتاجين يكسبوا في أماكن كتير ليها تقل إنتخابي جمهوري .. خد عندك مثلاً ولاية زي بنسلفانيا .. في إنتخابات 2012 مثلاً (أوباما) كسب الولاية دي مستريح .. في إنتخابات 2016 بسبب Gerrymandering فالجمهوريين خلوا إن عشان أنا أبقي مرشح رئاسي و يتقال إن ولاية بنسلفانيا إختارتني فمش لازم أغلبية سكان الولاية ينتخبوني .. لا الدنيا هناك مش بتمشي بالمنطق ده .. بسبب Gerrymandering أو اللعب في حدود المحليات فولاية بنسلفانيا بقت نتيجتها بتتحدد علي أساس نتيجة مقاطعة بيتسبيرج ودي حتة في ركن الولاية بس في إنتخابات 2016 (ترامب) كسب (هيلاري) في المقاطعة دي بس بفارق 20% .. إنت متخيل إن ولاية كاملة طارت من إيد (هيلاري) عشان مقاطعة واحدة فيها؟

الحتة دي اللي حتوصلني للموقف الثالث من الكارير بتاع (بايدن) .. شكلك إفتكرت إني نسيت صح .. فاكر مقاطعة بيتيسبرج اللي بسببها (هيلاري) خسرت ولاية بنسلفانيا؟ .. سنة 2018 إتعملت إنتخابات برلمانية عشان يختاروا مين اللي حيخش الكونجرس عن الولاية دي .. الجهوريين رشحوا واحد اسمه (ريك ساكون Rick Saccone) و الرجل ده كان بيتعامل مع (ترامب) زي ما الناس كانت بتتعامل مع (دون كورليون) في فيلم The Godfather .. علي الناحية الثانية الديموقراطيين إختاروا شاب روش اسمه (كونور لامب Conor Lamb) .. ولا واحد من المرشحين الرئاسيين الديموقراطيين وقف في ظهر (كونور لامب) إلا (بايدن) .. (بايدن) سافر بيتيسبرج و قعد في الحملة الإنتخابية بتاعة (كونور لامب) ولف علي بيوت الناس يقنعهم بيه و الواد كسب الإنتخابات .. هل جدو (بايدن) حيعرف يكسب الإنتخابات الجاية؟ .. بصراحة إحتمال كبير.

المصادر:

• حلقه بعنوان بعنوان We are doing elections wrong  من برنامج Patriot Act with Hasan Minhaj بتتذاع علي قناه Netflix وده لينك الحلقه علي YouTube:
  https://www.youtube.com/watch?v=MykMQfmLIro\
• فيديو بعنوان The case for Joe Biden  نشر علي YouTube وده لينك الفيديو:
  https://www.youtube.com/watch?v=4c5fuOPCeYw